المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أعاني من أعراض متنوعة ، وأحيل الأمر إلى الشك والحيرة ، فماذا عليَّ أن أفعل ؟؟؟


طالبة علم رقى
30-09-2004, 12:08 AM
شيخنا الفاضل .. حفظك الرحمن ..

أود أن أعرف

إن الشك والحيرة تأكل رأسي أكلاً ..

قبل أن أعرف طريق الرقية لم يكن بي شيء أبداً .. إلا بعض العوارض البسيطة ..

- كثرة الكوابيس .
- كثرة النسيان إلى الحد المزعج .
- كثرة السقوط أمام الناس بشكل مخجل .. والتلعثم في الكلام .. والضحك بصوت عال ..
- أي ضربة على الرأس ولو خفيفة تسبب لي الصداع فقط ..

ثم تزوجت ونزلت علي الدورة الشهرية وقت الملكة وقبل الزواج بيومين ..
ثم تشنج اليدين أثناء المعاشرة في بداية الزواج .. ونزول مادة بيضاء أثناء ذلك .. ولا أطيق مقدمات المعاشرة من الزوج 0
و لا اللمس من أي أحد .
لا أميل للمعاشرة الزوجية .. ولكني لا أشعر زوجي بذلك ..

فقط ..
ثم بعد ثمان سنين عندما لم يحصل حمل و لم تكن هناك موانع طبية .. لجأنا إلى الرقية الشرعية ..

ولكن بعدها بدأت بعض التحرشات الجنسية ..
ولكن مع التحصين ولله الحمد .. سلمت منها .
ثم لا أشعر بأي شيء في بيتي ومع زوجي ..إلا بعض النفور الخفيف منه .. ولكني لا ألتفت إليه ..

ما يحيرني و أخاف منه .. أخاف أن أكون واهمة في ذلك ..

والسؤال الكبير
لماذا لا أشعر بشيء في بيتي .. مجرد دوار وتعب بسيط .. لو استسلمت له لزاد بي .. ولكني لا ألتفت إليه .

وقبل الرقية :
أشعر بأني أنتظر الموت لا الشيخ .. و أتوتر جداً .. وكلما تأخر الشيخ كلما أحسست بالموت يقترب مني ..

و أثناء القراءة علي أبدأ بالنفخ كنفخ القطط الشديدة عندما تتعارك .. و أزوم و أتحرك ..
و أشعر بشئ في جنبي يتقلب .. و أكتافي ترتجف و أمسك رأسي بقوة .. ويأتيني صداع شديد ..

ولكني أعود لنفسي و أقول لعله الوهم .. و أتوقف قليلاً .. ولكني لا زلت أشعر بشدة الضيق في صدري ..

مالذي أود أن أعرفه :
كيف أعرف أن هذا التأثر حقيقي من الآيات .. وليس وهماً ..؟؟؟
.
.

أبو البراء
30-09-2004, 07:36 AM
الأخت المكرمة ( طالة علم رقى ) حفظها الله ورعاها

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،

من خلال قراءتي لرسالتك يغلب على ظني أن المعاناة بسبب اقتران شيطاني وعلم ذلك عند الله ، ويغلب على ظني كذلك أن الاقتران معه عشق لاعتبارات كثيرة لا داعي لذكرها الآن ، أما الأسباب الرئيسة لذلك فلا أستطيع أن أخوض فيها ، بسبب عدم مباشرتي للرقية الشرعية كي أقف على الداء وأصف الدواء النافع بإذن الله عز وجل ، ومن هنا فإني أنصحكِ أختي الفاضلة في البعد عن مسألة الوسوسة والشك واعتقاد أن ذلك من الوهم ، كما أنصحكِ أختي الفاضلة بمراجعة معالج صاحب علم شرعي حاذق متمرس في الرقية الشرعية ودروبها ومسالكها كي يستطيع أن يتعاطى مع حالتك ، وكذلك أنصحكِ باتباع البرنامج العلاجي التالي ففيه الخير بإذن الله عز وجل :

http://www.ruqya.net/forum/showthread.php?t=754

مع تمنياتتي لكِ بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0

طالبة علم رقى
30-09-2004, 11:36 AM
أثابك الله .. شيخنا الفاضل ..
حقيقة بكلامك قد خففت عني من الحيرة و الوسوسة ..

ولكن أتمنى أن تدلني على طريقة الإستفادة من الآيات أثناء الرقية .. كيف تكون نيتي :
هل أتدبر الآيات و أحاول الإعتبار والإتعاظ لنفسي ..؟
أم أنوي أن هذه الآية سوف تحرق العارض الذي بي .. وتكشفه .. ؟
أم أنتبه لأي تأثر يعرض لي أثناء القراءة ؟

************************
شيخنا الفاضل :
مع أني أحفظ القرآن .. لكني أجد صرفاً شديداً عن القراءة على نفسي .. وتأتيني الشواغل إذا نويت القراءة ..

*******************
أتمنى من باب النفع العام .. أن تفرد موضوعاً لنماذج من قصص الصحابة و السلف .. كيف أنهم بإيمانهم وتقواهم ويقينهم تغلبوا على شياطين الجن ومردتهم ... وذلك للإعتبار .. وللرد على من يقول لا أستطيع رقية نفسي بنفسي ..
( و أنا أولهم ) ..

حفظك الله وبارك فيك شيخنا أبو البراء .

أبو البراء
30-09-2004, 01:40 PM
الأخت المكرمة ( طالبة علم رقى ) حفظها الله ورعاها

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،

لا بد أن تكون قراءة الإنسان على نفسه بتدبر وخشوع وانكسار بين يدي الله سبحانه وتعالى ، وكما تعلمين أخية فالأصل في الرقية أن يقرأ الإنسان على نفسه وأهله ومحارمه فهذا هو الأسلم والأتقى والأورع ، وإياكِ ثم إياكِ أن يصبح الأمر بالنسبة لكِ عادة كما هو حال كثير كم المبتلين اليوم ، وحاولي الابتعاد عن مسألة شاعت بين كثير من المعالجين والناس وهيَّ : القراءة بنية الحرق ، والقراءة بنية الدعوة وما شابه ذلك ، فالأصل أن القراءة والرقية تكون بنية الشفاء ، فالرقية معناها : العوذة : وهيَّ الدعاء للمريض بالشفاء كما ذكر ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - 0

أما بخصوص موضوع القصص فأسأل الله أن يقيض لي الوقت لمثل هذا الأمر ، ولا أخغيكِ فأنا مشغول أخية في هذا الوقت للرد على شبهات الطب العضوي والنفسي التي تثار على صفحات الجرائد والمجلات وعبر القتوات الفضائية ، مع تمنياتي لك بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0

مسك الختام
19-10-2004, 12:28 AM
أختي الفاضلة : طالبة علم الرقى ....

فرج الله همك...

ونفس كربك...

وأزال حزنك...

واذهب آلامك...

وأراحك في الدنيا والآخرة...

أنت وكل مكروب ومهموم ...

اللهم آميــــــــن... اللهم آميـــــــن.. اللهم آميــــــــن...


http://www.lahaonline.com/e-cards/CardsImage/shefa/C003.jpg

طالبة علم رقى
19-10-2004, 11:25 AM
أختي الحبيبة .. القابضة على الجمر .. أثابك الله على مرورك ومواساتك ..
وفرج همك أنت أيضاً وعوضك الله في الدنيا والآخرة .



