عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 26-08-2005, 12:34 PM   #5
معلومات العضو
أبو فهد
موقوف

افتراضي

* السؤال السابع والعشرون : قمتم بتأليف كتاب " نحو موسوعة شرعية في علم الرقى – تأصيل وتقعيد في ضوء الكتاب والسنة والأثر " ، كيف جاءت فكرة تأليف تلك الموسوعة ؟ وكم استغرق تأليفها ؟ وما هي دوافعكم لتأليف تلك الموسوعة التي شكلت في مجملها إضافة علمية هامة وقيمة في هذا المجال ؟ وما هي مراحل تأليفها ؟

الجواب : أما فكرة تأليف هذه الموسوعة فجاءت بناء على ما رأيته من انحرافات كثيرة في العقيدة والمنهج والسلوك وبخاصة عند كثير من الناس من أهل القبلة ، فرأيت أن أجمع كتاباً يحتوي على النقاط الهامة والرئيسية في موضوع الرقية الشرعية وعالم الجن والشياطين والأمراض الروحية ، وتطور الأمر إلى التفكير في إعداد موسوعة شرعية في هذا العلم وبخاصة أن المكتبة الإسلامية تفتقر إلى مثل هذا العمل ، وهذا لا يعني بأي حال من الأحوال انتقاص قدر كبير من المؤلفات الموجودة على الساحة اليوم ، إلا أنها لم تكن شاملة لكافة جوانب هذا الموضوع وجزئياته وتفصيلاته ، وكان ذلك ومنَّ الله سبحانه وتعالى عليَّ باتمام هذا العمل ، واعتقادي الجازم بأن هذا العمل لم يخرج بالصورة التي هيَّ عليه الآن إلا بفضل الله سبحانه وتعالى ومنه وكرمه ، ثم التربية التي ربانا بها العلماء وطلبة العلم الأجلاء في المملكة العربية السعودية ، ولن أنس أن أقدم شكري وعرفاني وتقديري لفضيلة الشيخ العلامة ( عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين ) على وقوفه معيًّ في إعداد هذا المؤلف وتفضله مشكوراً بالإجابة على كثير من الفتاوى الخاصة التي عرضتها عليه ، فجزاه الله خيراً عني وعنكم وعن سائر المسلمين، وقد استغرق العمل في هذه الموسوعة ما يقارب إثنى عشر عاماً فلله الحمد والمنة والفضل 0

أما الدوافع الرئيسة لتأليف تلك الموسوعة ، فأوجزها بالنقاط الهامة التالية :
1)- محاولة تصحيح الانحرافات العقدية لدى كثير من المسلمين اليوم فيما يتعلق بقضايا الرقية الشرعية 0
2)- الحاجة الشديدة في الآونة الأخيرة لتنظيم الرقية وتقعيدها بعد اتساع مجالها وتشعبه ، وهذا لا ينضبط إلا بالكشف عن الأصول والقواعد ، حيث أن الرقية تحتاج إلى ضبط وتقعيد شأنها شأن غيرها من العلوم الإسلامية 0
3)- محاولة تصحيح الاتجاهات المنحرفة لدى كثير من المعالجين في الوسائل والمقاصد المتبعة ، خاصة النظرة المادية البحتة التي أصبحت الأساس الرئيس في مزاولة الرقية الشرعية 0
4)- تفشي الأمراض التي تصيب النفس البشرية من صرع وسحر وحسد وعين ، نتيجة لعدة عوامل : أهمها الانحراف عن منهج الكتاب والسنة 0
5)- توجه كثير من الناس لعلاج تلك الأمراض بطرق غير شرعية ، وأساليب مبتدعة بعيدة كل البعد عن تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف 0
6)- التوجه العام للعلاج لدى السحرة والمشعوذين والعرافين الكهنة والمستعينين بالجن ومدعي الرقية ، وخطورة ذلك من الناحية الشرعية على الفرد والأسرة والمجتمع المسلم 0
7)- إيضاح الأساليب والوسائل الصحيحة للرقية الشرعية الثابتة في الكتاب والسنة والأثر 0
8)- الخلط الحاصل لدى الكثيرين ممن سلك طريق الرقية الشرعية ، وإيضاح المنهج القويم لها بما ثبت في الكتاب والسنة والأثر0
9)- تقويم كثير من المفاهيم الخاطئة والدارجة بين عوام الناس ، وتحديد الوجهة الشرعية لتلك المفاهيم 0
10)- ندرة الكتابات المتعلقة بالرقية الشرعية ، حيث أن هذا الموضوع لم يستوف حقه من الدراسة والبحث قديما وحديثا ، ومن ثم فلم أجد ما يشبع رغبة طالب العلم أو ما يغطي كل جوانب هذا الموضوع الهام 0
11)- عدم اهتمام الباحثين والمعالجين بهذا الموضوع بزعم أنه عديم الجدوى والفائدة وأن الجهل به لا يضر ، فآثرت البحث فيه لإظهار أهميته وإبراز كافة النواحي المتعلقة به وتعميقها في السلوكيات والنفوس 0
12)- أردت أن أستفيد وأعمق في نفسي العقيدة الإسلامية الصافية النقية من الشوائب والرواسب ، وكذلك ترسيخ الفهم الشرعي الصحيح لهذا الموضوع من خلال البحث والمراجعة إضافة لخبرتي العملية في هذا المجال 0

