المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عندما يبكي الرجال


خالد الهنداوي
10-11-2009, 09:07 AM
في ذاك المستشفى الذي تتحرك إليه خطواتي سريعة ً
متثاقلة ترقد على سرير ٍ أبيض نظيف بهي
ولكنه جدا ً مزعج لنفسي وراحة بالي
ترقد صغيرتي ذو السبع سنوات
صغيرتي ذات الشعر الأسود المنسدل كالحرير
على كتفيها الصغيرتين والعيون ذات اللون
العسلي الصافي وتلك البشرة النضرة بياضا تخللها
خدين حمراوين وأنف ٌ كالسيف
في حده والإصبع في حجمه
دخلت عليها حزينا ً أُظهِر لها الفرحة
في كل ما أملك من حواس إلا العينين
فلما رأت محيا أبيها صرخت صغيرتي ذات اللسان اللدغ :
أبتي حبيبى : فانكببت أقبل تلك الوجنات والعينين
واليدين كالعاشق الولهان على صغيرتي
فأخذت بالضحك ، ضحك ٍ طفولي ينعش القلوب قائلة :
أبتي متى تكف عن تقبيلي أبتي
قلت : صغيرتي والله وددت أن أقضي بقية
عمري أقبلُ حبيبتي الصغيرة
قالت : أبتي إني أخجلُ من تقبيلك لي
وخاصة إن كان أحدٌ من ( الناث ) حولي
فضحكت وكم كنت اضحك من تلك اللدغة في لسانها
لما تضفي عليها من طفولة و برائة
وجمال نظرت إليَّ صغيرتي قائلة أبتى.؟

صغيرتي ماذا ؟

أبتي تواترت لديَّ وفيَّ (أثئلة) عندما غبت عني
فأحبُ أن أطرحها عليك :
تفضلي صغيرتي فكلي لك أذانٌ صاغية
أبتي.........
صغيرتي.......

متى الإنـثان يكون في ثـعادة ؟

قلت : عندما يكون قلبه خاليا ً من هم الدنيا ومشاغلها

قالت : وكيف يكون ذلك ؟

قلت : لا يكونُ أبدا ً ، فالدنيا همها أكبر من سعادتها

قالت : وما الحل ُ يا أعز َّ حبيب ٍ لي ؟

ترقرقت الدموع في عيني من قولها ،

فقلت :الصبر على البلوى ، وسؤال ربنا المولى

فقالت بكل لهفة وعفوية

أبتي ، أبتي ، أبتي

ماذا يا صغيرتي ، ما الأمر يا حبيبة أبيك ومهجة فؤاده ؟

قالت :هل يبكي الرجال يا أبتاه ؟

استغربت سؤالها ، وصمت مني اللسان لحظات ،
وكأن نفسي أوجست شيئا
فقلت : صغيرتي ما دعاك لهذا السؤال ؟

قالت : لا شئ أبتي ، ولكنه ثــؤال ورد
في ذهني فجأة وأريد الإجابة عليه إذا ثـمحت

قلت : لكِ هذا يا صغيرتي ، نعم يبكي الرجال أحيانا ً

قالت : كبكاء النــثاء أبتاه ؟

قلت : لا ، فالنـــثاء أقصد النساء ...........
ضحكت صغيرتي بقوة حتى كاد قلبي أن يقف خوفا ً عليها
ضحكت صغيرتي على أبيها عندما أخطأ فأخذت تقول
وهي تقهقه أبتي لقد أثــبحتَ مثلي ،
تأكلُ حروف الكلام فضحكت من قولها ،
فبادرت تقول أكمل أبتي
قلت : أها ، حاضر ، نعم يبكي الرجال ولكن ليس كالنساء
فالنسوة في طبعهن الحنوُ والحنان ، يثير قلبها الحاني
أي موقف مؤثر وإن لم يكن هذا فيها أو في أحد تعرفه
قالت : إذن متى يبكي الرجال ؟

قلت : يا حبيبتي ، يبكي الرجال في مواقف شديدة
وخاصة عندما يعجزون عن التصرف فيها
أو لا تكون لديهم حيلة في هذا الأمر أو ذاك

