المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : &( حرارة الصيف .. إنهاك وضربة شمس ) &


د.عبدالله
30-07-2008, 08:28 AM
حرارة الصيف:
إنهاك.. وضربة شمس

مع دخول فصل الصيف وما يصاحبه من ارتفاع في درجة حرارة الجو ونسبة الرطوبة تظهر بعض الأمراض التي يصاب بها الناس خلال هذه الفترة التي تمتد لعدة أشهر، وخاصة أولئك الذين يشتغلون في مجال الأعمال الميدانية.

ووفقا لتقديرات منظمة الصحة العالمية فإن أكثر من 60 ألف شخص يموتون سنويا جراء أشعة الشمس الشديدة.

ولعل من اخطر ما تؤدي اليه حرارة الشمس المرتفعة حالتان يخلط البعض بينهما في بعض الاحيان وهما: الإنهاك (او الإجهاد، والبعض يسميه الإعياء) الحراري، وضربة الشمس. وهناك فرق بينهما، رغم بعض اوجه التشابه في الأسباب وطرق الوقاية والعلاج.

تقول الدكتورة ماريا نيرا مديرة الصحة العامة والبيئة في منظمة الصحة العالمية “من حسن الحظ أنه يمكن الوقاية من أمراض الشمس بذلك الاجراء البسيط وهو مجرد تغطية الجسم”.

وتدعو منظمة الصحة العالمية ومنظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة الناس إلى الحذر الشديد لدى تعرضهم لأشعة الشمس لحماية أنفسهم من الأشعة فوق البنفسجية.

والجميع يتعرض للأشعة فوق البنفسجية من الشمس، وكميات قليلة منها تعتبر مفيدة للصحة وتلعب دورا رئيسيا في انتاج الجلد لفيتامين د، ولكن الإفراط في التعرض لها يرتبط بمجموعة متنوعة من المشاكل الصحية والقاتلة.

ولا يمكن رؤية الأشعة فوق البنفسجية أو الشعور بها، ولكن هناك مؤشر لقياسها وكلما ارتفعت هذه المؤشرات زادت المخاطر على الجلد والعين.

الإنهاك الحراري

يعد الإنهاك الحراري الاكثر خطورة وشيوعا في اصابات الحرارة الناجمة عن أشعة الشمس، وهو يحدث نتيجة لتعرض الجسم لدرجة حرارة عالية مع وجود رطوبة مرتفعة في الجو، مما يؤدي لإفراز الجسم لكميات كبيرة من الماء والملح عن طريق التعرق الشديد، وهو ما يؤدي بالتالي الى نقص حجم الدم وتجمع الدم في الاوعية الدموية المحيطة بالاطراف.

ويكثر حدوث حالات الانهاك الحراري عند الاشخاص الذين يعملون في البيئات الحارة وذات الرطوبة العالية، وهي شائعة الحدوث عند كبار السن المصابين بالجفاف وارتفاع ضغط الدم.

ويمكن تلخيص أسباب الإصابة بالإنهاك الحراري حسب الظروف التالية:

فقدان واضح وبكميات كبيرة من سوائل الجسم.

الإخفاق في تعويض ما يفقده الجسم من السوائل والأملاح المعدنية.

عدم العناية بالصحة الشخصية (الاستحمام اليومي، ونظافة الملابس، التغذية الصحية، واتباع العادات السلوكية والصحية الضارة).

أداء مجهود بدني أو رياضي ذي شدة بدنية عالية (حمل التدريب) في جو حار ورطب ولفترات زمنية طويلة.

ومصاب الانهاك الحراري يصاب بصدمة نقص السوائل من الدرجة المتوسطة. وقد يتم تشخيص الانهاك الحراري خطأ على انها انفلونزا صيفية لوجود علامات واعراض تتشابه مع الانهاك الحراري.

وأهم أعراض الإنهاك الحراري:

ضعف عام، دوار وصداع ودوخة وشعور بالعجز عن القيام بأي مجهود.

الشعور بالغثيان وفقدان الشهية.

برودة الجلد مع شحوب في اللون.

يقل عدد مرات التبول وكمية البول.

قد يحدث اغماء مفاجئ أو انهيار.

تقلصات عضلية كما في حالة التقلصات الحرارية.

درجة الحرارة قد تكون مرتفعة، وتعرق شديد.

يكون الجلد شاحبا ورطبا، والنبض سريعا وضعيفا والتنفس سريعا وسطحيا.

قد ينخفض ضغط الدم نتيجة تجمع الدم.

الإسعافات الأولية والوقاية

عندما يتعرض الإنسان إلى الإصابة بالإنهاك الحراري أو السقوط المفاجئ ومن ثم عدم قدرته على الحركة يتطلب إجراء الآتي:

نقل المصاب إلى مكان بارد مع توفير سبل الراحة.

وضع المصاب على ظهره مع رفع الرجلين لأعلى بمقدار(45) درجة.

نزع الملابس الثقيلة والضاغطة على الجسم مثل الأحزمة والأربطة والأحذية.

عمل كمادات باردة أو رش الجسم بالماء البارد، أو عمل تدليك ثلج (إذا كان المصاب في حالة الوعي ولا يشعر بالدوخة أو الدوار).

متابعة عودة التنفس الطبيعي للمصاب.

يعطى المصاب محلول (ماء وملح) بمعدل كوب ماء كل نصف ساعة.

يغطى المصاب جيداً بغطاء خفيف ويطلب من المصاب الهدوء والراحة.

وفي حالة تعرض المصاب إلى حالة أسوأ مما كان عليه في حالة عدم استقرار الحالة يجب استدعاء الطبيب أو نقل المصاب إلى أقرب مركز طبي فورا وبسرعة لإجراء اللازم.

وعند الإصابة بالإنهاك الحراري يجب على المصاب اتباع الخطوات التالية:

تجنب العطش والحرص على شرب كميات كافية من الماء الحار والرطب.

العناية بالصحة الشخصية كالاستحمام اليومي، ونظافة الملابس، والتغذية الصحية المتوازنة، والبعد عن العادات السلوكية والصحية الضارة.

تناول الأغذية الصحية المناسبة كالخضراوات والفواكه بعد الانتهاء من المجهود البدني.

اداء الأنشطة الرياضية والتدريب الرياضي في الأوقات المناسبة.

التدرج في الحمل التدريبي أو المجهود البدني مع مراعاة الظروف الجوية المناسبة.

تجنب تعرض الجسم إلى الحرارة المرتفعة والرطوبة الشديدة وخصوصاً أثناء المجهود البدني.

تجفيف مناطق العرق وأماكنها بسرعة سواء أثناء المجهود البدني أو التدريب الرياضي أو بعده.

ضربة الشمس

تحدث ضربة الشمس نتيجة لتعرض الجسم البشري لدرجات حرارة عالية جدا ناتجة عن التعرض لحرارة الشمس المباشرة ولفترات طويلة خاصة إذا صاحب ذلك بذل مجهود جسدي كبير، وقد يكون الأشخاص غير المعتادين على الجو الحار أكثر عرضة للإصابة من غيرهم.

وتعد ضربة الشمس حالة مرضية طارئة قد تؤدي إلى وفاة المصاب إذا لم يتم إسعافه فوراً، ويتوجب معها تقديم العناية الطبية له بأسرع ما يمكن حيث ترتفع درجة حرارة الجسم، وتصل إلى 42 - 43 درجة مئوية عن طريق الشرج، وتؤثر أشعة الشمس بصورة رئيسة على مراكز المخ الموجودة في أعلى وخلف العنق، مما يسبب احتقانا في خلايا المخ وارتفاع في ضغط السائل المحيط به وينتج عنه اضطراب في عمل التنفس والقلب، ويحدث أيضا عن خلل في ميكانيكية التعرق.

غير ان التعرض للإصابة بضربة الشمس قد لا يكون فقط لمجرد التعرض لأشعة الشمس المباشرة، بل قد تحدث هذه الضربة ايضا للعاملين في ظروف غير ملائمة من الحرارة والرطوبة.

ومما يجعل الإصابة أكثر احتمالا للإصابة بضربة الشمس هو فقد كمية كبيرة من سوائل الجسم مصحوبة بالأملاح دون تعويضها.

وهناك عدة عوامل تساعد على الإصابة بضربة الشمس، واهمها:

وضع الزيوت والمواد الحافظة على الجلد مما يمنع التعرق وبالتالي يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الجسم.

لبس الملابس الضيقة وغير الصحية

التهوية غير الجيدة في المكان

العمل في أجواء حارة ومغلقة

الجو الرطب

كبر السن

كما يمكن ان تحدث الإصابة بصورة مفاجئة في جسم سليم يسبقها توقف في عملية التعرق بسبب خلل في العملية وربما نتيجة جفاف من جراء إنهاك حراري.

اما اهم أعراض ضربة الشمس فهي:

ارتفاع درجة حرارة الجسم لأكثر من 40 درجة مئوية.

توقف عملية التعرق مع حدوث جفاف بالجلد وإحمرار وسخونة.

يصبح المريض عصبيا ويثور لأتفه الأسباب.

الصداع الشديد وقد يتعرض المصاب للغيبوبة وفقدان الوعي.

الإسعافات الأولية والوقاية

في حالة حدوث إصابة بضربة الشمس، ينصح الاطباء والاختصاصيون بعمل ما يلي:

نقل المصاب إلى الظل بعيدا عن أشعة الشمس المباشرة، وإلى مكان بارد إن أمكن.

نزع ملابس المصاب والإبقاء على ملابسه الداخلية.

استعمال قطعة إسفنج أو فوطة رطبة ومبللة بالماء البارد لتبريد المصاب خصوصاً على الرأس والأطراف.

لف المصاب بخرق مبللة بالماء البارد، أو رشه باستمرار بالماء البارد، ويمكن وضع المصاب في مغطس يحتوي على الماء البارد، ويفضل أن تكون حرارة الماء 15 درجة مئوية (مع مراعاة عدم استخدام الثلج، خشية أن يسبب تقلص في الأوعية الدموية مما يسبب تفاقم الحالة المرضية).

نقل المصاب إلى الطبيب أو طلب المساعدة الفورية لنقله لإتمام علاجه في المستشفى.

الأطفال وضربة الشمس

في حالات تعرض الأطفال وبخاصة الصغار لضربات الشمس التي كثيرا ما تصيبهم أثناء اللعب في الساحات المكشوفة، فإنه يجب الاسراع في معالجتهم حتى لا تتسبب لهم في اضرار خطيرة قد تكون قاتلة.

فالطفل يفقد كمية كبيرة من السوائل الموجودة في جسمه ويصاب بحالة من الجفاف تجعله غير قادر على افراز العرق حيث ان جسمه يحتفظ بالحرارة ولا يفرزها.

وعند الإصابة بضربة الشمس يبدأ الطفل بالهذيان والشعور بالدوخة والاحساس بالدوار وترتفع درجة حرارته بشكل ملحوظ وخطير لأن ضربة الشمس قد تصيب خلايا انسجة المخ بالتلف ما يتسبب في إصابة الطفل بالتخلف العقلي لأن مخ الطفل في هذه السن يكون غير متكمل النمو بعد.

وينصح الاطباء والمتخصصون في هذه الحالة بوضع الطفل في حوض من الماء المثلج أو وضع مكعبات الثلج على رأسه إلى حين نقله إلى اقرب مركز صحي أو مستشفى لعلاجه وتعويضه السوائل التي فقدت من جسمه وخفض درجة حرارته.

حماية العمال من ضربة الشمس

يتعرض العمال للكثير من مصادر الحرارة أثناء العمل في المناجم والمسابك ومصانع الحراريات وعمال البناء والمخابز والمطاعم للإصابة بالانهاك الحراري عند ارتفاع درجة الحرارة وزيادة نسبة الرطوبة بسبب التعرق الشديد في الجو الحار الرطب وفقدان الاملاح الحيوية والسوائل.

وفي حالة شعور العامل بالعطش الشديد يجب تناول اكياس مقاومة الجفاف والانهاك الحراري المعروفة ب (ors)، وهي اكياس متوافرة في معظم المراكز الصحية، وتحتوي على الاملاح التعويضية الضرورية والسوائل اللازمة عند حلها في الماء لاستعاضة ما فقده الجسم من الاملاح الحيوية والسوائل.

كما يجب نقل العامل من المكان الرطب الحار إلى مكان بارد وخال من الرطوبة.

ويعطى محلول (ors) بإذابة كيس على لتر ماء، ويستمر الشخص في الشرب لحين تحسن حالته وعودة البول إلى لونه الطبيعي وهو المائي الشفاف على ان يكون عدد مرات التبول ثلاث مرات في النهار.

اما عمال الطرق والبناء الذين يعملون في الصحراء وشق الطرق وبناء الجسور فعليهم تجنب العمل ما بين الساعة الثانية عشرة والنصف ظهراً حتى الساعة الثالثة عصرا حسب نص قانون وزارة والعمل الذي يسري من اول يوليو/تموز حتى نهاية اغسطس/آب المقبل.

