عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 10-05-2005, 05:06 PM   #3
معلومات العضو
جند الله
عضو موقوف

افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخي الفاضل (العزامي)

لا نستطيع تعميم كلام العلماء، لأن لكل عام خصوصياته واستثناءاته، فإن كلام العلماء محمول على التشريع وليس على الحصر، فهناك وسائل عديدة لخروج أمر التكليف المأكول والمشروب، وبطبيعة الحال لو انك تتبعت تاريخ السحر والسحرة عبر العالم لعملت لزاما أن السحر يتطور اسلوبه بتطور البشرية، فما بالك بعالم الجن الذين سبقونا في الخلق قبلنا؟ طبعا لديهم سبق علمي أكبر منا بمراحل شاسعة، لذلك فهذا النوع من السحر الذي يتم تقيؤه بتعاطي المريض للملينات هو على سبيل المثال اسلوب قديم لا يقوم به إلا ساحر ضحل الخبرة، فمن السهل بمجرد تعاطي هذه الملينات أن تخرج المادة السحرية تقيؤا أو مشاءا، هذا هو المعروف بالنسبة للمعالجين بوجه عام.

أما ما تناهى إلى علمي فهناك طرق مستحدثة أشد مكرا وأكثر دهاءا من هذا الأسلوب القديم، فهناك أنواع من السحر المأكول والمشروب أشد تعقيدا، وأكثر إحكاما، وبالتالي لا تجدي الملينات في تخلي خادم السحر عن المادة المتجمعة في جوف المريض، لأنه قابض عليها بواسطة قوة مجموعة من الأسحار المركبة، لذلك فلو أن مجموعة هذه الأسحار تم إبطالها تدريجيا فسوف يتقيأ المريض ما في جوفه، أو قد يخرج مع البراز، وهنا لسنا في حاجة للملينات، ولسنا في حاجة للماء المقروء عليه، لأن الماء المقروء عليه وظيفته إبطال السحر في جوف المريض، وليس عاملا مساعدا على خروجه، لأن الذي يمسك أمر التكليف ويحجزه هو خادم السحر، والماء هنا يفصل بين الخادم والمادة السحرية، لذلك فالملينات هي عوامل مساعدة وليست رئيسية.

وعلى هذا فأنا لم أنفي المسألة كليا، بل لها فروع وتفصيلات كثيرة ليس هذا مجال حصرها، ولا أخالف العلماء فيما شرعوه من تعاطي الملينات.


أما السؤال الثاني:

فالذي يمنع وصول المادة الملينة إلى أمر التكليف هو وجود أسحار تحول بين المادة الملينة وبين أمر التكليف، فإذا بطلت هذه الأسحار وصلت الملينات إلى أمر التكليف وأدت دورها المطلوب، إذا فالمشكلة هنا هي سوء اختيار التوقيت المناسب لتعاطي هذه الملينات، وليس السبب هو عدم جدواها، على أي حال الجسد سوف يطرد المادة السحرية تلقائيا، بشرط واحد أن يكون المريض تعامل معها بالقرآن والرقية، ولن تمتصها المعدة على الإطلاق، لذلك يجب على المعالج اختيار الوقت المناسب لتناول هذه الملينات، وليس بأن يعطي المريض ملينات ليل ونهار فهذا له أعراضه الجانية.

أما المسألة الثالثة

فأنت تتكلم عن علاقة المادة بالجن وهو أمر غيبي، والسؤال يمكن إعادة طرحة بصياغة أخرى فنقول:

هل للجن القدرة على التحكم في المادة الإنسية؟

هل للجن القدرة على اخفاء المادة الإنسية؟

هل للجن القدرة على نقل شيء مادي من عالم الإنس إلى عالم الجن؟

أعتقد قصة نقل العرش من داخل جدران قصر ملكة سبأ إلى القدس خير شاهد للرد على هذا الاستفسار.

فلك أن تتخيل كيف كان حال خدام قصر ملكة سبأ إذا دخلوا صباحا إلى قاعة العرش لتنظيفها مثلا، ثم فوجؤا بأن العرش اختفى، طبعا سيصيبهم الذعر، إذا للجن القدرة على التحكم في الأشياء المادية ونقلها من مكان إلى الآخر.

ولكي يقوم الجني بإخراج العرش من داخل القاعة الملكية، فهذا يقتضي اختراق العرش المادي لجدران القصر المادية، وهذا محال.

إذا فالاحتمال الوحيد المتبقي هو اختفاء العرش عن الأنظار ليمكن خروجه من الجدران المادية، وحتى هذا الافتراض لا يكفي وحده لإمكان خروج العرش من داخل القاعة الملكية، لأنه هناك فارق بين اختفاء العرش عن الأنظار بحيث لا يراه الناس، ولكنه موجود في المكان، وبين انتقال العرش من عالم الإنس إلى عالم الجن، أي أن العرش بانتقاله إلى عالم الجن سوف يكتسب خصائص المادة الجنية، والتي يمكن في هذه الحالة فقط اختراق الحواجز والسدود، لأن الجن يمكنه اختراق الحواجز والسدود المادية، هذه من جملة خصائص قدرات الجن.

أما أن السحر مرتبط بالدم فهذا ليس على إجماله، فهناك السحر المدفون وغيره من الأسحار الموجود خارج نطاق الجسد البشري، ومع هذا فأنت كمعالج تتعامل مع أسحار أخرى فرعية داخل الجسد، مهمتها التمكين للجني من السيطرة على جسد المريض والتحكم فيه، لذلك أمر النبي صلى الله عليه وسلم بتناول العجوة فلم يفرق بين سحر داخل الجسد وآخر خارج الجسد، مما يعني أن الجن له أسحار أخرى داخل الجسد تخدم السحر خارج الجسد أوداخله، وبدونها يفقد السحر الداخلي أو الخارجي فاعليته، ولأن العجوة مما تؤثر بامتصاص المعدة لها وبالتالي تصل المادة الفعالة إلى الدم إذا فهذه الأسحار الفرعية متجمعة في الدم.

لذلك ذكرت لك أن هناك تركيبة من الأسحار وليس سحر واحد فقط، فمن الخطأ أن تتعامل مع أي حالة على أن بها سحر واحد فقط، أو خادم واحد فقط، وهذا هو السبب في أن العلاج قد يطول حتى يتخلص الخادم من كل أعوانه وتبطل كل أسحاره، وفي هذه اللحظة فقط، يفقد الساحر الجني سيطرته على الخادم، ويصير الخادم ضعيفا وفي هذه اللحظة فقط قد يدلي بمعومات صادقة رغم أن الأصل فيه أنه كذوب.

لذلك فعندما أرقي المريض أدعو الله تعالى بأن يبطل الأسحار جميعا، بصيغة الجمع وليس بصيغة المفرد، فتأتي النتائج كالغيث العرم، وبسرعة تنتهي بعض الأسحار حسب جهد المريض في الالتزام بالورد القرآني وحسب النتائج الغيبية لهذا الورد والمؤثرة في الجن، فلا أضيع وقتي مع المريض، نصف ساعة وتنتهي الجلسة بالكامل، وبعدها إلى اللقاء في الجلسة القادمة، واستمر هكذا حتى يطهر الجسد تماما، طبعا أنا أتكلم عن الحالات المعقدة، أما الحالات السهلة فالأمر أبسط من هذا بكثير.



أتمنى من الله أن أكون أجبيت على استفسارك

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة