إبحث عن:
القائمة الرئيسيه
البدايه
الأقسام

تسجيل الدخول
إسم المستخدم:

كلمة المرور:


تسجيل
هل نسيت كلمة المرور

أقسام الموقع


المقالات الأكثر قرائة
1 الشاب اليافع وكتاب ( شمس المعارف الكبرى ) !!!
2 قصة فتاتنا الخليجية ؟!!!
3 * ضعف جنسي يسببه السحر القوي !!!
4 أرادت أن تمارس الرقية الشرعية !!!
5 الدروس اليومية (36)

قراءة المقاله



* أقوال أهل العلم في أن الاسترقاء يقدح في تمام التوكل :-
كتبت بواسطة: أبو البراء - el 02/02/2004 - 1847 زوار        


* أقوال أهل العلم في أن الاسترقاء يقدح في تمام التوكل :-

* قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – في تعقيبه على حديث ( سبعون ألفا000) : ( فهؤلاء من أمته ، وقد مدحهم بأنهم لا يسترقون ، والاسترقاء أن يطلب من غيره أن يرقيه ، والرقية من نوع الدعاء ، وكان هو صلى الله عليه وسلم يرقي نفسه وغيره ، ولا يطلب من أحد أن يرقيه ، ورواية من روى في هذا : لا يرقون ضعيفة ، فهذا مما يبين حقيقة أمره لأمته بالدعاء ، أنه ليس من باب سؤال المخلوق الذي غيره أفضل منه 0 فإن من لا يسأل الناس بل لا يسأل إلا الله أفضل ممن يسأل الناس - ومحمد صلى الله عليه وسلم سيد ولد- آدم ) 0( مجموع الفتاوى - 1 / 328 ) 0

* قال الحافظ بن حجر في الفتح : ( في هذه القصة – يعني قصة سحر الرسول صلى الله عليه وسلم - مسلكي التفويض وتعاطي الأسباب ، ففي أول الأمر فوض وسل لأمر ربه فاحتسب الأجر في صبره على بلائه ، ثم لما تمادى ذلك وخشي من تماديه أن يضعفه عن فنون عبادته جنح إلى التداوي ثم الى الدعاء ، وكل من المقامين غاية في الكمال ) 0 ( فتح الباري ـ 10/328) ...


* قال الخطابي : ( المراد من ذلك ( يعني حديث سبعون ألفا 00 ) ترك الاسترقاء على جهة التوكل على الله والرضا بقضائه وبلائه وهذه
أرفع درجات المحققين للإيمان ) 0 ( أعلام السنن للخطابي – مخطوطة – لوحـة ( 396 ) – نقلا عن أحكـام الرقى والتمائم – ص 44 ) 0

* قال القاضي عياض : ( وهذا هو ظاهر الحديث ألا ترى قوله : " وعلى ربهم يتوكلون " ) 0 ( إكمال المعلم – مخطوطة – لوحة ( 62 ) – نقلا عن أحكام الرقى والتمائم – ص 44 ) 0

* قال النووي :( والظاهر من معنى الحديث ما اختاره الخطابي ، ومن وافقه كما تقدم 0 وحاصله أن هؤلاء كمل تفويضهم إلى الله عز وجل ، فلم يتسببوا في دفع ما أوقعه بهم ، ولا شك في فضيلة هذه الحالة ، ورجحان صاحبها 0 وأما تطبب النبي صلى الله عليه وسلم ففعله ليبين لنا الجواز 0 ( يقول الدكتور الشيخ ابراهيم البريكان – حفظه الله - : وهذا الكلام فيه نظر وذلك لأن عائشة – رضي الله عنها – كانت ترقي النبي – صلى الله عليه وسلم – لما اشتد وجعه وتمسح بيده الشريفة – صلى الله عليه وسلم – ولم ينهها وما كان له – صلى الله عليه وسلم – أن يترك ذلك لو كان فضيلة وهو أعبد الناس لربه ) 0
( صحيح مسلم بشرح النووي – 13،14،15 / 3 / 91 ) 0

أدلة الفريق الثاني :-

استدل أصحاب هذا القول على أن الاسترقاء لا يقدح في التوكل بما يلي :-

1)- لدغت رجلا منا عقرب ونحن جلوس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رجل : يا رسول الله ! أرقى ؟ قال : ( من استطاع منكم أن ينفع أخاه فلينفعه ) 0 ( الحديث عن جابر رضي الله عنه ، أخرجه الإمام أحمد في مسنده – 3 / 302 ، 334 ، 382 ، 393 ، والإمـام مسلـم في صحيحـه – كتـاب السلام ( 61 ، 62 ، 63 ) – برقـم ( 2199 ) ، والنسائي في " الكبـرى " - 4 / 366 - كتـاب الطـب ( 37 ) - برقم ( 7540 ) ، وابن ماجة في سننه - كتاب الطب ( 34 ) - برقم ( 3515 ) - واللفظ بنحوه ، أنظر صحيح الجامع 6019 ، صحيح ابن ماجة 2833 - السلسلة الصحيحة 472 ) 0

قال العلامة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني – رحمه الله - :( وفي الحديث استحباب رقية المسلم لأخيه المسلم بما لا بأس به من الرقى ، وذلك ما كان معناه مفهوما مشروعا ، وأما الرقى بما لا يعقل معناه من الألفاظ ، فغير جائز 0 قال المناوي :( وقد تمسك ناس بهذا العموم ، فأجازوا كل رقية جربت منفعتها ، وإن لم يعقل معناها ، لكن دل حديث عوف الماضي أن ما يؤدي إلى شرك يمنع ، وما لا يعرف معناه لا يؤمن أن يؤدي إليه ، فيمنع احتياطا 0
قلت : - والكلام للشيخ الألباني – رحمه الله - ويؤيد ذلك أن النبي  لم يسمح لآل عمرو بن حزم بأن يرقى إلا بعد أن اطلع على صفة الرقية ، ورآها مما لا بأس به ، بل أن الحديث بروايته الثانية من طريق أبي سفيان نص في المنع مما لا يعرف من الرقى ، لأنه صلى الله عليه وسلم نهى نهيا عاما أول الأمر ، ثم رخص فيما تبين أنه لا بأس به من الرقى ، وما لا يعقل معناه منها لا سبيل إلى الحكم عليهـا بأنه لا بأس بها ، فتبقى في عموم المنع فتأمل ! وأما الاسترقاء - وهو طلب الرقية من الغير ، فهو وإن كان جائزا ، فهو مكروه ، كما يدل عليه حديث ( هم الذين لا يسترقون 000 ولا يكتوون ، ولا يتطيرون ، وعلى ربهم يتوكلون ) ، متفق عليه ) 0 ( سلسلة الأحاديث الصحيحة - 1 / 2 / 844 ) 0

2)- عن عوف بن مالك - رضي الله عنه - قال : ( كنا نرقي في الجاهلية ، فقلنا : يا رسول الله كيف ترى في ذلك ؟ فقال : اعرضوا علي رقاكم ، لا بأس بالرقى ما لم يكن فيه شرك ) 0( أخرجه الإمام مسلم في صحيحه - كتـاب السلام ( 64 ) – برقـم ( 2200 ) ، وأبو داوود في سننـه - كتـاب الطب ( 18 ) - برقم ( 3886 ) ، أنظر صحيح الجامع 1048 ، صحيح أبي داوود 3290 - السلسلة الصحيحة 1066 ) 0

قال المناوي :( " اعرضوا علي رقاكم " جمع رقية بالضم وهي العوذة ، والمراد ما كان يرقى به في الجاهلية ، استأذنوه في فعله فقال " اعرضوها علي " أي لأني العالم الأكبر المتلقي عن معلم العلماء ومفهم الحكماء فلما عرضوا عليه قال " لا بأس بالرقى " أي هي جائزة " ما لم يكن فيه " أي فيما رقي به " شرك " أي شيء يوجب اعتقاد الكفر أو شيء من كلام أهل الشرك الذي لا يوافق الأصول الإسلامية فإن ذلك محرم ومن ثم
منعوا الرقى بالعبراني والسرياني ونحـو ذلك مما يجهل معناه خوف الوقوع في ذلك ) 0 ( فيض القدير - 1 / 558 ) 0

3)- عن عائشة - رضي الله عنها- قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( ما لصبيكم هذا يبكي ؟ هلا استرقيت له من العين ) 0 ( أخرجه الإمام أحمد في مسنده - 6 / 72 ، والإمام مالك في الموطأ - العين ( 4 ) ، وقال الألباني حديث صحيح ، أنظر صحيح الجامع 5662 - السلسلة الصحيحة 1048 ) 0

