المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ( &&& موسوعة الحجامة &&& ) @ كل ماتريد معرفته عن 


ابن حزم
05-09-2005, 07:43 AM
تعريف الحجامة : هي حرفة وفعل الحَجَام ، والحَجْمُ : المَصّ. يقال:حَجَمَ الصبيُّ ثَدي أُمه إذا مصه. والحَجَّامُ: المَصَّاص . قال الأَزهري: يقال للحاجم حَجَّامٌ لامْتِصاصه فم المِحْجَمَة ؛ قال ابن الأَثير: المِحْجَم ُ، بالكسر، الآلة التي يجمع فيها دم الحِجامة عند المصّ، قال: والمِحْجَمُ أَيضاً مِشْرَطُ الحَجَّام؛ ومنه الحديث: لَعْقَةُ عَسلٍ أَو شَرْطة مِحْجَم ٍ." انظر لسان العرب "



والحجامة معروفة منذ القدم ، عرفها الصينيون والبابليون والفراعنة ، ودلت آثارهم وصورهم المنحوتة على استخدامهم الحجامة في علاج بعض الأمراض ، وكانوا في السابق يستخدمون الكؤوس المعدنية وقرون الثيران وأشجار البامبو لهذ الغرض وكانوا يفرغونها من الهواء بعد وضعها على الجلد عن طريق المص ومن ثم استخدمت الكاسات الزجاجية والتي كانو يفرغون منها الهواء عن طريق حرق قطعة من القطن أو الصوف داخل الكأس.



بداية الحجامة :

قيل أنه كانت الحجامة في بداية نشأتها تستخدم فقط لعلاج الدمامل وسحب الدم والقيح منها , واستخدمت كعلاج مساعد يرافق العلاج بالطرق الصينية التقليدية , ثم أثبتت هذه الوسيلة العلاجية كفاءتها وتطور استخدامها ليشمل التداوي من أمراض عدة , وكان من أبرز دواعي استخدام كاسات الهواء عند الصينين طرد " البرودة " من ممرات الطاقة بالجسم , و كانت تستخدم الكاسات الدافئة " Hot Cupping " في معاجة هذه الحالات , فكانت تسخن كاسات البامبو في مغلي العشاب قبل وضعها على جسم المريض , كما كانت توصف لعلاج ألالام المفاصل والعضلات على وجه الخصوص والحالات المرضية المرتبطة بالبرودة

بعض أحاديث الحجـامة

روى البخاري في صحيحه عن سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِي اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ الشِّفَاءُ فِي ثَلاثَةٍ شَرْبَةِ عَسَلٍ وَشَرْطَةِ مِحْجَمٍ وَكَيَّةِ نَارٍ وَأَنْهَى أُمَّتِي عَنِ الْكَيِّ ، وفي رواية عَنْ أَنَسٍ رَضِي اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ أَجْرِ الْحَجَّامِ فَقَالَ احْتَجَمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَجَمَهُ أَبُو طَيْبَةَ وَأَعْطَاهُ صَاعَيْنِ مِنْ طَعَامٍ وَكَلَّمَ مَوَالِيَهُ فَخَفَّفُوا عَنْهُ وَقَالَ إِنَّ أَمْثَلَ مَا تَدَاوَيْتُمْ بِهِ الْحِجَامَةُ وَالْقُسْطُ الْبَحْرِيُّ. وفي رواية عن عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ قَالَ سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِاللَّهِ رَضِي اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ إِنْ كَانَ فِي شَيْءٍ مِنْ أَدْوِيَتِكُمْ أَوْ يَكُونُ فِي شَيْءٍ مِنْ أَدْوِيَتِكُمْ خَيْرٌ فَفِي شَرْطَةِ مِحْجَمٍ أَوْ شَرْبَةِ عَسَلٍ أَوْ لَذْعَةٍ بِنَارٍ تُوَافِقُ الدَّاءَ وَمَا أُحِبُّ أَنْ أَكْتَوِيَ . وعند أحمد عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ قَالَ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَحْتَجِمُ بِقَرْنٍ وَيُشْرَطُ بِطَرْفِ سِكِّينٍ فَدَخَلَ رَجُلٌ مِنْ شَمْخَ فَقَالَ لَهُ لِمَ تُمَكِّنُ ظَهْرَكَ أَوْ عُنُقَكَ مِنْ هَذَا يَفْعَلُ بِهَا مَا أَرَى فَقَالَ هَذَا الْحَجْمُ وَهُوَ مِنْ خَيْرِ مَا تَدَاوَيْتُمْ بِهِ ُ. وفي مسند أحمد عَنْ أَيُّوبَ بْنِ حَسَنِ ابْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي رَافِعٍ عَنْ جَدَّتِهِ سَلْمَى خَادِمِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَتْ مَا سَمِعْتُ أَحَدًا قَطُّ يَشْكُو إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَجَعًا فِي رَأْسِهِ إِلا قَالَ احْتَجِمْ وَلا وَجَعًا فِي رِجْلَيْهِ إِلا قَالَ اخْضِبْهُمَا بِالْحِنَّاءِ . وأخرج أحمد و والحاكم وصححه وابن مردويه، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما مررت بملأ من الملائكة ليلة أسري بي، إلا قالوا عليك بالحجامة" وفي لفظ مر أمتك بالحجامة.



مواضع الحجامة التي ورد أن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم احتجمها

روى البخاري عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ احْتَجَمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي رَأْسِهِ وَهُوَ مُحْرِمٌ مِنْ وَجَعٍ كَانَ بِهِ بِمَاءٍ يُقَالُ لَهُ لُحْيُ جَمَلٍ وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَوَاءٍ أَخْبَرَنَا هِشَامٌ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم احْتَجَمَ وَهُوَ مُحْرِمٌ فِي رَأْسِهِ مِنْ شَقِيقَةٍ كَانَتْ بِهِ. وعن أبي هريرة أن أبا هند حجم النبي صلى الله عليه وسلم في اليافوخ من وجع كان به ، وفي رواية أنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم احتجم فوق رأسه وهو يومئذ محرم ، وفي رواية احتجم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وهو محرم بلَحي جمل في وسط رأسه ، " أي ما فوق اليافوخ فيما بين أعلى القرنين " .

اليافوخ : عظم مقدم الرأس



وعند أبي داود وابن ماجة عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم احْتَجَمَ ثَلاثـا فِي الأَخْدَعَيْـنِ وَالْكَاهــِلِ ( الاخدع عرق جانب الرقبة والكاهل بين الكتفين ، والأَخْدَعانِ: عِرْقان خَفِيّانِ في موضع الحِجامة من العُنق، وربما وقعت الشَّرْطة على أَحدهما فيَنْزِفُ صاحبه لأَن الأَخْدَع شُعْبَةٌ مِنَ الوَرِيد ). وعند أحمد عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ احْتَجَمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي الأَخْدَعَيْنِ وَبَيْنَ الْكَتِفَيْن. وعند ابن ماجة في سننه عَنْ جَابِرٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم سَقَطَ عَنْ فَرَسِهِ عَلَى جِذْعٍ فَانْفَكَّتْ قَدَمُهُ قَالَ وَكِيعٌ يَعْنِي أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم احْتَجَمَ عَلَيْهَا مِنْ وَثيءٍ . وعند أبي داودِ عَنْ جَابِرٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم احْتَجَمَ عَلَى وِرْكِهِ مِنْ وَثْيءٍ كَانَ بِهِ. وفي سنن النسائي عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم احْتَجَمَ وَهُوَ مُحْرِمٌ عَلَى ظَهْرِ الْقَدَمِ مِنْ وَثْيءٍ كَانَ بِهِ ( وجع يصيب العضو من غير كسر ). وفي رواية عند أحمد عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم احْتَجَمَ وَهُوَ مُحْرِمٌ مِنْ وَثْيٍ كَانَ بِوَرِكِهِ أَوْ ظَهْرِهِ. وكان جابر يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم احتجم على كاهله من أجل الشاة التي أكلها حجمه أبو هند مولى بني بياضة بالقرن .

يتبع=========

ابن حزم
05-09-2005, 07:44 AM
أوقات الحجامة بالنسبة لأيام الأسبوع وأيام الشهر

عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ مَنْ أَرَادَ الْحِجَامَةَ فَلْيَتَحَرَّ سَبْعَةَ عَشَرَ أَوْ تِسْعَةَ عَشَرَ أَوْ إِحْدَى وَعِشْرِينَ وَلا يَتَبَيَّغْ بِأَحَدِكُمُ الدَّمُ فَيَقْتُلَهُ. رواه ابن ماجة في سننه ، وفي رواية عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ يَا نَافِعُ قَدْ تَبَيَّغَ بِيَ الدَّمُ فَالْتَمِسْ لِي حَجَّامًا وَاجْعَلْهُ رَفِيقًا إِنِ اسْتَطَعْتَ وَلا تَجْعَلْهُ شَيْخًا كَبِيرًا وَلا صَبِيًّا صَغِيرًا فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ الْحِجَامَةُ عَلَى الرِّيقِ أَمْثَلُ وَفِيهِ شِفَاءٌ وَبَرَكَةٌ وَتَزِيدُ فِي الْعَقْلِ وَفِي الْحِفْظِ فَاحْتَجِمُوا عَلَى بَرَكَةِ اللَّهِ يَوْمَ الْخَمِيسِ وَاجْتَنِبُوا الْحِجَامَةَ يَوْمَ الأَرْبِعَاءِ وَالْجُمُعَةِ وَالسَّبْتِ وَيَوْمَ الأَحَدِ تَحَرِّيًا وَاحْتَجِمُوا يَوْمَ الاثْنَيْنِ وَالثُّلاثَاءِ فَإِنَّهُ الْيَوْمُ الَّذِي عَافَى اللَّهُ فِيهِ أَيُّوبَ مِنَ الْبَلاءِ وَضَرَبَهُ بِالْبَلاءِ يَوْمَ الأَرْبِعَاءِ فَإِنَّهُ لا يَبْدُو جُذَامٌ وَلا بَرَصٌ إِلا يَوْمَ الأَرْبِعَاءِ أَوْ لَيْلَةَ الأَرْبِعَاءِ. رواه ابن ماجة
والمقصود بهيجان الدم هو التبيغ يقول صلى الله عليه وسلم <لا يَتَبَيَّغْ بأحَدكُم الدَّمُ فيقتُلَه> أي غَلَبة الدَّم على الإنسان، يقال تبَيَّغ به الدَّم إذا تَردّد فيه. تَبَيَّغَ به الدمُ: هاجَ به، وذلك حين تَظْهَرُ حُمْرَتُه في البَدَن ومنه تبيَّغَ الماء إذا تردّد وتحيَّر في مَجْراه.أي لا يَبْغي عليه الدم فيقتله، من البَغْي: مجاوزةِ الحدّ.ومنه حديث عمر رضي اللّه عنه <ابْغِني خادِماً لا يكون قَحْماً فانِياً، ولا صَغيرا ضَرَعاً، فقد تَبَيَّغ بي الدَّمُ>. ومن ذلك الشعور بالصداع والامتلاء في الرأس والدوار والانفعال ، وقد تحدث اضطرابات بصرية.
المختصر المفيد في أوقات وأماكن الحجامة :
أوقات الحجامة: ذكرنا أعلاه بعض الأحاديث الواردة عن المصطفى صلى الله عليه وسلم تفيد في تعين أيام وأوقات وأماكن الحجامة والحقيقة أن أحاديث الحجامة كثيرة جدا فمنها الصحيح والضعيف والموضوع ، وان افضل أيام الشهر 17-19-21 من كلّ شهر هجري. أما افضل أوقات ألسنه لإجرائها فهو فصل الربيع ، أما النهي الوارد في الأحاديث عن الحجامة في بعض أيام الأسبوع إن صح الحديث فيكون كما قال موفق الدين البغدادي في الطب النبوي : هذا النهي كله إذا احتجم حال الصحة أما وقت المرض وعند الضرورة فعندها سواء كان سبع عشرة أو عشرين ، وكان أحمد بن حنبل يحتجم في أي وقت هاج عليه الدم وأي ساعة كان أ.هـ. ويقول ابن القيم في الطب النبوي وفي ضمن هذه الأحاديث المتقدمة استحباب التداوي ، واستحباب الحجامة ، وأنها تكون في الموضع الذي يقتضيه الحال ، وجواز احتجام المحرم ، وإن آل إلى قطع شئ من الشعر ... وجواز احتجام الصائم ، فإن في صحيح البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم : " احتجم وهو صائم " . ولكن هل يفطر بذلك ، أم لا ؟ الصواب : الفطر بالحجامة ، لصحته عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من غير معارض ، وأصح ما يعارض به حديث حجامته وهو صائم أ.هـ. ولكن يقول العلماء الأحوط أن يؤخر الحجامة الى الليل بعد الإفطار خروجا من الخلاف .
أماكن الحجامة: أما أماكن الحجامة فهي أماكن ليس بالتوقيفية لأنها من الطب وليست من الأمور التعبدية ، يقول ابن القيم في الطب النبوي وفي ضمن هذه الأحاديث المتقدمة استحباب التداوي ، واستحباب الحجامة ، وأنها تكون في الموضع الذي يقتضيه الحال أ.هـ. ومن خلال إطلاعي على الكثير من الكتب ومواقع الإنترنت الأجنبية وجدت أنه لا يوجد أماكن مقيدة بالحجامة ولكنها أماكن اجتهادية يعلمها الناس بالخبرة ، وهي كما ذكر الأستاذ أحمد حفني / القاهرة / حارة الزيتون: في محاضرة له منشورة على أوراق وأشرطة بأن الحجامة تعمل على خطوط الطاقة ، وهي التي تستخدم في الإبر الصينية، ويقول وجد أن الحجامة تأتي بنتائج أفضل عشرة أضعاف من الإبر الصينية، وتعمل الحجامة على مواضع الأعصاب الخاصة بردود الأفعال، وتعمل الحجامة على الغدد الليمفاوية، وتقوم بتنشيطها ، وتعمل أيضًا على الأوعية الدموية وعلى الأعصاب. وله كلام طويل جميل استفدنا منه ولخصنا بعضه في هذه الصفحات جزاه الله عنا وعن المسلمين كل خير ، ولقد أوضحت الأماكن الأكثر شهرة في الحجامة في صفحات مستقلة على شكل صور توضيحية .



ماذا تفعل بالدم بعد الحجامة:

ينبغي أن يوارى الدم بدفنه بالتراب بعد الحجامة حفاظا عليه من تلاعب السحرة به وحتى لا يكون سببا في انتشار الجراثيم والأمراض المعدية ، ولما ورد في بعض الأحاديث وان كانت ضعيفة ولكن يستأنس بها فعن أم سعد قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر بدفن الدم إذا احتجم ، وعن عامر بن عبدالله بن الزبير يقول إن أباه حدثه أنه أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يحتجم، فلما فرغ قال: ( يا عبدالله اذهب بهذا الدم فأهرقه حيث لا يراك أحد)، فلما برز عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عمد إلى الدم فشربه، فلما رجع قال: يا عبدالله ما صنعت به؟. قال: جعلته في أخفى مكان ظننت أنه خافيا عن الناس. قال: لعلك شربته؟ ، قال نعم. قال: لم شربت الدم، وويل للناس منك وويل لك من الناس . وعن رواية عن عبد الله بن الزبير قال: احتجم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأعطاني دمه، قال: اذهب فواره لا يبحث عنه سبع أو كلب أو إنسان، فتنحيت فشربته ثم أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقال ما صنعت؟ قلت: صنعت الذي أمرتني، قال: ما أراك إلا قد شربته! قلت: نعم، قال: ماذا تلقى أمتي منك! قال أبو سلمة فيرون أن القوة التي كانت في ابن الزبير من قوة دم رسول الله صلى الله عليه وسلم. وفي حديث أنه صلى الله عليه وسلم كان يأمر بدفن سبعة أشياء من الإنسان:الشعر، والظفر، والدم، والحيضة، والسن، والعلقة، والمشيمة.



تكرار الحجامــة :

يقول الإمام علي الرضا كما هو مكتوب في " الرسالة الذهبية للدكتور محمد علي البار " لتكن الحجامة بقدر ما يمضي من السنين فابن عشرين سنة يحتجم في كل عشرين يوماً ، وابن ثلاثين في كل ثلاثين يوماً مرة واحدة ، وكذلك من بلغ من العمر أربعين سنة يحتجم كل أربعين يوماً مرة وما زاد فبحسب ذلك .أ.هـ. ، ولعل الصواب والله أعلم أنه يمكن تكرار الحجامة كل أسبوع عند الحاجة إليها كما ذكر الدكتور علي رمضان . لأن بعض الأمراض تزول من أول حجامة وأخرى تزول بعد عدة مرات .



أخذ الأجرة على الحجامة:

سُئِلَ أنَسٌ عَنْ كَسْبِ الْحَجّامِ؟ فَقَالَ أَنَسٌ: احْتَجَمَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم. وَحَجَمَه أبُو طَيْبَةَ. فَأَمَرَ لَهُ بِصَاعَيْنِ مِنْ طَعَامٍ وَكَلّمَ أهْلَهُ فَوَضَعُوا عَنْهُ مِنْ خَرَاجِهِ، وَقَالَ "إنّ أَفْضَلَ مَا تَدَاوَيْتُمْ بِه الْحِجَامَةُ" أوْ "إنّ مِنْ أمْثَلِ دَوَائِكُمُ الْحِجَامَةَ".

قال أبو عيسى حديثُ أنَسٍ حَدِيثٌ حسنٌ صحيحٌ. وَقَدْ رَخّصَ بَعْضُ أهل الْعِلمِ مِنْ أصْحَابِ النبيّ صلى الله عليه وسلم وَغَيْرِهِمْ. في كَسبِ الْحَجّامِ. وَهُوَ قَوْلُ الشّافِعيّ.



يقول ابن قيم الجوزية في زاد المعاد في هدي خير العباد: وأما إعطاءُ النبىِّ صلى الله عليه وسلم الحجام أجره، فلا يُعارض قوله ((كسب الحجام خبيث)) فإنه لم يقل: إن إعطاءه خبيث، بل إعطاؤه إما واجب، وإما مستحب، وإما جائز ولكن هو خبيثٌ بالنسبة إلى الآخذ، وخبثُه بالنسبة إلى أكله، فهو خبيثُ الكسب، ولم يلزم مِن ذلك تحريمُه ، فقد سمى النبىُّ صلى الله عليه وسلم الثوم والبصل خبيثين مع إباحة أكلهما.


يتبع =====================

ابن حزم
05-09-2005, 07:44 AM
أنواع الحجـامة

الحجامة أربعة أنواع : الفصد ، الحجامة الجافة ، الحجامة الرطبة ، الحجامة بدودة العلقة والذي يهمنا في هذا المبحث هو الحجامة الرطبة.



1_ الفصد "وسنتكلم عنها في بحث منفصل
2_ الحجامة بدودة العلقة . Blood-sucking leech

يقول ابن منظور في لسان العرب العَلَقُ: دُوَيْدةٌ حمراء تكون في الماء تَعْلَقُ بالبدن وتمص الدم، وهي من أَدوية الحلق والأَورام الدَّمَوِيّة لامتصاصها الدم الغالب على الإِنسان. والمعلوق من الدواب والناس: الذي أَخَذ العَلَقُ بحلقه عند الشرب. وقد يُشْرَطُ موضعُ المَحَاجم من الإنسان ويُرْسل عليه العَلَقُ حتى يمص دمه. والعَلَقَةُ: دودة في الماء تمصُّ الدم، والجمع عَلَق. والإعْلاقُ: إِرسال العَلَق على الموضع ليمص الدم. وفي حديث عامر: خيرُ الدواءِ العَلَقُ والحجامة؛ العَلَق: دُوَيْدةٌ حمراء تكون في الماء تَعْلَقُ بالبدن وتمص الدم، وهي من أَدوية الحلق والأَورام الدَّمَوِيّة .



‏وفي الحديث: (خير الدواء اللدود والسعوط والمشي والحجامة والعلق) بفتح العين واللام بضبط المصنف دويبة حمراء تكون في الماء تعلق بالبدن وتمص الدم وهي من أدوية الحلق والأورام الدموية لمصها الدم الغالب على الإنسان ، انظر فتح القدير شرح الجامع الصغير ‏ولا تزال هذه الطريقة تستخدم في معظم دول العالم يتعالجون بالعلق بأنواعه حتى يومنا هذا ، يقول ابن القف 630- 685 هـ: والعلق جذبه للمواد الدموية ابلغ من جذب الحجامة ولو انه أقل من الفصد. ومن العلق ما طبعه السمية ومنه ما هو خال من السمية وهو المستعمل في المداواة الطبية وتصاد قبل يوم أو يومين ثم تكب على رؤوسها حتى يخرج جميع ما في اجوافها حتى يشتد جوعها وتلتقم الجلد حتى اذا امتلأت اجوافها تسقط ويعلق غيرها اذا لزم الأمر.



بعد ذلك تعلق المحاجم على مواضعها وتمص مصا قويا لجنب الدم المتبقي في الموضع.



3_ الحجامة الجافة " كاسات الهواء "

تفيد في نقل الأخلاط الرديئة من مواضع الألم الى سطح الجلد وبذلك يختفي جزء كبير من الألم ، وتختلف عن الحجامة الرطبة " بتشريط الجلد " .



طريقة عمل الحجامة الجافة :

1. عقم الموضع المراد حجامة بالمطهرات الطبية .

2. ربما تحتاج الى وضع قليلاً من الزيت أو الفازلين على حافة الكأس حتى يحكم لصق المحجمة على الجلد .

3. ضع كأس المحجمة على الموضع المراد حجامته .

4. فرغ كأس المحجمة من الهواء بواسطة جهاز السحب.

5. سوف ينسحب الجلد الى داخل الكأس .

6. بعد خمسة دقائق الى عشرة دقائق " حبذ أن لا تزيد على 10 دقائق " انزع الكأس برفق وذلك بالضغط على الجلد عند حافة الكأس .

7. في حالة حجامة الوجه لا تزيد المدة عن نصف دقيقة .



4_ الحجامة الرطبة :

وتختلف عن الحجامة الجافة " بتشريط الجلد تشريطا خفيفا " ووضع المحجمة على مكان التشريط وتفريغها من الهواء عن طريق المص فيندفع الدم والأخلاط الرديئة من الشعيرات والأوردة الصغيرة الى سطح الجلد بسبب التفريغ الذي أحدثه المص ، وهي غير فصد الدم .



طريقة عمل الحجامة الرطبة:

1. المكان الذي تجرى فيه الحجامة يجب أن يكون نظيفا، ومهيأ لعملية الحجامة .

2. أنصح بأن تكون الأرضية مغطاة ببساط أو مفرشة من البلاستيك كالذي يستخدم للطعام خشية سقوط المحجمة أو قطرات الدم .

3. تأكد من نظافة وتعقيم آلات الحجامة ، واستخدم مشرط جديد ومعقم لكل شخص.

4. عقم الموضع المراد حجامة بالمطهرات الطبية .

5. يجب على الشخص الذي يقوم بالحجامة ارتداء قفازات طبية ( جوانتي ).

6. قد تحتاج الى وضع قليلاً من الزيت أو الفازلين على حافة الكأس حتى يحكم لصق المحجمة على الجلد .

7. ضع كأس المحجمة على الموضع المراد حجامته .

8. فرغ كأس المحجمة من الهواء بواسطة جهاز السحب .

9. سوف ينسحب الجلد الى داخل الكأس .

10. بعد دقيقتين أو نحوها انزع الكأس برفق وذلك بالضغط على الجلد عند حافة الكأس أو سحب البلف.

11. شَرط موضع الحجامة بالمشرط (أو موس حلاقة معقم ) تشريطا خفيفاً سطحياً " ويمكنك استخدام إبرة فحص فصيلة الدم في حالة مرض السكر وسيولة الدم " .

12. يجب أن يكون التشريط على امتداد العروق وليس بالعرض أي بالطول من ناحية الرأس الى ناحية القدم.

13. ضع الكأس على نفس الموضع المراد حجامته مرة أخرى .

14. فرغ كأس المحجمة من الهواء ، ومن أجل تخفيف ألم الحجامة التدرج بتفريغ المحجمة من الهواء " المص " فالأولى تكون أخف من الثانية والثانية تكون أخف من الثالثة .

15. سوف ينسحب الجلد الى داخل الكأس ويخرج الدم من خلال الجروح التي أحدثها المشرط.

16. فرغ الكأس إذا امتلأ بالدم وكرر نفس العملية مرة أخرى ، حتى يخرج الدم صافيا رقيقا ، أو ينقطع خروج الدم .

17. نظف موضع الحجامة بالمطهرات الطبية وضع لاصق طبي على موضع الجروح اذا لم يرقأ الدم .

18. يوجد في الصيدليات مراهم خاصة بالجروح تساعد على حماية الجرح من الجراثيم كما تسرع في اندمال الجروح والأهم من ذلك أنها لا تترك أثر للتشريط على الجلد" .



المُشْرَطُ:المِشْرَطُ: المِبْضَعُ ، والمِشْراطُ والمِشْرَطةُ: الآلةُ التي يَشْرُط بها.


يتبع ============

ابن حزم
05-09-2005, 07:50 AM
وقد حدد ابوالقاسم خلف الزهراوي المتوفي سنة 404هـ في "كتابه التصريف لمن عجز عن التأليف" مواضع الحجامة بقوله والمحاجم التي تستعمل بالشرط واخراج الدم له اربعة عشر موضعا من الجسم أحدها محاجم الفقرة وهو مؤخر الرأس والكاهل وهو وسط القفاء ومحاجم الأخدعين وهما صفحتا العنق من الجانبين جميعا ومحاجم الزمن وهو تحت الفك الأسفل من الفم ومحاجم الكتفين ومحاجم العصعص على عجب الذنب ومحاجم الزندين وهما وسط الذراعين ومحاجم الساقين ومحاجم العرقوبين ثم شرح الأمراض المختلفة التي تعالجها الحجامة وانها مرتبطة بمواقع الحجامة فمثلا يقول عن حجامة الأخدعين انها تنفع من الأوجاع الحادثة في الرأس والرمد والشقيقة والخناق ووجع اصول الاسنان وعن حجامة العصعص يقول انها تنفع من بواسير المقعدة وقروح الأسفل ثم تسير في نفس الفصل الى كيفية الحجامة فيقول ان المحجمة "اداة الحجامة" توقع اولا فارغة وتمص مصا معتدلا ولا يطال وضع المحاجم وانما توضع سريعا وتنزع سريعا لتقبل الاخلاط الى الموضع اقبالا مستويا ويكرر ذلك ويوالي حتى يرى الموضع وقد احمر وانتفخ وظهرت حمرة الدم فحينئذ يشرط ويعاود المص رويدا رويدا ثم ينظر في حال الابدان فمن كان من الناس رخص اللحم متخلخل المسام فيشرط شرطة واحدة لا غير لئلا يتقرح الموضع ويوسع الشرط ويعمق قليلا ويعاد المص في رفق وتحريك لطيف فان كان في الدم غلظ فيشرط مرتين في المرة الأول لفتح طريق لطيف الدم ومائيته واماالثانية فلاستقصاء اخراج الدم الخليط وان كان الدم الغليظ عكراً جدا فيكرر الشرط مرة ثالثة لتبلغ الغاية، ويصف الحد المعتدل في الشرط العميق بأنه عمق الجلد فقط." نقلا عن جريد الرياض الاثنين 16 صفر 1423 العدد 12362 "



وفي كتاب الجراحة لابن القف )630- 685 هـ( إن الحجامة عند الجراحين تعنى بالمادة الدموية المستولية على ظاهر البدن لاخراجها أما بشرط ( رطبه ) أو بلا شرط ( جافه ) ، والتي بغير شرط إما بنار أو بغير نار(مص)، والطبيب خادم الطبيعة يحذو حذو أفعالها وإذا دعت الحركة الطبيعية المادة إلى جهة من الجهات أو مالت هي بنفسها إلى تلك الجهة ، فمن الواجب أن تعان على إخراجها وتجفيف مقدارها وذلك بفتح مجاريها أو بشرط الجلد ثم وضع ما يعين على بروزها بالمحاجم. والحجامة تلزم حين الحاجة لا سيما في الأبدان العليلة مع مراعاة مقدار الشرط ( طوله وعمقه بحسب مقدار مادة الخلط وقواها) ويمرخ العضو قبل الشرط تمريخا قويا ويعلق عليه المحاجم مرة وأخرى بغير شرط لتنجذب المواد المراد إخراجها. إما المواضع المناسبة للحجامة فمنها النقرة التي فوق القفا بأربع أصابع وتنفع من الرمد وثقل الرأس والقمحدوة والاخدعين في جانبي العنق والذقن والكاهل بين الكتفين والمنكب مقابل الترقوة من الخلف والناغض خلف اليد. والمحاجم بغير النار فتمص مصا بالغا وتريح العضو لتسكين الوجع. والمحاجم بالنار فيوضع قطن داخل المحجمة أو في قدح مناسب ويوقد فيه نار ثم تلقمه العضو فإنه يجذبه ويمصه مصا قويا.



لـــون لدم

عدم خروج الدم: قد يستدل به على سلامة العضو من العلل .

دم أحمر سائـل : قد يستدل به على سلامة ذلك الموضع من العلل .

دم اسود سائل : يستدل به على وجود أخلاط ضاره " دم فاسد " (1) في ذلك العضو .

دم اسود متخثر: يستدل به على وجود أخلاط كثيرة ضارة في ذلك العضو .

توقف خروج الدم أو خروج البلازما(2) المادة الصفراء يستفاد منه على نهاية الحجامة ويجب التوقف وعدم المبالغة في المص " الشفط ".

قد يواصل الدم بالخروج بسبب عمق التشريط ، فينبغي التوقف بعد استفراغ كمية الدم المناسبة من ذلك العضو والتي هي حوالي 200 مل.

(1) "البلازما plasma " طبقة رائقة يميل لونها إلى الصفرة وهي وتشكل (55%) من حجم الدم. وهي تحوي المواد السكرية والأحماض الأمينية والكالسيوم والمغنزيوم واليود والحديد على شكل مركبات مختلفة كما تحوي الهرمونات والخمائر التي تسيطر على نمو الجسم وأنشطته المختلفة.

(2) الدم الفاسد: يطلق هذا التعريف على الدم الحاوي على نسبة عظمى من الكريات الحمر الهرمة وأشباحها وأشكالها الشاذة ومن الشوائب الدموية الأخرى.

احتياطات وتنبيهات

precautions

(درهم وقاية خير من قنطار علاج)



يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من تطبَّبَ ولم يعلم منه طبٌّ قبل ذلك فهو ضـامن ))

فقد أجمع أهل العلم على تضمين الطبيب الجاهل، وكذلك تضمين الطبيب المتعدي الذي يجاوز الحدود والضوابط المعتبرة عند أهل المعرفة والاختصاص.



جاء في كتاب ‏الفواكه الدواني على رسالة ابن أبي زيد القيرواني في باب حكم التعالج:

‏‏(‏ فوائد تتعلق بالحجامة ‏)‏ منها ‏:‏ أنه يستحب لمن أراد الحجامة أن لا يقرب النساء قبل ذلك بيوم وليلة وبعده كذلك ‏,‏ ومثل الحجامة في ذلك الفصادة ‏.‏ ومنها ‏:‏ أنه إذا أراد الحجامة في الغد يستحب له أن يتعشى في ذلك اليوم عند العصر ‏,‏ وإذا كان به مرة بكسر الميم " يقصد مثل مرضى السكري" فليذق شيئا قبل حجامته خيفة أن يغلب على عقله ‏,‏ ولا ينبغي له دخول الحمام في يومه ذلك ‏.‏ ومنها ‏:‏ أنه ينبغي أن لا يأكل مالحا إثر الحجامة فإنه يخاف منه القروح والجرب ‏,‏ نعم يستحب له إثرها الحلو ليسكن ما به ثم يحسو شيئا من المرقة ويتناول شيئا من الحلو إن قدر ‏,‏ وينبغي له ترك اللبن بسائر أصنافه ولو رائبا ‏,‏ ويقلل شرب الماء في يومه ‏.‏ ومنها ‏:‏ اجتناب الحجامة في نقرة القفا لما قيل من أنها تورث النسيان ‏,‏ والنافعة في وسط الرأس لما روي عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال ‏:‏ ‏{‏ إنها في هذا المحل نافعة من وجع الرأس والأضراس والنعاس والبرص والجذام والجنون ‏**‏ ولا تنبغي المداومة عليها لأنها تضر ‏.‏ ومنها ‏:‏ أنه يستحب ترك الحجامة في زمن شدة الحر في الصيف ‏,‏ ومثله شدة البرد في الشتاء ‏,‏ وأحسن زمانها الربيع ‏,‏ وخير أوقاتها من الشهر عند أخذه في النقصان قبل انتهاء آخره ‏. ا. هـ.



في البداية يجب التأكد من أن المكان الذي تجرى به الحجامة نظيف ومعقم وتوجد أدوات الإسعاف الأولية الضرورية لمواجهة أي طارىء قد ينشأ عند إجراء الحجامة .



ولا بد من توفير منشورات تثقيفية للناس توضح بأن الحجامة ولا بد من ان تنقل أمراضا عديدة مثل الإنتانات الجلدية (بكتيرية نظرية فيروسية) والتهابات الكبد الوبائية وحتى مرض نقص المناعة المكتسبة وقانا الله والمسلمين منه. ومن الأمراض التي تنتقل عن طريق الدم، التهاب الكبدالفيروسي (ب)، التهاب الكبد الفيروسي (ج) أو ما يسمى (سي) وأخطرها مرض الإيدز (نقص المناعة المكتسبة) وتنتقل هذه الأمراض من مريض سابق بهذه الأمراض تم إجراء عملية الحجامة له ثم تجري عملية الحجامة لشخص لاحق بدون تنظيف آلة الحجامة بصورة جيدة وتعقيمها.


يتبع =============================================

ابن حزم
05-09-2005, 07:51 AM
وهنالك جراثيم أخرى متنوعة تحصل نتيجة تلوث ألة الحجامة من الجراثيم الموجودة في البيئة، وغالبا ما تكون غير ذات ضرر ما لم يحصل جرح في الجلد وأخطرها مرض الكزاز، ومن الاحتياطات الواجب توافرها فيمن يقوم بالحجامة، يجب التأكد من سلامة من يقوم بمهنة الحجامة من الأمراض المعدية مثل: التهاب الكبد الفيروسي (ب) وكذلك (ج) والإيدز حتى لا ينقلها إلى الشخص المقرر إجراء الحجامة له، إضافة إلى سلامة الحجام (من يقوم بمهنة الحجامة) من الأمراض الجلدية مثل: الهربس والالتهابات المزمنة. وكذلك الأدوات المستخدمة يجب أن تعقم بطريقة جيدة.



1. لا تحجم المريض وهو واقفاً أو على كرسي ليس له جوانب تمنع المريض من السقوط على الأرض ، لأنه قد يغمى عليه وقت الحجامة .

2. لا تحجم الجلد الذي يحتوي على دمامل وأمراض جلديه معدية أو التهاب جلدي شديد .

3. لا تحجم في مواضع لا يكون فيها عضلات مرنه .

4. لا تحجم المواضع التي تكثر فيها الأوردة والشرايين البارزة مثل ظهر اليدين والقدمين مع الأشخاص ضعيفي البنية .

5. لا تحجم المرأة الحامل في أسفل البطن وعلى الثديين ومنطقة الصدر خصوصا في الأشهر الثلاثة الأولى .

6. ينبغي أن تكون الحجامة دائما مزدوجة ، مثال : كلا اليدين وكلا القدمين وعلا جانبي العمود الفقري ومن الأمام والخلف في بعض الحالات .

7. تجنب الحجامة في الأيام الشديدة البرودة حيث تزيد لزوجة الدم وتقلِل ميوعته " يمكن تدفئة المكان قبل وبعد الحجامة " .

8. تجنب الحجامة للإنسان المصاب بالرشح أو البرد ودرجة حرارته عالية .

9. تجنب الحجامة على أربطة المفاصل الممزقة .

10. تجنب الحجامة على الركبة المصابة بالماء ولتكن الحجامة بجوارها وكذلك الدوالي .

11. تجنب الحجامة بعد الأكل مباشرة ولكن على الأقل بعد ساعتين .

12. تجنب الحجامة بأكثر من كأس في وقت واحد لمن يعاني من الأنيميا " فقر الدم "أو يعاني من انخفاض في ضغط الدم وعدم حجامته على الفقرات القطنية لأنها تتسبب في انخفاض ضغط الدم بسرعة ، وينصح بأن يشرب المصاب شيء من السكريات أو طعام يزوده بسعرات حرارية قبل الحجامة .

13. تجنب الحجامة لمن بدأ في الغسيل الكلوي .

14. تجنب الحجامة لمن تبرع بالدم إلا بعد يومين أو ثلاثة .

15. تجنب الحجامة لكبار السن والأطفال دون سن البلوغ إلا أن يكون الشفط قليلا.

16. في حالة الإغماء وقت الحجامة أو على إثرهـا هبوط ضغط الدم أو السكري ، يستلقي المصاب على ظهره وترفع قدماه للأعلى بوسادة أو غيرها، ويسقى شيء من السكريات أو العصيرات الطازجه.

17. يُفضَّل عدم القيام بالاستحمام قبل الحجامة: الاستحمام التدليكي المجهد للجسم، لأنه يؤدي إلى تنشيط بسيط للدورة الدموية وهذا ما لا يخفى أثره في تحريك بعض الراكد من الشوائب في منطقة الكاهل الواجب امتصاصها بالحجامة. أما الاستحمام لغسل العرق دون مجهود فلا مانع.



بعد الحجامة ينصح بما يلي :

1. ينبغي أن يمتنع من يريد أن يحتجم عن الجماع قبل الحجامة مدة 12 ساعة وبعد الحجامة لمدة 24 ساعة " وذلك من أجل المحافظة على قوته ونشاطة . وقد تحدث عن هذه النقطة الكثير من العلماء واهل الإختصاص يقول ابن حجر في الفتح " حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ حَدَّثَنَا أَيُّوبُ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ " احْتَجَمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ صَائِمٌ "الشرح:

ذكر حديث ابن عباس " أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم وهو صائم " وهو يقتضي كون ذلك وقع منه نهارا، وعند الأطباء أن أنفع الحجامة ما يقع في الساعة الثانية أو الثالثة، وأن لا يقع عقب استفراغ عن جماع أو حمام أو غيرهما ولا عقب شبع ولا جوع.

2. ينبغي أن يرتاح المريض ولا يجهد نفسه ولا يغضب بعد الحجامة حتى لا يحصل هيجان وارتفاع في ضغط الدم ، وعدم أخذ الراحة الكافية قد يكون أيضا سبباً في عودة الألم مرة ثانية بسبب عدم توازن الطاقة .

3. يمتنع عن شرب السوائل شديدة البرودة لمدة 24 ساعة .

4. ينبغي أن يغطي المحتجم موضع الحجامة ولا يعرضه للهواء البارد كما هو الحال في جميع الجروح وحتى لا تتعرض للجراثيم والالتهابات.

5. ينبغي أن لا يأكل المحتجم طعاما مالحا أو فيه بهارات " حوار " بعد الحجامة مباشرة ، بل ينتظر لمدة ثلاث ساعات أو نحوها .

6. بعض الناس يشعر بارتفاع في درجة حرارة في الجسم وذلك ثاني يوم من الحجامة ، هذا أمر طبيعي ويزول بسرعة .

7. بعض الناس يشعر بغثيان أو يحصل له إسهال عندما يحتجم في ظهره ، هذا أيضا أمر طبيعي .

8- يذكر الإطباء السوريون أنه بإمكان المحجوم أن يتناول من الطعام النوع السهل الهضم كالخضار والفواكه والسكاكر.. وعادةً يُقدَّم للمحجومين طبقٌ من سلطة الخضار الممزوجة مع قطع من الخبز المحمَّر والمتبَّلة بالزيت والخل وهو ما يعرف بإسم (الفتُّوش) عند أهل الشام مصحوباً بطبق من الزيتون. ومن المهم: يحظر تناول الحليب ومشتقاته كالجبن واللبن والقشدة والأكلات المطبوخة مع أحد هذه الأنواع طيلة يوم الحجامة، أي: طوال نهاره وليله فقط ، وذلك لأن الحليب ومشتقاته على الغالب تؤدي للغثيان وتثير الإقياء وتعمل على اضطراب في الضغط بما يؤدي للضرر، وعموماً نحن بغنى عن آثارها السلبية في الجسم بعد تحقق الشفاء بالحجامة.


يتبع ================================================

ابن حزم
05-09-2005, 07:52 AM
أحاديث الحجامـة

قد يشكل على البعض ضعف وصحة حديث ما ، فالعلماء يضعفون الحديث إما للسند أو المتن فرواية حديث قد تكون ضعيفة من طريق السند وصحيحة في المتن أو العكس .




الحديث
درجة الحديث
المحدث
المصدر

1
أنه سئل عن أجر الحجام، فقال: احتجم رسول الله صلى الله عليه وسلم، حجمه أبو طيبة، وأعطاه صاعين من طعام، وكلم مواليه فخففوا عنه، وقال: إن أمثل ما تداويتم به الحجامة، والقسط البحري. وقال: لا تعذبوا صبيانكم بالغمز من العذرة، وعليكم بالقسط
صحيح
البخاري
الجامع الصحيح

2
سمعت ثابتا البناني يسأل أنس بن مالك رضي الله عنه: أكنتم تكرهون الحجامة للصائم؟. قال: لا، إلا من أجل الضعف. وزاد شبابة: حدثنا شعبة: على عهد النبي صلى الله عليه وسلم.
صحيح
البخاري
الجامع الصحيح

3
إن أفضل ما تداويتم به الحجامة والقسط البحري. ولا تعذبوا صبيانكم بالغمز.
صحيح
مسلم
المسند الصحيح

4
احتجم رسول الله صلى الله عليه وسلم. حجمة أبو طيبة. فأمر له بصاعين من طعام. وكلم أهله فوضعوا عنه من خراجه. وقال إن أفضل ما تداويتم به الحجامة. أو هو من أمثل دوائكم.
صحيح
مسلم
المسند الصحيح

5
أن أم سلمة استأذنت رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحجامة. فأمر النبي صلى الله عليه وسلم أبا طبية أن يحجمها. قال: حسبت أنه قال: كان أخاها من الرضاعة، أو غلاما لم يحتلم.
صحيح
مسلم
المسند الصحيح

6
أن أبا هند حجم النبي صلى الله عليه وسلم في يافوخه من وجع كان به، وقال: إن كان في شيء شفاء مما تداوون به فالحجامة
إسناده صحيح
النووي
المجموع

7
إنما نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحجامة والوصال في الصوم إبقاء على أصحابه
إسناده صحيح على شرط الشيخين
النووي
المجموع

8
عن كيسة بنت أبي بكرة أن أباها كان نهى أهله عن الحجامة يوم الثلاثاء ويزعم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يوم الثلاثاء يوم الدم وفيه ساعة لا يرقأ
إسناده ضعيف
النووي
المجموع

9
أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يغتسل من الجنابة، ويوم الجمعة، ومن الحجامة، وغسل الميت
إسناده ضعيف
النووي
المجموع

10
أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يغتسل من الجنابة، ويوم الجمعة، ومن الحجامة، وغسل الميت
إسناده ضعيف
النووي
الخلاصة

11
حدثني رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الحجامة، والمواصلة، ولم يحرمهما إبقاء على أصحابه
إسناده صحيح على شرط الشيخين
ابن كثير
إرشاد الفقيه

12
كان عليه السلام يغتسل من أربع : من الجنابة، ويوم الجمعة، ومن الحجامة، وغسل الميت
إسناده على شرط مسلم
ابن كثير
إرشاد الفقيه

13
ما مررت بملأ من الملائكة إلا قالوا لي: يا محمد! مر أمتك بالحجامة
غريب
العراقي
الأربعون العشارية

14
الحجامة على الريق أمثل، و فيه شفاء و بركة، و تزيد في العقل، و في الحفظ، فاحتجموا على بركة الله يوم الخميس، و اجتنبوا الحجامة يوم الأربعاء، و الجمعة، و السبت، و يوم الأحد، تحريا، و احتجموا يوم الاثنين و الثلاثاء، فإنه اليوم الذي عافى الله فيه أيوب من البلاء، و ضربه بالبلاء يوم الأربعاء، فإنه لا يبدو جذام و لا برص إلا يوم الأربعاء أو ليلة الأربعاء
حسن لغيره
الألباني
السلسلة الصحيحة

15
إن فيه يعني الحجامة شفاء
أخرجه البخاري ومسلم
الألباني
السلسلة الصحيحة

16
خير ما تداويتم به الحجامة، و القسط البحري، و لا تعذبوا صبيانكم بالغمز
صحيح على شرط الشيخين
الألباني
السلسلة الصحيحة

17
خير ما تداويتم به الحجامة
صحيح
الألباني
السلسلة الصحيحة

18
ما مررت ليلة أسري بي بملأ من الملائكة، إلا كلهم يقول لي: عليك يا محمد ! بالحجامة
ذكر له شواهد
الألباني
السلسلة الصحيحة

19
إن كان في شيء بما تداوون به خير ففي الحجامة
ذكر له شاهداً
الألباني
السلسلة الصحيحة

20
الحجامة في الرأس من: الجنون والجذام، والبرص والنعاس، والضرس
ضعيف
الألباني
السلسلة الضعيفة

21
إن الحجامة أفضل ما تداوى به الناس
ضعيف
الألباني
السلسلة الضعيفة

22
عليكم بالحجامة في جوزة القمحدوة؛فإنه دواء من اثنين وسبعين داء وخمسة أدواء؛من الجنون والجذام والبرص ووجع الأضراس
ضعيف
الألباني
السلسلة الضعيفة

23
ادفنه، لا يبحث عنه كلب . يعنى دم الحجامة
ضعيف
الألباني
السلسلة الضعيفة

24
من سنن المرسلين: الحلم، والحياء، والحجامة، والتعطر، وكثرة الأزواج
ضعيف
الألباني
السلسلة الضعيفة

25
خير الدواء: السعوط واللدود، والحجامة، والمشي
ضعيف
الألباني
السلسلة الضعيفة

26
إذا اشتد الحر، فاستعينوا بالحجامة، لا يتبيغ دم أحدكم فيقتله
ضعيف
الألباني
السلسلة الضعيفة

27
الحجامة تنفع من كل داء، ألا فاحتجموا
موضوع
الألباني
السلسلة الضعيفة

28
قطع العروق مسقمة، والحجامة خير منه
موضوع
الألباني
السلسلة الضعيفة

29
الحجامة في الرأس شفاء من سبع – إذا ما نوى صاحبها -: من الجنون، والجذام، والبرص، والنعاس ووجع الأضراس، والصداع، وظلمة يجدها في عينيه
موضوع
الألباني
السلسلة الضعيفة

30
استعينوا في شدة الحر بالحجامة، فإن الدم ربما تبيغ بالرجل فقتله
موضوع
الألباني
السلسلة الضعيفة

31
الحجامة يوم الثلاثاء لسبع عشرة مضت من الشهر دواء السنة
موضوع
الألباني
السلسلة الضعيفة

32
الحجامة في الرأس هي المغيثة، أمرني بها جبريل حين أكلت طعام اليهودية
ضعيف جداً
الألباني
السلسلة الضعيفة

33
الحجامة يوم الأحد شفاء
ضعيف جداً
الألباني
السلسلة الضعيفة

34
من أراد الحجامة فليتحر سبعة عشر، أو تسعة عشر، أو إحدى و عشرين، و لايتبيغ بأحدكم الدم فليقتله
ضعيف جداً
الألباني
السلسلة الضعيفة

35
إن أفضل ما تداويتم به الحجامة، أو: إن من أمثل ما تداويتم به الحجامة
صحيح
الألباني
الشمائل المحمدية

36
من قرأ آية الكرسي عند الحجامة؛ كانت له منفعة حجامته
في سنده من لم أعرفه
الألباني
الكلم الطيب

37
ما حملك على الذي صنعت؟ فذكر نحو حديث جابر؛ فأمر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقتلت. ولم يذكر الحجامة
إسناده صحيح
الألباني
صحيح أبي داود

38
أن أبا هند حجم النبي صلى الله عليه وسلم في اليافوخ فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا بني بياضة أنكحوا أبا هند وأنكحوا إليه وقال وإن كان في شيء مما تداوون به خير فالحجامة
حسن
الألباني
صحيح أبي داود

39
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أهدت له يهودية، بخيبر شاة مصلية – نحو حديث جابر - . قال: فمات بشر بن البراء بن معرور الأنصاري، فأرسل إلى اليهودية: ما حملك على الذي صنعت؟ – فذكر نحو حديث جابر -، فأمر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقتلت. ولم يذكر أمر الحجامة
حسن صحيح
الألباني
صحيح أبي داود

40
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الحجامة والمواصلة ولم يحرمهما إبقاء على أصحابه فقيل له يا رسول الله إنك تواصل إلى السحر فقال إني أواصل إلى السحر وربي يطعمني ويسقيني
صحيح
الألباني
صحيح أبي داود

41
ما كنا ندع الحجامة للصائم إلا كراهية الجهد
صحيح
الألباني
صحيح أبي داود

42
إن كان في شيء مما تداويتم به خير فالحجامة
صحيح
الألباني
صحيح أبي داود

43
أن أم سلمة استأذنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، في الحجامة، فأمر أبا طيبة أن يحجمها، قال: حسبت أنه قال: كان أخاها من الرضاعة، أو غلاما لم يحتلم
صحيح
الألباني
صحيح أبي داود

44
الحجامة على الريق أمثل وهي تزيد في العقل وتزيد في الحفظ وتزيد الحافظ حفظا فمن كان محتجما فيوم الخميس على اسم الله واجتنبوا الحجامة يوم الجمعة ويوم السبت ويوم الأحد واحتجموا يوم الاثنين والثلاثاء واجتنبوا الحجامة يوم الأربعاء فإنه اليوم الذي أصيب فيه أيوب بالبلاء وما يبدو جذام ولا برص إلا في يوم الأربعاء أو ليلة الأربعاء
حسن
الألباني
صحيح ابن ماجه

45
ما مررت ليلة أسري بي بملإ إلا قالوا يا محمد مر أمتك بالحجامة
صحيح
الألباني
صحيح ابن ماجه

46
ما مررت ليلة أسري بي بملإ من الملائكة إلا كلهم يقول لي عليك يا محمد بالحجامة
صحيح
الألباني
صحيح ابن ماجه

47
قال إن كان في شيء مما تداوون به خير فالحجامة
صحيح
الألباني
صحيح ابن ماجه

48
من أراد الحجامة فليتحر سبعة عشر أو تسعة عشر أو إحدى وعشرين ولا يتبيغ بأحدكم الدم فيقتله
صحيح
الألباني
صحيح ابن ماجه

49
استأذنت رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحجامة فأمر النبي صلى الله عليه وسلم أبا طيبة أن يحجمها وقال حسبت أنه كان أخاها من الرضاعة أو غلاما لم يحتلم
صحيح
الألباني
صحيح ابن ماجه

50
الحجامة على الريق أمثل وفيه شفاء وبركة وتزيد في العقل وفي الحفظ فاحتجموا على بركة الله يوم الخميس واجتنبوا الحجامة يوم الأربعاء والجمعة والسبت ويوم الأحد تحريا واحتجموا يوم الاثنين والثلاثاء فإنه اليوم الذي عافى الله فيه أيوب من البلاء وضربه بالبلاء يوم الأربعاء فإنه لا يبدو جذام ولا برص إلا يوم الأربعاء أو ليلة الأربعاء
صحيح
الألباني
صحيح ابن ماجه

51
إن كان في شيء مما تداويتم به خير فالحجامة .
حسن صحيح
الألباني
صحيح الترغيب

52
الحجامة على الريق أمثل، وفيها شفاء وبركة، وتزيد في العقل وفي الحفظ، واحتجموا على بركة الله يوم الخميس، واجتنبوا الحجامة يوم الأربعاء والجمعة والسبت والأحد تحريا، واحتجموا يوم اثنين والثلاثاء ؛ فإنه اليوم الذي عافى الله فيه أيوب، وضربه بالبلاء يوم الأربعاء، فإنه لا يبدو جذام ولا برص إلا يوم الأربعاء، وليلة الأربعاء .
حسن لغيره
الألباني
صحيح الترغيب

53
لم يمر علي ملأ من الملائكة إلا أمروه:أن مر أمتك بالحجامة.
صحيح لغيره
الألباني
صحيح الترغيب

54
ما مررت ليلة أسرى بي بملأ من الملائكة إلا كلهم يقول لي عليك يا محمد بالحجامة
صحيح لغيره
الألباني
صحيح الترغيب

55
حدث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ليلة أسري به: أنه لم يمر على ملإ من الملائكة إلا أمروه: أن مر أمتك بالحجامة
صحيح
الألباني
صحيح الترمذي

56
إن أفضل ما تداويتم به الحجامة أو إن من أمثل دوائكم الحجامة
صحيح
الألباني
صحيح الترمذي

57
خير يوم تحتجمون فيه سبع عشرة، و تسع عشرة، و إحدى و عشرين . و ما مررت بملأ من الملائكة ليلة أسري بي إلا قالوا: عليك بالحجامة يا محمد
حسن
الألباني
صحيح الجامع

58
الحجامة على الريق أمثل، وفيها شفاء وبركة، وتزيد في الحفظ وفي العقل، فاحتجموا على بركة الله يوم الخميس، واجتنبوا الحجامة يوم الجمعة ويوم السبت ويوم الأحد، واحتجموا يوم الإثنين والثلاثاء؛ فإنه اليوم الذي عافى الله فيه أيوب من البلاء، واجتنبوا الحجامة يوم الأربعاء؛ فإنه اليوم الذي ابتلى فيه أيوب، وما يبدو جذام ولا برص إلا في يوم الأربعاء، أو في ليلة الأربعاء
حسن
الألباني
صحيح الجامع

59
ما مررت ليلة أسري بي بملاء، من الملائكة إلا كلهم يقول لي: عليك يا محمد بالحجامة
صحيح
الألباني
صحيح الجامع






يتبع " بقية أحاديث الحجامة" >>>

ابن حزم
05-09-2005, 07:52 AM
خير ما تداويتم به الحجامة و القسط البحري، و لا تعذبوا صبيانكم بالغمز من العذرة
صحيح
الألباني
صحيح الجامع

61
خير ما تداويتم به الحجامة
صحيح
الألباني
صحيح الجامع

62
ما مررت ليلة أسري بي بملاء، من الملائكة إلا قالوا: يا محمد مر أمتك بالحجامة
صحيح
الألباني
صحيح الجامع

63
ليلة أسري بي، ما مررت على ملأ من الملائكة، إلا أمروني بالحجامة
صحيح
الألباني
صحيح الجامع

64
إن أفضل ما تداويتم به الحجامة و القسط البحري، فلا تعذبوا صبيانكم بالغمز
صحيح
الألباني
صحيح الجامع

65
إن كان في شيء مما تداوون به خير فالحجامة
صحيح
الألباني
صحيح الجامع

66
أمثل ما تداويتم به الحجامة، و القسط البحري
صحيح
الألباني
صحيح الجامع

67
أن أباها كان ينهى أهله عن الحجامة يوم الثلاثاء ويزعم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يوم الثلاثاء يوم الدم وفيه ساعة لا يرقأ
ضعيف
الألباني
ضعيف أبي داود

68
كان يغتسل من أربع من الجنابة ويوم الجمعة ومن الحجامة وغسل الميت
ضعيف
الألباني
ضعيف أبي داود

69
كان يغتسل من أربع من الجنابة ويوم الجمعة ومن الحجامة ومن غسل الميت
ضعيف
الألباني
ضعيف أبي داود

70
إن كان دواء يبلغ الداء، فإن الحجامة تبلغه
معضل ضعيف
الألباني
ضعيف الترغيب

71
إذا اشتد الحر فاستعينوا بالحجامة، لا يتبيغ الدم بأحدكم فيقتله
موضوع
الألباني
ضعيف الترغيب

72
ثلاث لا يفطرن الصائم الحجامة والقيء والاحتلام
ضعيف
الألباني
ضعيف الترمذي

73
وقال إن خير ما تداويتم به السعوط واللدود والحجامة والمشي
ضعيف
الألباني
ضعيف الترمذي

74
إن خير ما تداويتم به السعوط واللدود والحجامة والمشي فلما اشتكى رسول الله صلى الله عليه وسلم لده أصحابه فلما فرغوا قال لدوهم قال فلدوا كلهم غير العباس
ضعيف
الألباني
ضعيف الترمذي

75
إن خير ما تداويتم به اللدود والسعوط والحجامة والمشي وخير ما اكتحلتم به الإثمد فإنه يجلو البصر وينبت الشعر . قال: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم له مكحلة يكتحل بها عند النوم ثلاثا في كل عين
ضعيف، إلا فقرة الاكتحال بالإثمد فصحيحة
الألباني
ضعيف الترمذي

76
إن خير ما تداويتم به اللدود، و السعوط، و الحجامة، و المشي، و خير ما اكتحلتم به الإثمد، فإنه يجلو البصر، و ينبت الشعر
ضعيف
الألباني
ضعيف الجامع

77
إن الحجامة في الرأس دواء من كل داء، الجنون و الجذام و العشا و البرص و الصداع
ضعيف
الألباني
ضعيف الجامع

78
عليكم بالحجامة في جوزة القمحدوة، فإنها دواء من اثنين و سبعين داء و خمسة أدواء، من الجنون، و الجذام، و البرص، و وجع الأضراس
ضعيف
الألباني
ضعيف الجامع

79
من سنن المرسلين: الحلم، و الحياء، و الحجامة، و السواك، و التعطر، و كثرة الأزواج
ضعيف
الألباني
ضعيف الجامع

80
نهى عن حلق القفا، إلا عند الحجامة
ضعيف
الألباني
ضعيف الجامع

81
ثلاث لا يفطرن الصائم: الحجامة، و القيء، و الاحتلام
ضعيف
الألباني
ضعيف الجامع

82
خمس من سنن المرسلين: الحياء، و الحلم، و الحجامة، و السواك، و التعطر
ضعيف
الألباني
ضعيف الجامع

83
خمس من سنن المرسلين: الحياء، و الحلم، و الحجامة، و التعطر، و النكاح
ضعيف
الألباني
ضعيف الجامع

84
خير الدواء الحجامة و الفصاد
ضعيف
الألباني
ضعيف الجامع

85
الحجامة تكره في أول الهلال، و لا يرجى نفعها حتى ينقص الهلال
ضعيف
الألباني
ضعيف الجامع

86
خير الدواء اللدود، و السعوط، و المشي، و الحجامة، و العلق
ضعيف
الألباني
ضعيف الجامع

87
خير ما تداويتم به اللدود، و السعوط، و الحجامة، و المشي
ضعيف
الألباني
ضعيف الجامع

88
قطع العرق مسقمة، و الحجامة خير منه
موضوع
الألباني
ضعيف الجامع

89
استعينوا على شدة الحر بالحجامة، فإن الدم ربما يتبيغ بالرجل فيقتله .
موضوع
الألباني
ضعيف الجامع

90
إذا اشتد الحر فاستعينوا بالحجامة، لا يتبيغ الدم بأحدكم فيقتله
موضوع
الألباني
ضعيف الجامع

91
الحجامة تنفع من كل داء، ألا فاحتجموا
موضوع
الألباني
ضعيف الجامع

92
الحجامة في الرأس شفاء من سبع، إذا ما نوى صاحبها: من الجنون، و الصداع، و الجذام، و البرص، و النعاس، و وجع الضرس، و ظلمة يجدها في عينيه
موضوع
الألباني
ضعيف الجامع

93
الحجامة يوم الثلاثاء لسبع عشرة من الشهر دواء لداء سنة
موضوع
الألباني
ضعيف الجامع

94
الحجامة في الرأس هي المغيثة، أمرني بها جبريل حين أكلت طعام اليهودية
ضعيف جداً
الألباني
ضعيف الجامع

95
الحجامة يوم الأحد شفاء
ضعيف جداً
الألباني
ضعيف الجامع

96
ثلاث لا يفطرن الصائم: الحجامة، والقيء، والاحتلام
صحيح المعنى
الألباني
مشكاة المصابيح

97
أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يستحب الحجامة لسبع عشرة، وتسع عشرة، وإحدى وعشرين.
صحيح لغيره
الألباني
مشكاة المصابيح

98
حدث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن ليلة أسري به: أنه لم يمر على ملإ من الملائكة؛ إلا أمروه: مر أمتك بالحجامة.
صحيح لغيره
الألباني
مشكاة المصابيح

99
الحجامة على الريق أمثل، وهي تزيد في العقل، وتزيد في الحفظ، وتزيد الحافظ حفظا، فمن كان محتجما؛ فيوم الخميس على اسم الله -تعالى-؛ واجتنبوا الحجامة يوم الجمعة، ويوم السبت، ويوم الأحد، فاحتجموا يوم الاثنين، ويوم الثلاثاء، واجتنبوا الحجامة يوم الأربعاء؛ فإنه اليوم الذي أصيب به أيوب في البلاء؛ وما يبدو جذام ولا برص؛ إلا في يوم الأربعاء -أو ليلة الأربعاء-.
إسناده ضعيف، لكن له طرق يرتقي بها إلى درجة الحسن
الألباني
مشكاة المصابيح

100
كان يغتسل من أربع: من الجنابة، ويوم الجمعة، ومن الحجامة، وغسل الميت
إسناده على شرط مسلم
الألباني
مشكاة المصابيح

101
إنما كرهت الحجامة للصائم مخافة الضعف.
إسناده صحيح موقوفاً
الألباني
صحيح ابن خزيمة

102
لا بأس بالحجامة للصائم.
إسناده صحيح موقوفاً
الألباني
صحيح ابن خزيمة

103
أنه كان لا يرى بالحجامة للصائم بأسا.
إسناده صحيح موقوفاً
الألباني
صحيح ابن خزيمة

104
يغتسل من أربع: من الجنابة، ويوم الجمعة، وغسل الميت، والحجامة.
إسناده ضعيف
الألباني
صحيح ابن خزيمة

105
قال: لا بأس بالحجامة للصائم.
إسناده ضعيف لكن له شاهد
الألباني
صحيح ابن خزيمة

106
في الحجامة: إنما كانوا يكرهون. قال: أو قال: يخافون الضعف.
إسناده صحيح موقوف ولا ينافي المرفوع
الألباني
صحيح ابن خزيمة

107
ثلاث لا يفطرن الصائم الاحتلام والقيء والحجامة.
إسناده مرسل
الألباني
صحيح ابن خزيمة

108
رخص رسول الله صلى الله عليه وسلم للصائم في الحجامة
إسناده صحيح
الألباني
حقيقة الصيام

109
إن كان في شيء مما تداويتم به خير, فالحجامة.
حسن
الوادعي
الصحيح المسند

110
يا بني بياضة أنكحوا أبا هند, وأنكحوا إليه وقال: وإن كان في شيء مما تداوون به خير, فالحجامة.
حسن
الوادعي
الصحيح المسند

106
في الحجامة: إنما كانوا يكرهون. قال: أو قال: يخافون الضعف.
إسناده صحيح موقوف ولا ينافي المرفوع
الألباني
صحيح ابن خزيمة

107
ثلاث لا يفطرن الصائم الاحتلام والقيء والحجامة.
إسناده مرسل
الألباني
صحيح ابن خزيمة

108
رخص رسول الله صلى الله عليه وسلم للصائم في الحجامة .
إسناده صحيح
الألباني
حقيقة الصيام

109
إن كان في شيء مما تداويتم به خير, فالحجامة.
حسن
الوادعي
الصحيح المسند

110
يا بني بياضة أنكحوا أبا هند, وأنكحوا إليه وقال: وإن كان في شيء مما تداوون به خير, فالحجامة.
حسن
الوادعي
الصحيح المسند

ابن حزم
05-09-2005, 07:54 AM
طوق الحمامة في التداوي بالحجامة

بيان الأحكام الفقهية المتعلقة بالحجامة



بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذى جعل الدعائم للإسلام أركانا ، وطاعة الرسول على الإيمان دليلاً وبرهانا ، فأما الذين اهتدوا فزادهم هدىً وعرفانا ، وأذاق من طغى وتكبر من العذاب صنوفاً وألوانا ، وتوعده فى الآخرة ذلاً وخزياً وهوانا . فلله كـم فى الإيمان بالله من زاكيات الثَّمَرْ ، وفى طاعة رسول الرحمن من زاهيات الزَّهَرْ ، فأهله فى الدنيا مُنَعَّمون وفى الآخرة فى جناتٍ ونَهَرْ ، والصلاة والسلام الأتمان على المبعوث رحمةً وهدايةً للبشرْ ، ما تعاقب الليل والنهار ودار فى فلكيهما الشمس والقمرْ .

وبعد ..

لما كان للحجامة من الشيوع والاستفاضة فى أوساط المسلمين ؛ فقد وضح أثر ذلك غاية الوضوح ؛ فى سؤال أهل العلم عن المسائل المتعلقة بها ، للتعرف على أحكامها ، وأول من سئل عن أحكامها رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، الذى أبان فضلها وبيَّن تفاصيلَها ، تصديقاً لقوله جلَّ وعلا (( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا فى أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليما )) ، وقوله تعالى (( وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا )) . قال عبد الله بن محمد بن هارون الفريابي سمعت الشافعي يقول : سلوني عما شئتم أخبركم من كتاب الله تعالى وسنة نبيكم صلى الله عليه وسلم ، فقلت له : ما تقول أصلحك الله في المحرم يقتل الزنبور ؟ ، فقال : بسم الله الرحمن الرحيم قال الله تعالى (( وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا )) ، وحدثنا سفيان بن عيينة عن عبد الملك بن عمير عن ربعي بن حراش عـن حذيـفة بن اليمان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر )) . حدثنا سفيان بن عيينة عن مسعر بن كدام عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب عن عمر بن الخطاب : أنه أمر بقتل الزنبور .

قال علماؤنا : وهذا جواب في نهاية الحسن ، فقد أفتى ـ طيب الله ثراه ـ بجواز قتل الزنبور في الإحرام ، وبيَّن أنه يقتدى فيه بعمر ، وأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بالاقتداء به ، وأن الله سبحانه أمر بقبول ما يقوله النبي صلى الله عليه وسلم ، فجواز قتله مستنبط من الكتاب والسنة بهذا الاعتبار .

ابن حزم
05-09-2005, 07:55 AM
بيان حكم حجامة المحرم

(21) عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : احْتَجَمَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُحْرِمٌ .

وأما احتجامه صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو محرم ، ففيه أربع مسائل :

[ المسألة الأولى ] جواز الحجامة للمحرم ، وأن إخراج الدم لا يقدح فى إحرامه ، وبالأحرى سائر أنواع التداوى عند الحاجة .

قال أبو عيسى الترمذى : (( وقد رخص قوم من أهل العلم في الحجامة للمحرم ، وقالوا : لا يحلق شعرا . وقال مالك : لا يحتجم المحرم إلا من ضرورة . وقال سفيان الثوري والشافعي : لا بأس أن يحتجم المحرم ولا ينزع شعراً )) .

وقال أبو سليمان الخطابي (( معالم السنن )) : (( لم يكن أكثر من كره من الفقهاء الحجامة للمحرم إلا من أجل قطع الشعر ، وإن احتجم في موضع لا شعر عليه فلا بأس به ، وإن قطع شعراً افتدى . وممن رخص في الحجامة للمحرم : سفيان الثوري ، وأبو حنيفة وأصحابه ، وهو قول الشافعي ، وأحمد ، وإسحاق . وقال مالك : لا يحتجم المحرم إلا من ضرورة لا بد منها . وكان الحسن يرى في الحجامة دماً يهريقه )) .



ولم ينقل أحد من الصحابة أن النَّبىَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ افتدى من حجامته هذه ، مع توافر الهمم والعزائم على نقل كل أفعاله وأقواله وهيئاته فى حجته صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فدلَّ ذلك على أن حجامته برأسه لم تقتضى قطع شعر . وأما قول بعضهم : الحجامة بالرأس لا تخلو عادة عن حلقٍ ، فالأوفق بالحديث أن يقال بجواز حلق موضع الحجامة إذا كان هناك ضرورة ! ، ففيه مخالفة صريحة لظاهر قوله تعالى (( ولا تحلقوا رؤوسكم حتى يبلغ الهدي محله فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ )) ، وفيه بيان أن الجواز لفعل المحظور كقطع الشعر وقلع الظفر لا يخلو مـن وجـوب الفدية . وأصـل ذلك مـا أخرجاه فى (( الصحيحين )) من حديث مجاهد عن عبد الرحمن بن أبى ليلى عن كعب بن عجرة : أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَفَ عَلَيْهِ وَرَأْسُهُ يَتَهَافَتُ قَمْلاً ، فَقَالَ : (( أَيُؤْذِيكَ هَوَامُّكَ ؟ )) ، قُلْتُ : نَعَمْ ، قَالَ : (( فَاحْلِقْ رَأْسَكَ )) ، قَالَ : فَفِيَّ نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ (( فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ )) ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (( صُمْ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ أَوْ تَصَدَّقْ بِفَرَقٍ بَيْنَ سِتَّةِ مَسَاكِينَ أَوِ انْسُكْ مَا تَيَسَّرَ )).

فقد صحَّ أنه لو احتجم محرم برأسه لضرورة أو بدونها ، فإن لم يقطع شعراً فلا شئ عليه ، وإن قطع ففيه الفدية .



[ المسألة الثانية ] الحجامة بـلا قطع شعر ولا فعل محظور مـن المباحات للمحرم بإطلاق عـند أبى حنيفة والشافعى خلافاً لمالك ، فهى كالغسل والاكتحال وسائر المباحات التى يفعلها المحرم .

ففى (( الحجة ))(2/256) للإمام محمد بن الحسن الشيبانى : (( باب الحجامة للمحرم . قال محمد عن أبي حنيفة : لا بأس بالحجامة للمحرم اضطر أو لم يضطر ما لم يحلق شعراً . وقال أهل المدينة : لا يحتجم المحرم الا من ضرورة . قال محمد : وكيـف يقول هذا أهل المدينة ، وقد احتجم رسـول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو محرم ، وما ذكر في ذلك ضرورة ؟! )) .

وفى (( الأم ))(7/197) للإمام الشافعى : (( قال الربيع بن سليمان المرادى : سألت الشافعى عن الحجامة ـ يعنى للمحرم ـ ؟ ، فقال : يحتجم ولا يحلق شعراً ، ويحتجم من غير ضرورة ، فقلت : وما الحجة ؟ ، فقال : أخبرنا مالك عن يحيى بن سعيد عن سليمان بن يسار أن النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ احتجم وهو محرم ، وهو يومئذ بلحى جمل . قال الشافعي : أخبرنا سفيان عن عمرو بن دينار عن عطاء وطاوس أحدهما أو كلاهما عن ابن عباس أن النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ احتجم وهو محرم ، فقلت للشافعي : فإنا نقول لا يحتجم المحرم إلا من ضرورة ، قال الشافعي : أخبرنا مالك عن نافع عن ابن عمر أنه كان يقول : لا يحتجم المحرم إلا أن يضطر إليه مما لا بد له منه ، وقال مالك مثل ذلك .



قال الشافعي : الذى روى مالك عن النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه لم يذكر في حجامة النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هو ولا غيره ضرورة أولى بنا من الذي رواه عن ابن عمر ، ولعلَّ ابن عمر كره ذلك ولم يحرمه . ولعل ابن عمر أن لا يكون سمع هذا عن النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ولو سمعه ما خالفه إن شاء الله . أفرأيتم إن كرهتم الحجامة إلا من ضرورة ؛ أتعدو الحجامة من أن تكون مباحة له كما يباح له الاغتسال والأكل والشرب ، فلا يبالي كيف احتجم إذا لم يقطع الشعر ، أو تكون محظورة عليه كحلاق الشعر وغيره ، فالذي لا يجوز له إلا لضرورة ، فهو إذا فعله بحلق الشعر أو فعل ذلك من ضرورة افتدي ، فينبغي أن تقولوا إذا احتجم من ضرورة أن يفتدي ، وإلا فأنتم تخالفون ما جاء عن النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وتقولون في الحجامة قولا متناقضاً )) .



قلت : وإنما قال أبو حنيفة والشافعى ما قالاه اعتماداً على هذا الإطلاق فى حديث ابن عباس ، وإلا ففى رواية عكرمة عن ابن عباس ذكر ما اضطره صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى ذلك ، وهو وجع كان برأسه ، ففى (( صحيح البخارى ))(5071. فتح ) : حدثني محمد بن بشار ثنا ابن أبي عدي عن هشام عن عكرمة عن ابن عباس : احْتَجَمَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي رَأْسِهِ وَهُوَ مُحْرِمٌ ، مِنْ وَجَعٍ كَانَ بِهِ ، بِمَاءٍ يُقَالُ لَهُ لُحْيُ جَمَلٍ . وقال محمد بن سواء أخبرنا هشام عن عكرمة عـن ابن عباس : أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ احْتَجَمَ وَهُوَ مُحْرِمٌ فِي رَأْسِهِ مِنْ شَقِيقَةٍ كَانَتْ بِهِ .



[ المسألة الثالثة ] هل للمحتجم إن احتـاج لحلق الشعر أن يحلق قفاه دون سائـر الرأس ؟ .

أكثر أهل العلم على كراهية حلق بعض الرأس وترك بعضه ، ويسمى القزع ، فهو مكروه مطلقا إلا لعذر ، سواء كان لرجل أو امرأة أو صبىٍ ، وسواء كان في القفا أو الناصية أو وسط الرأس ، وذلك لما فيه من التشويه وتقبيح الصورة ، والتعليل بذلك كما قال القرطبي أشبه منه بأنه تشبه بأهل الشطارة والفساد ، وبأنه زي اليهود . ويستدل لهذه الكراهة بما أخرجاه فى (( الصحيحين )) ، واللفظ لمسـلمٍ من حديث عبيد الله بن عمر أَخْبَرَنِي عُمَر بْنُ نافعٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ : أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنِ الْقَزَعِ ، قَالَ : قُلْتُ لِنَافِعٍ : وَمَا الْقَزَعُ ؟ ، قَالَ : يُحْلَقُ بَعْضُ رَأْسِ الصَّبِيِّ وَيُتْرَكُ بَعْضٌ . وبما أخرجه أحمد ومسلم وأبو داود من حديث أيوب عن نافع عـن ابن عمر أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى صَبِيًّا قَدْ حُلِقَ بَعْضُ شَعْرِهِ ، وَتُـرِكَ بَعْضُهُ ، فَنَهَاهُمْ عَـنْ ذَلِكَ ، وَقَالَ : (( احْلِقُوهُ كُلَّهُ أَوِ اتْرُكُوهُ كُلَّهُ )) .



قال شيخ الإسلام أبو زكريا النووى (( شرح مسلم )) : (( القزع ـ بفتح القاف والزاى ـ هو حلق بعض الرأس مطلقا ، ومنهم من قال : هو حلق مواضع متفرقة منه ، والصحيح الأول لأنه تفسير الراوى مخالف للظاهر فوجب العمل به . وأجمع العلماء على كراهة القزع إلا أن يكون لمداواة ونحوها ، وهى كراهة تنزيه ، وكرهه مالك فى الجارية والغلام مطلقا ، وقال بعض أصحابه : لا بأس به فى القصة والقفا للغلام . والحكمة فى كراهته : أنه تشويه للخلق ، وقيل : لأنه زى الشرك والشطارة ، وقيل : لأنه زى اليهود )) .

وأما الرخصة فى القزع ـ بحلق القفا أو جزء من الرأس ـ للمداواة بالحجامة ، فللضرورة فى حق الرجل ، إذ كمال الحجم منوط به فأبيح لذلك ، وأما فى حق المرأة ، فلأن حلقها رأسها مُـثلة ، وللإجماع على تحريم ذلك عليها حتى عدَّه بعضهم من الكبائر ، وأما حديث على بن أبى طالبٍ : نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تحلق المرأة رأسها ، فلا دلالة فيه لشدة ضعفه .

فقد أخرجه الترمذى (914) ، والنسائى (( الكبرى ))(5/407/9297) و(( المجتبى )) (8/130) كلاهما عن أبى داود الطيالسي ثنا همام عن قتادة عن خلاس بن عمرو عن علي قال : نهى رسولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن تحلق المرأة رأسها .

وقال الترمذى (914/2) : حدثنا محمد بن بشار حدثنا أبو داود عن همام عن قتادة عن خلاس نحوه ولم يذكر فيه عن علي .

قال أبو عيسى : (( حديث علي فيه اضطراب ، وروي هذا الحديث عن حماد بن سلمة عن قـتادة عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن تحلق المرأة رأسها )) . وفى (( علل الدارقطنى ))(3/195/356) : (( وسئل عن حديث خلاس بن عمرو عن علي : أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن تحلق المرأة رأسها . فقال : رواه همام بن يحيى عن قتادة عن خلاس عن علي عن النبى صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وخالفه هشام الدستوائي وحماد بن سلمة ، فروياه عن قتادة عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا ، والمرسل أصح )) اهـ .

قال الأثرم : سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل يسئل : عن المرأة تعجز عن شعرها وعن معالجته أتأخذه على حديث ميمونة ؟ ، قال : لأي شيء تأخذه ؟ ، قيل له : لا تقدر على الدهن وما يصلحه وتقع فيه الدواب ، قال : إذا كان لضرورة فأرجو أن لا يكون به بأس .

وأما ما يروى عن عمر بن الخطاب قال : نهى رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم عن حلق القفا إلا للحجامة ، فهو حديث منكر لا يحتج بمثله .

أخرجه ابن حبان (( المجروحين ))(1/319) ، والطبرانى (( الأوسـط ))(3/220/2969) و(( الصغير ))(261) ، وابن عدى (3/373) جميعا من طريق الوليد بن مسلم عن سعيد بن بشير عن قتادة عن أنس عن عمر به .

قلت : وإسناده واهٍ بمرة . سعيد بن بشير ، قال يحيى بن معين : ليس بشيء . وقال عبد الله بن نمير : منكر الحديث ، وليس بشيء ، ليس بقوي فى الحديث ، يروى عن قـتادة المنكرات . وقال ابن حبان : كان رديء الحفظ فاحش الخطأ يروي عن قتادة مالا يتابع عليه .

وأما الوليد بن مسلم ، فهو وإن كان ثقة فى نفسه ولكنه فاحش التدليس ، يدلس تدليس التسوية .



قال ابن أبى حاتم (( علل الحديث ))( 2/316/2462) : (( سألت أبي عن حديث رواه سليمان بن شرحبيل عن الوليد بن مسلم عن سعيد بن بشير عن قتادة عن أنس عن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن حلق القفا إلا عند الحجامة . قال أبي : هذا حديث كذب بهذا الاسناد ، يمكن أن يكون دخل لهم حديث في حديث . قال أبي : رأيت هذا الحديث في كتاب سليمان بن شرحبيل ، فلم أكتبه ، وكان سليمان عندى في حيز لو أن رجلا وضع له لم يفهم )) .



وفى (( سؤالات البرذعى لأبى زرعة ))(1/549) : (( قلت : حديث يروى عن سليمان بـن عبد الرحمن عن الوليد عن سعيد بن بشير عن قتادة عن أنس عن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم : أنه نهى عن حلق القفا إلا في الحجامة . فقال : باطل ليس هذا من حديث الوليد )) .



[ المسألة الرابعة ] إن احتجم المحرم فهل يغتسل أو يتوضأ ؟ . التحقيق فى هذه المسألة قريب شبهٍ بالدم السائل من البدن كالرعاف والدمل ونحوهما أيتوضأ منه ؟ ، وإنما تختلف الحجامة بأن دم الحجامة يستقر فى قارورة الحجام ، وربما سال إن كان غزيراً ، وقد يصيب الثوب . وقد رخص أكثر أهل العلم فى ترك الوضوء من الدم السائل ، ولم يرو فيه شيئاً ، وقالوا : يغسل المحتجم محاجمه ولا يتوضأ .

ابن حزم
05-09-2005, 07:56 AM
قال إمام المحدثين فى (( كتاب الوضوء )) من (( الجامع الصحيح ))(1/44. سندى ) :

بَاب مَنْ لَمْ يَرَ الْوُضُوءَ إِلا مِنَ الْمَخْرَجَيْنِ الْقُبُلِ وَالدُّبُرِ . وَقَالَ الْحَسَنُ : إِنْ أَخَذَ مِنْ شَعَرِهِ وَأَظْفَارِهِ أَوْ خَلَعَ خُفَّيْهِ فَلا وُضُوءَ عَلَيْهِ . وَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : لا وُضُوءَ إِلا مِنْ حَدَثٍ . وَيُذْكَرُ عَنْ جَابِرٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ فِي غَزْوَةِ ذَاتِ الرِّقَاعِ ، فَرُمِيَ رَجُلٌ بِسَهْمٍ ، فَنَزَفَهُ الدَّمُ ، فَرَكَعَ وَسَجَدَ وَمَضَى فِي صَلاتِهِ . وَقَالَ الْحَسَنُ : مَا زَالَ الْمُسْلِمُونَ يُصَلُّونَ فِي جِرَاحَاتِهِمْ . وَقَالَ طَاوُسٌ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ وَعَطَاءٌ وَأَهْلُ الْحِجَازِ : لَيْسَ فِي الدَّمِ وُضُوءٌ . وَعَصَرَ ابْنُ عُمَرَ بَثْرَةً ، فَخَرَجَ مِنْهَا الدَّمُ ، وَلَمْ يَتَوَضَّأْ . وَبَزَقَ ابْنُ أَبِي أَوْفَى دَمًا ، فَمَضَى فِي صَلاتِهِ . وَقَالَ ابْنُ عُمَرَ وَالْحَسَنُ فِيمَنْ يَحْتَجِمُ : لَيْسَ عَلَيْهِ إِلا غَسْلُ مَحَاجِمِهِ .

فإذا علم صحة أكثر هذه الآثار عمن رويت عنه ، فهذا القدر كافٍ للدلالة على المقصود .

وخرَّج أبو بكر بن أبى شيبة أكثر هذه الآثار ، فيمن يحتجم يغسل أثر محاجمه ، فى (( مصنفه )) (1/47/475:468) قال :

حدثنا ابن نمير أخبرنا عبيد الله عن نافع عن ابن عمر : أنه كان إذا احتجم غسل أثر محاجمه . حدثنا أبو الأحوص عن أبي إسحاق عن إبراهيم قال : كان علقمة والأسود لا يغتسلان من الحجامة. حدثنا أبو بكر بن عياش عن مغيرة عن إبراهيم : أنه كان يغسل أثر المحاجم 0

حدثنا حفص عن أشعث عن الحسن وابن سيرين أنهما كانا يقولان : اغسل أثر المحاجم 0

حدثنا ابن إدريس عن هشام عن الحسن ومحمد قال : كانا يقولان في الرجل يحتجم يتوضأ ويغسل أثر المحاجم 0

حدثنا عبد الأعلى عن يونس عن الحسن سئل : عن الرجل يحتجم ماذا عليه ؟ قال : يغسل أثر محاجمه 0

حدثنا وكيع عن إسماعيل عن أبي عمر عن ابن الحنفية قال : يغسل أثر المحاجم 0

ولا يصح ما روى عن أنس : احتجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فصلى ولم يتوضأ ، ولم يزد على غسل محاجمه . فقد أخرجه الدارقطنى (1/151) ، والبيهقى (( الكبرى ))(1/141) كلاهما من طريـق صالح بن مقاتل ثنا أبي ثنا سليمان بن داود أبو أيوب عن حميد عن أنس .

وهذا إسناد ضعيف جداً لا يحتج بمثله ، صالح وأبوه وسليمان ثلاثتهم ضعفاء .

وأما ما أخرجه ابن عدى (( الكامل ))(6/450) من طريق معمر بن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع حدثني أبي عن أبيه عبيد الله عن أبي رافع قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم احتجم ، فغسل موضع محاجمه ، وصب على رأسه .

قـلت : هذا منكر الإسناد والمتن . معمر بن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع ، ليس بثقة ولا مأمون ، قاله يحيى بن معين . وقال البخارى : منكر الحديث . وقال ابن حبان : ينفرد عن أبيه بنسخة أكثرها مقلوبة ، لا يجوز الاحتجاج به ، ولا الرواية عنه إلا على جهة التعجب .

وقال ابن عدى : مقدار ما يرويه لا يتابع عليه .

وقد لخص أبو بكر بن المنذر أحكام هذا الباب تلخيصاً وافياً ، فقال فى (( الأوسـط ))(1/178) : (( ذكر ما يجب على المحتجم من الطهارة . قال أبو بكر : حكم الحجامة كحكم الرعاف والدم الخارج من مواضع الحدث ، وقد أوجب فيه الوضوء مالك وأهل المديـنة ، وعنـد الشافعي وأصحابه ، وأبي ثور وغيره : لا ينقض ذلك عندهم طهارة ولا يوجب وضوءاً ، بل يكفى المحتجم بأن يغسل أثر محاجمه ثم يصلي . وقد روي عن ابن عمر : أنه كان إذا احتجم غسل أثر محاجمه . وروي ذلك عن ابن عباس ، وبه قال الحسن البصري ، وإبراهيم النخعي ، وهو قول ربيعة ، ويحيى بن سعيد الأنصاري ، ومالك والشافعي ، وأبي ثور )) اهـ .

قـلت : وممن روى عنه الغسل من الحجامة : على بن أبى طالب ، وعبد الله بن عمرو ، وعبد الله بن عباس ، وابن سيرين ، ومجاهد .

وخـرَّج عبد الرزاق أكثر هذه الآثار ، فيمن يغتسل من الحجامة ، فى (( المصنف ))(1/180) :

عن إسرائيل بن يونس عن ثوير بن أبي فاختة عن أبيه : أن عليا كان يستحب أن يغتسل من الحجامة .

عن الثوري عن الأعمش عن مجاهد عن عبد الله بن عمرو قال : إني لأحب أن أغتسل من خمس : من الحجامة ، والموسى ، والحمام ، والجنابة ، ويوم الجمعة . قال الاعمش : فذكرت ذلك لإبراهيم فقال : ما غسلا واجبا إلا غسل الجنابة ، وكانوا يستحبون الغسل يوم الجمعة .

عن معمر عن ابن أبي نجيح عن مجاهد : قال يغتسل الرجل إذا احتجم .

فإن احتج له محتج بما أخرجه أحمد (6/152) ، وأبو داود (348) ، وابن خزيمة (256) ، وابن المنذر (( الأوسط ))(1/181) من حديث مصعب بن شيبة عن طلق بن حبيب العنزي عـن عبد الله ابن الزبير عن عائشة أنها حدثته : أن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم كان يغتسل من أربـع : من الجنابة ، ويوم الجمعة ، ومن الحجامة ، ومن غسل الميت .

قلنا : هذا منـكر الإسناد والمتن لا يحتج بمثله ، مصعب بن شيبة ليس بالقوى . وأنكره أحمد ابن حنبل وقال : مصعب بن شيبة روى أحاديث مناكير . وقال أبو حاتم : لا يحمدونه وليس بقوي . وقال الدراقطني : ليس بالقوي ولا بالحافظ .

قال أبو بكر بن المنذر : (( فإذا لم يثبت حديث مصعب بن شيبة بطل الاحتجاج به . وقد بلغني عن أحمد بن حنبل وعلي بـن المديني أنهما ضعفا الحديثين : حديـث مصعب بـن شيبة ، وحديـث أبى هريرة في الغسل من غسل الميت )) .

ـــــــــ

(21) صحيـح . أخرجه الشافعى (( المسند ))(ص365) ، والحميدى (500) ، وابن أبى شيبة (3/320/14591) ، وأحمد (1/221) ، والدارمى (1821) ، وعبد بن حميد (622) ، والبخارى (4/10. سندى ) ، ومسلم (8/122. نووى ) ، وأبو داود (1835) ، والترمذى (839) ، والنسائى(( الكبرى ))(2/231/3203) ، وابن حبان (3951) ، والبيهقى (( الكبرى ))(5/64) من طرق عن سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن طاوس وعطاء عن ابن عباس به .

قـلت : وهو مشهور عن عمرو بن دينار من هذا الوجه ، رواه عنه جماعة من أصحابه أوثقهم وأثبتهم : سفيان بن عيينة .

ابن حزم
05-09-2005, 07:56 AM
(30) عَن حُمَيْدٍ قَالَ : سُئِلَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ عَنْ كَسْبِ الْحَجَّامِ ؟ ، فَقَالَ : احْتَجَمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، حَجَمَهُ أَبُو طَيْبَةَ ، فَأَمَرَ لَهُ بِصَاعَيْنِ مِنْ طَعَامٍ ، وَكَلَّمَ أَهْلَهُ ، فَوَضَعُوا عَنْهُ مِنْ خَرَاجِهِ ، وَقَالَ : (( إِنَّ أَفْضَلَ مَا تَدَاوَيْتُمْ بِهِ الْحِجَامَةُ أَوْ هُوَ مِنْ أَمْثَلِ دَوَائِكُمْ )) . صحيح . أخرجه مسلم (10/242) ، والتـرمذى (1278) و(( الشمائل ))(361) ، والطحاوى (( شرح المعانى ))(4/131) ، وابن الجوزى (( التحقيق ))(1587) من طرق عن إسماعيل بن جعفر عن حميد عن أنس به .

وأخرجه البخارى (4/10. سندى ) قال : حدثنا محمد بن مقاتل أخبرنا عبد الله يعنى ابن المبارك أخبرنا حميد الطويل عن أنس بمثله .

وتـابعهما عن حميد : مالك بن أنس ، وشعبة ، والثورى ، وعبد العزيز بن أبى سلمة ، ومروان الفزارى ، وعبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفى ، ويزيد بن زريع ، ويزيد بن هارون ، ويحيى بن سعيد القطان ، وعبد الله ابن بكر السهمى .

وبسـط طـرقه يطول مع اختلاف يسيـر فى ألفاظه : مالك ويحيى بن سعيد يقولان (( فأمر له بصاع من طعام )) ، والثورى يقول (( فَأَمَرَ لَهُ بِصَاعٍ أَوْ صَاعَيْنِ )) ، وشعبة يقول (( وَأَمَرَ لَهُ بِصَاعٍ أَوْ صَاعَيْنِ أَوْ مُدٍّ أَوْ مُدَّيْنِ )) ، وسائرهم كقول إسماعيل بن جعفر القرشى .



(31) عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : حَجَمَ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْدٌ لِبَنِي بَيَاضَةَ ، فَأَعْطَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْرَهُ ، وَكَلَّمَ سَيِّدَهُ ، فَخَفَّفَ عَنْهُ مِنْ ضَرِيبَتِهِ ، وَلَوْ كَانَ سُحْتًا لَمْ يُعْطِهِ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صحيـح . أحمد (1/365) ، ومسـلم (10/242) ، وأبـو عوانة (3/358/5298) ، والطبرانى (( الكبير ))(12/96/12589) ، والبيهقى (( الكبرى ))(9/338) عن عبد الرزاق عن معمر عن عاصم الأحول عن الشعبي عن ابن عباس .



(32) عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ : أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ احْتَجَمَ ، وَأَعْطَى الْحَجَّامَ أَجْرَهُ ، وَلَوْ كَانَ حَرَامًا مَا أَعْطَاهُ . صحيح . أخرجه أحمد (1/351) ، والبخارى (2/11. سندى ) ، وأبو داود (3423) ، والبيهقى (( الكبرى ))(9/338) من طرق عن خالد الحذاء عن عكرمة عن ابن عباس به .وأخـرجه أحمد (1/258،292،293) ، والبـخارى (2/36،37) ، ومسلم (10/242) ، وابن سعد (( الطبقات ))(1/445) ، والطحاوى (( شـرح المعانى )) (4/129) ، وابـن حبان (5150) ، والطبرانى (( الكبـير ))(11/21/10908) و(( الأوسط ))(8/228/8481) ، والحاكم (4/449) ، والبيـهقى (( الكبرى ))(9/337) ، وابن عساكر (( التاريخ ))(27/401) من طرق عن وهيب عن ابن طاوس عن أبيه عن ابن عباس به ، إلا أنه قال (( وأعطاه أجره واستعط )) .

وله طرق ووجوه عن ابن عباس ، ليس ذا موضع بسطها .



(33) عَنِ ابْنِ مُحَيِّصَةَ عَنْ أَبِيهِ : أَنَّهُ اسْتَأْذَنَ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي إِجَارَةِ الْحَجَّامِ ، فَنَهَاهُ عَنْهَا ، فَلَمْ يَزَلْ يَسْأَلُهُ وَيَسْتَأْذِنُهُ ، حَتَّى قَالَ : (( اعْلِفْهُ نَاضِحَكَ ، وَأَطْعِمْهُ رَقِيقَكَ )) .

وفى روايةٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَهْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ عَنْ مُحَيِّصَةَ بْنِ مَسْعُودٍ الأَنْصَارِيِّ : أَنَّهُ كَانَ لَهُ غُلامٌ حَجَّامٌ ، يُقَالُ لَهُ : نَافِعٌ أَبُو طَيِّبَةَ ، فَانْطَلَقَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْأَلُهُ عَنْ خَرَاجِهِ ؟ ، فَقَالَ : لا تَقْرَبْهُ ، فَرَدَّهُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : (( اعْلِفْ بِهِ النَّاضِحَ ، وَاجْعَلْهُ فِي كِرْشِهِ )) . صحيح . وله طرق الأولى ) ابن محيصة عن أبيه .أخرجه الشافعى (( المسند ))(ص190) ، وأحمد (5/435) عن إسحاق بن عيسى ، وأبو داود (3422) عن القعنبى ، والترمذى (1277) عن قتيبة ، والطحاوى (( شرح المعانى ))(4/132) عـن عبد الله بن هب ، وابن قانع (( معجم الصحابة ))(3/116) عن عبد العزيز الأويسى ، والبيهقى (( الكبرى ))(9/337) عن يونس بن بكير ، سبعتهم عن مالك عن ابن شهاب عن ابن محيصة عن أبيه : أنه استأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم في إجارة الحجام فذكره .وأخرجه أحمد (5/436) ، وابن الجارود (583) كلاهما عن معمر ، وابن حبان (5154) عن الليث بن سعد ، وابن ماجه (2166) ، والطحاوى (( شرح المعانى ))(4/132) ، والطبرانى (( الكبير ))(6/48/5471) ، وابن بشكوال (( غوامض الأسماء المبهمة ))(1/446) أربعتهم عن ابن أبى ذئب ، ثلاثتهم ـ معمر والليث وابن أبى ذئب ـ عن الزهرى عن ابن محيصة عن أبيه به .

قلت : هكذا رواه عن الزهرى : مالك من رواية أكثر أصحابه عنه ، ومعمر ، والليث ، وابن أبى ذئب . وخـالف جماعتهم : يحيى بن يحيى ، وابن القاسم ، فروياه عن الزهرى عن ابن محيصة أنه استأذن رسـول الله صلى الله عليه وسلم به ، فأسقطا من إسناده (( أباه )) .

أخرجه هكذا يحيى بن يحيى (( الموطأ ))(3/141) عن مالك عن ابن شهاب عن ابن محيصة الأنصارى . قال أبو عمر بن عبد البر (( التمهيد ))(11/77) : (( وذلك من الغلط الذي لا إشكال فيه على أحد من أهل العلم ، ولا يختلفون أن الذي روى عنه الزهري هذا الحديث هو حرام بن سعد بن محيصة بن مسعود ابن كعب ابن عامر الأنصاري من بني حارثة بن الحارث ، لجده محيصة بن مسعود صحبة ورواية ، وليس لسعد بن محيصة صحبة ، فكيف لابنه حرام ؟! .والحديث مع هذا كله مرسل )) .

قـلت : ورجال هذا المرسل كلهم ثقات ، مالك ومن تابعه ، ومن فوقه ، ومن دونه . وإنما يتصل هذا الإسناد من الطريقين التاليتين .

( الثانية ) ابن محيصة عن أبيه عن جده .

أخرجه الحميدى (878) : ثنا سفيان ثنا الزهري أخبرني حرام بن سعد ـ قال سفيان : هذا الذي لا شك فيه وأراه قد ذكر ـ عن أبيه أن محيصة سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن كسب حجام له فنهاه عنه ، فلم يزل يكلمه ، حتى قال له : أعلفه ناضحك أو أطعمه رقيقك .

وأكثر أصحاب ابن عيينة : الشافعى ، وابن أبى شيبة ، وأحمد يروونه (( عن حرام بن سعد أن محيصة )) ، هكذا مرسلاً . ولكن تابع الحميدى على الوجه الأول موصولاً : محمد بن إسحاق ، وزمعة بن صالح .

فقد أخرجه الشافعى (( المسند ))(ص190) و(( اختلاف الحديث ))(ص277) ، وابن أبى شيبة (4/354) ، وأحمد (5/436) ثلاثتهم عن ابن عيينة عن الزهرى عن حرام بن سعد بن محيصة أن محيصة به .

وأخرجه أحمد (5/436) ، وابن أبى عاصم (( الآحاد والمثانى ))(4/138/2119) كلاهما عن ابن إسحاق ، وابن أبى عاصم (4/138/2120) ، والطبرانى (( الكبير ))(20/313/744) كلاهما عن زمعة بن صالح ، كلاهما عن الزهرى عن حرام بن سعد بن محيصة عن أبيه عن جده : أنه استأذن ... بنحوه .

قلت : ولا يتصل هذا الحديث من رواية الزهرى إلا من طريق ابن عيينة برواية الحميدى عنه ، وابن إسحاق ، وزمعة بن صالح . وسائر الرواة عن الزهرى يرسلونه كما سبق بيانه .

( الثالثة ) أبو عفير الأنصارى عن محمد بن سهل بن أبى حثمة عن محيصة .

أخرجه أحمد (5/435) ، والبخارى (( التاريخ الكبير ))(8/53/2125) ، والطحاوى (( شرح المعانى )) (4/131) ، والطبرانى (( الكبير ))(20/312/742) ، وابن قانع (( معجم الصحابة ))(3/116) ، والبيهقى (( الكبرى ))(9/337) ، وابن عبد البر (( التمهيد ))(11/79) ، وابن بشكوال (( غوامض الأسماء المبهمة ))(1/446) ، وابن الجوزى (( التحقيق فى أحاديــث الخلاف ))(1583) ، وابن عساكر (( التاريخ ))(53/156) من طرق عن الليث حدثني يزيد بن أبي حبيب عن أبي عفير الأنصاري عن محمد بن سهل بن أبي حثمة عن محيصة بن مسعود الأنصاري : أنه كان له غلام حجام .. بنحوه .

قَالَ أَبو عِيسَى : (( حَدِيثُ مُحَيِّصَةَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ )) .



(34) عن رَافِعُ بْنُ خَدِيجٍ عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (( ثَمَنُ الْكَلْبِ خَبِيثٌ ، وَمَهْرُ الْبَغِيِّ خَبِيثٌ ، وَكَسْبُ الْحَجَّامِ خَبِيثٌ )) .(34) صحيح. أخرجه الطيالسى (966) ، وابن أبى شيبة (4/355) ، وأحمد (3/465،464و4/141) والدارمى (2621) ، ومسلم ، وأبو داود (3421) ، والترمذى (1275) ، والنسائى (( الكبرى )) (3/113/4686،4685) ، والطحاوى (( شـرح المعانى ))(4/129،52) ، وأبو عوانة (3/356) ، وابن حبان (5153،5152) ، والطبرانى (( الكبير ))(4/243،242/4260،4259،4258) ، والحاكم (2/48) ، والبيهقى (6/6 و9/336) ، وابن عبد البر (( التمهيد ))(2/226) ، وابن الجوزى (( التحقيق فى أحاديث الخلاف ))(1581) من طرق عن يحيى بن أبى كثير عن إبراهيم بن عبد الله بن قارظ عن السائب بن يزيد عن رافع بن خديج به .

وأما أجر الحجام ، ففيه ثلاث مسائل :

[ المسألة الأولى ] الأحاديث فى كسب الحجام على ثلاثة أنواع :

( الأول ) حل الأجرة مطلقاً .

( الثانى ) حل الأجرة فى إطعام الرقيق والناضح دونه .

( الثالث ) خبث الأجرة وكونها سحتاً .

[ المسألة الثانية ] قال شيخ الإسلام أبو زكريا النووى (( شرح مسلم ))(10/233) : (( وقد اختلف العلماء في كسب الحجام ، فقال الأكثرون من السلف والخلف : لا يحرم كسب الحجام ، ولا يحرم أكله لا على الحر ولا على العبد ، وهو المشهور من مذهب أحمد . وقال في رواية عنه ، قال بها فقهاء المحدثين : يحرم على الحر دون العبد . واحتج الجمهور بحديـث ابن عباس : أن النبى صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ احتجم وأعطى الحجام أجره ، قالوا : ولو كان حراما لم يعطه . وحملوا هذه الأحاديث التى في النهى على التنزيه ، والارتفاع عن دنئ الاكساب ، والحث على مكارم الاخلاق ، ومعالى الأمور ، ولو كان حراما لم يفرق فيه بين الحر والعبد ، فإنه لا يجوز للرجل أن يطعم عبده مالا يحل )) .



لكن يبقى إشكال ، وهو : إن كان أجر الحجام حلالاً كيف جاز إطلاق لفظ الخبث والسحت عليه ؟ . أجاب عنه القاضى بقوله : (( الخبيث في الأصل ما يكره ، لرداءته وخسته ، ويستعمل للحرام من حيث كرهه الشارع ، كما يستعمل الطيب للحلال قال تعالى (( ولا تتبدلوا الخبيث بالطيب النساء )) ؛ أي الحرام بالحلال ، وقال سبحانه وتعالى (( ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون )) ؛ أي الدنيء من المال . ولما كان مهر الزانية ، وهو ما تأخذه عوضا عن الزنا حرام ، كان الخبيث المسند إليه بمعنى الحرام ، وأما كسب الحجام لما لم يكن حراما ، لأنه صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ احتجم وأعط الحجام أجره ، كان المراد من المسند إليه المعنى الثاني ، يعنى الدنئ الخسيس )) .



كما أجاب عنه أبو سليمان الخطابى بقوله : (( إن معنى الخبيث في قوله (( كسب الحجام خبيث )) : الدنئ ، وأما قوله (( ثمن الكلب خبيث ، ومهر البغي خبيث )) ، فمعناه المحرم . وقد يجمع الكلام بين القرائن في اللفظ ، ويفرق بينهما في المعاني ، وذلك على حسب الأغراض والمقاصد فيها . وقد يكون الكلام في الفصل الواحد ، بعضه على الوجوب ، وبعضه على الندب ، وبعضه على الحقيقة ، وبعضه على المجاز ، وإنما يعلم ذلك بدلائل الأصول وباعتبار معانيها )) .

ابن حزم
05-09-2005, 07:57 AM
وقال القاضى الشوكانى فى (( نيل الأوطار ))(5/22) : (( استدل من قال بتحريم كسب الحجام ، وهو بعض أصحاب الحديث ، بأحاديث النهى عن كسب الحجام ، ووصفه بأنه خبيث ، لأن النهي حقيقة في التحريم ، والخبيث حرام ، ويؤيد هذا تسمية ذلك سحتا كما في حديث أبي هريرة . وذهب الجمهور من العترة وغيرهم إلى أنه حلال ، واحتجوا بحديث أنس ، وابن عباس . وحملوا النهي على التنزيه ، لأن في كسب الحجام دناءة ، والله يحب معالي الأمور ، ولأن الحجامة من الأشياء التي تجب للمسلم على المسلم للإعانة له عند الاحتياج إليها .



ويؤيد هذا إذنه صلى الله عليه وآله وسلم ، لمن سأله عن أجرة الحجامة أن يطعم منها ناضحه ورقيقه ، ولو كانت حراما لما جاز الانتفاع بها بحال . ومن أهل هذا القول من زعم أن النهي منسوخ ، وجنح إلى ذلك الطحاوي ، وقد عرفت أن صحة النسخ متوقفة على العلم بتأخر الأخر ، وعدم إمكان الجمع بوجه ممكن . والجمع ممكن ، بحمل النهي على كراهة التنزيه ؛ بقرينة إذنه صلى الله عليه وآله وسلم بالانتفاع بها في بعض المنافع ، وبإعطائه صلى الله عليه وآله وسلم الأجر لمن حجمه ، ولو كان حراما لما مكنه منه . ويمكن أن يحمل النهي عن كسب الحجام على ما يكتسبه من بيع الدم ، فقد كانوا في الجاهلية يأكلونه ، ولا يبعد أن يشتروه للأكل ، فيكون ثمنه حراما . ولكن الجمع بهذا الوجه بعيد ، فيتعين المصير إلى الجمع بالوجه الأول .

ويبقى الإشكال في صحة إطلاق اسم الخبث والسحت على المكروه تنزيها ! . قال في القاموس : الخبيث ضد الطيب ، والسحت ـ بالضم وبضمتين ـ الحرام ، أو ما خبث من المكاسب ، فلزم عنه العار انتهى . وهذا يدل على جواز إطلاق اسم الخبث والسحت على المكاسب الدنية ، وإن لم تكن حراماً ، والحجامة كذلك فيزول الإشكال .



وحكى صاحب (( الفتح )) عن أحمد وجماعة الفرق بين الحر والعبد ، فكرهوا للحر الاحتراف بالحجامة ، وقالوا : يحرم عليه الإنفاق على نفسه منها ، ويجوز له الإنفاق على الرقيق والدواب منها ، وأباحوها للعبد مطلقا ، وعمدتهم حديـث محيصة ، لأنه أذن له صلى الله عليه وآله وسلم أن يعلف منه ناضحه )) .



وتأول أبو جعفر الطحاوى الإباحة على حل كسبه ، إذ لا يجوز لأحد أن يطعم عبيده من المال الحرام . قال فى (( شرح المعانى ))(4/132) : (( وفي إباحة النبي صلى الله عليه وسلم أن يطعمه الرقيق أو الناضح دليل على أنه ليس بحرام ، ألا ترى أن المال الحرام الذي لا يحل أكله ، لا يحل له أن يطعمه رقيقه ولا ناضحه ، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في الرقيق (( أطعموهم مما تأكلون )) ، فلما ثبت إباحة النبي صلى الله عليه وسلم لمحيصة أن يعلف ذلك ناضحه ، ويطعم رقيقه من كسب الحجامة ؛ دل ذلك على نسخ ما تقدم من نهيه عن ذلك ، وثبت حل ذلك له ولغيره ، وهذا قول أبي حنيفة وأبي يوسف ومحمد )) .



وقال : (( وتجوز الإجارة على الحجامة ، لأنا قد رأينا الرجل يستأجر الرجل يفصد له عرقا أو يبزغ له حمارا فيكون ذلك جائزا ، فالحجامة أيضا كذلك )) .

[ المسألة الثالثة ] هل يضمن الحجام إذا تلف شئ بفعله ؟ .

قال الإمام الشافعى (( الأم ))(6/172) : (( مسألة الحجام والخاتن والبيطار . قال : وإذا أمر الرجل أن يحجمه أو يختن غلامه أو يبيطر دابته ، فتلفوا من فعله ، فإن كان فعل ما يفعل مثله مما فيه الصلاح للمفعول به عند أهل العلم بتلك الصناعة ، فلا ضمان عليه ، وإن كان فعل ما لا يفعل مثله ممن أراد الصلاح وكان عالما به ، فهو ضامن ، وله أجر ما عمل في الحالين ، في السلامة والعطب .

قال الربيع بن سليمان : وفيه قول آخر للشافعى ، قال : إذا فعل ما لا يفعل فيه مثله ، فليس له من الأجر شيء ، لأنه متعد ، والعمل الذي عمله لم يؤمر به ، فهو ضامن ، ولا أجر له وهذا أصح القولين )) .

ابن حزم
05-09-2005, 07:57 AM
بيان حكم حجامة النساء

(29) عَنْ جَابِرٍ : أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ اسْتَأْذَنَتْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْحِجَامَةِ ، فَأَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَا طَيْبَةَ أَنْ يَحْجُمَهَا . قَالَ : حَسِبْتُ أَنَّهُ قَالَ : كَانَ أَخَاهَا مِنَ الرَّضَاعَةِ ، أَوْ غُلامًا لَمْ يَحْتَلِمْ . صحيح . أخرجه أحمد (3/350) ، ومسلم (14/193) ، وأبو داود (4105) ، وابن ماجه (3480) ، وأبو يعلى (2267) ، وابن حبان (5602) ، والحاكم (4/233) ، والبيهقى (( الكبرى )) (7/96) ، والخطيب (( تاريخ بغداد )) (5/169) من طريق الليث بن سعد عن أبى الزبير عن جابر . وقال أبو عبد الله الحاكم : (( هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه )) .قـلت : وهو كما قال ، ولكن فاته أن مسلماً أخرجه فى (( صحيحه ))



هذا الحديث غاية فى الصحة ، ولهذا أودعه أبو الحسين مسلم بن الحجاج النيسابورى فى (( صحيحه )) ، وهو قائم مقام الاحتجاج فى جواز تطبب المرأة ، ومداواتها بيد الرجل الموثوق بأمانته وديانته وصيانته لحرمات النساء ، ولهذا بوَّب عليه الإمام أبو حاتم بن حبان فى (( التقاسيم والأنواع )) :



ذكر الأمر للمرأة أن يحجمها الرجل عند الضرورة إذا كان الصلاح فيها موجوداً . وأما قول الراوى فى الحديث : حَسِبْتُ أَنَّهُ قَالَ : كَانَ أَخَاهَا مِنَ الرَّضَاعَةِ ، أَوْ غُلامًا لَمْ يَحْتَلِمْ ، فمما لا يلزمنا قبوله بإطلاق ، فهو من إدراج أحد الرواة دون جابر بن عبد الله ، ولا يمكن القطع بتعيينه ولا يقدح ذلك فى صحة الحديث ، ولا تلقينا إيَّاه بالقبول ، ومن مقتضاه جواز حجم الرجل الورع الأمين الثقة للمرأة إذا اضطرت إلى الحجامة ، وكان الشفاء مظنوناً ، ولم تكن ثمة نسوةٌُ حجامات ماهرات بأصول هذه الصنعة ، وذلك فى وجود زوجها وبإذن منه إن كانت ذات زوجٍ ، أو أحد محارمها إن لم تكنه .



وما أحسن ما قاله العلامة ابن حزم (( المحلى ))(10/33) : (( وأما قول الراوي : حَسِبْتُ أَنَّهُ كَانَ أَخَاهَا مِنَ الرَّضَاعَةِ ، أَوْ غُلامًا لَمْ يَحْتَلِمْ ، فإنما هو ظن من بعض رواة الخبر ممن دون جابر ، ثم هو أيضا خلاف لواقع الأمر ، لأن أم سلمة رضي الله عنها ولدت بمكة ، وبها ولدت أكثر أولادها ، وأبو طيبة غلام لبعض الأنصار بالمدينة ، فمحال أن يكون أخاها من الرضاعة ، وكان عبداً مضروبا عليه الخراج ، كما روينا من طريق مالك عن حميد الطويل عن أنس قال : حجم رسـول الله صلى الله عليه وسلم أبو طيبة ، فأمر له بصاع من تمر ، وأمر أهله أن يخففوا من خراجه )) . ثم قال : (( ولا يمكن أن يحجمها إلا حتى يرى عنقها ، وأعلى ظهرها مما يوازى أعلى كتفيها )) .



وأما التحرز للحجام الذى يعالج النساء بكونه ورعاً ثقةً أميناً ، فلأنه يكشف من المرأة ما يحرم عليه كشفه فى غير هذه الضرورة ، فلا يحجزه عن المحظورات المهلكات إلا ورعه ، ولأن عورات المرأة من الأمانات التى يجب ويتأكد حفظها وصيانتها ، ولا يصلح لذلك إلا الأمناء الثقات ، ألم تقل المرأة المؤمنة (( إن خير من استأجرت القوى الأمين )) .



ولا يخفى أن ستر عورات النساء من أوجب الواجبات ، ولا يجوز لامرأة أن تكشف عن جزءٍ ولو يسيرٍ من عورتها لأجنبىٍ عنها إلا لضرورة ماسة كمداواةٍ ونحوها ، وضابط ذلك قول الله جلَّ وعلا (( وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو أبآئهن أو أبآء بعولتهن أو أبنآئهن أو أبنآء بعولتهن أو إخوانهن أو بني إخوانهن أو بني أخواتهن أو نسآئهن أو ما ملكت أيمانهن أو التابعين غير أولي الإربة من الرجال أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النسآء ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون )) .



قال سلطان العلماء الإمام العز بن عبد السلام (( قواعد الأحكام )) : (( ستر العورات واجب ، وهو أفضل المروءات وأجمل العادات ، ولا سيما فى النساء الأجنبيات . لكنه يـجوز للضرورات والحاجات . أما الحاجات ، فكنظر كل واحد من الزوجين إلى صاحبه ، ونظر الأطباء للمداواة )) .



والحجام وهو مضطر للنظر إلى محاجم المرأة المحرم عليه النظر إليها فى غير هذا الموضع ، فهذا الاضطرار مقيد بشرطين :

( الأول ) ألا يجاوز موضع الحاجة ، إذ الضرورة تقدر بقدرها ، فقد قال تعالى (( فمن اضطر غير باغٍ ولا عادٍ فلا إثم عليه )) . فعلى الحجَّام ألا يجاوز ما أبيح له من الكشف والنظر لئلا يأثم بذلك ، وليتحرى الإسراع بالفراغ من عمله ما أمكنه ؛ لئلا يحرج المرأة وزوجها ومحارمها .

( الثانى ) ألا يمس شيئاً من جسد المرأة بيده مباشرة ، وذلك باستعمال قفازين ، لما صحَّ من حديث معقل بن يسارٍ أن رسول الله قال : (( لأن يُطعن في رأس أحدكم بمخيطٍ من حديدٍ خير له من أن يمسَّ امرأةً لا تحلّ له )) صحيح . أخرجه الرويانى (( المسند ))(2/323/1283) ، والطبرانى (( الكبير )) (20/211/488،487) من طرق عن شداد بن سعيد الراسبي سمعت يزيد بن عبد الله بن الشخير يقول سمعت معقل بن يسار به .

قلت : وهذا إسناد متصل برجال كلهم ثقات ، خلا شداد بن سعيد أبا طلحة الراسبى ، فقد اختلفوا فى توثـيقه ، والأكثر على توثيقه . فقد وثقه ابن معين ، وأحمد بن حنبل ، والنسائى ، والبزار ، وابن حبان . وكفى بتوثيق الإمامين أحمد وابن معين .



وأما وجود الزوج وإذنه لذوات الأزواج ، أو المحارم لغيرهن ، فلما فى (( الصحيحين )) من حديث ابن عيينة حدثنا عمرو بن دينار عن أبي معبد سمعت ابن عباس يَقُولُ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ يَقُولُ : (( لا يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ إلا وَمَعَهَا ذُو مَحْرَمٍ ، وَلا تُسَافِرِ الْمَرْأَةُ إِلا مَعَ ذِي مَحْرَمٍ )) ، فَقَامَ رَجُلٌ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ امْرَأَتِي خَرَجَتْ حَاجَّةً وَإِنِّي اكْتُتِبْتُ فِي غَزْوَةِ كَذَا وَكَذَا ؟ ، قَالَ : (( انْطَلِقْ فَحُجَّ مَعَ امْرَأَتِكَ )) .



وقد صحَّ عن عمر بن الخطاب أنَّ رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال : (( أَلا لا يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ إِلا كَانَ ثَالِثَهُمَا الشَّيْطَانُ )) صحيح . أخرجه أحمد (1/18) ، والترمذى (2165) ، والنسائى (( الكبرى ))(5/388/9225) ثلاثتهم من طريق محمد بن سوقة عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر قال خطبنا عمر بالجابية فقال : يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي قُمْتُ فِيكُمْ كَمَقَامِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِينَا ، فَقَالَ : (( أُوصِيكُمْ بِأَصْحَابِي ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ، ثُمَّ يَفْشُو الْكَذِبُ حَتَّى يَحْلِفَ الرَّجُلُ وَلا يُسْتَحْلَفُ ، وَيَشْهَدَ الشَّاهِدُ وَلا يُسْتَشْهَد أَلا لا يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ إِلا كَانَ ثَالِثَهُمَا الشيْطَانُ . عَلَيْكُمْ بِالْجَمَاعَةِ ، وَإِيَّاكُمْ وَالْفُرْقَةَ ، فَإِنَّ الشيْطَانَ مَعَ الْوَاحِدِ وَهُوَ مِنَ الِاثْنَيْنِ أَبْعَدُ . مَنْ أَرَادَ بُحْبُوحَةَ الْجَنَّةِ فَلْيَلْزَمِ الْجَمَاعَةَ . مَنْ سَرتهُ حَسَنَتُهُ وَسَاءَتْهُ سَيِئتُهُ ، فَذَلِكُمُ الْمُؤْمِنُ )) .



قال أبو عيسى : (( هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه ، وقد رواه ابن المبارك عن محمد بن سوقة ، وقد روي هذا الحديث من غير وجهٍ عن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم )) . قـلت : هو كما قال ، له عن عمر طرق يطول تخريجها ، وقد بسطتها فى غير هذا الموضع .

ابن حزم
05-09-2005, 07:59 AM
آلــة حجامة



تأخذ كأس زجاجية ضيقة الفم واسعة البطن حجمها نحو الرمانة الصغيرة ، ثم تحرق قطعة من الورق أو قليل من القطن وترمي بها داخل الكأس ، وتوضع في الحال على الجلد سوف تنطفئ النار وينسحب الجلد إلى داخل الكأس ، ويمكن أن تضع قطعة من الكرتون ، تركز عليها قطعة صغير من شمعة مشتعلة وتوضع المحجمة فوقها .



القرون كانت تستخدم في السابق في عملية للحجامة



يمكن صنع المحجمة من أي كأس زجاجي أو معدني (أو برطمان صغير) بفوّهة قطرها 5 سم

وعمل فتحة " ثقب " من جانبه بريشة " بنطة " دريل مناسبة يمتص من خلالها الهواء كما هو موضح أعلاه



أدخل خرطوم " هوز بلاستيكي " من خلال الفتحة وثبتها بالطرف بإدخال خرطوم "هوز" آخر

بطول سنتيمتر واحد داخل طرف الهوز الطويل كما هو موضح أدناه

فسوف يضغط الهوز الداخلي على الخارجى ليثبت على جدار الكأس



أما البالونة أو الواقي الذكري فينصح به الأستاذ أحمد حفني/ القاهرة / حارة الزيتون صاحب هذه الطريقة من أجل المبالغة في النظافة حيث أنه يستخدم لمرة واحدة " لشخص واحد" وأظن الصورة أدناه توضح الطريقة.


