أسباب اختيار الموسوعة :

 والذي دفعني للكتابة في هذا الموضوع أمور شتى أوجزها فيما يلي :-

 أولا : محاولة تصحيح الانحرافات العقدية لدى كثير من المسلمين اليوم فيما يتعلق بقضايا الرقية الشرعية ، وحيث إن هذا الموضوع يتعلق أولا بالاعتقاد ، وأن الإفراط أو التفريط فيه يميل بالناس عن العقيدة الإسلامية الصحيحة ، ولما رأيت الناس بين مُفرِّط ومُفرط في فهم كافة النواحي المتعلقة بالرقية الشرعية ، استحسنت أن أكتب فيه كتابة منصفة تعتمد على الدراسة والتحقيق والبحث العلمي المستفاد من الكتاب والسنة والخبرة العملية في هذا الجانب لتبصير الناس بالحق وإرشادهم إليه 0

 

ثانيا : الحاجة الشديدة في الآونة الأخيرة لتنظيم الرقية وتقعيدها بعد اتساع مجالها وتشعبه ، وهذا لا ينضبط إلا بالكشف عن الأصول والقواعد ، حيث أن الرقية تحتاج إلى ضبط وتقعيد شأنها شأن غيرها من العلوم الإسلامية 0

 

ثالثا : محاولة تصحيح الاتجاهات المنحرفة لدى كثير من المعالجين في الوسائل والمقاصد المتبعة ، خاصة النظرة المادية البحتة التي أصبحت الأساس الرئيس في مزاولة الرقية ، وكأنها مهنة من المهن التي يقتات بها كثير من هؤلاء ، ويأكلون أموال الناس سحتا وباطلا ، لما قد تدره عليهم من أموال طائلة 0

 

رابعا : تفشي الأمراض التي تصيب النفس البشرية من صرع وسحر  وحسد وعين ، نتيجة لعدة عوامل : أهمها الانحراف عن منهج الكتاب والسنة 0

خامسا : توجه كثير من الناس لعلاج تلك الأمراض بطرق غير شرعية ،  وأساليب مبتدعة بعيدة كل البعد عن تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف 0  

 سادسا : التوجه العام للعلاج لدى السحرة والمشعوذين والعرافين الكهنة والمستعينين بالجن ومدعي الرقية ، وخطورة ذلك من الناحية الشرعية على الفرد والأسرة والمجتمع المسلم 0

 سابعا : إيضاح الأساليب والوسائل الصحيحة للرقية الشرعية الثابتة في الكتاب والسنة والأثر 0

 

ثامنا : الخلط الحاصل لدى الكثيرين ممن سلك طريق الرقية الشرعية ، وإيضاح المنهج القويم لها بما ثبت في الكتاب والسنة والأثر0

 

تاسعا : تقويم كثير من المفاهيم الخاطئة والدارجة بين عوام الناس ، وتحديد الوجهة الشرعية لتلك المفاهيم 0

 

عاشرا : ندرة الكتابات المتعلقة بالرقية الشرعية ، حيث أن هذا الموضوع لم يستوف حقه من الدراسة والبحث قديما وحديثا ، ومن ثم فلم أجد ما يشبع رغبة طالب العلم أو ما يغطي كل جوانب هذا الموضوع الهام 0

وبعد التأمل لكافة الكتابات والأبحاث وجد أنها على صنفين :-

الأول : صنف من الناس كتب في هذا الموضوع ، فخلط فيه  الحق بالباطل ، والسمين بالغث ، فما عادت الرؤية الصحيحة الخاصة بالرقية الشرعية واضحة جلية 0

 

الثاني : صنف كتب عنه كتابة مستمدة من الكتاب والسنة ، ولكنها  غير شاملة لكافة الموضوعات التي تهم القارئ وتنفعه ، فجاء بعضها في غاية الاختصار ، كتأليف يبحث في موضوع محدد ، أو فصل في كتاب ، أو صفحات قليلة ، فجاءت كافة تلك الدراسات أو الأطروحات غير وافية بالمطلوب 0

 

حادي عشر : عدم اهتمام الباحثين والمعالجين بهذا الموضوع بزعم أنه عديم الجدوى والفائدة وأن الجهل به لا يضر ، فآثرت البحث فيه لإظهار أهميته وإبراز كافة النواحي المتعلقة به وتعميقها في السلوكيات والنفوس 0

 

ثاني عشر : أردت أن أستفيد وأعمق في نفسي العقيدة الإسلامية الصافية النقية من الشوائب والرواسب ، وكذلك ترسيخ الفهم الشرعي الصحيح لهذا الموضوع من خلال البحث والمراجعة إضافة لخبرتي العملية في هذا  المجال ، وهذا ما تحقق لي بالفعل – بفضل الله - حيث أثرى هذا البحث العلمي معلوماتي واطلعت على كثير من دقائق الأمور والجزئيات التي زادت من الكم والكيف العلمي في هذا المجال ، إضافة لتهذيب الجانب السلوكي الذي يتبع الخبرة والممارسة ، وبالجملة فقد قدم لي هذا البحث فوائد عظيمة كنت أفتقر إليها سابقا فأحمد الله سبحانه وتعالى على ذلك وأشكره على جزيل فضله ومنه وكرمه 0 

   


 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

w      w      w      .      r       u       q       y       a       .       n       e       t