المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : &( المسكنات ومخاطرها )&


د.عبدالله
18-04-2007, 04:34 PM
في عصرنا الحديث - عصر التكنولوجيا والصناعة - كثرت مشاكل الحياة وضغوطها وكثرت معها الأمراض وذلك لأسباب عديدة منها التلوث الذي نتج عن هذه التكنولوجيا والصناعات، وقد أصاب هذا التلوث كل شيء من حولنا (الماء والهواء والغذاء)، فكثير من مصادر المياه قد تلوثت بسبب مخلفات الصناعات والمعامل، وكذلك الهواء قد تلوث بسبب الأبخرة والغازات السامة التي تنبعث من هذه المعامل، بالاضافة الى عوادم السيارات التي تنفث الكثير من السموم والغازات المضرة، وكذلك الغذاء (الخضراوات والفواكه) بسبب تلوث مصادر المياه والأسمدة والمبيدات التي ترش بها هذه المحاصيل والمواد الحافظة التي تبقيها لفترة أطول وتحفظها من التلف.

كل هذا أدى الى زيادة الأمراض والأوجاع والآلام، وأقل ما يصاب به الانسان في هذا العصر - الصداع والأوجاع والآلام الهيكلية (آلام المفاصل والعضلات)، ونتيجة لذلك كثر استعمال المسكنات وبشكل يومي.

فكلنا يستعمل المسكنات ومن دون ضوابط، حيث أن بعض المسكنات لا يحتاج الى وصفة طبية، وتوجد في محلات البقالة، وهذا سهل استعمالها بكثرة وأصبحت في متناول كل انسان.

وما يعرفه الناس عن هذه المسكنات أنها آمنة ولا توجد بها أية أضرار أو آثار جانبية، لكن الحقيقة غير ذلك، اذ أن لكل دواء آثاراً جانبية واضراراً وخاصة اذا استعمل من دون ضوابط ومن دون تحديد للجرعات واستعمل بشكل متكرر ويومي وعشوائي، وأكثر هذه المسكنات استعمالاً وشيوعاً هو الأسبرين والباراسيتامول. وهي متوفرة في كل مكان ولا تحتاج الى وصفة طبية.

وقد صادفنا الكثير من حالات التسمم بالمسكنات بين الأطفال والكبار، إما بسبب عدم الالتزام بالجرعات النظامية أو بسبب الإهمال وعدم حفظ هذه الأدوية بعيدة عن متناول الأطفال في مكان آمن.

وتقسم المسكنات إلى نوعين:

- مسكنات محيطية مثل “الباراسيتامول، الأسبرين والاندوميتاسين والايبوبروفن وغيرها” وهذه المسكنات لا تسبب النوم ولا تسبب الإدمان.

- مسكنات مركزية مثل “المورفين والهيروين، والميتادون وغيرها” تؤدي معظمها الى النوم، ولذلك سميت بالمسكنات المنومة، وتسبب الإدمان بدرجات متفاوتة.

الباراسيتامول: مسكن محيطي خافض للحرارة، غير سام للكلية، تحمله الهضمي جيد جداً، ويمكن اعطاؤه لمرضى القرحة الهضمية، ويمكن اعطاؤه للحوامل، امتصاصه الهضمي سريع وكامل ويبدأ مفعوله بعد 30 دقيقة من اعطائه عن طريق الفم، ويستمر لمدة ست ساعات، استقلابه كبدي ويطرح عن طريق الجهاز البولي.

يعطى للرضع والأطفال عن طريق الفم بمقدار “30 - 40” ملج/كج/يوم، تقسم على 4 جرعات، يعطى للكبار بجرعة قصوى مقدارها 3 ج/24 ساعة، تقسم على 4 جرعات، وتعد نسبته سامة اذا أصبح عياره في البلازما 200 جرام/مل بعد الساعة الرابعة من الإعطاء (كل واحد ميكروجرام = 151 ميلي مول).

موانع الاستعمال: لا يعطى في حالات قصور الخلية الكبدية وفي حالات السوابق التحسسية.

التأثيرات الجانبية: اندفاعات تحسسية جلدية - الشري السليم، نقص الصفيحات، أما اعطاء الجرعات العالية اكثر من 125/مج/كج/جرعة، فهذا يسبب الانحلال الكبدي الذي قد يتطور الى التنخر الكبدي الذي يظهر في غضون ال 24 ساعة الأولى، وهي من الاصابات الكبدية التي تهدد حياة المريض.

الأسبرين: مسكن محيطي وخافض للحرارة، يسكن الآلام البسيطة والمتوسطة ومضاد للالتهاب في الرثية المفصلية الحادة والتهاب المفاصل الرثواني العديد، لا يعطى للحامل ويعطى للكبار بعد الطعام بمقدار (300 - 600) مج/6 ساعات. يعطى للأطفال الرضع عن طريق الفم بمقدار “30 - 65” مج/كج/يومياً 4 جرعات، مسكن وخافض للحرارة. مضاد للرثية يعطى للاطفال عن طريق الفم بمقدار 65 - 130 مج/كج/يومياً، 4 جرعات.

موانع الاستعمال: القرحة الهضمية المعدية والاثنا عشرية، الأمراض المؤهبة للنزف، مثل الناعور والربو وتحسس المريض للساليسيلات.

الآثار الجانبية: الاضطرابات الهضمية الغثيان - القيء ونادراً النزوف المعدية المعوية.

الارتكاسات التحسسية: الطفح الجلدي - الشري - الصدمة الربوية الشكل (ربو الأسبرين)، التسمم الحاد - فقر الدم الانحلالي في حالات عوز G6pd، نزف شبكي، صمم عابر، التهاب العصب البصري.

وقد يسبب الأسبرين عند الاطفال “متلازمة راي”، وهي حالة نادرة ولكنها قد تؤدي الى الموت وتحدث بعد الاصابة بأنواع معينة من العدوى الفيروسية مثل الانفلونزا “أ” أو “ب” والحماق.

أخيراً: أود أن أذكر ان عدد المسكنات يزداد يوماً بعد يوم، وليست كل المسكنات سليمة العاقبة عند استعمالها من دون ضوابط.

ويجب عدم أخذ أي مسكن قبل التأكد من التشخيص لأن تسكين الألم قد يضيع أهم عرض في كشف المرض.


المصدر : مجلة الصحة والطب .

المؤمن بالله
19-04-2007, 11:28 AM
بـارك الله فيـك أخي الكريم ..عبدالله بن كرم .
وجـزيت خيراً على مـانقلـت لنـا .