عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 03-09-2004, 07:56 AM   #3
معلومات العضو
أبو البراء

لموقع ومنتدى الرقية الشرعية - مؤلف ( الموسوعة الشرعية في علم الرقى )
 
الصورة الرمزية أبو البراء
 

 

افتراضي

4 - الاستخدامات المباحة :

أ )- الاستحمام بالماء : جاء في علاج السحر ما ذكره ابن كثير في تفسيره عن ابن أبي حاتم عن ليث وهو ابن أبي سليم قال : بلغني أن هذه الآيات –وذكر بعض الآيات– ثم قال : شفاء من السحر بإذن الله تقرأ في إناء فيه ماء ثم يصب على رأس المسحور ) ( تفسير القرآن العظيم – 2 / 428 ) 0

ب )- تمر عجوة المدينة : للوقاية من السحر يستخدم سبع عجوات أو تمرات من تمر المدينة ، كما ثبت في الأحاديث الصحيحة ، فعن عامر بن سعد عن أبيه – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من تصبح بسبع تمرات عجوة لم يضره ذلك اليوم سم ولا سحر ) وقال غيره " سبع تمرات " ) ( متفق عليه ) ، وفي رواية لمسلم : ( من أكل سبع تمرات مما بين لابتيها حين يصبح لم يضره سم حتى يمسي ) ( أخرجه الإمام مسلم في صحيحه - كتاب الأشربة ( 154 ) - برقم 2047 ) 0

ج )- استخدام السدر : قال الحافظ بن حجر في الفتح : ( وذكر ابن بطال أن في كتب وهب بن منبه أن يأخذ سبع ورقات من سدر أخضر ، فيدقه بين حجرين ، ثم يضربه بالماء ، ويقرأ آية الكرسي والقواقل ، ثم يحسو منه ثلاث حسيات ، ثم يغتسل به ، فإنه يذهب عنه كل ما به ، وهو جيد للرجل إذا حبس عن أهله ) ( فتح الباري - 10 / 233 ) 0

وقد أكد على مثل هذا الاستخدام سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبدالله بن باز – رحمه الله تعالى ( مجموع فتاوى الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز - 3 / 279 - 280 ) 0

د )- الحجامة : قال ابن القيم – رحمه الله - في سياق ذكر طرق علاج السحر : ( واستعمال الحجامة في ذلك المكان الذي تضررت أفعاله بالسحر من أنفع المعالجة إذا استعملت على القانون الذي ينبغي ) ( زاد المعاد – 4 / 125 ، 126 ) 0

هـ )- الاستفراغ : قال ابن القيم - رحمه الله - : ( الاستفراغ في المحل الذي يصل إليه أذى السحر ، فإن للسحر تأثيرا في الطبيعة ، وهيجان أخلاطها ، وتشويش مزاجها ، فإذا ظهر أثره في عضو ، وأمكن استفراغ المادة الرديئة من ذلك العضو ، نفع جدا 0 انتهى ) ( زاد المعاد – 4 / 125 ) 0

أما كيف يمكن للمعالج معرفة مكان السحر وإبطاله : فهناك طرق مشروعة لمعرفة مكان السحر وإبطاله ، وهي على النحو التالي :

1)- التوجه الخالص لله سبحانه وتعالى ودعائه لتفريج الكربة وإزالة الغمة : إن من أنجع وأنفع الوسائل التي قد يسلكها المريض بالسحر هو التوجه إلى الله سبحانه وتعالى ودعائه والتضرع إليه ، وهذا ما حصل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم كما ثبت في صحيح الإمام مسلم من حديث عائشة - رضي الله عنها - حيث قالت : ( فدعا 000 ثم دعا 000 ثم دعا ) ويقول الحق جل وعلا في محكم كتابه : ( أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ 000) ( سورة النمل – جزء من الآية 62 ) 0
ورسول الله صلى الله عليه وسلم قد أخبر بوحي السماء عن ذلك الأمر ، فعلم بالساحر ومكان السحر المعقود كما ثبت في الصحيح ، أما بالنسبة لنا فقد يحصل ذلك الأمر بإحدى طريقين :

* الأول : الدعاء : أن يدعو المصاب ربه ويجتهد قدر طاقته في البحث والتحري عن مكان السحر حتى يوفق لرؤيته والعثور عليه ومن ثم إبطاله 0

* الثاني : الرؤى والمنامات : كثيرا ما توجه بعض المرضى بالدعاء والإنابة إلى الله سبحانه وتعالى ، وفرج الله كربتهم عن طريق رؤى رأوها في منامهم تبين لهم من خلالها مكان السحر ، ويتطابق ذلك مع الواقع في بعض الأحيان فيزيلون مادة السحر ويتلفونها ويحمدون الله سبحانه وتعالى على ما أنعم به عليهم من نِعمه التي لا تعد ولا تحصى 0

قصة واقعية : أذكر قصة واقعية حدثني بها أخي الفاضل الشيخ ( صالح بن حمود التويجري ) نقلا عن والده العلامة ( حمود بن عبدالله التويجري ) عن امرأة كانت بارة بجدها ، وكتب الله سبحانه وتعالى لها أن تزوجت بأحد علماء القصيم ، وبعد الزواج شعرت هذه المرأة الصالحة بكراهية شديدة للزوج ، ولكنها لم تفاتحه بالأمر ، وما توانت ولو للحظة واحدة عن أداء حقوقها الزوجية ، وصبرت وتحملت إلى أن ضاق بها الأمر وأخبرت الزوج عن حالها فذكرها بالله وبالصبر والاحتساب ، وذات يوم رأت في نومها جدها وهو يبين لها الداء الذي تعاني منه ، حيث أخبرها بأنها تعرضت لسحر ، وأنه معقود لها وموجود في مكان معين ، وفي الصباح لم تعر تلك الرؤيا أي اهتمام ، حتى جاء اليوم الثاني ، فرأت ما رأته في اليوم الأول ، ونامت وفي اليوم الثالث رأت مثل سابقيه ، عند ذلك أخبرت الزوج بالأمر ، فما كان من الزوج إلا أن ذهب إلى حيث أشارت الرؤيا ، وفعلا وجد السحر في ذلك المكان فقرأ عليه وأحرقه ، وعادت الألفة والمحبة بين الزوج وزوجه ، ولله الحمد والمنة والفضل والله تعالى أعلم 0

2)- معرفة مكان السحر عن طريق الجن والشياطين: وهنا لا بد من الإشارة لنقطة هامة جدا وهي أن يكون المعالِج على قدر كافي من العلم الشرعي والخبرة والتجربة والفراسة التي تؤهله لمعرفة صدق أو كذب الجني الصارع ، وأن يكون السؤال بقصد الاختبار والامتحان لا أن يكون بقصد التصديق والإقرار دون الدخول في أية مناقشات لا فائدة منها البتة ولا يتحقق من ورائها أي مصلحة شرعية 0

أما هل يمكن للإنسان العادي علاج نفسه أم أن علاج السحر يحتاج إلى معالج متخصص في مجال الرقية الشرعية : أولاً لا بد من التأكيد على أن الأساس في الرقية الشرعية أن يقرأ الإنسان على نفسه وأهل بيته يمسح رأسه وما يلي جسده ، كما ثبت من فعله صلى الله عليه وسلم ، وكما ثبت من فعل عائشة رضي الله عنها في مرض موته عليه الصلاة والسلام ، أما بالنسبة لكثير من الحالات التي تعاني من السحر ولصعوبة ذلك الأمر ، فالأولى أن يكون ذلك تحت إشراف معالج متخصص في الرقية الشرعية صاحب علم شرعي وورع وتقوى ، بسبب أن الرقية الشرعية أصبحت علماً قائماً تحتاج إلى الخبرة والممارسة ، وأهمية اتباع مثل ذلك المنهج يؤدي إلى إن يفهم المرضى وذويهم كثير من المسائل المتعلقة بالرقية الشرعية والأمراض الروحية بشكل عام ، كما يتم إعطاء التوجيهات والإرشادات التوعوية بخصوص كثير من الأمور المتعلقة بالرقية وما يتصل بها من قضايا العقيدة ، وكذلك تنبيه الناس إلى الأمور التي تحتوي على الكفر ، والشرك ، والبدعة ، والمعصية ، والله تعالى أعلم 0

* السؤال الثاني عشر : هل صحيح أن مشاهدة منامات مفزعة أو حيوانات ووحوش مخيفة في المنام دليل على إصابة الإنسان بالسحر ؟

الجواب : ليس صحيحاً أن كل من يرى مثل تلك المشاهدات أو الأحلام أو ما شابهها أنه مصاب بمرض روحي ، ولا بد تحت هذا العنوان من إيضاح مسألة في غاية الأهمية تتعلق بالحكم على معاناة الحالة المرضية ، حيث أن مثل ذلك الحكم يستلزم الدراسة الموضوعية المتأنية ابتداء من ظهور الأعراض على الحالة المرضية وتطور الحالة لحين عرضها على المعالج المتمرس ، ومن ثم معاينة الحالة ورقيتها بالرقية الشرعية ومتابعة ذلك ، ووصف بعض الاستخدامات الوارد نفعها في الكتاب والسنة كزيت الزيتون وماء زمزم والعسل والحبة السوداء بعد القراءة عليها ، وبعد كل ذلك يستطيع المعالج أن يكون قريباً من مسألة تشخيص الحالة ، وهذا ما يعرف عند المعالجين ( بالدراسة التاريخية للحالة المرضية ) ، أما أن نحكم على الحالة بمجرد ملاحظة جزئية معينة فهذا عين الخطأ ، وللأسف الشديد فقد وقع بعض الإخوة المعالجين في مثل ذلك الخطأ ، وإني أوجه النصح لكافة الإخوة المعالجين بالتريث والتأني قبل إصدار الأحكام ودراسة الحالة المرضية دراسة علمية موضوعية للوصول إلى الأسباب الرئيسية للمعاناة والألم ، والله تعالى أعلم 0
وبالعموم فإن المنامات المفزعة والكوابيس تنقسم إلى قسمين بشكل عام :

1)- الكوابيس العارضة : وقد ذكر الدكتور حسان شمسي باشا في كتابه ( النوم والأرق والأحلام ) عن أسباب الكوابيس العارضة فقال : تحدث لسببين :-

أ- تحيز بخارات في مجرى النفس تتراقى إلى الدماغ أو تنصب منه دفعة حين الدخول في النوم ؛ فيشعر المصاب بثقل في الحركة والكلام أو شعور بالفزع ، وهو مقدمة الصرع العضوي ، ويحدث أيضا عند التعرض للضغوط النفسية 0

ب- تعاطي أدوية يمكن أن تسبب الكوابيس ، منها : الرزربين، وحصرات بيتا، وليفودبا ، مضادات الهمود ، وكذلك بعد التوقف عن استعمال الأدوية المهدئة كالفاليوم ) ( كتاب النوم والأرق والأحلام ) 0

2)- الكوابيس المتكررة : وهذا النوع من الكوابيس هو غالباً ما يدل على تسلط وإيذاء الأرواح الخبيثة للإنسان 0

* السؤال الثالث عشر : هل يمكن للشخص العادي القيام باتلاف السحر في حال العثور عليه ودون اللجوء إلى المعالجين المختصين ؟

الجواب : الأولى والأفضل في حالة وجود مادة السحر والعثور عليها عرضها على ذوي الاختصاص المتمرسين في هذا المجال لفكها وإبطال تأثيرها ومفعولها بإذن الله تعالى ، ويجب الحذر من التصرف بها بطريقة أو بأخرى ، خاصة ممن كان بعيدا عن كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم غارقا في أهوائه وشهواته وملذاته ، فقد تتسلط عليه الجن والشياطين وتنال منه ، أما من صح اعتقاده وقويت عزيمته ورسخ إيمانه فلن يضره ذلك شيئا بإذن الله تعالى 0
وتجدر الإشارة إلى عدم الاعتقاد بالمعالِج وقدرته على إبطال مادة السحر دون غيره ، ولا يعدو الأمر أكثر من امتلاكه الخبرة والدراية والمعرفة التي تؤهله لمعالجة ذلك ، وهذا بطبيعة الحال ينقص الإنسان العادي 0
خاصة أن بعض الأسحار التي يعقدها السحرة تكون (مرصودة برصد ) ، ويعني هذا توكيل حارس من الجن والشياطين لحراستها والدفاع عنها ، وبالتالي فإن العبث بها من قبل أناس خاوية قلوبهم من خشية الله وذكره ، بعيدين عن منهجه غارقين في المعاصي والملذات والشهوات ، يؤدي بلا شك إلى إيذائهم وتضررهم نتيجة لذلك الفعل ، وشاهد التجربة الحسية دليل قوي على ما أقول ، فالأولى ترك علاج ذلك للعارف به الحاذق بصنعته 0

قصة واقعية : ومن القصص الشاهدة على ذلك ، قصة واقعية لرجل وجد سحرا في بيته، فأخذه وأحرقه ، وحال انتهائه من هذا الفعل لاحظ أن يده تتوجه لا إراديا لمصدر النار ، وأصيب بحرق من الدرجة الأولى في يده، مما اضطره إلى إجراء عملية جراحية تجميلية في اليد0

* السؤال الرابع عشر : كيف يمكن للإنسان وقاية نفسه من السحر ، وكيف يتم ذلك ؟

الجواب : إن من أهم الوسائل والأساليب الوقائية للإصابة بالسحر الأمور الهامة التالية :

أولاً : الرقية الشرعية :- إن من أهم الأمور النافعة للوقاية من السحر اللجوء الى الله سبحانه وتعالى والمداومة على الرقية الشرعية الثابتة في الكتاب والسنة ، والرقية إما أن تكون بالقرآن الكريم مع اليقين التام بأن كتاب الله كله خير وشفاء ، وقد ثبتت الرقية ببعض آيات وسور القرآن العظيم بنصوص نقلية صريحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كالرقية بفاتحة الكتاب ، وسورة ، وآية الكرسي ، وأواخر سورة ، والمعوذتين والإخلاص ، كما ثبتت الرقية بالسنة المطهرة لما ثبت في أحاديث كثيرة ، سبق ذكرها في الإجابة على ( السؤال الرابع ) ، وبخاصة المحافظة على قراءة سورة لما ثبت من حديث أبي أمامة – رضي الله عنه – قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( 00000 اقرأوا سورة ، فإن أخذها بركة ، وتركها حسرة ، ولا تستطيعها البطلة - " البطلة : أي السحرة " ) ( أخرجه الإمام مسلم في صحيحه - كتاب المسافرين ( 252 ) - برقم 804 ) 0

ثانياً : المحافظة على الأذكار والأدعية 0

ثالثاً : استخدام تمر عجوة المدينة : فقد ثبت من حديث عامر بن سعد عن أبيه – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من تصبح بسبع تمرات عجوة لم يضره ذلك اليوم سم ولا حر ) وقال غيره " سبع تمرات " ) ( متفق عليه ) 0

رابعاً : الاحتراز ممن يتعاطى السحر أو يتعامل مع السحرة والمشعوذين : وبخاصة إذا توفرت هناك بعض الأدلة والقرائن التي تؤكد مثل هذا الأمر ، مع الحرص الشديد على عدم التعامل مع هؤلاء إلا بالقدر الذي تسمع به الضرورة دون أن يؤدي ذلك إلى مضرة تذكر 0

خامساً : إلتزام منهج الكتاب والسنة 0

* السؤال الخامس عشر : يتردد على ألسنة الكثير من الناس تلك العبارة " داومت على الرقية عند الشيخ الفلاني ولكني لم أستفد " " لم أشعر بتحسن من القراءة " وأقوال أخرى من هذا القبيل 0 هل هناك أسباب يمكن أن تحول دون الاستفادة من الرقية ؟ فهل من الممكن أن تفيد الرقية مع شخص ولا تفيد مع آخر ، وهل هناك شروط معينة للإستفادة من الرقية الشرعية ؟ وما هي تلك الشروط ؟ وهل يعتمد الاستفادة على قوة إيمان المعالج ومهارته في العلاج ؟

الجواب : أما ترديد مثل تلك الألفاظ فلا يجوز ، خاصة إذا اعتقد الإنسان جازماً أن الشفاء والعافية بيد الله سبحانه وتعالى وحده ، ومن اعتقد بالمعالج وأنه يملك ضراً أو نفعاً فقد أشرك بالله سبحانه وتعالى 0

أما السؤال عن الأسباب التي يمكن أن تحول دون الاستفادة من الرقية ، وهل من الممكن الاستفادة من رقية شخص دون آخر ، وهل هناك شروط معينة للإستفادة من الرقية ، وما هي تلك الشروط ، وهل يعتمد الاستفادة من الرقية على قوة إيمان المعالج ومهاته في العلاج : فلا بد أن يُعلم أن هناك أسباب كثيرة قد تحول دون الاستفادة من الرقية الشرعية على الوجه المطلوب ، وكذلك الاستفادة من شخص دون آخر ، وأن هناك شروط للإستفادة من الرقية الشرعية ، وكذلك لا بد من توفر الخبرة والممارسة لدى المعالج والتي تنعكس على الرقية الشرعية بشكل عام ، بحيث يقدم هذا العلم بما يتماشى مع الأصول والأحكام والقواعد المقررة ، وبالعموم فإن ذكر بعض الأسباب الحقيقية التي تحول دون الاستفادة من الرقية يعطي إجابة على كافة التساؤلات المطروحة ، وأهم تلك الأسباب :

1)- إرادة الله عز وجل ، وقد يكون في ذلك خير عظيم للمبتلى ، حيث أن الله سبحانه وتعالى يذخر صبر عبده واحتسابه إن كان صابراً محتسباً لليوم الآخر ذلك الموقف العظيم 0
2)- عدم اعتقاد المريض بالرقية الشرعية ، ومما يجب التنبه إليه أنه لا بد للمبتلى أن يكون متيقناً تيقناً تاماً أن الرقية الشرعية بما تحتويه من آيات محكمات وأدعية مأثورات هي الشفاء التام لكافة الأمراض، وبعض المصابين يلجأون إلى الرقية من باب التجربة لا من باب اليقين 0
3)- قوة إيمان ويقين المعالِج بربه ، فكلما كان إيمان ويقين المعالِج أقوى ، كلما كانت رقيته أقوى وأنفع بإذن الله تعالى ، والسلاح بضاربه ، وكل إناء بمنا فيه ينضحُ 0
4)- قوة إيمان ويقين المعالًج وتوجهه إلى الله سبحانه وتعالى ، فإن لم يكن الأمر كذلك فإن الرقية لن تعطي النتائج المطلوبة 0
5)- إخلاص القول والعمل بالنسبة للمعالِج ، ويعتبر هذا البند من أهم الأسباب التي تؤدي إلى تحقيق الرقية الشرعية الغاية والهدف في الاستشفاء والعلاج 0
6)- محافظة المعالَج على الذكر والدعاء ، وكلما كان قريباً من الله سبحانه وتعالى ، يذكره في كل أحواله ، ويتوجه له بالدعاء في كرباته ، كلما كان نفع الرقية أعم وأشمل ، والعكس بالعكس 0
7)- الإغراق في شهوات الدنيا وملذاتها ، وهذا غالباً من أهم الأسباب التي تمنع حصول الإستشفاء والعلاج بالرقية الشرعية 0
8)- دراسة هذا العلم من منابعة الرئيسة واكتساب الممارسة والخبرة التي تؤهل المعالِج لنفع إخوانه المسلمين ، دون التخبط والضياع أو الوقوع في الكفر أو الشرك أو البدعة أو المعصية من حيث لا يدري ، ومما لا شك فيه أن الخبرة والممارسة تعطي فن المهارة في التعامل مع الحالات المرضية ، ومعرفة ما يجوز استخدامه وما لا يجوز ، وقياس كل ما يندرج تحت هذا العلم بالضوابط الشرعية والطبية التي تحافظ بإذن الله تعالى على الرقية الشرعية وكينونتها وتنقيتها من الشوائب والرواسب التي لحقت بها نتيجة الجهل والاستخفاف بعقول عامة الناس 0

* السؤال السادس عشر : مجال المعالجة الشرعية من المجالات التي تتطلب من صاحبها العديد من المزايا والقدرات ، فما هي أهم الشروط التي يجب توفرها في المعالجين بالرقية الشرعية ؟

الجواب : الشروط الذاتية التي يجب توفرها في المعالِج :

أولاً : العلم الشرعي : ويعتبر هذا الشرط من الشروط الأساسية التي لا بد أن يتحلى بها المعالِج، فيسير في طريقته ومنهجه وفق القواعد والأصول الشرعية المقررة والمتعلقة بهذا العلم ، وتكمن أهمية تقديم العلم الشرعي على ما سواه من أمور أخرى النقاط الهامة التالية :-
أ- يؤصل في نفسية المعالِج أمرا في غاية الأهمية ، وهو تقوى الله سبحانه وتعالى في كثير من المسائل التي قد تُعرض له في ممارسته العملية 0
ب- توقي الابتداع في قضايا الرقية الشرعية ، فيتقيد بقواعدها وينضبط بضوابطها 0
ج- يرسخ الأسس العقائدية الصحيحة التي ينتهجها في طريقة علاجه 0
د- يرسخ القواعد التي يستند إليها في استدلالاته واستشهاداته في القول والفعل ، معتمدا على الحق تبارك وتعالى ، ثم الكتاب والسنة والإجماع وأقوال العلماء الأجلاء 0
هـ- يتيح التراجع عن الخطأ ، والإنابة إلى الحق والاستغفار من الذنب ، ولا يمكن تدارك ذلك إلا بالعلم الشرعي الذي يجعل من الرقية الشرعية وأحكامها وقواعدها أمانة ومسؤولية في عنق المعالِج 0
ويتلخص المقصود من العلم الشرعي على القدر الذي يحتاجه المعالِج فيما يلي :-

1- العقيدة الإسلامية : إن الواجب الذي يتحتم على كل مسلم عاقل أن يتعلم العقيدة السلفية الخالصة لينجو بنفسه يوم القيامة 0

2- إخلاص العبودية لله وحده : وذلك بتمام الخضوع لله - جل وعلا - حتى يتم له الوصول إلى درجة العبودية التي قال عنها المولى عز وجل : ( إِنَّ عِبَادِى لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ ) ( سورة الحجر – الآية 42 ) ولا يصل المرء إلى هذه المنزلة إلا إذا قام على منهج الله قولا وعملا 0

3- القرآن الكريم : فيجب على المعالِج أن يعطي القرآن حقه من حسن التلاوة وإجادة الحفظ حتى يستظهر ما يريد ، مع فهم عميق لمعاني القرآن الكريم 0

4- المعرفة بالسنة النبوية المطهرة : فأصحاب السنن وأهل الذكر هم أبعد الناس عن الشيطان ، وأشدهم عليه ، وأكثرهم حفظا منه ، ولذلك فإن العارف بالسنة النبوية من استيقاظه حتى نومه ، هو في ذكر دائم ، والسنة النبوية المطهرة تحتوي على أكثر هذا العلم من إرشادات نبوية تتعلق بالعلاج بالطب القرآني ، والذكر والدعاء ونحوه 0

ثانيا : العلم الخاص بالمعالجة ( الجانب العملي ) : ويندرج تحت ذلك تحصيل العلم الشرعي المتعلق بالعلاج بكتاب الله والسنة المطهرة ، وكذلك الإلمام بالخبرة الكافية في الممارسة الفعلية التطبيقية لهذا العلم الخطير المحفوف بالمخاطر على المسلمين وعلى النفس والأهل والولد ، ويفضل أن يؤخذ هذا العلم عن ذوي العلم الشرعي المتمرسين الحاذقين في هذا المجال بكل أبعاده وتصوراته 0
ولا بد من اليقين أن المصلحة الشرعية للتخصص في هذا العلم الشرعي ووضع الدراسات والأبحاث ، سوف يكون لها أثر عظيم ونفع جليل ، سواء ما كان يتعلق بالأمور العامة ، أو الجانب النظري أو العملي الخاص بالمعالِجين ، حيث أوجز بعض تلك الفوائد الكثيرة الجمة بالنقاط الهامة التالية :-

أ)- تعلم الرقية الشرعية الثابتة في الكتاب والسنة، دون تحريف أو ابتداع أو زيغ وضلال0
ب)- توفير الوقت والجهد في البحث والاستقصاء عن كثير من المسائل السابقة أو المحدثة المتعلقة بالرقية الشرعية والعلاج 0
ج)- تعلم أفضل السبل والوسائل المتعلقة بالعلاج والمحافظة على سلامة المرضى من خلال ذلك 0
د)- الاستشارة فيما يتعلق ببعض الأمور والمسائل المستجدة الخاصة بالرقية الشرعية والعلاج 0

وسوف نتابع الموضوع في حلقة أخرى 0

وتقبلوا تحيات أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة