المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من ترك شئ لله عوضه الله خيرًا منه


بيارق
12-03-2009, 03:38 AM
من ترك شيئًا لله عوضه الله خيرًا منه" في ذيل طبقات الحنابلة ذكر [ابن رجب] في ترجمة

القاضي [أبي بكر الأنصاري] البزاز أنه قال: كنت مجاورًا في <مكة> -حرسها الله- فأصابني

يومًا من الأيام جوع شديد، ولم أجد شيئًا أدفع به عني ذلك الجوع، وخرجت أبحث عن طعام فلم

أجد، فوجدت كيسًا من حرير مشدود برباط من حرير أيضًا، قال: فأخذته وجئت به إلى بيتي،

وحللته فوجدت فيه عقدًا من لؤلؤ لم أرَ مثله قط، قال: فربطته وأعدته كما كان، وخرجت أبحث

عن طعام فوجدت شيخًا ينادي ويقول: من وجد لنا كيسًا صفته كذا وكذا فله خمسمائة دينار من

الذهب، قال: فقلت في نفسي إني محتاج وجائع أفآخذ هذه الدنانير لأنتفع بها وأرد عليه كيسه؟ لا

ضير، فقلت له: تعال إليَّ فأخذته، وذهبت به إلى بيتي، وسألته عن علامة الكيس، وعلامة

اللؤلؤ، وعدد اللؤلؤ، والخيط المشدود به، فإذا هو كما قال، قال: فأخرجته ودفعته إليه، فسلم

إليَّ خمسمائة دينار الجائزة التي ذكرها، قال: فقلت له: يجب علي أن أعيده لك ولا آخذ له

جزاءً، قال: لابد أن تأخذ، وألحَّ عليَّ كثيرًا، وأنا أحوج ما أكون، قال: فقلت: والذي لا إله إلا هو

ما آخذ عليه جزاءً من أحد سوى الله، فلم يقبل الدنانير، قال: فتركني ومضى، ورجع الشيخ بعد

موسم الحج إلى بلده، وأما ما كان مني –الإمام البزاز الكلام له- قال: فإني خرجت من مكة

وركبت البحر في وسط أمواجه المتلاطمة وأهواله، فانكسر المركب، وغرق الناس، وهلكت

الأموال، وقال وسلمني الله إذ بقيت على قطعة من المركب تذهب بي يمنة ويسرة لا أدري إلى

أين يذهب بي، بقيت مدة في البحر تتقاذفني الأمواج من مكان إلى مكان حتى لفظتني إلى جزيرة

فيها قوم أميون لا يقرؤون ولا يكتبون، قال: فجلست في مسجدهم، وكنت أقرأ، قال: فما أن

رآني أهل المسجد حتى اجتمعوا عليَّ، فلم يبقَ في الجزيرة أحد إلا قال: علمني القرآن، قال:

فعلمتهم القرآن، وحصل لي خير كثير من جراء ذلك، قال: ثم إني رأيت في ذلك المسجد مصحفا

ممزقا، فأخذت أوراقه لأقرأ فيها، فقالوا: أتحسن الكتابة؟ قلت: نعم، قالوا: علمنا الخط، قال:

قلت: لا بأس، فجاءوا بصبيانهم وشبابهم فكنت أعلمهم، وحصل لي من ذلك خير عظيم، رغبوا

فيه فقالوا له بعد ذلك وهم يريدون أن يبقى معهم: عندنا صبية يتيمة ومعها شيء من الدنيا،

ونريد أن نزوجك بها، وتبقى معنا في هذه الجزيرة، قال: فامتنعت، فألحوا عليَّ وألزموني، فلم

أملك أمام إلحاحهم وإصرارهم إلا أن أجبت لطلبهم، فجهَّزوها لي، وزفُّوها إليَّ، زفها محارمها،

وجلست معهم، وإذا بي أنظر إليها وإذا ذلك العقد الذي رأيته <بمكة> بعينه معلق في عنقها،

دهشت وما كان لي حينئذ من شغل إلا النظر لهذا العقد، فقال محارمها: يا شيخ كسرت قلب هذه

اليتيمة، لم تنظر إليها، وإنما تنظر إلى العقد، قلت لهم: إن لهذا العقد قصة، قالوا: وما هي؟

فقصصتها عليهم فصاحوا وضجوا بالتهليل والتكبير، وصرخوا بالتسبيح حتى بلغ صوتهم أنحاء

الجزيرة، فقلت: سبحان الله! ما بكم؟ قالوا: إن الشيخ الذي أخذ منك العقد في مكة هو أبو هذه

الصبية، وكان يقول عند عودته من الحج ويردد دائمًا: والله ما وجدت على وجه الأرض مسلمًا

كهذا الذي ردَّ عليَّ العقد في مكة، اللهم اجمع بيني وبينه حتى أزوجه ابنتي، وتوفى ذلك الرجل،

وحقق الله دعوته وزوَّجك بابنته، فيقول: فبقيت معها مدة من الزمن فكانت خير امرأة، رزقت

منها بولدين، ثم توفيت فعليها رحمة الله، فورثت العقد المعهود أنا وولدي، قال: ثم توفى الولدان

واحدًا تلو الآخر، قال: فورثت العقد منهما، قال: فبعته بمائة ألف دينار، يحدث بعد مدة ويقول:

هذا من بقايا ثمن ذلك العقد، فرحمة الله على الجميع. من ترك شيئًا لله عوضه الله خيرًا منه،

وصنائع المعروف تقي مصارع السوء (وَمَن يَتَّقِِ اللهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ

يَحْتَسِبُ) (وَمَن يَتَّقِ اللهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا).

منقول عن الشيخ علي بن عبد الخالق القرني - حفظه وحفظكم الله



قصة أخرى

الباذنجانة والمرأة

قال الشيخ علي الطنطاوي في مذكراته:

في دمشق مسجد كبير اسمه جامع التوبة، وهو جامع مبارك فيه أنس وجمال،
سمي بجامع التوبة لأنه كان خاناً تركب فيه أنواع المعاصي، فاشتراه أحد الملوك في القرن السابع الهجري، وهدمه وبناه مسجداً.

وكان فيه منذ نحو سبعين سنة شيخ مربي عالم عامل اسمه الشيخ سليم السيوطي، وكان أهل الحي يثقون به ويرجعون إليه في أمور دينهم وأمور دنياهم، وكان مضرب المثل في فقره وفي إبائه وعزة نفسه، وكان يسكن في غرفة المسجد.

مرّ عليه يومان لم يأكل شيئاً، وليس عنده ما يطعمه ولا مايشتري به طعاماً، فلما جاء اليوم الثالث أحس كأنه مشرف على الموت، وفكر ماذا يصنع، فرأى أنه بلغ حدّ الاضطرار الذي يجوز له أكل الميتة أو السرقة بمقدار الحاجة، وآثر أن يسرق ما يقيم صلبه.

يقول الطنطاوي: وهذه القصة واقعة أعرف أشخاصها وأعرف تفاصيلها وأروي مافعل الرجل، ولا أحكم بفعله أنه خير أو شر أو أنه جائز أو ممنوع.

وكان المسجد في حيّ من الأحياء القديمة، والبيوت فيها متلاصقة والسطوح متصلة، يستطيع المرء أن ينتقل من أول الحي إلى آخره مشياً على السطوح، فصعد إلى سطح المسجد وانتقل منه إلى الدار التي تليه فلمح بها نساء فغض من بصره وابتعد، ونظر فرأى إلى جانبها داراً خالية وشمّ رائحة الطبخ تصدر منها، فأحس من جوعه لما شمها كأنها مغناطيس تجذبه إليها، وكانت الدور من طبقة واحدة، فقفز قفزتين من السطح إلى الشرفة، فصار في الدار، وأسرع إلى المطبخ، فكشف غطاء القدر، فرأى بها باذنجاناً محشواً، فأخذ واحدة، ولم يبال من شدة الجوع بسخونتها، عض منها عضة، فما كاد يبتلعها حتى ارتد إليه عقله ودينه، وقال لنفسه: أعوذ بالله، أنا طالب علم مقيم في المسجد، ثم أقتحم المنازل وأسرق ما فيها؟؟
وكبر عليه ما فعل، وندم واستغفر ورد الباذنجانة، وعاد من حيث جاء، فنزل إلى المسجد، وقعد في حلقة الشيخ وهو لا يكاد من شدة الجوع يفهم ما يسمع، فلما انقضى الدرس وانصرف الناس، جاءت امرأة مستترة، ولم يكن في تلك الأيام امرأة غير مستترة، فكلمت الشيخ بكلام لم يسمعه، فتلفت الشيخ حوله فلم ير غيره، فدعاه وقال له:هل أنت متزوج؟ قال: لا، قال: هل تريد الزواج؟ فسكت، فقال له الشيخ: قل هل تريد الزواج؟ قال: يا سيدي ما عندي ثمن رغيف والله فلماذا أتزوج؟
قال الشيخ:إن هذه الرأة خبرتني أن زوجها توفي وأنها غريبة عن هذا البلد، ليس لها فيه ولا في الدنيا إلا عم عجوز فقير، وقد جاءت به معها- وأشار إليه قاعداً في ركن الحلقة- وقد ورثت دار زوجها ومعاشه، وهي تحب أن تجد رجلاً يتزوجها على سنة الله ورسوله، لئلا تبقى منفردة، فيطمع فيها الأشرار وأولاد الحرام، فهل تريد أن تتزوج بها؟ قال:نعم.
وسألها الشيخ: هل تقبلين به زوجاً؟ قالت: نعم.

فدعا بعمها ودعا بشاهدين، وعقد العقد، ودفع المهر عن التلميذ، وقال له: خذ بيدها، أو أخذت بيده، فقادته إلى بيته، فلما دخلته كشفت عن وجهها، فرأى شباباً وجمالاً، ورأى البيت هو البيت الذي نزله، وسألته: هل تأكل؟ قال: نعم، فكشفت غطاء القدر، فرأت الباذنجانة، فقالت: عجباً من دخل الدار فعضها؟؟

فبكى الرجل وقص عليها الخبر، فقالت له:هذه ثمرة الأمانة، عففت عن الباذنجانة الحرام، فأعطاك الله الدار كلها وصاحبتها بالحلال.

علينا باليقين
12-03-2009, 07:06 AM
من ترك شيئًا لله عوضه الله خيرًا منه

جزاك الله خيرا وبارك فيك وجعله في ميزان حسناتك

لقاء
12-03-2009, 10:12 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيك أختي الفاضلة

أهلاً ومرحباً بك في منتداك منتدى الرقية الشرعية

جزاك الله عنا خير الجزاء على النقل الموفق ...

فمن ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه. فالجزاء من جنس العمل ((فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ)) [الزلزلة : 7-8] .

وننتظر كل ما يفيض به قلمكم الراقي ...

زادكم الله من فضله ونفع بكم

ام عبودة
15-03-2009, 09:00 PM
بارك الله فيكم على النقل الرائع و جزاكم الله خيرا

إسلامية
15-03-2009, 09:20 PM
قال تعالى (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً{2** وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ)



نعم


ومن ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه



بارك الله فيك أختاه ووفقك لما يحبه ويرضاه