والله أيها الأخوة مرة شيّعنا أحد الأخوة ـ رحمه الله ـ
عندما وضع في القبر ـ وكنت حاضراً التشييع ـ
هكذا جاءتني ومضة أنه:
لا يوجد على وجه الأرض من الستة آلاف مليون إنسان
أذكى ممن يعد لهذه الساعة،
يعد لها العمل الصالح،
يعد لها الاستقامة على منهج الله،
يعد لها إنفاق المال،
يعد لها تربية الأولاد،
يعد لها إقامة الإسلام في البيت،
يعد لها تحجيب بناته، يعد لها تزويج أبنائه،
والطرائق إلى الخالق بعدد أنفاس الخلائق
أنا ما رأيت على وجه الأرض أذكى ولا أعقل
ممن يعد لهذه الساعة
.
والله بحكم عملي بالدعوة تأتيني أخبار عن بعض الأخوان الكرام في أعلى درجة من درجات الغنى،
كل همه إنفاق ماله، إطعام الجائعين، رعاية المساكين،
تعليم طلاب العلم،
حينما ألتقي به أقول له: والله أنت من أعقل العقلاء،
يسعى لهذا اليوم،
مَنْ آثر آخرته على دنياه ربحهما معاً، والله تأتيه الدنيا وهي راغمة،
هم في مساجدهم،
والله في حوائجهم،
والله هناك آلاف القصص، مشغول بالعمل الصالح،
أموره كلها ميسرة، زواجه ميسر، دراسته ميسرة،
عمله ميسر، تربية أولاده ميسرة،
هم في مساجدهم،
والله في حوائجهم.
الذكاء و العقل و البطولة
أن يعمل الإنسان وفق منهج الله عز وجل
أيها الأخوة الكرام، ما من موعظة أبلغ من الموت،
كل إنسان له أقرباء أغنياء،
تدخل إلى بيت التعزية، البيت بمئة وثمانين مليوناً، خمسمئة متر، البلاط جاء من إيطاليا، والأثاث، واللوحات، والجبصين،
أنا حينما أجلس في
أقول: يا رب من اختار هذا البلاط ؟ المرحوم،
من اشترى هذه المناظر ؟ المرحوم،
من صمم هذه التزيينات ؟ المرحوم،
أين المرحوم ؟ بقبره،
قبر، والله حينما نشأت في طريق الإيمان
نصحت أن أتبع الجنائز،
ولو لم يكن هناك معرفة، أو قرابة،
عندما يوضع الإنسان في النعش ثم يصل إلى القبر،
يرفع الغطاء، يحمل الميت، يوضع في القبر، توضع البلاطة،
يهال التراب، الملف انتهى،
هذا إلى أين ؟
إما إلى جنة يدوم نعيمها
أو إلى نار لا ينفذ عذابها،
والله الذكاء، والعقل، والبطولة، والتوفيق، والنجاح، والفلاح، والتفوق،
أن تعد لهذه الساعة،
مسموح لك أن تتزوج، وأن تعمل، وأن تتألق، وأن تتفوق،
ولكن وفق منهج الله،
أي شيء فيه شبهة تركله بقدمك،
مبلغ فلكي تركله بقدمك، هذا المبلغ لا أنتفع به لكنني أحاسب عليه،
الذي تنتفع به صدق ولا أبالغ هذا القميص الذي ترتديه،
هذا السرير الذي تنام عليه،
هذا الطعام الذي تأكله، الرزق ما انتفعت به،
والكسب حجمك المالي