المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خروج الدجال من خلال الرؤى الصادقة


شذى الاسلام
24-05-2012, 07:37 PM
خروج الدجال من خلال الرؤى الصادقة

يتبين من خلال دراسة بحث المسيح الدجال في آحاديث سيدنا رسول الله

صلى الله عليه وآله وسلم أن الله تعالى قد أطلع رسوله محمد صلى الله عليه وآله وسلم

على الأحداث المستقبلية المتعلقة بخروج المسيح الدجال من خلال الرؤى الصادقة

كما روى هو صلى الله عليه وآله وسلم ذلك حيث نقرأ ألفاظه التي تشير إلى

رؤياه في آحاديثه تلك إذ يقول

(( وأني أراني الليلة عند الكعبة في المنام .... ثم رأيت وراءه رجلاً جعداً فقلت من هذا قالوا المسيح الدجال ))


صحيح البخاري كتاب الرؤيا !!!
ثم أن تصنيف هذا الحديث في صحيح البخاري في

كتاب الرؤيا يلفت النظر إلى أن إخبار الله تعالى لرسوله محمد صلى الله عليه وآله وسلم

عن الدجال وخروجه قد كان عن طريق الرؤى الصادقة التي يطلع

الله من خلالها رسله على مايشاء من الغيب ...

والتعليم القرآني في تأويل النبوءات يتبين أكثر في سورة يوسف عليه السلام

وهو ليس من المستغرب في سيرة الانبياء أن يطلعهم الله على الغيب عن طريق الرؤى الصادقة

إذ أننا نقراْ في القرآن الكريم ما أخبرنا به الله عزوجل عن النبي يوسف عليه السلام الذي أراد

أن يبشره بالنبوة وتمام النعمة وأن أباه وأمه وأخوته سيتبعون هديه ويصدقون بدعوته

وأن شأنه سيعلو في البلاد والعباد فبين لنا الله تعالى في القرآن الكريم أنه عندما أراد أن

يخبر يوسف عليه السلام بتلك الانباء الغيبية العظيمة أطلعه على ذلك من خلال الرؤيا

ولكن ماذا كانت تلك الرؤيا وكيف تحققت نقراْ في القرآن الكريم

إخبار يوسف لأبيه عن رؤياه حيث يقول تعالى في سورة يوسف آية 5

(( إذ قال يوسف لأبيه يا آبت إني راْيت أحدعشر كوكباً والشمس والقمر رْيتهم لي ساجدين ))

فعلم أبو يوسف يعقوب النبي عليه السلام خطورة وأهمية النبوة المستقبلية

في رؤياه فنصحه بكتمانها بقوله


(( قال يابني لاتقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيداً إن الشيطان للإنسان عدو مبين ))

سورة يوسف آية 6

وهكذا نتأكد من أن القرآن الكريم يعلمنا أن إحدى طرق الوحي للأنبياء هي الرؤيا الصادقة

التي لابد من التصديق بها ..

ولكن السؤال الهام والهام جداً هنا هو هل يلزم من التعليم القرآني

بالأخذ بحرفية هذه الرؤى أم أنه لابد من التأويل الصحيح لها إذا كانت حرفيتها تتناقض مع

الأسس العقلية والعلمية للمنطق البشري السليم :

فحين نقراْ في القرآن الكريم تفسير رؤيا يوسف عليه السلام نجد أنه وبكل بساطة ووضوح يرفض الأخذ بالحرفية رفضاً باتاً

ويؤيد منطق التأويل الصحيح الذي يبينه العالمون بتأويل الرؤى الصادقة التي

أطلق عليها القرآن الكريم مصطلح (( تاْويل الاحاديث ))

وبذلك يكون القرآن الكريم ذاته هو المؤسس العظيم لعلم تاْويل الرؤى الصادقة

بأعتبارها مصدراً من مصادر الوحي للأنبياء

والتي لابد أن تفهم على ضوء الأساس القرآني في تأويل الرؤى

فيستطيع الناس عندئذ أن يهتدوا بهدياتها الحقة التي لاخرافة فيها

ولامنافاة للعقل والمنطق السليم فيها : ...

والأن قد برهنا لكم من خلال تعليم القرآن الكريم أنه لابد من تأويل رؤى الانبياء

المتعلقة بالمستقبل كما علمنا من سورة يوسف :

وهكذا نستطيع ألأن أن نبحث في علم التأويل لنفهم رؤى سيدنا محمد رسول الله

صلى الله عليه وآله وسلم المتعلقة بخروج المسيح الدجال :

ورد في الأحاديث أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

رأى الدجال في رؤياه شاباً قططاً (( جعد الشعر )) أعور العين اليمنى

فماذا يعني ذلك في علم التعبير : جاء في كتاب تاْويل الرؤى الشهير ( تعطير الانام )

الشاب في المنام عدو الرجل : والشاب مكر وخديعة أو عدو مكروه

وأما عن شعر الراس فقد جاء : شعر الراس هو في المنام مال وطول عمر

وأن راْى أن شعره جعد فإنه يشرف من الشرف ويعز وينال سيادة وعزاً

( عين الدجال العوراء )

وأما عن عمى العين اليمنى : فأن الجانب الأيمن من علم التأويل يرمز إلى الدين

قال تعالى ( إلا أصحاب اليمين في جنات يتساءلون ) المدثر آية 40 _41

وقال ( فسلام لك من أصحاب اليمين ) الواقعة آية 92

وأما عن عمى العين اليسرى : فأن الجانب الأيسر من علم التأويل يرمز إلى

الدنيا (( أصحاب الشمال ))

قال تعالى ( وأصحاب الشمال ما أصحاب الشمال في سموم وحميم ) الواقعة 42

ويقول تعالى ( فأم من أوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حساباً يسيراً ) الانشقاق

ويقول تعالى ( وأما من أوتي كتابه بشماله فيقول ياليتني لم أوت كتابيه ) الحاقة 26

وهكذا فإن لليمين والشمال دلالتين قرآنيتين واضحتين تساعدنا في فهم معنى

أن عين الدجال اليمنى عوراْ أو أنه أعمى العين

وأما عن عين الأنسان فقد جاء في علم التعبير مايلي :

عين الانسان في المنام دين الرجل وبصيرته التي يبصر بها الهدى والضلال

وجاء أيضاً عين الآدمي دينه

ومن راْى أنه يداوي عينه فإنه يصلح دينه

وأما عن العور فقد جاء مايلي

( عور ) من رأى في المنام أنه أعور العين أصاب إثماً كبيراً عظيماً

وجاء في العمى مايلي

( عمى ) هو في المنام ضلال في الدين والعمى ايضاً غنى فمن راْى أنه أعمى أستغنى

( كتاب تعطير الأنام )

وهكذا فإن أوصاف الدجال في الاحاديث الشريفة تشير إلى

عدو ذي ثراْ كبير وعز دنيوي وعينه اليسرى التي ترمز إلى الدنيا قوية وكبيرة كأنها كوكب دري

وهذا يشير إلى تقدمه المادي الهائل في حين أنه أعمى من الناحية الروحية الدينية

إذ أن عينه اليمنى عوراء طافئة كما جاء في الاحاديث

وأما الحديث الذي يذكر أن عينه اليسرى أيضاً عوراء فهذا

يشير أيضاً إلى أن وسائل كسبه الدنيوية أيضاً تكون حراماً ومخالفة لدين الله وشرعه



وهكذا فبدلاً من أن ينشاْ تناقض بسبب الحرفية فإن التاْويل يضيف إلى معرفتنا معارف يقينية أوسع

فالدجال إذن عدو وهو أمة دجالة ضالة كثيرة العدد تزعم دجلاً أن الله قد أتخذ ولداً


وهي أمة ثرية كثيرة المال ذات تقدم مادي دنيوي هائل تفتن به الناس

في حين أنها عمياء من الناحية الدينية الروحية وهي على ضلال مبين

قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في قصة الدجال مايلي :

( أتدرون لم جمعتكم .... لان تميماً الداري ... حدثني حديثاً وافق الذي كنت أحدثكم عن المسيح الدجال )

صحيح مسلم

وكذلك ينطبق هذا التعبير والتاويل على حديث تميم الداري الذي هو كذلك رؤيا قصها على

رسولنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم

ولايمكن أن تؤخذ بحرفيتها لانها رؤيا لاشتمالها على كلمتين

كلمة (( حديث )) وكلمة (( وافق )) وهما كلمتان تستخدمان في اللغة العربية للتعبير عن الرؤيا

والله اعلم واحكم