المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحكمة من تقديم الجن على الإنس ؟


إسلامية
13-08-2008, 10:38 PM
السؤال :

قال تعالى في سورة الذاريات: (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) فما الحكمة من تقديم الجن عن الإنس؟



الجواب :

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فالتمس بعض العلماء الحكمة من تقديم الجن على الإنس في قوله تعالى: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ [الذريات:56].

فقال محمد الطاهر بن عاشور : وتقديم الجن في الذكر في قوله: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ للاهتمام بهذا الخبر الغريب عند المشركين الذين كانوا يعبدون الجن ليعلموا أن الجن عباد لله تعالى، فهو نظير قوله: وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَداً سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ [الأنبياء:26]. تفسير ابن عاشور 13/28 .

وقال الزحيلي : ... وحكمة تقديم الجن على الإنس أن عبادتهم سرية لا يدخلها الرياء كعبادة الإنس. التفسير المنير 27/48 .
وذكر ذلك الفخر الرازي في تفسيره أيضًا.

وقال أبو الطيب القنوجي : ووجه تقديم الجن على الإنس هاهنا تقدم وجودهم. فتح البيان 13/212 .
فهذا الذي استطعنا الاطلاع عليه في جواب هذا السؤال.

والله أعلم.

مركز الفتوى : إسلام ويب

منذر ادريس
17-08-2008, 04:17 PM
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا
ولكن قول :

وقال الزحيلي : ... وحكمة تقديم الجن على الإنس أن عبادتهم سرية لا يدخلها الرياء كعبادة الإنس. التفسير المنير 27/48 .
وذكر ذلك الفخر الرازي في تفسيره أيضًا.

كيف ذلك وهم مثلنا منهم الفاسق ومنهم الصالح ومنهم ....
فلا أظن هذا الكلام دقيقا والله تعالى أعلم

إسلامية
17-08-2008, 04:38 PM
جزاك الله خيرا أخي الفاضل / المشفق على هذه الوقفة ....


تبادر إلى ذهني بقوله : عبادتهم سرية ( أي أن الجن في عبادتهم لا يرى أحدهم الآخر ) ... هذا ما فكرت به وخصوصا أن الرياء لا يأتي إلا عند المشاهدة والنظر ...


وهنا السؤال : هل يرى الجن بعضهم البعض ؟




ولكن هل ممكن يكون القصد أن عبادتهم سرية بالنسبة لنا حيث إننا لا نراهم ، واذكر قوله تعالى : ( يَابَنِى ءادَمَ لا يَفْتِنَنَّكُمْ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنْ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءاتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ )

يا ليت أحد يفيدنا في هذا الموضوع


وفقكم الله لما يحبه ويرضاه

منذر ادريس
17-08-2008, 05:18 PM
بالنسبة لرؤية الجن بعضهم بعضا فيدل عليه قوله تعالى :
" وإذ صرفنا اليك نفرا من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا انصتوا فلما قضي ولوا الى قومهم منذرين "
فكيف سينذرون قومهم ان لم يروا بعضهم بعضا ؟
فالرؤيا حاصلة لبعضهم البعض
والله تعالى أعلم

إسلامية
18-08-2008, 09:47 PM
جزاك الله خيرا أخي الفاضل / المشفق ... قد أجبت على السؤال الأول فبارك الله فيك بالفعل مقنع جدا

ولكن

ننتظر الجزء الباقي

هل ممكن يكون القصد أن عبادتهم سرية بالنسبة لنا حيث إننا لا نراهم ، واذكر قوله تعالى : ( يَابَنِى ءادَمَ لا يَفْتِنَنَّكُمْ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنْ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءاتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ )


وفقكم الله لما يحبه ويرضاه

منذر ادريس
19-08-2008, 08:37 AM
لا شك أن الجن مكلفون كالإنس بعبادة الله وحده وكما نحن مأمورون بفعل الطاعات وترك المحرمات فهم مثلنا في ذلك والرياء كما يقع من الإنس يقع من الجن والا أصبح التكليف عبثا فلم يأمرهم الله بما يأمرنا وهم لا يقع منهم وحتى نجوّز إخراجهم من الأمر فلا بد من دليل على المسألة ولا دليل
وكلام الزحيلي ينصب الى من هو مثلهم وقصده واضح أن الجن عبادتهم لا يدخلها الرياء الى من هو مثلهم أما الإنس فلى العكس يدخلها الرياء وهذا التفريق لا دليل عليه

د.عبدالله
22-08-2008, 02:05 PM
بارك الله فيكم جميعا وجزاكم الله خير ووفقكم لما يحب ويرضى اللهم آمين .

ولكنني اتساءل هنا ؟ ألا يكون سبب الحكمة من تقديم الجن على الإنس هو دليل على أن الله سبحانه وتعالى خلق الجن قبل الإنس ؟ كما قال تعالى ** والجان خلقناه من قبل من نار السموم **(الحجر:27) أرجو التوضيح وجزاكم الله خير .

راجية الرحمن
22-08-2008, 02:34 PM
** قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرًا ** الإسراء : 88.

تأملوا هذه الآية وقارنوها بهذه الآية :

** يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السموات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان ** الرحمن : 33
إن أول فارق ندركه في هاتين الآيتين الشريفتين هو تقديم الإتس على الجن في الآية الأولى, وتقديم الجن على الإنس في الآية الثانية, فهل يوجد في ذلك سر؟

إن ترتيب كلمات الآيات تابع لأهميتها المعنوية, فالكلمات الأكثر أهمية تأتي أولا, حسب ما يقتضيه الواقع, وذلك يمثل أحد جوانب الإعجاز البلاغي في القرآن.

ما السبب في تقديم الإتس على الجن في الآية الأولى؟, وتقديم الجن على الإنس في الآية الثانية؟

إن تقديم الإنس في الآية الأولى لم يأت جزافا, والسر يكمن في أن المصادمة الظاهرة والمباشرة كانت مع الإنس في هذه الناحية, وما حدث بين الرسول الأعظم - صلى الله عليه وآله - و المشركين خير شاهد على ذلك.

أما تقديم الجن على الإنس في الآية الثانية فلأن الجن أقرب من الإنس وأقدر منهم في العبور والنفوذ من نواحي السماء الأرض بما يمتلكونه من أمور خارقة وحركات سريعة, وسورة الجن خير شاهد على ذلك.

ونجد شاهدا آخر :

** وحشر لسليمان جنوده من الجن والإنس والطير فهم يوزعون ** النمل : 17

إن حكومة نبي الله سليمان لم تكن حكومة عادية, بل كانت مقرونة بالمعاجز وما هو خارق للعادات , وحيث أن الحديث في هذه الآية كان عن حكومة نبي الله سليمان فقد قدم الجن على الإنس في هذه الآية لأن الحديث عن مظهر قوة غير عادية, والجن أقوى من الإنس في خرق العادات فلذلك جيء بذكرهم أولا.

تأملوا هذه الآية :

** وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا **الأنعام : 112

قدم الإنس على الجن في هذه الآية, لأن الآية تشير إلى أعداء الأنبياء, ومن المعروف أن شياطين الإنس أكثر تعرضا للأنبياء من شياطين الجن, وفي تتبع قصص الأنبيياء وما حدث لهم من إيذاء من أقوامهم لشاهد على ذلك, ولذا كان من المناسب تقديم الإنس على الجن.

فتقديم الكلمات وتأخيرها إنما هو خاضع لأهميتها المعنوية, والقرآن يأتي بالكلمات ذات الأهمية الأعظم في البداية, ثم يأتي بعدها الكلمات التي تليها في الأهمية وهكذا.
هذا والله اعلم

منقول للافادة

منذر ادريس
22-08-2008, 05:29 PM
بارك الله أستاذنا الدكتور عبدالله بن كرم حبّذا إن أوضحت استفسارك
والشكر موصول موصول للأخت راجية الرحمن