عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 11-05-2005, 10:33 AM   #9
معلومات العضو
جند الله
عضو موقوف

افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخي الراقي السلفي حفظه الله ورعاه

القرآن يعلو ولا يعلى عليه، هو كلام الله معجز في ذاته، خير دواء لشر داء وهو الشرك، فكيف الحال به مع سائر الأدواء؟!

والدعاء أصل في الرقية، بل إن الرقية هي الدعاء، والدعاء عبادة يتقرب بها إلى الله تبارك وتعالى، وأعظم ما يتقرب به إلى الله هو كلامه تبارك وتعالى، إذا فالرقية بكلام الله تبارك وتعالى هي أعلى رتب الدعاء.

فكتاب الله تعالى تتفاضل آياته بعضها على بعض، وتختلف فضائله بعضها عن بعض، وتختلف مناسبة كل آية عن الآية الأخرى، فسورة البقرة لا تستطيعها البطلة، وآية الكرسي لا يقرب تاليها شيطان حتى يصبح، وآيات القرآن منها آيات رحمة ومنها آيات عذاب، كلها شفاء، ولكن كيف نستشفي بآية عذاب؟ هذا ممكن إذا كان الصائل علينا شيطانا مريدا، فتنزل عليه آيات العذاب وبالا ونكالا بما اقترفه من آثام وعدوان، فتقضي عليه فيستأصل بها الداء العضال.

قال صلى الله عليه وسلم: ( (يا أبي ‌:‌ إني أقرئت القرآن فقيل لي‌:‌ على حرف أو حرفين ‌?‌ فقال الملك الذي معي‌:‌ قل على حرفين قلت‌:‌ على حرفين فقيل لي:‌ على حرفين أو ثلاثة ‌?‌ فقال الملك الذي معي قل‌:‌ على ثلاثة قلت‌:‌ على ثلاثة حتى بلغ سبعة أحرف ثم قال:‌ ليس منها إلا شاف كاف إن قلت‌:‌ سميعا عليما و إن قلت‌:‌ عزيزا حكيما ما لم تختم آية عذاب برحمة أو آية رحمة بعذاب ‌).

كلام الله يستنزل به الرحمات ويستدفع به اللعنات، وتحل به البركات، وتزول به النقم، وما بغية الطالب من كل داء ومن شر داء أكثر من جوامع هذا النفع من كتاب الله تعالى؟!

لذلك فأي حرف يتلى من كلام الله فيه نفع وفائدة وبركة عظيمة لا تفوت على ذو بال، قال صلى الله عليه وسلم: (من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة و الحسنة بعشر أمثالها لا أقول:‌ ‌{‌ ألم ‌**‌ حرف و لكن‌:‌ ألف حرف و لام حرف و ميم حرف)‌.‌

فأوائل آيات من بعض السور منها ما افتتح بحرف (ن) (ق)، ومنها ما افتتح بحرفين (طه) (يس) (حم)، ومنها بثلاثة أحرف (ألم) (طسم)، ومنها بأربعة أحرف (المر) (المص)، ومنها بخمسة أحرف (كهيعص) (حمعسق)، فكل أجر من هذه الأحرف مدد من الله وعون على الشيطان، لذلك أحيانا أرقي بتلاوة الآيات الفواتح للسور المبتدأة بحروف، أقصد بذلك عدد من الآيات الأول من كل سورة، وليس الآية الأولى فقط، حتى أني سجلت فواتح هذه السور مجتمعة على شريط، وكان لها تأثير ملحوظ على الجن، وكأنه يقتل في صمت وهدوء، لذلك فللأسف لم أستطع أن أتيبن مدى هذا التأثير العجيب لها، وخلاصة الكلام هنا أن لا نغفل كمعالجين عن فائدة ونفع الحرف من كلام الله تعالى ومدى أهميته.

على أي حال فطالما أن القرآن تتفاضل آياته ومناسباته إذا فلا بد من توظيف الآيات الكريمة مع كل موقف نواجهه مع الشيطان، وهذا بحاجة إلى المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم، لأن اختيار الآيات المناسبة للموقف يعتمد بشكل رئيسي على المعنى واللفظ، وهذا يتطلب من المعالج الإلمام بالموقف الذي يواجهه والحيلة التي يحتال بها الشيطان عليه، وهذا من أدق خصائص المعالج، وبدونها فلا فارق بينه وبين غيره من غير المتخصصين.

وأهم شيء في هذا كله هو فهم الآيات وإدراك معناها ومضمونها، وازدياد اليقين بما تحمله من عقيدة وتوحيد، لأن التوحيد هو المضاد للشرك، والسحر كله مبني على الشرك، إذا فالتوحيد علاج من السحر، والقرآن الكريم هو مصدر علم التوحيد، غذا فالقرآن شفاء من السحر، وهذا أحسبه من أهم ما في جملة أسرار العلاج بالقرآن الكريم، فكل آية ذكر فيها التوحيد لها تأثير عجيب مذهل في علاج السحر، حتى أنني في بعض الجلسات على سبيل المثال ألزم سوة (الإخلاص) مثلا لما جمع فيها من التوحيد، فيبطل بتلاوتها السحر ويتبخر ويتبدد وكأن شيئا لم يكن، وأحيانا أعالج بترديد كلمة التوحيد فقط (لا إله إلا الله) فيبطل السحر، وذلك باختيار الايات المتضمنة لكلمة التوحيد، أو اركان التوحيد، مثل (الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم)، وكذلك (وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم)، وكذلك (قل أعوذ برب الناس، ملك الناس، إله الناس)، فهذه الآيات على سبيل المثال وما شابهها شملت أركان التوحيد، وهذا أخي الحبيب سر عظيم في بركة القرآن العظيم فلا يفوتك إدراكه، واحرص عليه وعض عليه بالنواجذ.


ولو تكلمت عن صلة التوحيد وتاثيره في السحر ما وسعنا المقام، حتى أنني أتعمد أن تكون جلستي كلها من أولها إلى آخرها درس مؤصل بالكتاب والسنة عن التوحيد، وما أدراك أن تعطي المريض والشيطان درسا عن التوحيد، سيصرع الشيطان من حينه، فلا تتوقف عن الدرس، بل استمر واستمر، ودع الشيطان يتلوى ويتألم ولا تعره اهتماما، فستجد لهذه التجربة أثر عظيم عظيم عظيم، بشرط أن يكون كلامك كله مدعوم بترتيل آيات القرآن العظيم.

على سبيل المثال للتوضيح تشرح سريعا مفهوم (قل هو الله أحد)، ثم اتلو الآيات حتى تصل إلى (لم يلد ولم يولد) فكررها ورددها مرارا وتكرارا، فستنزل عليه بركة الآيات بالعذاب والهلاك، لماذا؟؟؟؟؟ لأن الدرس الذي شرحته بين معناها ومفهومها الذي قد تأصل وتعمق في قلب المريض وعقله، فكيف بالشيطان داخله؟! سيتمزق كمدا ويبطل السحر بإذن الله تعالى، هل فهمت ما أقصد؟ أنا جربت هذا ونجحت فيه نجاحا عظيما، فليجرب أحكم هذا ثم ليحكي لنا النتائج التي ستحدث معه.


ولا تنسى فضل الدعاء المأثور عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدعاؤه من جوامع الكلم، فلا يفوتك فضله.

والله تعالى أعلى وأعلم
.

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة