موقع الشيخ بن باز


 

  لتحميل حلقة الرقية الشرعية للشيخ أبو البراء اضغط هنا


ruqya

Icon36 صفحة المرئيات الخاصة بموقع الرقية الشرعية

الموقع الرسمي للشيخ خالد الحبشي | العلاج بالرقية الشرعية من الكتاب والسنة

تم غلق التسجيل والمشاركة في منتدى الرقية الشرعية وذلك لاعمال الصيانة والمنتدى حاليا للتصفح فقط

الأخوة و الأخوات الكرام أعضاء منتدنا الغالي نرحب بكم أجمل ترحيب و أنتم محل إهتمام و تقدير و محبة ..نعتذر عن أي تأخير في الرد على أسئلتكم و إستفساراتكم الكريمة و دائماً يكون حسب الأقدمية من تاريخ الكتابة و أي تأخر في الرد هو لأسباب خارجة عن إرادتنا نظراً للظروف و الإلتزامات المختلفة

 
العودة   منتدى الرقية الشرعية > الساحات العامة والقصص الواقعية > ساحة الموضوعات المتنوعة

الملاحظات

صفحة الرقية الشرعية على الفيس بوك

إضافة رد
 
 
أدوات الموضوع
New Page 2
 
 

قديم 21-12-2016, 08:31 AM   #1
معلومات العضو
بنت مثقفة

افتراضي بناء الذات .. تحديات الحال ومتطلبات النهوض

بناء الذات
تحديات الحال ومتطلبات النهوض

يتسم الحال الراهن للأمة بالتجزئة، والضياع، والتفكك، والإحباط، وقد تجلَّت تداعيات هذا الوضع المتردِّي بظاهرة التخلف الهيكلي، والجهل المطبق، والمرض المُزمِن؛ حيث تباطأ النمو الاقتصادي، واشتد الفقر، وتفشَّت الأمية في أوساط الجيل، وانتشرت البطالة بين الناس، وسادت الخرافة والأساطير في تفسير ظواهر الحياة الطبيعية منها والاجتماعية؛ مما عطل تفجير طاقات الأمة الكامنة منها والمرئية، بغياب تنمية مستدامة شاملة في الأقطار العربية والإسلامية؛ مما نتج عنه تخلُّف مركَّب، في كل جوانب الحياة، العلمية منها، والاقتصادية، والصناعية، والاجتماعية على حد سواء، كما تخلَّفت أساليب الإدارة، ونظم الحكم، بطريقة عمقت التبعية السياسية، والاقتصادية، والتكنولوجية، وقيدت حرية الإرادة العربية الإسلامية إلى حدٍّ بعيد، في وقت تتسارع فيه إيقاعات التطور في الغرب والشرق، وبعض أقطار العالم الثالث، بوتائر متصاعدة، الأمر الذي فاقم فجوة التطور بين الأقطار العربية والدول الصناعية بشكل لافت للنظر، وأنتج بالمحصلة سلوكًا ذيليًّا تابعًا للغرب الاستعماري، تجسد بظاهرة انبهار مُبْلسة بمدنيته المادية، وتصاغر متقزم، أمام ثقافته البراغماتية، القائمة على المنفعة، والكسب المادي، وتعظيم الأرباح، وتحقيق الرفاهية الزائفة.

على أن من الخطأ الجسيم التسليم بأن التخلف والنكوص هو سمة ملازمة للمجتمع الإسلامي، بسبب طبيعة ازدواجية المعرفة الإسلامية في تعايشها العملي مع منهج النقل، وتعطيل منهج العقل، كما يزعم المغرضون من المستشرقين، والمنبهرون بهم من المستغربين، من أبناء العروبة والإسلام؛ وذلك لأن راهن الحال المتردِّي للأمة - كما يعرف المهتمون بدراسة تاريخ الحضارات - هو إفراز للظاهرة الاستعمارية كنتيجة موضوعية، وليس مجرد تجلٍّ محلي لتداعيات ذاتية محضة في حركة مسيرة الأمة؛ إذ واضح تمامًا أنه بانتشار الإسلام في مختلف الأمصار - ومع الازدهار الحضاري الذي عاشتْه البشرية في ظل الحضارة العربية الإسلامية - انتشرت المعرفة الإسلامية في الاستخدام العام يومذاك، حتى إن الكثير من المصطلحات العلمية بصياغاتها العربية الأصلية، انتقلت إلى أوروبا عبر مدارس الأندلس؛ حيث لا تزال تتداول هناك في العلوم المعاصرة بألفاظها العربية القحة، كما هي إلى اليوم، مثل مصطلح: شراب، وإكسير المتداول في الأدوية، واسم مادة الجبر، والكيمياء، وكثير غيرها، مما يعرفه المختصون في تاريخ العلوم عند العرب؛ مما يشهد للحضارة العربية بالفضل الكبير على المدنيات المعاصرة.

وما أن تدهورت الحضارة العربية الإسلامية، وغابت الأمة بعطائها عن ساحة التأثير المباشر، بعد سقوط مراكزها الحضارية في بغداد والأندلس، حتى بدأ التهميش والإقصاء يدبَّانِ بشكل مقصود إلى كل تجليات تلك الحضارة، بما فيها العلوم الصرفة، والمعارف، ومصطلحاتها، واللغة العربية؛ حيث نهض الغرب، وبدأت الظاهرة الاستعمارية بالظهور، وبدأ احتلال أقطار العالم الإسلامي والوطن العربي، طمعًا في الاستحواذ على ثرواته المعدنية، وتدمير تجليات موروثه الحضاري لمنع حالة النهوض المعاصر، بتوفر الظرف المواتي، والقيادة التاريخية الواعية، حتى شاع في الأقطار المستعمَرة ظاهرة التلقِّي البليد، كأحد وسائل الهَيْمَنة الاستعمارية، بفرض الثقافة الغربية على ثقافة تلك الأقطار لتلك الأسباب المشار إليها، وأخرى غيرها.

ومن هنا بدأ مسخ الحضارة العربية الإسلامية، وطمس منجزاتها يأخذ شكلاً ممنهجًا، بهدف طمس الهُوِيَّة العربية الإسلامية للأمة كهدف مركزي للمستعمر الغاشم.

ومن هنا تأتي حاجة البشرية اليوم إلى حضارة الإسلام العربية المؤمنة، كمخلص للإنسانية المعذَّبة، مما تعانيه من تسلط الدول الكبرى على مقدرات الدول الفقيرة، في مسعى مخلص لتصحيح مسار الحضارة المعاصرة، بإعادة توظيف العلم، والتقنيات، والموارد لمصلحة الإنسان، ولتعمير الأرض، تحقيقًا للقانون الإلهي المركزي: ? هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا ? [هود: 61]، بدلاً من العمل على خرابها، وتدميرها بتلويث البيئة.

لذلك؛ فإن مقتضى سنة الله الكونية في الاستخلاف والتعمير، تستوجب من العرب والمسلمين اليوم استلهام ذلك المنهج القويم بوعي متقدم، والعمل على دخولهم القرن الحالي بوقفة نقدية أمينة وصادقة مع الذات، على قاعدة: ? إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ? [الرعد: 11]؛ بقصد استنفار المتاح من إمكانات راهن الحال؛ من أجل صياغة المستقبل على قاعدة: ? وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ ? [الأنفال: 60]، وذلك بقصد الانطلاق الحر في فضاء مفتوح الآفاق، في ممارسة عملية البناء النهضوي المعاصر؛ حيث يستمد منهجه وأفكاره من صلب الواقع العربي، ويعمل على استخراج نظرية عمل عربية أصيلة، مرتبطة ببرنامج النهضة العربية الإسلامية، التي يراد لها أن تكون استئنافًا نقيًّا لمحطات النهوض العربي الإسلامي الجديد، بلمسات عربية إسلامية واضحة المعالم، تسمح لمشروع الأمة المستقبلي الجديد بالتكون من صلب الواقع العربي الإسلامي، من دون إغفال لضرورات التفاعل الخلّاق، بقصد المقاربة الواعية مع الخصوصيات الوطنية.

لذلك باتتِ الحاجة قائمةً إلى الشروع باعتماد تنمية قومية شاملة، تنهض بكافة قطاعات الحياة العربية، من خلال المباشرة باعتماد سياسات نقل وطنية للتقنيات، والمعارف المستجدة، ملائمة للخصوصيات الوطنية، والعمل على اعتماد برامج عمل لتوطينها، بالانتفاع من الطاقات والكفاءات العربية، وذلك من خلال تبنِّي المبتكرات الجديدة، وتطوير التقنيات المستخدمة، وتكييف العديد من حلقات حزمة تقنيات التصنيع المحتكرة، والعمل على تفكيكها، بتحويل الأفكار إلى عمليات تقنية، وأساليب عمل جديدة، من خلال الاهتمام بالجوانب البحثية الميدانية، وتعزيز ثقافة الابتكار في بيئات العمل العربية والإسلامية، وتعميق مجالات التأهيل، والتدريب بالموقع لمعايشة الاختناقات المرافقة للتقنيات الموردة، وتسهيل وضع تصورات وآليات تحويرها، وتطويعها بتراكم الخبرة مع الزمن، وصولاً إلى مرحلة الإبداع والتصنيع الوطني.

واستنادًا لما تقدَّم من حيثيات منطقية، فإن الأمر يتطلَّب من القائمين على إدارة دفَّة حراك التغيير العربي الراهن، المبادرة على عجلٍ، للعمل على اعتماد نهج التواصل الإيجابي مع الماضي، وتبني رؤية الاستلهام المبدع التي تطرح نفسها اليوم كمسؤولية جمعية، على قاعدة: ((كلكم راعٍ، وكلكم مسؤول عن رعيته))، عند الشروع بإعادة بناء الذات، وزجها في عملية النهوض المعاصر؛ لضمان الحفاظ على أصالة الأمة، وصيانة هُوِيَّتها المهدَّدة بالمسخ، وحماية خصوصياتها من مخاطر الضياع، في ذات الوقت الذي تتطلع فيه إلى المعاصرة، وتعيشها بكل إنجازاتها الإيجابية، وذلك من خلال الحرص على تجسيرِ الحاضر، وتثويره بروحية سحب الماضي خطوة إلى الأمام، من دون التدحرج خطوة إلى الخلف، والعمل على تثويره بوسائل العصر المتاحة، بعد تمحيصها بعناية فائقة؛ للتأكد من توافقها مع متطلبات خصوصية نموذج النهوض المعاصر للأمة، الذي ينبغي أن يرتكز إلى خصوصية ظروف التكوين، والنشأة التاريخية للأمة، التي حدَّدت رسالتها، وأطّرت ملامح هُوِيَّتها، حيث يجب أن تبقى عصيَّة على الطمس والتشويه، رغم كل ما يواجهها من تحديات.


التعديل الأخير تم بواسطة رشيد التلمساني ; 21-12-2016 الساعة 12:42 PM.
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 21-12-2016, 12:43 PM   #2
معلومات العضو
رشيد التلمساني
مراقب عام و مشرف الساحات الإسلامية

افتراضي

بارك الله فيك

 

 

 

 


 

توقيع  رشيد التلمساني
 لا حول و لا قوة إلا بالله
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 


بحث عن:


الساعة الآن 07:56 AM



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
By Media Gate - https://mediagatejo.com