* السؤال الثامن والعشرون : مما هيَّ آخر المؤلفات التي قمتم بتأليفها في هذا الصدد ؟

الجواب : حقيقة الأمر أنني لا زلت إلى هذا الوقت أركز وبشكل كبير جداً على الموسوعة الشرعية السابقة ، حيث أنني لا زلت إلى هذه اللحظة أدوت الملاحظات والاستفسارات والبحث عن الأمور التي حدث فيها إغفال أو تقصير من جهة تأليف الموسوعة الرئيسية ، وأحمد الله سبحانه وتعالى أنني قد قطعت شوطاً كبيراً في إضافة معلومات قيمة وهامة في هذه الموسوعة ، وسوف يصدر لي كتاب قريباً من هذه السلسلة بعنوان ( الأصول الندية في علاقة الطب بمعالجي الصرع والسحر والعين بالرقية ) وهو تحت الطبع ، ومن أهم الاضافات في هذا الكتاب عرض كثير من التساؤلات التي يطرحها الطب العضوي والنفسي حول موضوع الرقية الشرعية بشكل عام ، والأمراض الروحية بشكل خاص ، وأسعى حالياً بكل ما أوتيت من قوة في تعريف الأطباء العضويين والنفسيين بأهمية هذا العلم – علم الرقى – ومحاولة التقريب في وجهات النظر بين الإخوة الأطباء والمعالجين بالرقية 0
وحالياً أقوم على جمع كتاب شامل بعنوان ( هداية الأنام إلى فتاوى الرقى للأئمة الأعلام ) ، والكتاب في جزئين ويقع في ألف ومائتين صفحة تقريباً ، يحتوي الجزء الأول على فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- ، وكذلك فتاوى تلميذه ابن القيم – رحمه الله – مبوبة حسب التسلسل التالي : فتاوى العلاج بالقرآن والسنة ، وفتاوى عالم الجن والشياطين والصرع ، وفتاوى السحر والشعوذة والدجل والكهانة ، وفتاوى العين والحسد ، وفتاوى طرق العلاج المتبعة ، وفتاوى متنوعة 0
أما الجزء الثاني : فحاولت قدر المستطاع الوقوف على كافة الفتاوى الصادرة عن علماء المملكة العربية السعودية ، ويحتوي هذا الجزء على : فتاوى اللجنة الدائمة ، وفتاوى العلامة سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز – رحمه الله - ، وفتاوى فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله - ، وفتاوى فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين ، وفتاوى فضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان ، بنفس التبويب السابق ، فأسأل الله سبحانه وتعالى الإخلاص في القول والعمل وأن يجعل هذا العمل حجة لي لا عليَّ ، إنه سميع مجيب الدعاء 0

* السؤال التاسع والعشرون : للأدعية والأذكار النبوية دور هام في تحصين الإنسان من شرور العين والمس والسحر ، فما أهم الأدعية والأذكار التي ينبغي المداومة عليها من أجل التوقي من شرور العين والسحر والمس ؟ وما هيَّ الكتيبات التي تنصحون الناس بقراءتها في هذا الصدد ؟

الجواب : إن للأدعية والأذكار النبوية دور هام في تحصين الإنسان ، وما أحوج المسلمين اليوم إلى ذكر الله تعالى ودعائه واستغفاره ومناجاته ، بعد أن ادلهمت حولهم الخطوب ، واشرأبت بينهم الفتن ، وتداعى عليهم الأعداء ، وتضافرت فوق رؤوسهم المحن 00 وما أفقرهم أفرادا وجماعات إلى نور الذكر ليبدد ما اكتنف حياتهم من ظلام وفساد وضياع ، وليجمع ما تشتت من قلوبهم وهممهم ، وما تبدد من إراداتهم وعزائمهم 0
وأفضل الذكر والدعاء ما ورد مأثورا في القرآن الكريم والأحاديث النبوية الصحيحة ، لما في ذلك من التوحيد الخالص ، والعبادة المشروعة ، والمحبة الصادقة لله ورسوله ، والالتزام بألفاظ مخصوصة هدف لها الشارع الحكيم 0

قال ابن القيم : ( وأفضل الذكر وأنفعه ما واطأ فيه القلب واللسان وكان من الأذكار النبوية وشهد الذاكر معانيه ومقاصده ) ( بدائع الفوائد – ص 192 ) 0

ولا بد من إدراك أهمية الذكر ووقعه وتأثيره في رد كيد القوى الشيطانية ، وحفظه للمسلم ووقايته منها ، كما ثبت في الأحاديث الصحيحة ، التي تؤكد ذلك وتقره 0
أما الأدعية والأذكار التي تقي المسلم بإذن الله تعالى شر العين والحسد والصرع فهي كثيرة جداً ولله الحمد والمنة ، ومن أهم تلك الأذكار : أذكار الصباح والمساء ، وأذكار دخول المنزل والخروج منه ، وأذكار الطعام ، وأذكار إتيان الرجل أهله ، وأذكار دخول الخلاء والخروج منه ، وأذكار نزول المكان ، وقد جمع في ذلك الإمام النووي رحمه الله تعالى في كتابه " الأذكار " ، ومن أهم الكتيبات التي صدرت في هذا المجال كتيب بعنوان " حصن المسلم " للشيخ ( سعيد القحطاني ) وقد جمع فيه جمعاً طيباً ، وقد أصدرت كتاباً في هذا الموضوع بعنوان " القول المبين فيما يطرد الجن والشياطين " ، وحاولت من خلال هذا الكتاب التركيز على الأذكار والأدعية التي تقي المسلم وكذلك البيوت الإسلامية من عبث وتسلط الجن والشياطين ، والله تعالى أعلم 0

* السؤال الثلاثون : يعتقد بعض الناس بإمكانية دفع العين والسحر من خلال وضع المصحف الكريم في السيارات والمنازل بهدف الحفظ من أذى الجن والشياطين ، فما مدى مشروعية ذلك الفعل ؟ وهل صحيح أن وضع القرآن بجوار السرير أو في السيارة من الممكن أن يحفظ الإنسان من الشرور ؟

الجواب : إن القرآن الكريم والسنة المطهرة نزلا برسالة سامية للبشرية ، تحمل في عنوانها الرئيسي الاعتقاد الصحيح والعمل بمقتضى التنزيل ، وكثير من الناس اليوم خالفوا اتباع هاذين الأصلين العظيمين واعتقدوا ببعض التصورات المنحرفة عن كتاب الله ، وهي تخالف في أساسها ومجملها الهدف والغاية الذي أنزل من أجله القرآن الكريم ، فنرى البعض يستخدمه عند رأس المريض والآخر تحت وسادته ، ومنهم من يعلقه في البيوت والمنازل والسيارات ، ومنهم من يكتب بعض الآيات ويعلقها للحفظ والصون ، ونحو ذلك من اعتقادات خاطئة منحرفة ، ومما يثير الدهشة والاستغراب أن بعض من يفعل ذلك ، قد لا يأتي بالفرائض ناهيك عن السنن والنوافل ، ويعيش حياته في معصية الله بعيدا عن طاعته ، فهل يعقل في تلك الأحوال أن يكون استخدام القرآن على هذا النحو وبهذه الكيفية حفظ وصون وشفاء 0
وقد أفتت اللجنة الدائمة في المملكة العربية السعودية بعدم جواز ذلك ، فقد سئلت اللجنة عن حكم استعمال المصحف على الوجه لطرد الشياطين ، فأجابت – حفظها الله - أنه لا ينبغي استعمال المصحف على الوجه المذكور لأن فيه إهانة لكتاب الله وإرضاء للشياطين ( فتاوى اللجنة الدائمة - 1 / 188 ، 189 ) 0

وقد سئل فضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان عن حكم المرأة التي تضع المصحف بجانب طفلها الصغير بقصد حمايته من الجن 0 عند انشغالها وتركه وحده ؟

فأجاب – حفظه الله - : ( هذا لا يجوز لأن فيه إهانة للمصحف الشريف ، ولأنه عمل غير مشروع ) ( المنتقى – 2 / 150 ) 0

يقول الدكتور ناصر بن عبدالرحمن الجديع : ( ووضع المصحف الشريف في موضع ما للتبرك بالقرآن الكريم لجلب خير أو دفع آفة ، مثل وضعه داخل السيارة أو الطائرة ونحوهما لمنع الحوادث ، أو طرد الشيطان ، أو دفع العين ، ونحو ذلك 0 أو أن يوضع عند واجهة المتجر مثلا تبركا به لاستجلاب الرزق ، أو وضعه عند وسادة النائم لمنع الأحلام المزعجة ، أو وضع المصحف على الميت قبل دفنه تبركا ، فحكم ذلك أنه مخالف لهدي الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته رضي الله عنهم والأئمة من بعدهم ، فيكون غير مشروع كما يظهر ، على ضوء ما تقدم ، بل إن حكم هذا أشد ) ( التبرك : أنواعه وأحكامه – ص 240 ) 0

ومن هنا يتضح جلياً أنه لا يجوز مطلقاً استخدام مثل تلك الوسائل في الرقية والعلاج لأسباب كثيرة أهمها أنه لم يثبت مثل ذلك الفعل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا عن خلفائه الراشدين ، أو التابعين وسلف هذه الأمة وأئمتها ، ولا بد للمسلم من التمسك بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم لينجو في الدنيا والآخرة ، كما ثبت من حديث العرباض بن سارية – رضي الله عنه – عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي ) ( صحيح الجامع 2549 ) ، والله تعالى أعلم 0

* السؤال الحادي والثلاثون : يقوم كثير من الناس بتعليق الآيات القرآنية الكريمة على الصدور ، وعلى الجدران على هيئة سلاسل وخرز أو وضع لوحات معلقة على الجدران بنية دفع الشرور وإبعاد الحسد والشياطين من البيت ، فما رأيكم في ذلك ؟

الجواب : أما تعليق الآيات القرآنية الكريمة على الصدور ، وعلى الجدران على هيئة سلاسل وخرز أو وضع لوحات معلقة على الجدران بنية دفع الشرور وإبعاد الحسد والشياطين من البيت فلا يجوز مطلقاً لعدم فعل ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والخلفاء والصحابة والتايعين وسلف هذه الأمة وأئمتها ، وقد أفتى بذلك جمع من أثبات علماء الأمة 0
أما مسألة تعليق التمائم التي تحتوي على آيات من كتاب الله وأدعية نبوية مأثورة فهي مسألة اختلف فيها السلف على قولين : فمنهم من أجازه ، ومنهم من حرمه ، وجمهور العلماء يرى المنع ، وقد روي عن ابن مسعود وابن عباس وعقبة والإمام أحمد في رواية عنه اختارها الأكثر ، ولعموم قول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( من تعلق شيئا وكل إليه ) ( حديث حسن – صحيح الترمذي 1691 ) ، وتخصيصه بتمائم غير القرآن تخصيص من غير مخصص ، والنهي عام ، وفي المنع من تعليقها سد للذريعة الموصلة إلى الشرك ، إذ أن تعليقها يفضي إلى تعليق غيرها 0
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يرقي ويرقى ، ولو كان تعليق جائزا لأمر به ، وليس في كتاب الله ولا سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ما يدل على اجازة تعليق شيء من القرآن ، وحمل بعض العلماء فعل عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أنه تعليق لألواح القرآن ليحفظه الصبيان لا على أنه تميمة 0
إن من أجاز فعل ذلك من السلف قد عاش في عصر كانوا يدركون فيه واقع المسلمين وحالهم وتمسكهم بعقيدتهم ، دون الاعتقاد الخاطئ عند كثير منهم في استخدام هذه والتعلق بها ، علما بأن منهم من كان يدرك خطر ذلك حتى في ذلك العصر الذي كان الإسلام فيه بأوج قوته ، وأخذوا بالقاعدة الفقهية ( درء المفسدة مقدم على جلب المصلحه ) فكيف بحالنا اليوم ، وقد انتشر في هذا العصر الجهل والضياع والاعتقاد الفاسد والبدع والزيغ والضلال ، وبخاصة أن كثيرا ممن يستخدمون هذا النوع يعتقد أنه النافع الدافع للضر ، ويتشبث به ؛ وحال فقده أو ضياعه ؛ فكأنما فقد نفسه وكل ما يملك معه 0
والراجح بل الصحيح هو المنع من التمائم كلها وإن كانت من القرآن ، لعدة أوجه :
1)- عموم النهي عن التمائم ؛ فإن الأحاديث لم تستثن منها شيئاً 0
2)- سد الذريعة ، فإن الترخيص في تعليق التمائم إذا كانت من القرآن يفتح الباب لتعليق غيرها ، وباب الشر إذا فتح لا يسد 0
3)- أن هذا يعرض القرآن للامتهان ، حيث يحمله من علّقه في الأماكن النجسة ، وفي وقت قضاء الحاجة ، وفي حالة الجنابة ، والحيض ، ونحوها 0
4)- أن في ذلك استخفافاً بالقرآن ومناقضة لما جاء له ، فإن الله أنزله ليهدي الناس للتي هي أقوم ، ويخرجهم من الظلمات إلى النور ، لا ليتخذ تمائم وأحرازاً للنساء والأطفال 0

* السؤال الثاني والثلاثون : يبالغ كثير من الناس في خوفهم من الإصابة بالعين ويشعرون بالهلع حتى من مجرد ذكر اسمه ، ولقد وصل الأمر بالبعض إلى اللجوء إلى الكذب في بعض الأحيان من أجل إخفاء نعمة لحقت به ، فما رأيكم في ذلك ؟

الجواب : لا يجوز المبالغة أو الخوف الشديد من الإصابة بالأمراض الروحية بشكل عام ، أو الإصابة بداء العين أو الحسد بشكل خاص ، وحقيقة الأمر فإن هذا هو الواقع المشاهد والمحسوس عند كثير من الناس في عصرنا الحاضر ، وقد يكون السبب الرئيسي لمثل ذلك الأمر انتشار تلك الأمراض على نطاق واسع ، وما كان ذلك إلا بسبب البعد عن منهج الكتاب والسنة ، ولا بد للمسلم الحق أن يتخذ كافة الوسائل والأسباب الشرعية والحسية للوقاية والعلاج ، وأن يعتمد على الله سبحانه وتعالى ، وأهم ذلك المحافظة على الأذكار والأدعية وتحصين النفس البشرية بها ، والإقبال على الطاعات والبعد عن المعاصي ، وإن قدَّرَ الله سبحانه وتعالى عليه الإصابة بنوع من تلك الأمراض فعليه أن يلجأ إلى الله سبحانه وتعالى صابراً محتسباً ويتخذ كافة الوسائل والأساليب الشرعية والحسية في العلاج والاستشفاء ، ويحذر من التوجه لعلاج تلك الأمراض عند السحرة والمشعوذين والكهنة والعرافين ، وليعلم متيقناً أن مصيبته في بدنه أهون من أن تكون في دينه وعقيدته ، وليعلم أن ما أصابه ما كان ليخطأه وما أخطأه ما كان ليصيبه ، فيلجأ إلى الله ويكثر من الدعاء والاستغفار ، والله تعالى أعلم 0

