عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 26-08-2005, 12:32 PM   #4
معلومات العضو
أبو فهد
موقوف

افتراضي

القراء الأعزاء ،،،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،

نتابع معاً اللقاء مع جريدة عكاظ بكل تفاصيله ودقائقه :

* السؤال السابع عشر : يلا شك أن وجود قدر من الثقافة العلاجية والوقائية المتعلقة بتلك الأمور من الممكن أن يقي الإنسان من الإصابة بكثير من الأمراض الروحية ، ما هو تقييمك لمدى الوعي القائم لدى أفراد المجتمع بتلك الأمور ، وما هي القنوات التي يمكن أن تساهم قي تفعيل الوعي بالأساليب الوقائية المتبعة في تلك الأمور ؟

الجواب : مما لا شك فيه أن الثقافة العلاجية والوقائية المتعلقة بالرقية الشرعية بشكل عام والأمراض الروحية بشكل خاص لا زالت قاصرة ، بل قد تجدها مثار اهتمام من قبل بعض الباحثين والمتخصصين والعامة ممن قد ابتلي بتلك الأمراض فقط دون غيرهم من فئات المجتمع الأخرى ، وقد لمست ذلك من خلال المناقشات مع طلبة العلم وكذلك العامة ، وحقيقة الأمر فإن الواجب الشرعي يحتم على كافة فئات المجتمع الاهتمام بموضوع الرقية الشرعية والأمراض الروحية المتعلقة بها كالصرع والسحر والعين ابتداء من ولاة الأمر – وفقهم الله لكل خير – وأهل الحسبة ممثلين بمراكز الدعوة والإرشاد ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، خاصة ما يتعلق بموضوع السحر ، ومن الملفت للنظر في الآونة الأخيرة الاهتمام الكبير من قبل ولاة الأمر بخصوص تلك المواضيع وتقنينها وتوعية الناس بها ، واختيار من هم أهل لحمل أمانة نشر هذا العلم وما يتعلق به من أمراض روحية ، إلا أن الأمر لا يزال يحتاج لمزيد من الاهتمام والعطاء ، وبفضل الله سبحانه وتعالى فإن القنوات التي قد يستفاد منها في هذا المجال كثيرة واسعة متشعبة ، ومن أهم القنوات التي نستطيع أن نوصل من خلالها رسالة للأمة الإسلامية عقد المؤتمرات والمنتديات الشرعية العلمية التي تبحث في تلك المواضيع وتقديم أوراق عمل للدراسة والبحث ، وتقديم التوصيات التي يتحقق من خلالها المصلحة الشرعية للإسلام والمسلمين ، وكذلك نشر الوعي الشرعي الثقافي عن طريق أئمة المساجد ، وفي المدارس والجامعات ، وكذلك المؤسسات الحكومية ، ومحاولة الاستفادة من وسائل الإعلام في التوعية الثقافية عن طريق المجلات والصحف اليومية ، والإذاعة والتلفاز ، وكذلك الاستفادة من خدمات الكمبيوتر وبخاصة الانترنت 0 وباعتقادي أن تضافر كافة الجهود لا بد أن تأتي بثمار أكلها طيب ونفعها عظيم بإذن الله سبحانه وتعالى 0

* السؤال الثامن عشر : شاعت في السنوات الأخيرة زيادة الحالات الناتجة عن سحر الخادمات ، ما مدى انتشار تلك الحالات ؟ وما هي الأسباب التي تدفع بأفراد تلك الفئة إلى القيام بأعمال سحرية ؟ وما هي أبرز الحالات التي واجهتكم في هذا الصدد ؟

الجواب : بالنسبة لانتشار تلك الظاهرة فقد أصبح الأمر ملفت للنظر ، وقد عانت كثير من العائلات من غيلة كثير من الخادمات التي لم ترقب في مسلم إلاًّ ولا ذمة ، ولا أكون مبالغاً إن قلت أن غالبية حالات السحر المعروفة والمشاهدة في هذا البلد الطيب كانت بسبب الخادمات وتعاطيهن هذا الأمر الممقوت ، ومن خلال تجاربي الخاصة في مجال الرقية والعلاج تبين لي أن الأسباب الرئيسة لانتشار هذه الظاهرة بين الخادمات الأمور الهامة التالية :

1)- اضمحلال العقيدة النقية الصافية في قلوب كثير من الخادمات المستقدمات إلى بلاد المسلمين 0
2)- البعد عن منهج الكتاب والسنة من قبل تلك الفئة ، وبالتالي فراغ القلب من الإيمان فيسهل التعاطي بالسحر ، أو الذهاب للسحرة والمشعوذين 0
3)- انتشار ظاهرة السحر في تلك البلاد ، وبخاصة بلدان شرق آسيا بشكل ملفت للنظر ، حتى وصل الأمر إلى تعليم السحر في أماكن عامة وخاصة 0
4)- يلجأ كثير من الخادمات أو أولياء أمورهن إلى السحر لحفظ بناتهن من الاعتداءات الجنسية التي قد تطالهن حيث مكان إقامتهن 0
5)- كذلك يلجأ كثير من الخادمات لعمل السحر لنيل أمر من أمور الدنيا ، كنيل رضى العائلة ، أو امتلاك قلب صاحب البيت أو أحد أفراد الأسرة ، أو تحصيل مال ، أو دفع مضرة ونحو ذلك من أمور أخرى 0
والقصص والشواهد كثيرة جداً على ذلك ، إنما أذكر قصة ترويها لنا إحدى المعلمات في المنطقة الشرقية ممن عانت من آثار السحر وتحملت الكثير الكثير من جراء استخدام بعض الخادمات اللاتي لا يرعين في مسلم إلا ولا ذمة ، وقد نقلت هذه القصة مباشرة عن طريق هذه الأخت ، لاعتقادي الأكيد أن ما يصدر من القلب لا بد وأن يصل إلى القلب ، تقول هذه الأخت الفاضلة :
الحمد لله والصلاة والسلام على خير الأنام محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه أجمعين 0
في هذه الصفحات البيضاء أكتب بقلبي ، وأعبر بلساني ما يدور بخلدي وما يحتويه فكري ، لكي أعبر عما مررت به في تلك الأيام السالفة الصعبة المريرة وكأنها سحابة طيف سوداء تظلل السماء ، فحكايتي التي سوف أحكيها لكم هي أنني امرأة موظفة ومتزوجة من رجل أحسبه على خير وصلاح والله حسيبه ، كان يراعي حق الله في كل أموره ، ولدي منه خمسة أطفال خلال أربعة عشر عاماً من الحياة الزوجية الهنيئة ، وكانت حياتي كلها سعادة وهناء ، إلى أن حدث ذلك اليوم الذي أحضرت به خادمتين من الجنسية الأندونيسية ، وقد أدخلت إلى بيتي من سبب لي المرارة والأذى ، فتبدلت حياتي إلى حياة شك وكره وشقاق ، فالزوج منعزل في عالم الكمبيوتر والانترنت والدش ، لا يدري ما يدور في هذا المنزل ، وقد تحملت منذ ذلك اليوم كل مسؤوليات الأسرة ، فأصبحت الأم والأب في آن واحد ، وزادت الفجوة بيننا ، وتحول الزوج إلى زوج كثير السب والشتم ، وأصبحنا سوية نعاني من آلام شديدة في منطقة الرأس ، حيث تؤدي بنا أحياناً إلى إغماء شديد ، ثم تفجر الموقف بعد ذلك ، إذ خرج الزوج المسكين من المنزل هائماً على وجهه لا يعلم إلى أين هو ذاهب ، فلم يكن أمامي إلا اللجوء إلى الله سبحانه وتعالى وحده وذلك بالصلاة والإكثار من الدعاء ، فاستجاب الله دعائي وكشف لي ما كنت لا أعلمه ، إذ عرفت أن الخادمة الهادئة قد قامت بعمل سحر لي في المنزل ، ويتمثل هذا السحر في عمل حجاب داخل علبة دواء فارغة مربوطة بخيط بشكل مريب ، وكذلك وجدت معها صور لزوجي مفصلة وملفوفة مع صورة لها تحيط بها أوراق ذات كتابات مختلفة ، وقد علمت كذلك أنها كانت تضع لنا أشياء في الطعام والشراب ، وبفضل الله سبحانه وتعالى وحده انتهت مأساتي ورجعت لي حياة الهدوء والاستقرار ، فالحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه 0

* السؤال التاسع عشر : ما هو السبيل للتوقي من شرور الخادمات خاصة وأنهن على اطلاع كامل بما يدور داخل البيوت ، ولديهن إمكانية الحصول على أية آثار أو أغراض تخص أفراد البيت ؟

الجواب : حقيقة الأمر أن انتشار الخادمات في البيوت الإسلامية على ما هو عليه الحال اليوم مما قد عم به البلاء في بلاد المسلمين ، واعتقد أن الخطوات التي سوف أذكرها تحت هذا العنوان ، هيَّ خطوات عملية تقي قدر المستطاع بإذن الله سبحانه وتعالى من انتشار خطر السحر في بيوتنا المسلمة ، وأوجز ذلك بالنقاط الهامة التالية :

1)- إن كان بالإمكان الاستغناء عن الخادمة ، فهذا هو الأولى والأحوط ، وإن كان غير ذلك لأي سبب آخر فليحرص رب العائلة من استقدام الخادمة المسلمة مع محرمها ، وليحاول جاهداً أن تكون من المحافظات على الصلاة والصيام والقيام بكامل الفرائض 0
2)- الأولى والأحوط تفتيش الخادمة حال قدومها إلى المنزل تفتيشاً دقيقاً ، وفي حالة العثور على أية مواد مشكوك في أمرها قد تعطي بينة لتعاطي السحر ، فلتعرض مباشرة على معالج متخصص كي يبين حقيقة أمرها 0
3)- متابعة كافة التصرفات التي تصدر من الخادمة ، وبخاصة في أماكن الخلاء ، أو ملاحظة أية تصرفات غير طبيعة تصدر عنها ، وبخاصة استخدام أسلوب النفث أو النفخ 0
4)- متابعة الرسائل الخاصة بالخادمة ، والتأكد أنها خالية من أية مواد قد تستخدم أو تكون مواد خاصة بالسحر 0
5)- في حالة تسفير أية خادمة بعد ثبوت تعاطيها السحر ، لا بد من الحرص أن تفتش تفتيشاً دقيقاً من رأسها إلى أخمص قدمها حتى يتأكد أهل البيت أنها لا تحمل أي أثر من البت وأهله 0
6)- الحرص الشديد على عدم استلام أو فتح أي بريد وارد من الخادمة التي تم تسفيرها لأي سبب كان ، خاصة أن بعض تلك الرسائل قد تستخدم فيها مواد تحتوي على بودرة أو ما شابه ذلك لينفذ تأثيرها في أهل البيت حال ملامستها من قبل البت وأهله 0

* السؤال العشرون : يصاب كثير من الناس بالقلق الشديد لدى إصابته بإحدى حالات العين والسحر ، وقد يصل به الأمر إلى الوقوع في دائرة اليأس والإحباط ، خاصة وأن هناك العديد من الحالات التي قد تتطلب وقتاً طويلاً للعلاج ، فما الواجب على المسلم فعله حيال إصابته بأي من تلك الأمراض ؟ وهل من كلمة توجهونها إلى هؤلاء ؟

الجواب : إن الإصابة بأحد الأمراض الروحية قد يترك عوائق نفسية شديدة عند بعض المرضى ، ومن هذا المنطلق تجد أن مسألة العلاج لا تعتمد فقط على المعالَج فقط ، إنما الأمر برمته يعتمد على كل من المعالِج والمعالَج ، واعتقادي أن الأساس في التوجيه السليم نحو العلاج الشرعي المتكامل يقع على عاتق المعالجِ أكثر منه على المريض ، ومن هنا كان لا بد من توفر قواعد هامة يتحلى بها المعالجون في العلاج ، وكل ناحية من تلك القواعد يحاكي جانباً معيناً لدى الحالة المرضية ، وبالعموم فلا بد للمعالج من التركيز على قضايا مهمة للغاية يستطيع من خلالها الأخذ بيد المريض ومساعدته حتى يمن الله سبحانه وتعالى عليه بالشفاء ، وأوجز تلك الأمور بالنقاط الهامة التالية :

1)- لا بد أن يركز المعالج خلال مراحل العلاج المتنوعة على ترسيخ العقيدة النقية الصافية في نفسية المرضى ، وتوجيههم سلوكياً من حيث ارتباطهم بالخالق سبحانه وتعالى ، والإقبال على الطاعات والبعد عن المعاصي ، وأن يتحاشى مسألة التشخيص لأن هذا الأمر والاختلاف فيه أدى إلى زرع الوسوسة والوهم في نفوس المرضى مما أدى إلى حالة الإحباط واليأس عند بعضهم 0
2)- من المسائل الهامة التي لا بد من ايضاحها للمرضى أن الشفاء بيد الله سبحانه وتعالى ، وبالتالي لا بد للمريض أن يعلم بتلك الحقيقة الواقعة وأن يتوجه إلى خالقه سبحانه وتعالى بالذكر والدعاء ، ومعلوم أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد سحر ، وقد توجه إلى الله سبحانه وتعالى بالدعاء كما ثبت عن عائشة - رضي الله عنها - حيث قالت : فدعا ثم دعا ثم دعا ، فجاء الفرج من الله عز وجل 0
3)- بث معاني الآيات الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة في نفوس المرضى والتي تتحدث عن الصبر على الابتلاء ، والأجر العظيم الذي أعده الله سبحانه وتعالى للصابرين المحتسبين 0
4)- مراعاة نفسية المرضى ومحاكاتهم والاستماع إليهم وإيجاد رابط روحي بينه وبينهم ، وهذا مما يساعد كثيراً في تطور مراحل العلاج والاستشفاء 0
5)- مراعاة الضوابط التامة في كيفية استخدام كافة الوسائل والأساليب المتبعة مع الحالات المرضية ، ولا بد من توخي عنصرين أساسيين في ذلك ، العنصر الأول : الضوابط الشرعية بحيث تكون كافة الوسائل والأساليب متوافقة مع الكتاب والسنة وأقوال أثبات علماء الأمة ، والعنصر الثاني : الضوابط الطبية ، بحيث يحرص المعالج غاية الحرص على سلامة الناحية العضوية للمرضى دون اللجوء إلى الوسائل والأساليب المخطرة على حياتهم أو نفسياتهم 0
واتباع هذا الأسلوب يعمق الثقة في المعالج لدى المريض بحيث يزيد أواصر التقارب والتلاحم ما بين المعالج والمريض ، وهذا من أهم الأسباب التي تؤدي إلى المساعدة على شفاء المريض بإذن الله تعالى 0

* السؤال الحادي والعشرون : ما هي أغرب الحالات التي واجهتكم في عالم الجن والسحر ؟

الجواب : بالنسبة لعالم الجن والشياطين فالقصص كثيرة جداً ، واقتصر على قصتين :

القصة الأولى : قصة وقعت لشاب في مقتبل العمر ، عاد لمنزله في وقت متأخر من الليل ، فوجد قطا أسودا يأكل من خشاش الأرض ، فما كان منه إلا أن رماه بحجر ، يقول : نظر لي بحدة وتركني وغاب عني ، قال ذهبت وأطفأت السراج ورحت في نوم عميق ، وبعد فترة قصيرة استيقظت من نومي وإذا بي أرى منظرا لا أستطيع وصفه ، رجل أسود يحمل بيده سكين ، أراد طعني ، فما كان مني إلا أن تنحيت عنه جانبا ، فطعنني عدة طعنات فسلم الله واستقرت تلك الطعنات في الوسادة ، تقول والدة الشاب : استيقظت عند صلاة الفجر فوجدت ولدي في حالة تعب وإرهاق شديد وبجانبه سكين ، ورأيت بعض آثار الطعن في الوسادة ، فأحضر الشاب بعد صلاة الفجر في حالة صرع ، وقرئ عليه ، فنطق الجني الصارع وقال : كنت أتناول طعامي فآذاني دون أن أقصده بأي سوء ، ونتيجة لتصرفه هذا أرعبته رعبا شديدا قبل أن أصرعه وأدخل في جسده ، وبعد حوار ونقاش مع ذلك الجني تم من خلاله إيضاح بعض الأمور المتعلقة بالعقيدة والدين ، من الله سبحانه وتعالى على ذلك الشاب بالشفاء ، وخرج ذلك الجني بفضل الله سبحانه وتعالى ومنه وكرمه، والله تعالى أعلم0

القصة الثانية : جاءني رجل وقد رأيت الحزن والأسى باديا على محياه ، قال : ابنتي تموت بين يدي ، ولا أدري ما السبب ، عرضتها على كثير من الأطباء الأخصائيين فلم يقفوا على حقيقة معاناتها ، ولا أدري ما العمل 0
ذكرته بالله وبقضائه وقدره ، وحدثته عن الصبر والاحتساب ، واستعنت بالله سبحانه وتعالى ، وبدأت برقية الفتاة ، وبعد فترة وجيزة من القراءة صرعت الفتاة ، ونطق على لسانها رجل من الجن يدعى ( إسحاق ) وجرى حوار بيني وبينه وكان الحوار مما تقتضيه المصلحة الشرعية ، فأخبر بأنه يهودي من بلاد الشام ، وقد سألته عن سبب إيذائه لتلك الفتاة ، فبكى وقال : قبل حوالي سنة كان هذا الرجل مع أهل بيته في زيارة لسوريا ، وكانت هذه الفتاة تلعب عند عتبة البيت وكان ولدي هناك فقتلته ، وانتقاما لذلك جئت لكي أعذبها أولا ثم أقتلها قصاصا بقتل ولدي ، فسألت الأب ، عن حقيقة ذلك ، فقال : كنا قبل عام في بلاد الشام وكانت الفتاة تلعب عند عتبة الباب فرأت ثعبانا صغيرا أسودا فقتلته ، وفعلا بدأت معاناتها منذ تلك اللحظة ، وبدأ الحوار مع ذلك الجني ، فدعوته للإسلام وبينت له ، موقف الإسلام من الأديان السابقة واستخدمت أساليب كثيرة في الدعوة إلى الله ، فتارة أستخدم أسلوب الترغيب وتارة أخرى أسلوب الترهيب والرقائق ونحوه ، إلى أن من الله سبحانه وتعالى عليه بالهداية ونطق الشهادتين ، بعد ذلك طلبت منه الخروج كرامة لله وطاعة لرسوله صلى الله عليه وسلم وتفريجا لكربة هذه الفتاة ، فبكى ورفض أولا وكان يتذكر ولده ، فبدأت أغرس في نفسه أمورا تتعلق بالعقيدة والحقوق والواجبات المترتبة على المسلمين بعضهم ببعض ، واستمرت تلك الحوارات أياما ، وطلبت منه أن يحتسب ولده عند الله سبحانه ، وأنه ما كان ليموت إلا بقضاء الله وقدره وانتهاء أجله ، وبينت له أن الفتاة ما كانت لتعلم أن هذا الثعبان من الجن ، وكان ذلك 00 فخرج محتسبا صابرا والله حسيبه ، ولله الحمد والمنة على ما أنعم به على عباده من الهداية ومعرفة الطريق المستقيم ، والله تعالى أعلم 0

أما بالنسبة للسحر : فأذكر قصة واقعية حصلت حضر عندي شاب تبدو على محياه سمات الحزن والتعب ، قال لي : قصتي غريبة وعجيبة ، أنا شاب تزوجت قبل فترة وجيزة ، ومنذ ذلك الوقت انقلبت حياتي رأسا على عقب ، قال : أصبحت أكره كل شيء ، زوجتي وعملي وأصدقائي ومعارفي ، وأصبحت أميل إلى العزلة والانطواء ، حتى عندما كنت أذهب لعملي ، كنت أركب سيارتي وأذهب هائما على وجهي حتى أجد مكانا ما في الصحراء فأستظل بظل سيارتي وأنام ، وكان مديري في العمل يقدر تلك الظروف لمعرفته المسبقة بأحوالي 0 وذات يوم وبينما كنت نائما مستظلا بظل سيارتي ، إذا بي أفاجأ بضربة خفيفة على رأسي ، قمت من نومي منزعجا ، ونظرت فإذا بي أرى ( ورل ) ( الورل : حيوان يشبه الضب ولكنه أكبر حجما منه ، وهو خطير نوعا ما ، ويعيش في المناطق الصحراوية ) وانتابني فزع شديد ، وغادرت المنطقة فورا ، وفي اليوم التالي حصل معي مثلما حصل في اليوم السابق علما بأنني أتنقل من مكان إلى مكان ، وحصل ذلك في مكان يبعد مسافة طويلة عن المكان الأول ، ولكن في هذه المرة لم ينتابني الخوف والفزع كما حصل في المرة الأولى ، ونظرت لهذا الحيوان باستغراب ، ونظر لي واستظل بظل السيارة واضعا رأسه على الأرض 0
في اليوم التالي ذهبت إلى عملي وأخبرت زملائي في العمل بقصتي ، فأشار أحدهم بسؤال ذلك الحيوان عن الشيء الذي يريد ، وفعلا ما أن ذهبت إلى مكان في الصحراء ، واستغرقت في نومي ، وإذا بي أشعر بضربة خفيفة على رأسي ورأيت ذلك الحيوان ، فسألته بدهشة
واستغراب ! ماذا تريد مني ، فرفع رأسه وأصدر صوتا غريبا وسار في اتجاه وهو ينظر إلي ، تركته وعدت إلى عملي ، وفي اليوم التالي حصل ما حصل معي من هذا الحيوان الغريب ، ولكنه هذه المرة ضربني ضربة خفيفة على قدمي ، فأعدت سؤالي عليه مرة أخرى ، ففعل مثل ما فعل في المرة السابقة ، وكأنما يقول لي اتبعني 0
سرت وراءه ، وكان كلما سار مسافة مائة متر ينظر إلي وكأنما يريد أن يتأكد من أني أتابعه في خطواته ، وسار مسافة لا تقل عن ستة كيلو مترات ، وبعد ذلك استدار حول شيء ملقى على الأرض ، بعدها تركني وذهب بعيدا عني واختفى عن ناظري ، فتفحصت ذلك الشيء فوجدته كيس من الخيش أغلق بإحكام بواسطة سبحة ، نزعت السبحة وفتحت ذلك الكيس فوجدت بعض الملابس بداخله ، ومن ضمنها ملابس متعلقة بزوجتي ، يقول : تركت كل ذلك وكان الوقت قد قارب على صلاة العصر وجئت إليك أعرض عليك الأمر 0
فأخبرته أن يذهب فورا ليحضر تلك الملابس ، قال ذهبت إلى المكان فوجدت رجلا عند الملابس فسألني عنها ، فأخبرته أنها قد تكون من أفعال السحرة والمشعوذين ، فأشار علي بالانتظار وأخبرني أنه قدم إلى هذا المكان قبل حوالي شهر وأخذ بعض الأمتعة من الكيس وأعاد إغلاقه ، وكان رجلا مسكينا فقيرا ، فانتظرته حتى أحضر تلك الأمتعة وجاء بها إليّ ، وبعد الرقية والنفث على تلك الأمتعة تم إحراقها ، وبقدرة الله سبحانه وتعالى فك الرجل كأنه من عقال ، وعاد إلى سابق عهده والله تعالى أعلم 0

قلت : وهذه القصة إن دلت على شيء فإنما تدل على أن الله - سبحانه وتعالى - قد يقيض لابن آدم من يعينه إن توجه له بالدعاء والتضرع ، ولا يهمنا من كان هذا الحيوان بقدر أن نعلم أن الله سبحانه وتعالى قادر على كل شيء 0

* السؤال الثاني والعشرون : يرى بعض الناس أن العلاج بالرقية الشرعية أمر يقتصر على فئة أهل العلم والشيوخ ، وأن قراءات الشيوخ لها تأثير أكبر في علاج الأمراض الروحية من مجرد قراءة الإنسان على نفسه ، فما مدى صحة هذا الرأي ؟ وهل يمكن للإنسان القيام برقية نفسه وأهله على الوجه الأكمل ؟ وكيف يمكن ذلك ؟

الجواب : لا يجوز مطلقاً أن يعتقد الناس أن الرقية الشرعية تقتصر على فئة معينة من الناس سواء كانوا علماء أو متخصصون أو نحو ذلك ، والذي يجب اعتقاده أن الأساس في الرقية الشرعية أن يقرأ الإنسان على نفسه وأهل بيته ومحارمه وهذا هو الأولى والأسلم والأتقى ، وقد يلجأ الناس في بعض الأحيان إلى بعض الإخوة المتخصصين من أصحاب العلم الشرعي والخبرة والممارسة بسبب صعوبة الحالة واحتياج تلك الحالة إلى معالج متخصص كي يوجه الحالة المرضية الوجهه الشرعية الصحيحة ، أما الاعتقاد بذات المعالج وأنه يملك الضر والنفع ، أو التبرك به على وجه ما نراه ونسمعه اليوم ، كل ذلك مخالف لأسس العقيدة النقية الصافية ، ومن اعتقد ذلك فقد أشرك بالله عز وجل 0
ولا يجوز الاعتقاد بأشخاص معينين أو أن قراءة فلان لها ميزة خاصة ونحو ذلك من الاعتقادات الخاطئة ، والضابط في كل ذلك النظر في حال المعالِج من حيث عقيدته وورعه ومسلكه ومحافظته على الفرائض والنوافل كل ذلك يعطي انطباع عن مدى تأثير ونفع رقيته من غيره ، ومما لا شك فيه أن المعالج كلما كان قريباً من الله تعالى محافظاً على الطاعات ، مجتنباً للنواهي كان تأثير رقيته أنفع بإذن الله سبحانه وتعالى، والعكس بالعكس،ومن هنا لا بد أن يتحرى المرضى المعالجين الذين تتوفر فيهم المواصفات التي تؤهلهم لرقية الناس وعلاجهم ، وهذا للأسف أصبح قليل على الساحة اليوم،فتجد بعض الجهلة الذين لا يملكون علماً شرعياً، بل لنقل أنهم لا يفرقون بين الركن والواجب أصبحوا يتصدرون هذا الأمر ، فضلوا وأضلوا ، ومن هنا أصبحت الرقية الشرعية مطية لكل نطيحة ومتردية وأكيلة سبع ، ومن الواجب على الإخوة المخلصين المتخصصين في هذا العلم نشر التوعية الشرعية بين المعالجين كي نقدم صورة نقية عن هذا العلم وأهدافه وغاياته النبيلة السامية، والله تعالى أعلم0

أما كيف يرقي الإنسان نفسه فالأمر يسير بإذن الله تعالى : فيضع يده مكان الألم ويقرأ ما تيسر من كتاب الله عز وجل ، وهناك بعض الآيات أو السور التي ورد نفعها في السنة المطهرة مثل الفاتحة ، وسورة البقرة ، وآية الكرسي ، وأواخر سورة آل عمران ، وسورة الإخلاص والمعوذتين ، كما له أن يدعو بالأدعية الثابتة المأثورة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان عليه الصلاة والسلام ينفث ويتفل في الرقية ، وورد أن فعل ذلك قبل الرقية ومعها وبعدها ، والنفث رذاذ خفيف يخرج من الفم ، كما ينفث آكل الزبيب النواة لما ثبت عن عائشة – رضي الله عنها - ، وكان يمسح عليه الصلاة والسلام رأسه وما يلي جسده ، وفعلت مثل ذلك عائشة – رضي الله عنها – في مرض موته عليه الصلاة والسلام ، كانت تنفث في يده رجاء بركتها فتمسح وجهه وما يلي جسده ، وهذا ملخص عام مبسط لطريقة الرقية الثابة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والله تعالى أعلم 0

* السؤال الثالث والعشرون : هل تقتصر الرقية الشرعية على علاج الأمراض الروحية التي تصيب الإنسان كالعين والسحر والمس ، أم أن تأثير آيات القرآن لعلاج الحالات والأمراض البدنية والتي ليس للعين والسحر دور فيها ؟ وهل صادفتكم حالات من هذا النوع ؟ وهل هناك دراسات موثقة تؤكد المعنى ذاته ؟

الجواب : لا بد أن يتيقن الإنسان أن القرآن الكريم علاج لكافة الأمراض المتنوعة ، سواء كانت عضوية أو نفسية أو روحية ، وقد ثبت ذلك في كتاب الله عز وجل ، يقول الحق تبارك وتعالى في محكم كتابه : ( وَنُنَزِّلُ مِنْ الْقُرْءانِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلا خَسَارًا ) ، ( سورة الإسراء – الآية 82 ) وقد ثبت كذلك في السنة المطهرة من حديث أبي سعيد الخدري في حادثة لديغ سيد القوم ، حيث رقي بفاتحة الكتاب من لدغة العقرب ففك من عقال ، وقد أكد أثبات علماء الأمة قديماً وحديثاً على أن القرآن شفاء لأمراض القلوب والأبدان 0

قال السيوطي : ( وأخرج البيهقي عن طلحة بن مصرف قال : كان يقال : أن المريض إذا قرئ عنده القرآن وجد له خفة 0 فدخلت على خيثمة وهو مريض فقلت : إني أراك اليوم صالحا 0 قال : إنه قرئ عندي القرآن ) ( الدر المنثور – 3 / 553 ) 0

بل قد ثبت ذلك الأمر لدى الأطباء العضويين والنفسيين ، حيث أقر الأطباء المتخصصون في مجال الطب النفسي أن من أهم طرق العلاج المتبعة في علاج هذا الجانب هيَّ الطرق الدينية ، والقصص والشواهد كثيرة جداً على ذلك وأذكر في سياق هذا الموضوع قصة : حيث جاءني ذات يوم أحد الأصدقاء يشكو لي حال قريبة له ، حيث قال لي : ذهبت هذه الأخت لعيادة المستشفى نتيجة التهابات جلدية ، وفوجئت بأن التحاليل الطبية تبين أنها تعاني من سرطان الجلد ، وعندما علمت بذلك جاءها انهيار عصبي وخارقت قواها ، فهدأت من روعه ونصحته باللجوء إلى الله سبحانه وتعالى ثم الرقية الشرعية ، واتفقنا أن يُحضِر هذه الأخت من منطقة الرياض إلى المنطقة الشرقية ، وبعد أيام حضرت وكانت في حالة يرثى لها ، فبدأت أزرع اليقين في نفسها وأذكرها بالله سبحانه وتعالى وبرحمته ، وطلبت منها أن تبقى مدة شهر من الزمن ، وبدأت مرحلة العلاج وكنت أقرأ عليها عدد أيام من الأسبوع بحسب القدرة والاستطاعة ، وبعد مضي شهر من الزمن لاحظت أن نفسيتها تحسنت كثيراً وتعلق قلبها بالله سبحانه وتعالى راجيةً أن يمن عليها بالشفاء ، خاضعة لأمره سبحانه وتعالى ، وعادت إلى الرياض ، وبعد يوم يتصل بي هذا الأخ الكريم ليبشرني بالبشارة حيث راجعت هذه الأخت الفاضلة المستشفى الذي أجرى لها التحاليل الأولى حيث تبين بفضل الله سبحانه وتعالى ومنه وكرمه تلاشي كافة الأعراض وعودة المرأة سليمة معافاة ، واحتار الأطباء من ذلك وسألها أحدهم عن الطريق الذي سلكته أو العلاج الذي استخدمته ، فقالت له : ثقتي بالله سبحانه وتعالى كانت أعظم مما تملكون ، لجأت إليه سبحانه وتعالى واستشفيت بالرقية الشرعية وماء زمزم والعسل والحبة السوداء وهذا كل ما هنالك ، وفَرِحتُ فرحاً عظيماً بهذا الخبر وشكرت الله سبحانه وتعالى وحده الذي أنعم على هذه الأخت الفاضلة بالعافية والسلامة ، والله تعالى أعلم 0

أما بخصوص الدراسات الموثقة التي تؤكد هذا المعنى : فلا بد من الإشارة تحت هذا العنوان إلى مسألة في غاية الأهمية ، حيث أنه لا يجوز مطلقاً أن نخضع كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم إلى التجربة والدراسات العلمية للتحقق من الخصائص التي ذكرت في هذين الأصلين العظيمين ، ومثل ذلك الإجراء يعني أن تلك الدراسات تسعى لإثبات تلك المزايا من عدمها ، وهذا بحد ذاته يعتبر قدحاً في كتاب الله عز وجل ، والذي يجب فهمه وإدراكه أن كلام الله سبحانه وتعالى هو حق وصدق ، ولا يجوز بأي حال من الأحوال نخضع كتاب الله للتجربة والقياس كما يفعل بعض الجهلة في هذا اليوم ، فالعلم البشري قاصر وقد يتبدل ويتغير ويعتريه ما يعتريه من الخطأ ، بل قد يتم نسف بعض النظريات العلمية من أساسها ، أما كتاب الله فهو كتاب منزه عن كل عيب ونقص وهو قائم إلى أن يرفع من الأرض 0 أما أن نقدم بعض الحقائق والاثباتات التي تؤكد على هذه الخاصية كما أشرت في قصص سابقة فهذا أمر طيب محمود كي نبين الوقع الفعلي الذي يحدثه أثر القرآن الكريم في علاج الأمراض العضوية 0
وإن لم يكتب الله سبحانه وتعالى الشفاء بالقرآن فلا ينبغي مطلقاً التشكيك أو نفي تلك الخاصية في العلاج والاستشفاء ، إنما قد تكون هناك عوامل أخرى متداخله في هذا الموضوع ، كابتلاء العبد ، أو موت العبد بسبب هذا المرض ، أو الخلل الحاصل عند المعالِج أو المعالَج وهكذا ، أما من أراد إثبات تلك الخاصية في إجراء الدراسات والأبحاث في المستشفيات ، ورؤية مدى تأثير وأثر القرآن على حالات المرض العضوي ، فهذا لا يملك فقهاً في فهم النصوص النقلية الصريحة في كتاب الله أو سنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، والله تعالى أعلم 0

* السؤال الرابع والعشرون : يتردد في المجالس وبين الناس أن معظم حالات الإصابة بمرض السرطان ناتجة عن الإصابة بالعين أو السحر ، فما مدى صحة هذا الأمر ؟ وهل صادفتكم حالات تم شفاؤها بالقرآن الكريم ؟

الجواب : من المعلوم أن الأمراض الروحية كالصرع والسحر والعين قد تؤدي إلى الإصابة بالأمراض العضوية ، وقد أكدت النصوص النقلية في السنة المطهرة على مثل تلك الحقيقة ، فقد ثبت من حديث جابر بن عبدالله - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أكثر من يموت من أمتي بعد قضاء الله وقدره بالعين ) ( حديث حسن – صحيح الجامع 1206 ) ، وهذا الكلام لا يعني مطلقاً أن نقول بأن معظم حالات الإصابة بمرض السرطان ناتجة عن الإصابة بالأمراض الروحية ، حيث أن نشر ذلك يؤدي بالناس للعزوف عن طلب العلاج والاستشفاء عند الأطباء وفي المستشفيات والمصحات ، والمسلم مطالب باتخاذ الأسباب الشرعية في العلاج والاستشفاء والمتمثلة بالرقية الشرعية ، وكذلك اتخاذ الأسباب الحسية المتمثلة بمراجعة الأطباء والمستشفيات0
وهناك مسألة مهمة تتعلق بهذه الجزئية ، حيث أن بعض المعالجين – وفقهم الله لكل خير – بعد معاينتهم للحالة المرضية ، وبعد دراسة الحالة ومشاهدة بعض الأعراض التي تدل على أنها تعاني من مرض روحي مع أنها أصلاً تعاني من مرض عضوي ، يعطي تعليماته للمريض بعدم الاستمرار في العلاج الطبي والاكتفاء بمتابعة الرقية الشرعية ، وهذا خطأ بيّن لا يجوز مطلقاً اتباعه في حق المرضى، حيث أن مثل هذا المنهج قد يؤدي إلى مشاكل خطيرة لا يحمد عقباها، والمطلوب من المعالج الاهتمام فقط بالناحية المتعلقة بعمله ، حيث أنه مطالب بمتابعة الحالة من الناحية الروحية ، دون التدخل بأي حال من الأحوال في المسائل المتعلقة بالأمراض الأخرى سواء كانت عضوية أو نفسية ، وقد يجتمع على المريض أكثر من نوع من أنواع المرض ، ونحن لا نملك الوسائل أو الأساليب التي تبين لنا أن المعاناة العضوية ناتجة بسبب المعاناة الروحية ، بمعنى أننا لا نستطيع مطلقاً أن نحكم على مريض السرطان بأن ذلك بسبب الإصابة بالعين مع وجود بعض الأعراض والشواهد التي تبين مثل ذلك الأمر ه مصاب بالعين مثلاً ، وتلك المشكلة من اعقد المشكلات التي وسعت الفجوة كثيراً بين الأطباء العضويين والنفسيين وبين الإخوة المعالجين ، والله تعالى أعلم 0

أما بالنسبة لشفاء بعض الحالات بالقرآن الكريم : فأذكر قصة حيث كنت ذات يوم في زيارة لأحد الزملاء ، وفجأة رأيت رجلاً قادماً عن بعد ، فاحتضنني بحرارة شديدة ، نظرت إليه فلم أعرفه ، قال لي : أظنك لا تذكرني ، ولكن أنظر إلى تلك الفتاة ، وأشار إلى فتاة في عقدها الأول ، ثم قال : هذه الفتاة أصيبت بمرض السرطان عندما كان عمرها سنتين ، وقد تم استئصال العين اليسرى لها آنذاك ، ومن ثم قرر الأطباء بأنها لن تعيش أكثر من ثلاثة أشهر على الأرجح ، وكان هذا الأمر صدمة عنيفة لأهل البيت أجمعين ، ولكننا تيقنا بأن هذا هو قضاء الله وقدره فصبرنا واحتسبنا الأجر عنده سبحانه وتعالى ، وأشار إلينا البعض برقية الفتاة بالرقية الشرعية ، وكان ذلك واستمر الحال لمدة من الزمن ، وبعد فترة من العلاج بالرقية ، تم إجراء الفحص الطبي لهذه الفتاة ، فتبين بأن المرض قد اختفى نهائياً ، وتعجب الأطباء من ذلك ، ولكن سبحان من بيده الأمر ، وأمره إذا أراد للشيء أن يقول له كن فيكون 0
فحمدت الله سبحانه وتعالى وأثنيت عليه ، وبينت لهذا الرجل نعمته سبحانه بأن منَّ على هذه الفتاة بالصحة والعافية ، وتذكرت قوله سبحانه في محكم كتابه : ( وَنُنَزِّلُ مِنْ الْقُرْءانِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلا خَسَارًا ) ( سورة الإسراء – الآية 82 ) 0

* السؤال الخامس والعشرون : قمتم بعمل موقع مخصص لكم في الانترنت ، فما الذي يحتويه هذا الموقع ؟ وهل تقومون بالرد على الأسئلة والاستفسارات عن الأمور المتعلقة بالعين والسحر والمس ؟ وما مدى الإقبال على هذا الموقع ؟ ومتى كانت بداية إنشاءه ؟ وما الهدف من إنشاءه ؟ وهل تعتقدون أن لمواقع الرقية الشرعية على الانترنت أهمبة في نشر الوعي العلاجي والوقائي فيما يتعلق بالأمراض الروحية ؟

الجواب : أما بالنسبة للموقع في صفحة الانترنت فقد تم انشاءه قبل عامين تقريباً ، وقد أحتوى بداية التعريف بالموسوعة الشرعية التي قمت بتأليفها والمكونة من ستة مجلدات بواقع ثلاثة آلاف وستمائة صفحة ، وذلك بتوفيق الله سبحانه وتعالى ، والموقع قد توقف في الوقت الحالي ، وسوف يتم تفعيل هذا الموقع إن شاء الله تعالى حيث أنني أقوم في الوقت الحالي بإنجاز سلسلة علمية مكونة من ثلاثة عشر كتاباً ، وقد تطورت فكرة الموسوعة إلى إعداد تلك السلسلة بزيادة تقدر بثلاثة آلاف صفحة عن الموسوعة الأصلية ، كي يصبح المجموع ستة آلاف وستمائة صفحة ، وقد حرصت من خلال هذا العمل على أن يبحث كل كتاب من كتب السلسلة في موضوع معين من مواضيع الرقية أو ما يتعلق بها ، وحال الانتهاء إن شاء الله تعالى من هذا العمل ، فسوف يتم عرض كافة هذه الكتب في صفحة الانترنت بحيث يتم تفعيل هذا الموقع ، من حيث البحث والإجابة على الأسئلة المتعلقة بالرقية والأمراض الروحية، ولحين الانتهاء من إنشاء هذا الموقع بإذن الله تعالى فسوف أقوم بالإشراف على منتدى مع بعض الإخوة الأفاضل تحت عنوان ( الرقية الشرعية – سؤال وجواب ) حيث أشعر حقيقة بأهمية الانترنت في الوقت الحالي ، ولا أريد أن أضيع الفرصة على نفسي واحتساب أجر ذلك عند الله سبحانه وتعالى ، وكذلك خدمة لإخواني المسلمين والإجابة عن كافة تساؤلاتهم بخصوص هذا الموضوع الحساس ، وحقيقة الأمر فإن الهدف الرئيسي لإنشاء هذا الموقع هو التوعية الشرعية السلوكية عند العامة والخاصة فيما يتعلق بأمور الرقية الشرعية والأمراض الروحية ، حيث أن الوعي في هذه المجالات لا زال قاصراً ويحتاج إلى مزيد من البذل والعطاء، وهذه القناة وهي – الانترنت – تعتبر في الوقت الحالي من أهم القنوات التي يستطيع المسلم من خلالها تبليغ رسالة وأمانة الدعوة إلى الله عز وجل 0

* السؤال السادس والعشرون : مجال الرقية مجال شائك وحساس ويتطلب الكثير من الوقت والجهد ، فما الذي دفعكم لخوض غمار هذا المجال ؟ وكيف كانت بدايتكم في مجال المعالجة بالرقية الشرعية ؟ وما الذي دفعكم للانقطاع عن الاستمرار في المعالجة والتفرغ للبحث العلمي في المجال ذاته ؟

الجواب : لا أُخفي حقيقة تتعلق بحياتي منذ الصغر ، حيث كنت أميل كثيراً للبحث عن الأمور الخفية خاصة ما يتعلق بقضايا الرعب ونحو ذلك ، واستمر ذلك الأمر مع الكبر ، وذات يوم سمعت عن أحد الإخوة المعالجين ، وكلام حول موضوع الجن والشياطين والسحر والعين ، وكنت أملك الفضول وحب الاستطلاع لرؤية ذلك ومعاينته ، فذهبت إلى ذلك المكان ، ولن أنسى ما حييت ذلك اليوم ، حيث أنبي شعرت بخوف ورهبة من ذلك الموقف ، وبدأت أتردد على ذلك المكان ، وأصبحت أسأل وأستفسر من المرضى عن حالاتهم ومعاناتهم ومشاعرهم وسبب تلك الحالة التي يعانون منها ، وذات يوم أفاجأ بأن المساعدين الخاصين بالمعالج قاموا بطردي من المكان ، وطلبوا مني أن لا أعود إليه ثانية ، ولن أنسى تلك الدموع التي انهمرت من عيني ، لأني لم أقف على سبب مقنع لمثل هذا الأمر ، معتقداً أن العلم لا يمكن أن يكون حكراً لأحد كائناً من كان ، واعتقد أن هذا الموقف زرع في نفسي طموحاً وتحدياً كي أثبت ذاتي ، وأقدم جل ما أستطيع لهذا الدين وهذه العقيدة ، وكان ذلك فبدأت بقراءة كل ما كتب في موضوع الرقية الشرعية قديماً وحديثاً ، وبدأت تلك التجربة التي مررت بها بكثير من الأخطاء الشرعية والسلوكية والتي كنت أقومها بسؤال العلماء وطلبة العلم ، إلى أن اتخذت منهجاً واضحاً بيناً في الرقية والعلاج ، واستمر الأمر لسنوات طوال ، إلى أن توقفت عن ذلك الأمر لأسباب خاصة خارجة عن إرادتي ، وكنت أعلم يقيناً أن أبواب الخير في هذا الدين كبيرة وكثيرة جداًَ ، وإن أغلق باب ، فهناك أبواب كثيرة يستطيع الإنسان أن يقدم من خلالها خدمة لهذا الدين وأهله ، واشتغلت بالتأليف والبحث العلمي ، وأحمد الله سبحانه وتعالى ، وأسأله الإخلاص في القول والعمل 0

يتبع

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة