المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تغليظ الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم : خالد بن سعود البليهد


منذر ادريس
08-11-2007, 04:39 AM
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين أما بعد :
فإن الله قد حرم الكذب ووصفه بقوله " وكفى به إثما مبينا " والكذب كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بأنه يهدي الفجور وليس هذا فحسب بل الفجور يهدي الى النار وليس هذا فحسب فالأعظم من ذلك أن الرجل الذي يكذب ويتحرى الكذب فإنه يكتب عند الله كذابا وانظروا أحبتي الى هذه الكلمة " كذابا " فهذه صيغة مبالغة فصاحب هذا الوصف كثير الكذب والعياذ بالله .
إذا كان هذا الذي يكذب في حياته في أموره فكيف بالذي يتكلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم لهو أحق بأن يوصف بهذا الوصف بل الأدهى من ذلك إن الذي يكذب على الحبيب يجعل نفسه مضاهيا لله في التشريع ومن القائلين على الله بغير علم والله سبحانه وتعالى يقول : " إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا "
وقد رأيت مقالا نافعا ناصحا لمن لا يتحرى صحة الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم لعله يتذكر أو يخشى .
اليكم المقال وعذرا على الإطالة في المقدمة
1- حديث عليّ قال: قال النبيّ صلى الله عليه وسلم: (لا تكذِبوا عليّ، فإنه من كَذَبَ عليّ فَلْيَلِجِ النارَ) متفق عليه.
2- حديث أَنَسٍ قال: إِنه لَيَمْنَعُنِى أَنْ أحدّثكم حديثًا كثيرًا أَنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: (مَنْ تعمَّدَ عليّ كَذِبًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ من النار) متفق عليه.
3- حديث أبي هُرَيْرَةَ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: (مَن كَذَب عليّ مُتعمِّدًا فليتبوَّأْ مَقْعَدَهُ من النار) متفق عليه.
4- حديث الْمُغِيرَةِ قال سمعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول: (إِنَّ كذِبًا عليّ ليس ككذِبٍ على أحدٍ، مَن كَذَبَ عليَّ مُتعمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ منَ النار) متفق عليه.

الشرح:
في هذه الأحاديث بيان تحريم الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن ذلك من كبائر الذنوب. وفيها أن فعل ذلك سبب من أسباب دخول النار. وفيها أن الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس في منزلة الكذب على غيره من المخلوقين بل أعظم جرما وأشد خطرا لأن الكاذب على الرسول صلى الله عليه وسلم ينسب إلى الشريعة ما ليس منها ويحدث في دين الله ويلزم العباد بخبر أو عمل ذمتهم بريئة منه. وفيها أن الكذب يحرم مطلقا ولو كان الغرض منه الوعظ وإفادة الناس فمن تعمد الكذب والوضع في الأحاديث أو تساهل في رواية الأحاديث المكذوبة داخل في هذا الوعيد ، أما من أخطأ في نسبة الحديث أو كان يرى صحة الحديث اجتهادا منه فلا يأثم في ذلك ولو كان حكمه خطأ. وقد تساهل القصاص والوعاظ في كثير من الأزمان في وضع الأحاديث المنكرة وروايتها في باب فضائل الأعمال وأبواب الدين. وقد تسامح العلماء المحققون في رواية الأحاديث التي ضعفها مقارب ومعانيها صحيحة في باب الفضائل ما لم تخالف أصلا محفوظا من كتاب أو سنة صحيحة أو إجماع.


خالد بن سعود البليهد
عضو الجمعية العلمية السعودية للسنة
منقول من : صيد الفوئد
أخوكم المحب لكم : المشفق