عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 11-03-2006, 10:53 PM   #10
معلومات العضو
الراجيه رحمة الله

إحصائية العضو






الراجيه رحمة الله غير متواجد حالياً

 

 
آخـر مواضيعي

 

افتراضي



الــــــرســاله الــثــانيه

أسس الأساليب الفكرية المؤثرة في عقل الطفل:

1-رواية القصص.
2-الخطاب المباشر .
3-خطاب الطفل على قدر عقله.
4-الحوار الهاديء.
5-الطريقة العملية التجريبية.


1-رواية القصص للطفل وقراءته لها :
تلعب القصص دورا كبيرا في شد انتباه الطفل ، ويقظته الفكرية والعقلية ، وتحتل المركز الأول في الأساليب الفكرية المؤثرة في عقل الطفل ؛ لما لها من متعة ، ولذة ، ونجد وفرة القصص النبوي تجاه الأطفال ، حكاها النبي-صلى الله عليه وسلم- لأصحابه الحاضرين منهم الكبير والصغير ، فكانوا يصغون إليه بكل انتباه ؛ لما يقصه النبي-صلى الله عليه وسلم- عن حوادث وقعت في زمن مضى ؛ ليتعظ بها الحاضرون ، ومن بعدهم إلى يوم الدين.

وهناك ملاحظ يجدر الإشارة أليها أن القصص النبوي كان يعتمد على حقائق ثابتة ، وقعت في غابر الزمان ، وهي بعيدة كل البعد عن الخرافة والأساطير ، وهذا يدعم ثقة الطفل بتاريخنا العريق ، ويضفي على روحه الانطلاق ويتنامى لديه الشعور بأمته ودينه العظيم .

ومن القصص العظيمة التي يمكن أن تروى لطفل : قصة أصحاب الأخدود – وقصة سيدنا إبراهيم وإسماعيل وأمه عليهم السلام- قصة الكفل – قصة الأبرص والأقرع والأعمى .

و القرآن الكريم والسنة النبوية وكتب السيرة غيرها مليئة بقصص من التاريخ في العبرة والعظة والدروس التي يمكن أن يستفيد منها الطفل .... وهكذا يعيش الطفل مع القصص القرآني والنبوي ....فيعيش في أجواء إيمانية رائعة
.

2-الخطاب المباشر للطفل : إن الخطاب المباشر في مخاطبة عقل الطفل ، وتبيين الحقائق له ، وترتيب المعلومات الفكرية ليحفظها ويفهمها ، يجعل الطفل أشد قبولا ، وأكثر استعداد للتلقي ، أما اللف والدوران ، فليس له في التعامل مع الطفل نصيب ، وهكذا علمنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن نتوجه إلى الطفل في كثير من المناسبات بالخطاب المباشر الصريح الواضح.

وما حديث ابن عباس رضي الله عنه .قال : كنت خلف النبي-صلى الله عليه وسلم-يوما ، فقال : ( يا غلام ! إني أعلمك كلمات ) إلا دليل على ذلك .
فالرسول-صلى الله عليه وسلم- يباشر إلى الموضوع الذي يريده مباشرة ، فيقول للطفل الناشيء : ( إني أعلمك ) فالرسول-صلى الله عليه وسلم- يعلم الطفل ( كلمات ) مختصرة مفيدة ، لا طول فيها ، ولا ملل ، وذلك انسجام مع طبيعة الطفل الفكرية ؛ التي تتطلب الكلمات القصيرة والموجزة ، الغنية بالمعاني والأفكار
.

3-خطاب الطفل على قدر عقله :
لأنه كأي كائن حي ، له حدود لا يستطيع تجاوزها ، وعقله وفكره ما زال في ريعان النمو والتوسع ، وإدراك الوالدين لدرجة نمو عقل الطفل التي توصل إليها ، يسهل عليهم حل كثير من المشاكل ، إذ عندها يعرفون متى يخاطبونه والكلمات المناسبة التي يستعملونها ، والأفكار التي يقدمونها .

ودليل ذلك أنه قبل معركة بدر ، حينما قبض الصحابة على غلام راع لقريش ، سألوه عن عدد الجيش ، فإذا به لا يحسن الإجابة فضربوه ، حتى أقبل النبي-صلى الله عليه وسلم- وهو عالم النفس الحقيقي بلا منازع فإذا به يسأل الغلام : ( كم ينحر القوم من الإبل ؟ ) قال الغلام : بين التسعة والعشرة . فقال-صلى الله عليه وسلم- : ( القوم بين التسعمئة والألف) فعرف النبي-صلى الله عليه وسلم- أن هذا الغلام لا يعرف عدد الألوف ، ولكن طاقته العقلية تدرك عدد العشرات .....وعشرات أي شيء ؟؟؟؟عشرات الإبل التي يسهل عدها على كل طفل ؛ لما لها من الحجم الكبير.