فضيلة الشيخ ..

لقد كنت قبل الحجامة في أثناء الرقية أشعر بكور صغيرة الحجم و بعضها كبيرة تتحرك في صدري و ظهري و أكتافي .. بشكل فظيع ومميت ..
أما الآن فقد صارت أخف من ذي قبل ..
والآن صارت معاناتي أكثر أثناء الرقية تكمن في حكة شديدة في رأسي ووجهي .. و أتخيل أن شعري منتشر في ظهري وصار كالشوك المغروز في ظهري وصدري ورقبتي .. مع أني أحرص على تظفيره قبل الرقية .. لكي لا أحس بهذا ..
اللقاءين الأخيرين صرت أضحك بصوت عال .. و أخرج أنات على شكل موسيقى ومن ضمنها تررررر ..
دادي دودو .. تتتتتتتتت .. . ( أرجوك ما معنى هذا...؟؟.)

لقد كنت أريد منع نفسي من هذه الحماقة .. ولكنها تخرج رغماً عني .. لكم أحس أني خجلة من نفسي ..
حتى قررت ألا أريه وجهي مرة أخرى .. ولكن زوجي جزاه الله خيراً لا يستمع إلي ..

أما الآن وجهي صار مخيفاً مليء بالبقع البنية .. والحبوب في الجبهة كأرض فرشت بحصباء . ( أرجوك ما معنى هذا..؟؟..)
فأصبحت أداوم على الزيت والعسل ..

عندما أرقى نفسي .. لا أحس بأي تأثير يذكر .. وحتى عندما أضع السماعات .. لا أشعر بتأثر ..
لكن عند الشيخ أشعر أني أموت عدة مرات ( أرجوك ما معنى هذا ..؟؟ من خلال أحلامي أستنتج الشيخ أن نوع المارد الذي معي أنه جبلي وهذا النوع أقوى من غيره .. لذلك أنا لا أتأثر )

الله أكبر وأقوى و أجل.
.

أبو البراء
19-10-2004, 11:54 AM
الأخت المكرمة ( طالة علم رقى ) حفظها الله ورعاها

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،

أخية أرجو أن لا تشغلي بالك بكل تلك الأعراض ، وحاولي قدر المستطاع التعلق بالله سبحانه وتعالى ، واستمري على البرنامج العلاجي الذي وصفته لكِ ، ولا أريدكِ في حقيقة الأمر أن تدخلي في تساؤلات وتساولات قد تكون المفسدة منها أعظم نت المصلحة ، توجهي إلى الله بالدعاء والتضرع وخاصة في هذا الشهر الفضيل ، وتابعي رقية نفسك بعزيمة وقوة ، وأنا على يقين أخية بأنك سوف تتعافين بإذن الله عز وجل 0

أما بخصوص ما ذكره لكِ الأخ المعالج بخصوص ( الجني الجبلي ) فلم أسمع بهذا المصطلح إلا من بعض المنتديات غفر الله لنا ولهم ، ولا تكترثي لهذا الكلام ، واجعلي تضرعك ولجوءكِ إلى الله سبحانه وتعالى وحده ، مع تمنياتي لكِ بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0

طالبة علم رقى
20-10-2004, 12:59 AM
أثابك الله شيخنا الفاضل .. وجعل توجيهك في ميزان حسناتك ..
حفظك الله وأعانك

أبو البراء
20-10-2004, 01:15 AM
وإياكم أختي الفاضلة ( طالبة علم رقى ) ، مع تمنياتي لكِ بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0

طالبة علم رقى
22-11-2004, 11:39 AM
شيخنا الفاضل حفظك الله ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا أعاني كثيراً عند قراءة القرآن أو الرقية بأن صوتي يبدأ بالتقطع وبحة فأقرأ في سري فيأتيني النعاس والنوم ..
كيف أستطيع التغلب على ذلك ؟

هل هناك أذكار و أدعية تقال .. أتمنى منك التفصيل ..

لست أدري لماذا لا أستطيع الدعاء وتهرب مني الكلمات فلا أستطيع التعبير ..
لقد كنت أستغرب ممن يهتم بجمع الأدعية ليدعوا بها .. و ها أنا الآن لا أستطيع الدعاء إلا بشئ مكتوب أمامي ..

وكذلك النوم لقد ضيع أوقاتي كيف أستطيع التغلب عليه .. خاصة أني أنام وحيدة في البيت ليس هناك أي صوت أو شئ يزعجني .. لم أكن هكذا قبل الرقية إلى هذا الحد من التعمق في النوم ..

الحمدلله على كل حال .. أسأل الله الإعانة والسداد ..
.
.

أبو البراء
26-11-2004, 10:35 AM
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وعلى آله وصحبه وسلم ،،،

بخصوص أسئلتكَ أختي المكرمة ( طالبة علم رقى ) ، فيسرني أن أجيبكِ على النحو التالي :

السؤال الأول : أنا أعاني كثيراً عند قراءة القرآن أو الرقية بأن صوتي يبدأ بالتقطع وبحة فأقرأ في سري فيأتيني النعاس والنوم ..كيف أستطيع التغلب على ذلك ؟؟؟

الجواب : تستطيعين بإذن الله عز وجل المتابعة من خلال اتخاذ الخطوات التالية :

أولاً : أخذ ملعقة زيت زيتون أصلي مقروء عليه قبل القراءة مباشرة 0
ثانياً : إذا حصل بعد استخدام الزيت مثل تلك الأعراض فأنصحكِ بشرب ماء مقروء عليه أثناء النوبة ، ورش قليل من الماء المقروء عليه على الرأس والوجه 0

وقد تسألين – يا رعاكِ الله - عن سبب مثل تلكَ التوجيهات ، وأجيب بأنه في العادة ولمعظم الحالات المرضية التي تعاني من الاقتران لا تستطيع متابعة الرقية الشرعية لتأثير الجن والشياطين عليها لمعرفتهم بأن ذلك ( قراءة المريض على نفسه ) تؤذيهم أيما إيذاء ، وبالتالي فمعالجة ذلك يكون بالتأثير عليهم في المناطق التي قد يؤثرون عليها لمنع متابعة الرقية وهما بطبيعة الحال مجرى التنفس والرأس مركز التركيز والتفكير لدى الإنسان 0
حاولي بارك الله فيكِ اتباع ذلك وأنا على يقين تام بإذن الله عز وجل أن ذلك سوف يتلاشى إن لم يكن سوف يقل إلى درجة كبيرة نوعاً ما ، والله تعالى أعلم 0

السؤال الثاني : هل هناك أذكار و أدعية تقال .. أتمنى منك التفصيل ؟؟؟

الجواب : الأدعية والأذكار عامة وهيَّ خاصة بالأمراض الروحية بشكل عام ، ومن هنا أنصحك بالآتي :

أولاً : أذكار النوم :

1 - حديث أبي هريرة – رضي الله عنه – في ذاك الشيطان الذي كان يحثو من طعام زكاة رمضان – والحديث طويل والشاهد فيه قول الشيطان كما ورد في الحديث : ( دعني أعلمك كلمات ينفعك الله بها ، قلت ما هن ؟ قال إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي ( اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَىُّ الْقَيُّومُ ) ( سورة البقرة – الآية 255 ) ، حتى تختم الآية فإنك لن يزال عليك من الله حافظ ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح ، وإقرار الرسول صلى الله عليه وسلم لذلك عندما قال صدقك وهو كذوب ) ( أخرجه الإمام البخاري في صحيحه – كتاب بدء الخلق – برقم 3275 - وكتاب الوكالة ( 10 ) - برقم 2311 ، وكتاب فضائل القرآن ( 10 ) - برقم 5010 ) 0

قال المباركفوري : ( " وهي معاودة للكذب " أي معتادة له ومواظبة عليه 0 قال في القاموس : تعود وعاوده وعوادا واعتاده واستعاده ، جعله من عادته ، والمعاود : المواظب ، انتهى " آية الكرسي " بالنصب بدل من شيئا " ولا غيره " أي مما يضرك " صدقت وهي كذوب " هو من التتميم البليغ ، لأنه لما أوهم مدحها بوصفه الصدق في قوله " صدقت " استدرك نفي الصدق عنها بصيغة مبالغة ، والمعنى : صدقت في هذا القول مع أنها عادتها الكذب المستمر ، وهو كقولهم : قد يصدق الكذوب ) ( تحفة الأحوذي – 8 / 149 ، 150 )

02- عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه ( ءامَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ) إلى آخر السورة ) ( سورة البقرة – الآية 285 ، 286 ) ( متفق عليه ) 0

قال المناوي : ( " من قرأ الآيتين " وفي رواية للبخاري بزيادة الباء واللام للعهد " من آخر سورة البقرة " يعني من قوله تعالى " آمن الرسول " إلى آخر السورة فآخر الآية الأولى المصير ومن ثم إلى آخر السورة آية واحدة وأما ( اكتسبت ) فليست رأس آية باتفاق العادين 0 ذكره ابن حجر " في ليلة كفتاه " بتخفيف الفاء أي أغنتاه عن قيام تلك الليلة بالقرآن وأجزأتا عنه عن قراءة القرآن مطلقا ، هبه داخل الصلاة أم خارجها ، أو أجزأتاه فيما يتعلق بالاعتقاد لما اشتملتا عليه من الإيمان والأعمال إجمالا أو وقتاه من كل سوء مكروه وكفتاه شر الشيطان أو الآفات أو دفعتا عنه شر الثقلين أو كفتاه بما حصل له بسبب قراءتهما من الثواب عن طلب شيء آخر أو كفتاه قراءة آية الكرسي التي ورد أن من قرأها حين يأخذ مضجعه أمنه الله على داره وجاء في حديث أنه لم ينزل خير من خير الدنيا والآخرة إلا اشتملت عليه هاتان الآيتان أما خير الآخرة فإن قوله " آمن الرسول " إلى قوله " لا نفرق بين أحد من رسله " إشارة إلى الإيمان والتصديق ، وقوله "سمعنا وأطعنا" إلى الإسلام والانقياد والأعمال الظاهرة ، وقوله " وإليك المصير " إشارة إلى جزاء العمل في الآخرة وقوله " لا يكلف الله " إلخ إشارة إلى المنافع الدنيوية لما فيهما من الذكر والدعاء والإيمان بجميع الكتب والرسل وغير ذلك ، ولهذا أنزلتا من كنز تحت العرش ) ( فيض القدير – 6 / 197 ، 198 )

03- عن جابر - رضي الله عنه – قال : ( كان النبي صلى الله عليه وسلم لا ينام حتى يقرأ : ( الم * تَنزِيلُ الْكِتَابِ لا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) ( سورة السجدة – الآية 1 ، 2 ) و ( تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ ) ( سورة تبارك – الآية 1 ) ( السلسلة الصحيحة 585 )

قال المناوي : ( قال الطيبي : حتى غاية للإينام ويحتمل كون المعنى إذا دخل وقت النوم لا ينام حتى يقرأ وكونه لا ينام مطلقا حتى يقرأ يعني لم يكن عادته النوم قبل قراءتهما ، فتقع القراءة قبل دخول وقت النوم أي وقت كان ، ولو قيل كان يقرؤهما بالليل لم يفد ذلك ) ( فيض القدير – 5 / 190 ) 0

04- عن عائشة - رضي الله عنها – : ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه فقرأ فيهما : ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ) ( سورة الإخلاص ) و ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ) ( سورة الفلق ) و ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ) ( سورة الناس ) ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده ، يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما أقبل من جسده يفعل ذلك ثلاث مرات ) ( متفق عليه ) 0

05- عن فروة بن نوفل - رضي الله عنه - : أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ( يا رسول الله ، علمني شيئا أقوله إذا أويت إلى فراشي ، فقال : ( اقرأ ( قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ ) ( سورة الكافرون ) فإنها براءة من الشرك ) ( صحيح الجامع 292 ) 0

قال المباركفوري : ) قوله " اقرأ يا أيها الكافرون " أي إلى آخرها ، زاد أبو داوود في روايته ثم نم على خاتمتها " فإنها " أي هذه السورة " براءة من الشرك " أي ومفيدة للتوحيد ) ( تحفة الأحوذي – 9 / 246 ) 0

06- عن علي – رضي الله عنه – قال : شكت إليّ فاطمة مجل يديها من الطحين ، فقلت : لو أتيت أباك فسألتيه خادما ؟ فقال : ( ألا أدلكما على ما هو خير لكما من الخادم ؟ إذا أخذتما مضجعكما تقولان ثلاثا وثلاثين ، وثلاثا وثلاثين ، وأربعا وثلاثين ، من تحميد ، وتسبيح ، وتكبير ) ( متفق عليه ) 0

قال المباركفوري : ( قوله " شكت إليّ فاطمة مجل يديها " قال في النهاية : يقال مجلت يده تمجل مجلا ومجلت تمجل مجلا إذا ثخن جلدها وتعجر وظهر فيها ما يشبه البثر من العمل بالأشياء الصلبة الخشنة" من الطحين " أي بسبب الطحين وهو الدقيق وفي بعض النسخ من الطحن " فقلت لو أتيت أباك فسألتيه خادما " أي جارية تخدمك وهو يطلق على الذكر والأنثى " فقال " أي النبي صلى الله عليه وسلم : " ألا أدلكما على ما هو خير من الخادمة " وفي رواية للبخاري ( فأتت النبي صلى الله عليه وسلم تسأله خادما فلم تجده فذكرت ذلك لعائشة فلما جاء أخبرته 0 قال : فجاءنا وقد أخذنا مضاجعنا فذهبت أقوم 0 فقال مكانك 0 فجلس بيننا حتى وجدت برد قدميه على صدري 0 فقال : ألا أدلكما على ما هو خير لكما من خادم ) قال العيني : وجه الخيرية إما أن يراد به أنه يتعلق بالآخرة والخادم بالدنيا 0 والآخرة خير وأبقى ، وإما أن يراد بالنسبة إلى ما طلبته بأن يحصل لها بسبب هذه الأذكار قوة تقدر على الخدمة أكثر مما يقدر الخادم " تقولان ثلاثا وثلاثين وأربعا وثلاثين من تحميد وتسبيح وتكبير " وفي الرواية المتفق عليها كما في المشكاة " فسبحا ثلاثا وثلاثين واحمدا ثلاثا وثلاثين وكبرا أربعا وثلاثين " ) ( تحفة الأحوذي - 9 / 250 ) 0

قال ابن القيم : ( قال شيخ الإسلام ابن تيميه - رحمه الله - : بلغنا أنه من حافظ على هذه الكلمات ، لم يأخذه إعياء فيما يعانيه من شغل وغيره ) ( صحيح الوابل الصيب - ص 174 ) 0

07- عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا قام أحدكم من فراشه ثم رجع إليه فلينفضه بصنفة إزاره ثلاث مرات ، فإنه لا يدري ما خلفه عليه بعده فإذا اضطجع فليقل : باسمك ربي وضعت جنبي وبك أرفعه ، فإن أمسكت نفسي فارحمها وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين ) ( متفق عليه ) 0

قال المباركفوري : ( قال القاري : قيل النفض بإزاره لأن الغالب في العرب أنه لم يكن لهم ثوب غير ما هو عليهم من إزار ورداء ، وقيد بداخل الإزار ليبقى الخارج نظيفا ، ولأن هذا أيسر ولكشف العورة أقل وأستر ، وإنما قال هذا لأن رسم العرب ترك الفراش في موضعه ليلا ونهارا ولذا علله وقال " فإنه " أي الشأن والمريد للنوم " لا يدري ما خلفه " بالفتحات والتخفيف " عليه " أي على الفراش" بعده " أي ما صار بعده خلفا وبدلا عنه إذا غاب 0 قال الطيبي : معناه لا يدري ما وقع في فراشه بعدما خرج منه من تراب أو قذاة أو هوام 0 وقال النووي : ( داخله الإزار طرفه ، ومعناه أنه يستحب أن ينفض فراشه قبل أن يدخل فيه ، لئلا يكون فيه حية أو عقرب أو غيرهما من المؤذيات ، ولينفض ويده مستورة بطرف إزاره لئلا يحصل في يده مكروه إن كان هناك 0 انتهى " باسمك ربي وضعت جنبي " أي مستعينا باسمك يا ربي " وبك أرفعه " أي باسمك أو بحولك وقوتك أرفعه فلا أستغني عنك بحال " فإن أمسكت نفسي " أي قبضت روحي في النوم " فارحمها " أي بالمغفرة والتجاوز عنها " وإن أرسلتها " بأن رددت الحياة إلي وأيقظتني من النوم " فاحفظها " أي من المعصية والمخالفة " بما تحفظ به " أي من التوفيق والعصمة والأمانة " عبادك الصالحين " أي القائمين بحقوق الله وعباده 0 والباء في بما تحفظ مثلها في كتب بالقلم ، وما موصولة مبهمة وبيانها ما دل عليه صلتها لأن الله تعالى إنما يحفظ عباده الصالحين من المعاصي ومن أن لا يتهاونوا في طاعته وعبادته بتوفيقه ولطفه ورعايته ) ( تحفة الأحوذي - 9 / 244 ، 245 )

08- عن حفصة - رضي الله عنها - قالت : ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد أن يرقد وضع يده ( يعني اليمنى ) تحت خده 0 ثم يقول : ( اللهم ! قني عذابك يوم تبعث " أو تجمع " عبادك " ثلاث مرات " ) ( صحيح الجامع 4656 ) 0

قال المباركفوري : ( قوله " وضع يده " أي اليمنى كما في رواية أحمد " اللهم قني " أي احفظني " يوم تجمع أو تبعث عبادك " أي يوم القيامة وأو للشك من الراوي ، ولما كان النوم في حكم الموت والاستيقاظ كالبعث دعا بهذا الدعاء تذكرا لتلك الحالة ) ( تحفة الأحوذي – 9 / 241 )

09- عن البراء - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا أخذت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة ، ثم اضطجع على شقك الأيمن ثم قل : اللهم أسلمت وجهي إليك ، وفوضت أمري إليك ، وألجأت ظهري إليك ، رغبة ورهبة إليك ، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك ، آمنت بكتابك الذي أنزلت ونبيك الذي أرسلت ، فإن مت في ليلتك مت على الفطرة - قال صاحب لسان العرب : قال أبو الهيثم : الفطرة الخلقة التي يخلق عليها المولود في بطن أمه - لسان العرب - 5 / 56 - ) ( متفق عليه ) 0

قال النووي : ( فقوله صلى الله عليه وسلم : " إذا أخذت مضجعك " معناه إذا أردت النوم في مضجعك " فتوضأ " ، والمضجع بفتح الميم 0 وفي هذا الحديث ثلاث سنن مهمة مستحبة ليست بواجبة : إحداها : الوضوء عند إرادة النوم فإن كان متوضئا كفاه ذلك الوضوء ، لأن المقصود النوم على طهارة مخافة أن يموت في ليلته ، وليكون أصدق لرؤياه ، وأبعد من تلعب الشيطان به في منامه وترويعه إياه 0 الثانية : النوم على الشق الأيمن لأن النبي صلى الله الله عليه وسلم كان يحب التيامن ، ولأنه أسرع إلى الانتباه 0 الثالثة : ذكر الله تعالى ليكون خاتمة عمله 0
قوله : صلى الله عليه وسلم " اللهم إني أسلمت وجهي إليك " وفي الرواية الأخرى :
" أسلمت نفسي إليك " أي استسلمت ، وجعلت نفسي منقادة لك ، طائعة لحكمك 0 قال العلماء : الوجه والنفس هنا بمعنى الذات كلها ، يقال : سلم وأسلم واستسلم بمعنى 0 ومعنى ألجأت ظهري إليك أي توكلت عليك ، واعتمدتك في أمري كله كما يعتمد الإنسان بظهره إلى ما يسنده 0
وقوله : " رغبة ورهبة " أي طمعا في ثوابك ، وخوفا من عذابك 0
قوله صلى الله عليه وسلم : " مت على الفطرة " أي الإسلام 0 وإن أصبحت أصبت خيرا أي حصل لك ثواب هذه السنن ، واهتمامك بالخير ، ومتابعتك أمر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ) ( صحيح مسلم بشرح النووي – 16 ، 17 ، 18 / 197 ) 0

10- عن حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه - أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد أن ينام قال : ( اللهم باسمك أموت وأحيا ) 0 وإذا استيقظ قال : ( الحمد لله الذي أحيا نفسي بعد ما أماتها – أي الموت المجازي وهو الموت - وإليه النشور - قال صاحب لسان العرب : يقال : نشر الميت ينشر نشورا إذا عاش بعد الموت ، وأنشره الله أي أحياه ومنه يوم النشور - 5 /206 - ) ( متفق عليه ) 0

قال النووي : ( قوله صلى الله عليه وسلم : " اللهم باسمك أموت ، وباسمك أحيـا " قيل معناه بذكر اسمك أحيا ما حييت ، وعليه أموت ، وقيل : معناه أحيا أي أنت تحييني ، وأنت تميتني ، والاسم هنا هو المسمى 0
قوله صلى الله عليه وسلم : " الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا وإليه النشور " المراد بأماتنا النوم ، وأما النشور فهو الإحياء للبعث يوم القيامة ، فنبه صلى الله عليه وسلم بإعادة اليقظة بعد النوم الذي هو كالموت على إثبات بعد الموت 0 قال العلماء : وحكمة الدعاء عند إرادة النوم أن تكون خاتمة أعماله كما سبق ، وحكمته إذا أصبح أن يكون أول عمله بذكر التوحيد والكلم الطيب ) ( صحيح مسلم بشرح النووي – 16 ، 17 ، 18 / 199 ) 0

11- عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أوى إلى فراشه ؛ قال : ( اللهم رب السماوات ، ورب الأرض ، ورب العرش العظيم ، ربنا ورب كل شيء ، فالق الحب والنوى ، ومنزل التوراة والإنجيل والفرقان ، أعوذ بك من شر كل ذي شر أنت آخذ بناصيته ، أنت الأول ؛ فليس قبلك شيء ، وأنت الآخر ؛ فليس بعدك شيء ، وأنت الظاهر ؛ فليس فوقك شيء ، وأنت الباطن ؛ فليس دونك شيء ، اقض عنا الدين ، وأغنني من الفقر ) ( صحيح الجامع 4424 ) 0

ثانياً : أذكار الحفظ من الشيطان :

1- عن ابن عمرو - رضي الله عنه – قال : قـال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( يا أبا بكر ! قل : اللهم فاطر السماوات والأرض ، عالم الغيب والشهادة ، لا إله إلا أنت ، رب كل شيء ومليكه ، أعوذ بك من شر نفسي ، ومن شر الشيطان وشركه ، وأن اقترف على نفسي سوءا ، أو أجره إلى مسلم ) ( صحيح الجامع 7813 ) 0

قال المباركفوري : ( قوله " اللهم عالم الغيب والشهادة " أي ما غاب من العباد وظهر لهم " فاطر السماوات والأرض " أي مخترعهما وموجدهما على غير مثال سبق " رب كل شيء ومليكه " فعيل بمعنى فاعل للمبالغة كالتقدير بمعنى القادر " أعوذ بك من شر نفسي " أي من ظهور السيئات الباطنية التي جبلت النفس عليها " ومن شر الشيطان " أي وسوسته وإغوائه وإضلاله " وشركه " أي ما يدعو إليه من الإشراك بالله ، ويروى بفتحتين أي مصائده وحبائله التي يفتتن بها الناس " قله " أي قل هذا القول ) ( تحفة الأحوذي - 9 / 237 ) 0

قلت : تعقيبا على ما نقله العلامة ( المباركفوري ) حول " شر الشيطان " وإيعاز الأمر للوسوسة والإغواء والإضلال فحسب ، مع أن إجماع أهل العلم يرى أن شر الشيطان وإيذائه قد يتعدى الوسوسة والإغواء للإيذاء عن طريق الصرع أو المس ، والله تعالى أعلم 0

02- عن والد أبي المليح – رضي الله عنه - قال : ( كنت رديف النبي صلى الله عليه وسلم فعثرت دابته فقلت : تعس الشيطان فقال لا تقل تعس الشيطان ، فإنه يعظم حتى يصير مثل البيت ويقول : بقوتي صرعته ، ولكن قل باسم الله ، فإنك إذا قلت ذلك تصاغر حتى يصير مثل الذباب ) ( صحيح الجامع 7401 ) 0

قال شمس الحق العظيم أبادي : ( " فعثرت " قال في المصباح : عثر الرجل في ثوبه يعثر والدابة أيضا من باب قتل وفي لغة من باب ضرب عثارا بالكسر ، ويقال للزلة عثرة لأنها سقوط في الإثم 0انتهى " فقلت تعس " أي هلك ومثل هذا الكلام يوهـم أن للشيطان دخلا في مثل ذلك " فقال لا تقل تعس الشيطان " في القاموس التعس الهلاك والعثار والسقوط والشر والبعد والانحطاط ، والفعل كمنع وسمع وإذا خاطبت قلت : تعست كمنع ، وإذا حكيت قلت : تعس كسمع تعسه الله وأتعسه 0 انتهى 0
وفي المصباح تعس تعسا من باب نفع أكب على وجهه ، وفي الدعاء تعسا له وتعس وانتكس ، فالتعس أن يخر لوجهه ، والنكس أن لا يستقل بعد سقطته حتى يسقط ثانية وهي أشد من الأولى انتهى " تعاظم " أي صار عظيما وكبيرا " ويقول : بقوتي " أي حدث ذلك الأمر بقوتي " تصاغر " أي صار صغيرا وحقيرا ) ( عون المعبود – 13 / 223 ) 0

03- عن أبي الدرداء - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( إن عدو الله إبليس جاء بشهاب من نار ، ليجعله في وجهي ، فقلت : أعوذ بالله منك - ثلاث مرات - ثم قلت : ألعنك بلعنة الله التامة ، فلم يستأخر - ثلاث مرات - ثم أردت أن آخذه ، والله لولا دعوة أخينا سليمان لأصبح موثقا يلعب به ولدان أهل المدينة ) ( صحيح الجامع 2108 ) 0

قال ابن منظور : ( واللعن : الابعاد والطرد من الخير ، وقيل : الطرد والإبعاد من الله ، واللعين : الشيطان ، صفة غالبة لأنه طرد من السماء وقيل : لأنه أبعد من رحمة الله - لسان العرب - 13 / 387 ، 388 ) 0

قال النووي : ( قوله صلى الله عليه وسلم : " ألعنك بلعنة الله التامة " قال القاضي يحتمل تسميتها تامة أي لا نقص فيها ، ويحتمل الواجبة له المستحقة عليه أو الموجبة عليه العذاب سرمدا 0
قوله صلى الله عليه وسلم : " والله لولا دعوة أخينا سليمان لأصبح موثقا يلعب بـه ولدان أهل المدينة " فيه جواز الحلف من غير استحلاف لتفخيم ما يخبر به الإنسان وتعظيمه والمبالغة في صحته وصدقه ، وقد كثرت الأحاديث بمثل هذا 0 قال القاضي : معناه أنه مختص بهذا فامتنع نبينا صلى الله عليه وسلم من ربطه ، إما أنه لم يقدر عليه لذلك ، وإما لكونه لما تذكر ذلك لم يتعاط ذلك لظنه أنه لم يقدر عليه أو تواضعا وتأدبا 0 " والولدان " الصبيان ) ( صحيح مسلم بشرح النووي – 4 ، 5 ، 6 / 197 ، 198 ) 0

04- عن ابن عمرو - رضي الله عنه - قال : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل المسجد قال : أعوذ بالله العظيم ، وبوجهه الكريم ، وسلطانه القديم ، من الشيطان الرجيم ، وقال : إذا قال ذلك حفظ منه سائر اليوم ) ( صحيح الجامع 4715 ) 0

قال المناوي : ( " كان إذا دخل المسجد " قال حال شروعه في دخوله " أعوذ بالله العظيم " أي ألوذ بملاذه وألجأ إليه مستجيرا به " وبوجهه الكريم " أي ذاته إذ الوجه يعبر به عن الذات بشهادة (كُلُّ شَىءٍ هَالِكٌ إِلا وَجْهَهُ ) ( سورة القصص – الآية 88 ) ، أي ذاته وعن الجهة كما في ( فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ ) ( سورة البقرة – الآية 115 ) ، أي جهته " وسلطانه القديم " على جميع الخلائق قهرا وغلبة " من الشيطان الرجيم " أي المرجوم " وقال " يعني الشيطان " إذا قال ذلك حفظ مني سائر اليوم " أي جميع اليوم الذي يقول هذا الذكر فيه ) ( فيض القدير - 5 / 128 ) 0

قلت : هناك تأويل ظاهر من خلال ما نقله العلامة المناوي وهذا التأويل مخالف للصواب حيث أول وجهه الكريم بذاته سبحانه وتعالى ، ومنهج السلف الصالح يقوم على عقيدة توحيد الأسماء والصفات وهو اعتقاد انفراد الله بالكمال المطلق من جميع الوجوه بنعوت العظمة والجلالة والجمال وذلك بإثبات ما أثبته لنفسه أو أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم من جميع الأسماء والصفات ومعانيها وأحكامها الواردة في الكتاب والسنة ، وما ينافي توحيد الأسماء والصفات أمران : التعطيل والتشبيه ، فمن نفى صفاته تعالى وعطلها ناقض تعطيله توحيده وكذبه ، ومن شبهه بخلقه ناقض تشبيه توحيده وكذبه 0

قال الشيخ عبدالعزيز المحمد السلمان في قوله تعالى : ( كل شيء هالك إلا وجهه ) و ( إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى ) و ( ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام ) :

( في هذه الآيات إثبات صفة الوجه وهو من الصفات الذاتية التي لا تنفك عن الله وقد دل على ثبوتها الكتاب والسنة ، أما أدلة الكتاب فقد تقدمت وأما الأدلة من السنة فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه استعاذ بوجه الله وكان يقول في دعائه : أسألك لذة النظر إلى وجهك وقول نفاة الصفات أن المراد بالوجه الجهة أو الثواب أو الذات قول باطل والذي عليه الحق أن الوجه صفة غير الذات ) ( مختصر الأسئلة والأجوبة الأصولية على العقيدة الواسطية - ص 57 - 58 ) 0

قال الشيخ سليم الهلالي : ( وفي الحديث فائدة عقدية ، حيث يثبت أن " القديم " من صفات الله جل جلاله ؛ خلافا لما اشتهر في بعض كتب العقيدة ، وتناقله بعض أهل العلم وطلبته ، والله أعلم ) ( صحيح الوابل الصيب – ص 182 ) 0

05- عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا تسبوا الشيطان ، وتعوذوا بالله من شره ) ( السلسلة الصحيحة 2422 ) 0

قال المناوي : ( " لا تسبوا الشيطان " فإن السب لا يدفع عنكم ضرره ولا يغني عنكم من عداوته شيئا ( و ) لكن ( تعوذوا بالله من شره ) فإنه المالك لأمره الدافع لكيده عمن شاء من عباده ) ( فيض القدير - 6 / 400 ) 0

06- عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك ، وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير ، في يوم مائة مرة ، كانت له عدل عشر رقاب ، وكتبت له مائة حسنة ، ومحيت عنه مائة سيئة ، وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي ، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به ، إلا أحد عمل عملا أكثر من ذلك ) ( متفق عليه ) 0

قال المباركفوري : ( قوله " في يوم مائة مرة " مجتمعة أو متفرقة " كان " أي ما ذكر " له " أي للقائل به " عدل عشر رقاب " بكسر العين وفتحها بمعنى المثل أي ثواب عتق عشر رقاب وهو جمع رقبة ، وهي في الأصل العنق فجعلت كناية عن جميع ذات الإنسان تسمية للشيء ببعضه ، أي يضاعف ثوابه حتى يصير مثل ثواب العتق المذكور" وكتبت " أي ثبتت " مائة حسنة " بالرفع " ومحيت " أي أزيلت " وكان حرزا " أي حفظا لفظا ومعنى " من الشيطان " أي من غوائله ووساوسه " يومه ذلك " أي في اليوم الذي قاله فيه " حتى يمسي " ظاهر التقابل أنه إذا قال في الليل كان له حرزا منه ليلة ذلك حتى يصبح ، فيحتمل أن يكون اختصارا من الراوي أو ترك لوضوح المقابلة ، وتخصيص النهار لأنه أحوج فيه إلى الحفظ قاله القاري 0 قلت : قال الحافظ في الفتح قوله كانت له حرزا من الشيطان في رواية عبدالله بن سعيد وحفظ يومه حتى يمسي وزاد ومن قال مثل ذلك حين يمسي ، كان لـه مثل ذلك ومثل ذلك 0 في طرق أخرى يأتي التنبيه عليها بعد انتهى ) ( تحفة الأحوذي – 9 / 306 ، 307 ) 0

07- التكبير : يقول شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – في ذلك : ( فالتكبير شرع أيضاً لدفع العدو من شياطين الإنس والجن ، والنار التي هي عدو لنا ، وهذا كله يبين أن التكبير مشروع في المواضع الكبار ؛ لكثرة الجمع ، أو لعظمة الفعل ، أو لقوة الحال ، أو نحو ذلك من الأمور الكبيرة ؛ ليبين أن الله أكبر ، وتستولي كبرياؤه في القلوب على قلوب كبرياء تلك الأمور الكبار، فيكون الدين كله لله ، ويكون العباد مكبرون ، فيحصل لهم مقصودان ، مقصود العبادة بتكبير قلوبهم لله ، ومقصود الاستعانة بانقياد سائر المطالب لكبريائه ، ولهذا شرع التكبير على الهداية والرزق والنصر ) ( مجموع الفتاوى - 24 / 229 ) 0

ثالثاً : الرقية العامة بالسنة النبوية المطهرة :

1)- الرقية العامة من الأوجاع والآلام والسحر وغيره :

* عن عثمان بن أبي العاص - رضي الله عنه - أنه اشتكى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعا يجده في جسده منذ أسلم ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( ضع يدك على الذي تألم من جسدك وقل : بسم الله ثلاثا ، وقل سبع مرات : أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر ) ( أخرجه الإمام أحمد والإمام مسلم وأبو داوود والترمذي والنسائي وابن ماجة ) 0

* عن عائشة - رضي الله عنها - قالت : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتى مريض أو أتي به قال : أذهب البأس رب الناس ، اشف وأنت الشافي ، لا شفاء إلا شفاؤك ، شفاء لا يغادر سقما ) ( متفق عليه ) 0

* وعنها - رضي الله عنها – قالت : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يرقى بهذه الرقية : ( أذهب البأس رب الناس ، بيدك الشفاء ، لا كاشف له إلا أنت ) ( متفق عليه ) 0
عن محمد بن سالم عن ثابت البناني قال : يا محمد : إذا اشتكيت فضع يدك حيث تشتكي ثم قل ( بسم الله أعوذ بعزة الله وقدرته ، من شر ما أجد من وجعي هذا ) 0 ثم ارفع يدك ، ثم أعد ذلك وترا ، فإن أنس بن مالك - رضي الله عنه - حدثني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثه بذلك ) ( أخرجه الترمذي والحاكم وابن حبان وصححه الألباني ) 0

* عن ابن عباس - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما من مسلم يعود مريضا لم يحضر أجله فيقول سبع مرات : أسأل الله العظيم ، رب العرش العظيم ، أن يشفيك ، إلا عوفي ) ( أخرجه الإمام أحمد وأبو داوود والترمذي والنسائي وصححه الألباني ) 0

- يقول المباركفوري في ( تحفة الأحوذي ) : ( والحصر غالبي أو مبني على شروط لا بد من تحققها ) 0

- يقول ابن القيم - رحمه الله – في كتابه ( الطب النبوي – بتصرف ) : ( فالقلب إذا كان ممتلئا من الله مغمورا بذكره وله من التوجهات والدعوات والأذكار والتعوذات ورد لا يخل به يطابق فيه قلبه لسانه كان هذا من أعظم الأسباب التي تمنع إصابة السحر له ومن أعظم العلاجات له بعد ما يصيبه ، وعند السحرة : أن سحرهم إنما يتم تأثيره في القلوب الضعيفة المنفعلة والنفوس الشهوانية ولهذا غالب ما يؤثر فيمن ضعف حظه من الدين والتوكل والتوحيد ومن لا نصيب له من الأوراد الإلهية والدعوات والتعوذات النبوية ) 0

2)- رقية العين والحسد :

* عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه – : ( أن جبريل - عليه السلام - أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا محمد ! اشتكيت ؟ فقال : ( نعم ) ، فقال جبريل – عليه السلام - : ( باسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك من شركل نفس أو عين حاسد الله يشفيك باسم الله أرقيك ) ( أخرجه الإمام أحمد والإمام مسلم والترمذي وابن ماجة والنسائي ) 0

يقول القرطبي في مخطوطة برقم ( 2353 ) نقلاً عن كتاب ( أحكام الرقى والتمائم للدكتور فهد بن ضويان السحيمي ) : ( وهذا الحديث دليل على استحباب الرقية بأسماء الله تعالى ) 0

* وعن ابن عباس -رضي الله عنه- قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم : ( يعوذ الحسن والحسين ويقول : إن أباكما كان يعوّذ بها إسماعيل وإسحاق أعيذكما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة ) ( أخرجه الإمام أحمد والإمام البخاري وأبو داوود والترمذي وابن ماجة والنسائي ) 0

- يقول المباركفوري في ( تحفة الأحوذي ) : ( " كلمات الله " : قيل هي القرآن ، وقيل أسماؤه وصفاته ) 0

- يقول الحافظ بن حجر في الفتح : ( قوله : " إن أباكما " يريد إبراهيم عليه السلام ، وقوله "بكلمات الله" : قيل : المراد بها كلامه على الاطلاق ) 0

- قال الخطابي : كان أحمد يستدل بهذا الحديث على أن كلام الله غير مخلوق ، ويحتج بأن النبي صلى الله عليه وسلم لا يستعيذ بمخلوق ) 0

* وعن عبدالرحمن بن خنبش - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أتاني جبريل ، فقال : يا محمد ! قل قلت : وما أقول؟ قال : قل : أعوذ بكلمات الله التامات ، التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر ، من شر ما خلق ، وذرأ ، وبرأ ، ومن شر ما ينزل من السماء ، ومن شر ما يعرج فيها ، ومن شر ما ذرأ في الأرض ، وبرأ ومن شر ما يخرج منها ، ومن شر فتن الليل والنهار ، ومن شر كل طارق يطرق ، إلا طارقا يطرق بخير ، يا رحمن ! ) ( أخرجه الإمام أحمد والطبراني والنسائي والهيثمي وصححه الألباني ) 0

* عن عائشة - رضي الله عنها - قالت : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اشتكى رقاه جبريل قال : بسم الله يبريك ، من داء يشفيك ، ومن شر حاسد إذا حسد وشر كل ذي عين ) ( أخرجه الإمام أحمد والإمام مسلم ) 0

- قال ابن كثير في ( تفسير القرآن العظيم ) : ( عن علي – رضي الله عنه - : ( أن جبريل أتى النبي صلى الله عليه وسلم فوافقه مغتماً فقال : يا محمد ، ما هذا الغم الذي أراه في وجهك ؟ قال " الحسن والحسين أصابتهما عين " قال : صدِّق بالعين ، فإن العين حق ، أفلا عوذتهما بهؤلاء الكلمات ؟ قال : " وما هن يا جبريل " قال : قل اللهم ذا السلطان العظيم ، ذا المن القديم ، ذا الوجه الكريم ، ولي الكلمات التامات ، والدعوات المستجابات ، عافِ الحسن والحسين من أنفس الجن وأعين الإنس ، فقالها النبي صلى الله عليه وسلم فقاما يلعبان بين يديه ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " عوّذوا أنفسكم ونساءكم وأولادكم بهذا التعويذ ، فإنه لم يتعوذ المتعوذون بمثله ) ( أخرجه ابن عساكر ، والهندي في "كنز العمال" ونسبه لابن مندة ، والجرجاني والأصبهاني ) 0

- قال الخطيب البغدادي : تفرد بروايته أبو رجاء محمد بن عبدالله الحيطي من أهل تستر ذكره ابن عساكر في ترجمة طراد بن الحسين من تاريخه 000 ) 0

قلت : ولم أقف على مدى صحة الحديث إلا أنه لا يرى بأس الدعاء به نظراً لعدم تعارضه مع النصوص النقلية الصحيحة ، وقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( اعرضوا عليّ رقاكم 000 ) ، وكذلك فإنه لا تعارض بينه وبين الأسس والشروط الرئيسة للرقية الشرعية ، مع أن الأولى تركه والدعاء بالمأثور عن الرسول صلى الله عليه وسلم ) 0

- قال ابن القيم – رحمه الله – في كتابه الطب النبوي – ص 168 – 170 ) : ( فمن التعوذات والرقى للعين الاكثار من قراءة المعوذتين ، وفاتحة الكتاب ، وآية الكرسي ، ومنها التعوذات النبوية 0 وذكر جملة من الأدعية والأذكار ) 0

رابعاً : المحافظة على هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل النوم ، وذلك باتباع الخطوات الهامة التالية :

أ - النوم على طهارة ، أي أن يتوضأ قبل نومه : كما ثبت من حديث البراء بن عازب –رضي الله عنه– قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا أخذت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة ثم اضطجع على شقك الأيمن ثم قل " اللهم أسلمت نفسي إليك ، وفوضت أمري إليك ، ووجهت وجهي إليك ، وألجأت ظهري إليك ، رغبة ورهبة إليك ، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك ، آمنت بكتابك الذي أنزلت وبنبيك الذي أرسلت فإن مت مت على الفطرة ) ( متفق عليه ) 0

ب - أن ينفض فراشه بطرف إزاره : كما ثبت من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا قام أحدكم من فراشه ثم رجع إليه فلينفضه بصنفة إزاره ثلاث مرات فإنه لا يدري ما خلفه عليه بعده وإذا اضطجع فليقل : باسمك ربي وضعت جنبي وبك أرفعه فإن أمسكت نفسي فارحمها وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين ) ( متفق عليه ) 0

يقول النووي في شرحه لصحيح مسلم : ( " داخله الإزار " طرفه ، ومعناه أنه يستحب أن ينفض فراشه قبل أن يدخل فيه ، لئلا يكون فيه حية أو عقرب أو غيرهما من المؤذيات ، ولينفض ويده مستورة بطرف إزاره لئلا يحصل في يده مكروه إن كان هناك ) 0

ج - أن يجمع كفيه وينفث فيهما بالإخلاص والمعوذتين ويمسح وجهه وما استطاع من جسده : كما ثبت من حديث عائشة - رضي الله عنها - قالت : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه ثم نفث فيهما فقرأ فيهما : "قل هو الله أحد" و " قل أعوذ برب الفلق " و " قل أعوذ برب الناس " ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما أقبل من جسده يفعل ذلك ثلاث مرات ) ( أخرجه الإمام البخاري وأبو داوود والنسائي ) 0

يقول النووي في شرحه لصحيح مسلم : ( والظاهر أن المراد النفث ، وهو نفخ لطيف لا ريق معه ) 0

د - أن ينام على شقه الأيمن واضعا كف يده اليمنى تحت خده الأيمن مستقبلا القبلة : كما ثبت من حديث حفصة - رضي الله عنها - قالت : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يرقد وضع يده اليمنى تحت خده ثم يقول : اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك " ثلاث مرات " ) ( أخرجه الإمام أحمد والإمام مسلم وأبو داوود والترمذي والنسائي ) 0
يقول المباركفوري في ( تحفة الأحوذي ) : ( " يوم تجمع أو تبعث عبادك " أي يوم القيامة ، ولما كان النوم في حكم الموت والاستيقاظ كالبعث دعا بهذا الدعاء تذكرا لتلك الحالة ) 0

هـ- أن يحصن نفسه قبل النوم : وذلك بالمحافظة على قراءة بعض الآيات الثابتة كآية الكرسي وأواخر البقرة ، وسور الإخلاص والمعوذتين والمحافظة على أذكار وأدعية النوم المأثورة ، وقد ذُكرت في كتابي ( القول المبين فيما يطرد الجن والشياطين ) تحت عنوان ( أذكار النوم ) فلتراجع 0

و- اللجوء إلى الله سبحانه وتعالى والاستعاذة به من الشيطان الرجيم : كما ثبت من حديث أبي الدرداء - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن عدو الله إبليس جاء بشهاب من نار ، ليجعله في وجهي ، فقلت : أعوذ بالله منك – ثلاث مرات – ثم قلت : العنك بلعنة الله التامة ، فلم يستأخر – ثلاث مرات – ثم أردت أن أخذه ، والله لولا دعوة أخينا سليمان لأصبح موثقا يلعب به ولدان أهل المدينة ) ( أخرجه الإمام مسلم والنسائي ) 0

يقول النووي في شرحه لصحيح مسلم :( قوله صلى الله عليه وسلم :" ألعنك بلعنة الله التامة "قال القاضي : يحتمل تسميتها تامة أي لا نقص فيها ، ويحتمل الواجبة له المستحقة عليه ، أو الموجبة عليه العذاب سرمدا ) 0

خامساً : ولا بد للمريض من المحافظة على الفرائض والنوافل : خاصة المحافظة على الصلاة في الجماعة فإنها راحة وطمأنينة وقرب من الخالق سبحانه ، ومحاولة قيام الليل قدر المستطاع والتضرع والإنابة والدعاء إلى الله سبحانه لتفريج الكربة وإزالة الهم والغم 0

يقول ابن القيم - رحمه الله – في ( زاد المعاد ) : ( والصلاة مجلبة للرزق حافظة للصحة دافعة للأذى مطردة للأدواء مقوية للقلب مبيضة للوجه مفرحة للنفس مذهبة للكسل منشطة للجوارح ممدة للقوى شارحة للصدر مغذية للروح منورة للقلب حافظة للنعمة دافعة للنقمة جالبة للبركة مبعدة من الشيطان مقربة من الرحمن الخ 000 ) 0

يقول الشبلي في ( أحكام الجان ) : ( الوضوء والصلاة وهما من أعظم ما يتحرز به من الجن ويستدفع شرهم ) 0

يقول الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ في ( مجلة الدعوة – العدد 1683 ) : ( ومما ينبغي على المرقي أن يتعلم أن يرقي نفسه ويتعلم الأوراد والآيات والأدعية المعروفة فلا يجعل دائما نفسه محتاجا إلى الناس وعنده فاتحة الكتاب والمعوذتين وآية الكرسي والأوراد والأدعية النبوية 00 فهذه وغيرها تحصن المرء وتبعد عنه الشياطين وتدفع عنه الأذى بإذن الله ) 0

سادساً : الأولى في حق المسلم رقيته لنفسه منة رقية الآخرين له ، وفي ذلك جملة فوائد ، أذكر منها :

* كمال الاتباع للنبي صلى الله عليه وسلم فقد كان إذا اشتكى هو أو أحد من أهل بيته نفث عليه بالمعوذات 0
* أكمل للتوكل 0
* أقرب إلى إجابة الدعاء ، فلن يجتهد أحد في الدعاء ويتحمس للإجابة كما تجتهد أنت وتتحمس ، حيث أنك أنت صاحب الحاجة 0
* أدعى للسلامة من الانخداع ببعض الدجالين 0
* أحفظ للنساء -حين ترقي أهلك أو يرقين أنفسهن- وادعى لصيانتهن من التعرض للرجال الأجانب 0

ولا بد للمريض أن يتوجه إلى الله سبحانه وتعالى بإخلاص ويقين ، ويعلم أن الشفاء من الله سبحانه وتعالى وحده وتحت تقديره ومشيئته 0

وكل ما ذكر ليس على الوجوب بل على الاستحباب ، فيأتي بما يستطيع حسب القدرة والاستطاعة 0
أسأل الله العظيم ، رب العرش العظيم أن يسفي مرضى المسلمين ، وأن يحفظهم من كيد أعدائهم شياطين الإنس والجن ، إنه سميع مجيب الدعاء ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم 0

السؤال الثالث : لست أدري لماذا لا أستطيع الدعاء وتهرب مني الكلمات فلا أستطيع التعبير .. لقد كنت أستغرب ممن يهتم بجمع الأدعية ليدعوا بها .. و ها أنا الآن لا أستطيع الدعاء إلا بشئ مكتوب أمامي ؟؟؟

الجواب : حتى لو كان الأمر كذلك فلا بأس به ، حاولي بارك الله فيكِ أن تجاهدي وعليكِ باتباع الخطوات المذكورة في بداية الرد وأنا على بقين تام بأنكِ سوف تتجازين هذه المحنة ، والله تعالى أعلم 0

السؤال الرابع : وكذلك النوم لقد ضيع أوقاتي كيف أستطيع التغلب عليه .. خاصة أني أنام وحيدة في البيت ليس هناك أي صوت أو شئ يزعجني .. لم أكن هكذا قبل الرقية إلى هذا الحد من التعمق في النوم ؟؟؟

الجواب : نفس ما ذكرت في إجابة السؤال الأول يذكر في إجابة هذه النقطة ، مع التوجه واللجوء إلى الله سبحانه وتعالى 0

سائلاً المولى عز وجل أن يمن عليكَ بالعفو والعافية في الدنيا والآخرة ، مع تمنياتي لكَ بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0

تابع / 000

طالبة علم رقى
30-11-2004, 02:24 PM
أثابك الله شيخنا الفاضل وسدد خطاك .. وجعل جهودك في موازين حسناتك يوم تلقاه ..

وهنا يجب على المؤمن أن يكون رجاعاً منيباً إلى الله .. مستعيناً به على ما يواجهه من مصاعب

فإن الله لا يرد من استعان به .. ولا من صدق في الإلتجاء به ..

أسأل الله تعالى أن يوفقكم ويرعاكم وييسر لكم كل أمر عسير وأن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال وأن يتجاوز بعفوه عما سواها
وأسأله سبحانه أن يعيد عليكم العيد المبارك وأنتم ترفلون في ثياب العز والرفعة والعافية أنتم وأسرتكم الكريمة ، ولا تنسونا من صالح دعواتكم .
والسلام عليكم

أبو البراء
30-11-2004, 06:46 PM
وإياكم أختي الفاضلة ( طالبة علم رقى ) ، مع تمنياتي لكِ بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0