قالت : متى أرى دمعة الرجل أبتاه ؟

قلت : ترينها يا صغيرتي
في صرخة مقهور ، ونار الغيور
وعند فقد العزيز ، وفي جبن ٍ لبعض الرجال
عندما يكون للرصاص أزيز

قالت : أبتي ، ما تـقـثد بالعزيز ؟

قلت : عندما يفقد الرجل أحب ما في الكون لفؤاده

قالت :هل بكيتَ أمي يا أبتاه ؟
.(بنيتي يتيمه ، فقد فقدت أمها وهي في السنة الأولى
من عمرها ولم أتزوج خوفا ً على بنيتي الصغيرة
من الضيم والظلم لإمرأة الأب وسؤال تلك الصغيرة
فاجأني وبعد صمت طويل وترنح فؤادي للذكريات
وعيون صغيرتي ترقب ُ الإجابة مني ).

قلت : نعم يا حبيبتي ، بكيتُ كالطفل الرضيع على ماما
بكيتُ كثيرا حتى أحسست أني سأموت من الحزنْ

قالت : أبتي

قلت : قولي يا أعظم ما في حياتي وأمنيتي

قالت : أبتي ، أرجوك يا أبتي

قلت : ما الأمر يا غاليتي

قالت : أبتي ، إن فقدتني في يوم من الأيام فلا تبكي يا أبتي

صدمت ، بل صعقت وبسرعة البرق حملتها
من سريرها الى حضني صارخاً لما تقولين ذلك بنيتي.؟
هل تشعرين بشئ ؟ هل يؤلمك أمرٌ ما ؟

قالت وابتسامة ترتسم على وجهها المزخرف بجواهر
الحب والحنان و البرائة كم أحبك يا أبتي عندما
تهتم فيني بجنون وأخذت الابتسامة في الاتساع

ورددت قائلة لا تخف يا أبي ،
فو الله ما فيني شئ غير حبٌ أملكه ويتملكني لك يا أبتاه

قلت : إذن لما قلتي ما قلتي ؟

قالت : أبتي إني أثـمعُ ممن حولي من أعمام
وأخوال وأثـحاب يقولون إن أبيك لذو هيبة ورجولة
في شكله وفعله فأحببت أن يكون أبتي كما هو مهيبا ً
كما تعود الـناث منه ذلك
فلا تهتز ثـورته الرائعة عند الناث

قلت : صغيرتي ، لقد والله قتلتني بكلمتك وقد خفت كثيرا

قالت : أبتي عدْني ألا تبكي يا أبتي

صمت لحظات فقالت : أبتاه يا أبتاه عدني أرجوك
قل لي أنك لن تبكي إن فقدتني أرجوك قلها

فقلت : لا عليك سأفعل ما تحبين صغيرتي

قالت : عدني أبتي

قلت : إن شاء الله حبيبتي

قالت : أبتاه عدْني أبتاه

قلت : أعدك يا بنيتي ولكن لا تعودي لهذا الكلام مرة أخرى

قالت : أعدك ألا أتكلم مرة ً أخرى
إلا شيئا ً أريد قوله فهل تـثمح لمن دللتها و دلعتها أن تقوله

قلت :قولي ما تشائين

قالت : أبتي ، إني أرى أمي أمامي ، تنادي قائلة

( تعالي يا صغيرتي )

أبتي ، ما أجمل أمي وما أحلاها
أبتي أمي تدعوني يا أبتي ، أبتي أريد ماما ......
أبتي أريد ماما ، تلك ماما ، ماما ، ماااااااااااااماااااااا

صرخت : لا ، لا ، لن أتركك تذهبين
لا يا صغيرتي ، لا تتركي أبيك
لا بنيتي لا....لا يا حبيبتي لا ، أرجوك
يا رب يا الله بنيتي
يا رب ليس لي غيرها يا رب أرجوك ياالله

قالت : أبتي وعدتني ألا تبكي

أبتاااااااااااه كم أحبك يا أبي
أبتااااااااااه كم أحبك يا أبي .....

صمتت بنيتي عن الحديث فجأة
ولكنها مبتسمة فهززتها أصرخ.............

صغيرتي ، صغيرتي ، أرجوك يا صغيرتي

آآآآآآآآآآه ، يا ويلي ، ماتت بنيتي
ماتت صغيرتي ، ماتت حبيبتي......

ماتت اليتيمة ماتت اليتيمة...
أعلم من مرضك المزمن أنك سوف تموتين ولكن ليس الآن
آآآآآه ٍ يا صغيرتي فانهمرت الدموع من عيني
وأنا وعيني نتسابق على إنهمارها ومسحها
لأني وعدت ُ صغيرتي فوقعت دمعة على خدها الأبيض
الشفاف البرئ فمسحتُ الدمعة وقلت ُ لبنيتي الصغيرة
سامحيني صغيرتي ، لا أستطيع وقفَ دموعي
سامحيني حبيبتي فأخذت تلك الجوهرة الثمينة
الى حضني ودموعي تنهمر بغزارة
ولكن بلا صوت أقول في نفسي :

.( هنا يبكي الرجال ).
هنا يا صغيرتي هنا

يا حبيبتي هنا يبكي الرجال

العتاة..القاسية قلوبهم أشباه الجبال

هنا يبكي الرجال

وداعا ً يا صغيرتي ، وداعا ً يا صغيرتي

وداعا ً الى الأبد وداعا ً يا صغيرة َ أبيها

وداعا ً يا مهجة حانيها

وداعا ً يا ثمرة ْ لم أجنيها

وداعا ً يا برائة الطفولة

وداعا ً يا سؤالي وحلوله

وداعا ً يا نسبي وأصوله


سأفتقد تلك البسمات

والجدائل الصغيرة الناعمات

وحروفٌ تحولت لثائات

وداعا ً وداعُ مودع يودع

وداعا ً يامن للموت تجرع

وداعا ً صرخة فيها أُسمِع

وداعا ً يا أجمل يتيمه

يا أغنى وأغلى قيمه

يا نظر العين و ديمه
وداعا ً.............
قصة أهديها الى تلك اليتيمه التي فقدت حياتها بإبتسامة
فأفقدتني كل إبتسامة
وداعا ً يا صغيرتى..

إسلامية
10-11-2009, 11:19 AM
القصة مؤلمة جداً ومؤثرة للغاية ... بارك الله فيكم


يبكي الرجال في مواقف شديدة
وخاصة عندما يعجزون عن التصرف فيها
أو لا تكون لديهم حيلة في هذا الأمر أو ذاك...



وأضيف ... بأنهم يبكون أو بالأصح تكون دمعتهم قريبة عندما يكبرون في السن ، أو في حال العجز والضعف ... ويتفاوت الأمر من شخص لآخر ... ولكن والله دمعتهم عزيزة ، واسأل الله تعالى أن لا تنزل إلا من خشيته .. آمين

خالد الهنداوي
10-11-2009, 07:20 PM
بارك في مرورك

إسلامية
10-11-2009, 07:33 PM
يابوي ليه تبكي كل ما شفتك وعينـك لـي
تخاف أموت يابوي .. وقبل الموت تبكينـي

كفا يابوي لا تبكي وأنا موجود معـك وحـي
أجل بعد الرحيل أشلون .. في قبري توطيني


قسم بالله يابوي لجل عينـك شربـت الغـي
جرعت الهم والحرمان وبحر الويل يسقيني

تحملت السنين اللي طوتني في عاذبي طـي
وصار الجمر بكفوفي .. وتحت أقدام رجليني

يابوي ماعلى عمري حسافه ولا بقا بي شـي
ولـكـن بطلبــك ..يـابـوي تكـفــا لا تخـلـينـي

يابوي مابي غيـرك يغسـل جثتـي بالمـي
وتكفا قبل لا أتكفن .. يابوي فكلـي عينـي

بأمر الله يمكن ألمحك وأرحل في عيني ضي
وودع وجهك الـطاهـر مع دنيـاي وسنيـنـي

وخل الناس تحملني وترفع راسي ورجلـي
وتأخذني على قبري وتكسب أجرهـا فينـي

وأذا جيت القبر يا بوي نزلني شوي شـوي
ووجهـني لبيـت الله .. وقبلـة المصلينـي

وحط الطين وأدفني وعز اللي يعـزي فـي
ثلاث أيام يابـوي .. يواسـوك المعزينـي

ورابع يوم يا بوي تذكر .. ضحكتي وعنـي
تذكـر وش كنت أقـول يـوم أنـك تنادينـي

تذكر يـوم كنت أنـام في ظـل النـخـل والـفـي
تجي يمي تصب الما..على وجهي وتصحيني
:
تذكر جرة الموال وصوت فـي حبالـه كـي
تذكر يوم أغني لك قصيدي وانت توحينـي

تذكر ضحكتك لا قلتلك يابوي عشقـي هـي
تذكر كم قصيدة خافيـه مـا بينـك وبينـي

تذكر كل شي كان وأذكر.. يـوم أنـا حـي
ولكـن أسالـك بالله يـابـوي لا تبكيـنـي

منذر ادريس
12-11-2009, 04:53 AM
قصة مؤثرة
وكم من الناس مرّ بمثل هذه الحالة لكن مهما عظم الخطب ومهما اشتدت المحن وزادت الفتن فعزاؤنا بنبينا الكريم صلوات ربي وسلامه عليه وبما ادخره الله من أجر عظيم عميم للصابرين
بارك الله فيكم أخي الفاضل خالد الهنداوي

الطامعة في عفو الله
12-11-2009, 07:53 AM
سبحان الله

قصة مؤثره

ولكني عندما قرأتها تذكرت نعمه الله التي انعم بها علينا معشر النساء

نعمه الاسلام

فهذا حال أب يبكي فراق ابنته الصغيره

وقبل الاسلام كان يقتلها بيده


الحمد لله علي نعمه الاسلام

وكفي بها نعمه

جزاك الله خير أخي الفاضل

وبارك الله فيك

خالد الهنداوي
12-11-2009, 09:21 AM
بارك الله فيكم علي مروركم وعلي الشعر الرائع للاخت اسلامية

رنوووش
13-11-2009, 04:38 PM
قصه مؤثره
جزاك الله خيرا

إسلامية
13-11-2009, 08:17 PM
http://ruqya.net/forum/showthread.php?t=28784

محمد أبو القاسم
21-11-2009, 05:39 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لنذكرك أخي الكريم بسيد المرسلين صلى الله عليه وسلم حين دمعت عيناه صلوات الله وسلامه عليه فقال له عبد الرحمن بن عوف : وأنت يا رسول الله ؟ , قال : يا ابن عوف إنها رحمه , ثم قال : إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقك يا إبراهيم لمحزونون.
آلمنا مصابك الجلل أخي الكريم، ولكن والله على قدر أهل العزم تأتي العزائم، وسوف تلقاها إن شاء الله في الجنة، وهي تشربك من يدها، ولا تقبل الدخول إلا وأنت قبلها إلى الجنة، هذا ما بشرنا به سيد المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم.
والدنيا تدخلنا من باب، وتخرجنا من باب، ولا ندري متى الله عز وجل يأخذ الأمانة التي يضعها بين يدينا، فلعلك إنشاء الله تصبر صبراً جميلاً، يرضى الله بك عليه، ويرفع من مقامك، ويعزك في الدارين، دار الدنيا ودار الآخرة.
فالأيام القادمة تكون أشد وأقصى عليك، ولكن بإذن الله بالإيمان الذي داخل قلبك، وبقربك من الله عز وجل، تمر من هذه المحنة، وتكون قد فزت بهذا الامتحان، وهذا الابتلاء، الذي خصك الله عز وجل به من بين كل البشر، وكلنا نعيش في رحمة الله عز وجل.
عظم الله أجركم أخي الكريم.

بوراشد
21-11-2009, 08:26 PM
سامحكك الله يا شيخ خالد ....من ايت أتيت بهذه الصورة الإنسانية ...المؤثرة .

غريب الكويت
27-11-2009, 02:40 PM
بارك الله فيك عمنا بو راشد قصه ابكتني في غربتي و الله

بوراشد
27-11-2009, 06:14 PM
بارك الله فيك عمنا بو راشد قصه ابكتني في غربتي و الله


كفكف دموعك يا أخي ...وتوكل على الله ...فالله خير حافظاً وهو أرحم الراحمين ...

وللعلم ...ناقل القصة الشيخ خالد الهنداوي وفقه ...وليس أخيك بوراشد ...

ام خدوج
15-01-2010, 06:28 PM
قصة مؤثرة كثيرا ابكتني طول قراءتي لها
كان الله في عون الاب و الهمه الصبر

رغده
26-01-2010, 07:31 AM
جزاك الله خير