وإذا أردنا أن نشاهد الصورة العكسية ، أي : مخاطبة الطفل فوق طاقته الفكرية ، سنجد عندها التمرد ، والمشاكسة ، والعناد ، والبلادة أحيانا ، أرأيت رجلا يأمرك بأمر بغير لغة تعرفها ، فلا تستجيب له ، فينهال عليك ضربا ولكما ، هل هذا من العدل بمكان ؟؟؟؟ وهكذا الطفل
.

4-الحوار الهاديء مع الطفل :
إن الحوار الهاديء ينمي عقل الطفل ، ويوسع مداركه ، ويزيد من نشاطه في الكشف عن حقائق الأمور ، ومجريات الأحداث والأيام ، وإن تدريب الطفل على المناقشة والحوار يقفز بالوالدين إلى قمة التربية والبناء ، إذ عندها يستطيع الطفل أن يعبر عن حقوقه ، ويسأل عن أمور لم يدركها ، فتحدث الانطلاقه الفكرية له ، فيغدو في مجالس الكباروله أثرولآرائه الفكرية صدى في نفوس الكبار ؛ لأه تدرب في بيته مع والديه على الحوار وأدبه وطرقه وأساليبه ....واكتسب خبرة الحوار مع والديه.

ما يفعله بعضهم بإلزام الطفل السكوت الدائم ، ليدل على التهذيب الأخلاقي ، والصمت التام ، والأدب الرفيع ، فإن هذا طيب جيد بشرط أن تكون للطفل القدرة على التعبير عن أفكاره ، واستطاعته الحوار بأدب ، وخلق جم.

وإن الرسول-صلى الله عليه وسلم- حاور الفتى المقبل على طلب الزنى بشكل هاديء ، فقام الفتى وقد أبغض الزنى بغضا شديدا
.

5-تدريب حواس الطفل بالتجارب العملية :
إن تدريب حواس الطفل يكسبه معرفة ، وعلما ، فعندما يبدأ بالنمو ، ويبتديء بتشغيل يديه في عمل من العمال ، فإن ذلك يثير في عقله اليقظة . فيشاهد أمامه كيف يدرب حواسه ، ويعيد هو بنفسه العمل ، وهكذا يتقن العمل ، ويتطلع إلى إجادة العمل خطوة خطوة.

و النبي-صلى الله عليه وسلم- رأى طفلا يسلخ شاة ، وما يحسن ، فما كان منه -صلى الله عليه وسلم- إلا أن شمر عن ساعديه ، وبدأ بسلخ الشاة أمام الطفل ، وراح الطفل يتأمل الكيفية ، ويعمل عقله في ذلك ، ويركز ذهنه في التعليم من النبي-صلى الله عليه وسلم
-.

6-شد الطفل إلى شخصية ثابتة قدوة له هورسول الله-صلى الله عليه وسلم- :
إن ربط الطفل بشخص النبي-صلى الله عليه وسلم- والاقتداء به ، وغرس حبه في نفسه له أثر عظيم في لأن يتفتح ذهنه على سيرة إمام الرسل ، وقائد البشر ، وحبيب الرحمن ، ويتوقد عقله بالنور الإيماني ، ويفهم هذا التاريخ المجيد، فيرفع رأسه بانتمائه إلى رسول الله-صلى الله عليه وسلم-.

ويكفي سرد سيرته وسلوكه -صلى الله عليه وسلم- وغزواته أمام الطفل ليسارع إلى حب النبي والاقتداء به، والتمسك بسلوكه وسيرته-صلى الله عليه وسلم- ، والابتعاد عن كل الخرافات والشخصيات التي لا قيمة لها في تاريخنا الإسلامي العريق
.

أعلم أن الموضوع طويل لكنه فعلا مهم ويستحق أبنائنا أن نفرغ من وقتنا القليل من اجله ....أليس كذلك ...

وإلى اللقاء في الحلقة القادمة بإذن الله تعالى مع أسس الأساليب النفسية المؤثرة في نفس الطفل .
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة