المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تجنّبُ الفتنة و تركُ التحرّكِ فيها "للشيخ عبد المالك بن أحمد رمضاني "


أحمد سالم ,
09-06-2011, 10:57 AM
تجنّبُ الفتنة و تركُ التحرّكِ فيها :



أيّام الفتنة سريعةُ الحركة ، قليلة البركة ، أوّلها يَسُرُّ ، و وسطُها يَغُرُّ ، وآخرها حنظلٌ مرٌّ ، فإذا نزلت فلا يقولنّ المسلم : أدخلُها لأصلِح ، أو لأنصُرَ المظلوم ، أو لأخفّف من شرّها ؛ لأنّ من تعرّض للفتنة بمثل هذا لم يخرج منها سالما ، و إن أقنعه الوسواس الخنّاس أنّ نيّته صالحة ، أو أنّ النّاس ينتظرون تحرّكه ، فعن المقداد بن الأسود قال : أيمُ الله ! لقد سمعت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يقول : ” إنّ السّعيدَ لمن جُنِّبَ الفتن ! إنّ السّعيد لمن جنّب الفتن ! إنّ السّعيد لمن جنّب الفتن ! و لَمَن ابتُليَ فصبر فَوَاهَا ! ” رواه أبو داود ( 4263 ) و صحّحه الألبانيّ في تعليقه عليه ، قال الفيروزآبادي في ” القاموس المحيط ” في معنى ” فواها ” : ” واهًا له ، و بترك تنوينه : كلمةُ تعجّبٍ من طيبِ كلّ شيء ، وكلمة تلهّفٍ ” .
و قد بيّن النّبي صلّى الله عليه و آله و سلم النّاصح لأمّته السّيرة العمليّة في ذلك حتّى تُضمن لصاحبها السّلامة من شرّ الفتن ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و آله وسلّم : “ ستكون فتن ، القاعد فيها خيرٌ من القائم ، و القائم فيها خيرٌ من الماشي ، و الماشي فيها خيرٌ من السّاعي ، و من يُشْرِف لها تستشرِفْهُ ، و من وجد ملجأً أو معاذًا فليعُذ به ” رواه البخاري ( 3601 ) ومسلم ( 2776 ) ،قال ابن حجر في ” الفتح ” ( 13/ 31 ) شارحا قوله صلّى الله عليه و آله و سلّم : ” من يشرف لها ” : ” أي تطلّع لها بأن يتصدّى و يتعرّض لها و لا يعرض عنها … ” ، ثمّ قال : ” قوله : ( تستشرفه ) أي تهلكه بأن يشرفَ منها على الهلاك ، يقال : استشرفت الشّيء علوته و أشرفت عليه ، يريد من انتصب لها انتصبَت له ، و من أعرض عنها أعرضت عنه ، و حاصله أنّ من طلع فيها بشخصه قابلته بشرّها ، ويحتمل أن يكون المراد : من خاطر فيها بنفسه أهلكته ، ونحوه قول القائل : من غالبها غلبته ” .
و روى معمر في ” جامعه / مصنّف عبد الرّزّاق ” ( 11/450 ) و من طريقه أبو نعيم في الموضع السّابق (*) و ابن البنّاء [ في ] ” الرّسالة المغنية في السّكوت و لزوم البيوت ” ( 29 ) بإسناد صحيح عن طاووس قال : “ لمّا وقعت فتنة عثمان ، قال رجل لأهله : أوثقوني بالحديد ؛ فإنّي مجنون ، فلمّا قُتل عثمان ، قال : خلّوا عنّي ، الحمد لله الذي شفاني من الجنون و عافاني من قتل عثمان ” . و قال أبو نعيم بعده : ” رواه غيره عن ابن طاووس و سمّى الرّجلَ عامرَ بنَ ربيعة ” و طاووس قد أدرك زمان عثمان كما نقل ابن أبي حاتم في المراسيل ( ص 99 ) .
و روى نعيم بن حمّاد في ” الفتن ” ( 509 ) عن عبد الله بن هُبيرة قال : ” من أدرك الفتنة فليكسر رجلَه ، فإن انجبرت فليكسر الأخرى ! ”
و قد كان من حزم السّلف في هذا ما جاء في ” سؤالات الآجري أبا داود ” ( ص 274 ) : “ أنّ الأسودَ بن سريعٍ لمّا وقعت الفتنة بالبصرة رَكِب البحر فلا يُدرى ما خبرُه ! ” .

من كتاب “تمييز ذوي الفطن بين شرف الجهاد وسرف الفتن

الطاهرة المقدامة
11-07-2011, 06:34 PM
أحسن الله اليك وجزاك الله كل خير.

أبوسند
11-07-2011, 11:29 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاك الله خير اخي الحبيب أحمد سالم وبارك الله فيك
وفي جهدك وعلمك وعملك والله يكتب لك الخير حيث كان
والله يجعلنا وإياكم من أهل الفردوس
الأعلى

alfa9ira
30-12-2011, 11:58 AM
بارك الله فيك وأحسن إليك