* السؤال الثالث والثلاثون : هل يجوز أخذ الأجر على القيام بالرقية الشرعية ؟ وهل صحيح أن الرقية دون أجر تكون مفعولها أسرع وأشد تأثيراً وفاعلية ؟

الجواب : أما بالنسبة لجواز أخذ الأجرة على الرقية : فقد اتفق الأئمة الأربعة وغيرهم من العلماء على جواز أخذ الأجرة على الرقية ( فتح الباري - 4 / 457 ) ، واستدلوا ببعض الأحاديث ، ومنها حديث أبي سعيد : ( قد أصبتم اقسموا واضربوا لي معكم سهما ) ( صحيح الترمذي – 1685 ) ، وحديث ابن عباس : ( إن أحق ما أخذتم عليه أجرا كتاب الله عز وجل ) ( صحيح الجامع – 1548 ) ، وحديث خارجة : ( كل فلعمري من أكل برقية باطل ، لقد أكلت برقية حق ) ( السلسلة الصحيحة – 2027 ) 0

قال النووي - رحمه الله - تعقيبا على شرح الحديث بقوله : ( وهذا تصريح بجواز أخذ الأجرة على الرقية بالفاتحة وأنها حلال لا كراهة فيها وكذا الأجرة على تعليم القرآن 0 وهذا مذهب الشافعي ومالك وأحمد واسحاق وأبي ثور وآخرين ) ( صحيح مسلم بشرح النووي - 13 ، 14 ، 15 / 356 ) 0

والظاهر من الأحاديث النبوية الشريفة وأقوال أهل العلم هو جواز أخذ الأجرة على الرقية ، وأن ذلك قد يكون من باب الإجارة إن لم يشترط الشفاء ومن باب الجعالة إذا اشترط الشفاء لأن ذلك مجهول وهو مما تجوز فيه الجعالة لا الإجارة 0
أما التوسع في هذا المجال على نحو ما نراه أو نسمعه اليوم فهو عين الظلم وأكل مال بغير حق وهو من السحت الذي حرمه الله ، واتخاذ هذا الأسلوب المادي مطية في الرقية الشرعية أدى إلى أن ينعق الناعقون ويتكلم المتكلمون ويتبجح العقلانيون على صفحات الجرائد والمجلات ، ويقللون من شأن الرقية الشرعية وأهلها ، بل قد وصل الأمر إلى حد استهزاء البعض بالرقية وأصحابها وبتلك الأماكن التي من المفترض أن تكون منبراً للدعوة إلى الله ، لا أن تكون طريقا للتجارة والمزايدة ، وتلك الفئة ممن أكنت العداء والبغض في سريرتها وعلانيتها للدين وأهله أصبحت تقدر الدخل الشهري بل السنوي لمدعي الرقية والعلاج ، فخلطوا بين الرقية الشرعية المباحة والسحر والكهانة والدجل ، كل ذلك نتيجة لسوء التصرف والانقياد للشهوة والهوى لدى بعض المعالِجين وللأسف أصبح هذا الصنف كثيرا على الساحة اليوم 0
وليحذر المعالجين من هذه الفتنة العظيمة ، والآفة الخطيرة التي استطاع الشيطان بمكره وخبثه من استدراج الكثيرين منهم وإيقاعهم بحبائله ودسائسه الماكرة ، وبنظرة متفحصة في أوضاع الرقية والرقاة يتضح جلياً أن المصلحة الشرعية تقتضي الاستعفاف وترك أخذ المال حسبة لله سبحانه وتعالى وابتغاء الأجر والثواب منه وحده ، وإن كان بعض المعالجين ممن قتر عليه رزقه ، فلا يجعل طريق الرقية سبيلا للوصول إلى ما في أيدي الناس من أموال ، وليعلم أن العيون تتابعه ، والألسن تراشقه ، فلا يجعل لأحد كائن من كان الرقية وأهلها في موضع ونظرة ازدراء خاصة من قبل أولئك الحاقدين الحاسدين المتربصين بالدين وأهله ، ناهيك عن العوام ممن سوف يضعون تساؤلات وتساؤلات عن الحال والمآل الذي وصل إليه كثير من المعالجين اليوم 0
فعلاج مثل هذا التقتير في موارد الرزق يكون بالبحث عن عمل شريف يستغنى به عن دخول معترك الشبه والقيل والقال ، وإن دعي لرقية أخ مسلم فلا يستشرف للمال ولا يطلبه ولا يكون هو همه الأول والأخير ، فمن يستغن يغنه الله ، ومن يستعفف يعفه الله ، فإن عرض مال من غير طلب أو تلميح أو استشراف فيكتفى بما يسد الحاجة بالمعروف مع أن الأولى ترك ذلك لما تقتضيه المصلحة الشرعية 0

أما أن الرقية دون أجر هل يكون مفعولها أسرع وأشد تأثيراً وفاعلية : فلا شك من ذلك ، والأمر يتعلق أساساً بإخلاص المعالج ونيته ، وهل حقاً ينشد من ذلك الأمر نفع إخوانه المسلمين ، أم أن الهدف والغاية هو هدف مادي بحت ، أو اختلاط النية بين الأمرين ، وقد عاينت بنفسي الفرق بين تأثير من يقرأ ويعالج محتسباً الأجر عند الله سبحانه وتعالى ، وبين من يقرأ ويعالج وهمه ما في أيدي الناس ، ناهيك عن أمر في غاية الأهمية ، وهو نظرة الناس لكلا المعالجين ، فالأول ترى الناس تنظر له باحترام وتقدير وإجلال ، أما الثاني فيعطي انطباعاً سيئاً عن نفسه وعن المعالجين الآخرين ، والله تعالى أعلم 0

* السؤال الرابع والثلاثون : يعمد بعض الدجالين إلى تلاوة آيات قرآنية أثناء علاج المرضى بغرض إيهام الشخص بأنهم متبعين للمنهج الإسلامي في معالجة الرقية الشرعية ، وهنا قد يلتبس الأمر على البعض ، كيف يتمكن الشخص من تمييز هؤلاء المشعوذين ؟

الجواب : مسألة التفريق بين المعالِج بالقرآن والساحر والمشعوذ مسألة هامة لا بد أن تحضى باهتمام شديد من قبل العامة والخاصة ، وكثير من السحرة يتظاهرون بالعلاج بالقرآن خاصة في المملكة العربية السعودية بسبب الوعي الديني عند كثير من الناس ، وكذلك متابعة هذه الفئة الباغية من قبل ولاة الأمر – وفقهم الله لكل خير – وأهل الحسبة ، وقد أشار لذلك المفهوم فضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان حيث يقول – حفظه الله - : ( ولا بد من التنبيه على أن بعض المشعوذين والسحرة قد يذكرون شيئا من القرآن أو الأدعية، لكنهم يخلطون ذلك بالشرك والاستعانة بالجن والشياطين ، فيسمعهم بعض الجهال ، ويظن أنهم يعالجون بالقرآن ، وهذا من الخداع الذي يجب التنبه له والحذر منه ) ( السحر والشعوذة – ص 95 ) 0

أما أهم الصفات التي تميز الساحر عن غيره ، فأوجزها في النقاط الهامة التالية :
1- طلب اسم المريض واسم أمه 0
2- طلب أثر من المريض كشعره أو قطعة من ملابسه أو صورته وغير ذلك من الآثار الخاصة به 0
3- استخدام كلام غير مفهوم وطلاسم وغيره من الأمور غير المعتادة 0
4- إعطاء التمائم المتنوعة والتي تحتوي على أرقام وحروف ومربعات وكلمات غير مفهومة وأسماء للجن وغيره من الأسماء ، أو سور من كتاب الله عز وجل مقطعة أو ناقصة الأحرف أو غير منقطة أو مقلوبة أو غير صحيحة ونحوه ، أو بعض الكلمات والرموز الغريبة وصور للأفاعي والعقارب ، خاصة ما يطلق عليه اسم ( العهود السليمانية السبعة ) 0
5- النفث في الماء وغيره بطلاسم وكلمات غير مفهومة 0
6- استخدام العقد بالخيط أو الحبل أو غيره والنفث عليها بطلاسم وكلمات غير مفهومة 0
7- إطلاق البخور لاستحضار الشياطين ، وسماع أصوات غريبة كصوت أجنحة طير أو كلام أو طرق ونحوه 0
8- قذارة المكان الذي يستخدمه الساحر وقذارة الساحر نفسه 0
9- الانزواء إلى غرفة مظلمة للتحدث مع الشياطين ممن يعينونه على أفعاله الخبيثة 0
10- طلب القيام ببعض الأمور الكفرية أو الشركية كذبح الدجاج الأسود أو الضأن الأسود غالبا دون التسمية ، وهذا يعني الذبح للجن والشياطين وقد أشرت إلى خطورة ذلك في الحديث عن إخلاص التوحيد لله سبحانه وتعالى 0
11- استغلال المرضى من الناحية المادية وطلب الأموال الطائلة 0 وقد سمعت عن بعض العامة ممن دفع مبالغ خيالية لهؤلاء الخبثاء 0
12- الخلوة بالنساء دون رادع ديني ، أو وازع أخلاقي ، وقد يصل الأمر إلى فعل الفاحشة والعياذ بالله ، وكم سمعنا من القصص الكثيرة على شاكلة ذلك الأمر 0
13- طلب فعل ما نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه ، كقطع شجر السدر من المنزل أو قتل الهدهد أو الضفدع ونحو ذلك من أمور أخرى 0
14- إحضار السحر أو العمل بوعاء أو طنجير ونحوه ، بواسطة التمائم والعزائم الكفرية ، واستخدام الجن والشياطين في ذلك ، وادعاء فك السحر بهذه الطريقة ، وأن هناك خدام للسور والآيات ومن هؤلاء الخدام الصمدية والأحدية ونحو ذلك من ترهات وأباطيل الصوفية الضالة المبتدعة 0
15- القيام بأفعال غريبة كاستخدام الحبل وقياسه ، ويزعمون أنه إن طال كان المريض مصابا بالعين ، وإن قصر فإنه مصاب بالسحر ، وإن بقي الحبل على حاله فإن المرض عضوي ، وقس على ذلك كثيراً من الأمور الأخرى 0
16- استخدام النجاسات كالبول والحيض وإعطائه للشخص سواء كان رجلا أو امرأة عن طريق الشرب أو الأكل ، أو كتابة آيات من كتاب الله عز وجل بهذه النجاسات 0
ومن هؤلاء السحرة والدجاجلة من يدخل الحمام ويطأ المصحف بقدمه أو يتغوط عليه ونحو ذلك من أفعال الكفر والردة ، كل هذا لإرضاء الشياطين والتقرب إليهم 0
17- يشار على المريض باعتزال الناس فترة معينة في غرفة لا تدخلها الشمس ويسميها العامة ( الحجبة ) أو ( الخلوة ) 0
18- يطلب من المريض بأن لا يمس الماء لمدة معينة قد تصل إلى أربعين يوما 0
19- يطلب من المريض أن يدفن أشياء في الأرض أو أن يرش مواد سائله ، أو يضع بيضا فاسدا على عتبات الأبواب أو في المنازل ، وكل ذلك يكون قد نفث عليه الساحر بريقه الخبيث 0
20- قد يعطي المريض أوراقا يحرقها ويتبخر بها 0
21- قد يكتب للمريض حروفا مقطعة أو طلاسم معينة ويأمره بإذابتها في الماء وشربه 0
22- إعطاء بعض المعلومات الحقيقية الواقعية عن حياة المريض الخاصة أو علاقته بمن حوله،وكل ذلك يكون بالاستعانة بالجن والشياطين0
23- ظهور علامات الفسق على الساحر ، ومن ذلك حلق اللحية وإسبال الثوب وإطالة الشارب والتكاسل عن صلاة الجماعة ونحو ذلك من أمور كثيرة أخرى 0

يتبع

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة