المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل مقاطعة الأقارب الذين يقومون بعمل السحر لنا تدخل في قطيعة الرحم ؟؟؟


libyabeauty
27-04-2006, 04:51 PM
السلام عليكم
هل مقاطعة الأقارب الذين يسحروننا تدخل في قطيعة الرحم؟ مع العلم أننا متأكدون من أنهم هم من يسحرووننا ويأتون لزياتنا بعد سنيين طويلة لتجديد إسحارهم هل طردهم حرام ؟ مع العلم إن سمعتهم سيئة في المجتمع .
وشكرا

الراقي المغربي
27-04-2006, 05:59 PM
بارك الله فيك أخي الحبيب، وننتظر كلام الشيخ أبو البراء حفظه الله تعالى.

أبو البراء
01-05-2006, 08:12 AM
((( &&& بسم الله الرحمن الرحيم &&& )))

بارك الله فيكم أخي الحبيب ( libyabeauty ) ، وهناك بعض المسائل التي لا بد أن تتوضح لدى السائل الكريم :

أولاً : لا بد من إثبات جريمة السحر في حق هؤلاء ، وهذا لا يثبت بقول فلان وعلان ، بل القصد إثبات المسألة شرعاً ، ولمزيد من التفاصيل أرحجحو العودة للرابط الهام التالي :

( الطرق الشرعية في إثبات جريمتي السحر والعين )


ثانياً : وهذه المسألة في غاية الأهمية ، وهي كيفية التعامل مع من يتعامل بالسحر والشعوذة والكهانة والعرافة ، وأقدم لكم ما كتبته في كتابي الموسوم ( الصواعق المرسلة في التصدي للمشعوذين والسحرة ) تحت عنوان ( كيف نتقي شر السحرة أو من يتعامل بالسحر والشعوذة والكهانة والعرافة ) :

أولاً : لا بد أولا من توفر قرينة إثبات تؤكد ذلك الأمر :

وتبين أن هذا الشخص ساحر بعينه ، أو أنه يتعامل مع السحرة والمشعوذين ، ويجب الحذر من القذف الزور باطلا وبهتانا ، دون توفر الأدلة ، وإلا فإن رمي الآخرين بذلك دون القرائن المثبتة لذلك يوقع صاحبه في الإثم العظيم ، مصداقا لقول الحق تبارك وتعالى في محكم كتابه : ( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنْ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ) ( سورة الحجرات – الآية 12 ) 0

ثانياً : إن ثبت ذلك الأمر بأدلته وقرائنه ، فلا بد من توجيه النصح لهذا الشخص مع مراعاة الدعوة وفق الأسس والقواعد العامة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر :

بحيث لا يترتب على تلك الدعوة مفسدة أعم من المصلحة المتوخاة ، وعليه فلا بد من تذكيره بالله سبحانه وتعالى ، إما مباشرة أو عن طريق شخص آخر ، بحسب الظروف والأحوال ، وإيضاح خطورة وحرمة السحر وتعاطيه والتعامل به من الناحية الشرعية ، وسياق الأدلة المؤكدة لذلك 0

ثالثاً : لا بد من الحرص في التعامل مع هذه الفئة من الناس :

ويحذر جانبهم بكافة السبل والأشكال والوسائل ، فلا يؤكل طعامهم ، ولا يستقبلون في البيوت ، ولا يتعامل معهم إلا بما دعته الضرورة ، دون إحداث عداوة أو قطيعة رحم أو مشاحنة أو بغضاء ضمن حدود ونطاق الشريعة 0

رابعاً : الحرص على الطاعات والبعد عن المعاصي :

ويعتبر هذا العامل أساسا في صون الإنسان من كل شر ، واستحضاراً لكل خير بإذن الله تعالى ، وبذلك يجعل المسلم بيته قلعة وحصنا يتترس فيه من أذى السحرة وشرورهم ، ولن تستطيع الأرواح الخبيثة بإذن الله تعالى النفاذ إليه أو التسلط عليه ، ولن يتمكنوا من اختراق البيوت الإسلامية ، ولن يقدروا بأي حال أن يعيثوا فيها الفساد والتدمير والخراب 0

( قصة واقعية )

ذكر لي أحد الاخوة الثقات من دولة اسلامية ، بأن زوجته صارحته ذات يوم بحقيقة مذهلة ، قالت له : بالله عليك دلني ماذا تفعل ، وبأي شيء تستعين لوقاية نفسك من السحر وملحقاته ، والذي نفسي بيده ما تركت ساحرا في المنطقة والمناطق المجاورة إلا وقد طرقت بابه لأجعل المحبة والوئام بيننا ، فما استطعت إلى ذلك سبيلا ، وقال لي : تذكرت أني دائما كنت أجد بعض الأشياء الغريبة تحت وسادتي أو سريري ، كخيوط معقدة ورأس دجاجة سوداء ونحوه ، قال : فقلت لها : ما أفعل إلا ما ترين ، أحافظ على الطاعة والذكر والتقرب من الله سبحانه وتعالى ، وصدق الحق تبارك وتعالى حيث يقول : ( وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ ) ( سورة البقرة – جزء من الآية 102 ) 0

خامساً : المحافظة على الأذكار عامة :

خاصة أذكار الصباح والمساء والنوم ، والأذكار عقب الصلوات المكتوبة ونحوه 0

سادساً : الإكثار من أقوال معينة :

مثل قول : ( حسبي الله ونعم الوكيل ) أو : ( اللهم اكفنِهم بما شئت ) وكذلك : ( إنا لله وإنا إليه راجعون ) ، فبهذه الأذكار يتوجه العبد المؤمن بيقين وصدق ويفوض أمره لخالقه سبحانه وتعالى ، وهو القادر وحده على رد كيد الكائدين ، وإظهار زيف المبطلين 0

سابعاً : قد تتطلب الضرورة والمصلحة الشرعية وقد يلزم الأمر رفع أمرهم إلى ولاة الأمر :

للحد من أذاهم وإفسادهم في الأرض وإقامة الحدود الشرعية بحقهم ، وإراحة المسلمين من شرهم وأذاهم 0

أما القطيعة التامة فلا ، ولنا في رسول الله أسوة حستة ، لما ثبت من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أنه قال :

( أتى رجل فقال : يا رسول الله ! إن لي قرابة أصلهم و يقطعون ، وأحسن إليهم و يسيئون إلي ، ويجهلون وأحلم عنهم ، قال : لئن كان كما تقول كأنما تسفهم المل ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك )

( حديث صحيح - الألباني - صحيح الأدب المفرد - برقم 37 )


سائلاً المولى عز وجل أن أن يهدي هؤلاء القوم ، وأن يحفظكم منهم ومن أذاهم بمنه وكرمه وفضله ، وأن يوفقنا لما فيه خيرنا في الدنيا والآخرة 0

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ،،،

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0