4)- عن عائشة – رضي الله عنها – قالت : ( كان يأمر أن نسترقي من العين ) 0 ( أخرجـه الإمـام أحمد في مسنده - 6 / 63 ، 72 ، 138 ، 438 -متفق عليه - أخرجه الإمام البخاري في صحيحـه - كتـاب الطـب ( 35 ) - برقم ( 5738 ) ، والإمام مسلم في صحيحـه - كتـاب السلام ( 55 ، 56 ) - برقــم ( 2195 ) ، والنسائي في " السنن الكبرى " - 4 / 365 - كتاب الطب ( 35 ) - برقم ( 7536 ) ، وابن ماجـة في سننـه - كتاب الطب ( 33 ) - برقم ( 3512 ) ، والإمام مالـك في الموطأ - العيـن ( 3 ، 4 ) ، أنظر صحيح الجامع 4884 ، صحيح ابن ماجة 2831 - السلسلة الصحيحة 2521 ) 0

قال الحافظ بن حجر في الفتح :( أي يطلب الرقية ممن يعرف الرقى بسبب العين ، وفي الحديث مشروعية الرقية لمن أصابه العين ) 0 ( فتح الباري - باختصار - 10 / 201 ) 0

5)- عن أم سليم أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى في بيتها جارية في وجهها سفعة ، فقال : ( استرقوا لها ، فإن بها النظرة ) 0( متفق عليه - أخرجه الإمام البخاري في صحيحه - كتاب الطب - ( 35 ) باب استحباب رقية العين - برقـم ( 5739 ) ، والإمام مسلم في صحيحه – كتاب السلام ( 59 ) باب استحباب الرقية من العين – برقم ( 2197 ) ، والحاكم في المستدرك – 4 / 212 ، أنظر صحيح الجامع 937 ، السلسلة الصحيحة 1247 ) 0

قال البغوي :( قال إبراهيم الحربي : " سفعة " هو سواد في الوجه ، ومنه سفعة الفرس سواد ناصيته ، وعن الأصمعي : حمرة يعلوها سواد ، وقال ابن قتيبة : لون يخالف لون الوجه ، وقوله : " يعني من الجن " ، وقيل : من الإنس ، وبه جزم أبو عبيد الهروي ، قال الحافظ : والأولى أنه أعم من ذلك ، وأنها أصيبت بالعين ، فلذلك أذن صلى الله عليه وسلم في الاسترقاء
لها ) 0( شرح السنة - 12 / 163 ) 0

قال النووي :( قوله : رأى بوجهها سفعة فقال : " بها نظرة فاسترقوا لها " يعني بوجهها صفرة 0 أما السفعة فبسين مهملة مفتوحـة ثم فاء ساكنة ، وقد فسرها في الحديث بالصفرة ، وقيل سواد ، وقيل : أخذة من الشيطان ) 0 ( صحيح مسلم بشرح النووي - باختصار - 13،14،15 - 354 ) 0

6)- عن عمران بن حصين - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا رقية إلا من عين أو حمة ، أو دم ) 0 ( أخرجه الإمام أحمد في مسنده - 1 / 271 - 4 / 436 ، 438 ، 446 - متفق عليه - أخرجه الإمام البخاري في صحيحه - كتـاب الطـب ( 17 ) - برقم ( 5705 ) ، والإمام مسلم في صحيحه - كتاب الإيمان ( 374 )- برقــم ( 220 ) ، وأبو داوود في سننـه - كتـاب الطـب ( 17 ) - برقم ( 3884 ) ، والترمذي في سننه - كتاب الطب ( 15 ) - برقم ( 2149 ) ، وقال الألباني حديث صحيح ، أنظر صحيح الجامع 7496 ، صحيح أبي داوود 3289 ، صحيح الترمذي 1680 ) 0

قال البغوي :( والمراد من " الحمه " سم ذوات السموم ) 0( شرح السنة - 12 / 163 ) 0

قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ :( قال الخطابي : ومعنى الحديث 0 لا رقية أشفى وأولى من رقية العين والحمه 0 وقد رقي النبي صلى الله عليه وسلم ورقى ) 0 ( شرح السنة - 12 / 163 ) 0

