المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لا تقل لي أنت تكذب فعقلي لا يستوعب


زهراء و الأمل
03-06-2009, 12:56 PM
ظاهرة الكذب و انتشارها بين الأطفال
من أخطر الظواهر التي تعاني منها الأسر و المجتمعات و أخص المسلمة بالذكر
و السؤال الوجيه لماذا لا يصدق الطفل البريء الطاهر النقي و يلجأ للكذب؟
موضوع نود الكتابة فيه من جوانب هامة
لعله من المهم بداية و قبل التطرق لهذه الظاهرة الخطيرة الشائعة أن نشير إلى نقاط هامة جدا قد يغفل عنها بعض الأباء و المربين
و في طليعتها نظرة الأطفال للوالدين
الأبوين مصدرا للثقة الكاملة و العطاء الممدود بغير حدود ..المثل الأعلى و القدوة التي يجب بها أن يحتدى ..
مصدر للأخذ الكافي و العلم الصافي ...
هكذا ينظر الأطفال للوالدين خاصة و ربما للكبار عامة ..
و أهم النظرات على الإطلاق و التي لها علاقة وطيدة بموضوع الكذب هي
أولا : مصدر الكمال ( و الكمال لله عز و جل وحده)
فالطفل يظن أن والده و والدته لا يخطئان أبدا كيف و ليس مثلهما له ناصحان
و مع تلك النظرة تكون هناك مراقبة لكل ما يصدر منهما من أقوال أو أعمال مراقبة بريئة عن قرب أو من بعيد
و المراقبة تطول أيضا الإخوة و كل من يكبره سنا من الأقارب و الأصدقاء و الجيران...
تكون مراقبة عفوية ثم تتحول لمراقبة جدية صارمة ...
ثانيا : مصدر العلم المطلق (و العلم المطلق لله وحده و ما علمنا إلا بما علمنا سبحانه)
حيث يعتقد الطفل أن الأبوين خاصة لهما علم مطلق لا تحده الحدود ..
بل يستطيعان معرفة مخبئات صدره و ما يجول بنفسه و بذهنه و ما يخطر بقلبه و يصوره عقله
يعتقد عندها أنه لا يستطيع إخفاء أي شيء عليهما أو الإحتفاظ به لنفسه لأنهما سيعلمانه حتما
و لكن هل تلك الإعتقادات تدوم طويلا ؟
بالتدريج و مع مرور الزمن يكتشف الطفل الحقيقة .. و هي أنهما يخطئان ..و يصيبان .. مثله تماما
فيزول تمثال الكمال
و يكتشف أيضا بمرور الزمن أنهما لا يعرفان الكثير من الأشياء التي يخفيها عنهما ..و أن له ما يخصه وحده ..
و أنهما لا يستطيعان الإطلاع على دواخله و مخبئات صدره..
فيسقط التمثال الثاني المعرفة و العلم المطلق
و من هنا نبدأ الحديث عن
لا تقل لي لماذا تكذب أو أنت كاذب و كلمات مشابهة .
.فقلبي لا يحتمل و عقلي لا يستوعب
لنا عودة لمن أراد المتابعة

لقاء
03-06-2009, 03:05 PM
جزاكِ الله خيراً أختي الغالية زهرة الأمل


بًوركت هذه الأنامل التي سطرت فأبدعت ...


طرح مميز ....لمشكلة هامة ...لفئة عزيزة على قلوبنا ....


مما لاشك فيه أن مرحلة الطفولة من أهم مراحل نمو الإنسان ...


فعندها تتحدد ملامح شخصية الطفل ...لأنها حجر الأساس ...


لبناء وتكامل شخصيته ...فلا بد أن تكون الدعائم قوية والأساس نقي ....


فلا يمكن تجاهل سلوكيات أبنائنا في هذه الفترة الحساسة من حياتهم ...وتجاهل دورنا في ذلك ...


بداية الموضوع رااائعة كما عودتنا دائماً ....عرض متسلسل ...لا يسعنا إلا المتابعة


والتعلم من حروفكِ الذهبية التي تضيء عقولنا ...


أؤيدكِ في بدايتك القوية للموضوع بتسليط الضوء على سلوك الآباء الذين هم القدوة


الحسنة...في البيئة الصغيرة لهذا الطفل ...وتأثيرهم على أبنائهم.... فالكذب سلوك


مكتسب ...وليس فطري ....يكتسبه الطفل من البيئة المحيطة به ....باستثناء ما ينسجه

الطفل من قصص من وحي الخيال ...


ولن أسترسل ...في الحديث وسوف أتابع حروفكِ المبدعة غاليتي ...


ولنا عودة إن شاء الله


رزقكِ الله سعادة الدارين

عبق الريحان
03-06-2009, 10:31 PM
جزاكِ الله خيراً أختي الغالية زهرة الأمل


موضوع هام فعلا ويحتاج لمتابعه

زهراء و الأمل
04-06-2009, 02:35 PM
أشكر لكما تواضعكما و مروركما الطيب الذي أسعدني
أختي الكريمة لقاء
ماشاء الله رد مثمر مميز يشف عن خبرة لا يستهان بها
بورك لك فيما علمك الله و زادك من فضله

أختي الكريمة عبق الريحان
أشكرك على المتابعة الواعية
و نحن نعلم أنه ليس كل متابع أقل علما و لا فهما و لا عطاء ...
فكم من متابع أوعى و أعلم و أفهم من كاتب
للعلم الموضوع مفتوح لكل من أراد النقاش أو السؤال أو المشاركة

زهراء و الأمل
04-06-2009, 02:57 PM
نواصل بإذن الله (حفظ الله أبناء المسلمين من الكذب و طهر ألسنتهم و قلوبهم من كل رذيء)
في موضوع كذب الأطفال لا بد من سؤال
هل الطبغ يغلب أم التطبع ؟
الأصل في الأطفال البراءة فهم على الفطرة التي فطرهم الله عليها ..
فطرة تدفعهم لقول الصدق و ذكر الحقائق المعلنة أو الخفية ..
فطرة تحميهم من الكذب و الإفتراء ..تحميهم من تعمد الوقوع في القول أو العمل السيء..
و لكن هل الطبغ يبقى سيد المواقف دائما ؟ أم قد يزاحمه التطبع فتكون بينهما مغالبة و غلبة؟
كيف و متى يبدأ الطفل الكذب
تختلف فترة بداية تورط الطفل في لجوئه للكذب من مجتمع لآخر و من أسرة لأخرى ..
و لكن في الغالب فإن الكذب عند الأطفال قد يبدأ في مرحلة مبكرة جدا فيظهر في السنة الثانية من عمر الطفل
و يكون بداية عفويا دون قصد كأن يخلط الطفل إذا سئل عن فعل ما بين كلمتي نعم و لا
فيضحك الكبار من فعله ظنا منهم أنه لجأ للكذب عمدا
ضحكهم يعلمه و يكسبه ما له تبعات مستقبلا ...
و يجدر الإشارة إلى أن الطفل للسنة الرابعة من عمره لا يكذب كذبا متعمدا..
و بعد السنة الرابعة يفهم معنى الكذب حقيقة و يمارس بمعناه قلبا و قالبا ..
و من هنا نفتح صفحة و إن كانت موجزة عن
الأسباب الرئيسة التي تدفع الطفل للكذب
أولا: الخوف من العقاب :
يتحلى الطفل بالصدق و يمارسه بكل براءة في أقواله و أعماله ..
و لكنه بحكم صغر سنه و قلة خبرته في الحياة يتعرض للوقوع في الخطأ باستمرار ..
فإذا إرتكب خطأ ما و سئل يجيب بصدق و براءة ليقول نعم أنا قمت بذلك أو فعلت ذلك ...
و لكن يواجه الطفل بعد الصدق و قول الحقيقة غالبا بالعقاب
و العقاب يكون إما بالتكليف و يستخدم حسب العمر و كلما تقدم الطفل في السن
أو بالحرمان و هذا الغالب في كل المراحل و السنوات
أو بتوجيه اللوم و التأنيب و العتاب ..و الذي يكون في الغالب عنيفا من المربين
و الأسوء من كل ذلك الشتم و الإحتقار و التجريح و الإذلال و الإمتهان ...
الطفل البريء يبدأ يكتسب و يتعلم مما حدث و يحدث ...
صدق عرضه للعقاب
و من ثم يجرب العكس الكذب و إخفاء الحقيقة
يخطئ مرة أخرى فيجرب ما تعلمه أو اعتقده
فيذهل عندما يجازى على كذبة كذبها بأن يترك عقابه
و من هنا يتعلم الطفل شيئين أولهما أن والديه لا يعرفان كل شيء و هذا ما أشرنا إليه سابقا
و الأمر الآخر الخطير أن الكذب وسيلة للنجاة من العقاب
و من هنا نعرف أن السبب في كذب الكثير من الأطفال هو الوالد أو الوالدة
لنا عودة لذكر باقي الأسباب و التي لا تقل أهمية عما سبقها
متابعة من كرام نتمنى أن تفيد و تعود بالنفع
و من كرمهم نطلب أن يبقوا معنا لتسليط الضوء على باقي أسباب الكذب عند الأطفال
و التي قد تخفى على الكثير من المربين

زهراء و الأمل
09-06-2009, 01:23 PM
من أسباب الكذب عند الأطفال ذكرنا
أولا : الخوف من العقاب
ثانيا : الإتهام بالكذب
إن إتهام الطفل بالكذب يولد لديه جرأة محاولة تجريب الكذب و اللجوء إليه...
و هذه ظاهرة خطيرة جدا و متفشية للأسف الشديد عند بعض الأسر...
و اتهامم الطفل بالكذب فيه إشارة و تنبيه خاطئ و خطير ..
و كأن الصدق شيء صعب المنال و يستبعد إلصاقه بالطفل ..و الكذب طريق سهل و معروف يلجأ له كل لاجئ..
و كأن الكذب هو الأصل و الأكثر شيوعا ...و الصدق فرع لا أصل له ...
فإذا كنت تتهم طفلك بالكذب فتوقف و إلا فلا تلومن إلا نفسك
أما إن كنت تعلم أن طفلك فعلا يكذب عليك .. فإلصاق الكذب به ليس حلا ..بل لن يزيد في الطين إلا بلة ..
إنفي عن طفلك صفة الكذب و ألصق به صفة الصدق حتى يصدق و يتحلى به
إذا أحسست بأنه يكذب حاول أن تعرف الأسباب بطرق غير مباشرة و حل المشكلة بطرق إيجابية بعيدا عن السلبية
كأن تقول لطفلك أعلم أنك لا تحب الكذب لأن الكذب حرام ..و أن كذبة صغيرة تحتاج لكذبات كثيرات لتتوطن ..
حتى إذا توطنت و ظن صاحبها أن الأمر قد استقر قراره ..كشفت على ملأ من الناس ..
و جركشفها تورطه في مستنقع أخواتها ...
و الصدق منجاة في الدنيا و الآخرة ...و لا تربط الأمر بالآخرة فقط
و أن الإنسان قد يخطأ ...و لكن المسلم مهما يكن لا يكذب ...و إذا فعل ذلك فهذا خطأ قد يقع ..
و معالجته بأن لا يعيد الكرة مرة ثانية ..و تشعره أكثر ما تشعره بمعية الله و مراقبته ...
بأسلوب سهل بسيط تجر طفلك للتحلي بالصدق ..و تجنبه الوقوع في الكذب ..
كما أنك تكسب ثقته بك و تعطيه ثقة بنفسه بأنه قادر على الصدق و تعلمه الشجاعة ..
و تتجنب تجريحه و أذيته و التأثير على نفسيته في الحاضر و في المستقبل..
ثم لا تترك الأمر بعدها لتنساه أو تتناساه
بل حاول أن تعالج ظاهرة الكذب فيما بعد بطريقة مستمرة و غير مباشرة تؤدي الغرض..
و لا تجرح بها شعور طفلك ..بحيث تختار الدواء الناجع الذي لا يسبب مضاعفات يصعب تداركها فيما بعد
لنا عودة للسبب الثالث لمن أراد المتابعة مشكورا

