عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 31-03-2017, 07:35 AM   #2
معلومات العضو
سراج منير

افتراضي

-مقاصد البلاء


معرفة مقاصد البلاء والغاية منه، يُعين المرء على فهم البلاء الذي نزل بساحته، ولماذا نزل به أو بغيره، وما الحكمة منه.

وإليك أهم وأبرز مقاصد وغايات البلاء:

1-لرفع مقامات ودرجات العبد عند ربه يوم القيامة

: والبلاء الذي ينزل بساحة الأنبياء، والصديقين، والشهداء، فهو من هذا القبيل؛ لرفع درجاتهم ومقاماتهم، ومضاعفة الأجر الجزيل لهم يوم القيامة،

كما في الحديث عن سعد بن أبي وقاص، قال: قلت يا رسول الله أي الناس أشد بلاء؟ قال:
" الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل، يُبتلى العبد على حسب دينه؛ فإن كان في دينه صلباً اشتد بلاؤه وإن كان في دينه رقة ابتلي على حسب دينه ..

-وعن أبي سعيد الخدري قال: دخلت على النبي وهو يوعك فوضعت يدي عليه فوجدت حرَّهُ بين يدي فوق اللحاف.
فقلت يا رسول الله ما أشدها عليك!
قال إنَّا كذلك يُضَعَّفُ لنا البلاء ويُضعَّف لنا الأجر ".
قلت يا رسول الله أي الناس أشد بلاء؟ قال:
" الأنبياء "، قلت يا رسول الله ثم من ؟ قال:
" ثم الصالحون إنْ كان أحدُهم ليبتلى بالفقر حتى ما يجد أحدهم إلا العباءة يحويها وإن كان أحدهم ليفرح بالبلاء كما يفرح أحدكم بالرخاء

وقال
" إنا كذلك، يشتد علينا البلاء ويُضاعف لنا الأجر "،
فقال: يا رسول الله ! أي الناس أشد بلاء ؟
قال:
" الأنبياء، ثم الصالحون، وقد كان أحدهم يُبتلى بالفقر، حتى ما يجد إلا العباءة يجوبها فيلبسها، ويُبتلى بالقمل حتى يقتله، ولأحدهم كان أشد فرحاً بالبلاء، من أحدكم بالعطاء "

وقال
" إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله تعالى إذا أحب قوماً ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السَّخَطُ "

وسئل رسول الله أي الناس أشد بلاء؟ قال

وقال
:" كما يُضاعف لنا الأجر، كذلك يُضاعف علينا البلاء

وقال
:" يَودُّ أهلُ العافية يوم القيامة حين يُعطى أهلُ البلاء الثوابَ لو أن جلودهم كانت قُرِضت في الدنيا بالمقاريض
أي بمقاريض من حديد.
وقال
:" إن الرجلَ ليكونُ عند الله المنزلةُ، فما يبلُغها بعملٍ، فما يزالُ يبتليه بما يكرهُ حتى يُبلِغَهُ إيَّاها "[

وقال
:" إن العبدَ إذا سبقتْ له من الله منزلةٌ فلم يبلُغْها بعملٍ، ابتلاهُ الله في جسدِه أو ماله أو في ولده، ثم صَبَر على ذلك حتى يُبلِغَهُ المنزلة التي سَبقت له من الله

وقال
" يقول الله جلا وعلا
: من أذهبتُ حبيبتيه ـ أي عينيه ـ فصَبَرَ واحتسَب، لم أرضَ له ثواباً دون الجنَّة "

وقال
:" لو تعلمون ما لكم عند الله جلا وعلا ، لأحببتم لو أنكم تزدادون حاجةً وفاقةً "

ـ فوائد:

يُستفاد من الأحاديث الآنفة الذكر فوائد عدة:

منها:

أن الرسل والأنبياء أشد وأقوى وأصلب الناس إيماناً؛ لذا فهم أشد الناس بلاء في الله، وأشدهم صبراً على البلاء.
قالت عائشة رضي الله عنها:
" لم يزل البلاء بالرسل، حتى خافوا أن يكون من معهم يكذبونهم، فكانت تقرأ قوله تعالى:
) حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِّبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا

وقال صلى الله علية وسلم
:" ما أوذي أحدٌ ما أوذيتُ في الله جلا وعلا "

ومنها:

أن شدة البلاء عند المسلم يكون في الغالب دليلاً على قوة الإيمان، وأن ضعف البلاء عنده يكون في الغالب دليلاً على ضعف الإيمان؛ فكلما كان قليل أو ضعيف البلاء، كلما كان ذلك دليلاً على ضعف ونقصان الإيمان عنده.
فمن لا يُبتلى بالشدة قط، ولا يعرف طعم هذا النوع من البلاء، فعليه أن يتهم نفسه، ويراجع دينه، وينظر أين هو من دين الإسلام.

عن أبي هريرة قال: جاء أعرابيٌّ، فقال النبيُّ
هل أخذتكَ أم مِلْدَم ـ يعني الحمى ـ ؟"
قال: وما أم مِلدم ؟ قال
:" حرٌّ بين الجلد واللحم "
، قال: لا، قال:
" فهل صُدِعت ؟"،
قال: وما الصداع ؟ قال
:" ريح تعترض الرأس، تضربُ العروقَ "،
قال: لا، قال: فلما قام، قال:
" من سرَّه أن ينظر إلى رجلٍ من أهلِ النار "
أي فلينظره

ومنها:

أن من رضي بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمدٍ صلى الله علية وسلم نبياً ورسولاً .. لا بد أنه مبتلى .. فعليه أن يروض نفسه على قبول البلاء .. والصبر عليه.

-وفي الحديث الذي أخرجه ابن حبان، أن رجلاً أتى النبيَّ صلى الله علية وسلم
فقال:
والله يا رسول الله إني أحبك، فقال له رسول الله صلى الله علية وسلم

إن البلايا أسرعُ إلى من يُحبني من السيل إلى منتهاه


أي هذا الزعم له برهان؛ وبرهانه نزول البلايا في ساحتك .. وتحملك إياها .. وصبرك عليها .. فإن لم تكن أهلاً لذلك، فدعواك المحبة والولاء زعم لا حقيقة له ولا برهان!

-ومنها:

أن العلماء هم أشد الناس بلاء بعد الأنبياء؛ لأن العلماء ورثة الأنبياء، ومن إرث الأنبياء البلاء في الله والصبر عليه
وعليه فإن العالم الذي لا يُبتلى .. ولا يعرف البلاءُ سبيلاً إليه .. فهو ليس من زمرة العلماء العاملين
مهما اتسع صيته
وعليه أن يتهم نفسه، وينظر أين هو من دين الله تعالى.


ومنها:

أن المبتلى في الله .. ثم هو يصبر على البلاء .. وبخاصة إن كان من العلماء .. ينبغي أن يُحسَّن به الظن ويُتسع له في التأويل ـ على قدر شدة بلائه ـ عند وقوعه في الخطأ .. والشبهات .. والأمور المحتملة لأكثر من وجه وتفسير.

ومنها

2-ليُطهِّرَ العبدَ ويُكفِّرَ عنه ذنوبه وخطاياه

: فمن مقاصد البلاء وغاياته أن يُطهِّرَ العبد من ذنوبه وخطاياه حتى إذا جاء يوم القيامة يكون طاهراً ونظيفاً من الخطايا والذنوب .. والبلاء الذي ينزل بعصاة أهل التوحيد .. وأصحاب الذنوب والخطايا .. هو من هذا القبيل.

كما في الحديث فقد صح عن النبي صلى الله علية وسلم أنه قال:
" لا يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة، في جسده وأهله وماله، حتى يلقى الله جلا وعلاوما عليه خطيئة "[

وقال

" ما ابتلى الله عبداً ببلاء وهو على طريقة يكرهها، إلا جعل الله ذلك البلاء كفارة وطهوراً ما لم يُنزل ما أصابه من البلاء بغير الله، أو يدعو غير الله في كشفه

وقال
:" ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله تعالى وما عليه خطيئة "
وقال
" ما يُصيبُ المؤمنَ من نصَبٍ ـ تعب ـ، ولا وصَبٍ ـ مرض ـ ولا همٍّ ولا حزَنٍ، ولا أذىً ولا غمٍّ، حتى الشوكَة يُشاكها؛ إلا كفَّرَ اللهُ بها من خطاياه "

وقال
:" ما من مؤمنٍ يُشاكُ بشوكةٍ في الدنيا يحتسبُها؛ إلا قصَّ بها من خطاياهُ يوم القيامة "
وقال
" ما من شيء يُصيب المؤمِنَ في جسده يؤذيه؛ إلا كفَّر الله به عنه من سيئاته"

وقال
:" ما من مصيبةٍ تصيبُ المسلمَ؛ إلا كفر الله عنه بها، حتى الشوكَةِ يُشاكُها "

وفي رواية لمسلم
:" إلا رفعه الله بها درجةً وحطَّ عنه بها خطيئةً "
. وقال
:" إذا اشتكى المؤمنُ؛ أخلصَهُ الله من الذنوب كما يُخلِصُ الكيرُ خبَثَ الحديد

وقال
ما من مؤمن ولا مؤمنة، ولا مسلم ولا مسلمة، يمرض مرضاً، إلا قصَّ الله به عنه من خطاياه .

وقال

:" وصَبُ المؤمن ـ أي مرضه ـ كفَّارةٌ لخطاياه


وغيرها كثير من الأحاديث النبوية الشريفة الدالة على هذا المعنى العظيم، فلله تعالى وحده الحمد والمنة والفضل.


و آخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين

يتبع ان شاء الله فى التعليقات تحت لطول الموضوع

التعديل الأخير تم بواسطة رشيد التلمساني ; 31-03-2017 الساعة 11:11 AM.
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة