عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 04-09-2004, 04:21 PM   #2
معلومات العضو
أبو البراء

لموقع ومنتدى الرقية الشرعية - مؤلف ( الموسوعة الشرعية في علم الرقى )
 
الصورة الرمزية أبو البراء
 

 

افتراضي

الحمد لله رب العالمين

تابع للبحث.......(2)

الرقية الشرعية
تعريفها:
الرقية- بسكون القاف-
ويقال: "رقى"- بالفتح في الماضي، "ويرقي" بالكسر في المستقبل، و"رقيت" فلاناً- بكسر القاف، "أرقيه"
ويقال: "استرقى"، أي طلب الرقية.
والرقية تجمع على رُقى.
وتقول: استرقيته، فرقاني رقية، فهو راق(350).
ويقال: رقى الراقي رقية ورقياً، إذا عوذ ونفث في عوذته.
ويعرفها ابن الأثير: الرقية، العُوذة التي يرقى بها صاحب الآفة كالحمى والصرع وغير ذلك من الآفات(351).
ويقول ابن منظور: والرقية: العوذة، معروفة. قال رؤبة:
ولا رُقية إلا بها رقيانـــي(352). فما تركـا من عـُـوذة يعــرفانها

350- الصحاح للجوهري (6/2361) والمصباح المنير للفيومي (1/236). 351-النهاية في غريب الحديث لابن الأثير (2/254). 352- لسان العرب لابن منظور (13/332).
وقال أيضاً: والعوذة والمعاذات والتعويذ: الرقية، يرقى بها الإنسان من فزع أو جنون، لأنه يعاذ بها، وقد عوذه. يقال عوذت فلانا بالله وأسمائه، وبالمعوذتين، إذا قلت: أعيذك بالله وأسمائه من كل ذي شر(353).
وعرفها بعض الفقهاء: ما يرقى به من الدعاء لطلب الشفاء(354).
وقال ابن التين: الرقي بالمعوذات وغيرها من أسماء الله تعالى الحسنى هو الطب ال******، إذا كان على لسان الأبرار من الخلق حصل الشفاء بإذن الله تعالى، ولما عز هذا النوع فزع الناس إلى الطب الجسماني(355).

وجودها قبل الإسلام:
عن عمرة بنت عبد الرحمن: "أن أبا بكر الصديق دخل على عائشة وهي تشتكي، ويهودية ترقيها فقال أبو بكر ارقيها بكتاب الله"(356).
وعن ابن عباس أن ضماداً- هو ضماد بن ثعلبة الأزدي- قدم مكة وكان من أزد شنوءة وكان يرقى من هذه الريح، فسمع سفهاء أهل مكة يقولون: إن محمداً مجنون. فقال: لو أني رأيت هذا الرجل لعل الله يشفيه على يدي. فقال: فلقيته. فقال: "يا محمد إني أرقى من هذه الريح. وإن الله يشفي على يدي من شاء، فهل لك؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الحمد لله نحمده ونستعينه…….." الحديث(357).

353- المصدر السابق (3/499).354-حاشية العدوي على شرح الرسالة (1/452).355-فتح الباري لابن حجر (10/196) ش ح(5735).356- أخرجه مالك في موطئه: كتاب العين: باب التعوذ والرقية في المرض (2/943) انظر تنوير الحوالك (2/230). 357- أخرجه مسلم في صحيحه: كتاب الجمعة: باب رفع الصوت في الخطبة وما يقول فيها ح(868) وابن ماجة في سننه: كتاب النكاح: باب خطبة النكاح ح(1893) والنسائي في سننه: كتاب النكاح: باب ما يستحب من الكلام عند النكاح ح(3278) وانظر تحفة الأشراف ح(5586).
وعن عوف بن مالك الأشجعي قال: كنا نرقى في الجاهلية، فقلنا يا رسول الله، كيف ترى في ذلك؟ فقال: أعرضوا على رقاكم لا بأس بالرقى ما لم يكن فيه شرك(358).

مشروعيتها:
أ- رقى رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه:
عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة، جمع كفيه ثم نفث فيهما وقرأ: قل هو الله أحد، وقل أعوذ برب الفلق، وقل أعوذ برب الناس، ثم يمسح ما استطاع من جسده، يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما أقبل من جسده، يفعل ذلك ثلاث مرات(359).
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ من الجان وعين الإنسان حتى نزلت المعوذات فأخذ بها وترك ما سواها(360).
ب- رقى رسول الله صلى الله عليه وسلم غيره:
358- أخرجه مالك في الموطأ (2/272 التمهيد) ومسلم في صحيحه: كتاب السلام: باب لا بأس بالرقى ما لم يكن فيه شرك ح(2200). وأبو داود في سننه: كتاب الطب باب ما جاء في الرقى ح(3886) والحاكم في مستدركه (4/212) وقال وهذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي. والطبراني في الكبير (18/49) والبيهقي في الكبرى: كتاب الضحايا: باب إباحة الرقية (9/349). 359- أخرجه البخاري في صحيحه: كتاب الطب: باب النفث في الرقية ح(5748) ومسلم في صحيحه: كتاب السلام: باب رقية المريض بالمعوذات والنفث ح(2192) وأبو داود في سننه: كتاب الطب: باب كيف الرقى ح(3902) وابن ماجة في سننه: كتاب الطب: باب النفث في الرقية ح(3529) وانظر تحفة الأشراف ح(16589) قال النووي: وسئلت عائشة عن نفث النبي (صلى الله عليه وسلم) في الرقية فقالت كما ينفث آكل الزبيب لا ريق معه- انظر شرح النووي على صحيح مسلم (14/182) قال ابن حجر: فائدة النفث التبرك بتلك الرطوبة أو الهواء الذي ماسة الذكر كما يتبرك بغسالة ما يكتب من الذكر- انظر فتح الباري (10/197) ش ح(5735).360- أخرجه الترمذي في سننه: كتاب الطب: باب ما جاء في الرقية بالمعوذتين ح(2065) وقال: هذا حديث حسن غريب والنسائي في سننه: كتاب الاستعاذة: باب الاستعاذة من عين الجان ح (5509) وابن ماجة في سننه: كتاب الطب: باب من استرقى من العين ح(3511) وانظر تحفة الأشراف ح(4327) وانظر صحيح سنن الترمذي للألباني ح(1681).

عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله عليه وسلم كان يعوذ بعض أهله، يمسـح بيده اليمنى ويقول: "اللهم رب الناس أذهب الباس، واشف إنك الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاءً لا يغادر سقما"(361).
وعن ابن عباس قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يعوذ الحسن والحسين، ويقول: "إن أباكما كان يعوذ بها إسماعيل وإسحاق، أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة"(362).
جـ- رسول الله صلى عليه وسلم يرقيه غيره:
عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان إذا اشتكى رسول الله صلى الله عليه وسلم رقاه جبريل عليه السلام، قال: "بسم الله يبريك، ومن كل داء يشفيك، ومن شر حاسد إذا حسد، وشر كل ذي عين"(363).
361- أخرجه البخاري في صحيحه: كتاب الطب: باب دعاء العائد للمريض ح(5675) ومسلم في صحيحه: كتاب السلام: باب استحباب رقية المريض ح(2191) وأبو داود في سننه: كتاب الطب: باب في تعليق التمائم ح(3883) والترمذي في سننه: كتاب أحاديث شتى: باب في دعاء المريض ح(3576) وقال هذا حديث حسن وابن ماجة في سننه: كتاب الجنائز: باب ما جاء في ذكر مرض الرسول (صلى الله عليه وسلم) ح(1619) وانظر تحفة الأشراف ح(17638) وأخرجه أحمد في مسنده (3/267) و(4/259)و(6/42) والنسائي في اليوم والليلة ح(1042) وابن السني في اليوم والليلة ح(543) قال النووي: الحديث فيه استحباب مسح المريض باليمين والدعاء له وقد جاءت فيه روايات كثيرة صحيحة جمعتها في كتاب الأذكار انظر النووي على صحيح مسلم (14/180). 362- أخرجه البخاري في صحيحه: كتاب أحاديث الأنبياء: باب (10) ح(3371) وأبو داود في سننه: كتاب السنة: باب في القرآن ح(4737) وقال: "هذا القرآن ليس بمخلوق. مستدلاً على أنه لو كان مخلوقاً لما صح الاستعاذة به". وأخرجه الترمذي في سننه: كتاب الطب: باب (18) ح(2067) وقال: هذا حديث حسن صحيح وابن ماجة في سننه: كتاب الطب: باب ما عوذ به النبي (صلى الله عليه وسلم) وما عوذ به ح(3525) وانظر تحفة الأشراف ح(5627) وأخرجه أحمد في مسنده (1/270)-136) والنسائي في اليوم والليلة ح(1007) الهامة: واحدة من الهوام وهي ذوات السموم اللامة: بتشديد الميم أي ذات لمم، واللمم كل داء يلم من خبل أو جنون أو نحوهما. أي في كل عين تصيب بسوء انظر شرح السندي على سنن ابن ماجة (4/125).363-أخرجه مسلم في صحيحه: كتاب السلام: باب الطب والمرض والرقى ح(2185) وانظر تحفة الأشراف ح(17746).
وعن أبي سعيد أن جبريل عليه السلام أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: "يا محمد اشتكيت؟ قال: نعم، قال: "بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك، من شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك، بسم الله أرقيك"(364).
د-الرسول صلى الله عليه وسلم يأمر ويندب غيره، ويرخص في الرقية: عن أم سلمة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى في بيتها جارية في وجهها سفعة. فقال: "استرقوا لها فإن بها النظرة"(365).



364- أخرجه مسلم في صحيحه: كتاب السلام: باب الطب والمرض والرقى ح(2186) والترمذي في سننه: كتاب الجنائز: باب ما جاء في التعوذ للمريض ح(974) وابن ماجة في سننه: كتاب الطب: باب ما عوذ به النبي (صلى الله عليه وسلم) وما عوذ به ح(3523) وانظر تحفة الأشراف ح(4363) وأخرجه أحمد في مسنده (3/28-56) والنسائي في اليوم والليلة ح(1005) قال النووي هذا تصريح بالرقى بأسماء الله تعالى وفيه توكيد الرقية والدعاء وتكريره، وقوله من شر كل نفس قيل: يحتمل أن المراد بالنفس نفس الأدمي وقيل يحتمل أن المراد بها العين فإن النفس تطلق على العين ويقال رجل نفوس إذا كان يصيب الناس بعينه. انظر شرح النووي على صحيح مسلم (14/170). 365- أخرجه البخاري في صحيحه: كتاب الطب: باب رقية العين ح(5739) ومسلم في صحيحه: كتاب السلام: باب استحباب الرقية من العين والنملة والحمة والنظرة ح(2197) والبيهقي في السنن: كتاب الضحايا: باب إباحة الرقية بكتاب الله ح(9/348) وانظر شرح معاني الآثار للطحاوي (4/327) قال النووي: السفعة يعني بوجهها صفرة، وقيل سواد وقال ابن تيمية هي لون يخالف لون الوجه، وقيل أخذه من الشيطان- انظر شرح النووي على صحيح مسلم (14/185) قال ابن عبد البر: فيه دليل على أن العين تسرع إلى قوم فوق إسراعها إلى آخرين، وأنها تؤثر في الإنسان بقضاء الله وقدره وتصرعه في أشياء كثيرة. وإنما يسترقى من العين إذا لم يعرف العائن. وإما إذا عرف الذي أصابه بعينه فإنه يؤمر بالوضوء- التمهيد (2/269).
وعن عثمان بن أبي العاص الثقفي أنه شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له: "ضع يدك على الذي تألم من جسدك وقل بسم الله- ثلاثا- وقل- سبع مرات: أعوذ بالله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر"(366).
وعن خــولة بنت حكيم رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من نزل منزلا ثم قال: "أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، لم يضره شيء حتى يرتحل من منزله ذلك(367).
هـ- الرسول صلى الله عليه وسلم يقر غيره على الرقية:
عن جابر رضي الله عنه أن آل عمرو بن حزم قالوا: يا رسول الله انه كانت عندنا رقى نرقي بها من العقرب، وإنك نهيت عن الرقى. قال: فعرضوا عليه، فقال: "ما أرى بها بأساً، من استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل"(368).
366-أخرجه مالك في موطأه: كتاب العين: باب التعوذ والرقية من المرض (2/942) ومسلم في صحيحه: كتاب السلام: باب استحباب وضع يده على موضع الألم مع الدعاء ح(2202) وأبو داود في سننه: كتاب الطب: باب كيف الرقى ح(3891) والترمذي في سننه: كتاب الطب: باب (29) ح(2087) وقال هذا حديث حسن صحيح وابن ماجة في سننه: كتاب الطب: باب ما عوذ به النبي (صلى الله عليه وسلم) وما عوذ به ح(3522) وانظر تحفة الأشراف ح(9774) وأخرجه أحمد في مسنده (6/390) والنسائي في اليوم والليلة ح(1001) قال النووي: يستحب وضع يده على موضع الألم ويأتي بالدعاء المذكور- انظر شرح للنووي على صحيح مسلم (14/189) ش ح (2202). 367- أخرجه مسلم في صحيحه: كتاب الذكر والدعاء: باب في التعوذ من سوء القضاء ودرك الشفاء وغيره ح(2708) والترمذي في سننه: كتاب الدعوات: باب ما يقول إذا نزل منزلاً ح(3448) وقال هذا حديث حسن غريب صحيح. وابن ماجة في سننه: كتاب الطب: باب الفزع والأرق وما يتعوذ منه ح(3547) قال النووي: وقوله "أعوذ بكلمات الله التامات". قبل معناه الكاملات التي لا يدخل فيها نقص ولا عيب. وقيل النافعة الشافية. وقيل المراد بالكلمات هنا القرآن والله أعلم انظر شرح النووي على صحيح مسلم (17/31). 368-أخرجه مسلم في صحيحه: كتاب السلام: باب استحباب الرقية من العين والنملة والحمة والنظرة ح(2199) وأحمد في مسنده (3/382) والبيهقي في الكبرى: كتاب الضحايا: باب إباحة الرقية (9/348) قال الألباني: وفي الحديث استحباب رقية المسلم لأخيه المسلم بما لا بأس به من الرقى، وذلك ما كان معناه معروفاً مشروعاً، وأما الرقى بما لا يعقل معناه من الألفاظ فغير جائز- انظر الصحيحة ح(472).
وكذلك إقراره للراقي، كما في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، لما رقى سيد القوم الذين استضافوهم فلم يضيفوهم. وقد تقدم ذكره وهو مروى في الصحيحين(369).

