درر من فم رسول الله صلى الله عليه و سلم فى صعود الروح
إن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا و إقبال من الآخرة
وضع في قبره و تولى عنه أصحابه حتى أنه يسمع قرع نعالهم
نزل إليه من السماء ملائكة بيض الوجوه
معهم كفن من أكفان الجنة و حنوط من حنوط الجنة حتى يجلسوا منه مد البصر ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه فيقول:
أيتها النفس الطيبة اخرجي إلى مغفرة من الله و رضوان
فتخرج فتسيل كما تسيل القطرة
فيأخذها فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين
حتى يأخذوها فيجعلوها في ذلك الكفن و في ذلك الحنوط
و يخرج منها كأطيب نفحة مسك وجدت على وجه الأرض
فلا يمرون على ملأ من الملائكة إلا قالوا
فلان بن فلان بأحسن أسمائه التي كانوا يسمونه بها في الدنيا
حتى ينتهوا به إلى سماء الدنيا
فيشيعه من كل سماء مقربوها إلى السماء التي تليها
حتى ينتهي إلى السماء السابعة
اكتبوا كتاب عبدي في عليين و أعيدوا عبدي إلى الأرض
; فتعاد روحه ثم تصير إلى القبر ;
فيجلس الرجل الصالح في قبره غير فزع و لا مشعوف
محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم
جاءنا بالبينات من عند الله فصدقناه
قرأت كتاب الله فآمنت به و صدقت
ما ينبغي لأحد أن يرى الله
فيفرج له فرجة قبل النار فينظر إليها يحطم بعضها بعضا
انظر إلى ما وقاك الله تعالى
يفرج له فرجة قبل الجنة فينظر إلى زهرتها و ما فيها
على اليقين كنت و عليه مت و عليه تبعث إن شاء الله
: أن صدق عبدي فأفرشوه من الجنة و ألبسوه من الجنة و افتحوا له بابا إلى الجنة فيأتيه
و يفسح له في قبره مد بصره
رجل حسن الوجه حسن الثياب طيب الريح
رب أقم الساعة رب أقم الساعة ؟
إذا كان في انقطاع من الدنيا و إقبال من الآخرة
نزل إليه من السماء ملائكة
ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه
اخرجي إلى سخط من الله و غضب
فتفرق في جسده فينتزعها كما ينتزع السفود من الصوف المبلول
فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يجعلوها في تلك المسوح
كأنتن ريح جيفة وجدت على وجه الأرض
فلا يمرون بها على ملأ من الملائكة إلا قالوا
فلان بن فلان بأقبح أسمائه التي كان يسمى بها في الدنيا
( لا تفتح لهم أبواب السماء
اكتبوا كتابه في سجين في الأرض السفلى
فتطرح روحه طرحا فتعاد روحه في جسده
; و يجلس الرجل السوء في قبره فزعا مشعوفا
ما هذا الرجل الذي بعث فيكم ؟
و افتحوا له بابا إلى النار
فيأتيه من حرها و سمومها و يضيق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه
فينظر إلى زهرتها و ما فيها
: انظر إلى ما صرف الله عنك
ثم يفرج له فرجة إلى النار
فينظر إليها يحطم بعضها بعضا
و يأتيه رجل قبيح الوجه قبيح الثياب منتن الريح
أبشر بالذي يسوؤك هذا يومك الذي كنت توعد
من أنت فوجهك الوجه يجيء بالشر ؟
وقال- صلى الله عليه و سلم
: " من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ، و من كره لقاء الله كره الله لقاءه " ،
" ليس ذاك و لكن المؤمن إذا حضره الموت بشر برضوان من الله و كرامته فليس شيء أحب إليه مما أمامه فأحب لقاء الله و أحب الله لقاءه و إن الكافر إذا حضره الموت بشر بعذاب الله و عقوبته فليس شيء أكره إليه مما أمامه فكره لقاء الله و كره الله لقاءه ، "
وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين