المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سمعنا عن العلاقة ما بين الجن والصور والاغاني ، فهل هناك علاقه ما للجن بالكمبيوتر ؟؟؟


الصقار
22-10-2005, 11:52 AM
السلام عليكم ورحمة الله

سمعنا عن علاقة الجن بالصور المعلقه في المنزل و الاغاني فهل هناك علاقه للجن بالكمبيوتر و التلفزيون

جزاكم الله خير :rolleyes:

أبو البراء
23-10-2005, 08:28 AM
الأخ الحبيب ( الصقار ) حفظه الله ورعاه

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،

لا يختلف الأمر أخي الحبيب ما بين الصور والمجسمات وما بين الصور التي تعرض على الكمبيوتر ، وقبل أن أقدم خلاصة هذه المسألة أود أن أعرض ما يتعلق بوجود التلفاز بشكل عام وأثره على لبيوت الإسلامية كما ذكرته في كتابي الموسوم ( منكرات الإنسان فيما يسلط الجن والشيطان ) على النحو التالي :

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وعلى آله وصحبه وسلم ،،،

إن التربية الإسلامية أنشأت جيلا مؤمنا ، متسلحا بالإيمان ، مسترشدا بالقرآن ، مدافعا عن العقيدة ، متمسكا بالمبادئ الإسلامية التي نشأ وتربى عليها 0

واليوم ابتعد الكثيرون عن هذه الأخلاقيات والمناهج ، ضنا واعتقادا بالمظاهر الغربية الزائفة ، فأخذوا بعاداتهم وتقاليدهم ، وتربوا وأنشأوا أبناءهم على ذلك ، فحصل التخبط والضياع ، ووصلت كثير من المجتمعات الإسلامية إلى ما وصلت إليه من مظاهر هدامة وانحرافات أخلاقية نتيجة لذلك 0

وقد برز الغرب على المجتمعات الإسلامية بمعتقدات وأفكار وتقنيات كثيرة ، تراوحت بين الغث والسمين ، ومن تلك التقنيات ذلك الجهاز الخطير الذي يعتبر قنبلة موقوتة قد تنفجر في أية لحظة وتترك من الآثار والنتائج السلبية ما يصعب تداركه والسيطرة عليه ، وقد استطاع الشيطان من خلالا نفث سمومه ، وتقويض الأفراد والأسر والمجتمعات ، وفيما يلي أستعرض بعض الأخطار الناتجة عن اقتناء هذا الجهاز :

أ - الإخلال بالعقيدة وتدميرها ، وذلك بتجسيد شخصيات كافرة في أذهان وعقليات الأطفال خاصة ، بحيث تصبح تلك الشخصيات قدوة في السلوك والتصرف ، وكذلك إظهار شخصيات وهمية لها قدرات خارقة اختصها الله لذاته ، كإحياء الموتى ، والتصرف في الكون ، والانتصار على سكان الكواكب الأخرى كما يزعمون ، فتغرس هذه المشاهد الرهبة والخوف والتعظيم في نفوس الأطفال 0

ب - الدعوة الصريحة لتحرير المرأة ومساواتها بالرجل ، والنيل من عفافها وجعلها سلعة تباع وتشترى في سوق النخاسة 0

ج - تدمير الأخلاق والقيم والمبادئ الإسلامية من خلال عرض المظاهر الهدامة المتنوعة ، كالجرائم والسرقات والزنا والخمر والربا والمخدرات مما يغرس الفضول وحب الاستطلاع ، فتتحرك الغرائز وتميل لمعاشرة ذلك وتجربته ، والنفس أمارة بالسوء ، كما أخبر الحق جل وعلا في محكم كتابه : ( وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِى إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلا مَا رَحِمَ رَبِّى إِنَّ رَبِّى غَفُورٌ رَحِيمٌ ) ( سورة يوسف – الآية 53 ) 0

د – نشر الثقافة الفكرية الغربية ، في المجتمعات الإسلامية بما تتضمنه من عقائد ومبادئ وأخلاقيات في جميع المجالات الاجتماعية والاقتصادية وغيرها ، والمناقضة تماما للعقيدة الإسلامية ، والتي تعتمد أساسا على أفكار هدامة ، تسيرها النظرة المادية البحتة ، والشهوة والغريزة 0

هـ- إظهار المعاصي بمظهر جذاب ، وتحسينها وتزيينها وصقلها وإبرازها كنوع من الرقي والتطور ، فتتعلق بها القلوب ، وتتوجه إليها الأبصار ، وتهوي إليها الأفئدة ، ومن أمثلة ذلك الفن ، والتمثيل ، والرياضة غير الموجهة ، وغيرها من منكرات بدأت تدب وتسري في مجتمعاتنا الإسلامية 0

إن هذا الجهاز جليس نجالسه ونتجرع من سمومه ، وقد ثبت من حديث أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إنما مثل الجليس الصالح ، وجليس السوء ، كحامل المسك ، ونافخ الكير ، فحامل المسك ، إما أن يحذيك ، وإما أن تبتاع منه ، وإما أن تجد منه ريحا طيبة ، ونافخ الكير ، إما أن يحرق ثيابك ، وإما أن تجد ريحا خبيثة ) ( متفق عليه ) 0

قال المناوي : ( والمقصود منه النهي عن مجالسة من تؤذي مجالسته في دين أو دنيا ، والترغيب في مجالسة من تنفع مجالسته ، وفيه إيذان بطهارة المسك وحل بيعه ، وضرب المثل والعمل في الحكم بالأشياء والنظائر ، وأنشد بعضهم :

تجنب قرين السوء واصرم حباله00000000000 فإن لم تجـد من محيصــا فداره
والزم حبيب الصدق واترك مراءه00000000000 تنل منه صفو الود ما لم تمــاره
ومن يزرع المعروف مع غير أهله00000000000 يجده وراء البحر أو في قــراره
ولله في عرض السـماوات جنة0000000000000 ولكنهــا محفوفــة بالمكـاره
( فيض القدير – 3 / 4 ) 0

وكثير من المسلمين اليوم تأثروا تأثرا جذريا جراء متابعتهم لذلك الجهاز ، فتغيرت قيمهم واختلفت معاييرهم ، وانحرفت عقائدهم ، وأصبح المعروف لديهم منكرا ، والمنكر معروفا ، وبدت الكبائر والصغائر أمرا طبيعيا بل محببا للممارسة والفعل 0

ومن آثاره الخطيرة كذلك أن الألفاظ أصبحت لا توزن بميزان الشريعة ، فتفشت الألفاظ الكفرية والشركية والبدعية بين الناس ، وبدأوا يتداولونها ويستخدمونها بينهم وكأنها أمر طبيعي ، دون إدراك خطورة ذلك وتدميره للعقيدة 0

إن كافة الأخطار المحدقة بالأمة الإسلامية نتيجة لاقتناء هذا الجهاز – عن طريق مباشر أو غير مباشر – تبين حرمة استخدامه بالكيفية المتبعة اليوم لما يحتويه من مظاهر هدامة تم ذكرها آنفا والتي تؤثر علىعقيدة المسلم وسلوكه ، والأدلة تؤيد ذلك وتؤكده ، يقول تعالى في محكم كتابه : ( 000 وَيُحِلُّ لَهُمْ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمْ الْخَبَائِثَ 000 ) ( سورة الأعراف – جزء من الآية 157 ) ، وقد ثبت من حديث ابن عباس - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( لا ضرر ولا ضرار ) ( صحيح الجامع 7517 ) 0

قال ابن رجب : ( وقيل الضرر : أن يدخل على غيره ضررا بما ينتفع هو به ، والضرار : أن يدخل على غيره ضررا بما لا منفعة له به ، كمن منع ما لا يضره ويتضرر به الممنوع ، ورجح هذا القول طائفة ، منهم ابن عبد البر وابن الصلاح 0
وقيل : الضرر : أن يضر بمن لا يضره ، والضرار : أن يضر بمن قد أضر به على وجه غير جائز 0
وبكل حال فالنبي صلى الله عليه وسلم نفى الضرر والضرار بغير حق 0
أما إدخال الضرر على أحد بحق ، إما لكونه تعدى حدود الله ، فيعاقب بقدر جريمته ، أو كونه ظلم غيره ، فيطلب المظلوم مقابلته بالعدل ، فهذا غير مراد قطعا ، وإنما المراد : إلحاق الضرر بغير حق ) ( جامع العلوم والحكم - 2 / 212 )

ولا بد أن ندرك أن هذا الجهاز سلاح قوي فتاك يستغلـه الشيطان وأعوانه ، ليحقق الغاية والهدف الذي يسعى إليه دوما وهو نفس المصير الذي آل إليه ، وذلك يوجب الحذر من تدليسه ومكائده ، وأساليبه الماكرة التي يسلكها ، كإظهار الباطل في صورة الحق ، نتيجة لهوى أو نزوة أو شهوة جامحة في النفس 0 وأكثر الأبواب التي يطرقها الشيطان لينفذ بها للإنسان هي العادات والتقاليد والقيم المتوارثة عن الآباء والأجداد خاصة ما يخالف العقيدة والمنهج ، وكذلك حال المجتمع المسلم بما يحتويه من انحرافات وتجاوزات تخالف القيم الإسلامية الحقه ، فيظهر للمسلم أن حاله حال غيره من المسلمين 0 وهنا لا بد من التفكر في قول الله تعالى : ( وَكُلُّهُمْ ءاتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا ) ( سورة مريم – الآية 95 ) ، ومن الأبواب الخطيرة التي يسلكها الشيطان للنيل من ابن آدم العقائد المنحرفة لبعض الطوائف ، كمن يحتج بفعل المحرم أو ترك الواجب ، فيقول : ( الإيمان في القلب ) ، وهذا قول طائفة منحرفة يطلق عليها ( المرجئة ) أو ( أهل الوعد ) 0

قال الدكتور إبراهيم بن محمد البريكان – حفظه الله - :( قال أهل الوعد أو ( المرجئة ) : إن العاصي مؤمن كامل الإيمان ، وإن الإيمان لا تضر معه المعصية ، فهو غير قابل للنقصان 0 وبناء على ذلك فلا تفاضل بين المؤمنين بل هم في درجة واحدة ، فجحدوا بعض الوعيد وما فضل الله به الأبرار على الفجار 0 وسموا بذلك لأنهم أخروا العمل عن الإيمان ، فلم يجعلوه من أركان الإيمان ، ولا من لوازمه ، بل الإيمان كامل به أو بدونه 0
وتوسط أهل السنة والجماعة فقالوا هو مؤمن بإيمانه ، فاسق بكبيرته 0 وأما في الآخرة فهو تحت مشيئة الله إن شاء عذبه ، وإن شاء غفر له ) ( المدخل لدراسة العقيدة الإسلامية - ص 79 - 80 ) 0

وقد دلت كثير من نصوص القرآن الكريم والسنة المطهرة على مكر الشيطان وتربصه وعدائه للإنسان ، يقول تعالى في محكم كتابه : ( قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِى لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِى الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلا عِبَادَكَ مِنْهُمْ الْمُخْلَصِينَ ) ( سورة الحجر – الآية 39 ، 40 ) ، وقد ثبت من حديث أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه – أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الشيطان قال : وعزتك يا رب لا أبرح أغوي عبادك ما دامت أرواحهم في أجسادهم ، فقال الرب : وعزتي وجلالي لا أزال أغفر لهم ما استغفروني ) ( السلسلة الصحيحة 104 ) 0

قال المناوي : ( " إن الشيطان " لفظ رواية أحمد " إن إبليس " بدلا من الشيطان " قال : وعزتك " أي قوتك وشدتك " يا رب لا أبرح أغوي " أي لا أزال أضل " عبادك " الآدميين المكلفين يعني لأجتهدن في إغوائهم بأي طريق ممكن " ما دامت أرواحهم في أجسادهم " أي مدة دوامها فيها " فقال : الرب وعزتي وجلالي لا أزال أغفر لهم ما استغفروني " أي طلبوا مني الغفران أي الستر لذنبهم مع الندم على ما كان منهم والإقلاع والخروج من المظالم ، والعزم على عدم العودة إلى الاسترسال مع اللعن 0 وظاهر الخبر أن غير المخلصين يرجون من الشيطان وليس في آية ( 000 لأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلا عِبَادَكَ مِنْهُمْ الْمُخْلَصِينَ ) ( سورة ص – الآية 82 ، 83 ) ما يدل على اختصاص النجاة بهم كما وهم لأن قيد قوله تعالى : ( وَمِمَّنْ تَبِعَكَ ) ( سورة ص – الآية 85 ) أخرج العاصين المستغفرين إذ معناه ممن اتبعك واستمر على المتابعة ولم يرجع إلى الله ولم يستغفر ، ثم في إشعار الخبر توهين لكيد الشيطان ووعد كريم من الرحمن بالغفران 0 قال حجة الإسلام : لكن إياك أن تقول : إن الله يغفر الذنوب للعصاة فأعصي وهو غني عن عملي 0 فإن هذه كلمة حق أريد بها باطل ، وصاحبها ملقب بالحماقة بنص خبر : " الأحمق من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني" وقولك هذا يضاهي من يريد أن يكون فقيها في علوم الدين فاشتغل عنها بالبطالة ، وقال إنه تعالى قادر على أن يفيض على قلبي من العلوم ما فاضه على قلوب أنبيائه وأصفيائه بغير جهد وتعلم – فمن قال ذلك ضحك عليه أرباب البصائر ! وكيف تطلب المعرفة من غير سعي لها ؟ والله يقول : ( وَأَنْ لَيْسَ لِلإِنسَانِ إِلا مَا سَعَى ) ( سورة النجم – الآية 39 ) ، ( إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ) " سورة الطور و سورة التحريم - جزء من الآية 16 ، 7 " ) ( فيض القدير - 2 / 351 )

وهذا العداء والتربص من قبل الشيطان وأعوانه لابن آدم باق حتى لحظة وفاته ، ومفارقة الروح للجسد ، والثبات على الحق في الدنيا والتسلح بأسلحة العقيدة والتوحيد والطاعة 0 وقهر هوى النفس من أكبر الأسباب التي تؤدي إلى الثبات عند الموت وعند البعث وعلى الصراط ، كما قال تعالى في محكم كتابه : ( يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ ءامَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِى الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِى الأخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ ) ( سورة إبراهيم – الآية 27 ) ، وعدم الثبات دليل على الاقتران بالمعصية والفشل في قهر الهوى ، وكل ذلك من أكبر الأسباب التي تؤدي لمواجهة المصير الصعب والعاقبة الوخيمة ، وقد أخبر الحق تبارك وتعالى معبرا عن تلك المواقف بقوله سبحانه : ( فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنْ الْمُقَرَّبِينَ * فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ * وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ * فَسَلامٌ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ * وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنْ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ * فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ * وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ * إِنَّ هَذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ ) ( سورة الواقعة – الآية 88 ، 95 ) 0

إن كل ما ذكر عن هذا الجهاز وخطورته وسلبياته وآثاره المروعة ، لا يعني أن الشريعة تحرم وتقف في وجه الطموحات والرغبات والغرائز البشرية – والشريعة جاءت بما يطيقه الإنسان – فالله عالم بكنه هذا المخلوق الضعيف ، خلقه ووضع له السنن الخاصة بحياته ومعيشته ، وصقل ذلك بإطار الشريعة وضوابطها ، وارتباط المسلم بهذه الأطر والضوابط يحقق له خيري الدنيا والآخرة 0

ومن هنا يتبين أن التمسك بالحق والتزود للآخرة لا يعني ترك طلب الرزق الحلال والمتعة المباحة ، وللمسلم أن يتخذ حظا من ذلك ، وفق شرع الله ومنهجه ، كما ثبت من حديث حنظلة الأسدي – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( والذي نفسي بيده ، لو كنتم تكونون في بيوتكم على الحالة التي تكونون عليها عندي ، لصافحتكم الملائكة ، ولأظلتكم بأجنحتها ، ولكن يا حنظلة ! ساعة وساعة ) ( السلسلة الصحيحة 1976 ) 0

قال المباركفوري : ( قوله " لو أنكم تكونون " أي في حال غيبتكم عني " كما تكونون عندي " أي من صفاء القلب والخوف من الله " لأظلتكم الملائكة بأجنحتها " جمع جناح ورواية مسلم " لصافحتكم الملائكة على فرشكم وفي طرقكم " ) ( تحفة الأحوذي - 7 / 125 )

سئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين عن حكم وجود التلفاز في بيت الرجل المسلم فأجاب - حفظه الله - : ( الذي نرى أن التنزه عن اقتناء التلفاز أولى وأسلم بلا شك ، وأما مشاهدته فإنها تنقسم إلى ثلاثة أقسام :
أولا : مشاهدة الأخبار والأحاديث الدينية والمشاهدات الكونية ، فهذا لا بأس به 0
ثانيا : مشاهدة ما يعرض من المسلسلات الفاتنة والأعمال الإجرامية التي تفتح للناس باب الإجرام والعدوان والسرقات والنهب والقتل وما أشبه ذلك ، فإن مشاهدة هذا حرام ولا تجوز 0
ثالثا : مشاهدة شيء تكون مشاهدته مضيعة للوقت ليس فيه ما يقتضي التحريم وفيه شبهة بالنسبة لاقتضاء الإباحة ، فإنه لا ينبغي للإنسان أن يضيع وقته بمشاهدته لا سيما إذا كان فيه شيء من إضاعة المال ، لأن التلفزيون فيما يظهر 00 فيه إضاعة للمال إذا صرف فيما لا ينفع مثل صرف الكهرباء ، وفيه أيضا إضاعة الوقت ، وربما يتدرج الإنسان إلى مشاهدة ما تحرم مشاهدته ) ( فتاوى الشيخ محمد بن صالح العثيمين - 930 ، 931 ) 0

سائلاً المولى عز وجل أن يقينا الفتن ما ظهر منها وما بطن وأن ينصر المجاهدين في سبيله في كل مكان ، وأستحلفكم بالله العظيم أن لا تنسوا أخوانكم المجاهدين من الدعاء في كل مكان وبخاصة الفلوجة الصامدة فقد عقد لواء الكفر بخيله ورجله وركبه لاقتحامها ، فأسأل الله الذي لا يغفل ولا ينام في هذه الساعة الفضيلة أن يكتب لهم النصر وأن يلهم أهلها الصبر والأجر والشهادة مقبلين غير مدبرين ، وأن يدمر المنبطحين المتفرجين الطاحكين على انتهاك أعراض روممتلكات الأمة الإسلامية 000 اللهم آمين يا رب العالمين 000 مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0

ولمزيد من الفائدة أنقل ما ذكرته في نفس الكتاب حوب مسألة الصور والمجسمات على النحو التالي :

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وعلى آله وصحبه وسلم ،،،

إن هذه المسألة من المسائل التي شغلت الأمة ، وتبرز أهمية دراستها أن قسما منها يمس جانب التوحيد وقداسته من قريب أو بعيد ، وهو الذي برحت الشريعة تحيطه بسياج قوي كيلا يخدش صفاءه دخن من الشرك قل أو كثر ، فأعلنت الشريعة أحكامها تحمي حمى التوحيد ، وتصد كل الأبواب التي تسعى للنيل منه والتأثير عليه ، فكانت القاعدة الفقهية ( سد الذرائع ) لتصون ذلك ، تلك الذرائع التي تتردى بصاحبها إلى هاوية الشرك ، إضافة إلى جانب آخر وهو تعلقها بموضوع الرقية ، بسبب المدخل العظيم للشيطان للنيل من البيوت الإسلامية والعبث فيها وتحطيمها من الداخل 0

قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - : ( ولهذا دخل الشيطان من هذين البابين على كثير من النساك ؛ فتوسّعوا في النظر إلى الصور المنهي عن النظر إليها ، وفي استماع الأقوال والأصوات التي نهوا عن استماعها ، ولم يكتف الشيطان بذلك حتى زين لهم أن جعلوا ما نهوا عنه عبادة وقربة وطاعة ؛ فلم يحرِّموا ما حرَّم الله ورسوله ، ولم يدينوا دين الحق 0
كما حكي عن أبي سعيد الخرّاز ؛ أنه قال : رأيت إبليس في النوم وهو يمّر عني ناحية ، فقلت له : تعال ، ما لك ؟ فقال : بقي لي فيكم لطيفة : السماع ، وصحبة الأحداث ) ( الاستقامة – 1 / 219 ) 0

إن البعد عن التمسك بالأحكام الشرعية في كثير من المسائل المتعلقة بالناحية الاجتماعية - أدى إلى ما تعيشه الأمة من فراغ وضياع ، وفقدت الأمة كينونتها وشخصيتها وحضارتها ، وانقادت وراء أفكار مستوردة مهلكة ، ووراء سراب يحسبه الظمآن ماء ، وأصبحت هذه الأمة تفكر بعقلية غيرها ، وتتصرف بسلوك من لا خلاق لهم 0

وكان الأجدى لهذه الأمة أن تتخلق بأخلاق القرآن ، وتسلك مسلكه وتنهل من منهجه ، ففي ذلك القوة والمنعة من الخطوب والأحداث ، لأنه المنهج الرباني الذي وضعه الله لكل زمان ومكان ، فأقر العدالة وضمن الحقوق ، وأوجد الحلول لكافة المشكلات التي تعاني منها الأمم ، وأوجد التوازن الكامل بين الفرد والمجتمع ، بل جعل ميزان المسلم الذي يقوم به حياته وماله التوفيق بين أمور الدنيا والآخرة ، وبفهم هذه الحقيقة لا بد أن يسلك مسلكا في الحياة يؤهله للارتقاء والفوز بالجنة 0

إن الأعاصير والعواصف التي اجتاحت هذه الأمة كثيرة متشعبة ، ولولا وعد الله لهذه الأمة بالتمكين والنصر لما بقيت تلك المبادئ والقيم الإسلامية حتى هذه اللحظة 0

ومن تلك الخطوب التي ابتليت بها المجتمعات الإسلامية، تلك التصاوير والصور الفوتوغرافية والرسومات والمجسمات لذوات الأرواح ، بحيث لا يكاد يخلو منها بيت مسلم إلا من رحم الله ، وهذه من أعظم المنكرات التي تمنع الملائكة من دخول تلك البيوت ، فتغشاها حينذاك الشياطين ، فتصول وتجول ، وتبدأ بالوسوسة وزرع الضغائن والأحقاد بين أفراد الأسرة الواحدة ، فتفسد على أهل البيوت بيوتهم وتحرف مسارهم وتبعدهم عن خالقهم ، ولا بد أن ندرك أننا من مهد الطريق وأفسح للدخول ومنع الملائكة من ذلك 0

إن الأدلة الثابتة تقر حرمة اقتناء وتعليق تلك التصاوير والصور الفوتوغرافية والرسومـات والمجسمات لذوات الأرواح 0 وتلك بعض الأحاديث الدالة على ذلك :

* عن عائشة - رضي الله عنها – قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أما علمت أن الملائكة لا تدخل بيتا فيه صورة وأن من صنع الصور يعذب يوم القيامة فيقال : أحيوا ما خلقتم ) ( متفق عليه ) 0

قال النووي : ( وأما قوله صلى الله عليه وسلم " ويقال لهم : أحيوا ما خلقتم " فهو الذي يسميه الأصوليون أمر تعجيز كقوله تعالى : ( قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ ) ( سورة هود – جزء من الآية 13 ) ، وأما قوله في رواية ابن عباس : ( يجعل له ) فهو بفتح الياء من يجعل ، والفاعل هو الله تعالى ، أضمر للعلم به 0 قال القاضي في رواية ابن عباس : يحتمل أن معناها أن الصورة التي صورها هي تعذبه ، بعد أن يجعل فيها روح ، وتكون الباء في ( بكل ) بمعنى في قال : ويحتمل أن يجعل له بعدد كل صورة ومكانها شخصا يعذبه ، وتكون الباء بمعنى لام السبب 0 وهذه الأحاديث صريحة في تحريم تصوير الحيوان ، وأنه غليظ التحريم ، وأما الشجر ونحوه مما لا روح فيه فلا تحرم صنعته ، ولا التكسب به ) ( صحيح مسلم بشرح النووي – 13 ، 14 ، 15 / 275 ) 0

* عن أبي سعيد - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الملائكة لا تدخل بيتا فيه تماثيل أو صورة ) ( صحيح الجامع 1961 ) 0

قال المناوي : ( " إن الملائكة " أي ملائكة الرحمة والبركة أو الطائفين على العباد للزيارة واستماع الذكر ونحوهم - لا الكتبة فإنهم لا يفارقون المكلف طرفة عين وكذا ملائكة الموت - لا تدخل بيتا يعني مكانا بينا أو غيره فيه تماثيل جمع تمثال ، وهي الصورة المصورة كمـا في الصحاح وغيره فالعطف للتفسير في قوله " أو صورة " أي صورة حيوان تام الخلقة لحرمة التصوير ومشابهته بيت الأصنام ، وذلك لأن المصور يجعل نفسه شريكا لله في التصوير 0 وهذا يفيد تحريم اتخاذ ذلك وتشديد النكير في شأنه ، وقد ورد في النهي أحاديث كثيرة ) ( فيض القدير – 2 / 394 ) 0

* عن علي - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الملائكة لا تدخل بيتا فيه كلب ولا صورة ) ( صحيح الجامع 1963 ) 0

قال المناوي : ( " إن الملائكة لا تدخل بيتا " يعني محلا " فيه كلب " لنجاسته فأشبه المبرز ، وهم منزهون عن محل الأقذار ، إذ هم أشرف خلق الله وهم المكرمون المتمكنون في أعلى مراتب الطهارة ، وبينهما تضاد كما بين النور والظلمة ، ومن سوى نفسه بالكلاب فحقيق أن تنفر منه الملائكة ، وتعليلهم بذلك يعرفك أنه لا اتجاه لزعم البعض أنه خاص بكلب يحرم اقتناؤه ، بخلاف كلب صيد أو زرع ، والكلب في الأصل اسم لكل سبع عقور " ولا صورة " لأن الصورة فيها منازعة لله تعالى وهو الخالق المصور وحده فعدم دخولهم مكانا هما فيه لأجل عصيان أهله ) ( فيض القدير – باختصار – 2 / 394 ، 395 ) 0

قلت : تعقيبا على ما ذكره المناوي – رحمه الله – أشرف خلق الله هم الأنبياء ، والملائكة يلونهم في الشرف ولو كانت العبارة " من أشرف خلق الله " لكانت أولى 0

* عن جابر - رضي الله عنه - قال : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( نهى عن الصورة ) ( السلسلة الصحيحة 425 ) 0

قال المباركفوري : ( قال النووي في شرح مسلم : قال أصحابنا وغيرهم من العلماء : تصوير صورة الحيوان حرام شديد التحريم وهو من الكبائر ، لأنه متوعد عليها بهذا الوعيد الشديد المذكور في الأحاديث ، وسواء صنعه لما يمتهن أو لغيره فصنعته حرام بكل حال ، لأن فيه مضاهاة بخلق الله تعالى ، وسواء ما كان في ثوب أو بساط أو درهم أو دينار أو فلس أو إناء أو حائط أو غيرها ، وأما تصوير صورة الشجر ورحال الإبل وغير ذلك مما ليس فيه صورة حيوان فليس بحرام 0 هذا حكم نفس التصوير 0 وأما اتخاذ المصور فيه صورة حيوان فإن كان معلقا على حائط أو ثوبا ملبوسا أو عمامة ونحو ذلك مما لا يعد ممتهنا فهو حرام ، وإن كان في بساط يداس ومخدة ووسادة ونحوها مما يمتهن فليس بحرام ، ولا فرق في هذا كله بين ما له ظل وما لا ظل له ، هذا تلخيص مذهبنا في المسألة ) ( تحفة الأحوذي – 5 / 349 ) 0

إن البعض قد احتج بحجة باطلة لتعليقه تلك التصاوير ، وزعم أن تعليقها لا يفضي للعبادة إنما للزينة والذكرى ، وهذه حجة باطلة ليس لها مستند أو دليل شرعي ، فالنبي صلى الله عليه وسلم نهى نهيا عاما مطلقا ، وأيا كان الدافع لتعليقها ، كما ثبت في الأحاديث السابقة – فإن وجدت العبادة أو التعظيم أفضى تعليقها إلى الشرك ، فقوم نوح إنما علقوا الصور ونحتوا المجسمات ليتذكروا بها أصحابها ، وقد قال تعالى : ( وَمَا ءاتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ) ( سورة الحشر – الآية 7 ) 0

إن قضاء حق الأموات وتذكرهم لا يكون بتعليق صورهم والحزن والغم عند رؤيتها ، بل سلوك المسلك الشرعي الذي حدده وبينه الحق تبارك وتعالى في محكم كتابه ، وأقره رسوله صلى الله عليه وسلم في السنة المطهرة ، وقد ثبت من حديث أبي هريرة – رضي الله عنه – أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث ، صدقة جارية ، أو علم ينتفع به ، أو ولد صالح يدعو له ) ( صحيح الجامع 793 ) 0

قال المناوي : ( " إذا مات الإنسان " وفي رواية : ابن آدم " انقطع عمله " أي فائدة عمله وتجديد ثوابه يعني لا تصل إليه فائدة شيء من عمله كصلاة وحج " إلا من ثلاث " أي ثلاثة أشياء فإن ثوابها لا ينقطع لكونها فعلا دائم الخير متصل النفع ، ولأنه لما كان السبب في اكتسابها كان له ثوابها " صدقة جارية " دائمة متصلة كالوقوف المرصدة فيدوم ثوابها مدة دوامها " أو علم ينتفع به " كتعليم وتصنيف 0 قال المنذري : ونسخ العلم النافع : له أجره وأجر من قرأه أو كتبه أو عمل به ما بقي خطه ، وناسخ ما فيه إثم : عليه وزره ووزر من عمل به ما بقي خطه " أو ولد صالح " أي مسلم " يدعو له " لأنه هو السبب لوجوده وصلاحه وإرشاده إلى الهدى ، وفائدة تقييده بالولد مع أن دعاء غيره ينفعه - تحريض الولد على الدعاء للوالد وقيد بالصالح أي المسلم ، لأن الأجر لا يحصل من غيره 0 أما هذه الثلاثة فأعمال تجدد بعد موته لا تنقطع عنه لكونه سببا لها ، فإنه تعالى يثيب المكلف بكل فعل يتوقف وجوده توقفا ما على كسبه ، سواء فيه المباشرة والسبب ، وما يتجدد حالا فحالا من منافع الوقف ، ويصل إلى المستحقين من نتائج فعل الواقف ، واستفادة المتعلم من مآثر المتقدمين وتصانيفهم بتوسط إرشادهم ، وصالحات أعمال الولد تبعا لوجوده الذي هو مسبب عن فعل الوالد كان ذلك ثوابا لاحقا بهم غير منقطع عنهم ، وبدأ بالصدقة لأن المال زينة الدنيا والنفوس متعلقة بحبه فإيثار الخروج عنه لله آية صدق فاعله ونعني بالعلم لاشتراكه معها في عموم منافعه وعموم مناقبه ، وختم بدعاء الولد تنبيها على أن شرف الأعمال المتقدمة لا ينكر ، ولأنها أرجح من الأعمال القاصرة 0 قال النووي : وفيه دليل على صحة الوقف وعظيم ثوابه ، وبيان فضيلة العلم ، والحث على الإكثار منه والترغيب في توريثه بنحو تعليم وتصنيف ، وأنه ينبغي أن يختار من العلوم الأنفع فالأنفع ، وأن الدعاء يصل ثوابه إلى الميت وكذا الصدقة وهو إجماع ، وكذا قضاء الدين ) ( فيض القدير – 1 / 438 ) 0

فتذكر حال الأموات لا بد أن يكون وفق شرع الله ومنهجه ، وأفضل ذلك الدعاء لهم كما ثبت في الحديث آنف الذكر ، وكذلك برهم بالحج والإحسان إلى معارفهم وصحبتهم ، وبما شرع الله من أنواع البر التي تصل إليهم ، كما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في عدة مواضع ، والمؤمن يقر بالسمع والطاعة لكافة الأحكام الشرعية دون استثناء ، كما أخبر الحق – جل وعلا – في محكم كتابه : ( ءامَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ ءامَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ) ( سورة البقرة – الآية 285 ) 0

وقد اقتضت النصوص الواردة في النهي العموم لكافة الصور سواء كانت رسما أو فوتوغرافية أو بأي شكل من الأشكال ، إلا ما كان للضرورة ، على أن تقدر بقدرها ، كوثائق السفر وما شابهها ، وهناك بعض أهل العلم ممن أجاز الصور الفوتوغرافية ، والراجح عدم الجواز بالأدلة العامة في التحريم ، وعلى المنع من ذلك كبار العلماء في هذه البلاد الطيبة ، ولا بد لسلامة العقيدة والتوجه الصحيح البعد عن المحرمات والمشتبهات لعموم الأحاديث الواردة في ذلك ، كما ثبت من حديث النعمان بن بشير – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( الحلال بين ، والحرام بين ، وبينهما أمور مشتبهات ، لا يعلمها كثير من الناس ، فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لعرضه ودينه ، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام ، كراع يرعى حول الحمى ، يوشك أن يواقعه ، ألا وإن لكل ملك حمى ، ألا وإن حمى الله تعالى في أرضه محارمه ، ألا وإن في الجسد مضغة ، إذا صلحت صلح الجسد كله ، وإذا فسدت فسد الجسد كله ، ألا وهي القلب ) ( متفق عليه ) 0

قال المناوي : ( " الحلال " ضد الحرام لغة وشرعا " بين " أي ظاهر واضح لا يخفى حله وهو ما نص الله أو رسوله أو أجمع المسلمون على تحليله بعينه أو جنسه ، ومنه ما لم يرد فيه منع في أظهر الأقوال " والحرام بين " واضح لا تخفى حرمته وهو ما نص أو أجمع على تحريمه بعينه أو جنسه أو على أن فيه عقوبة أو وعيدا ، ثم التحريم إما لمفسدة أو مضرة خفية كالزنى ومذكى المجوس ، وإما لمفسدة أو مضرة واضحة كالسم والخمر وتفصيله لا يحتمله المقام 0 " وبينهما " أي الحلال والحرام الواضحين " أمور " أي شؤون وأحوال " مشتبهات " بغير ما لكونها غير واضحة الحل والحرمة لتجاذب الأدلة وتنازع المعاني والأسباب ، فبعضها يعضده دليل التحريم والبعض بالعكس ، ولا مرجح لأحدهما إلا خفاء ، ومن المشتبه معاملة من في ماله حرام ، فالورع تركه وإن حل " لا يعلمها كثير من الناس " أي من حيث الحل والحرمة لخفاء نص أو عدم صراحة أو تعارض نصين ، وإنما يؤخذ من عموم أو مفهوم أو قياس أو استصحاب أو لاحتمال الأمر فيه الوجوب والندب والنهي والكراهة والحرمة أو لغير ذلك ، إنما يعلمه قليل من الناس وهم الراسخون ، فإن تردد الراسخ في شيء لم يرد به نص ولا إجماع اجتهد بدليل شرعي فيصير مثله ، وقد يكون دليلا غير خال من الاحتمال فيكون الورع تركه كما قال " فمن اتقى " من التقوى وهي لغة :جعل النفس في وقاية مما يخاف 0 وشرعا : حفظ النفس عن الآثام وما يجر إليها " الشبهات " أي اجتنبها ووضع الظاهر موضع المضمر تفخيما لشأن اجتناب الشبهات ، والشبهة ما يخيل للناظر أنه حجة وليس كذلك ، وأريد هنا ما سبق في تعريف الشبهة " فقد استبرأ " بالهمزة وقد يخفف أي طلب البراءة " لدينه " من الذم الشرعي " وعرضه " بصونه عن الوقيعة فيه بترك الورع الذي أمر به ، فهو هنا الحسب 0 وقيل : النفس لأنها التي يتوجه إليها المدح والذم ، وعطف العرض على الدين ليفيد أن طلب براءته منظور إليه كالدين " ومن وقع في الشبهات " يعني فعلها وتعودها " وقع في الحرام " أي يوشك أن يقع فيه لأنه حام حول حريمه ، وقال : " وقع " دون يوشك أن يقع كما قال في المشبه به الآتي ، لأن من تعاطى المشبهات صادف الحرام وإن لم يتعمده إما لإثمه بسبب تقصيره في التحري أو لاعتياده التساهل وتجرئه على شبهة بعد أخرى ، إلى أن يقع في الحرام 0 أو تحقيقا لمداناة الوقوع كما يقال من اتبع هواه هلك ، وسره أن حمى الملوك محسوسة يحترز عنها كل بصير ، وحمى الله لا يدركه إلا ذوو البصائر ، ولما كان فيه نوع خفاء ضرب بالمحسوس بقوله : " كراع " أصله الحافظ بغيره ، ومنه قيل للوالي راعي والعامة رعية وللزوج راع ، ثم خص عرفا بحافظ الحيوان كما هنا " يرعى حول الحمى " أي الحمى وهو المحذور على غير مالكه " يوشك " يسرع " أن يواقعه " أي تأكل ماشيته منه فيعاقب ، شبه أخذ الشهوات بالراعي ، والمحارم بالحمى ، والشبهات بما حوله ، ثم أكد التحذير من حيث المعنى بقوله : " إلا " حرف افتتاح قصد به أمر السامع بالإصغاء لعظم موقع ما بعده " وإن لكل ملك " من ملوك العرب " حمى " يحميه عن الناس ويتوعد من قرب منه بأشد العقوبات " ألا وإن حمى الله " تعالى وهو ملك الملوك " في أرضه محارمه " أي المحارم التي حرمها ، وأريد بها هنا ما يشمل المنهيات وترك المأمور ، ومن دخل حمى الله بارتكاب شيء منها استحق العقاب ، ومن قاربه يوشك الوقوع فيه ، فالمحافظ لدينه لا يقرب مما يقرب إلى الخطيئة ، والقصد إقامة البرهان على تجنب الشبهات ، وأنه إذا كان حمى الملك يحترز منه خوف عقابه ، فحمى الحق أولى لكون عذابه أشق 0 ولما كان التورع يميل القلب إلى الصلاح وعدمه إلى الفجور أردف ذلك بقوله : " ألا وإن في الجسد " أي البدن " مضغة " قطعـة لحم بقدر ما يمضغ 0 لكنها وإن صغرت حجما عظمت قدرا ومن ثم كانت " إذا صلحت " انشرحت بالهداية " صلح الجسد كله " أي استعملت الجوارح في الطاعات لأنها متنوعة له وهي وإن صغرت صورة كبرت رتبة " وإذا فسدت " أي أظلمت بالضلالة " فسد الجسد كله " باستعمالها في المنكرات " ألا وهي القلب " سمي به لأنه محل الخواطر المختلفة الحاملة على الانقلاب ، أو لأنه خالص البدن وخالص كل شيء قلبه ، أو لأنه وضع في الجسد مقلوبا وذلك لأنه مبدأ الحركات البدنية والإرادات النفسانية ، فإن صدرت عنه إرادة صالحة تحرك البدن حركة صالحة أو إرادة فاسدة تحرك حركة فاسدة – فهو ملك والأعضاء رعيته ، وهي تصلح بصلاح الملك وتفسد بفساده ، وأوقع هذا عقب قوله " الحلال بين " إشعارا بأن أكل الحلال ينوره ويصلحه والشبه تقسيه وتظلمه ) ( فيض القدير – 3 / 423 ، 424 ) 0

وقد ثبت من حديث أنس - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( دع ما يريبك إلى ما لا يريبك ) ( صحيح الجامع 3377 ) 0

قال المناوي : ( " دع ما يريبك " أي يوقعك في الشك ، والأمر للندب بما أن توقي الشبهات مندوب لا واجب على الأصح " إلى ما لا يريبك " أي اترك ما تشك فيه من الشبهات وأعدل إلى ما لا تشك فيه من الحلال البين ، لما سبق أن من اتقى الشبهات فقد استبرأ لعرضه ودينه ، قال القاضي : هذا الحديث من دلائل النبوة ومعجزات المصطفى صلى الله عليه وسلم فإنه أخبر عما في ضمير وابصة قبل أن يتكلم به والمعنى أن من أشكل عليـه شيء والتبس ولم يتبين أنه من أي القبيلين هو ، فليتأمل فيه - إن كان من أهل الاجتهاد - ويسأل المجتهدين إن كان من المقلدين ، فإن وجد ما تسكن إليه نفسه ، ويطمئن به قلبه ، وينشرح صدره فليأخذ به وإلا 00 فليدعه وليأخذ بما لا شبهة فيه ولا ريبة ، وهذا طريق الورع والاحتياط ) ( فيض القدير - 3 / 528 ) 0

سئلت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء عن حكم التصوير الشمسي فأجابت : ( التصوير الشمسي للأحياء من إنسان أو حيوان والاحتفاظ بهذه الصور حرام ، بل هو من الكبائر ، لما ورد في ذلك من الأحاديث الصحيحة المتضمنة للوعيد الشديد والمنذرة بالعذاب الأليم للمصورين ومن اقتنى هذه الصور ، ولما في ذلك من التشبه بالله في خلقه للأحياء ، ولأنه قد يكون ذريعة إلى الشرك كصور العظماء والصالحين ، أو بابا من أبواب الفتنة كصور الجميلات والممثلين والممثلات والكاسيات العاريات ) ( فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء-1 / 455 ) 0

ومن الأمور التي انتشرت وتفشت في المجتمعات الإسلامية ولها علاقة وثيقة بهذا الموضوع ، إدخال الصحف والمجلات الإباحية الساقطة ، وأشرطة الفيديو التي تدعو إلى مفاسد الأخلاق ، وتعميق الرذيلة وتركيزها في النفوس ، فحركت الغرائز ، وأطلقت الشهوات ، وحررت هوى النفس لكل ما هو مخالف للفطرة والشرع ، فتعلم الأبناء كافة مظاهر الانحطاط ، وسوء الأخلاق ، فإلى الله المشتكى ، ولا حول ولا قوة إلا به 0

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يقينا شر أنفسنا وشر الشيطان وشركه ، وأن يقينا صغائر الأمور وكبائرها ، وأن يعفو عنا وأن يغفر لنا ويرحمنا ، وينصرنا على القوم الكافرين ، مع تمنياتي للجميع بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبيو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0

ومن هنا فإذا استخدم الكمبيوتر على الوجه الذي يرضي الله سبحانه وتعالى فنعما بها ، وأما دون ذلك واستخدامه فيما لا يرضي الله فهذا بالتأكيد يجلب الجن و الشياطين للبيوت الذي تستخدمه على هذا الوجه ، والله تعالى أعلم ، مع تمنياتي للجميع بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0

الصقار
24-10-2005, 11:27 AM
ماشاء الله عليك يا ابو البراء لم تدع شارده ولا وارده في موضوع الرقيه

أبو البراء
24-10-2005, 11:40 AM
هذا من بعض ما عندكم أخي الحبيب ( الصقار ) ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0

أبو فهد
11-04-2006, 11:09 PM
بارك الله فيكم شيخنا الحبيب ( أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني ) ، وزادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية ...

أبو البراء
12-04-2006, 10:02 AM
((( &&& بسم الله الرحمن الرحيم &&& )))

وفيكم بارك الله أخي الحبيب ومشرفنا القدير ( معالج متمرس ) ، وزادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0