الصيف والأمراض الجلدية

يحفل الصيف بأمراض الجلد خصوصا في البلاد الحارة والرطبة، وتزداد نسبة الإصابة بهذه الأمراض لعدة أسباب أهمها: زيادة إفراز العرق وزيادة حرارة الجو وارتفاع نسبة الرطوبة. وتعد الوقاية من هذه الأمراض خيراً من علاجها.

ووفقا لعدد من اطباء الامراض الجلدية فان من أهم الأمراض وأكثرها شيوعا الأمراض الآتية:

النمش: ويظهر على شكل بقع صغيرة بنية في الوجه والرقبة واليدين، وهو تغيير وراثي في جلد الأشخاص ذوي البشرة الشقراء ويصيب بعض العائلات. والنمش في حد ذاته ليس مرضا ولكنه ناتج عن نشاط زائد في مجموعات صغيرة من الخلايا الملونة. ويزداد انتشاره في الصيف وتخف حدته تلقائيا في شهور الشتاء. وأهم وسائل علاجه هو عدم التعرض للشمس واستعمال الكريمات الواقية.

الكلف: يظهر على شكل بقع بنية كبيرة في الوجه خصوصا الخدود والجبهة في بعض السيدات خصوصا في فترة الخصوبة ولكنه قد يظهر عند الآنسات وأحيانا عند الرجال، وهو ناتج عن تغيرات فسيولوجية أثناء الحمل ولكنه قد ينتج عن وضع كريمات أو مساحيق وجه أو روائح تحتوي على زيوت طيارة مثل زيت البرمنجنات والتعرض للشمس عامل هام في إحداث هذا المرض.

التينيا الملونة: من أكثر اصابات الجلد الصيفية التي تصيب الشباب من الجنسين وهو يصيب الأشخاص ذوي الاستعداد للمرض والذين يعرقون كثيرا، ومن طرق العدوى حمامات السباحة واستعمال ملابس المريض. ويظهر هذا المرض على هيئة بقع صغيرة بنية اللون مغطاة بقشور دقيقة الحجم تشبه النخالة وقد تلتحم البقع المتجاورة وتكون مساحات كبيرة ويكمن العلاج في تجنب استعمال ملابس وأدوات الغير، واستعمال المراهم والكريمات الخاصة لهذا المرض واستشارة الطبيب المختص.

التينيا الفخذية: يعتبر هذا النوع من الفطريات من أكثر الأمراض الجلدية شيوعا في الصيف، ويظهر على هيئة التهاب جلدي ذي بقع محدودة ومستديرة متعرجة ومحمرة وتكون مرتفعة عن سطح الجلد قليلا وقد تظهر حويصلات مائية دقيقة الحجم مع وجود حكة شديدة، وتظهر غالبا في أعلى الفخذين وأسفل البطن وغالبا يستجيب هذا النوع للعلاج الموضعي مع الحد من استخدام الماء والصابون.

الطفح الحراري: عندما يتعرض الجسم لدرجة حرارة عالية نسبيا مع زيادة في الرطوبة يحدث انسداد في فتحات الغدد العرقية تمنع خروج العرق الى سطح الجلد فيتجمع في قناة الغدد العرقية ويحدث انفجار ويتسرب العرق للأنسجة مؤديا لحدوث الإصابة وظهور حبيبات صغيرة مع حكة شديدة ويكثر هذا النوع عند الأطفال ويجب استخدام مرطبات للجلد المصاب مع اختيار اكثر الأماكن تهوية للجلوس أو النوم.

المصدر : مجلة الصحة والطب .

أخوكم عماد
04-08-2008, 10:56 AM
معلومات مفيدة جدا و في وقتها المناسب
الله يجزاك خير أستاذي الكريم

إسلامية
04-08-2008, 06:51 PM
بارك الله فيكم

د.عبدالله
04-08-2008, 07:00 PM
الأخ الحبيب والأستاذ الفاضل ومشرفنا القدير ( عماد ) حفظه الله
الأخت الفاضلة ومشرفتنا القديرة ( إسلامية ) حفظها الله ــ أشكر لكما مروركما الطيب والكريم وجزاكما الله خير وبارك الله فيكم .

عبق الريحان
04-08-2008, 07:03 PM
بارك الله فيكم