أنـــــــــواع الرقـــــــــــــى

أ- أنواع الرقى من جهة متى تقرأ:
- أولاً: تقرأ الرقية لدفع البلاء قبل وقوعه.
عن ابن عباس قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يعوذ الحسن والحسين ويقول .... الحديث(370).
وعن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قال في أول يومه أو في أول ليله: بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء
369- أخرجه مالك في الموطأ: كتاب العين: باب الرقية من العين (2/940). والبخاري في صحيحه: كتاب الطب: باب النفث في الرقية ح(5749). ومسلم في صحيحه: كتاب السلام: باب جواز أخذ الأجر على الرقية بالقرآن والأذكار ح(2201). وأبو داود في سننه: كتاب الطب: باب كيف الرقى ح(3900). والترمذي في سننه: كتاب الطب: باب ما جاء في أخذ الأمر على التعويذ ح(2070) قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح. وابن ماجة في سننه: كتاب التجارات: باب أجر الراقي ح(2156).وانظر تحفة الأشراف ح(4249) و(4307).370- أخرجه البخاري في صحيحه: كتاب أحاديث الأنبياء: باب (10) ح(3371) وأبو داود في سننه: كتاب السنة: باب في القرآن ح(4737) وقال: "هذا دليل على أن القرآن ليس بمخلوق. مستدلاً على أنه لو كان مخلوقاً لما صح الاستعاذة به". وأخرجه الترمذي في سننه: كتاب الطب: باب (18) ح(2067) وقال: هذا حديث حسن صحيح وابن ماجة في سننه: كتاب الطب: باب ما عوذ به النبي (صلى الله عليه وسلم) وما عوذ به ح(3525) وانظر تحفة الأشراف ح(5627) وأخرجه أحمد في مسنده (1/270-136) والنسائي في اليوم والليلة ح(1007) الهامة: واحدة من الهوام وهي ذوات السموم اللامة: بتشديد الميم أي ذات لمم، واللمم كل داء يلم من خبل أو جنون أو نحوهما. أي من كل عين تصيب تسوء- انظر شرح السندي على سنن ابن ماجة (4/125).
في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ثلاث مرات- لم يضره شيء في ذلك اليوم، أو في تلك الليلة"(371).
وعن أبي مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه"(372).
وتقدم ذكر حديث خولة بنت حكيم فيمن إذا نزل منزلاً قرأ أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق مرفوعاً(373).
ثانياً- تقرأ الرقية لدفع البلاء بعد وقوعه.
وقد تقدم ذكر طائفة من الأحاديث المرفوعة الصحيحة في هذا المعنى عن عائشة في رقية جبريل النبي صلى الله عليه وسلم في مرضه وشكواه، وعن عثمان بن أبي العاص في وضع اليد على موضع الألم من الجسد ثم القراءة ونحوها. مما يفيد فعل النبي صلى الله عليه وسلم ورقيته لنفسه، ورقيته لغيره، ورقية غيره له، وترغيب النبي في ذلك، ووصيته لمن وجد ألما أونزل به بلاء(374).
371- أخرجه أبو داود في سننه: كتاب الأدب: باب ما يقول إذا أصبح ح(5088) والترمذي في سننه: كتاب الدعوات: باب ما جاء في الدعاء إذا أصبح وإذا أمسى ح(3399) وقال: هذا حديث حسن غريب صحيح. وابن ماجة في سننه: كتاب الدعاء: باب ما يدعو به الرجل إذا أصبح وإذا أمسى ح(3869) وانظر تحفة الأشراف ح(9778) وانظر صحيح سنن ابن ماجة للألباني ح(3120) وتمام الحديث: وكان إبان قد أصابه طرف من الفالج، فجعل الرجل ينظر إليه فقال له إبان: ما تنظر إلى؟ أما الحديث كما قد حدثتك ولكني لم أقله يومئذ، ليمضي الله علي قدره.372-أخرجه البخاري في صحيحه: كتاب أفضل القرآن: باب فصل سورة البقرة ح(5009) ومسلم في صحيحه: كتاب صلاة المسافرين: باب فضل الفاتحة وخواتيم سورة البقرة ح(808) وأبو داود في سننه: كتاب الصلاة: باب تحزيب القرآن ح(1397) والترمذي في سننه: كتاب فضائل القرآن: باب آخر سورة البقرة ح(2890) وقال: هذا حديث حسن صحيح. وابن ماجة في سننه: كتاب إقامة الصلاة: باب ما جاء فيمن يرجى أن يكفي من قيام الليل ح(1369) وانظر تحفة الأشراف ح(9999).373- أخرجه مسلم في صحيحه: كتاب الذكر والدعاء: باب في التعوذ من سوء القضاء ودرك الشفاء وغيره ح(2708) والترمذي في سننه: كتاب الدعوات: باب ما يقول إذا نزل منزلاً ح(3448) وقال هذا حديث حسن غريب صحيح. وابن ماجة في سننه: كتاب الطب: باب الفزع والأرق وما يتعوذ منه ح(3547). قال النووي: وقوله "أعوذ بكلمات الله التامات". قبل معناه الكاملات التي لا يدخل فيها نقص ولا عيب. وقيل النافعة الشافية. وقيل المراد بالكلمات هنا القرآن والله أعلم انظر شرح النووي على صحيح مسلم (17/31). 374- راجع ما تقدم ذكره من نصوص في موضوع مشروعية الرقية.
ب- أنواع الرقى من جهة ما يقرأ به:
أولاً: الرقية بالقرآن الكريم.
ثبت فيما تقدم ذكره قراءة سورة الفاتحة، كما في حديث النفر الذي انطلقوا في سفرة، وإقرار النبي صلى الله عليه وسلم للراقي قراءة سورة الفاتحة وإنها رقية(375).
وثبت كذلك أن سورة البقرة رقية ونافعة، كما في حديث أبي أمامه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "اقرأوا سورة البقرة، فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة"(376-377).
وحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا تجعلوا بيوتكم مقابر، إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة"(378).
375- أخرجه مالك في الموطأ: كتاب العين: باب الرقية من العين (2/940). والبخاري في صحيحه: كتاب الطب: باب النفث في الرقية ح(5749). ومسلم في صحيحه: كتاب السلام: باب جواز أخذ الأجر على الرقية بالقرآن والأذكار ح(2201). وأبو داود في سننه: كتاب الطب: باب كيف الرقى ح(3900). والترمذي في سننه: كتاب الطب: باب ما جاء في أخذ الأجر على التعويذ ح(2070) قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح. وابن ماجة في سننه: كتاب التجارات: باب أجر الراقي ح(2156).وانظر تحفة الأشراف ح(4249) و(4307).376- أخرجه مسلم في صحيحه: كتاب صلاة المسافرين: باب فضل القرآن وسورة البقرة ح(804) والترمذي في سننه: كتاب فضل القرآن: باب ما جاء في سورة آل عمران ح(2892) وقال: هذا حديث حسن غريب وانظر تحفة الأشراف ح(4931) قال النووي: سميت الزهراوين لنورهما وعظم أجرهما.377- قولـه (صلى الله عليه وسلم) "فإنهما يتأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو كأنهما غيايتان" قال أهل اللغة: الغمامة والغياية كل شيء أظل الإنسان فوق رأسه من سحابة وغيره ونحوهما، قال العلماء: المراد أن ثوابهما يأتي كغمامتين. وقوله (صلى الله عليه وسلم) أو كأنهما فرقان من طير صواف أي قطيعان وجماعتان انظر شرح النووي على صحيح مسلم (6/89-91).378- أخرجه مسلم في صحيحه: كتاب صلاة المسافرين: باب استحباب صلاة النافلة في البيت ح(780) والترمذي في سننه: كتاب فضائل القرآن: باب ما جاء في فضل سورة البقرة ح(2886) وقال: هذا حديث حسن صحيح وانظر تحفة الأشراف ح(12769) وأخرجه أحمد في مسنده (2/284).
وثبت كذلك أن قراءة آية الكرسي من الرقى النافعة بإذن الله تعالى، كما في حديث أبي هريرة حيث كان يحرس الصدقة، وفيه.... إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي- الله لا اله إلا هو الحي القيوم- حتى تختم الآية، فإنه لا يزال عليك من الله حافظ حتى تصبح- وفيه إقرار النبي صلى الله عليه وسلم أنها رقية(379).
وثبت كذلك أن قراءة المعوذات من الرقى النافعة، وقد تقدم ذكر النصوص الدالة على ذلك من قول النبي وفعله صلى الله عليه وسلم، ومن فعل غيره له(380).
ثانياً: الرقية بالأدعية والأذكار.
وقد ثبت ذلك كما في أحاديث وأدعية النبي صلى الله عليه وسلم، وأمره ووصيته لأصحابه. وقد تقدم ذكر طائفة لا بأس بها منها(381).

حكم رقى الجاهلية وأهل الكتاب
ذكر الإمام ابن حجر العسقلاني رحمه الله، قال: .... وقال الربيع: سألت الشافعي عن الرقية، فقال: لا بأس أن يرقي بكتاب الله وما يعرف من ذكر الله. قلت: أيرقي أهل الكتاب المسلمين؟ قال: نعم، إذا رقوا بما يعرف من كتاب الله وبذكر الله. ثم (قال: وفي الموطأ أن أبا بكر قال لليهودية التي كانت ترقي عائشة ارقيها بكتاب الله).
وقال أيضاً: وقال المازري: اختلف في استرقاء أهل الكتاب، فأجازها قوم، وكرهها مالك لئلا يكون مما بدلوه. وأجاب من أجاز بأن مثل هذا يبعد أن يقولوه، وهو كالطب سواء، كان غير الحاذق لا يحسن أن يقول والحاذق يأنــف أن يبدل حرصـاً
379- أخرجه البخاري في صحيحه: كتاب الوكالة: باب إذا وكل رجلا فترك الوكيل شيئاً فأجازه الموكل فهو جائز ح(2311) والبيهقي في دلائل النبوة (7/107) ونقول في قوله (صلى الله عليه وسلم) "لا يزال عليك من الله حافظ" أي أن الله يرسل إليك ملكاً يحرسك حتى تصبح. ولا يقربك شيطان: فالشيطان نفسه يعلم أنه لا يستطيع أن يقترب من الذي قرأ آية الكرسي عند نومه. فصدق النبي (صلى الله عليه وسلم) الشيطان على هذه المعلومة.380- راجع ما تقدم من نصوص في موضوع مشروعية الرقية. 381- راجع ما تقدم من نصوص في موضوع مشروعية الرقية.
على استمرار وصفه بالحذق لترويج صناعته. والحق أنه يختلف باختلاف الأشخاص والأحوال(382).
ويقول الدكتور على بن نفيع العلياني: وفى قول أبي بكر الصديق رضي الله عنه: "ارقيها بكتاب الله"، يعني ارقيها بكتاب الله بما في التوراة. وفى هذا دلالة على أن اليهود إنما يغيرون الأحكام والعقائد، وأما الرقى، فإنهم لم يغيروها حفاظا على فائدتها. فإنها إذا غيرت لا تنفع، هذا الذي يظهر، والله اعلم. وإلا لو كانت مما دخله التحريف لما أمنها أبو بكر الصديق على الرقية(383).

حكم الرقية،وشروطها، وضوابطها
ذكر جماعة من العلماء شروطاً لا بد من مراعاتها لتكون الرقية جائزة مقررة شرعاً، وللانتفاع بها من جانب آخر:
أولاً: أن لا يعتقد أنها تنفع بذاتها دون الله. فإن اعتقد ذلك فإنها محرمة لما فيها من الشرك. فالواجب اعتقاد أنها سبب لا تنفع إلا بإذن الله عز وجل(384).
ويقول الإمام ابن القيم رحمه الله: "والأدعية والتعوذات بمنزلة السلاح، والسلاح يضار به لا بحده فقط، فمتى كان السلاح تاماً لا آفة فيه، والساعد قوياً، والمانع مفقوداً، حصلت به النكاية في العدو، ومتى تخلف واحد من هذه الثلاثة تخلف التأثير"(385).
ثانياً: ألا تكون الرقية مما يخالف الشرع، كأن تتضمن دعاء غير الله، أو استغاثة بالجن، وما أشبه ذلك. فإنه محرم لما فيه من الشرك(386).
382- فتح الباري لابن حجر (10/197) ش ح(5735).383- انظر الرقى على ضوء عقيدة أهل السنة والجماعة لعلي بن نفيع العلياني (ص 8).384- انظر القول المفيد على كتاب التوحيد لمحمد بن صالح العثيمين (1/184). 385- انظر الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي لابن القيم (ص 25).386- انظر القول المفيد على كتاب التوحيد لمحمد بن صالح العثيمين (1/185).
فلا تكون برقية شركية لحديث: "لا بأس بالرقى ما لم يكن فيه شرك"(387).
ولا تكون برقية سحرية لحديث: "ليس منا من تطير أو تطير له، أو تكهن أو تكهن له، أو سحر له"(388).
ولا تكون من عراف ولا من كاهن ولو لم يكن ساحراً لحديث: "من أتى عرافا أو كاهنا، فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم"(389).
ولا تكون بعبارات محرمة كالسب والشتم واللعن، وغير ذلك لحديث: "إن الله خلق الداء والدواء، فتداووا، ولا تداووا بحرام"(390).
ثالثاً: أن تكون بكلام عربي، وتكون مفهومة معلومة، فإن كانت من جنس الطلاسم والشعوذة فإنها لا تجوز(391).
فلا تكون بالحروف المقطعة، والكلمات المبهمة؛ وإن كانت باللغة العربية. ولا تكون على هيئة محرمة، كأن يتعمد الرقية في الحمام، أو يكتب حروف أبا جاد، أو بالنظر في النجوم وما شابه ذلك.
387- أخرجه مالك في الموطأ (2/272 التمهيد) ومسلم في صحيحه: كتاب السلام: باب لا بأس بالرقى ما لم يكن فيه شرك ح(2200) وأبو داود في سننه: كتاب الطب باب ما جاء في الرقى ح(3886) والحاكم في مستدركه (4/212) وقال وهذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي. والطبراني في الكبير (18/49) والبيهقي في الكبرى: كتاب الضحايا: باب إباحة الرقية (9/349).388- هذا جزء من حديث أورده المنذري في الترغيب ح(4467) وقال رواه البزار بإسناد جيد ورواه هو والطبراني من حديث ابن عباس بإسناد حسن. قال الهيثمي في المجمع (5/117) رواه البزار ورجاله رجال الصحيح خلا اسحق بن الربيع وهو ثقة. قال الألباني في الصحيحه ح(2195) أخرجه البزار (ص 389- زوائده)، والطبراني في الكبير (ق 73/1- منتقى منه) عن اسحق بن الربيع بن حمزة العطار عن الحسن عن عمران بن حصين… انظر صحيح الجامع للألباني ح(5311).389- رواه الإمام أحمد (2/429)، والحاكم في مستدركه (1/8). وقال: هذا حديث صحيح على شرطهما ولم يخرجاه. وأخرجه الترمذي بأتم من هذا ح(135). والبيهقي في الكبرى (8/35). وصححه العراقي في الأمالي كما في الفيض (2/404) ونقل عن الذهبي أنه قوي إسناده. وانظر صحيح سنن الترمذي للألباني ح(135). 390- ذكره الهيثمي في المجمع (5/86) وقال: رواه الطبراني ورجاله ثقات. وحسنه الألباني في الصحيحة ح(1633) وقال: هذا إسناد حسن ورجاله ثقات معروفون غير ثعلبة هذا، ذكره ابن حبان في (الثقات) وروى عنه جمع، فهو حسن الحديث إن شاء الله تعالى إذا لم يخالف. وله شواهد ذكرها الألباني في السلسلة الصحيحة ح(1633).391- انظر القول المفيد على كتاب التوحيد لمحمد بن صالح العثيمين (1/185).

قال ابن عباس رضي الله عنه في قوم يكتبون أبا جاد، وينظرون في النجوم: "ما أدرى، من فعل ذلك له عند الله خلاق"(392).
يقول الإمام الخطابي رحمه الله: "ما كان من الرقى مفهوم المعنى، وكان فيه ذكر الله تعالى، فإنه مستحب، متبرك به"(393).
ويقول الإمام النووي رحمة الله: "الرقي بآيات القرآن وبالأذكار المعروفة لا نهي فيه، بل هو سنة"(394).
ويقول الإمام ابن حجر رحمه الله: "وقد أجمع العلماء على جواز الرقى عند اجتماع ثلاثة شروط: أن يكون بكلام الله تعالى وبأسمائه وصفاته، وباللسان العربي، أو بما يعرف معناه من غيره، وأن يعتقد أن الرقية لا تؤثر بذاتها بل بذات الله تعالى، واختلفوا في كونها شرطا، والراجح أنه لابد من اعتبار الشروط المذكورة"(395).

هل الرقية عامة لكل داء أم مخصوصة
يقول الإمام النووي رحمه الله في شرحه لحديث أنس في الرخصة في الرقية من العين والحمة والنملة: "ليس معناه تخصيص جوازها بهذه الثلاثة وإنما معناه أنه سئل عن هذه، فأذن فيها. ولو سئل عن غيرها لأذن فيه. وقد أذن لغير هؤلاء، وقد رقى هو صلى الله عليه وسلم في غير هذه الثلاثة"(396).
392- أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (11/26) ح(19805) وقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من اقتبس علماً من النجوم، اقتبس شعبة من السحر، زاد ما زاد- أخرجه أبو داود في سننه كتاب الطب: باب في النجوم ح(3905) وحسنه الألباني في صحيح سنن أبي داود ح(3305) والبيهقي في الكبرى (8/136).393- انظر معالم السنن للخطابي (5/362) ش ح(3883).394- انظر شرح النووي على مسلم (14/169) ش ح(2186).395-انظر فتح الباري لابن حجر (10/195) ش ح(5735).396- انظر شرح النووي على مسلم (14/185) ش ح(2196).
اخوكم / ادريس ( HSHAKE1 )

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة