المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الكذب في التقرب من الله ...


السيدالصاوي
08-06-2010, 10:37 PM
الكذب في التقرب

ما هي العلاقة بين عدم الصدق في التقرب لله.. وبين ارتكاب الحرام المتعمد؟
الحرام المتعمد، يخرج الحرام غير المتعمد.. بل إن الحرام إذا لم يكن
متعمدا،ففيه نظر فقد لا يكون حرام أصلا.. فمثلا: القتل مع أنه أعظم جريمة،
ولكن إذا كان غيرمتعمد، فإنه يعد قتلا بالخطأ. فالحرام يكون حراما، إذا كان فيه عنصر التعمد.. ولكن ينبغي الحذر، لأن بعض الحرام غير المتعمد في حكم الحرام المتعمد،
أما عن العلاقة بين عدم الصدق وبين الحرام،المتعمد فإن الحرام كما له علاقة بالعبد،
أنه: هو المرتكب والفاعل للذنب.. أيضا له علاقة بالرب: بأنه بارتكابه الحرام قد
عصى الرب، وتجاوز حدوده، وهتك قانونه.. ولهذا في القانون المدني- في
المحاكم هذه الأيام - بعض الناس يتراضون ويتصالحون، ولكن القاضي يأمر بحبس
المتهم مراعاة لحق العموم، لأنه هتك قانون الدولة، وسبب أذية اجتماعية
فعليه، إن الإنسان العاصي ولو ارتكب معصية صغيرة، فإنه هتك القانون الإلهي فمثلا.
القربة ... أو ... البالون إذا ثقب، فقد انتقص وتسرب ما فيه، وما عاد بالونا منفوخا،
وما عادت قربة فيها ماء، سواء ثقب ثقبا صغيرا أو كبيرا، واحدا أو أكثر.. كذلك
حال الإنسان المرتكب الذنب.. وهنيئا للذي يبلغ المنزلة ولا يرتكب المعصية!.. ويمكن أن
نشبه الذي لا يرتكب ذنبا بعد بلوغه، بحالة البكارة في عالم النساء، فنقول بأن
روحه بكر، بمعنى لم تنتقص بالتعدي، والتجاوز على حدود الله تعالى
وقد يقول قائل: أين الرحمة الإلهية؟.. أين القول الوارد بأن التائب من الذنب
كمن لا ذنب له؟ فنقول: إن هذا في عالم العقوبات صحيح.. فإن الإنسان
عندما يرتكب معصية،ويستغفر رب العالمين، يغفر له.. ولكن في عالم التقرب،
الأمر يختلف ولو قليلا ،لأنه قد بسلب منه بعض الهبات.وبعض النعم.
، ولكنه لا يرشح للمراحل العليا، ولا يرشح لأن يكون على مستوى روحي عال
فإذن، لابد أن نحذر المعصية من الطرفين: من جهة العقوبة الإلهية الأخروية،
ومن جهة سلب المقامات. وهناك شاهد يقرب الفكرة: من المعلوم -فقهيا-
أنه لا يجوز تقديم ابن الزنا، في صلاة الجماعة.. مع أن ابن الزنا لا ذنب له،
والذنب ذنب أمه أو أبيه.. ولكن الإمامة ترشيح وامتياز، لإمام المسجد، والذي
وقعت فيه هذه الحالة لا يعطى هذه المزية
فعليه، لابد أن يكون الإنسان صادقا في دعواه، ويترك المعاصي بكل صورها.. ومن
المعلوم أن التكليف: هو ترك الحرام، وفعل الواجب.. ولكن المؤمن الذي يريد
الهبات الخاصة، والمنح الربانية لابد أن يضيف إلى ذلك أقارب الحرام وهي المكروهات، وأقارب الواجبات وهي المستحبات نلاحظ أن بعض العصاة،
لهم حالات إيجابية في العبادة..
فكيف نفسر هذه الحالة؟.
هذا سؤال مهم وطريف!.. وقد يثير استغراب البعض، فيقول: كيف يكون هذا الإنسان
العاصي المنحرف، كما رأيته -مثلا- في الحج، في الطواف، في حالة خشوع؟
والجواب: أولا إن هذه الحالة قد لا تكون رحما نية من أساسها!.. فالبعض هو في
هلاك، يسير في طريق غير مستقيم، ويحتال عليه الشيطان -كما تشير بعض الروايات-،
بأن يلقي عليه ليخشع ويبكي فيظن نفسه أنه على خير، ويبقى فيما هو فيه، من
الضلال والانحراف.. لأنه يقول: لولا أنني كذلك، لما تفاعلت وبكيت!.. والحال أنه
لا تزيده كثرة السير إلا بعدا
وهناك احتمال آخر، وهو أن تكون هذه الحالة رحما نية.. إن الله -عزوجل- لطفا
للبعض، يريد أن يهديه ويرجعه إلى رشده، فيعطيه حالة خشوع .. وكأنه تعالى-
يقول له: أنت معرض، ولكن نحن لم نعرض
ونلاحظ أن هذه الخطة الإلهية، قد أثرت أثرها، مع بعض العصاة.. فعندما يعطى
حالة خشوع في شهر رمضان ، أو عند البيت الحرام مثلا...؛
يتحرك قلبه، ويلين بعد قسوته، ويقول: يا رب، كم أنت كريم!.. تتحبب إلي تفضلا
بقربك، وأتباغض إليك بالمعاصي
وعليه، فلأن القضية ذو وجهين-رحما نية، وشيطانيه-، ينبغي للإنسان ألا يعول على بكاء أو خشوع، وإنما التعويل على العمل.. فإذا إنسان من الصباح إلى الليل وهو عاكف على المعاصي، يرتكب معاص مختلفة، ثم في صلاة الليل أخد يبكي من خشية الله
-تعالى-، إذا هو لم يكن عازما على التوبة، فليشك في هذا البكاء!.. لأنها قد
تكون خطة إبليسيه، للتخدير!.. وكأنه يقول له: أنت ابق على ما أنت فيه، اعص
نهارا، وأقم صلاة الليل، وابك ليلا .....!

العنزي
06-07-2010, 04:51 PM
بارك الله بك اخي الفاضل

ونفع بك عباده

بنت المدينه
01-08-2010, 03:32 AM
جزاك الله خير

اخي الفاضل ونفع بك وبعلمك

شاوية
01-08-2010, 10:32 AM
شكرا لك
دمت بخير
سلام

الطاهرة المقدامة
01-08-2010, 07:05 PM
بوركت على هذه اللفتة وجزاك الله كل خير.

مملكة أنثى
01-08-2010, 10:07 PM
جزاك الله كل خير

***
02-08-2010, 12:55 AM
جزاكم الله خيرا رفع الله ذكركم وأعلى منزلتكم في الدارين