قال الحافظ بن حجر في الفتح :( بخصوص حديث عمران بن حصين : وأجيب بأن معنى الحصر فيه أنهما أصل كل ما يحتاج إلى الرقية ، فيلتحق بالعين جواز رقية من به خبل أو مس ونحو ذلك ، لاشتراكهما في كونها تنشأ عن أحوال شيطانية من إنسي أو جني ، ويلتحق بالسم كل ما عرض البدن من قرح ونحوه من المواد السمية ، وقيل المراد بالحصر معنى الأفضل ، أي لا رقية أنفع كما قيل : لا سيف إلا ذو الفقار ) 0( فتح الباري – بتصرف - 10 / 196 ) 0

قال المناوي :( " لا رقية إلا من عين أو حمة " أي لا رقية أولى وأنفع من رقية العيون أي المصاب بالعين ومن لا رقية من لدغة ذي حمة والحمه سم العقرب وشبهها وقيل فوعة السم وقيل حدته وحرارته وزاد في رواية أو دم أي رعاف يعني لا رقية أولى وأنفع من الرقية المعيون أو ملسوع أو راعف لزيادة ضررها فالحصر بمعنى الأفضل فهو من قبيل لا فتى إلا علي فلا تعارض بينه وبين الأخبار الآمرة بالرقية بكلمات الله التامات وآياته المنزلات لأمراض كثيرة وعوارض غزيرة وقال بعضهم معنى الحصر هنا أنهما أصل كل ما يحتاج إلى الرقية فيلحق بالعين نحو خبل ومس لاشتراكهما في كونهما تنشأن عن أحوال شيطانية من إنسي أو جني وبالسم كل عارض للبدن من المواد السمية ) 0 ( فيض القدير – 6 / 426 ) 0

قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ : ( قال المصنف : عن
حصين بن عبد الرحمن ، قال : " كنت عند سعيد بن جبير ، فقال :
أيكم رأى الكوكب الذي انقض البارحة ؟ فقلت أنا ، ثم قلت : أما أني
لم أكن في صلاة ، ولكني لدغت 0 قال : فما صنعت ؟ قلت : ارتقيت 0 قال : فما حملك على ذلك ؟ قلت: حديث حدثناه الشعبي ، قال : وما حدثكم ؟ قلت : حدثنا عن بريده بن الحصيب أنه قال :" لا رقية إلا من عين أو حمة " قال : قد أحسن من انتهى إلى ما سمع 0
قوله : " قد أحسن من انتهى إلى ما سمع " أي من أخذ بما بلغه من العلم وعمل به فقد أحسن ، بخلاف من يعمل بجهل ، أو لا يعمل بما يعلم ، فإنه مسيء آثم 0 وفيه فضيلة علم السلف وحسن أدبهم ) 0 ( فتح المجيد شرح كتاب التوحيد - باختصار - ص 86 - 91 ) 0


* أقوال أهل العلم في أن الاسترقاء لا يقدح في تمام التوكل :-

* قال الحافظ بن حجر في الفتح :( وأما الرقية فتمسك بهذا الحديث من كره الرقى والكي من بين سائر الأدوية وزعم أنهما قادحان في
التوكل دون غيرهما ، وأجاب العلماء عن ذلك بأجوبة :

1)- أحدها قاله الطبري والمازري وطائفة : أنه محمول على من
جانب اعتقاد الطبائعيين في أن الأدوية تنفع بطبعها كما كان أهل
الجاهلية يعتقدون ، وقال غيره : الرقى التي يحمد تركها ما كان من كلام
الجاهلية ، ومن الذي لا يعقل معناه لاحتمال أن يكون كفرا ، بخلاف الرقى بالذكر ونحوه 0 وتعقبه عياض وغيره بأن الحديث يدل على أن للسبعين ألفا مزية على غيرهم وفضيلة انفردوا بها عمن شاركهم في أصل الفضل والديانة ، ومن كان يعتقد أن الأدوية تؤثر بطبعها أو يستعمل رقى الجاهلية ونحوها فليس مسلما فلم يسلم هذا الجواب 0

2)- ثانيها قال الداوودي وطائفة : أن المراد بالحديث الذين يجتنبون فعل ذلك في الصحة خشية وقوع الداء ، وأما من يستعمل الدواء بعد وقوع الداء به فلا 0 وهذا اختيار عبد البر ، غير أنه معترض بما قدمته من ثبوت الاستعاذة قبل وقوع الداء 0

3)- ثالثها قال الحليمي : يحتمل أن يكون المراد بهؤلاء المذكورين في الحديث من غفل عن أحوال الدنيا وما فيها من الأسباب المعدة لدفع العوارض ، فهم لا يعرفون الاكتواء ولا الاسترقاء ، وليس لهم ملجأ فيما يعتريهم إلا الدعاء والاعتصام بالله ، والرضا بقضائه ، فهم غافلون عن طب الأطباء ورقى الرقاة ولا يحسنون من ذلك شيئا 00 والله أعلم 0

4)- رابعها أن المراد بترك الرقى والكي الاعتماد على الله في دفع
الداء والرضا بقدره ، لا القدح في جواز ذلك لثبوت وقوعه في الأحاديث الصحيحة وعن السلف الصالح لكن مقام الرضا والتسليم أعلى من تعاطي الأسباب وإلى هذا نحا الخطابي ومن تبعه ) 0 ( فتح المجيد شرح كتاب التوحيد - باختصار - ص 86 - 91 ) 0

* وقال الحافظ ايضا :( والحق أن من وثق بالله ، وأيقن أن قضاءه عليه ماض ، لم يقدح في توكله تعاطيه الأسباب اتباعا لسنته وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم0 فقد ظاهر – صلى الله عليه وسلم في الحرب بين درعين ، ولبس على رأسه المغفر ( المغفر : زرد ينسج من الدروع على قدر الرأس ، يلبس تحت القلنسوة ، وقيل هو رفرف البيضة ، وقيل : المغفر من الديباج ، وأسفل البيضة هو حلق يجعلها الرجل أسفل البيضه ، تسبغ على العنق فتقيه ، وقيل : حلق يتقنع به المسلح ، وقيل ربما كان المغفر مثل القلنسوة ، غير إنها أوسع يلقيها الرجل على رأسـه ، فتبلغ الدرع ، ثم يلبس البيضة فوقها ، وربما المغفر من ديباج – لسان العرب – 5 / 26 ) 0
وأقصد الرماة على فم الشعب ، وخندق حول المدينة ، وأذن في الهجرة إلى الحبشة والمدينة ، وهاجر هو ، وتعاطى أسباب الأكل والشرب ، وادخر لأهله قوتهم ولم ينتظر أن ينزل عليه من السماء ، وهو كان أحق الخلق أن يحصل له ذلك ، وقال للذي سأله ، أعقل ناقتي ، أو أدعها ، قال :" اعقلها وتوكل " 0( أخرجه الترمذي فـي سننه – كتاب القيامة ( 22 ) – برقم ( 2649 ) ، وابن حبان في صحيحـه - برقم ( 2549 ) ، وأبو نعيم في " الحلية " - 8 / 390 ، وابن حجر في " فتح الباري " - 10 / 212 ، ميزان الاعتدال - برقم ( 5906 ) ، والزبيدي في " إتحاف السادة المتقين " - 9 / 57 ، والعجلوني في " كشـف الخفـاء "- 1 / 161 ، وابن أبي حاتم الرازي في " علل الحديث " - ( 762 ) ، والهندي في " كنـز العمـال " - برقـم ( 5687 ، 6995 ) ، وابن الجوزي في " تلبيس إبليس ( 275 ) ، والسيوطي في" الدرر المنتثرة في الأحاديث المشتهرة " ( 16 ) ، وقال الألباني حديث حسن ، أنظر صحيح الجامع 1068 ، صحيح الترمذي 2044 ) 0 فأشار إلى أن الاحتراز لا يدفع التوكل 0 والله أعلم ) 0 ( فتح الباري - 10 / 212 ) 0

قال ابن القيم - رحمه الله - :( وفي الأحاديث الصحيحة الأمر بالتداوي ، وأنه لا ينافي التوكل، كما لا ينافيه دفع داء الجوع ، والعطش ، والحر ، والبرد بأضدادها ، بل لا تتم حقيقة التوحيد إلا بمباشرة الأسباب التي نصبها الله مقتضيات لمسبباتها قدرا وشرعا ، وأن تعطيلها يقدح في نفس التوكل ، كما يقدح في الأمر والحكمة ، ويضعفه من حيث يظن معطلها أن تركها أقوى في التوكل ، فإن تركها عجزا ينافي التوكل الذي حقيقته اعتماد القلب على الله في حصول ما ينفع العبد في دينه ودنياه ، ودفع ما يضره في دينه ودنياه ، ولا بد مع هذا الاعتماد من مباشرة الأسباب ، وإلا كان معطلا للحكمة والشرع ، فلا يجعل العبد عجزه توكلا ، ولا توكله عجزا ) 0( الطب النبوي - ص 15 ) 0

وقال – رحمه الله - في موضع آخر :( فإن قيل : فما تقولون في الحديث الذي رواه أبو داوود :" لا رقية إلا من عين ، أو حمة " والحمه : ذوات السموم كلها 0
فالجواب أنه صلى الله عليه وسلم لم يرد به نفي جواز الرقية في غيرها ، بل المراد
به : لا رقية أولى وأنفع منها في العين والحمه ، ويدل عليه سياق
الحديث ) 0 ( الطب النبوي - ص 175 ) 0

وقال أيضا :( لا يتجه هذا الاعتراض لما سبق من الجمع بين
الحديثين ، وذلك لأنه أي الاعتراض بني على أن نفي الاعتقاد بنفع الرقية وضرها ، على ما كان في الجاهلية من صفات الذين يدخلون الجنة بغير حساب وحدهم ، وليس هذا المنهي مرادا فيما تقدم من الجمع ، أي أن هذا ليس صفة الذين يدخلون الجنة بغير حساب خاصة ، وإنما المقصود أنهم يتجنبون الرقية بصورتها الشركية ، أعني التي تقوم على الاعتقاد بأنها تنفع وتضر من دون الله ، أو كانت من صيغ الجاهلية ، شأن غيرهم من المسلمين في هذا الأصل ، وما يشعر به الحديث من مزيتهم وفضلهم على غيرهم ، يمكن أن يرجع إلى رقي درجتهم في التوكل على الله 0 وهي الدرجة التي لا يلتفت فيها العبد بقلبه إلى الأسباب كلية ، وإن باشرها بجوارحه ) 0 ( مدراج السالكين - 2 / 115 ) 0

* قال النووي : ( وأما قولهم في الرواية الأخرى : " يا رسول الله ، إنك نهيت عن الرقى " فأجاب العلماء عنه بأجوبة :
أحدها : كان نهياً أولاً ثم نسخ ذلك وأذن فيها وفعلها ، واستقر الشرع على الإذن 0
والثاني : أن النهي عن الرقى المجهولة كما سبق 0
الثالث : أن النهي لقوم كانوا يعتقدون منفعتها وتأثيرها بطبعها ، كما كانت الجاهلية تزعمه في أشياء كثيرة 0
وأما قوله في الحديث الآخر : " لا رقية إلا من عين أو حمة " 0 فقال العلماء : ثم يرو به حصر الرقية الجائزة فيها ومعها فيما عداهما ، وإنما المراد لا رقية أحق وأولى من رقية العين والحمة لشدة العذر فيها ) 0 ( مدراج السالكين - 2 / 115 ) 0

* قال ابن الأثير : ( هذا الحديث – رواية البخاري – عن عمران بن الحصين تخص رقية العين ، والحمة لا يمنع جواز الرقية من غيرها من الأمراض لأنه ثبت أن رقى بعض أصحابه من غيرهما ، وإنما معناه : لا رقية أولى وأنفع من رقية العين والسم ) 0( جامع الأصول – 7 / 556 ) 0

* وذهب ابن قتيبة وابن عبد البر وغيرهم : إلى أن الرقى التي يحمد تركها هو ما كان من كلام الجاهلية أو من الذي لا يعقل معناه لاحتمال أن يكون فيه كفر ) 0 ( جامع الأصول – 7 / 556 ) 0

* قال القرطبي : ( أن المراد هو اجتناب رقى خارجة عن الرقى
الجائزة والممنوعة ، فالرقى الجائزة كالرقى بأسماء الله ، والرقى الممنوعة كالرقى بما فيه شرك ) 0 ( المفهم للقرطبي – مخطوطة – لوحة 177 – نقلا عن أحكام الرقى والتمائم – ص 46 ) 0

* قال المناوي :( والتداوي لا ينافي التوكل كما لا ينافيه دفع الجوع والعطش بالأكل والشرب ، وكذا تجنب المهلكات والدعاء بطلب العافية ودفع المضار وغير ذلك ) 0( فيض القدير - 2 / 228 ) 0

* قال الشوكاني :( يمكن أن يجمع بحمل الأحاديث الدالة على
ترك الرقية على قوم كانوا يعتقدون نفعها وتأثيرها بطبعها كما كانت الجاهلية يزعمون في أشياء كثيرة ) 0( نيل الأوطار - 3 / 292 ) 0

* قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ :( وأعلم أن الحديث لا يدل على أنهم لا يباشرون الأسباب أصلا ، فإن مباشرة الأسباب في الجملة أمر فطري ضروري ، لا انفكاك لأحد عنه ، بل نفس التوكل : مباشرة لأعظم الأسباب كما قال تعالى : ( وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ) ( سورة الطلاق - الآية - 3 ) 0
أي كافيه 0 وإنما المراد أنهم يتركون الأمور المكروهة مع حاجاتهم إليها ، توكلا على الله تعالى ، كالاكتواء والاسترقاء ، فتركهم له لكونه سببا مكروها ، لا سيما والمريض يتشبث - فيما يظنه سببا لشفائه - بخيط العنكبوت 0
وأما مباشرة الأسباب والتداوي على وجه لا كراهة فيه ، فغير قادح
في التوكل 0 فلا يكون تركه مشروعا ، لما في الصحيحين عن أبي هريرة مرفوعا " ما أنزل الله من داء إلا أنزل له شفاء ، علمه من علمه ، وجهله من جهله " ( أخرجه الإمام أحمد في مسنده - 1 / 377 ، 413 ، 453 - متفق عليه - رواه الإمام البخاري في صحيحه - كتاب الطب ( 1 ) - برقم ( 5678 ) ، والإمام مسلم في صحيحه - كتاب السلام ( 69 ) - برقم ( 2204 ) - واللفظ بنحوه ، وابن ماجة في سننه - كتاب الطب ( 1 ) - برقم ( 3438 ) - دون قوله :" علمه 000 الخ ، والنسائي في " السنـن الكبرى " – 4 / 369 – كتاب الطب ( 43 ) – برقـم ( 7555 ) ، وابن حبان فـي صحيحـه - برقم ( 1394 ) ، والحاكم في المستدرك - 4 / 196، 399 ، والهيثمـي في " مجمـع الزوائد " - 4 / 50 ، أنظر صحيح ابن ماجة 2773 – السلسلة الصحيحة 451 ) 0 ( فتح المجيد شرح كتاب التوحيد - ص 96 - 97 ) 0

* سئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين - حفظه الله – السؤال التالي : ( هل الرقية تنافي التوكل ؟ )

فأجاب : التوكل هو صدق الاعتماد على الله عز وجل في جلب
المنافع ودفع المضار ، مع فعل الأسباب التي أمر الله بها ، وليس التوكل أن تعتمد على الله بدون فعل الأسباب ، فإن الاعتماد على الله بدون فعل الأسباب طعن في الله عز وجل وفي حكمته تبارك وتعالى ، لأن الله تعالى ربط المسببات بأسبابها 0 وهنا سؤال من أعظم الناس توكلا على الله ؟

الجواب هو الرسول – عليه الصلاة والسلام – وهل كان يعمل الأسباب التي يتقي بها الضرر ؟ الجواب نعم ، كان إذا خرج إلى الحرب يلبس الدروع ليتوقى السهام ، وفي غزوة أحد ظاهر بين درعين أي لبس
درعين كل ذلك استعدادا لما قد يحدث ، ففعل الأسباب لا ينافي التوكل إذا اعتقد الإنسان أن هذه الأسباب مجرد أسباب فقط لا تأثير لها إلا بإذن الله تعالى ، وعلى هذا فالقراءة قراءة الإنسان على نفسه 0 وقراءته على
اخوانه المرضى لا تنافي التوكل وقد ثبت عن النبي  أنه كان يرقي نفسه بالمعوذات ، وثبت أنه كان يقرأ على أصحابه إذا مرضوا 0 والله أعلم ) 0( فتاوى الشيخ محمد بن صالح العثيمين - 1 / 141 ، 142 ) 0

* قال فضيلة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي – حفظه الله - : ( والرقية لا تنافي القدر ولا تدفعه ، بل هي من قدر الله تعالى ، فإن الله عز وجل كما قدر المسببات قدر الأسباب، وكما قدر النتائج قدر المقدمات ، فهو يقدر أن هذا المريض يشفى بتناوله للدواء الملائم ، وهذا يشفى برقية رجل صالح ، وذلك بأسباب يتخذها ، فهذا كله من قدر الله تعالى 0
والمؤمن الفقيه في دينه هو الذي يدفع الأقدار بعضها ببعض ، كما أمر الله تعالى وشرع ، فهو يدفع قدر الجوع بتناول الغذاء ، وقدر العطش بشرب الماء ، وقدر الداء بتعاطي الدواء ) 0( موقف الإسلام من الإلهام والكشف والرؤى ومن التمائم والكهانة والرقى – ص 155 ) 0

* قال الدكتور علي بن نفيع العلياني :( فالحاصل أن التداوي بالرقى من كتاب الله ، ومن سنة رسوله صلى الله عليه وسلم لا يتنافى مع التوكل ، لأن الله -
عز وجل - جعل الرقى سببا في دفع مكروهات كثيرة على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم وقد تواتر فعل الرسول صلى الله عليه وسلم للرقية وإقراره لغيره من صحابته - رضوان الله عليهم - وتعاطي الأسباب التي جعلها الله أسبابا بنصوص الوحي لا يقدح في التوكل إذا كان الاعتماد على الله لا على السبب ) ( الرقى على ضوء عقيدة أهل السنة والجماعة - ص 33 ، 34 ) 0

* قال الدكتور عمر يوسف حمزة : ( اختلف العلماء في حكم التداوي على عدة أقوال ، لا أريد أن أذكرها لأن المقام لا يسمح بذلك ، ولكن أذكر أرجحها 0
القول الأول : أن التداوي مستحب وأن فعله أفضل من تركه ، وبه قال الشافعية وجمهور السلف وعامة الخلق ، وقطع به ابن الجوزي وابن هبيرة وهو قول الحنفية والمالكية 0 واحتج هؤلاء لرأيهم بما وقع في أحاديث كثيرة من ذكره لمنافع الأدوية والأطعمة كالحبة السوداء والقسط والصبر وغير ذلك ، واستدلوا بحديـث أبي هريرة – رضي الله عنه – عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن الله لم ينزل داءً إلا أنزل له شفاءً " 0 ( أخرجه الإمام أحمد في مسنده – 1 / 377 ، 413 ، 453 – متفق عليه – رواه الإمام البخاري في صحيحه – كتاب الطب ( 1 ) – برقم ( 5678 ) ، والإمام مسلم في صحيحه – كتاب السلام ( 69 ) – برقم ( 2204 ) – واللفظ بنحوه ، وابن ماجة في سننه – كتاب الطب ( 1 ) – برقم ( 3438 ) – دون قوله :" علمه 000 الخ ، والنسائي في " السنـن الكبرى " – 4 / 369 – كتاب الطب ( 43 ) – برقـم ( 7555 ) ، وابن حبان فـي صحيحـه - برقم ( 1394 ) ، والحاكم في المستدرك - 4 / 196، 399 ، والهيثمـي في " مجمـع الزوائد " - 4 / 50 ، أنظر صحيح ابن ماجـة 2773 – السلسلـة الصحيحة 451 ) 0

والقول الثاني : يقول بوجوب التداوي ، والدليل على ذلك قول رسول صلى الله عليه وسلم :"إن الله تعالى خلق الداء والدواء، فتداووا، ولا تتداووا بحرام" 0( أخرجـه الدولابي - ( 2 / 38 ) ، والحديـث ذكـره الهيثمـي في " مجمع الزوائـد " - ( 5 / 86 ) من رواية الطبراني وقـال : ( ورجاله ثقات ) - وقال الألباني حديث صحيح ، أنظر صحيح الجامع 1762 - السلسلة الصحيحة 1633 ) 0

وخلاصة القول : فإن التداوي واجب وذلك للأدلة الكثيرة الواردة في القرآن والسنة، والتي يفيد ظاهرها الأمر وأقل مراتب الأمر الاستحباب)0( التداوي بالقرآن والسنة والحبة السوداء – ص 13 ) 0







تعليقات حول هذه المقاله
العنوانالكاتبوقت الإضافه

تصويت
ما رأيك في هذا لموقع ؟
ممتاز
جيد جدا
جيد
نتائج التصويت



الحقوق محفوظة لكل مسلم راسلنا بشرط عدم الاستخدام التجاري
الصفحة الرئيسة