زهراء و الأمل
12-06-2009, 09:07 PM
في حديثنا عن الأسباب الرئيسية للكذب عند الأطفال
ذكرنا السبب الأول : الخوف من العقاب
السبب الثاني : الإتهام بالكذب
أما السبب الثالث : القدوة السيئة
و لعلى السبب الثالث أوضح الأسباب التي لا تحتاج لشرح مطول أو تفصيل
فالطفل الذي يسمع و يرى من يمارس الكذب لا بد و أن يقتدي بهم إن عاجلا أم آجلا
يرى الطفل أمه مثلا
تبكي فيسألها ببراءة لماذا تبكي فتقول له :لا أنا لا أبكي ...
يسأل أحد الأصدقاء أو الجيران
عن الأب مثلا إن كان موجودا في البيت فيبعث الطفل ليقول للسائل :أبي غير موجود و هو يراه موجودا
ينقل الطفل لوالديه
تخوفه من عقاب المدرسة بسبب تقصير في أداء الواجبات فيقولان له عطفا عليه : قل لها أنك نسيت الواجب في البيت ...
يريد الوالدان إصطحاب طفلهما معهما
إلى حفلة أو شراء ملابس ...فيقولان له : عندما تعود أخبر المعلم بأن سبب غيابك أنك كنت مريضا ...
أن يعطي الوالد أو الوالدة
أحد أطفاله شيئا و يقول له : لا تخبر أحد إخوتك ..فإذا إنتبه الأخ أو الأخت لذلك يلجأ الأب للكذب ..
أو كأن تقول الأم مثلا لطفلها :
إفعل كذا أو لا تفعل كذا و سأعطيك كذا ...ثم تخلف بوعدها فلا تعطيه شيئا ...
المزاح بالكذب و ما أخطره
و ما أكثر انتشاره في المجتمعات بين الكبار و الصغار النساء و الرجال يكذب كذبة واضحة و يقول أنا أمزح أو هي كذبة بيضاء ...
و هذه نماذج قليلة جدا من حالات الكذب
التي يكون فيها الطفل شاهد موثق على ما ينهاه عن فعله الكبار و يمارسونه..
ظواهر متفشية في مجتمعاتنا للأسف الشديد و الأمثلة كثيرة و كثيرة جدا لا نستطيع حصرها...
و كلها تعلم الطفل الكذب بكل جرأة ..
و لا ينحصر إقتداء الطفل بوالديه فقط بل بإخوته و أقاربه و أصدقائه و جيرانه ...
و لكن تأثره يكون بالأقربين أكثر
قد تكون هناك بعض الأسباب التي أراها ثانوية في مراحل الطفولة الأولى
كوسوسة الشيطان مثلا لأن الطفل عندها يكون أقرب للفطرة و الطهر و النقاء من التأثر بالوساوس
و من هنا نعرف أن ظاهرة الكذب عند الأطفال ليست مرض في حد ذاتها
و إنما هي أعراض للاسباب المذكورة سابقا و إذا تم تداركها ..جنبنا الأطفال الإصابة بمرض الكذب في المستقبل

زهراء و الأمل
16-06-2009, 09:14 PM
الموضوع لم ينتهي فلابد لنا من ذكر بعض الحلول العملية ..
التي تساعد الأباء في معالجة مشكلة الكذب عند الأطفال أو الوقاية منه ..

عطر
18-06-2009, 10:59 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاك الله عنا كل خير أخيتي زهرة الأمل

موضوع رائع

و يكون بداية عفويا دون قصد كأن يخلط الطفل إذا سئل عن فعل ما بين كلمتي نعم و لا
فيضحك الكبار من فعله ظنا منهم أنه لجأ للكذب عمدا
ضحكهم يعلمه و يكسبه ما له تبعات مستقبلا ...

وفعلاً هذا ما يحدث.....ويظن الطفل أن ما فعله كان صواباً.....

إن إتهام الطفل بالكذب يولد لديه جرأة محاولة تجريب الكذب و اللجوء إليه...

الطفل على ما تعِوده......إذا عودته على الصدق كان صادقاً....وإذا تعود على الكذب أصبح كاذباً لا محالة.....

وفقك الله لما يحب ويرضى

زهراء و الأمل
20-06-2009, 10:53 AM
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
أحب العطور و عطر أخاذ زار صفحتنا
فيا حيا و هلا و غلا بالزائرة
حياك الله يا عطر و بياك
و جعل جنات ربي مثوانا و مثواك
أسعدتني متابعتك الواعية و تواجدك المثمر معنا يا كريمة
أقر الله عينيك بصلاح النفس و الزوج و الأهل و الدرية
و جعل مثواكم أعلى عليين في جنات النعيم

زهراء و الأمل
23-06-2009, 10:16 PM
الحلول العملية ليس بعيدة عن لب ما طرح سابقا
أولا: تجنب إتهام الطفل بالكذب
فلا تقل لطفلك أنت تكذب فصدمة مواجهته بالذنب مباشرة قد يخلق عنده تبلد الإحساس و الامبالات
و ينزع منه الرهبة منك و من شناعة الأمر..
فإن وجدت أن طفلك يكذب.. فمحاولة إحياء خلق الصدق و زرعه و إلصاقه به أسلم طريقة في التربية
ونفي صفة الكذب عنه مع عدم نسيان علاج الظاهرة عند طفلك فيما بعد و بطرق شتى ..

ثانيا: اختيار العقاب التربوي المناسب في الوقت المناسب
ما نراه أن ارعاب الطفل بالعقاب شيء أصبح يكاد أن يكون متعارفا عليه
مع أن العقاب وسيلة للحد من حدة السلوك أو تغييره و ليست وسيلة انتقام و إرضاء لنفس غاضبة
و من التوجيهات
تجنب معاقبة الطفل إن أخطأ و لكنه كان معك صادقا بطرق وقتية و مباشرة ..حتى لا تدعوه للكذب خوفا من العقاب
فإذا أخطأ طفلك فعليك معالجة الخطأ بتعليمه و تنبيهه و التحدث معه بلطف..
فالأطفال يتعلمون بالحسنى و كلما تلطفت معهم كلما جنيت الثمار..
و لا يعني ذلك أن لا يعاقب الطفل مطلقا إذا كان صادقا معك..
و لكنه إذا تعمد تكرار الخطأ مرات و مرات يحتاج إلى العقاب و لا يعني العقاب بالضرب أو بالأذى..
و لكن العقاب النفسي المتزن بعيدا عن التجريح و التحقير و الإذلال ..أشد على الطفل و أكثر تأثيرا من العقاب المادي
إذا تجنب العقاب المباشر له إذا كان معك صريحا و صادقا ..
لأن الصدق أهم من المعاقبة على الخطأ..

ثالثا: القدوة الحسنة أهم و أقوى مؤثر في التربية
لذلك متى تحلت الأسرة بالصدق و مارسته عمليا متى تحلى الأطفال بذلك
و إذا فقدت الأسرة عنصر الصدق فكيف سيتحلى أحد أفرادها بذلك -و هل لفاقد شيء أن يعطيه -
و ليعلم المربي أن الأطفال ما هم إلا تمثيل واقعي صريح لما هو موجود في الأسرة من أخلاق و عادات و تصرفات..
و لعلمنا بسرعة تأثر الطفل و حب تقليد الآخرين فعلينا تحفيزه و تنبيهه لإختيار القدوة الحسنة من الأصدقاء و الأصحاب
و مراقبة الطفل و تتبعه واجب و معرفة أخلاق من يخالط و مع أي نوع من الرفاق يلعب يسهل علينا اكتشاف موطن الداء في الكثير من الأحيان ..

رابعا: من أهم الوسائل النافعة و المهمة و المؤثرة
في تعليم الأطفال الصدق هي الموعظة الحسنة
و تكون بمناسبة و بغير مناسبة بطرق مباشرة و غير مباشرة ..
و يندب المزاوجة بين الترهيب من مغبات الكذب و الترغيب في الصدق و محاسنه و نتائجه ...

الإعاتماد على أسلوب القصص و الحكايات
لما للقصة من أثر في التعليم الكبار و الصغار ..
و لذلك فقد جاء كتاب الله عز و جل و هو مليء بالقصص المذكرة و الواعضة ..
لما تبلِغه و تبلغه القصة من مبلغ عظيم في النفس و ما تخلفه من أثر كبير يظهر وقتيا و يؤتى أكله بعد حين ..
و كذا مجازات الطفل الصادق
و إن أخطأ و تشجيعه على ذلك مع الإنتباه إلى التوسط في التشجيع و عدم المبالغة فيه
و يفضل مجازاته بالمدح و الإطراء و تقبيله و معانقته و غيرها من الطرق المحببة عند الأطفال و لا بأس من المكافأة المادية شريطة أن لا نبالغ فيها
لأن الأطفال يحبون التشجيع و لكن علينا أن ننتبه إلى شيء مهم و هو أن لا يكون التشجيع محفزا لكذب الأطفال
مثال ذلك أن لا يفعل الطفل حطأ ما و يفعله أخوه أو أخته و لكن يقول لك أنا من فعلته حتى تجازيه على صراحته و هو في الحقيقة يكذب

عمل جدول عملي للأطفال
و تكون في مرحلة أربع سنوات فما فوق بحيث يضع الطفل لنفسه جدول عمل
و يقوم هو لوحده مع متابعة الوالدين بتقييم نفسه بنفسه فيضع علامات عند الكذب و علامات عند الصدق و هي طريقة ناجحة تعلم الأطفال محاسبة النفس و تذكيرها و مراجعة الخطأ لتجنب الوقوع فيه فيما بعد

خالدحمدىالسيد
28-09-2009, 07:37 PM
هدا الموضوع يستحق وقفه منا واعلق فقاول اولا نشكركم لطرح الفكرة الموضوع ثانيا تراجع اسباب اولا لبعدنا عن الله تعالى ثانيا الى الاباء ورب الاسرة والتربية المنزلية ثالثا الى المجتمع الدى تعيش فيه رابعا الى الافلام وبعض الموقع النثيرة الفتنه من خدا النوع

زهراء و الأمل
03-10-2009, 10:04 PM
أولا الشكر لكم موصول على القراءة و التعليق
فجزاكم الله خير الجزاء
أخي الكريم أقف احتراما مع وقفتك الكريمة و تعليقك الطيب لأرد على ما تفضلتم به و جاد به كرمكم
أما عن سبب أول :
لعلك تلاحظ أن الموضوع لم يتناول ظاهرة الكذب عند الكبار بل عند الصغار من سنتين فما فوق
فهل نتهم الطفل بقلة القرب من الله و نرجع السبب لذلك
كيف يكون ذلك و هو في الحقيقة يكون أقرب ما يكون للفطرة و لكن يبدأ في تلك المرحلة التجاوب و الإستجابة للكثير من الظروف و المعطيات الداخلية و الخارجية ...
فينمو عنده التفكير و استخدام العقل و الربط بين الحوادث و التصرف بذكاء و محاولة الخروج من المأزق ...
و أنا اتفق معك أنه يجب على الأباء تقوية الوازع الديني عنده و ربط صلته بالله عز و جل من حيث الثواب و الجزاء أولا ثم العقاب ..
أما عن السبب الثاني :
فقد ذكرنا تأثير القدوة حسنة كانت أم سيئة و تكمن في تأثير الأباء و الإخوة
و مع ذلك فالأمر ليس باطلاقه على نفس الوتيرة في جميع الأسر ..
فلا يمكن أن نحمل المسؤولية كاملة و نتهم الأباء إذا وجدنا أن طفلهم يكذب ..
و فكم من الأباء اعتنوا بتربية أبنائهم خير تربية و مع ذلك واجهوا تورط أبناءهم في مشاكل أخلاقية كثيرة
السبب الثالث :
تأثير المجتمع كنت قد ذكرته في نقطة تأثير القدوة في المحيط الخارجي كالجيرران و الأصدقاء ..
السبب الرابع :
تأثير التلفاز و الأفلام ..نعم الطفل يتأثر سريعا بوسائل الإعلام السمعية المرئية و لكن ليس تأثرا قويا في مجال الكذب و في تلك المراحل الي ذكرتها بل يكون تأثره في مجالات أخرى