بقلم الدكتورة / إبتسام بوقرى
رحم الله الفقيدة واسكنها فسيح جناتة
اعتقد لو كان باللغة الالمانية لنشرته الصحافة الالمانية
أن يُعَاقب الإنسان جزاء خطأ فعله أو جريمة أقترفها فذلك شيء طبيعي ومعقول ،
لكن أن يكون العِقاب لإلتزامه بدينه بما لايؤثر على غيره أويسبب للأخرين أي أذى فذلك مالايعقل !
وهو للأسف ماحدث في ألمانيا لسيدة مسلمة فاضلة إسمها ( مروة الشربيني)
فقد أنتقلت في لحظة من دنيا فانية إلى الحياة الباقية ، بدافع الحقد الذي أعمى قلب قاتلها
- ألماني من جذور روسية - فلم يرى فيها غير نموذج لإمرأة تمثل الإسلام بحجابها ،
فانقض عليها كالوحش ليطعنها 18 طعنة بسكين أخفاها في ملابسه في قاعة المحكمة ،
حيث كان هناك ليواجه تهمة التعرض لها سابقاً بكلمات نابية وشتائم منها وصفها بالإرهابية
ونزع حجابها حين أستفزه وجودها في ملعب للأطفال وأبنها يركب الأرجوحة .
الأدهى والأمَر أن رجل من الشرطة أطلق عيراً نارياًعلى زوجها فأصابه
إذ قام للدفاع عن زوجته حين رأى ماحدث لها في حال لم يتحرك أحد لمنع المجرم
أو إيقافه إلا بعد أن أجهز على مروة ولفظت أنفاسها الأخيرة ،
وعلل تصرفه بأنه ظن أن الزوج هو المعتدي !!
وقد أستنكرت جامعة المنوفيه المصرية الحادث المأساوي الذي تعرض له
مبعوثها المصري وزوجته ،
وقال د. محمد عز العرب رئيس الجامعة :
( أن هناك إحساساً بالصدمة يسود الجامعة بعد هذا الحادث المفاجيء الذي تعرض له أحد أبنائها
على يد أحد المتطرفين الألمان ، وأضاف أن هناك إتصالاً دائماً بقطاع الشؤون الثقافية
والبعثات بالوزارة والسفارة المصرية ببرلين لمتابعة مستجدات الموقف ) .
فقط ... هذا هو رد الفعل العربي الإسلامي ... تجاه مقتل مسلمة وإصابة زوجها ؟!!
ترى لو أنها من جنسية أخرى أمريكية مثلاً .. ماذا كان سيكون رد فعل أمريكا أقوى دولة ؟
أو أنها – لاقدر الله – إسرائيلية فهل ستشن بلادها حرباً شعواء على الأمة التي ينتمي
لها القاتل مثلما فعلت لأجل أسير – وليس قتيل – واحد.
حتى لو كانت تحمل هوية دولة أوروبية لقامت الدنيا
ولم تقعد لأجلها حتى يأخذوا بحقها حية وميتة !
لكنها مجرد مسلمة عربية ليس لها نفوذ ولامن يحزنون !!
ربما لو كانت في عهد المعتصم لهرع إلى نجدتها عند سماع صوتها تستغيث
وهي تئن من جراحها الغائرة التي وصلت لقلبها البريء الطاهر .
لكنها في زمن النسيان والهوان العربي ..
لم يتسابق الكتاب للتنافس بمقالات عنها لتحليل حادثتها
كما فعلوا مع خطاب أوباما التاريخي في القاهرة !!
ولم نسمع عن هيئات حقوق إنسان تنبري للدفاع عنها !
ولم .. ولم .. ولم ... رحمك الله يامروة .. فلا بواكي لكِ !
لابواكي لها