هذا الجهاز يوجد في معظم دول العالم ، أمريكا ، ألمانيا ، الصين ، جمهورية مصر ، السعودية ، البحرين .
ويختلف حجم وعدد الكاسات من شركة الى أخرى .
سعره الشنطة من 10 ريال سعودي الى 250 ريال سعودي أي ما يعادل 3 دولار الى 80 دولار


عناوين بيع آلة الحجامة

هذه العناوين ليس من قبيل الدعاية ولكن لتيسر الحصول عليها ، وأي شخص يبيع آلة الحجامة ويود أن أضع عنوانه في هذه الصفحة مجاناً فليراسلني على هذا العنوان: [email protected]

جهاز الحجامة يوجد في معظم دول العالم ، أمريكا ، ألمانيا ، الصين ، جمهورية مصر، دولة البحرين

المملكة العربية السعودية على هذا العنوان:
في المنطقة الغربية
جـدة _ شارع الملك عبد العزيز _ مبنى أسواق الكورنيش التجاري _ الدور الأرضي
مركز لوازم البيت والأسـرة تلفون : 026442282 - فاكس : 026442204
محلات رامز في المنطقة الشرقية ـ الدمام ـ شارع الملك سعود هاتف رقم 8172311 - 8172411.


في المنطقة الشرقية
1- محل عطارة لقط المنافع - الثقبة / شارع مكة / مقابل مطعم كبانا . / هاتف رقم 8953552
2- محلات رامز في المنطقة الشرقية ـ الدمام ـ شارع الملك سعود " سعر الشنطة عشرة ريالات فقط " .

3- جميع فروع مركز سابل مارت:

الخبر" العقربية 8179200"

الدمام " مخطط 71 الشارع التجاري "

الدمام " شارع الأمير نايف 42 سابقاً " هاتف رقم 8373397 .

سعر الشنطة 8 ريالات فقط لا غير

وفي دولة البحرين - رائد أحمد حسين خنجي [email protected]
الجوال: 9435901 - (00973) - مستعدون للتصدير لدول الخليج بإضافة 00/5 دينار بحريني لكل شنطة وباقي الدول أيضا بعد الإتفاق على الشراء ، على أن يحول المبلغ على الحساب التالي: رقم الحساب 5 -1- 415715 -1 بنك البحرين الاسلامي - المنامة - البحرين
تتكون الشنطة من 15 كأس من جميع الأحجام و آلة السحب وقطع غيار


وفى جمهورية مصر
12 شارع دار السعادة متفرع من شارع سنان او نصوح -حدائق الزيتون - القاهرة
أ/ احمد حفنى تليفون 4536212 - 4536213- 0105669555 - الأدوات تليفون 2577224
وفي سوريــــا
عنواننا : سوريا - حمـاه - شارع صلاح الدين الأيوبي - بناء المهندسين
TEL - 033 216020 fAX - 033 216021 ... WWW.ALIMAN-TC.COM (http://www.aliman-tc.com/)
[email protected] - [email protected]

ابن حزم
05-09-2005, 07:59 AM
الحجــامة

مختصر كتاب الدواء العجيب " الجزء الأول "



لمكتشف القوانين العلمية الدقيقة لعملية الحجامة

العلاَّمة العربي الكبير محمد أمين شيخو ولد في دمشق (1308هـ ـ 1890م)



تعريف الحجامة:

كلمة (الحجامة) مأخوذة من (حَجَمَ) و (حَجَّمَ)، تقول: حجَّم الأمر، أي: أعاده إلى حجمه الطبيعي. ونقول: حجَّم مجموعة النعم في نعمة واحدة، أي: جعلها محتوية على خصائص جميع تلك النعم. ومن (أحجم) وهي ضد (تقدَّم)، فمن احتجم تحجم الأمراض من التعرُّض له.

وبالحجامة يكون: إعادة الدم إلى نصابه الطبيعي وبالتالي تنشيط الدورة الدموية، وإزالة ما ازداد من الفاسد (الهرم) من الدم الذي عجز الجسم عن التخلص منه من توالف دموية وشوائب وسواها في أوانها مما يدر بهذه النعمة نعماً عميمة على الجسم وصاحبه علاجاً ووقاية.



وصف الكأس المستخدم في عملية الحجامة:

تعمل الحجامة على إحداث نوع من الاحتقان الدموي في منطقة الكاهل من الجسم باستعمال كؤوس خاصة مصنوعة من الزجاج تعرف بإسم (كاسات الهواء) ذات بطن منتفخ ثم عنق متطاول قليلاً بقطر أصغر من البطن ينتهي بفتحة مستديرة منتظمة [شكل (2)].

وقديماً كانت هذه الكؤوس متخذة من القرون المجوّفة لبعض الحيوانات أو مصنوعة من عيدان النباتات الصلبة المجوَّفة مثل أغصان خشب البامبو (عند أهل الصين)، وقد تطورت فيما بعد إلى كؤوس مصنوعة من الزجاج اليدوي لسهولة تنظيفها وتعقيمها وشفافيتها التي تسمح للحجَّام برؤية الدماء المستخرجة من المحجوم.



آلية عمل كأس الحجامة (كاسات الهواء):

نقوم بحرق قطعة ورقية مخروطية الشكل، أي بشكل قمع ويُفضَّل أن تكون من أوراق الجرائد لسهولة اشتعالها بحجم يستطاع إدخاله في فوهة الكأس المستخدم. بعد إدخال المخروط المشتعل داخل الكأس نلصق فوهة الكأس مباشرة على أسفل لوح الكتف (منطقة الكاهل) [شكل (3)].. فيقوم المخروط الورقي المشتعل هذا بحرق جزءٍ كبيرٍ من الهواء داخل الكأس وهذا يُحدث انخفاضاً في الضغط فيمتص الجلد ويجذبه من فوهة الكأس قليلاً ليعدِّل هذا الإنخفاض الحاصل في الكأس ونتيجة لذلك يظهر احتقان دموي موضعي .



إن هذا الجذب للجلد وهذه الحرارة المرتفعة قليلاً داخل الكأس تحدث توسعاً وعائياً سطحياً في منطقة الكاهل المثبَّت عليها كأسا الحجامة، حيث يخضع الدم أيضاً للجذب فيزداد توارده لهذه المنطقة، ويساهم بقاء الكأس مدة كافية جاذباً للجلد بمنع اشتراك الدم المتجمع في الدورة الدموية نوعاً ما.

بعدها يقوم الحجَّام بتشطيبات سطحية لهذه المنطقة المحتقنة من الجلد (بعد نزع الكأس) بطرف شفرة حادة معقَّمة.. وفيما بعد سنتعرض بشرح مفصَّل لهذا العمل.



الحجامة على الكاهل:

أخرج أبو داود والترمذي وحسَّنه، والحاكم وصحَّحه عن أنس «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحتجم في الكاهل».

وتتلاقى الحكمة المحمَّدية التي هي من شرع الإله صانع الجسم مع الحقيقة الطبية العلمية المكتشفة أن منطقة الكاهل هي المنطقة المثلى لإجراء الحجامة، والفائدة لا تكون إلاَّ من خلال هذه المنطقة حصراً، فهي تتميَّز بمايلي:

1) إنها منطقة لتجمع الكريات الحمر العاجزة والتالفة والشوائب الدموية عامة والجزيئات الكبيرة ذات الوزن الجزيئي المرتفع، حيث تقيل هذه الشوائب في هذه المنطقة أثناء النوم.

2) إنها منطقة مأمونة حتى ولو كان المرء يعاني من مرض السكري أو الناعور فلا خطر من التشطيبات السطحية، كذلك فإنها سريعة الشفاء دون أن ينتج عنها أية التهابات طالما أن الحجامة تُجرى في الظروف والأوضاع الصحيحة والسليمة صحياً.

3) أضف إلى هذا أنها منطقة خالية من أية أوعية دموية يكون جرحها خطيراً.

هذا وإن تجاربنا بالحجامة المسبقة التي قمنا بها على مدى نصف قرن لم ينتج عنها أية مضاعفات من هذا القبيل أبداً.



التعليل العلمي لإجراء عملية الحجامة في منطقة الكاهل:

قبل البدء في البحث العلمي في سبب اختيار منطقة الكاهل حصراً لإجراء عملية الحجامة فيها، لا بد أن نقدِّم فكرة موجزة عن الدم وجهاز الدوران:

لمحة موجزة عن الدم وجهاز الدوران:

يشكِّل جهاز الدوران في جسم الإنسان شبكة مواصلات عظيمة لم يُشهد لها مثيل في الوجود في تنظيمها وتفرعاتها المعقدة الدقيقة الإشراف المحكمة السيطرة على كافة أعضاء وخلايا الجسم البشري بما تحتويه من وظائف النقل والإمداد والتوزيع الغذائي، فغذاء العين يختلف عن غذاء الأذن الذي إن أتى إلى العين سبَّب لها العمى، وغذاء العين إن أتى إلى الأذن سبَّب لها الصمم، وفي إمداد ساحاته القتالية التي تعتبر ميادين لحروب عالمية بصواريخ بعيدة المدى تفرزها الكريات البيضاء كترياقات تطال أهدافها على الجراثيم القاذفة للسموم والدخيلة على الجسم، بأبعاد لها كبعد القمر عن الأرض نسبياً.. فالجسم كون عجيب بإلهام مدبَّر ومُبَرْمَج على أسس وتقنيات ذاتية عالية في التطور إعجازية في الابتكار.



الدم: هو وسط حيوي سائل تتم بواسطته كافة العمليات الحيوية في مختلف أنحاء الجسم ومن خلاله تسري الحياة وتنبعث القدرة على استمرارها، فعندما يتم هضم الطعام في المعدة والحاوي على النسب المختلفة من الحاجات الغذائية للجسم بعناصره ومركباته المختلفة يتدافع إلى الأمعاء (فيكتمل تمثُّله الهضمي) حيث تمتصه ملايين الخمائل الماصة التي تبطن الأمعاء الدقيقة بعد أن يكون قد أصبح معدّاً بخلاصته الكيلوسية لنقل الممتص منه بواسطة الدم إلى الكبد فسائر أرجاء الجسم في رحلةٍ طويلة متكررة ماراً بشبكة هائلة من الأوعية الدموية كالأنهار الضخمة تشقه من أدنى الجسم إلى أقصاه محمّلة بما تحتاج إليه أعضاؤه وأنسجته من المركبات والعناصر الغذائية والماء. ومن الرئتين الأوكسجين ليؤوب بطريقه إلى أجهزة الإطراح فيلقي فيها ما حُمِّل به من نفايات ومخلفات كغاز الفحم السام، والبولة لتقوم هي الأخرى (الأجهزة) بدورها في تخليص الجسم منها.



وكذا تصب فيه المنتجات الاستقلابية للغدد والأعضاء فيوصل بعضها إلى مكان الحاجة إليه ويطرح بعضها الآخر خارج الجسم بإحدى الطرق الطارحة للمنتجات الزائدة السامة ويُخزِّن بعضها الآخر لوقت الحاجة إليه مثل الغلوكوز (سكر الدم) الذي يُختزن في الكبد على شكل غلوكوجين (سكر معقد). وإن زمن هذه الدورة يستغرق (30) ثانية يقوم القلب فيها بدور المضخة الجبارة يرفده ضغط الشرايين والأوعية الدموية بدور إضافي حتى يكمل الدم دورته. وفي طريق عودته التي تتم بمساعدة تقبُّض عضلات الجسم التي تضغط بدورها على الأوردة ليعود من جديد إلى القلب. وذلك يتم في شبكة ضخمة من الأوعية الدموية يصل قطر بعضها (2.5) سم لتستدق وتصغر في نهاياتها لتصبح أوعية شعرية مجهرية. ويبلغ مجموع أطوال هذه الشبكة (100.000) كم أي: مثلي ونصف محيط الكرة الأرضية.



وللتعرف على مكونات الدم نقوم بالاستعانة بآلة الطرد المركزي التي تحوي أنبوب اختبار يحتوي على قليل من الدم يدور بسرعة (3000)د/د(1)، فنجد أن مكونات الدم تترسَّب على حسب ثقلها تدريجياً لتستقر الثقيلة في قاع الانبوب ثم الأخف فالأخف. وبذلك يتألف الدم من طبقتين:

1) طبقة رائقة يميل لونها إلى الصفرة وهي البلازما plasma وتشكل (55%) من حجم الدم. وهي تحوي المواد السكرية والأحماض الأمينية والكالسيوم والمغنزيوم واليود والحديد على شكل مركبات مختلفة كما تحوي الهرمونات والخمائر التي تسيطر على نمو الجسم وأنشطته المختلفة.

2) الطبقة السفلية تشكل (45%) من حجم الدم وهي التي تمنحه ذلك الصباغ الأحمر وتتكون من: (الصفيحات ـ الكريات البيضاء ـ الكريات الحمراء).

الصفيحات: وعددها (150-350) ألف/مم3، وحجمها (1-3) ميكرون(1) وتنحصر مهمتها في إيقاف نزوف الأوعية الدموية وإرقائها.

الكريات البيضاء: ويحتوي الميلي متر المكعب على (7000) كرية، قطر الواحدة (10-12) ميكرون، مهمتها الأساسية هي مهاجمة الجراثيم، إذ تنسل من جدران الشعيرات إلى الأنسجة بفضل أرجلها الكاذبة التي تمكِّنها من الحركة بحركة لولبية باتجاه الجراثيم محاولة إلتهامها والقضاء عليها بفضل ما تحمله من مواد مخربة للجراثيم.



الكريات الحمراء: ويحتوي الميلي متر المكعب من الدم على (5) ملايين كرية ليبلغ تعدادها حوالي (25) ألف مليار كرية في جسم الرجل البالغ أي (5×1210) في الليتر وذلك لاحتواء جسم الإنسان على (5-6) ليتر من الدم [شكل.

يتجدد منها يومياً ما يعادل (250) بليون كرية وتأخذ هذه الكريات شكل العجلات ذات الدواليب المنفوخة، قطر الواحدة منها (7) ميكرون وتميل هذه الكريات إلى الالتصاق التصاقاً مؤقتاً (السليمة الطبيعية منها) مكونة ما يشبه صفاً متراصاً من النقود المعدنية متراكبة فوق بعضها البعض Rouleaux وذلك عائد للزوجة سطحها [شكل (12)]. ولدى فحص الكريات الحمراء مجهرياً وجد أنها خلايا عديمة النوى ذات مرونة تسمح لها بأن تنثني على نفسها كما أنها ذات خاصية عالية في نقل الأوكسجين.



إن الخلل الكمي والكيفي في عمل هذه الكريات الحمراء يعكس مشكلات كبرى خطيرة، شائعة آثارها بين الناس عموماً، لذا فإن الوقاية والمعالجة بواسطة الحجامة تتركَّز عليها وتدور حول الأعضاء والوظائف المرتبطة بها فهي العنصر الدموي النشيط والفعَّال الدائم والمركزي في سير دورة الحياة والمحافظة عليها لهذا الكائن البشري.. وتاريخ ميلادها يبدأ في نقي العظام حيث تنطلق منه، إذ بعد نضجها تنطلق إلى مهماتها فتية نشيطة لتؤديها في الشروط الطبيعية على أكمل وجه وأتم حال.

ابن حزم
05-09-2005, 08:00 AM
حتى إذا ما أتمت المائة والعشرين يوماً من تاريخ ميلادها غدت هرمة قد استُهلِكت جرَّاء العمل المتواصل فيأخذ نشاطها بالذبول وحياتها نحو الإضمحلال فتفقد مرونتها وقد استحالت إلى كرية ميتة عالة على الدورة الدموية فتزوي مع البلايين من مثيلاتها إلى جدران الأوعية الدموية تتدافعها الكريات الفتية معرقلة جريان الدم مما يؤدي إلى اختلالات في الجهاز الدوراني مع ضعف بسيْره بشكل عام ونقص في وظائف الأعضاء ناتج عن نقص في التروية الدموية الناجمة عن إعاقات هذه الكريات، وتظهر جلية عند الأشخاص المتقدمين في السن لعجز أجهزتهم عن درء هذه المعضلة المتفاقمة والمترافقة بارتفاع في الضغط الدموي .



وقد تبيَّن أن ذلك يعود إلى عوامل عديدة مسببة ليس فقط لتلك الإعاقات، بل إلى تشكُّل الخثرات الدموية وهي:

ـ لزوجة سطوح هذه الكريات.

ـ كثافتها المرتفعة والتي هي أكبر من كثافة المصورة 1095-1100<1024-1028.

ـ لزوجة بروتينات بلازما الدم.

كل هذا يدفع الكريات إلى الالتصاق عشوائياً أو انتظامياً ببعضها بعضاً بشكل تراكبي Rouleaux سرعان ما يزول بفضل مرونة هذه الكريات الفتية أثناء تدافعها خلال دورة الدم.

أما الكريات الهرمة والميتة فإنها تفقد خاصية المرونة فيكون من المتعذر أن تنفصل عن بعضها، وبوجود الألياف والصفيحات تتشكل الخثرات الدموية التي بدورها تغدو معيقة لحركة الدم، ونتيجة لهذه الترسبات على جدران الأوعية ونتيجة لعرقلات سير الدم يرتفع ضغط الدم.. وحالة ضغط الدم المرتفع مع وجود الترسبات المختلفة على جدران الأوعية تؤدي لتصلب الشرايين الذي يؤدي بدوره لارتفاع الضغط، وهكذا فكلٌّ منهما يؤدي للآخر.

وإن وقفت حائراً لما تقرؤه متعجباً مندهشاً من أن مشاكل تصلب الشرايين الخطيرة وما ينشأ عنها كله يعود لما ذكرت من ترسبات!!.

أقول: إن حصل ذلك فما عليك إلاَّ أن تطَّلع على تعريف منظمة الصحة العالمية WHo لتصلب الشرايين العصيدي، إذ تقول Who: (إن تصلب الشرايين العصيدي هو الحالة التي تنشأ من مجموع متغيرات استحالية تحدث في الطبقة المتوسطة والبطانة الداخلية للوعاء الدموي الشرياني Intima of arteries التي تتألف من بؤرة من المتراكمات الدهنية والكاربوهيدرات المعقدة وكذلك من مواد ذات أصل دموي وكذلك مادة الدم نفسها ونسيج ليفي، وترسب من مادة الكالسيوم). هذا الوصف للحالة ومعناه: تصلب الشرايين الإكليلية، تكاد تكون مرادفة لكلمة (عصيدة) Atheroma.



مصير الخثرات والكريات الهرمة والمقبلة على الهرم في الدورة الدموية:

لقد تبيَّن أن الخثرات والكريات الهرمة تبحث لها عن مناطق أقل نشاطاً وحركة لتأوي إليها، وهكذا حتى يتركَّز معظمها في منطقة الكاهل ويحدث ذلك يومياً أثناء النوم في هذه المنطقة التي تعتبر أركد منطقة في جسم الإنسان ولِمَا تتصف به من أنها منطقة خالية من المفاصل المتحركة تماماً، فمفاصلها من نوع المفاصل نصف المتحركة.. والعضلات الموجودة فيها هي عضلات شد وتثبيت للعظام حتى أن وضعية الركوع تتم بتقوّس الجزء السفلي من العمود الفقري وتبقى هذه المنطقة بسوية واحدة.



وبما أن شبكة الشعيرات الدموية أشد ما تكون تشعباً وغزارة في منطقة الكاهل فهذا ما لا يخفى أثره في أن سرعة الدم فيه تفتر وتقل.

ومثال الكريات في سلوكها في جهاز الدوران وبمنطقة الكاهل خصوصاً، أشبه ما يكون بالنهر مع رسوبياته، فالنهر يكون بأشد قوة جريانه عند المنبع يجرف أمامه كل شيء إلاَّ ما ثقل كثيراً، ثم تراه يخف تدريجياً في الوسط حتى يصبح عند مصبه هادئاً يكاد أن يكون راكداً، حيث تحط رسوبياته التي كانت عالقة بمياهه الجارية رحالها في قعره. ففي منطقة الكاهل تنخفض سرعة الدم في الأوعية السطحية لحدود دنيا (الشعرية في الجلد) وفي الأوعية الدموية العميقة منها (العضلات وطبقات الجلد العميقة) فتحط رسوبيات الدم رحالها فيها لتنخفض بذلك سرعة الدم أكثر.. وهكذا في علاقة عكسية بينهما مما يؤدي إلى ارتفاع الضغط الدموي في الجسم.



هذه الصفات مجتمعات تدفع الكريات الهرمة والميتة مع الشوائب الدموية والخثرات إلى الترسُّب في هذه الأوعية يومياً (وخصوصاً أثناء النوم لهدوء الدورة الدموية). إذ أنه من المعلوم أيضاً أن الكريات الحمراء التي دنا أجلها ومع مرور الزمن يصبح من العسير عليها اجتياز الدوران الدقيق.

وقد تظهر هذه الترسبات بشكل بدائي متمثلة بتفشي آلام الظهر في منطقة الكاهل (كالوتَّاب مثلاً)، فنلجأ إلى التدليك الرياضي Massage لهذه المنطقة الذي يعمل مفعوله آنياً في تنشيط حركة الدم فيها وزيادة التروية الدموية لنسجها فيجرف تيار الدم المتدافع بالتدليك ما تراكم فيها من شوائب دموية وسموم، وهي المواد الضارة (الناتجة عن عمليات استقلاب الخلايا) المسببة للألم unwanted materials (كأمثال حمض اللبن Lactique Acid) ويغذيها بالغذاء والأوكسجين الكافي .



ولعلنا نتطلع إلى أوسع من محيط هذه الآلام الظهرية فالعلة لمَّا تُجتث من أساسها بعد، فالإنسان بجسده كلٌّ مترابط من أدنى خلية إلى أكبر وأعظم عضو منه، كما أن الدم فيه صلة الوصل بين جميع أعضائه ولهذا نرى أن الجسم أضحى عرضة لكافة الأمراض مثل آلام الرأس والعينين والظهر وجهاز الهضم والكبد والرئتين وآلام المفاصل والذبحة الصدرية والاحتشاءات القلبية. وهذا ما لاحظه الطبيب الياباني Kuakuroiwa ـ كواكورواوا.. فقد أكَّد على حقيقة واحدة استنتجها بعد أن ركَّز أبحاثه على الحجامة وهي أن الشوائب في الدم هي السبب في إصابتنا بالأمراض المختلفة.



ولا ننسى أن الحجامة تخلصنا أيضاً من لزوجة الدم الزائدة فلدى تخليص الجسم من العاطل من الكريات الحمر نكون قد خفضنا لزوجة الدم الزائدة بشكل لا يؤثر على وظائفه، بل زالت العثرات وأتيح للدم أن يتحرك بسهولة وحرية في ظروف ضغط مثالي منتظم والقاعدة الطبية تقول: (إنه كلما نقصت لزوجة الدم كلما زادت ميوعته وزال خطر تشكل الخثرات الدموية)، وما أكثر ما يصف الأطباء مميعات الدم لمرضى القلب.



  



نعم لقد أدرك كل هذا بأبعاده السحيقة طبيب الإنسانية صلى الله عليه وسلم مفجِّر علوم الوقاية بفهمه العالي على ربِّه حتى أنطقه الحق بالحق يراه بالأفق المبين فكان قريباً من المولى عزَّ وجل وقريباً من خلقه، فمن كان الإله معه كان كل شيء بين يديه من قبل أن يرتد إليه طرفه.. فأوصى صلى الله عليه وسلم أصحابه أن كل داء سببه غلبة الدم، والحجامة تنفع من كل داء ألا فاحتجموا.

لذلك أدرك صحابة الرسل الكرام ومن تابعهم بإحسان أنه من الضروري التخلُّص سنوياً من هذه الكريات الحمر الهرمة بالحجامة.

وبالحجامة فقط تستعيد الدورة الدموية نشاطها بيسر وسهولة دونما معاناة من ارتفاع في الضغط، وتستعيد كامل الأعضاء نشاطها الأمثل وهذا ما يسمونه في الطب الحديث الطب البيولوجي والذي يعتمد على تنشيط وظائف الأعضاء.

فبتطبيق وصايا الرسل الكرام بإجراء الحجامة بالربيع عاد إليك الربيع أيها الجسم وأزهرت أجهزتك السبعة، فصارت تؤتي أكلها رائعاً مستمراً وأينع ثمرها فأصبح صالحاً..

الآن قد انغسل الجسم من الأمراض غسلاً وذهبت منه الأوجاع والآلام أصلاً..



دور الكبد والطحال في تنقية الدم من الشوائب:

لعلك تقول: إنك بالغت كثيراً في موضوع تجمُّع الكريات في منطقة الكاهل وأسهبت في التركيز على دور الشوائب الدموية والكريات الهرمة والمقبلة على الهرم في حدوث معظم الأمراض بآلية مرتبطة بتنشُّؤ وتراكم هذه العثرات واستشهدت حتى بقول الطبيب الياباني الشهير (كواكورواوا)، لكن أما للكبد والطحال من دور أوجده الله في ابتلاع هذه الكريات والعثرات وتحطيمها والحد من تأثيراتها السلبية على الدورة الدموية.

وفي صدد هذا نقول: نعم لقد أعطى الله تعالى كل شيء خلقه ثم هدى، وإن للكبد والطحال الكثير من الوظائف الضرورية لاستمرار بنية الإنسان في مسارها الصحيح ومن ضمنها بلعمة تلك الكريات والشوائب الدموية، فما نقَّص الإله على هذا الإنسان في شيء، لكن كما هو بديهي من علاقة الإنسان بهذا الكون وما حوله من أخذ ورد، كذلك لرسول الإله دور فعَّال أساسي وضروري وبدون هداه القلبي الإلهي لا يمكن أن تسير سفينة الحياة في خضم بحر الوجود في أمان واطمئنان.. إن كان هناك ثمة تقصيرٍ في أي شيء وهذا التقصير مرجوعه إلى التقصير في عمل آلية الفكر وسلطانه في الأشياء. ولما كان هذا الإنسان قاصراً في مبلغ علمه مهما علا وبلغ، كانت رحمة الإله تقتضي باختصار كل ذلك عليه، فأرسل له رحيماً من رحمته تعالى يدل التائهَ ويُرشد الضَّالَّ إلى سبيل النجاة من كافة المعضلات.



وتلك هي لعمري نعمة النِعَم كلها.. فترى هذا الرسول الكريم لم يترك ناحية من نواحي الحياة إلا وصبَّ فيها وصاياه من الطعام وأصوله، والنوم والزواج، والعمل والراحة، في الحرب والقتال، إلى السلم والسلام، في ينابيع الأرض والبحار، في الكون والأفلاك، حتى تعداه إلى يوم الدين، فتراه أوتي من كل شيء علماً.. أفهل يبخل علينا بإرشاده إلى الحجامة بعد أن أدرك حادثة الفناء؛ وأن كل شيء يبلى فمهما كان الكبد والطحال جادَّان في عملهما لا بد من مساعدات فبادر الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بإسعاف إخوانه من بني البشر مسرعاً في نصحهم بالحجامة موفياً نصائحه شروحاً وتفصيلات لكل النواحي والاتجاهات.

ولكي تكون لنصائحه فينا مفعولاً، جعلْنا البحث العلمي سبيلاً وسنداً حتى نأخذ بوصاياه متحققين.. فالطير يطير بجناحين، فجناح من الرسول الكريم ، وجناح منا، فيأخذ بأيدينا إلى سبل النجاة والنجاح والفلاح.

وها هو قد وجَّهنا إلى زيادة الاستقصاء فلنبحث في آلية عمل كِلاَ العضوين (الكبد والطحال) لكي نكشف اللثام عن الأهمية الكبيرة لعملية الحجامة في هذا المجال وغيره من الاتجاهات لكمال صحة البدن والنفس والتي لم تخفَ عن ثاقب بصيرته صلى الله عليه وسلم ، فكان القدوة والرائد في هذا المجال.



الكبد (Liver):

ويزن (1200-1500)غ.. وهو إنبيق عظيم تتم فيه الآلاف من العمليات الكيميائية المعقدة.

نذكر من وظائف الكبد:

1) يرشح المواد السامة من السائل الدموي ويستقلبها مبطلاً سميتها، أو يصرِّفها عن طريق الصفراء خارج الجسم.

2) يصنع السائل المراري من نواتج تكسير الكريات الحمر التالفة.

3) يضطلع باستقلابات السكريات Metabolism وتخزينها ليحررها عند الحاجة.

4) يقوم باستقلاب البروتينات واصطناعها.

5) يُوجِد المركبات التي تساعد على تجلط الدم وتخثره في وضع النزف.

6) يضطلع باستقلاب الدهون lepids والشحوم الثلاثية Triglycerides واستقلاب وتصريف الكوليسترول بالسائل الصفراوي.

7) يعمل على استقلاب واختزان معظم أنواع الفيتامينات وعددٍ من العناصر المعدنية كالحديد وغيره.. وله وظيفة من الوجهة الهرمونية.

8) وللكبد أهمية كبيرة في الحياة الجنينية، إذ يشترك مع الطحال في تكوين الدم.

9) يسهر الكبد للدفاع عن الإنسان ضد هجوم المكروبات، حيث يلتهمها ويقضي عليها أو يحد من ضررها.

ابن حزم
05-09-2005, 08:01 AM
الطحال (Lien):

وهو لا يقل أهمية عن الكبد ويقع تحت الحجاب الحاجز خلف المعدة وفوق الكلية اليسرى بقليل ويزن (150غ) تقريباً.

دورة الدم في الطحال:

إن الدم عندما يلج إلى الطحال تستقبله شبكة من حبال بيليروت Cords of Billirott يستنقع الدم في عيونها ليمس البالعات الثابتة والمتحركة والبطانية ليدخل بعدها الدم في الجيوب الوريدية المثقبة، ثم ينتقل إلى الشعرية الوريدية فالأوردة فالوريد الطحالي.. وهذه هي النظرية المفتوحة Open Theory.

وهناك النظرية المغلقة Closed Theory: (إن الشرايين المسماة Penicilleary تنفتح مباشرة على أشباه الجيوب). أما Kinsely فوصف شكلاً ثالثاً، وآخرون قالوا توجد الدورتان معاً المغلقة والمفتوحة.



وظائف الطحال:

أولاً: في الدم:

1) دور تخزيني: يختزن الطحال كمية قليلة من الدم تتراوح بين (20-60)سم3، فلدى تنبيه العصب الودي في حالات النزف، أو هبوط ضغط الدم، يطلق الطحال الكمية المختزنة من الدم للدوران العام بعد أن كان يختزنها في الجيوب الوريدية واللب الأحمر.

2) ودوره في بلعمة الكريات الحمراء (تحطيم الخضاب): إن تحطيم الخضاب يتم في مجمل البدن بالجملة الشبكية البطانية إلاَّ أن نصف هذا العمل يتم في الطحال، حيث يتم تحطيم الخضاب Hemoglobin في الجملة الشبكية البطانية Reticals-endothelia فتمر الكريات من اللب الطحالي إلى الجيوب بحادثة الضغط الإنسلالي عبر مسام أصغر من قطر الكريات نفسها، فمن يحتمل هذا الضغط ينفذ ومن لا يحتمله يتكسر ويتخرب فيتحرر الخضاب ويبقى هيكل الكريات لتجري عليها (الكريات المحطمة) عمليات الهضم في الشبكة البطانية للطحال.. فمن نواتج الهضم يؤمن الطحال مخزونه من الحديد وعندما يتسارع تحطيم الكريات يطفح الطحال بالهيموسدرين، أي أن الطحال بحالة امتلاء Siderotic.. مثال ذلك في حالة الفاقة الإنحلالية. ويساعد الطحال على توليد الكريات الحمراء في حالة نقص الدم.



ثانياً: في المناعة:

1) يقوم بإنتاج الأضداد.

2) تخليص الدم من العناصر الغريبة كالجراثيم والطفيليات والفطور والأوالي وأشكال الكريات الحمراء الشاذة وذلك يتم في الشبكة البطانية بالطحال بواسطة الخلايا البالعة والخلايا اللمفاوية T المسؤولة عن المناعة الخلوية. والخلايا اللمفاوية B المسؤولة عن المناعة الخلطية نتيجة تحولها إلى خلايا مفرزة للغلوبولينات المناعية، لذلك حين يستأصل الطحال تكثر الإنتانات.

نستنتج مما سبق أن للطحال دوراً هاماً في تخليص الجسم من الكريات غير الطبيعية والشائخة الحمراء، ولكن ليس كلها. ففي الطحال يخلص الجسم من الكريات الشائخة بحادثة الضغط الانسلالي، لكن ينفذ الكثير من الكريات المقبلة على الهرم والهرمة وجزء من الأشكال الشاذة لها إلى الدوران العام، ولو كان الأمر تاماً لوجب ألاَّ نجد في الدم إلاَّ الأشكال الصحيحة من الكريات الحمر، ولكن الملاحظ وجود نسبة لابأس بها غير ذلك. إذ أن الكبد بدخول الدم إليه من الطحال (الجملة البابية) يعمل على تخليص الدم من الكريات التالفة التي لم يستطع الطحال تحطيمها (مشكلاً الصفراء) .



إنَّ نظرة شمولية متفحصة لهذه الكريات الحمراء الهرمة والمقبلة على الهرم والأشباح منها، تُظهر أن هناك كميات كبيرة منها تزوي إلى المناطق الهادئة للدوران الدموي في الجسم متقاعدة على جدران الأوعية الدموية(1) وعند تفرعاتها، في الجلد وفي معظم أنسجة الجسم الأخرى وفي الشبكات الدموية لأعضاء هذا الجسم.

هذه الكريات عمرها أربعة أشهر.. ففي السنة الواحدة يلد ويموت ما يقارب ثلاثة أجيال، أي خمسة وسبعون ألف بليون كرية (75×1210) بشكل مستمر دون انقطاع. فدائماً هناك وفيات وهناك ولادات، ولولا وظائف الكبد، والطحال، والكليتين أيضاً والجملة الشبكية البطانية العامة في البدن في بلعمة هذه الكريات لتحوَّل دم الإنسان إلى جلطة واحدة واستحالت حياته [شكل (23)].

لكن مهما تخلَّص الكبد والطحال فإنه يبقى عدد عظيم منها مقعداً عاطلاً مُعطِّلاً غيره من الدم الفتي معيقاً كابحاً لوظائف أعضاء هذا الجسم البشري مؤدياً لما كنا قد بيَّناه.

إذاً لهذه المصافي حد معيَّن فتزيل قسماً من الكريات الهرمة وغير الطبيعية المارة فيها وقسم ليس بالقليل ينفذ منها وقسم آخر يتقاعد أو تبطؤ حركته فلا يأتيها..

هنا يتجلَّى دور الحجامة السنوي العظيم في اجتثاث المتبقي من الكريات الهرمة والشوائب الأخرى من الدم مما يمنح مجالاً أوسع للكبد والطحال والبالعات في البدن عامة من أجل إتمام وظائفها العديدة الأخرى.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «نعم العبد الحجَّام يذهب بالدم، ويخف الصلب، وتجلو عن البصر» (نعم العبد الحجَّام يذهب بالدم): أي الدم الزائد الفاسد، (ويخف الصلب): بسحب الشوائب الدموية المترسبة فيه، (وتجلو عن البصر): بدعم التروية الدموية لمركز الرؤية والعين.



  



مقارنات مخبرية بين (الدم الوريدي) و (دم الحجامة):

أدهش الأطباء ما قاله العلاَّمة الدمشقي محمد أمين شيخو في بحثه العلمي الفريد حول الحجامة عن السر العام لآلية الشفاء التي تقوم بها عملية الحجامة في تخليص الجسم من الدم الفاسد والهرم والذي يعرقل على الجسم قيامه بمهامه ووظائفه على أكمل وجه مما يجعله فريسةً سهلة للأمراض والعلل. ولكشف مدلول هذه العبارة (تخليص الجسم من الدم الفاسد) حرص الفريق المخبري على دراسة الدم الخارج من منطقة الحجامة (الكاهل) دراسة مخبرية دموية ومقارنتها مع الدم الوريدي الطبيعي لعددٍ كبير من الأشخاص الذين أجريت لهم الحجامة وفق أصولها الصحيحة.. ونتيجة الفحص المخبري الدموي لدم الحجامة تبين مايلي:



1) إن دم الحجامة يحوي عشر كمية الكريات البيض الموجودة في الدم الطبيعي وذلك في جميع الحالات المدروسة دون استثناء، وهو الأمر الذي أثار دهشة الأطباء!!. إذ كيف يخرج الدم بغير كرياته البيض!!. مما يدل على أن الحجامة تحافظ على عناصر الجهاز المناعي وتقويه.

2) أما على صعيد الكريات الحمر فقد كانت الكريات الحمر كلها ذات أشكال شاذة، أي إنها غير قادرة على أداء عملها فضلاً عن عرقلتها لعمل بقية الكريات الفتية العاملة .

وهذا يوجِّه نحو الإيمان من أن عملية الحجامة تذهب بالكريات الحمراء والدم غير المرغوب فيه، وتُبقي للبدن كرياته البيضاء، في حين أن الفصادة الوريدية تؤدي إلى فقد مكونات الدم المفيدة مع كرياته الحمراء المطلوب الخلاص منها، مما يجعلنا نوصي بالحجامة الوقائية والعلاجية لكلِّ إنسان مع مراعاة شروطها وأوقاتها وكلِّ ما يتعلَّق بحسن الوصول معها إلى أفضل النتائج وخير العلاج من الراحة بالنوم والتعقيم الجيد.

3)لقد كانت السعة الرابطة للحديد في دم الحجامة مرتفعة جداً (550-1100) مما يدل على أن الحجامة تبقي الحديد داخل الجسم دون أن يخرج مع الدم المسحوب بهذه الحجامة، تمهيداً لاستخدامه في بناء كريات فتية جديدة.

4) كما أن الكرياتينين في دم الحجامة كان مرتفعاً وهذا يدل على أن عملية الحجامة تقتنص كل الشوائب والفضلات والرواسب الدموية مما يؤدي إلى نشاط كل الأجهزة والأعضاء.



الأخطاء الشائعة التي لم تبنَ على أسس طبية صحيحة:

الحجامة على الرأس والأخدعين والساق:

قال الرسول صلى الله عليه وسلم : «الحجامة في نقرة الرأس تورث النسيان فتجنبوا ذلك».

غير أننا نسمع عن حجامة تُجرى على الرأس والأخدعين الذين هما وريدان خفيان جانبي العنق، فهل الفائدة تتم عليهما أيضاً؟.

وفي الجواب عن هذا نقول: من الممكن أثناء الحجامة على الأخدعين أن تقع شرطة (الشفرة) على أحدهما فيحدث نزف قد يصعب إيقافه ويودي بحياة الشخص. ومن ناحية أخرى الحجامة في هذا الموضع لاتفي بالغرض الذي بيَّناه من نزع الهرم والشاذ من الكريات الحمر والشوائب الدموية.

كذلك بالنسبة للرأس فهي أخطر وأكثر حساسية، وجروحه تبقى أمداً طويلاً حتى تندمل لأنه أكثر عرضة للتلوث وبالتالي للالتهابات فضلاً عن صعوبة تثبيت كأس الحجامة عليه، بل يكاد يكون مستحيلاً بسبب وجود الشعر والتصاق جلد الرأس بعظام الجمجمة مباشرة لخلوّه من العضلات بخلاف الكاهل تماماً.

ورسول الله صلى الله عليه وسلم ما خيّر بين أمرين إلاَّ اختار أيسرهما، فالأنفع والأكثر أمناً هو الحجامة على الكاهل ولا فائدة بتمامها إلاَّ بالكاهل حصراً.

يقول الطبيب ابن سينا في كتابه الطبي (القانون في الطب): لكن الحجامة على النقرة تورث النسيان.

كما أن الساق ليست منطقة ركودة دموية حتى تكون مستنقعاً تترسب فيه الشوائب والكريات المسنة وأشباحها، بل على العكس هي أكثر ما تكون حركة ونشاطاً.

* " قلت هذا مجرد اجتهاد من الأطباء واعترض عليه كثير من أهل الإختصاص "



دراســــة مـخبـريــة

أجرى الفريق الطبي حجامات عديدة في مواضع مختلفة كالأخدعين والساق وعلى الظهر قرب الحوض (أسفل منطقة الكاهل بـ (35) سم)، وقام الفريق المخبري بأخذ عينات من الدم الخارج من شقوق الحجامة في هذه المواضع، وبعد إخضاع هذا الدم للدراسات المخبرية الدقيقة تبيَّن أنه مشابهاً للدم الوريدي من حيث التعداد والصيغة واللطاخة، مما يدل أن الحجامة في هذه المواضع غير مجدية أبداً.



ملاحظة هامة: حرص الفريق الطبي عند قيامه بالاختبارات لمواضع الحجامة على مراعاة قوانين الحجامة الأخرى بشكل دقيق من حيث التوقيت والسن وإجرائها على الريق. وطبق ذلك أيضاً على بقية القوانين عند إجراء دراسات مخبرية عليها، فقد كان يعتمد على تثبيت جميع الأنظمة وفق أصولها والتغيير فقط في القانون المراد دراسة أثر مخالفته.





السن المناسبة للحجامة بالنسبة للرجال والنساء:



أولاً: السن المناسبة لحجامة الرجال:

يتوجب تطبيق عملية الحجامة على كلِّ شخصٍ ذكر تجاوز العشرين من العمر في كل عام مرة، للحديث الشريف: «نعم العادة الحجامة» .

* " قلت هذا مجرد اجتهاد من الأطباء واعترض عليه كثير من أهل الإختصاص "



التعليل العلمي لعدم إجراء الحجامة في سن الطفولة والبلوغ:

إن فترات النمو تستدعي دعماً متزايداً بالحديد، إذ من الملاحظ والذي تمَّ معاينته أن حديثي الولادة والرضع واليافعين حتى مرحلة البلوغ يتطلَّبون من الحديد كميات أعلى من (3-6) مرات نسبة لأوزانهم بالمقارنة مع أولئك الذين تجاوزوا مرحلة النمو (فوق سن العشرين عاماً). ومن الطبيعي أن نسبة طعامهم لا يمكن زيادتها أبداً بنفس النسبة السابقة، بشكل عام يتناول الإنسان (10-20) ملغ حديد يومياً ضمن غذائه.. يُمتص منها (10%) ويطرح الباقي بالفضلات.



وكما ذكرنا فإن مرحلة الطفولة والبلوغ تتطلَّب كميات كبيرة من الحديد كون الجسم بهذه المرحلة في طور النمو وهذه الكميات لا يؤمِّنها الغذاء كاملةً لهذا الجسم النامي، إنما يجري سدُّ النقص عن طريق هضم الكريات الهرمة والتالفة في الكبد والطحال وبلعميات عامة الجسم مشكِّلةً الحديد الاحتياطي المخزون الموضوع لحاجة الجسم، حيث يتكسر يومياً (250) بليون كرية تقريباً، أي كل ساعة (10) بليون كرية. إذاً فالجسم عامة ونقي عظامه يستفيد من هذه الكريات وذلك بعد أن يتم تحويلها التحويلات المناسبة ليستفيد منها في نموه وبنائه.. إضافة لبناء كرياته الحمراء بسلسلة من العمليات (وإن أي هدر لها يورث الجسم مشاكل كثيرة وخطيرة).

ابن حزم
05-09-2005, 08:01 AM
من هنا فإن الجسم يستفيد من كل الكريات الميتة وبالنتيجة لا يحوي إلاَّ القليل من الكريات المعيقة، أما بعد الـ (20) من العمر فيتوقف الاستهلاك الكبير للكريات الحمر التالفة لتوقف عجلة النمو ويصبح الفائض منها كبيراً يجب التخلُّص منه، وتبدأ مشاكل الكبد والطحال والتي سنشرحها لاحقاً.

وزيادة في التفصيل وتوسعاً في الشرح نقول:

إن الكرية الحمراء تحتوي على (65-70 %) ماء، عناصر معدنية ومواد عضوية.. وتتميز باحتوائها على كمية كبيرة (27-28%) بروتين خاص هو خضاب الدم (هيموغلوبين(2) Hemoglobin) وهو الذي يحتوي على معدن الحديد.

ويتكون الهيموغلوبين من (96%) غلوبين Globin وهو جزء بروتيني محض مكوَّن من حموض أمينية منها: هيستيدين، لوسين،...

و (4%) من الهيم Heme.. وهو الذي يحوي على (4) ذرات حديد بالإضافة إلى بروتوبورفيرين Protoporphyrin.. على هذا فإن جزيء الهيموغلوبين يحتوي على عدد من ذرات الحديد.



  

لننتقل الآن إلى الجنين في رحم أمه فنجد أن عدد الكريات الحمر أو نسبة الهيموغلوبين في دمه مرتفعة جداً إذا ما قورنت مع البالغين، والسبب في ذلك يعود إلى صعوبة تبادل الأوكسجين اللازم لعمليات النمو المتزايدة باطِّراد في جسمه، إذ أن رئتيه لمّا تعملان بعد.. فإذاً لا بد من الاعتماد على أمه في ذلك، وحتى يغطي هذا الاحتياج الكبير لا بد من زيادة عدد الكريات الحمر وبالتالي زيادة نسبة الهيموغلوبين في دمه.

أما بعد الولادة فتتكسر الكريات الزائدة ويستمر تقويض الهرم منها طيلة الحياة ويستفيد الجسم من نواتج التكسير وخصوصاً الحديد والغلوبين وبقية العناصر والمواد الأخرى في نموه وفي توليد كريات حمر أخرى.



من قبل ولمَّا كان جنيناً في الأسابيع القليلة الأولى من حياته الجنينية كانت كرياته الحمراء البدئية تتولَّد في كيس المح Yolk Sac، ثم تنتقل هذه الوظيفة ليتقلَّدها الكبد وذلك أثناء الثلث الأوسط من مدة الحمل على الرغم من أن الطحال والعقد اللمفية تولِّد في الوقت نفسه أعداداً مناسبة منها. أما في الفترة المتأخرة من الحمل وبعد الولادة فتتكون الكريات الحمراء في نقي العظام فقط Bone Marrow. يولِّد نقي كل عظام الجسم خلايا الدم الحمراء حتى سن الخامسة من العمر ويصبح نقي العظام الطويلة بعد ذلك شحمياً (أصفر) ما عدا الأقسام العلوية لعظمي العضد والظنبوب. أما بعد سن العشرين فيقتصر تولُّد كريات الدم الحمراء على نقي العظام الغشائية كالفقرات والأضلاع والقص والحرقفة. إذاً وبالنتيجة فالكريات الحمر المكسرة (قبل سن توقف النمو) يتطلبها الجسم لما يستفيده منها بناءً على ما تحتويه من حديد ضروري له وعناصر ومواد أخرى كالغلوبين ضرورية أيضاً طيلة هذه السنوات (من الولادة حتى توقف النمو) وهدر هذه الكريات يورث الجسم مخاطر جسيمة.



أما بعد توقف النمو حيث انخفض طلب الحديد بمقدار (3-6) مرات نسبة للوزن ونقص تطلُّب المواد الأخرى عن الفترة السابقة الذكر. فالتخلص من الكريات الهرمة والفاسدة ضروري جداً.. وتجني هذه الفائدة كافة الأعضاء لا سيّما الكبد، جهاز الدوران، الطحال، الرئتين.. وكذا فزيادة الحديد في الجسم يمكن أن يؤدي لترسب كبير من الهيموسيدرين في البلعميات في كل أنحاء الجسم. وقد يكون ذلك مؤذياً جداً، إذ إن الحديد الزائد يترسَّب في الدم وفي كل خلايا الجسم أيضاً، وهذا له من الآثار السلبية ماله، إذ تبيَّن أنه أحد العوامل المؤهبة لحدوث الجلطات الدموية.



دراســــة مـخبـريــة

قام طاقم الحجامة الطبي بإجراء دراسات تحليلية للدم الناتج من حجامة أشخاص كانوا تحت سن (20) عام، فوجدوا أن هذا الدم يقترب من الدم الوريدي من حيث اللطاخة والتعداد والصيغة، على عكس الحجامة في السن المناسب فوق (20) عام.



ثانياً: السن المناسبة لحجامة النساء:

لا تحتجم المرأة حتى تتخطى سن اليأس ذلك أن يد القدرة الإلهية قد جعلت لها مصرفاً طبيعياً تستطيع من خلاله أن تتخلص من الدم العاطل، فبالمحيض تبقى دورتها الدموية في قمة نشاطها وكرياتها الحمراء في أوج حيويتها.. بالإضافة إلى ذلك فإن الكبد والطحال يلتهمان جزءاً لا بأس به من الدم العاطل (الكريات الحمر الهرمة) ليقوما بتفكيكها والاستفادة من المكونات عند الحاجة.



وبخروج دم المحيض من المرأة، ولئلا يحدث أي خلل في وظائف الدورة الدموية، يحرّض الجسم نقي العظام لرفد الدم بخلايا دموية جديدة فتية، ويساهم الطحال في إطلاق كمية الدم التي يخزِّنها إزاء هبوط الضغط الدموي.. لذلك نجد أن متطلَّبات النساء من الحديد قبل دخولهن مرحلة انقطاع المحيض تبلغ ضعفي ما يتطلَّبه الرجال والنساء اللواتي دخلن هذه المرحلة من العمر.. وبالتالي فإجراء عملية الحجامة لذوات المحيض فيه بالغ الضرر، ولذا نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك.



أما عندما تبلغ المرأة سن اليأس يتوقف المحيض وتصبح خاضعة لنفس الظروف التي يخضع لها الرجل الذي تخطّى سن العشرين وتكون بذلك قد دخلت مرحلة فيزيولوجية بيولوجية جديدة تقود إلى تغيرات نفسية وجسدية تمهِّد لنشوء أمراض عديدة: فمن ارتفاع ضغط الدم إلى نقص التروية الدموية إلى الجلطات إلى أمراض السكري والشقيقة والقصور الكلوي والروماتيزم وضخامة الطحال والارتشاحات الرئوية وضعف الرؤية وآلام الرأس وغيرها كثير، كلها تبدأ بالظهور عقب انقطاع المحيض بفترة بسيطة من الزمن.. وهنا تصبح الحجامة أمراً محتماً وقانوناً لازماً لا بديل عنه أبداً، يعيد للمرأة استقرارها النفسي والجسدي.



وقد لاحظ الأطباء : أن المرأة التي دخلت سن اليأس أو التي على مشارف الدخول فيه (بالعادة تكون قد تخطَّت سن الأربعين) قد تتعرَّض للإصابة بالجلطة القلبية جراء التصلُّب العصيدي الذي يصيب الأوعية الدموية، وإن إصابة النساء في هذا العمر يفوق بمرات عديدة النساء اللواتي لم يصلن إلى سن اليأس بعد. وتعليل ميكانيكية هذه الظاهرة إلى الآن لم يتضح بشكل نهائي.

* " قلت هذا مجرد اجتهاد من الأطباء واعترض عليه كثير من أهل الإختصاص "



وهذا التعليل الذي ذكرناه هو خير تعليل لهذه الظاهرة، ووقاية النساء اللواتي بلغن سن اليأس وشفاؤهن تتم بالعملية الطبية (الحجامة).

وقد بيَّن ذلك صلى الله عليه وسلم بقوله: «من هراق هذه الدماء، فلا يضره أن لا يتداوى بشيءٍ لشيء» . وكي يتم التوسع بالتفصيلات نقول:

إنه لما كان المحيض عند المرأة كانت التروية الدموية كاملة النشاط مما جعل الأعضاء تعمل بشكل أمثل فلا إعاقة لتيار الدم ولا إجهاد يقع على الكبد ولا يصيب الطحال رهقٌ فالكل يسير على ما يرام. والتالف من الكريات الحمراء ينصرف بالمحيض، أما ما يبقى فتستغل مكوناته في إنتاج عناصر دموية جديدة.. وعندما يعمل الكبد بشكل ممتاز فإنه يستقلب الشحوم والمواد الدهنية ويستقلب ويصرف الزائد من الكوليسترول فيمنع تراكمها على جدران الأوعية الدموية، وبالتالي لا يحدث التصلب العصيدي. وباختفاء التالف من الكريات الدموية لا يحدث التجلط ولا يرتفع الضغط(3) ولا ترتص حبيبات الدهون ولا الكوليسترول ولا التوالف من الكريات.. فمن أين سيأتي التصلب العصيدي بعد ذلك.



ولنعد ثانية لتعريف تصلب الشرايين العصيدي..

تصلب الشرايين العصيدي: حالةٌ تنشأ من مجموع متغيرات استحالية تحدث في الطبقة المتوسطة والبطانة الداخلية للوعاء الدموي الشرياني Intima of arteries، والتي تتكون من بؤرة من المتراكمات الدهنية والكربوهيدرات المعقدة ومواد ذات أصل دموي (أشلاء كريات حمراء) ومادة الدم نفسها (الهيموغلوبين) ونسيج ليفي وترسُّب من مادة الكالسيوم.. هذا الوصف هو المرادف لكلمة Atheroma أو العصيدة.

هذه العصيدة هي التي تسد الشرايين فتسبب العظيم من الكوارث والأذيات القلبية والدماغية والتنفسية إضافة إلى رفع الضغط الدموي [شكل (25)].

فالمرأة بشكل عام قبل سن اليأس وبفضل الدورة الشهرية ومثالية عمل الكبد وغيره من الأعضاء، تتخلَّص من هذه المتراكمات والمواد ذات الأصل الدموي ومادة الدم نفسها المسبِّبة للتصلب العصيدي والأذيات الدورانية.

أما بعد ذهاب المحيض وحلول سن اليأس فإن تراكم التوالف من الكريات وقصور أجهزة الجسم وخصوصاً الكبد مع نقص التروية وارتفاع الضغط يمهد لحدوث الأذيات القلبية والأمراض الوعائية الدموية(1).

قال تعالى: {وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ المَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذىً..**2) أي إن هذا الدم (دم المحيض) دم فاسد وبقاؤه في جسم المرأة فيه بالغ الضرر ومنشأ الأمراض، لذا ورحمة من الله تعالى أنه يسوق هذا الأذى (الدم الفاسد) ويخرجه في الدورة الشهرية، أي يكون انطراحه بمثابة الحجامة لها، ومن هنا يتبيَّن أيضاً أن الدم الخارج بالحجامة هو أذى للجسم في بقائه دون حجمه واستئصاله.

ابن حزم
05-09-2005, 08:02 AM
وبعد سن اليأس من المحيض وعندما تتوقف هذه الدورة عند الأنثى يجب عليها إذاً سلوك الطريقة التي يتَّبعها الرجل ألا وهي الحجامة لتتفادى الأذى والضرر الناتج عن فاسد الدم المتراكم في جسمها.



المرأة وانقطاع العادة الشهرية أثناء الحمل والإرضاع:

ولرب استفسار يطرح نفسه في هذا المجال: أن المرأة أثناء فترة الحمل تنقطع عن المحيض فما مصير هذه الدماء في جهازها الدوراني؟.

إن تعليل هذه الظاهرة بسيط، ذلك أن الجنين المتكوِّن في رحم أمه بحاجةٍ إلى العناصر المكوِّنة لهذا الدم، فالجنين يستهلك تلك العناصر وحديد الكريات التالفة، ولذا بحكمة الله ولأمور تتعلَّق بآلية حدوث الحمل عند المرأة تقف الدورة الشهرية.

أما في فترة الإرضاع فيقوم المولود أيضاً باستهلاك الحديد والحموض الأمينية المستقلبة من تالف الكريات الحمراء عن طريق حليب الثدي من أجل بناء جسمه.



مواعيد الحجامة أربعة:

أولاً: الموعد السنوي:

قال صلى الله عليه وسلم: «نعم العادة الحجامة» أي: العادة السنوية.

إذاً فهي من السنة إلى السنة عادة لكلٍّ من الصحيح والمريض، لأنها للصحيح وقاية، وللمريض علاج فوقاية.

قال صلى الله عليه وسلم: «هي من العام إلى العام شفاء»، «من احتجم لسبع عشرة من الشهر كان دواء الداء سنة» .





ثانياً: الموعد الفصلي:

قال صلى الله عليه وسلم: «استعينوا على شدة الحرِّ بالحجامة»، لأن الحر يكون في فصل الصيف، فالحجامة حتماً تكون قبله، أي في فصل الربيع.

تجرى الحجامة في فصل الربيع شهري (نيسان/أبريل) و (أيار/مايو)(2) من كل عام.

ولكن قبل أن نبدأ بالتأويل العلمي (الفيزيولوجي) لهذا الموعد.. نقدِّم لمحة بسيطة عن وظيفة الدم في تنظيم(3) حرارة الجسم.

كما هو معلوم فالماء يشكِّل النسبة العظمى في الدم (90%) من بلازما الدم، ولما كانت للماء خصائص أساسية تميِّزه بصفة خاصة عن غيره من السوائل المعروفة في الطبيعة يجعله خير سائل مساعد على تنظيم حرارة الجسم في الكائن الحي.. وتشمل هذه الخصائص: قدرة عالية على تخزين الحرارة تعلو قدرة أي سائل آخر أو مادة صلبة.. وبالتالي يختزن الماء الحرارة التي يكتسبها أثناء مروره في الأنسجة النشطة الأكثر دفئاً ويحملها معه إلى الأنسجة الأخرى الأقل دفئاً أثناء حركته بين أجزاء الجسم المختلفة. إذاً فللدم (نسبةً للماء الداخل في تركيبه ولجولانه في أنسجة الجسم) قدرة عالية على توصيل الحرارة تعلو على قدرة غيره من الأنسجة المختلفة في الجسم.

وعلى هذا فالدم هو المتلقي الأول والمتأثِّر الرئيسي الأول بالحرارة الخارجية (من بين كل أنسجة الجسم) المؤثرة على الجسم، فهو يمتص الحرارة من جزيئات الجسم المحيطة به لينقلها للأقل دفئاً والعكس.

ونظراً لدورة الدم المستمرة في الجسم فهو يعمل على تنظيم حرارة الجسم وتدفئة الأجزاء الباردة وتبريد الأجزاء الدافئة حتى تظل حرارة الجسم ثابتة باستمرار ، وفرصة الحجامة هذه تتحقَّق مرتين في العام وذلك في شهري (نيسان/أبريل) و(أيار/مايو)، ولربما ثلاث أو أربع، أي في نهاية شهر (آذار/مارس) وذلك إن صادف دفء بنهاية هذا الشهر مع نقص الهلال فقط، أو في بداية شهر (حزيران/يونيو) في حال انخفاض حرارة الطقس إذا تصادف مع نقص الشهر القمري ، ففي هذا الوقت من الربيع نتابع الشهر القمري، فعندما يصبح اليوم السابع عشر القمري يمكن للإنسان أن يحتجم في أحد هذه الأيام (من السابع عشر إلى السابع والعشرين ضمناً)، وإن فاتته في الشهر الأول ففي حلول (17) من الشهر القمري التالي (المباحة به الحجامة) يستطيع أن يتدارك الفرصة أيضاً.



وطبعاً هناك سنوات شاذَّة، فلربما كان شهر (نيسان/أبريل) أيضاً شديد البرودة فعلينا الإنتظار لشهر (أيار/مايو)، ولربما أيضاً حلَّ (17) الشهر القمري الداخل في شهر (نيسان/أبريل) وكان لا يزال الجو بارداً فننتظر ريثما يعتدل الجو ويصبح دافئاً. وعلى سبيل المثال اعتدل ودَفُؤ في (22) لنفس الشهر القمري، عندها نبدأ بالحجامة، إذاً فالأمر يحدُّه قانون عام لا يمكن لنا تجاوزه وهو فصل الربيع (نيسان/أبريل)، (أيار/مايو)، لربما نهاية (آذار/مارس) إن حصل دفء بالطقس، وبداية (حزيران/يونيو) في حال انخفاض حرارة الطقس بهذا الشهر إذا تصادفا مع نقص الشهر القمري، في اليوم السابع عشر إلى السابع والعشرين من الشهر القمري فقط.

وبذا نكون قد استفدنا من ثلث السنة لإجراء عملية الحجامة.

ابن حزم
05-09-2005, 08:03 AM
أما عن فصل الربيع فقد ذكر الأقدمون عنه قولهم: وأول هذا الفصل بإجماع إذا حلت الشمس بأول دقيقة من برج الحمل (الكبش).. قال بطليموس: يكون ذلك في (15) آذار. وهذا الفصل حار رطب على طبع الدم فيه يستوي الليل والنهار (الاستواء الربيعي) ويتعدَّى الزمان وينبت العشب والأزهار وتورق الأشجار... وتخلق الحيوانات وتمتد الأنهار ويكثر الدم وتتحرك الأخلاط وتقوى القوى الغازية والمنمية وسائر القوى الحيوانية فينبغي على المرء أن ينحو بتدبيره منحىً بما (يولِّد دماً نقياً معتدلاً) ويُغذى غذاءً صالحاً.



أما العالم ابن سينا فقد أضاف أيضاً ملاحظاته عن الربيع بأنه موسم تهيج فيه الأمراض، حيث بيَّن أن للشتاء دور سلبي أيضاً في التهييء للأمراض فإذا ما صادف الدم تحليله في فصلي الربيع والصيف كثرت المشكلات المتأصلة علاقاتها بالدم، فقد ورد في كتاب (القانون في الطب) في المجلد الأول الفصل السادس في فعل كيفيات الطب بخصوص فصل الربيع وتأثيراته على فيزيولوجية الجسم تحت عنوان (الأهوية ومقتضيات الفصول):

والربيع إذا كان مزاجه فهو أفضل فصل، وهو مناسب لمزاج الروح والدم وهو مع اعتداله الذي ذكرناه يميل عن قرب إلى حرارة لطيفة سمائية ورطوبة طبيعية وهو يحمر اللون لأنه يجذب الدم باعتدال ولم يبلغ أن يحلله تحليل الصيف الصائف والربيع تهيج فيه ماليخوليا(1) أصحاب الماليخوليا ومن كَثُرت أخلاطه في الشتاء لنهمه وقلة رياضته استعدَّ في الربيع للأمراض التي تهيج من تلك المواد بتحليل الربيع لها وإذا طال الربيع واعتداله قلَّت الأمراض الصيفية وأمراض الربيع واختلاف الدم والرعاف وسائر الخراجات. ويكثر فيه انصداع العروق ونفث الدم والسعال وخصوصاً في الشتوي منه الذي يشبه الشتاء، ويسوء أحوال من بهم هذه الأمراض وخصوصاً مرض (الساد Cataract). ولتحريه في المبلغمين مواد البلغم تحدث فيه السكتة والفالج وأوجاع المفاصل وما يوقع فيها حركة من الحركات البدنية والنفسانية مفرطة وتناول المسخنات أيضاً فإنها تعين طبيعة الهواء ولا يخلِّص من أمراض الربيع شيء كالفصد والاستفراغ والتقليل من الطعام ... ذكر ابن سينا وسيلة الشفاء والوقاية (فصد ـ استفراغ..): والحقيقة أن الحجامة شاملة وكليَّة ويعتبر الفصد نوعاً من الحجامة المصغَّرة وفائدته موضعية . فالحجامة إذن هي المخلص الرئيسي والواقي من كل ما سينشأ.



التعليل العلمي لعدم تطبيق عملية الحجامة في فصل الصيف:

إن أثر فصل الصيف على الدم جليٌّ من خلال ملاحظة ظاهرة الرعاف عند الكثيرين، فنجد أن ميوعة الدم تزداد مما تؤدي إلى اختلاط الدم بعد أن تقل لزوجته، حيث أن لزوجة السوائل تتناسب عكساً مع درجة الحرارة فكلما ازدادت درجة الحرارة كلما قلَّت اللزوجة (ازدادت الميوعة)، فيتحرك بسهولة وسرعة في الشرايين والأوردة والشعريات وهذا ما يُقلل تجمُّع الكريات الكهلة والعاجزة والشوائب الدموية عامة في منطقة الكاهل، بل تنتشر في كل أنحاء الجسم ممارسة فعلها السلبي على التروية الدموية ورفع الضغط.. فإذا ما أجرينا الحجامة في هذا الفصل (فصل الصيف) فَقَدَ الجسم من دمه الجيد العامل بدلاً من العاطل الحاوي على نسبة عظمى من الكريات الحمراء الهرمة والمقبلة على الهرم وهذا يورث الضعف في الجسم، فهو بذلك يشبه عملية التبرع بالدم، الدم الذي به حياة الإنسان.



التعليل العلمي لعدم تطبيق عملية الحجامة في فصل الخريف:

أما إجراء الحجامة في فصل الخريف وهو المماثل من حيث الطقس لفصل الربيع فإن هذا محظور (إلاَّ في الحالات المرضية الشديدة فقط للذين يكونون في خطر الموت بحال انتظارهم لفصل الربيع، تباحُ حجامة مقتصرة على كأسين فقط للضرورة الإجبارية وتُؤجل بقية حجامته الطبيعية لفصل الربيع)، حيث أنه يتلوه فصل الشتاء البارد فينشغل الجسم بوظيفة أخرى إضافة لمقاومته لدرجة حرارة الطقس المنخفضة وذلك بزيادة الاحتراقات وهي بناء(1) عناصر دموية عاملة بدلاً من كمية الدم الفاسد(2) المسحوبة بواسطة الحجامة، فبدل أن يسخِّر الأغذية بحرقها لتوليد الطاقة التي تحافظ على حرارة الجسم يتوجب عليه تسخيرها أيضاً في بناء عناصر دموية جديدة وقد ينشأ الضعف بالجسم.. ونحن بغنى عن هذا، فضلاً عن أن المرء (لا سمح الله) إن أهمل الحجامة في الربيع فإن زيادة الميوعة في الدم بفصل الصيف تخفي وراء الأكمة ما وراءها من ارتفاعات الضغط والرعاف وإحداث أمراض الأوعية الدموية كالتصلب العصيدي وتشكل الخثرات نتيجة ارتفاع الضغط وما ينشأ عن ارتفاع الضغط من مشاكل عامة في القلب والدماغ مما يؤدي إلى أزمات متعددة للقلب أو الشلل أو ما شابه ذلك.



التعليل العلمي لعدم تطبيق عملية الحجامة في فصل الشتاء:

أما عن الشتاء فإنه يزيد لزوجة الدم ويقلِّل ميوعته فيكون له دور مهيِّء مساعد في ترسيب الشوائب الدموية في منطقة الكاهل (في حال المثابرة على الحجامة) فهو يهيء للربيع تماماً كما تهيَّأُ الأرض بالفلاحة استعداداً لزراعتها، وكذا موضوع توليد وتحرير العناصر الدموية وتدفئة الجسم والتكيف مع برودة الشتاء يعود ليطرح نفسه.



الأخطاء الشائعة التي لم تبنَ على أسس طبية صحيحة:

ومن الأخطاء الشائعة أنهم يتعاطون تطبيق الحجامة في كافة فصول السنة دونما تغيير وهذا عين الخطأ، إذ تفقد الفائدة وربما يحصل الضرر.

* " قلت هذا مجرد اجتهاد من الأطباء واعترض عليه كثير من أهل الإختصاص "



دراســــة مـخبـريــة

ولقد قام الفريق الطبي بإجراء عملية الحجامة بغير الوقت الصحيح (خارج فصل الربيع)، وعندما أجرى الفريق المخبري الدراسة التحليلية على الدماء الناتجة من هذه الحجامة كانت تقترب من الدم الوريدي من حيث الصيغة والتعداد واللطاخة.. على عكس الحجامة في فصل الربيع.



ثالثاً: الموعد الشهري:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الحجامة تُكره في أول الهلال، ولا يُرجى نفعها حتى ينقص الهلال».

إذاً نتبع في ذلك وصية الرسول صلى الله عليه وسلم بالشهر القمري عندما يحل موعد الحجامة السنوية (فصل الربيع بشهريه نيسان وأيار).

فمثلاً عند حلول شهر (نيسان/أبريل) نتابع بهذا الشهر تدرُّج الشهر القمري الذي يحل بهذا الشهر (شهر نيسان) وعندما يصبح اليوم السابع عشر من الشهر القمري يكون هذا أوَّل يوم لتنفيذ الحجامة.

إذاً من (17) الشهر القمري (ضمناً) إلى (27) الشهر القمري (ضمناً).



علاقة القمر بالحجامة:

ولكن ما السر أنَّ موعد الحجامة من الربيع منذ تدرج الشهر القمري من السابع عشر حتى السابع والعشرين منه فقط؟.

نعلم أن للقمر تأثيره الفعلي على الأرض وعلى الرغم من أن قطره يبلغ (3478)كم فقط كما تبلغ كتلته جزءاً من (80) جزء من كتلة الأرض فإنه يبلغ من القرب وسطياً (385000)كم درجةً تجعل قوى جذبه ذات أثر عظيم فالمحيطات ترتفع لتكوِّن المد وحتى القشرة اليابسة لا تخلو من التأثيرات.

فقارة أمريكا الشمالية قد ترتفع بمقدار خمسة عشر سنتمتر عندما يتوسط القمر سماءها.. وللقمر فعل في صعود النسغ في الأشجار الباسقة الارتفاع.

وقد لاحظ الأستاذان الفرنسيان(1) (جوبت وجاليه دي فوند) أن للقمر تأثير على الحيوانات، فمنذ مولده كهلال إلى بلوغه مرحلة البدر الكامل يكون هناك نشاط جنسي عند الحيوانات والدواجن والطيور حتى أنهما لاحظا أن الدواجن تعطي بيضاً أكثر في هذه الفترة منها في فترة الشيخوخة أي عندما يبدأ القمر في الانضمار التدريجي إلى أحدب فتربيع أخير، ثم إلى المحاق. فهناك فترة نشاط وفترة فتوة في الحيوانات ترتبط بأوجه القمر وذلك حسب ملاحظتهما الخاصة

ابن حزم
05-09-2005, 08:03 AM
وقد لاحظا على الدواجن وبعض الحيوانات المستأنسة وكذلك لوحظ على أسماك وحيوانات ومحارات المحيط الهندي والبحر الأحمر أنها تنتج بويضات في فترات معينة لأوجه القمر. فالقمر يبلغ ذروة تأثيره في مرحلة البدر منه فيؤثِّر على ضغط الدم رافعاً إياه مهيجاً الدم مما يثير الشهوة وهذا ما عاينته بعض الدول الغربية من ارتفاع نسبة الجرائم والاعتداءات في هذه الليالي والأيام. ففي الأيام من الأول وحتى الخامس عشر من الشهر القمري يهيج الدم ويبلغ حده الأعظمي وبالتالي يحرك كل الترسبات والشوائب الدموية المترسبة على جدران الأوعية الدموية العميقة منها والسطحية وعند التفرعات وفي أنسجة الجسم عامة (تماماً كفعله في مياه البحار فيكون بمثابة الملعقة الكبيرة في تحريكه لها لكي لا تترسب الأملاح فيها)، ويصبح بإمكان الدم سحبها معه لأهدأ مناطق الجسم حيث تحط ترحالها هناك (بالكاهل) وذلك بعدما يبدأ تأثير القمر بالإنحسار من (17-27). أما من (17-27) فيبقى للقمر تأثير مد ولكنه أضعف بكثير مما كان عليه، ولما كانت الحجامة تُجرى صباحاً بعد النوم والراحة للجسم والدورة الدموية ويكون القمر أثناءها ما يزال مشرقاً حتى لدى ظهور الشمس صباحاً، فيكون له تأثير مد خفيف يبقى أثناء إجراء الحجامة وهذا يساعدنا في عملنا، إذ يبقى له تأثيرٌ جاذب للدم من الداخل إلى الخارج (الدم الداخلي للدم المحيطي والدم المحيطي للكأس) وهو ذو أثر ممتاز في إنجاز حجامة ناجحة مجدية من حيث تخليص الجسم من كل شوائب دمه.أما فيما لو أجريت الحجامة في أيام القمر الوسطى (12-13-14-15) فإن فعل القمر القوي في تهييج الدم يفقد الدم الكثير من كرياته الفتية وهذا ما لا يريده الله لعباده، أما في أيامه الأولى (هلال) لا يكون قد أدَّى فعله بعد في حمل الرواسب والشوائب الدموية من الداخل للخارج للتجمُّع في الكاهل كما ورد أعلاه مهيِّئاً لحجامة نافعة.



يقول الدكتور (ليبر) عالم النفس بميامي في الولايات المتحدة الأمريكية: (إن هناك علاقة قوية بين العدوان البشري والدورة القمرية وخاصة بين مدمني الكحول والميالين إلى الحوادث وذوي النزعات الإجرامية).. ويشرح نظريته قائلاً: إن جسم الإنسان مثل سطح الأرض يتكون من ثمانين بالمئة من الماء والباقي هو من المواد الصلبة. ومن ثم فهو يعتقد بأن تأثير القمر والذي يبدو من خلال ظاهرتي المد والجزر لا بد وأن له نفس التأثير على أجسامنا، إذ يحدث فيها المد عندما يبلغ القمر أوج اكتماله في الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من الشهر القمري وهذا ما عبَّر عنه القدماء بهيجان الأخلاط.



دراســــة مـخبـريــة

لقد أجرى الفريق الطبي عدة حجامات في الربيع خلال النصف الأول من الشهر القمري وقام الفريق المخبري بتحليلها مخبرياً، فكان الدم الناتج من هذه الحجامات يقرب من مواصفات الدم الوريدي من حيث التعداد والصيغة واللطاخة، على عكس مواصفات دم الحجامة الناتج من حجامة الربيع في النصف الثاني من الشهر القمري.



رابعاً: الموعد اليومي:

1) في الصباح الباكر:

تتم الحجامة في النهار بعد شروق الشمس، أما عن موعد انتهائها لكل يوم فحسب حرارة الجو فإن كانت الحرارة بارتفاع الشمس لا تزال معتدلة نستمر حتى الظهيرة فهو جائز لكنه غير محبَّب، والأفضل منه هو الساعات الأولى من النهار (لأن الحجامة تتم على الريق ولاحقاً سنشرح هذا الشرط). فإن بقي الإنسان لساعات متأخِّرة (قبل حلول الشمس وسط السماء) فلربما يتداركه التعب ويشعر بدوار لتأخُّره في الإفطار واحتجامه، فلكي نتفادى كل هذه الاحتمالات ولكي ننفِّذ حجامة صحيحة مفيدة أتمَّ الفائدة نسارع في ساعات النهار الباكرة ونحتجم بين الساعة السابعة للعاشرة وبالضرورة الحادية عشر. ثم عندما نتأخَّر لساعات متأخِّرة (للظهيرة) فلا بد أننا نتحرَّك ونعمل و.. ومن شأن هذا أن يحرِّك الدم قليلاً ويجرف القليل مما تقاعد من شوائبه في منطقة الكاهل وبالتالي تكون الفائدة من الحجامة غير تامة. والطبيب ابن سينا ذكر الوقت قائلاً: أوقاتها في النهار الساعة الثانية أو الثالثة بالتوقيت الغروبي، أي ما يعادل بتوقيتنا الساعة (8) إلى (9) صباحاً بشكل عام.



الحجامة ومدة الدورة الدموية:

رب قائل يقول: إن المرء عندما يستيقظ من نومه فإنه لا بد له من القيام ببعض الحركات والأنشطة الضرورية وهو في طريقه إلى الحجَّام وبذلك تكون بعض هذه الترسبات والخثرات قد تحركت من الكاهل وأخذت في التدافع خلال الأوعية الدموية بفعل الحركة وبعض النشاط، فإلى أي مدى يكون تأثير الحجامة في مثل هذه الظروف؟.

وإتماماً للفائدة وزيادة في الإيضاح نقول:

لما كانت مدة الدورة الدموية الكبرى (30) ثانية من البطين الأيسر إلى أنسجة الجسم ثم العودة إلى الأذين الأيمن فإننا نقوم بتثبيت كأسي الحجامة في هذه المنطقة المأمونة وأعني الكاهل (3) مرات يدوم التثبيت (2-4) دقائق وهذا كفيل بأن يوقف كل الكريات العاطلة (ضمناً الشاذ منها) بهذا الجذب الذي يحدثه كلُّ كأس. فخلال تثبيت الكأسين ينجز الجسم (18) دورة كبرى، ثم بعد تشطيب الجروح نثبت الكأسين (3) مرات أيضاً فيكون لدينا (18) دورة كبرى أخرى.. فالمجموع على الأقل (36) دورة وهذا كفيل بأن يستأصل إضافة للقسم الأعظم الذي لم يجرفه تيار الدم كذلك القسم الذي ابتعد عن المنطقة بالتيار الدموي. إذن، إن وضعية كأسي الحجامة طيلة هذه المدة يشابه قليلاً عمل الشرطي الذي يخالف جميع السيارات المعيقة لحركة المرور العامة ويحجزها.



2) الحجامة على الريق:

قال صلى الله عليه وسلم: «الحجامة على الريق أمثل وفيها شفاء وبركة ».

فيحظر على المرء المحتجم تناول أية لقمة صباح يوم حجامته، بل يبقى صائماً عن الطعام ريثما ينفذها ويجوز له تناول فنجان من القهوة أو كأسٍ من الشاي لأن كمية السكر الموجودة فيها تكون قليلة فلا تحتاج للعمليات الهضمية المعقدة التي من شأنها أن تحرك الدم وتؤدي إلى تنشيط الدورة الدموية والتأثير على الضغط الدموي وضربات القلب.. كما أن هذه الكمية القليلة من الشاي أو القهوة تحتوي على منبه عصبي بسيط يجعل المرء يستقبل الحجامة بصحوة.

ابن حزم
05-09-2005, 08:04 AM
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الحجامة على الريق دواء وعلى الشبع داء» .

لقد نهى رسول الله عليه وسلم عن تناول الطعام قبل الحجامة ذلك أن هذا الأمر ينشِّط جهاز الهضم في عمله وتنشط بذلك الدورة الدموية لتتوافق متكافئة مع عمليات الهضم فتزداد ضربات القلب وينشط جريان الدم ويرتفع الضغط وهذا يؤدي إلى تحريك الراكد والمتقاعد من الرواسب الدموية في الأوعية الدموية السطحية والأعمق لمنطقة الكاهل (المتجمعة خلال النوم).



كذلك في عمليات توزيع الغذاء الناتج عن الهضم ينشط الدم لكي ينقل هذه الأغذية لكافة أنسجة الجسم وهذا الوضع لا يناسب الحجامة، وفيما إذا أجريت الحجامة بمثل هذه الظروف فإن المُستخرَج هو دم عامل، فضلاً عن أننا فقدنا الفائدة المرجوة من الحجامة فإن المرء المحتجم يعاني أيضاً من دوار أو إغماء بسيط نتيجة تقليل الوارد الدموي للدماغ.

* " قلت هذا مجرد اجتهاد من الأطباء واعترض عليه كثير من أهل الإختصاص "



دراســــة مـخبـريــة

لقد قام الفريق الطبي بإجراء حجامات عديدة على الشبع، وعندما أجرى الفريق المخبري الدراسة التحليلية للدم الناتج من هذه الحجامة وجد أنه يقرب من مواصفات الدم الوريدي من حيث التعداد والصيغة واللطاخة.. على عكس الدم الناتج من الحجامة على الريق.



ملاحظات هامة:

يُفضَّل عدم القيام بالاستحمام قبل الحجامة: الاستحمام التدليكي المجهد للجسم، لأنه يؤدي إلى تنشيط بسيط للدورة الدموية وهذا ما لا يخفى أثره في تحريك بعض الراكد من الشوائب في منطقة الكاهل الواجب امتصاصها بالحجامة. أما الاستحمام لغسل العرق دون مجهود فلا مانع.

ولا شك أنه بتطبيق الحجامة، هذه الوصية الإلهية على لسان رسل الله عليهم السلام قد يكون فيها من الإعجاز ما لا يخطّه أو يحيط به البيان في قرطاس، لكن من المؤكد أن فعلها بالنسبة للجميع وقاية وأنها تقتطع من الأمراض ما لا يستهان بها.

هناك قول: (درهم وقاية خير من قنطار علاج).

إذا كان درهم الوقاية خير من قنطار علاج، فكيف بالوقاية كل الوقاية!. فالحجامة قبل أن تكون علاجاً هي الوقاية بحد ذاتها، فهي تقوي الجسم تجاه الأمراض وتجعله يتغلَّب على أي عامل ممْرض يتعرض له.

قال صلى الله عليه وسلم: «من هراق هذه الدماء، فلا يضره أن لا يتداوى بشيءٍ لشيء»: أي أنَّ المرض سَيُحْجم عنه ولن يتسلَّل إليه.. قاصداً بها (هذه الدماء) الدم الخارج بالحجامة.

فيجب المثابرة على الحجامة سنوياً لمفعولها المؤكد في الوقاية، أما المتأخرون عنها المثبطون فيخشى من تحوُّل تلك الشوائب الدموية لخثرات أو متراكمات مرتصَّة مع المواد الدهنية والكربوهيدراتية المعقدة مما يؤدي إلى تضيُّق الأوعية الدموية فتصبح إمكانية الخطورة عظيمة لا يمكن إزالتها هذا إن أمكن إلاَّ بالعمليات الجراحية ( كحالات تصلب الشرايين الأكليلية).



المحظورات بعد إجراء عملية الحجامة

ماذا ينبغي على المحجوم في يوم حجامته:

بإمكان المحجوم أن يتناول من الطعام النوع السهل الهضم والتمثل كالخضار والفواكه والسكاكر.. وعادةً يُقدَّم للمحجومين طبقٌ من سلطة الخضار الممزوجة مع قطع من الخبز المحمَّر والمتبَّلة بالزيت والخل وهو ما يعرف بإسم (الفتُّوش) عند أهل الشام مصحوباً بطبق من الزيتون.

يحظر على المحجوم تناول الحليب ومشتقاته كالجبن واللبن والقشدة والأكلات المطبوخة مع أحد هذه الأنواع طيلة يوم الحجامة، أي: طوال نهاره وليله فقط. وذلك لأن الحليب ومشتقاته على الغالب تؤدي للغثيان وتثير الإقياء وتعمل على اضطراب في الضغط بما يؤدي للضرر، وعموماً نحن بغنى عن آثارها السلبية في الجسم بعد تحقق الشفاء بالحجامة.



إذاً فبالإيمان الصحيح وحده يتم تمييز الحديث الصحيح من الموضوع، أما إذا كان القول متناقضاً ومختلفاً فهذا يعني أنه من وضع الناس. قال تعالى: {إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ، يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ**.

أما الكلام الحق الذي سنده كتاب الله فتراه مترابطاً أشد الترابط يعتليه المنطق الحق والحجة الدامغة وتجد فيه صلاح الإنسانية وكمالها.. لذا فالرسول  بإقباله على الله تعالى إقبالاً فاق به العالمين قاطبة، فاقهم جميعاً أيضاً في فهم كتاب الله عز وجل.

قال تعالى: {وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلاً قُلْ كَفَى بِاللهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَينَكُم وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الكِتَابِ**: أي قل لهم: من عنده علم الكتاب مثلي، ومن فهمه مثل فهمي. هكذا أجاب المنكرين لرسالاته ونبوته والمشككين بدلالته. كذلك الذين اتبعوه أيضاً على بصيرة لا ينخدعون بزخرف القول وغروره، ولا يكون أحد منهم بالخب ولا الخب يخدعه {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إلى اللهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي..**.

أما ما روي من أحاديث تندب الحجامة في أيام الإثنين والثلاثاء والخميس وتنهى عنها أيام الأربعاء والسبت والأحد فقد ضعَّفها الحافظ ابن حجر في الفتح (12/256). وأبرز تناقضها الإمام المجلسي (رحمه الله).وسنورد لك على سبيل المثال لا الحصر نموذجاً لنترك لك أخي القارئ الحكم:

الحديث الأول: «عن ابن عمر قال: احتجموا يوم الخميس..».

الحديث الثاني: «لا تحتجموا يوم الخميس، فمن احتجم يوم الخميس وناله مكروه..».

وهناك الكثير من الأحاديث المتضاربة التي تقول لك احتجم يوم الثلاثاء مثلاً وأحاديث أخرى تقول لا تحتجم في هذا اليوم.

وهذا التناقض إن دلَّ على شيء فهو يدل على زيفها وعدم مصداقيتها ويُقصد منها البلبلة وتمييع أحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم عن الحجامة وهي دسوس مغرضة. أما الصحيح الذي يقبله المنطق الواضح من خلال الواقع العملي والذي تجده موافقاً لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو الذي لا يحدد الأيام سبت أم أحد أم إثنين أم ثلاثاء...الخ، وإنما هو تحديد التاريخ الذي يلي منتصف الشهر القمري من خلال قوله صلى الله عليه وسلم: «الحجامة تُكره في أول الهلال ولا يُرجى نفعها حتى ينقص الهلال». ويدعمها حديث آخر من قوله صلى الله عليه وسلم: «إن خير ما تحتجمون فيه يوم سبع عشرة ويوم تسع عشرة ويوم إحدى وعشرين» .. وهذا الحديث الشريف يدل على عدم صحة الأحاديث التي تنهى عن معظم أيام الأسبوع: السبت، الأحد، الأربعاء، الخميس، الجمعة، الثلاثاء.. وذلك لسبب واضح بسيط تستطيع اكتشافه بنفسك.فلو أننا افترضنا أن يوم سبعة عشر من الشهر القمري أتى يوم الجمعة.. هذا يعني أن يوم تسعة عشر سيكون حتماً يوم أحد ويوم إحدى وعشرين سيكون يوم ثلاثاء.



ولنفترض أيضاً أن يوم سبعة عشر أتى يوم خميس فسيكون يوم تسعة عشر يوم سبت ويوم إحدى وعشرين يوم إثنين.. وهكذا فإن عدم ثبات الأيام بالنسبة للتواريخ للشهر القمري كونه متبدل من شهر لشهر ومن سنة لسنة يثبت بطلان الأحاديث والادعاءات التي تنهى عن الأيام رغم دخول الموعد المحدد للحجامة في الربيع من كل سنة وبعد منتصف الشهر القمري وتؤكد بطلانها بشكل واضح جلي.. فالرسول صلى الله عليه وسلم بريءٌ منها.. والحمد لله في بدءٍ وفي ختمِ.



  



كيف تصبح حجاماً

أدوات الحجامة:

إن كنت تتمتع بقلب ثابت فبإمكانك بعد اطلاعك على الأمور السابقة ومراقبتك لعمل الحجَّامين فترة دقائق أن تصبح حجَّاماً.. وعليك بتحضير الأدوات التالية :

1) كؤوس الحجامة وهي المعروفة بـ (كاسات الهواء)، مصنوعة من الزجاج اليدوي ومتوفرة بالأسواق.

2) معقمات طبية للجروح السطحية.

3) قنديل أو شمعة.

4) أقماع ورقية سهلة الاشتعال.

5) قفازات طبية معقمة.

6) شفرات طبية معقمة تماماً.

7) علبة من القطن والشاش الطبي المعقم.



طريقة تطبيق عملية الحجامة:

يقوم الحجَّام بتحضير القصاصات الورقية قبل الحجامة ويلفّها بشكل قمع مخروطي الشكل من أوراق الجرائد لسهولة اشتعالها.. وفي صباح يوم الحجامة:

1) يخلع الشخص الراغب بالاحتجام ملابسه العلويّة ليبقى عاري الظهر بعد أن تُدفَّأ الغرفة بمدفأة بحيث يصبح الجو دافئاً (إن لم يكن دافئاً). فالأفضل توفير الدفء المعتدل داخل الغرفة وليس الحر.

2) يجلس المحتجم متربِّعاً على رجليه، أو حسب الوضع الذي يرتاح به جسمه، المهم أن يكون بوضعية الجلوس على الأرض بظهرٍ منتصب نوعاً ما.

3) يُشعل الحجَّام الشمعة ويُثبِّتها قريباً منه.

4) ثم يُمسك كأساً من كؤوس الحجامة بيده اليمنى وبالأخرى يمسك مخروطاً ورقياً ويشعله من الشمعة، ولما يصبح بأوج اشتعاله يدخله بسرعة داخل الكأس.. وبخفَّة وسرعة يثبت الكأس بمنطقة الكاهل بأحد الموضعين اليميني أو اليساري من المنطقة التي حدَّدناها مسبقاً (يحتاج العمل لخفَّة يد وسرعة يكتسبها الشخص من خلال الممارسة التجريبية، والعملية سهلة ويسيرة).

5) بنفس الطريقة يمسك الحجَّام كأساً آخر ويقوم بتثبيته بالموضع النظير للكأس الأول. ويجب أن يتأكَّد من قوة تثبُّت الكأسين على الجسم وقوة شدِّهما للجلد، فإن لم يكن قوياً يُعيد تثبيت الكأس الضعيف الشد بنزعه وتفريغ ما بداخله من بقية الورقة المحروقة، ثم يُعيد إشعال مخروطٍ ورقيٍّ آخر ويُدخله عند أوج اشتعاله بالكأس.

ابن حزم
05-09-2005, 08:05 AM
ملاحظات هامة:

ـ إن كان على ظهر المحجوم شعر في منطقة الحجامة، ليقم الحجَّام بإزالة الشعر بواسطة شفرة حلاقة في موضع الكأسين المتناظرين فقط ليكون تثبُّت الكأسين على الجسم جيداً، لأن الشعر لا يجعلهما بالتصاق تام مع الجلد مما يؤدي إلى تسرُّب الهواء وفشل عملية تثبيت الكأسين.

ـ يجب أن يحذر الحجَّام دائماً أثناء انتظاره ليشتعل المخروط بأوج اشتعاله من تقريبه من فوهة الكأس لكي لا يُسخِّنها فيؤذي ذلك الحرق جلد الظهر عند تثبيته عليه (حرقاً بسيطاً). ولدى إعادة العملية وعدم إجدائها (التثبيت غير القوي) فليُغيِّر الكأس بآخر فلربما العيب من الكأس (كون أنه مشعور فيسمح للهواء بالدخول، أو حافة فمه غير منتظمة تُدخل الهواء من بينها وبين الجلد..). المهم أن يكون شد الكأسين للجلد جيداً لنحصل على نتائج مفيدة للحجامة.

6) ينتظر الحجَّام (2ـ4) دقائق على الكأسين المثبتين بقوة على جسم المحجوم، ثم ينزع الأول منهما ويفرِّغه من بقايا الورقة المحروقة ويُعيد تثبيته بإشعال مخروط ورقي جديد. وينزع الآخر بعد أن ثبَّت الأول ليُعيد تثبيته ثانية وبسرعة قدر الإمكان لكي لا يذهب الدم المحتقن.



ملاحظة: عند نزع الكأس عن الجسم دائماً نلجأ لمسكه بجعل بطنه في المنطقة بين الإبهام والسبابة ونضع اليد الأخرى على جسم المحجوم بالمنطقة الأعلى المجاورة تماماً لفم الكأس ونضغط بها على الجلد بينما نشد الكأس الممسوك من بطنه للأسفل بحيث ننزع حافته العلوية أولاً وتبقى السفلية مثبتة على الجسم. وعندما تبتعد الحافة العلوية للكأس عن الجلد ويتسرَّب الهواء للكأس عندها نبعده عن جسم المحجوم بسهولة.

7) بعد مضي (2ـ4) دقائق نعيد عملية النزع للكأسين والتثبيت ثانية (وهذه الإعادات (إعادتين) لكي لا يضعف شدُّهما مع الوقت).

8) خلال التثبيت الثالث والأخير للكأسين (طبعاً إن رأى الحجَّام أن تثبيت الكأسين ضعيف ولم يكن بإمكانه أن يجعله أقوى يُعيد التثبيت مرَّة رابعة) يقوم الحجَّام بتعقيم الشفرة جيداً، ثم وبخفَّة وسرعة ينزع الكأس الأول ويُعقِّم موضعه بقطعة قطن مبللة بمحلول المعقِّم أو برذَّاذ معقِّم، ويُمسك مباشرة بين إبهامه وسبابته زاوية الشفرة تاركاً قسماً بسيطاً منها بارزاً عن قبضته لها ويشرط الجلد شرطات سطحية مبتعداً (0.5-1)سم تقريباً عن التشريطة السابقة عدة شرطات لطيفة من الأعلى إلى الأسفل .

9) لدى انتهاء الحجَّام من التشريط اللطيف للموضع الأول يعود ويُثبِّت الكأس بهذا الموضع بخفَّة وإتقان، فيبدأ هذا الكأس بسحب الدم المشوب الفاسد. ثم مباشرة ينزع الكأس الثاني ويعقِّم مكانه ويُعيد نفس العملية بتشطيب موضعه وإعادة تثبيت الكأس .

ملاحظة هامة: تستعمل الشفرة لشخص واحد حصراً، بعدها ترمى في مكان النفايات.. ولا يجوز أبداً استعمالها لشخص آخر حتى ولو تمَّ تعقيمها بمحلول معقِّم.

10) ينتظر الحجَّام ريثما يمتلئ الكأسان إمتلاءً متوسطاً فينزع المليء منهما ويفرِّغه بوعاء مسبق الإعداد للنفايات ويُعيد تثبيت الكأس بسرعة وخفَّة، ثم ينزع الآخر ويفرِّغه أيضاً ويُعيد تثبيته بدون أي تشريط ثانٍ.

ملاحظات:

ـ عملية نزع الكأس نفسها المشروحة مسبقاً بوضع بطن الكأس بين الإبهام والسبابة واليد الأخرى على الجلد العلوي لفوهة الكأس فينزع القسم العلوي لفوهة الكأس تاركاً القسم السفلي ملامساً للجلد، ثم يسحب القسم السفلي ممرِّراً إيَّاه على سطح الجلد المجروح جارفاً به الدم البسيط المتبقي على الجلد لداخل الكأس مانعاً بذلك سيلانه على جسم المحتجم، وبهذه الطريقة للنزع يُعبَّأ كل الدم الذي كان عالقاً على فم الجرح، يعبِّئه بالكأس ولا يمسح الجرح بأي قطعة من المحارم أو القطن، بل يُعيد تثبيت الكأس مباشرة بحرقه لقطعة الورق.

ـ يكتفي المحتجم للمرة الأولى بأربع كؤوس من هذا الدم الفاسد (كأسين من الموضع اليميني وآخريْن من الموضع اليساري) إلاَّ إذا كان يُعاني من أمراض قوية (عدا فقر الدم وهبوط الضغط) فنأخذ منه كأسين آخرين ويصبح المجموع (6) كؤوس على طرفي الكاهل(1).

ـ ولمن سبق له أن نفَّذ الحجامة سابقاً فلا مانع أن يأخذ (6) كاسات بشكل عام، أو ثمانية كحدٍّ أقصى لمن كان يُعاني من أمراض: جلطة، تصلب شرايين، سرطان، ارتفاع ضغط، آلام المفاصل، شقيقة، آلام الرأس بشكل عام، آلام الظهر، إحمرار الدم، ارتشاح رئوي، قصور قلب احتقاني، ذبحة صدرية، سكري، نقص تروية، شلل، ارتفاع مستوى الحديد في الجسم عن الطبيعي، مرض الناعور، هبوط في مستوى عمل القلب، ضعف عضلة القلب، أمراض عصبية بشكل عام، سرطان دم (ابيضاض دم).

ـ بالنسبة للمعمرين بالسن ضعيفي البنية وخصوصاً النساء يكتفى بكأسين من كل طرف على الأكثر ولو كانوا ممن اعتاد على تنفيذها سنوياً إلاَّ إذا غلب نفْع الحجامة وأصرَّ المحجوم على الزيادة فلا ضرر ولا مانع.

11) وحين يرفع الحجَّام الكأسين الأخيرين يمسح مكانهما (الجروح البسيطة) جيداً بالمعقِّم إلى أن ينظَّف تماماً، ثم يضع قطعة من الشاش الطبي المعقم فوق مكان الجروح، ويساعد الحجَّامُ المحجومَ في لِبس قميصه الداخلي.

12) يتناول المحجوم صحناً من الخضراوات (فتُّوش) التي تم شرح طريقة تجهيزها فيما سبق، ومن رغب بأكلة سلطة أو تبولة.. فلا مانع.

وأعود لأذكر ثانية: يُحظَّر على المحجوم تناول الحليب ومشتقاته طيلة يوم الحجامة وليلتها فقط.

13) تُغسل كؤوس الحجامة جيداً وتعقَّم بشكلٍ كامل (إن أمكن تعقيمها)، وإلاَّ فيجب إتلافها وعدم استخدامها مرة أخرى.



ضرورة وجود حجّام في كل أسرة:

لا بد أنه ولكلٍّ منَّا (جدَّة، أُم، أخت، عمَّة، خالة، زوجة..) فإمَّا تبلغ إحداهن سن اليأس بانقطاع الدورة الشهرية (الحيض) وتفادياً لتغيُّر حالتها النفسية للأسوأ.. كذا تفادياً لها من الأمراض التي ستهاجمها مع الزمن بانقطاع الدورة الشهرية، على الإنسان أن يقوم بحجامتها مطبِّقاً وصية رسل الله الكرام ويكسب بها أجراً وثواباً عند الله، وهذا من الأسباب المهمة والداعية لضرورة وجود حجَّام في كل منزل، والخلْق كلُّهم عيال الله وأحبُّهم إلى الله أنفعهم لعياله. وكذا يستطيع حجَّام البيت أن يحجم إخوته الذكور ممَّن تجاوز منهم سن العشرين.. يحجم (والده، جدَّه، عمَّه، صديقه.. أقاربه..).

وعمل الحجامة ليس بالصعب أبداً، فإن مارسه الشخص تجريبياً (تعليق الكاسات على الجسم بعد معرفة موضع التعليق) قبل أن يحجم أحداً يكتسب خفة وسرعة ودقة ومهارة وهذا يساعده كثيراً على إنجاز حجامة ناجحة للمحتجمين عنده.

والحجَّام (المتعلِّم للحجامة) ما أن يحجم شخصين، ثلاثة، أربعة.. حتى يصبح حجَّاماً ماهراً دقيقاً.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «نِعْمَ العبد الحجَّام يذهب بالدم ويُخفُّ الصَّلبَ وتجلو عن البصر» : وكلمة ( تجلو) وردت بالتأنيث لأنها عائدة على الحجامة.

ابن حزم
05-09-2005, 08:06 AM
علاقة الحجامة بالناحية النفسية

أثر الناحية النفسية على عملية الحجامة:

الحجامة من مشكاة الأنبياء.. والحقيقة كل الحقيقة أنَّ النفس بتطبيقها هذا الفن العلاجي الشمولي الراقي والذي أوصت بتطبيقه الرسل الكرام أمثال ساداتنا موسى وعيسى ومحمد عليهم الصلاة والسلام ومن تبعهم بإحسان من العظماء كالعلاَّمة محمد أمين شيخو، تتجه نفس المحجوم إلى هؤلاء الأطباء الكبار أطباء القلوب، وباتجاه نفس المحجوم إليهم وهم شاخصون ببصائرهم إلى الله تعالى الشافي، ولا شافي سواه، تُشفى نفس المحجوم بالنور الإلهي المتوارد عليهم وبالتالي عليه.

نعم.. تُشفى من علل نفسية وصفات منحطة وتُبدل بصفات كمال، وبسبب الصفات الذميمة قبل قيام المحجوم بالحجامة كان يستحق أمراضاً لمعالجة قلبه ليلتجئ لربِّه بغية شفائه وبما أنه طبَّق تعاليم الإله على لسان رسوله الكريم واتجهت نفسه باللاشعور لبارئها وتحسنت نفسه وصغا قلبه، فلم يعد بعدُ بحاجةٍ لمرضٍ يقيه شرور نفسه وسيئات أعماله، حيث إنه قد صلح قلبه، فإذا صلُح القلب صلَح الجسد كله.

وهذه الفائدة النفسية لها أثرها العظيم في الشفاء وعلى حسب التوجه، فإن كان قوياً بَرِئَ من كافة الأمراض، أو أحجمت عنه كافة الأمراض وقايةً، وإن كان التوجه ضعيفاً كان التحسُّن نسبياً ولا بدَّ على كافة الأحوال من النفع.

الحجامة نفع كلها، أما الضرر فلا ضرر من تطبيقها إطلاقاً. وكفى بتجارب الحجامة على مدى قرن أنه لم يتضرر من تطبيقها بقوانينها الدقيقة أحد أبداً. والتجارب السابقة أقوى البراهين المؤدية لليقين.



  

الحجامة والأمراض وشفاؤها

أثر عملية الحجامة على أجهزة الجسم المختلفة وعلى الأمراض التي تصيبها



أثر الحجامة على تضخمات الطحال:

الاستقصاء حول أسباب تضخم الطحال تعود بمعظمها إلى الحاجة لزيادة العمل الطحالي.. فمنها:

ـ أسباب إنتانية التهابية: والآلية بهذا النوع من التضخم يعتقد بأنه عائد إما لزيادة الفعالية الدفاعية أو إلى زيادة الحاجة لتصفية مركبات معينة من الدم وهذا نتخلص منه بالحجامة أو نزيح عن الطحال هذا العبء الكبير (بتخليص الجسم من تالف الكريات والشوائب الدموية وغيره.. ونخفف أو نزيل هذه الحاجة، إذ جعلنا الحجامة هي المصفاة).

ـ أسباب احتقانية: كداء المنشقات الكبدية، وخثرة الوريد الكبدي، وخثرة وريد الباب، وانسداد وريد الباب. وهذا النوع من التضخم يعود لازدياد الضغط في الجملة البابية أو الدوران العام وأيضاً سبيلنا للتخلص من ذلك بالحجامة لأنها تخفف الضغط في الجملة البابية حتماً كونها تيسر مرور الدم في الكبد بعد أن نشطته وجعلته في أتم الجاهزية والفعالية وكذا تخفف الضغط في الدوران الوريدي العام وتجلو الجسم من شوائبه وترسباته الدموية المشكِّلة للخثرات وهذا ما ذكرناه من قبل.

وهناك تضخمات بسبب فرط تصنيع الخلايا الشبكية البطانية فيه وهذا بسبب الحاجة لسحب الخلايا الشاذة من الدم أو بسبب الحؤول النقياني، وكذلك حين نتخلص من الخلايا الشاذة في الدم عن طريق الحجامة نتخلص من فرط تصنيع الخلايا الشبكية البطانية ونتقي أو نُشْفى من تضخمات الطحال العائدة لهذا السبب.

وهناك ضخامة ناتجة عن التنشؤات: وأحياناً يعود ذلك لاحمرار دم حقيقي وهذا أيضاً علاجه بالحجامة، إذ نخلص من زيادة الكريات الحمراء.. وهناك ضخامة عن آفة ارتشاحية: والسبب فيها هو امتلاء البالعات الطحالية بالمواد الشاذة التي تتراكم من تلك الأمراض وعندما نخلِّص هذه البالعات من عبءٍ كبير بواسطة الحجامة بعد استخلاص الشاذة والهرمة نتخلص أيضاً أو نتقي من هذه الضخامة.

من بعد كل ما ورد نصل لنتيجة لا تقبل الجدل بأن الحجامة تعمل كطحالٍ في تخليص الدم من العناصر الدموية الشاذة والشوائب والتوالف الدموية وهذا ما لا يمكن إهماله إن أردنا الحفاظ على الطحال بحالةٍ مثالية وعلى جسمنا ككل.

إذاً نتجنب بالحجامة امتلاء الطحال بالهيموسدرين وبالتالي تتفرغ الجملة الشبكية البطانية لفعلها فيزداد نشاطها لتعتمد دورها المناعي ضد الجراثيم والطفيليات والفطور والأوالي وما لهذا من أثر عظيم في الوقاية، ونتفادى المشاكل الناشئة عن ارتفاع التوتر الوريدي البابي والتي تتعلَّق بالطحال وهي كثيرة وخطيرة.



دراســــة مـخبـريــة

أكَّدت الدراسات التحليلية لدم الحجامة التي أجراها الفريق المخبري أن الكريات الحمر الناتجة من هذا الدم كلها غير طبيعية.



أثر الحجامة على وظائف الكبد:

عندما يتخلص الجسم من كامل الكريات الهرمة التي تعيق جريان دمه تزداد التروية الدموية في كل أنسجته مما يؤدي إلى:

آ ـ ازدياد تروية الكبد؛ الصبيب الكبدي، وتحريض نشاط الخلايا الكبدية.



نـمــــوذج:

ـ السيد (س.م).. مصاب ببداية تليف كبدي، ومن المدهش أنه بعد عدة شهور من إجراء عملية الحجامة له تخلص من حالة القصور الكبدي.

ب ـ يذهب عن كاهله ثقل عظيم من الشوائب الدموية والتالف من الكريات الحمراء مما يؤدي إلى زيادة نشاطه ليقوم ببقية الوظائف الأخرى على الوجه التام مثل:

1) تصريف الكوليسترول والشحوم الثلاثية الزائدة في الجسم.

نـمــــوذج:

ـ السيد (م.ع).. يعاني من ارتفاع نسبة السكر في الدم والكوليسترول والشحوم الثلاثية، وبعد قيام الفريق الطبي بإجراء عملية الحجامة له انخفضت نسبها بشكل كبير عما كانت عليه قبلها.

2) يستطيع القيام بوظيفته كمخزِّن لسكر الدم الزائد (السكري) بالتعاون مع المعثكلة مما يؤدي إلى انخفاض نسبة السكر في الدم لدى مرضى السكري للحدود الطبيعية.

3) تفرغ الكبد لتخليص الجسم من السموم فيصح الجسم وتنشط جميع أجهزته بما فيها الدماغ وبالتالي ينعكس إيجابياً على جميع المراكز الحسية والحركية.

4) بنشاط الكبد يتم تجديد النسج التالفة في الجسم لأن الكبد مسؤول عن إنتاج البروتين اللازم لاستمرار الحياة والنمو الصحيح، ويتم التغلب على الالتهابات الكبدية التي كانت قد أصابته ومضاعفة قدرة الجسم على صد كل الأمراض التي قد تصيب الكبد والجسم عامة بشكل صاعق بالنتائج النافعة.

5) نتفادى ارتفاع توتر وريد الباب وما ينشأ عنه من مشاكل كثيرة وخطيرة، وخصوصاً أننا خفَّفنا جزءاً من العبء الملقى على عاتق الخلايا الكبدية في تخليص الجسم من البيلروبين الناتج عن الهيم لتنشط في بقية أعمالها التي لا تعد ولا تحصى.

إذاً وفي نهاية المطاف بشأن الكبد والطحال نقول:

إن الحجامة تزيل القسم العظيم المتبقي في الدم من الكريات الهرمة والشاذة والشوائب الأخرى الدموية ويتكامل ويتمم عملها لعمل الكبد والطحال والبالعات في البدن عامة.



دراســــة مـخبـريــة

برهنت الدراسات التحليلية التي أجراها الفريق المخبري أن دم الحجامة فضلاً عن كونه يحوي كريات حمراء غير طبيعية وهياكلها، كانت نسبة الكرياتينين فيه عالية وكانت السعة الرابطة للحديد مرتفعة جداً في كلِّ حالات الدراسة.



ولذا أمرنا الله تعالى على لسان رسوله المصطفى صلى الله عليه وسلم بالحجامة لإكمال عمل هذه المصافي وإراحتها ومساعدتها في عملها وحمل العبء الكبير work load عن كاهلها لتستطيع القيام بوظائفها الأخرى العديدة التي يعتمد عليها الجسم اعتماداً كبيراً ولتخليص الجسم من هذه الشوائب. يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «إن كان في شيء من أدويتكم خير ففي شرطة محجم..».

ابن حزم
05-09-2005, 08:06 AM
دراســــة مـخبـريــة

أظهرت الدراسة التحليلية التي أجراها الفريق المخبري عودة الكبد والطحال إلى الحالة الطبيعية بعد الحجامة، أو انخفاضاً بإفراز الخمائر الكبدية التي ترتفع في حال الإصابة بأية أذية كبدية مما يدل على نشاط الكبد واتجاهه نحو التماثل إلى الشفاء.



أثر الحجامة على المعدة:

إن ركود الدم في أوردة المعدة والأمعاء يخرِّب وظائفهما الإفرازية والماصة وذلك يؤدي إلى نزوف شديدة وخاصة في أوعية المعدة والأمعاء والمري والمستقيم، وطمث شديد عند النساء وخثرات في الأرجل وبواسير فيحدث هبوط الضغط الشرياني .



فبالحجامة: ننشِّط الدورة الدموية بشكل عام فينشط دوران الدم فلا يركد في أوردة المعدة والأمعاء ويزول نقص التروية الدموية إن كان متواجداً، وتعود الوظائف الإمتصاصية والإفرازية للمعدة والأمعاء ونتفادى ونخلص من كل الحالات السابقة الذكر.

ثم إن الكبد وعندما يكون هناك ارتفاع ضغط مع خمول في الدورة الدموية يمكن أن تُصاب الطرق الصفراوية (فتزداد كثافة الصفراء) ويبدأ الكوليسترول بالتبلور وغيره مثل البيلروبين bilirubin فتحدث إعاقة جريان الدم الشرياني (وكذا الكريات الحمر المترسبة) فيؤدي إلى إعاقة جريان الدم في وريد الباب الذي يحمل المواد الغذائية من الأمعاء وبالنتيجة يرتفع ضغط وريد الباب بسبب إعاقة جريان الدم عبر الكبد تحت تأثير هذه الموانع الميكانيكية أو تلك الخثرات الصفراوية في الأقنية الصفراوية أو الارتشاح البروتيني في الكبد.. يلتف ذلك الجزء من الدم الذي لا يستطيع عبور الكبد من خلال وريد الباب حول الكبد (بالدوران المحيطي) من خلال المفاغرات فيسبب ضخامة احتقانية في الطحال واحتقان في الشبكة الوريدية للمعثكلة مؤدياً إلى ضمورها وتخريب وظيفتها وركود الدم في أوردة المعدة والأمعاء وما ينشأ عنه وقد سبق ذكره، وما ينشأ عن ضمور المعثكلة وتخرُّب وظيفتها. فبالحجامة نتقي ونتخلَّص من كل ما ورد وما ينشأ عنه من مضاعفات خطيرة، إذ نتخلَّص من ارتفاع الضغط وخمول الدورة الدموية ونتفادى بذلك إصابة الطرق الصفراوية وتشكُّل الخثرات الصفراوية (إذ تهبط نسبة البيلروبين والكوليسترول للنسبة الطبيعية ولا ترتفع بشكلٍ مؤدٍ لازدياد كثافة الصفراء وتبلور الكوليسترول..) ونتفادى ارتفاع توتر وريد الباب ويقوم الكبد بدوره الأمثل في استقلاب السكريات والشحوم والبروتينات والماء والمعادن وغيرها ونتقي بذلك أمراضاً (صعبة التشخيص) لا حصر لها كانت ستنتج عن اضطراب الاستقلاب. فالكبد السليم يؤمِّن صحةً ونشاطاً لكل الجسم وغدده المهمة (نخامية، درقية، معثكلة،..) التي تساعد الكبد في عملية الهضم ، إذ أنها تصاب بالشلل عندما تجهد في مساعدة الكبد المريض ويؤدي ذلك لمضاعفات مرعبة.



أثر الحجامة على الجملة العصبية:

أولاً: تأثير الحجامة على الدماغ:

نقول: إن نقص التروية الدماغية يؤدي لعدم إمداد المخ بكمية الدم اللازمة لمراكز المخ المختلفة التي تتحكم بسائر أعضاء الجسم وأجهزته وهذا يؤدي لـ:

ـ ضعف الذاكرة وعدم القدرة على التركيز.

وبالحجامة تنتظم التروية الدموية ونتفادى أو نخلص من هذه المشاكل. وقد صدق رسول الله  عندما قال: «الحجامة تزيد في العقل وتزيد في الحفظ».

ـ تغيُّرات في النواحي الأخلاقية والعاطفية:

فقد تصيب بعض الأشخاص نوبات مفاجئة من البكاء أو الضحك المفاجئ بدون مبرِّر أو سبب. وبالحجامة نتفادى هذه الأمور كافة، إذ أنها تفيد لمعالجة نوبات الصرع التي لا تذكر أمامها هذه النوبات الخفيفة العاطفية.

ـ إصابة مركز السمع يؤدي إلى صمم عصبي لا علاج له طبِّياً:

يمكن تحقيق أطوار متقدمة في الشفاء والوقاية من الإصابة به بالحجامة لأنها تزيد التروية الدموية للدماغ.

ـ إصابة مركز التوازن بالمخ مما يؤدي لفقدان حاسة الإتزان:

بالحجامة نتفادى ذلك ونتخلص منه إن حصل لمن كان قد أهمل هذه الوصية الإلهية المحمدية العظيمة.

ـ إصابة المركز البصري مما يؤدي لضعف أو فقد حاسة البصر:

وقد صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما قال: «نِعْمَ العبد الحجَّام يذهب بالدم ويخف الصلب وتجلو عن البصر».

ـ إصابة المراكز المسؤولة عن التبول أو التبرز:

فقدان صاحبها القدرة على التحكُّم في هذه الأفعال، والحجامة وقاية وعلاج.

ـ حدوث نزيف أو تجلُّط في جدران الأوعية الدموية في الدماغ مما يؤدي لشلل نصفي (نقص تروية المراكز الحركية في الدماغ).

بالحجامة الوقاية مما ورد ذكره وتحقيق تحسن عظيم للحالة جرَّاء الإصابة. (العديد من حالات الشلل شفيت شفاءً تاماً بالحجامة وأخرى تحسَّنت).



نـمــــوذج:

ـ السيد (م.ع.ج).. مصاب باحتشاء دماغي حاد على مسير الشريان الدماغي المتوسط الأيسر، أصيب على أثره بفالج شقِّي منذ ثلاث سنوات. وبعد قيام الفريق الطبي بإجراء عملية الحجامة له استطاع المشي والقبض والإمساك وعاد إلى ممارسة حياته الطبيعية.



ونجمل القول: إن الحوادث الوعائية الدماغية تعود لآليتين:

1) نقص التروية 80%.

2) النزف 20%.

فإذا كان نقص التروية مديداً فإنه يؤدي إلى احتشاء دماغ أو تليُّن دماغ. أما العوامل المؤهبة للنزف الدماغي فهي: ارتفاع التوتر الشرياني، المعالجة بالمميعات.

أما نقص التروية فالوقاية كل الوقاية من تلك الحوادث الوعائية هي الحجامة، إذ تعتبر بمثابة صيانة سنوية للأوعية الدموية.. وتحقِّق أطواراً لا يمكن غض البصر عنها في زيادة التروية الدموية الدماغية لمن تأخرت عندهم وتراجعت. وأكبر مثال على ذلك أنها كانت نِعمَ الدواء المجدي الشافي لأصحاب الصداع النصفي (الشقيقة)، فقد شُفي مرضى الشقيقة إثر حجامتهم مباشرةً.

ثم إن العوامل المؤهبة للنزف كارتفاع التوتر الشرياني نتقيها ونتحاشاها بالمداومة على سنَّة رسول الله ، فهي السلاح الذي وهبنا تعالى إياه لنواجه به مسببات الأمراض. أما العامل الثاني المؤهب للنزف فهو تعاطي (التداوي) الأدوية المميعة للدم. فمداومتنا على تطبيق سنَّة رسول الله  دائماً تعيد الدم لحالته المثالية بتخليصه من شاذ وهرم الكريات الحمراء والخثرات وغيرها من شوائب الدم، وتجنبنا قدر الإمكان تلك الفئة الدوائية المسببة للنزوف. والحقيقة أن الجسم قيامه بالدم، فإذا صلح الدم صلح الجسم كله.. ألا علينا بالحجامة.



ثانياً: تأثير الحجامة على النخاع الشوكي:

إن ارتفاع قوة الجهاز المناعي في الجسم بعد الحجامة يؤدي إلى التخلص من كل الآفات العصبية المناعية. لقد أجرى الفريق الطبي العديد من الحجامات لمرضى مصابين بأذيات عصبية رضِّية أو دماغية أدت إلى الشلل، فكانت النتيجة مذهلة مدهشة، إذ عادت الحركة إلى الأعضاء المشلولة وعاد أصحابها لممارسة أعمالهم الطبيعية!!!.



الجزء الثاني >>>>>

ابن حزم
05-09-2005, 08:07 AM
الحجــامة

الدواء العجيب " الجزء الثاني "



أثر الحجامة على الصداع والشقيقة (الألم النصفي):

للصداع أسباب كثيرة وأشكال سريرية متنوعة..

فالصداع يلم بالأنسجة خارج الجمجمة، والأكثر انتشاراً هو صداع (التوتر) أي: صداع العصبية والانفعال الناجم عن تقلصات تصيب فروة الرأس ومؤخر الرقبة، ويمتد الألم من مؤخر الرأس إلى ما فوق العينين، ويرافقه شعور بالضغط والتوتر. ويخف أو يزول متى توقفت التقلصات العضلية. وقد يصاحب الصداع أحياناً شلل مؤقت في الذراع أو الرجل أو العين، والصداع الذي يتزامن مع عرق الجبين، وتوهج الوجه، واحتقان العينين، ودفق الأنف، هو الصداع الشديد الذي يرى في بعض أشكال الشقيقة. إلاَّ أنَّ الطب في بعض ضروب الصداع وقف مشلول اليدين مكتوفهما.

والعجيب في الأمر أن الدواء الذي يُعطى للصداع أكثر من أي دواء آخر يعطى لمرض، وخير دليل على ذلك الاستهلاك اليومي الهائل لعقاقير وأدوية الصداع. فالطبيب الفاشل يقع في ارتباك أمام الشاكي، ولا يجد وسيلة إلاَّ المسكنات يصفها بسخاء، ويصرفها. ويصرف الشاكي معها والباكي ، إذن الصداع عرض وليس مرضاً.. الدليل على وجود خلل كامن يسبب الصداع، أما المسكنات والمهدئات فهي الممهدة لصعوبات جديدة.



أما الشقيقة فتبدأ باضطرابات إبصارية، فيرى المصاب لمعاً أو ومضاً خاطفاً من النور في جانب واحد ويغشى البصر نقاط مشعة. ولا يستبعد أن يفقد المرء حاسة الرؤية مؤقتاً. وربما يتبع هذه الأعراض خدر أو وخز الدبابيس والإبر في اليد والوجه، وربما يشعر بضعف في طرف من أطرافه، أو في نصف جسمه، بعد (20) أو (30) دقيقة تفسح هذه الأعراض المجال لألم مزعج في جانب من الرأس. ويزداد الألم شدة حتى يبلغ الذروة بعد ساعة أو أكثر، ويدوم أحياناً أياماً. ويصبح الصداع نابضاً، وكثيراً ما يترافق معه غثيان وقيء ، هذه هي الشقيقة التقليدية، بيد أن هناك أشكالاً كثيرة تختلف في أعراضها وأطوارها. فالشقيقة اللانمطية ـ وهي أكثر الأنواع شيوعاً ـ يحدث الصداع بغثيان وبلا غثيان، وفي غياب سائر الأعراض المعروفة. والشقيقة عموماً تحدث على شكل نوبات تفصل بينها فترات من الراحة، وتدوم بضع ساعات، أو تبقى بضعة أيام. وقد يقدح شرره أنواع من المأكولات، لأن المريض به يكون عرضة للحساسية، مستجيباً للالرجيا. ويقال أن للشوكولاته والجبن والسمك علاقة وثيقة بحلول النوبة، وشدتها وعنفها.



أثر الحجامة على الكليتين:

إن الحجامة عندما تنظِّم التروية الدموية للأعضاء تنشط التروية الدموية للكليتين، ونعلم أن الكلية تقوم بتجميع المواد السامة التي تصل إليها عن طريق الدوران الدموي وتخرجها مع البول (تصفية الدم). فعندما ينشط مرور الدم فيها وعندما يرويها تروية جيدة تقوم بوظيفتها على الوجه الأمثل فتخلِّص الدم من سمومه ونتقي بذلك مرض (البولينا) الذي ترتفع فيه مادة البولينا في الدم لعدم قدرة الكلية على التخلُّص منها وإخراجها فتؤثِّر هذه المادة السامة على المخ وتقتل خلاياه.



إذاً فنقص التروية الدموية للكلية يسبب عدم استطاعتها على القيام بوظائفها الإخراجية (التصفية) خير قيام ويسبب ذلك فشلاً كلوياً أو ذاك المرض الوارد الذكر (بولينا). وعندما ترتفع البولة بالدم يؤدي ذلك لهبوط مستوى جميع الأجهزة والأعضاء بالجسم ويكون الجسم عرضة لأمراضٍ شتى، والحجامة خير وقاية وعلاج لهذه الحالة.

فالكليتان هما ذاك العنصر المزدوج في جهاز الطرح عند الإنسان وتتلخص وظيفتهما الأساسية في تنظيف الجسم من المنتجات الآزوتية.

تقوم الكليتان بالوظائف التالية:

1) طرح المواد الغريبة ونتائج الاستقلاب غير الطيارة وبشكل أساسي المواد الآزوتية.

2) تنظيم تركيز الصوديوم.

3) تنظيم استقلاب سوائل الجسم.

4) تنظيم تركيز الشوارد بالدم.

5) تنظيم التوازن الحامضي القلوي في الجسم.



دراســــة مـخبـريــة

أثبتت الدراسة المخبرية التي أجراها فريق الحجامة على أن الحجامة تخفِّض نسبة الكرياتينين بالدم بنسبة (66.66%) من الحالات، ودم الحجامة يحوي دائماً على نسبة عالية من الكرياتينين مما يؤكد على مسألة تنشيط الكلية.



إن حاجة نسيج الكلية للأوكسجين عالٍ بالمقارنة مع حاجة النسج الأخرى، وتذهب الكمية الكبرى من الأوكسجين لتنفس القشرة.

يمكن جمع الأمراض الكلوية العديدة ضمن فئتين رئيسيتين:

1) فشل الكلية الحاد.

2) فشل الكلية المزمن.

ومن الأسباب المسبِّبة للفشل الكلوي الحاد تناقص التغذية الدموية للكليتين.. ومن هنا يتبيَّن لنا ضرورة التمسُّك بهذه السنة النبوية.

وإن إصابات الجملة الوعائية الكلوية تسبِّب الفشل الكلوي المزمن كالتصلُّب العصيدي للشرايين الكلوية الكبيرة والتضيق التصلبي التدريجي للأوعية. وكذلك يتبيَّن لنا ضرورة الوقاية من هذه التصلبات قدر الإمكان باللجوء للحجامة التي هي بمنزلة تنظيف للأوعية الدموية من ترسباتها والحؤول دون هذه الترسبات قدر المستطاع لإبقائها بوسعتها الطبيعية. إذاً إنَّ زيادة التروية الدموية للكليتين تؤدي لقيامها بجميع وظائفها على الوجه الأمثل وهذا ما له من شأن كبير في الجسم عامة، إذ يقوى تجاه الأمراض عامة، فقصور الكليتين يتحسَّن بالحجامة وحالات كثيرة حقَّقت مستويات عالية من التحسُّن بعد إجراء الحجامة.



أثر الحجامة على ارتفاع الضغط والجملة الوعائية:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «احتجموا... لا يتبيَّغ بكم الدم فيقتلكم».

والتبيُّغ: هو التهيُّج والزيادة والطغيان، من بغى يبغي ومنها يتبيَّغ، وفي لسان العرب: تبيَّغ به الدم، أي هاج به. وهذا يحدث أكثر ما يحدث في ارتفاع التوتر الشرياني ، كما أنه يحدث في فرط الكريات الحمر الحقيقي، ومن الأعراض المشاهدة في فرط التوتر الشرياني وفي فرط الحمر الحقيقي يُذْكَر الصداع وحس الامتلاء بالرأس والدوار وسرعة الانفعال واضطرابات بصرية.



فارتفاع التوتر الشرياني الذي ما تزال أسبابه العديدة غير معلومة، وإلى الآن تبقى علاجاته عامة غير سببية، لا يزال هذا المرض يلقى أهمية كبرى في الأوساط الطبية لانتشاره الواسع ومضاعفاته الخطيرة، فهو يسرِّع حدوث التصلب العصيدي، وهذا الأخير كما علمنا من قبل يؤهب لحدوث إصابات في الشرايين الإكليلية والحوادث الوعائية الدماغية والقصور الكلوي وأمراض الأوعية المحيطية ويحدث ثخناً وانسداداً في لمعة الشرايين الصغيرة وقد يحدث أمهات دم صغيرة في الأوعية الدماغية الثاقبة، ويؤهب لاسترخاء القلب وقد يتحول إلى ارتفاع ضغط خبيث مميت، وهذا الأخير يميت صاحبه على حدٍّ أقصى خلال سنتين.



ثم إن ارتفاع نسبة الكريات الحمراء في الدم (فرط حقيقي) يؤدي لخثار شرياني حاد، إذ تحصل أعراض القصور الشرياني للعضو المصاب.. فإن أصيب الشريان السباتي حصلت أعراض قصور التروية الدماغية وإن أصيبت الشرايين الإكليلية نتجت أعراض الذبحة الصدرية والاحتشاءات القلبية.



وعلى كل حال ومما لا يجب تناسيه أن ارتفاع التوتر الشرياني يقود لتصلب شرايين عصيدي Arteriosclerosis والثاني يقود للأول وكلاهما إضافة لاحمرار الدم الحقيقي يقود لتشكيل الجلطات الدموية، إذ يؤدي وجود تلك المسببات لارتصاص الكريات الحمراء وتراكمها مع عدد كبير من الصفيحات الدموية وغيرها مثل الألياف لتشكل الخثرة الدموية وخاصة عند تفرعات الأوعية الدموية (الشرايين) [شكل (44)]. وما حقيقة هذه الجلطة الدموية إلاَّ بوغة دموية Spore وتنطوي تحت حديثه : «لا يتبيَّغ الدم...». فرسول الله  نظرته نافذة تطوي الأزمنة.. ليتكلَّم  منذ أكثر من 1400 سنة عن مبدأ الجلطة الدموية بشكلها وآليتها ومسبباتها ويعطي الحل العظيم للوقاية والعلاج الذي لا بد للإنسانية من الرجوع إليه كي يجنوا ثماره الثمينة الفائدة، ويتجنبوا أخطاراً لا حصر لها، إذ كل داء سببه غلبة الدم تلك الموازية لتبيغه، فما نقص التروية الناتج عن تصلب الشرايين العصيدي إلاَّ المسؤول الأول عن قصور وظائف أعضاء الجسم وخصوصاً في مرحلة الشيخوخة.. زِد إن اقترن بتزايدٍ في عدد الكريات الحمراء الهرمة غير العاملة الذي يجعل جريان التيار الدموي بطيئاً ويرفع من مستوى خطورة التخثر داخل الأوعية .



أثر الحجامة على أمراض القلب:

إن أمراض القلب والشرايين أصبحت تشكل هاجساً كبيراً للإدارات الصحية في جميع بلدان العالم سواءً الدول المتقدمة أو الدول النامية، فلقد أثبتت الإحصاءات أن أمراض القلب والشرايين تمثل (50%) من أسباب الوفيات في هذه الدول. ويعتبر مرض شرايين القلب التاجية القاتل الأول في أمريكا، كما أن الإصابة بأمراض شرايين القلب يتسبب في خسائر اقتصادية كبيرة جداً، حيث إن هذه الأمراض تصيب شرائح من المجتمع في قمة عطائها، كما أن تشخيص هذه الأمراض وعلاجها يكلِّف الدول البلايين. وهذه الأمراض تنتشر في المجتمعات المترفة أكثر من غيرها وترتفع نسب الإصابة بهذه الأمراض بانتشار عوامل الخطورة مثل ارتفاع نسبة السكر بالدم وارتفاع ضغط الدم وارتفاع كوليسترول الدم.



إن ما يجعلنا نقف باحترام لهذه الوصية النبوية القيِّمة أن العالم أجمع يبحث في هذا الوقت عن سبل الوقاية، فالبلاد المتقدمة ملَّت من مواضيع العلاج الباهظة التكاليف وبدأت دراساتها كلها تتركز في الجانب الوقائي، وهذا ما تقدمه الحجامة، فهي تمنع نشوء عوامل الخطورة تماماً فتحول دون ارتفاع نسبة السكر بالدم وتحافظ على ضغط دموي طبيعي بإزالة المسببات وتمنع أي ارتفاع للكوليسترول والشحوم الثلاثية. وهذا ما بيَّنه التقرير المخبري العام للدراسة المنهجية للحجامة.



أولاً: اضطراب النظم القلبي (اضطراب التلقائية الذاتية):

أحد الأسباب المسببة لهذا المرض هو نقص التروية، نقص الأكسجة. إذاً أليست الحجامة دواءً ووقاية لهذا المرض!.

ثم إن من مضاعفات ارتفاع التوتر الشرياني (الذي نخلص منه بالحجامة) هي خناق الصدر، قصور القلب، حوادث وعائية دماغية، عرج متقطع. إذاً أليست الحجامة وقاية وخلاصاً من كل ما ورد!.



ثانياً: في احتشاء العضلة القلبية:

السبب هو نقص التروية الناتج عن تضيُّق الأوعية (الشرايين الاكليلية) وتوضع الخثرة في هذه الشرايين، فلو كان الإنسان متَّبعاً هذه النصيحة الإلهية لعباده التي تُعتبر كصيانة وتنظيف لهذه الأوعية بشكل عام ووقاية من تشكُّل الخثرات لكان بعيداً عن هذه الأمراض الخطيرة. على كل حال فالمصابون بهذه الأمراض لو يعودون لهذه الوصية وينفِّذونها سنوياً فحتماً ستتحسن حالتهم شيئاً فشيئاً ويشفون.

ابن حزم
05-09-2005, 08:08 AM
ثالثاً: الذبحة الصدرية:

ذلك الألم في القلب الناتج عن فقدان التوازن بين الحاجة إلى الأوكسجين وما يرد منه إلى تلك العضلة، وأيضاً السبب في هذا المرض هو انسداد جزئي للشريان الإكليلي ناتج أيضاً عن الترسبات الدهنية وغيرها، وللكريات الحمراء الهرمة (المواد ذات الأصل الدموي) يداً في هذا الإنسداد الأمر الذي يضعف إمداد جزء من القلب بالدم).

وكل العلاجات المتَّبعة تحاول إزالة نقص التروية الدموية للقلب، إذاً فالأحرى بنا أن نعود للحجامة لنتقي هذه الأمراض ، أو لنجعلها من المعالجات الناجعة المجدية إنْ كنَّا ممَّن يُعاني هذه الأمراض (لا سمح الله) ونوفِّر على أجسامنا (وعلى قدر الإمكان) كثيراً من الأدوية وما لها من آثار جانبية مؤذية..



رابعاً: ارتفاع ضغط الدم المديد (سنوات) يحدث ضخامة قلب وهذا بالنهاية يؤدي إلى قصور مزمن في القلب.



خامساً: ارتفاع ضغط الدم المديد في الشرايين يحدث التصلُّب، لدفعه ذرَّات الدهون والمواد ذات الأصل الدموي ومادة الدم نفسها(1) إلى جدران هذه الشرايين. فكم بالحجامة نُريح قلبنا ونُخفِّف عنه ثقلاً ثقيلاً ونَهِبهُ نشاطاً وحيوية مما يكسبه حياة هنيئة مترعة بالصحة والنشاط!!.



دراســــة مـخبـريــة

قام الفريق الطبي بإجراء الحجامة للعديد من المصابين بأمراض قلبية مختلفة، ومن خلال إجراء التخطيط الكهربائي قبل الحجامة وبعدها ومع المقارنة الدقيقة كانت النتائج باهرة ومفاجئة، إذ تراوحت بين العودة إلى الحالة الطبيعية تخطيطياً أو التحسن الكبير. أما مخبرياً فقد تحسَّنت وبكلِّ الحالات الخمائر القلبية مما يؤكِّد على ما بيَّنته التخطيطات الكهربائية.



  

إذاً بعد ما اتَّضح لنا من أدلة علمية عملية، وبعد أن اطَّلعنا على جانبٍ من حرص علاَّمتنا الإنساني ونصحه بالحجامة لأمراض الدورة الدموية والقلب؛ ألا يجب على مرضى القلب والدورة الدموية بشكل عام أن يثابروا ويداوموا عليها لتخفِّف عن قلوبهم جهداً كبيراً وتقويها وتمد بعمرها.



أثر الحجامة على مرضى السكري:

إن أحد عوامل ارتفاع السكر هو نقص التروية الدموية الذي يسبب عدم قدرة الأعضاء على القيام بعملها وبالتالي يحدث ضعف نشاط (كما يضعف نشاط البنكرياس المسؤولة عن ارتفاع السكر بضعف التروية الدموية).

ويردُّ الجسم على نقص التروية بتحرير الغلوكوز (السكر) ليرفع من نشاط أعضائه، ولكن للأسف فالعلة ليست بالحرق والقدرة، بل بقلة التروية الدموية التي تُضعِف الأعضاء وهذا ما يعلِّل شفاء العديد من مرضى السكري بعد تنفيذهم للحجامة فوراً، وقد صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما قال: «الحجامة تنفع من كلِّ داء ألا فاحتجموا» . فهي تنفع وهي تشفي والشفاء كله بيد الرحمن الذي علَّمنا. إذاً تستخدم الحجامة لكلِّ الأمراض وكوقاية ضمن مواعيدها الرسمية وضمن سنِّها القانوني بشروطها الصحيحة.

لقد جاء في التقرير المخبري العام أن الحجامة خفَّضت نسبة السكر بالدم عند الأشخاص السكريين في (92.5%) من الحالات.



أثر الحجامة على الاستقلاب الخلوي:

إن وجود تروية دموية كافية جيدة لأجهزة الجسم وأنسجته عامة، يؤدي ويقود لإعادة الاستقلاب السوي في الخلايا الشائخة عند الكهول مما يساعد على التأقلم في حالات المرض وذلك بالمحافظة على الأعضاء ومساعدتها على التأقلم في حالات المرض وحالات التوتر النفسي المختلفة.

كما تستخدم الحجامة لعلاج أمراض الرأس والرقبة والمعدة والأمراض العصبية عموماً.

ولعلاج أمراض الكبد والطحال والصدر والبطن والأوعية الدموية.

لعلاج ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والكلى (الجهاز البولي).

لعلاج التهاب اللوزتين وثقل الرأس وبلادة الحس.

لأوجاع العينين وضعف البصر والصداع والشقيقة والصرع المجهول السبب.

التهاب عرق النساء وأوجاع الأسنان والفكين والوجه والحلق وألم مثلث التوائم.

آلام الروماتيزم في العضلات والروماتيزم المزمن.

علاج أمراض الدورة الدموية: كعلاج ضغط الدم، وتخفيف وعلاج آلام الذبحة الصدرية، وعلاج حالات هبوط القلب المصحوب بوذمة في الرئتين، وحالات الاحتقان الرئوي أيضاً.

فالحجامة علاج لكثير من الأمراض الداخلية والمعندة منها، لأن الدم يجري على الأعضاء جميعاً فبإصلاحه تصلح كلها، فكم تقينا هذه الحجامة من أخطار ومشاكل وآلام!!.



أثر الحجامة على الأنسجة المريضة والآلام العضلية المفصلية:

لما كانت عملية الحجامة تحرِّض الدوران الدموي فتزيد التروية الدموية لهذه النسج المريضة وذلك ما يساعد على تأمين مقدار زائد من الأوكسجين والغذاء اللازم إضافة للهرمونات كـ (هرمون النمو البشري والتستوسترون والأستروجين) والأنزيمات اللازمة كأنزيم (5 ـ ألفا ريديوكتاز) مما يسمح بتجديد وإعادة بناء سريع لخلايا النسيج المريض وخصوصاً أن الكبد المُنشَّط يدعم العملية بالبروتين اللازم.

وإن زيادة التروية الدموية في العضلات يؤدي لتجريف المواد المتراكمة فيها نتيجة الإجهاد العضلي ونقص التروية الدموية كأمثال (حمض اللبن) المسبِّب للآلام.



ثم إن دعم العضلات والمفاصل بما ورد ذكره من أوكسجين وهرمونات وأنزيمات داعٍ لتوليد طاقة كهربائية حيوية (bioenergy) Bioelectric energy تعمل على تغذية الأعصاب الموضعية والخلايا وينتج هرمون DHT الذي يحافظ على دفء واسترخاء الأنسجة فيزيد لدانة ومرونة العضلات والمفاصل وبذلك نتقي التشنجات والتقلصات والانثناءات المؤلمة في المفاصل والعضلات. ونتيجة ما سبق يتضح لنا نفع هذه السنة الشريفة في الخلاص من آلام العضلات والمفاصل وآلام الظهر وتخلِّصنا من حالات الوهن العضلي والتشنجات. ولقد تبيَّن للفريق الطبي أنه أثناء إجراء عملية الحجامة لكلِّ من يعاني من آلام عضلية بشكل عام وخصوصاً في منطقة الظهر (الوتَّاب) أنها تزول مباشرة.

كما أن تلك التغذية العصبية التي تتأمَّن من الطاقة الحيوية الناتجة تعتبر طاقة علاجية بشحن الجملة العصبية وزيادة النقل العصبي فتعتبر معالجة لمعظم الآلام العصبية والإعاقات العضوية الناشئة عن منشأ عصبي.. ولذا كانت الحجامة تحقِّق أطواراً متقدمة في الشفاء من أنواعٍ من الشلل واضطرابات الحركات الإرادية وتحسين الحواس (بصر، سمع..).



أثر الحجامة على أمراض الدم:

أولاً: أمراض تكاثر النقي:

إن أمراض تكاثر النقي هي مجموعة من الاضطرابات تتميز بزيادة إنتاج كريات الدم، وتبدأ من شذوذات في مستوى الخلية الجذعية المكونة للدم.

الابيضاض النقوي الحاد (CML):

في اضطراب خلية نقوية يتميز بزيادة واضحة في تكون النقي؛ فيزيد معظم عدد الكريات البيض [شكل (50)].. ويتضخم الطحال وتترافق مع فقر الدم أو فرط استقلاب مع فقدان وزن وتعب وحمى وارتفاع مستوى حمض البول بالدم. المعالجة الوحيدة الممكنة هي زراعة النقي المتوافق صبغياً، ولكن إن استطعنا التحديد والعثور على متبرعين متوافقين نسيجياً وإلاَّ تعرضنا لخطر المُراضة والوفيات لزراعة النقي. وإن الهدف العام من معالجة مرضى الابيضاض (CML) هو إنقاص مكونات النقي وضبط المرض وأعراضه، وهناك العديد من الأدوية الكيماوية تحقق ذلك ولكنها غير نوعية وغير قادرة على تأخير تطور النوب الأرومية. أما بالنسبة لعملية الحجامة فقد قام الفريق الطبي بإجرائها للعديد من مرضى الابيضاض النقوي وكانت النتائج رائعة.



احمرار الدم (Polycythemia):

هو ازدياد بجميع العناصر المكونة للدم في الـ (مم3) منه عن الحدود الطبيعية بالنسبة إلى سن وجنس المريض، وينتج خاصة عن ازدياد في الكريات الحمر بشكل رئيسي (فرط الكريات الحمراء) Erythremia.

نقول إن كثرة الكريات الحمر الحقيقية Poly Cythemia Vera وهي أحد اضطرابات تكاثر النقي تترافق مع سيطرة فرط إنتاج الكريات الحمر وتمدد واتساع العناصر الأخرى وكثرة الحمر الحقيقية. تبدأ بشكل متدرج وتترقى بشكل بطيء. وقد عُرِّف هذا المرض بصورته السريرية أنه مرض الكهولة والشيخوخة، حيث تصادف أكثر إصاباته في العقد الخامس من العمر مما يؤدي لحدوث خثرات واختلاطات وعواقب النزوف، وهناك سيطرة في إصابة الذكور نسبةً للإناث. وإن سبب هذا المرض غير معروف ويترافق هذا المرض مع صداع ودوار وطنين وتشوش بالرؤيا، سهولة الإصابة بالكدمات، الرعاف، نزوف الأنبوب الهضمي، فقدان الوزن، التعرُّق، ألم الأقدام، الحكة الشديدة.

نقول هناك قاعدة طبية(1) تقول: (إن أكسجة النسج تعمل كمنظِّم أساسي لإنتاج كريات الدم الحمراء).. وعلى هذا يتم تنظيم كتلة خلايا الدم الحمراء في جهاز الدوران ضمن حدود ضيقة بحيث يتواجد منها دائماً العدد المناسب القادر على توفير أكسجة كافية للأنسجة من دون زيادة تركيزها للحد المعيق لجريان الدم.. فمثلاً حالة فشل القلب تؤدي لتوليد أعداد كبيرة من الكريات الحمراء، وكذا حالة كثرة الكريات الحمر الفيزيولوجية، الحادثة عند سكان المناطق التي تتراوح ارتفاعاتها بين (4000-5000) متر، حيث يصل عدد كرياتهم الحمراء في الميلمتر المكعب (6-7) مليون كرية(2) .

أما مرض احمرار الدم Erythremia والذي يصيب الكهول، فأصحاب هذا المرض يملكون عدداً من الكريات الحمراء يتراوح بين (7-8 مليون كرية/مم3) وما هذا الإنتاج الزائد (الخلل في الإنتاج) في العناصر الدموية وخصوصاً في الكريات الحمراء إلاَّ حالة ناجمة عن عدم كفاية هذه العناصر لأداء الوظيفة المخصَّصة لها فرغم أنها بعددها المناسب لكنها لا تؤدي متطلبات الجسم منها بالشكل الأمثل (وذلك قبل حلول هذا المرض).

ابن حزم
05-09-2005, 08:09 AM
وعندما كَبُرَ هذا الإنسان في السن وتجاوز الأربعين عاماً وازداد المتراكم من الشوائب الدموية من كريات حمراء هرمة.. ومن أشباح هذه الكريات(1) the red cell ghosts التي تملك شكل الكرية تماماً دون أداء الوظيفة لفقدانها خضابها، أصبحت هذه الشوائب بشكل عام معيقة وكابحة لعمل ووظيفة العناصر الدموية السليمة النشيطة معيقة للتروية الدموية بشكل عام، فيتطلَّب الجسم زيادة العناصر الدموية كمنعكس طبيعي ظناً منه أن العلة في العدد ليتلافى هذا النقص والقصور في إرواء الخلايا بالأوكسجين وتبادل الغذاء والفضلات، فرغم توفُّر العدد المثالي من الكريات الحمراء ولكنها لا تؤدي وظيفتها للإعاقات الموجودة وقصور التروية ووجود نسبة من هذه الكريات عاطلة غير فعَّالة (هرمة ـ أشباح) وكرد فعل منعكس جراء هذه الحالة يزداد عدد الكريات الدموية وتصبح المشكلة أكبر، حيث تنتهي أحياناً بالموت.

وتعالج هذه الحالات من احمرار الدم بشكل رئيسي بالفصد وهو أخذ الدم من الوريد وإعطاء بعض الأدوية المثبطة لإنتاج هذه العناصر الدموية..

إن الفصادة تستطب في كلِّ المرضى لتخفيف الهيماتوكريت ولكن مع استمرارها هناك إمكانية لتطور عوز الحديد مما قد يسبب تأثيرات جانبية غير مرغوبة، ولا بد من الإشارة إلى وجود خطر حدوث اختلاطات خثارية. فالفصد (وهو أخذ الدم الوريدي).. يُجرى على مراحل ولعدة أيام ريثما ينخفض الخضاب للحدود الطبيعية.. صحيح أن هذه العملية تنفع، لكن نفعها آني وعليه تكرار العملية كل ثلاثة أشهر أو أقل مع تناول الأدوية.. لكن بالفصد لا نتخلَّص من السبب الذي أدى لهذا المرض ولا نجتث أسباب هذا المرض لأنه قاصر عن ذلك، أما الحجامة ففيها علاج لهذا المرض مع اجتثاث أسبابه لأنها تخلِّصنا من تلك الكريات العاطلة والمعرقلة لعمل غيرها وللتروية الدموية بشكل عام، ومما يؤكد على ذلك أن الإناث لا تصاب بهذا المرض إلاَّ نادراً وذلك بسبب الحيض (الدورة الشهرية). يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : «خير ما تداويتم به الحجامة» .

فالحجامة تعمل تماماً كمصفاة تصفي الدم من الشوائب التي تسبب الأمراض، وبها نكون قد تخلصنا بشكل عام من زيادة هذه الكريات الحمر وبشكل رئيسي من المسبب لهذه الزيادة، فلو أن هؤلاء الكهول والمسنين قد اتبعوا هذه النصيحة منذ بداية دخولهم في سن (21) وما فوق لما حصل معهم احمرار دم مطلقاً، ولما كانوا عرضة للجلطات (الخثرات الدموية) وغيرها من مضاعفات هذا المرض.

وقد قام الفريق الطبي بإجراء عملية الحجامة للعديد من الحالات فزالت الأعراض تماماً وعاد تعداد الكريات الحمر إلى الطبيعي.



دراســــة مـخبـريــة

لاحظ الفريق المخبري أن الدم الناتج عن عملية الحجامة وبكل حالات الدراسة، دم أحمر قاتم جداً كثيف شديد اللزوجة ويتخثر بسرعة كبيرة، حتى أن الزيادة الكبيرة لهذه اللزوجة تجعل مد قطرة من هذا الدم على الصفيحة صعبٌ جداً، لأنه بغالبيته العظمى كريات حمراء (الهرم منها والأشباح).



  

فبأية آلية عظيمة هذه التي عَلِمَهَا مكتشف الحجامة العصرية علاَّمتنا الجليل محمد أمين شيخو من الله، حيث يتم هذا الخلاص فقط من الكريات الحمراء وعلى الأخص الهرم منها والأشكال الشاذة، وبذلك تنشط التروية الدموية والدورة الدموية بشكل عام لأننا خلصنا من المعوِّقات ولم يعد هناك حاجة لزيادة عدد الكريات الحمراء، إذ أصبحت تقوم بعملها بطاقاتها العظمى.

فالحجامة وقاية وعلاج.. فما أعظمك أيها الرب الرحيم بدلالتك هذه لعبادك أجمعين..

ابن حزم
05-09-2005, 08:10 AM
كثرة عدد الصفيحات (Essential Thrombocytosis):

وهو أحد اضطرابات تكاثر النقي يتميز بارتفاع إنتاج الصفيحات الدموية ويمكن أن يوجد انسداد وعائي، مترافق مع أعراض نقص تروية دماغية عابر أو سكتة Stroke أو نقص تروية الأصابع، أو يحدث انسداد الأوعية الاكليلية أو المساريقية، أو يلاحظ الخثار الوريدي.

أيضاً أجرى الفريق الطبي عمليات الحجامة لعدد من المرضى الذين يعانون من كثرة الصفيحات فكانت النتيجة انخفاض تعدادها بكلِّ الحالات إلى الحدود الطبيعية وزالت كل مظاهر الشكوى والأعراض.



ثانياً: اللمفومات الخبيثة (Malignant Lymphomas)

داء هودجكن (Hodgkin`s Disease):

يظهر عادة كمرض موضعي وينتشر فيما بعد إلى الأنسجة اللمفاوية القريبة وأخيراً ينتشر إلى النسج غير اللمفاوية، والحصيلة هي الموت الكامن . يبدي داء هودجكن كتلة مكتشفة حديثاً أو مجموعة من العقد اللمفاوية تكون صلبة متحركة بحرية وغير مؤلمة. من الأعراض الأساسية الحمى منخفضة الدرجة والتي تترافق مع تعرق ليلي متكرر مع نقص الوزن والتعب والضعف والحكة وربما اندفاع جلدي وربما سعال وألم صدري.



ثالثاً: قلة الصفيحات (Mechanism Of Thrombocytopenia):

وتنجم عن واحدة من آليات ثلاث:

1) إنتاج نقي ناقص بسبب اضطرابات تؤذي خلايا النقي تترافق مع فقر دم وقلة الكريات البيض.

2) استهلاك طحالي زائد: إن فرط التوتر البابي هو السبب الأكثر شيوعاً لضخامة الطحال، وعندما يتضخم الطحال فإنه يزداد الجزء المستهلك من الصفيحات فينخفض عددها.

3) التخريب السريع: إن الأوعية الشاذة والخثرين الليفي والتبدلات داخل الأوعية (التهابات الأوعية والأخماج) تقصر من عمر الصفيحات وتسبب قلتها.

أما بوجود الحجامة فستزول كل هذه المسببات والمظاهر وقد بيَّن التقرير المخبري العام للدراسة المنهجية لعملية الحجامة أن الحجامة تزيد عدد الصفيحات في حال النقص وذلك بكلِّ الحالات وضمن الحدود الطبيعية.



رابعاً: اضطرابات التخثر والخثار (Disorders Of Coagnlation And Thrombosis):

الناعورية (Hemophilia):

هي نقص العامل الثامن والذي هو من عوامل التخثر، وهو عبارة عن بروتين ضخم يصنع في الكبد وينتشر في الدوران الدموي، يوصف الاضطراب الناتج بالنزف في النسج الرخوة والعضلات والمفاصل الحاملة للوزن.

الارقاء الطبيعي يتطلب فاعل العامل الثامن بنسبة (25%) على الأقل، فالمرض على ثلاثة مستويات:

1) العامل الثامن أقل من (1%): إصابة حادة Severe، ينزفون بشكل متكرر بدون رض مميز.

2) العامل الثامن بين (1-5%) إصابة متوسطة مع تكرار أقل للنزف.

3) العامل الثامن أكثر من (5%) إصابة معتدلة مع نزف غير متكرر، المعالجة بركازات العامل الثامن تنتج اختلاطات خطيرة تتضمن التهاب الكبد الفيروسي وإصابة كبدية والإيدز. ولقد قام الفريق الطبي بإجراء الحجامة للعديد من المرضى المصابين ومن مستويات مختلفة وكانت النتائج مبهرة وعظيمة بما لا يقاس.



إن مريض الناعور هو الأكثر تكلفة من بين جميع المرضى، إذ يحتاج شهرياً إلى (20000) ليرة سورية على الأقل، وهذا إذا عاش (40) عام فكم يا ترى تكون التكلفة!!. وتختصر بشرطة محجم.

إنها حقّاً معجزة نبوية.. إنها حقّاً أعجوبة إلهية لا تعترف بمرض وراثي ولا غيره.



عوز (نقص) الفيتامين K (Vitamin K Deficiency):

فيتامين (K) هو فيتامين منحل بالدسم يؤدي دور أساسي بالإرقاء، يمتص في المعي الدقيق ويختزن في الكبد.

يوجد ثلاث حالات رئيسية من عوز فيتامين (K):

1) تناول غير كافي.

2) سوء امتصاص معوي.

3) ضياع المخزون ناتج عن مرض خلوي كبدي.



ـ السيد (ي.ت).. مصاب باضطراب في عوامل التخثر، أجرى له الفريق الطبي عملية الحجامة، فكانت النتيجة أن انخفض زمن البروترومبين من (48%) إلى الحدود الطبيعية (34%) وثبت على هذا الوضع وزالت الشكوى.



أثر الحجامة على الجهاز المناعي:

تزداد قوة جهاز المناعة في الجسم أيضاً لزيادة نشاط الجملة الشبكية البطانية في كل أنحاء الجسم، وزيادة التروية الدموية للنسج والأعضاء من شأنه رفع مناعة الجسم لزيادة تعرض العامل الممرض لعناصر جهاز المناعة.. ولغيره من أسباب ورد ذكرها فيما سبق.



دراســــة مـخبـريــة

النتائج التي حصل عليها الفريق الطبي المخبري أكَّدت على زيادة عدد الكريات البيضاء في الأمراض الرثية بنسبة (71.4%) من الحالات، وزيادة العدلات بنسبة (100%) في الأمراض الرثية.



الانتروفيرون والحجامة:

قبل أن نتابع وفي وقفتنا هذه مع الحجامة والمناعة وقفنا أيضاً مع الحجامة والانتروفيرون الذي تتضمنه مناعة الجسم (أحد جنود المناعة في جسم هذا الإنسان). ولنطرح في هذه الوقفة تساؤلاً قد يدور في أذهان البعض حول الشفاء من التهاب الكبد الفيروسي وقد وقف الطب عاجزاً أمام الكثير من حالات هذا اللعين بأنواعه المختلفة.



وللإجابة على هذا التساؤل نقول:

لقد علمنا ما للحجامة من أثر نفسي قوي في تقوية وشحذ إرادة الإنسان ودفعه بعد أن يُغدق على قلبه بأنوار رسول الله  للسير قدماً في أطوار الشفاء.. وعلمنا ما للحجامة من أثر في تنشيط ورفع سوية كافة أجهزة الجسم بما فيها وعلى الأخص جهاز المناعة فتجعل الجسم يتأقلم مع وضعه الجديد محاولاً الرد على كل الظروف السيئة والعوامل الممرضة.



لقد استخدم الطب (الانتروفيرون) في علاج الكثير من حالات التهاب الكبد الفيروسي، وقد أكَّد العلم(1) وأكَّدت التجربة أن الشخص المتفائل الذي كان بعيداً عن الصدمات النفسية لقاء مرضه، قوي القلب تجاه حالته مؤمناً أن الذي وضع المرض يرفعه، هذا يفرز جسمه كميات كبيرة من الانتروفيرون بحدود كافية غير سامة ليتغلَّب على مرضه ويدحره.. ولقد تبيَّن لنا من هذه الناحية ما للحجامة من أثر عظيم في بعث السرور بالنفس وفكِّ العقد والصدمات وكشف الظلمات وتقويتها في مواجهة أمور الحياة ، ذلك كله يدفع الجسم لإفراز الانتروفيرون للتغلُّب على المرض ودحره.. حتى ولو كان مرض السرطان، ولقد ثبت شفاء السرطان بالحجامة منذ عام 1977م بالتحاليل الطبية المخبرية والتشريحية والصورة الشعاعية الموجودة لدينا.

ولكن قبل أن نتابع إيضاح هذه النقطة لا بد لنا من أن نبيِّن ما هو الانتروفيرون؟.



الانتروفيرون: أحد نواتج الجسم وأحد خطوط دفاعه الأولى في مواجهة الفيروسات والسرطان، ويقال إن الحالات التي تتطور إلى أمراض كبدية مزمنة يكون سببها نقصاً في إفراز هذه المادة في جسم المريض. وقد استخدم لعلاج التهاب الكبد الفيروسي (س)، وكذا لعلاج التهاب الكبد الفيروسي المزمن الناتج عن الفيروس (ب) لوحده أو مصحوباً بوجود فيروس أو عامل (د).

أما طبيعته فكيماوية تفرزه خلايا الجسم الحي بكميات ضئيلة بعد التعرض لأي مكروب فيروسي يدخل الجسم ويكون الانتروفيرون أسرع خط دفاعي يتم تكوينه وإفرازه بعد إصابة الجسم بأي فيروس.. وله ثلاثة أنواع رئيسية يفرزها الجسم الإنساني: (ألفا ـ بيتا ـ غاما).

ولما كانت (ألفا ـ بيتا) يتم إفرازها من كريات الدم البيضاء والخلايا اللمفاوية الأم على التوالي، وكذا (غاما) تفرز عن طريق الخلايا اللمفاوية T. وقد أوضح العالم (كانتيل) أن الكريات البيض قادرة على إنتاجه بمعدل يبلغ عشرة أضعاف في خلايا الجسم.

ومن هذا يتبيَّن لنا ما للحجامة من أثر عظيم في تنشيط هذا الخط الدفاعي المهم الأسرع، إذ أن الحجامة تحافظ على الكريات البيض ولا تستهلكها بدم الحجامة.. فلقد بيَّنت تحاليل دم الحجامة أن نسبة مهملة لا تُذكر من الكريات البيض موجودة ضمن دم الحجامة.

ولما كانت الحجامة تملك الأثر العظيم في زيادة عدد الخلايا المناعية الناشئة من نقي العظام لأنها تحرِّض النقي وتنشط عمله المولد وذلك بسحبها لعدد كبير من الكريات الحمراء الشاذة والهرمة وأشلائها من الدم، وهذا ما يدفع لتنبيه نقي العظام لتعويض المسحوب من الدم [شكل (54)].

ولكن التعويض هنا ليس محصوراً بالكريات الحمراء، إنما ولما كان الجسم بوضع يستدعي خلايا مناعية دفاعية كالملتقمات على سبيل المثال.. ليهاجم الجسم الغريب (كالفيروس الكبدي، الخلايا السرطانية.. عوامل ممرضة أخرى..) فإن تمايز خلايا الدم البدئية (الجذعية) يسير باتجاه تشكيل كريات بيض ليقوم بسد المطلوب لمجابهة العامل الممرض أياً كان.. إذاً وبالنتيجة فالحفاظ على الكريات البيض وزيادة عددها عن طريق الحجامة كل ذلك يساعد على تحرير الانتروفيرون بكميات كافية لمواجهة الفيروس الكبدي والخلايا السرطانية (لاحقاً سنتعرض لبحث السرطان والحجامة).. كذلك هناك العامل النفسي (الذي تسببه الحجامة) المحرِّض على إنتاج كميات كافية من الانتروفيرون لدحر المرض.



تعال يا أخي الكريم لنطَّلع على حديث الطبيب الدكتور عبد الرحمن الزيادي، إذ يقول عن التهاب الكبد الفيروسي ناصحاً:

(أخي.. واجه اللعين باليقين، يمكنك يا أخي مواجهة هذا اللعين بيقين من الله وإيمان بما جاء في كتاب الله الكريم عن عسل النحل فإن فيه شفاء للناس..أخي المريض إن أهم عوامل نجاح العلاج هو التفاؤل والإيمان بالله وهو من أهم عوامل الشفاء، حيث أثبتت آخر الأبحاث أن الشخص الشديد الإيمان المتفائل يفرز جسمه (كما قلت) مادة الانتروفيرون بكميات هائلة تكفي للقضاء على الالتهاب الكبدي الفيروسي وحتى السرطان.

ابن حزم
05-09-2005, 08:12 AM
دراســــة مـخبـريــة

إن الظاهرة الغريبة التي أدهشت الفريق المخبري هي خروج الدم من شقوق الحجامة بنسبة قليلة جداً من الكريات البيض!!!. مما يؤكِّد على أن الحجامة لا تقوي جهاز المناعة فحسب، بل تحافظ على عناصر جهاز المناعة من الفقدان أيضاً.



أمراض المعقد المناعي (Immune Complex Diseases):

ويعتقد أنها تحدث بترسب المعقدات المناعية في عضو، أو أماكن نسيجية، وتشتمل على كبيبات الكلية وجدران الأوعية الدموية، هذه الترسبات المناعية تنشأ من معقدات (الضد ـ المستضد) التي تتشكل في الدوران وتتركب من عناصر خمجية أو تتحرض بها، وعندما تترسب المعقدات في الأنسجة تفعل أنواعاً من الوسائط الذؤوبة الالتهابية مثل بروتينات المتممة، وهذا يسبب تدفق العدلات فتفعِّل أنواعاً من الخلايا تملك مستقبلات للغلوبولينات المناعية على سطح الغشاء، فيحرض تحرر السيتوكينات. هذه الخلايا المفعَّلة تحرر منتجات سمية لاستقلاب الأوكسجين والأرجينين بالإضافة إلى البروتيناز والأنزيمات الأخرى وهذا في النهاية يسبب الأذية النسيجية.والمظاهر السريرية لهذه الأمراض تتراوح بين الطفوح الجلدية الخفيفة إلى الإصابة الشديدة للعضو مع التهاب التأمور والتهاب كبيبات الكلية والتهاب الأوعية. وندرس منها:



الذأب الحمامي (Systemic Lupus Erythemato):

مرض متعدد الأجهزة يترافق بعدد من الاضطرابات المناعية، مجهول السبب، تتأذى فيه الأنسجة والخلايا بواسطة أضداد ذاتية مرضية المنشأ ومعقدات مناعية، تتضافر فيه عوامل وراثية مع العوامل البيئية. يمكن للمرض أن يصيب جهازاً واحداً وقد يكون متعدد الأجهزة وتتراوح شدة الأعراض من الخفيفة والمتقطعة إلى الدائمة والصاعقة.

والأعراض الجهازية واضحة في العادة وتشمل التعب والدعث والحمى والقهم وفقدان الوزن ويعاني جميع المرضى تقريباً من الآلام المفصلية والعضلية والانتفاخ المنتشر لليدين والقدمين والتهاب غمد الوتر، ويمكن أن يكون الاعتلال العضلي النهائي والطفح الوجني الحمامي ثابت على الخدين وجسر الأنف وغالباً يصيب الذقن والأذنين ويكون فقدان شعر الفروة بقعياً يعود الشعر بعدها للنمو.

وتترسب الغلوبولينات المناعية في كبيبات الكلية وبعضهم يصاب بالتهاب كلوي يحدد بواسطة البيلة البروتينية.

ويكون الدماغ معرَّضاً للإصابة والسحايا والحبل الشوكي والأعصاب مما يؤدي إلى الخلل الوظيفي الإدراكي. وقد تكوِّن الخثار مشكلة في الأوعية مهما كان حجمها. ويحدث فقر الدم بسبب المرض المزمن عند أغلب المرضى وقد يحدث انحلال بالدم وقلة اللمفاويات وقلة الصفيحات.

وتؤدي إلى التهاب التأمور والتهاب عضلة القلب، أو الموت المفاجئ، أو قصور القلب، أو احتشاءات وذات الجنب وارتفاع الضغط الرئوي، الالتهاب الوعائي الشبكي، التهاب الملتحمة.

لا يوجد شفاء من SLE ارتفاع أنزيمات الكبد والتهاب السحايا العقيم والأذية الكلوية، ارتفاع سكر الدم وارتفاع الضغط الدموي والوذمة ونقص الكالسيوم.وقد أجرى الفريق الطبي عملية الحجامة لعدة مصابين وكانت النتائج مبشِّرة، إذ زالت الأعراض الظاهرية بنسبة (70-80%) واعتدلت الثوابت التحليلية بشكل عام.



التهاب المفصل الرثياني (Rheumatoid Arthritis):

مرض مزمن متعدد الأجهزة ما زال سببه مجهول، ويمكن أن يكون تظاهرة استجابة عنصر إلى عنصر خمجي.

تتمثل الأعراض بالتيبس الصباحي والعقيدات تحت الجلد مع وجود العامل الرثياني وارتفاع سرعة التثفل والسائل الزليلي الالتهابي مع زيادة الخلايا البيض مفصصة النوى.

السبب المرضي غير معروف، لذا فإن الإمراض فيه توقعي وآليات الأدوية المستخدمة في العلاج ليست واضحة ولذلك تبقى المعالجة تجريبية، وإن أيّاً من التدخلات العلاجية ليس شافياً.

ولقد قام الفريق الطبي بإجراء الحجامة للكثير من المصابين بهذا المرض وكانت النتائج رائعة جداً، فقد اختفت الأعراض السريرية تماماً وأبدى التحليل المخبري عودة إلى الحالة الطبيعية لدى المرضى.



متلازمة بهجت (Behget`s Syndrome):

هي اضطراب متعدد الأجهزة يتظاهر بتقرحات فموية وتناسلية راجعة، بالإضافة إلى الإصابة العينية. والأسباب لا زالت مجهولة ويعتبر مرض مناعي ذاتي لأن التهاب الأوعية هي الآفة المرضية الرئيسية ويكون المرض أكثر شدة عند الذكور منه عند الإناث.

يلاحظ مخبرياً كثرة الكريات البيض وارتفاع سرعة التثفل وارتفاع مستوى البروتين الارتكاسي ووجود الأضداد لخلايا المخاطية الفموية.

المعالجة عرضية وتجريبية.

لقد أجرى الفريق الطبي الحجامة لعدد من حالات الإصابة بمتلازمة بهجت، وقد كان الأمر رائعاً، إذ انخفضت أعداد الكريات البيض وانخفضت سرعة التثفل وعاد مستوى البروتين الارتكاسي إلى حالته الطبيعية واختفت الأعراض السريرية تماماً.

والملاحظ هو أن نسبة الإصابة بهذه المتلازمة عند النساء أقل بكثير من الذكور وذلك بسبب المحيض فلا بديل عن الحجامة للتخلُّص من هذه الآفة.



أثر الحجامة على الخلل الوظيفي الجنسي:

(الضعف الجنسي Sexual Disfunction).. وبعض حالات العقم:

يمكن أن يكون الضعف الجنسي عضوياً، أو نفسي المنشأ، أو مزيجاً للاثنين، وتشمل أسباب الخلل العضوي؛ الأدوية والعجز الجسدي والاعتلال، أو المرض، أو الرضح الجراحي. وقد يكون للاختلال الوظيفي النفسي المنشأ علاقة بالكرب، أو الاكتئاب، أو الخوف، أو الغضب.

إذن يمكن القول أن العوامل المسببة للخلل الوظيفي الجنسي هي:

1) العوامل النفسانية؛ كالمشاكل في العلاقات العائلية، خبرة جنسية، ضحية مواقف عائلية سلبية..

2) العوامل النفاسية؛ وتتضمن مرضاً اكتئابياً ناجماً عن نقص الكرع (الشغف) أي ضعف الميل، مشاكل الكحول والهوس..

على كلٍّ تتطلَّب الوظيفة الجنسية السوية وجود آليات نفسية المنشأ وعصبية المنشأ ووعائية وهرمونية.. فهناك مراكز وأجهزة متعددة لبرمجة الدافع الجنسي وإثارة الحوافز والحصول على الاستجابة اللازمة وتشمل هذه المراكز والأجهزة على: المراكز الجنسية في نواة الهيبوثلاموس في الدماغ المتوسط، وثانياً المراكز العصبية في النخاع الشوكي والأجهزة العصبية التلقائية والغدد الهرمونية الصم.

ومن هنا يبرز دور الحجامة في حل العديد من هذه الحالات لهذه المشكلة التي يعاني منها الكثير في هذا العصر، إذ علمنا ما لها من آثار نفسية جيدة على المريض، ثم كونها تنشِّط النقل العصبي وتقويه، وكذلك تقوي التدفق الدموي وترفع من سوية التروية الدموية للأعضاء. فمثلاً؛ إن هرمون الأندروجين (المفرز من الخصية) بالدم ينتقل عن طريق الدم وهو يهيج المراكز الجنسية، فبالحجامة نؤمن نقلاً جيداً لهذا الهرمون للمراكز المذكورة وبالتالي نؤمن استجابة جيدة، وكون هذا الهرمون يهيِّج المركز الجنسي في المخ والذي بدوره يحثُّ الأعصاب التي تتحكم بأوعية الأعصاب المسمَّاة بالأجسام الكهفية الموجودة في عضو الاقتران وهذا الحث للأعصاب يزيد من تدفق الدم إلى داخل الكهوف الصغيرة، وهذا بدوره يؤدي إلى القدرة على الجماع.



إذن كون عملية الحجامة تقوم على تنظيف الأوعية الدموية من الترسبات الدموية المعيقة للتدفق والتروية الدموية وتحافظ على تروية مثالية وتدفق دموي جيد لعضو الاقتران فذلك يؤمن أولاً وقاية من الضعف الجنسي إن كان ذلك عائداً لهذه الأسباب، ثانياً تؤمِّن علاجاً ناجعاً يحلُّ محل مركبات السليدينافيل طيلة عام كامل وبدون أي آثار جانبية كالآثار التي تتركها المركبات الدوائية المذكورة والتي تعتبر خطيرة على الإنسان وخصوصاً على مرضى القلب والضغط الدموي.. ولا مجال هنا لنتحدث عن هذه الآثار السلبية على الإنسان المتعاطي لهذه الأدوية.

وهناك حالات عديدة من الضعف الجنسي قد برؤت من خلال تجربتنا على مدى عدة أعوام بعملية الحجامة.



ومن خلال هذه التجربة الفريدة من نوعها نجحت الحجامة في عدد من حالات العقم فأعادت البسمة للزوجين بعد فقدان الأمل من الطب والدواء.

أما عن هذه الحالات فكانت لأسباب نقص في عدد الحوينات المنوية رغم أن بعض أصحاب هذه الحالات قاموا بإجراء عملية الدوالي الخصيوية ولم يصلوا إلى نتيجة، وبالحجامة كانت النتيجة الصاعقة وتحقُّق المستحيل!!. فلقد ارتفع عدد النطاف ليصبح بالعدد المؤهل لحدوث الإلقاح والحمل.



نـمــــوذج:

ـ السيد (ع.أ.ح).. كان يعاني من عدم إنجاب، وكان عدد النطاف لديه (8500000)، ارتفع بعد إجراء عملية الحجامة إلى (28000000)، وانتقلت نسبة النطاف ذات الحيوية العالية في الساعة الأولى من (20)% إلى (35)% وحدث الحمل والولادة.

ـ السيد (ي.م).. كان يعاني من عدم إنجاب.. أجرى عملية الحجامة فارتفع عدد النطاف عنده من (18800000) إلى (57200000) وحدث الحمل والإنجاب.



وهذا الأثر العلاجي الناجع على الغالب عائد لرفع التروية الدموية للخصية وبالتالي تأمين الوسط الجيد المناسب لحدوث الانقسام الخليوي الجيد وتأمين العدد المطلوب القياسي من النطاف لحدوث عملية الإلقاح والحمل، فقد يكون سبب العقم أحياناً عائداً إلى التهاب جرثومي يتعب الخصية فتنخفض وتيرة وظيفتها عن الحد المثالي اللازم لحدوث الإلقاح فالحمل، أو للتروية الدموية القليلة نسبياً التي تروِّي الخصية، أو نتيجةً لتليف في الخصية إثر التهابات مزمنة فتعمل الحجامة على توسيع الأوعية الدموية وزيادة التروية ورفع وتيرة عمل الجهاز المناعي مما يؤدي للقضاء على الالتهابات وسير العمل الوظيفي الخصيوي على الوجه الأمثل، وتجاوز حالة العقم العائدة لبعض هذه الأسباب.

كذلك بهذه التروية الدموية الجيدة التي تؤمِّنها الحجامة للخصية فالنطاف، تؤمن تغذية مثالية للنطفة وتزيد في حركتها وحيويتها، وبذلك قد نتجاوز حالات العقم العائدة لهذا السبب.

ولا يسعنا إلاَّ أن نقول: إنها أعاجيب ومعجزات واقعية!!.





أثر الحجامة على العين:

أولاً: التهاب الملتحمة (الرمد):

إن الملتحمة معرضة للهواء والغبار، فهي لا تخلو من الجراثيم والعوامل الممرضة.

التهاب الملتحمة (التراخوم Trachoma):

وهي حمة راشحة كبيرة لها ميل خاص لأنسجة العين دون غيرها، ونسبة إصابة سكان العالم بها تعادل (20%). وتبدو بشكل احتقان متعمم في الملتحمة مع ظهور أجربة وحطاطات فيصبح منظر الملتحمة أحمر مخملي تترافق مع حس تخريش وحكة، وتكون الإصابة في البدء سطحية ثم تمتد إلى العمق حتى تشمل القرنية بكاملها مؤدية إلى حدوث كثافات دائمة تؤدي إلى العمى. وهناك عقابيل هامة تحدثها التراخوما كالشتور والشعرة وانسدال الجفن الجزئي وجفاف العين والتصاق الجفن بالمقلة.

لقد أجرى الفريق الطبي العديد من الحجامات على أشخاص عانوا من التراخوما وكانت النتيجة هي ذهاب الأعراض والشفاء الكلي المذهل.

التهاب الملتحمة الربيعي (الرمد الربيعي Spring Catarrh):

الرمد الربيعي مرض يصيب العينين، يشتد مع حرارة الجو، لذا فإنه يظهر في الربيع ويشتد في الصيف وتتناقص شدته في الخريف والشتاء، يصيب الذكور بشكل خاص. يشكو المصاب من إحساس بحرقة وحكة شديدين وخوف من الضياء والإدماع ولا توجد معالجة شافية للرمد الربيعي، ويُلجأ إلى المعالجة العرضية.

أما عندما طبَّق الفريق الطبي عملية الحجامة على الكثير من المصابين بالرمد الربيعي كانت النتيجة جدُّ صاعقة، إذ زالت كل أعراض المرض تماماً. كما طُبِّقت الحجامة الموضعية بالصدغين بواسطة (دود العلَقْ) فشفي المرضى كليّاً.

أما إصابة الإناث القليلة بهذا المرض فلا يمكن أن تعزى إلاَّ للمحيض، وهذا يؤكد أن لا بديل للذكور عن إجراء الحجامة علاجاً ووقاية أيضاً.

ابن حزم
05-09-2005, 08:15 AM
ثانياً: التهاب القرنية والملتحمة الجاف

(متلازمة جوغرن Kerato Conjunctivitis Sioco):

هو من الالتهابات المجهولة السبب وتحدث عند النساء في سن اليأس مترافقة مع التهاب المفاصل نظير الرثوي، تندر إصابة النساء بها في سن الشباب، وتكون الأعراض شديدة.

فالمرأة فقدت دورتها الطمثية التي كانت تخلصها من الشوائب الدموية وبالتالي أصبحت معرضة للإصابة بهذه المتلازمة، وهذا ما يجعل تطبيق الحجامة سنوياً عند المرأة التي بلغت سن اليأس ضرورةً لا يستغنى عنها مطلقاً لمنع الإصابة بمثل هذه الأمراض.

أما شحمية العين Pingacula، ورمل الملتحمة Lithiasis.. وهذه كثيرة الحدوث عند الكهول والشيوخ بسبب الخلل أو التقصير في عمل أجهزة الجسم، فلا يحصل ذلك بوجود الحجامة التي تحافظ على آلية ونشاط أجهزة الجسم وتكفل إيصال الإمداد الدموي المناسب لكلٍّ منها.



ثالثاً: تصبغ القرنية بالدم (Hematie Impregnation Of The Cornea):

وتحدث كاختلاط للنزف الغزير في البيت الأمامي مع ارتفاع توتر العين فتفقد القرنية شفافيتها وتبدو بلون أحمر رمادي مائل إلى الخضرة. والمعالجة وقائية مع إعطاء أدوية خافضة لتوتر العين في حال ميل التوتر للارتفاع.

أما بحال وجود الحجامة السنوية وكما أظهرت النتائج التي حصل عليها الفريق الطبي عند إجراء عملية الحجامة على أشخاص مصابين بارتفاع توتر العين أن الأعراض المرضية ذهبت وعاد توتر العين إلى حالته الطبيعية.



رابعاً: الآفات الوعائية الشبكية (Vasvular Lesions Of The Retina):

يحدث انسداد الشريان الشبكي المركزي فجأة بخثرة أو صمامة تؤدي إلى انعدام الرؤية، تتوذم الشبكية وتبدو اللطخة الصفراء بلون أحمر قانئ، أو تكون الخثرة في الوريد الشبكي المركزي أو أحد فروعه وتؤدي إلى نقص فجائي في الرؤية تترافق مع أنزفة واسعة ومنتشرة وتحتقن وتتوذم حليمة العصب البصري. وفي الحالتين كثيراً ما تكون المعالجة غير مجدية.

كل ذلك تختصره عملية الحجامة وتمنع تشكله، لأنها تزيل كل العوامل المؤدية إلى حدوث الخثرات بشكل عام.



خامساً: اعتلال الشبكية في فرط التوتر الشرياني (Hypertensive Retinopathy):

يتصف هذا المرض بتبدلات في أوعية الشبكية وبالشبكية نفسها فيحدث تضيق للشرايين مع زيادة تقرحها وسعة الانعكاس في لمعتها وتبدو بلون نحاسي دليل التهاب ما حول الشرايين، وقد يلاحظ أمهات صغيرة. وتكون الأوردة متوسعة ومتعرجة وقاتمة ويُلاحظ عند مرور شريان فوق وريد نلاحظ أن الوريد مختنق ومتوسع وقد تظهر وذمة مع بعض الأنزفة قبل التصالب ويكون ضيقاً بعد التصالب.

هنا تكمن الفائدة الكبرى للحجامة، إذ أجرى الفريق الطبي الحجامة للعديد من المرضى المصابين بفرط التوتر الشرياني وكان المذهل أنه يعود إلى الحالة الطبيعية تماماً.



سادساً: الزرق:

هو ارتفاع توتر باطن العين عن الحد الذي تستطيع أن تتحمله أنسجة العين، وينتج عن زيادة الإفراز أو نقص الإفراغ بإصابة الأجزاء المفرغة.

يزداد توتر العين فيشكو المريض من صداع نصفي وألم عيني مع احمرار العين وتدني الرؤية الشديد وإدماع وخوف من الضياء وإقياء وهذه الأعراض فجائية. والمعالجة الدوائية تؤدي إلى خدر ونمل في أصابع الأطراف ونقص شهية وحصيات كلوية.

لقد قام الفريق الطبي بإجراء عمليات الحجامة للعديد من المصابين بارتفاع توتر العين فكانت النتيجة عودة التوتر إلى الحالة الطبيعية وزالت كل الأعراض المرافقة.



سابعاً: مد البصر (Hypermetropia):

إن الجهد المبذول في المطابقة يؤدي إلى صداع وحس الحرقة والإدماع ورفيف الأجفان، يشكو المريض من نقص الرؤية أو اضطرابها للقرب على الأخص. إن مد البصر يؤهب العين للإصابة بالزرق. يلاحظ احتقان شديد في حليمة العصب البصري.



ثامناً: حسر البصر (Myopia):

لا يتمكن المريض من الرؤية الواضحة على البعد، وقد يشكو من الذباب الطائر وتكون حليمة العصب البصري كبيرة شاحبة، وقد تبدو بقع ضمورية في المشيمية والشبكية مع زوال أصبغة الشبكية.

قام الفريق الطبي بإجراء الحجامة للعديد من المصابين بمد البصر أو حسر البصر وكانت النتيجة أنه لم تعد هناك حاجة للنظارات وعادت العين لترى لوحدها من جديد.



تاسعاً: قصور البصر (Presboyopia):

تُفتقد مرونة الجسم البللوري مع تقدم السن تدريجياً، وكذلك العضلة الهدبية تتناقص قدرتها على العمل فتتناقص المطابقة تدريجياً.

لقد قام الفريق الطبي بإجراء الحجامة للمصابين بقصور النظر وكانت النتيجة عودة الرؤية إلى الحالة الطبيعية عند الكثيرين تدريجياً.



أثر الحجامة على أمراض الأذن والأنف والحنجرة:

التهاب الأذن الوسطى القيحي (Purulant Otilis Media):

يحدث بعد التهاب الأنف والبلعوم، يرافق الألم حمى، يكون فيها غشاء الطبل أحمر محتقن والأوعية الدموية متسعة، ثم يتمزق غشاء الطبل بفعل ضغط القيح المدمى. قد يترافق مع الورم الكوليسترولي، أو التهاب الناتئ الخشَّائي الحاد، أو التهاب التيه Labyrinthitis نتيجة ضغط الورم الكوليسترولي تؤدي إلى دوار مترافق برأرأه لبضعة أيام ينعدم السمع بعدها، أو التهاب الجيب الجانبي الخثري المترافق مع حرارة ليس لها تفسير واضح تعطي صفات تجرثم الدم، أو التهاب السحايا، ويبدي المريض أثناءها صداع وترفع حروري وصلابة نقرة، أو خراج الدماغ، أو شلل العصب الوجهي.

إن الصفة الأساسية التي تتمتع بها الحجامة هي تنمية القدرة المناعية لدى أفراد جهاز المناعة، وإيصال هذه الجنود عبر تروية دموية مثلى بدون خثرات ولا عرقلات لكلِّ أنسجة وأعضاء الجسم مما يمنع تنامي أي مظهر التهابي وقمع أي ظاهرة التهابية لا تحمد عاقبتها.



الشلل المحيطي للعصب الوجهي:

أسباب عديدة منها التصلب اللويحي والأورام والتهاب السحايا والتهاب الأذن الوسطى، ويبدأ خلسة ويتطور بسرعة متفاوتة، قد يترافق بألم في الأذن، وكل المعالجات ليس لفائدتها دليل أكيد.

لقد أجرى الفريق الطبي الحجامة للكثير ممن يعانون من مختلف أنواع الشلول وكانت نسبة الشفاء في هذه الحالات مذهلة وغير متوقعة أعادت المرضى إلى حياتهم الطبيعية.



الرعاف (Epistaxis):

وهو كل نزف من داخل الأنف خاصة منطقة الوترة الغزيرة التوعية والمعرَّضة للجفاف، وينتج عن مرض حموي أو دموي.

لقد قام الفريق الطبي بإجراء عمليات الحجامة للكثير من الأشخاص الذين كانوا يعانون من ظاهرة الرعاف، وتمت مراقبتهم لمدد طويلة فكانت النتيجة انقطاع هذه الظاهرة تماماً، وتطور قدرة الجهاز المناعي للقضاء على الحمَّات، ونشاط أجهزة الجسم المختلفة وخاصة الكبد، وضبط عوامل التخثر واعتدال ضغط الدم.



التهاب الأنف الأرجي (Allergic Rhinitis):

وهو إما فصلي يستمر عدة أسابيع ثم يزول وغالباً يكون العامل المحسس هو غبار الطلع، وإما أن يكون سنوي، أي طيلة أيام السنة متقطع أو مستمر. وتتم المعالجة بتجنب المادة المحسسة وغالباً ما تكون غير ممكنة.

إلاَّ أن الفريق الطبي أجرى الحجامة للعديد من المرضى وكانت المفاجأة أن زالت كل الأعراض التحسسية تماماً.

ابن حزم
05-09-2005, 08:16 AM
التهاب الجيوب (Sinusitis):

أعراضه الصداع والمفرزات الأنفية وقد يترافق بتوذم الجلد الساتر لمنطقة الجيب، ويشتد الصداع في الصباح ويخف خلال النهار تدريجياً. التهاب الجيوب قد يؤدي إلى اختلاطات منها الالتهاب الخلوي داخل الحجاج، خراج ما حول الحجاج وخثرة الجيب الكهفي، التهاب السحايا، خراج الدماغ والتهاب العظم والنقي.

إن تطور وتحريض نقي العظام على توليد عناصر مناعية جديدة إثر عملية الحجامة يكفل الشفاء الكامل من التهاب الجيوب الأنفية والخلاص من كل الدوافع المؤدية إليه. وقد أجرى الفريق الطبي عملية الحجامة لأشخاص عديدين كانوا مصابين بالتهاب جيوب أنفية فزالت الأعراض تماماً.



التهاب اللوزتين المزمن:

أعراض التهاب اللوزتين المزمن هي الشعور بعدم الارتياح في البلعوم مع هجمات متكررة من التهاب اللوزتين الحاد والتهاب البلعوم.

المدهش: شفاء ذلك الالتهاب بالحجامة إثر قيام الفريق الطبي بإجراء هذه العملية الطبية، مما يؤكد على مسألة ارتفاع وتيرة جهاز المناعة وتطور المقاومة الذاتية.



شلل الحنجرة:

تنشأ من آفة عصبية مركزية، أو إصابة محيطية ناتجة عن أم الدم الأبهرية، أو التضيق التاجي وضخامة الأذينة اليسرى والأورام.

صادفت الفريق الطبي إحدى حالات الإصابة بشلل الحنجرة، ولمَّا أجريت الحجامة لها كانت العودة للكلام فورية ورائعة، إذ الحجامة تعالج نقص التروية الدموية وتخفف الضغط الدموي وتنشط أجهزة الجسم المختلفة مما يعيد الأمر إلى ما كان عليه سابقاً قبل الإصابة.



أثر الحجامة على أمراض الجهاز التنفسي:

الربو والحالة الربوية:

الربو: متلازمة تنفسية تتميز بحدوث هجمات متقطعة من الزلة التنفسية المصوتة (وزيز أو صفير) تنجم عن فرط ارتكاس قصبي لمنبهات مختلفة ومتعددة، تزول الهجمة بشكل تلقائي أو بالمعالجة. ولا زال هناك عجز في تفسير السير الإمراضي لهذا المرض الشائع.

الحالة الربوية (Status Asthmaticus): هي هجمة ربوية حادة ومتواصلة لفترة تزيد على ست ساعات رغم استعمال كل المعالجات المعروفة من موسعات قصبية وستروئيدات قشرية وبالجرعة الدوائية القصوى.

تترافق هذه الهجمة مع زرقة مركزية واضطرابات عصبية (خبل، تهيج، فقد وعي، سبات) تترافق مع هبوط ضغط وبرودة وزرقة الأطراف المحيطة وقصور قلب أيمن حاد مع تسرع قلب وضخامة كبدية.

لقد أجرى الفريق الطبي الحجامة للكثير من المصابين بهذا المرض وكانت النتيجة الاستغناء التام عن كل الموسعات القصبية واختفاء كل الأعراض المرافقة.



أثر الحجامة على الروماتيزم أو الحمى الروماتيزمية(1) (Rheo Matic Fever):

الحمى الروماتيزمية هي ارتكاس مناعي يمكن أن يتلو التهاب البلعوم أو اللوزتين بنوع من البكتيريا يُدعى المكورات السبحية (العقديات Streptococci). وتصيب الحمى الروماتيزمية المفاصل بالالتهاب، كما قد تصيب عضلة القلب أو أجزاءه الأخرى وقد يتلو ذلك إصابة صمامات القلب بالتليف والتسمك وما يعقبه من تضيق في صمامات القلب، أو تسرب فيها.



تبدأ أعراض الحمى الروماتيزمية بترفع حروري وآلام والتهاب وانتفاخ في عدد من المفاصل وتبدو المفاصل المصابة حمراء منتفخة ساخنة، مؤلمة عند الحركة، ويبدو المريض متعرقاً وشاحباً. وأكثر المفاصل إصابة هي مفاصل الرسغين والمرفقين والركبتين والكاحلين، ونادراً ما تصيب مفاصل أصابع اليدين أو القدمين. وإذا كانت الهجمة الروماتيزمية شديدة، فقد يشكو المريض من ضيق النَفَس عند القيام بالجهد، أو حينما يكون مستلقياً وقد تظهر وذمة انتفاخ في الساقين. ومع تكرار نوبات الحمى الروماتيزمية يزداد خطر حدوث الإصابة في صمامات القلب. وفي الدول الغربية تحدث إصابات الصمامات بعد سنوات عديدة من نوبة الحمى الروماتيزمية، أما في العالم الثالث فتحدث الإصابة القلبية بصورة متكررة.

المعالجة بالبنسلين طويل المفعول عضلياً وبشكل متواصل قد توقف تطور الإصابة القلبية!!.

أما عندما أجرى الفريق الطبي عملية الحجامة لمرضى عانوا من أطوار مختلفة لشدة المرض كانت النتيجة الشفاء الكامل أو شبه الكامل، وما ذلك إلاَّ دليل على نشاط أجهزة الجسم كافة وخصوصاً الجهاز المناعي في القضاء على هذا المرض.



الحجامة والسرطان (الورم الخطير) " اضغط هنا "



الفرق بين دم الحجامة والدم الوريدي

نظرات في التقارير المخبرية المقارنة بين دم الحجامة والدم الوريدي:

إن من العجب العجاب هو ما تقدمه أفلام(1) دم الحجامة من مشاهد تكاد لا تصدَّق.. والأكثر إثارة هو ما قاله الأستاذ المخبري بلغة الشك والاستغراب: أيمكن أن يكون هذا دم آدمي؟!.

لقد كان محقّاً في دهشته، فإن ما رآه تحت الساحة المجهرية لم يكن إلاَّ أشكالاً لكريات حمر شاذة، فضلاً عن قلة الكريات البيض وإن كان هذا الدم يجري في عروق إنسان، فكيف يمكن أن يكون على قيد الحياة؟!. وخصوصاً أن ما يتصف به هذا الدم هو اللزوجة الزائدة جداً والتخثر كبير والاحمرار الداكن جداً(2).

الحقيقة أنه عندما تقترب الكريات الحمر من الموت يصبح من العسير عليها اجتياز الدوران الدقيقة، ولمَّا كانت شبكة الشعريات السطحية في الظهر كثيرة التشعب حتى تستدق فروعها فلا تُرى إلاَّ بالمجهر مما يجعلها مصيدة تقع فيها تلك الكريات الحمر الهرمة والتي أصبحت أشكالها متغيرة ومخالفة لترائبها من الكريات الفتية. والأُخر منها ذوات الأشكال الشاذة المخالفة للشكل الطبيعي (للكريات الحمر) وهي التي على الغالب ما تكون أشكال مرضية تنبئ بوجود مرض ما لأشخاص عديدين، وهذا ما أكدته أفلام دم الحجامة لأشخاص عديدين.



ولا بأس من أن نستعرض بعضاً من هذه الأشكال التي وردت في التقارير المرفقة ودلالاتها المرضية لندرك أثراً من روعة الحجامة:

أولاً: Anisocytosis (التفاوت في حجم الكريات):

أي وجود فرق كبير في أحجام الكريات، فبعضها صغير والبعض الآخر كبير. وهذا التفاوت في الأحجام يشاهد في جميع أمراض الدم، وليس له دلالة خاصة على مرض معين [شكل (71)].

ثانياً: Poikilocytosis (الاختلاف الكبير في شكل الكريات):

هنا نجد أشكالاً متنوعة من الكريات، فقد تكون بشكل الإجاص أو السلك أو الموز أو العصي أو غير ذلك من الأشكال، وهذا الاضطراب الشكلي يعزى إلى شذوذ يصيب السلسلة Abnoormality in Erythropoicsis [شكل (72)].

وتشاهد هذه الأشكال في مرض ابيضاض الدم Leukemia، أو تصلب نقي العظام، أو فقر الدم العرطل.

ثالثاً: Hypochromia:

ويدل هذا النوع من الكريات على وجود نقص في شدة تلوين الكرية الحمراء يرافقه نقص القيمة المطلقة لتركيز الخضاب الوسطى (M.C.H.C) [شكل (73)].

رابعاً: Targetcells (الخلايا الهدفية):

وهذه كريات حمراء رقيقة وأقل ثخانة من الكريات الطبيعية وتتصف بوجود الخضاب في مركزها الذي يحل محل الشحوب المركزي يليه شريط دائري خالي من الخضاب، حتى لتبدو للرائي وكأنها دريئة الهدف [شكل (74)].

على أن وجود هذه الكريات يدل على:

1) اضطراب قد طرأ على شكل الخضاب نتج عنه خضاب غير طبيعي كالخضاب المنجلي أو الخضاب .C. ، أو سواهما.

2) اضطراب طرأ على آلية توليد الدم كما يحدث في حالات فقر الدم الشديد بعوز الحديد، أو بعض الاضطرابات الكبدية، أو بعض استئصال الطحال.

3) كما أن هذه الخلايا تظهر أيضاً في حالات ارتفاع الكوليسترول بالدم.

خامساً: Schistocytes (الكريات الحمر المشقوقة):

وهذه الكريات فقدت قسم كبير أو صغير منها فأصبحت كقطعة من الخضاب، لذا تسمى Fregments Real Cell [شكل (75)].

ويصادف هذا النوع من الكريات في مختلف أمراض الدم الانحلالي وفي فاقات الدم العرطلي، ويدل وجودها على ازدياد نشاط الانحلال Hymolysis.

سادساً: Acanthocytes (الخلايا المشوكة) أو Spur cell:

وهذه تلاحظ في حالات فقر الدم للخلايا المهمازية [شكل (76)].

سابعاً: Spherocytes:

وهذا شكل آخر غير طبيعي للكريات الحمر [شكل (77)].

ثامناً: Tear Drop Cells، Red Cells ghost:

خلايا نتفيه، أشباح كريات حمراء [شكل (78)].



وأخيراً The small number of Leucocytes (عدد صغير من الكريات البيضاء):

هذا العدد البسيط من الكريات البيض والذي يعطي للحجامة مصب السبق، إذ إنها تحفظ على الجهاز المناعي في الجسم عناصره الفعَّالة ليبقى العين الساهرة على أمنه وسلامته.

إن الدم في الإنسان السليم في الأحوال العادية قد يحوي أمثال هذه الأشكال، ولكن بنسب تكاد لا تذكر إطلاقاً أمام ما رأيناه منها في أفلام دم الحجامة.

على أنه ومن خلال استعراضنا لأشكال الكريات الحمر الشاذة والتي ظهرت في أفلام دم الحجامة لأشخاص عديدين لم يسبق لهم أن عانوا من أية أمراض تكون مشاهداتهم الدموية أمثال هذه الكريات الشاذة، وهذا ما أكدته نتائج تحاليل دمهم الوريدي.

  

مما سبق نستطيع أن نقول: إن خروج هذه الأشكال غير الطبيعية والشوائب من الدم إنما يحرض نقي العظام على توليد أشكال طبيعية قوية وسليمة ليحافظ الجسم على حيويته وصحته، أو لتعود له العافية في حال المرض فيتمكن من صنع النصر ودحر ما يعصف به من أمراض مهما كان نوعها.

فالحجامة هي مصفاة Filter تنقي الدم من كرياته الحمر الشاذة والهرمة وأشباحها وأشلائها ليتحرر الدوران الدموي من كل ما يعرقل تياره فيزول خطر نقص التروية الدموية الذي يهدد بحدوث اختلال في عمل الأجهزة والأعضاء وضعف نشاطها ويمهد للإصابة بالتصلب العصيدي والجلطات الدموية وارتفاعات الضغط.

وبعد.. ألا يحق لنا أن نسمي الحجامة طحالاً إضافياً سنوياً يضفي على أجسامنا مسحة الصحة والسلامة والسعادة!!.

إن الملفت للنظر في تحليل مصل دم الحجامة هو ارتفاع السعة الرابطة للحديد (T.I.B.C)، إذ كانت بين (244-1057)، بينما هي في الدم الوريدي (250-410).

ابن حزم
05-09-2005, 08:17 AM
الطــــب النبــوي

من كتـاب زاد المعـاد

فصل في هديه في العلاج بشرب العسل ، والحجامة ، والكي

في صحيح البخاري : عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : " الشفاء في ثلاث : شربة عسل ، وشرطة محجم ، وكية نار ، وأنا أنهى أمتي عن الكي " .



قال أبو عبد الله المازري : الأمراض الإمتلائية : إما أن تكون دموية ، أو صفراوية ، أو بلغمية ، أو سوداوية . فإن كانت دموية ، فشفاؤها إخراج الدم ، وإن كانت من الأقسام الثلاثة الباقية ، فشفاؤها بالإسهال الذي يليق بكل خلط منها ، وكأنه صلى الله عليه وسلم بالعسل على المسهلات ، وبالحجامة على الفصد ، وقد قال بعض الناس : إن الفصد يدخل في قوله : شرطة محجم . فإذا أعيا الدواء ، فآخر الطب الكي ، فذكره صلى الله عليه وسلم في الأدوية ، لأنه يستعمل عند غلبة الطباع لقوى الأدوية ، وحيث لا ينفع الدواء المشروب . وقوله : وأنا أنهى أمتي عن الكي ، وفي الحديث الآخر : وما أحب أن أكتوي ، إشارة إلى أن يؤخر العلاج به حتى تدفع الضرورة إليه ، ولا يعجل التداوي به لما فيه من استعجال الألم الشديد في دفع ألم قد يكون أضعف من ألم الكي ، انتهى كلامه .



وقال بعض الأطباء : الأمراض المزاجية : إما أن تكون بمادة ، أو بغير مادة ، والمادية منها : إما حارة ، أو باردة ، أو رطبة ، أو يابسة ، أو ما تركب منها ، وهذه الكيفيات الأربع ، منها كيفيتان فاعلتان : وهما الحرارة والبرودة ، وكيفيتان منفعلتان ، وهما الرطوبة واليبوسة ، ويلزم من غلبة إحدى الكيفيتين الفاعلتين استصحاب كيفية منفعلة معها ، وكذلك كان لكل واحد من الأخلاط الموجودة في البدن ، وسائر المركبات كيفيتان : فاعلة ومنفعلة .



فحصل من ذلك أن أصل الأمراض المزاجية هي التابعة لأقوى كيفيات الأخلاط التي هي الحرارة والبرودة ، فجاء كلام النبوة في أصل معالجة الأمراض التي هي الحارة والباردة على طريق التمثيل ، فإن كان المرض حاراً ، عالجناه بإخراج الدم ، بالفصد كان أو بالحجامة ، لأن في ذلك استفراغاً للمادة ، وتبريداً للمزاج . وإن كان بارداً عالجناه بالتسخين ، وذلك موجود في العسل ، فإن كان يحتاج مع ذلك إلى استفراغ المادة الباردة ، فالعسل أيضاً يفعل في ذلك لما فيه من الإنضاج ، والتقطيع ، والتلطيف، والجلاء، والتليين ، فيحصل بذلك استفراغ تلك المادة برفق وأمن من نكاية المسهلات القوية .



وأما الكي : فلأن كل واحد من الأمراض المادية ، إما أن يكون حاداً فيكون سريع الإفضاء لأحد الطرفين ، فلا يحتاج إليه فيه ، وإما أن يكون مزمناً ، وأفضل علاجه بعد الإستفراغ الكي في الأعضاء التي يجوز فيها الكي ، لأنه لا يكون مزمناً إلا عن مادة باردة غليظة قد رسخت في العضو ، وأفسدت مزاجه ، وأحالت جميع ما يصل إليه إلى مشابهة جوهرها ، فيشتعل في ذلك العضو، فيستخرج بالكي تلك المادة من ذلك المكان الذي هو فيه بإفناء الجزء الناري الموجود بالكي لتلك المادة .



فتعلمنا بهذا الحديث الشريف أخذ معالجة الأمراض المادية جميعها ، كما استنبطنا معالجة الأمراض الساذجة من قوله صلى الله عليه وسلم : " إن شدة الحمى من فيح جهنم ، فأبردوها بالماء " .



***

فصل : وأما الحجامة ، ففي سنن ابن ماجه من حديث جبارة بن المغلس ، - وهو ضعيف - عن كثير بن سليم ، قال : سمعت أنس بن مالك يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما مررت ليلة أسري بي بملإ إلا قالوا : يا محمد ! مر أمتك بالحجامة " .

وروى الترمذي في جامعه من حديث ابن عباس هذا الحديث : وقال فيه : "عليك بالحجامة يا محمد " .

وفي الصحيحين : من حديث طاووس ، عن ابن عباس ، أن النبي صلى الله عليه وسلم : " احتجم وأعطى الحجام أجره " .

وفي الصحيحين أيضاً ، عن حميد الطويل ، عن أنس ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حجمه أبو طيبة ، فأمر له بصاعين من طعام ، وكلم مواليه ، فخففوا عنه من ضريبته ، وقال : " خير ما تداويتم به الحجامة " .



وفي جامع الترمذي عن عباد بن منصور ، قال : سمعت عكرمة يقول : كان لابن عباس غلمة ثلاثة حجامون ، فكان اثنان يغلان عليه ، وعلى أهله ، وواحد لحجمه ، وحجم أهله . قال : وقال ابن عباس : قال نبي الله صلى الله عليه وسلم : " نعم العبد الحجام يذهب بالدم ، ويخف الصلب ، ويجلو البصر " ، وقال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث عرج به ، ما مر على ملإ من الملائكه إلا قالوا : " عليك بالحجامة " ، وقال : " إن خير ما تحتجمون فيه يوم سبع عشرة ، ويوم تسع عشرة ، ويوم إحدى وعشرين " ، وقال : " إن خير ما تداويتم به السعوط واللدود والحجامة والمشي " ، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لد فقال: " من لدني ؟ فكلهم أمسكوا ، فقال : لا يبقى أحد في البيت إلا لد إلا العباس " . قال : هذا حديث غريب ، ورواه ابن ماجه .



***

فصل : وأما منافع الحجامة : فإنها تنقي سطح البدن أكثر من الفصد ، والفصد لأعماق البدن أفضل ، والحجامة تستخرج الدم من نواحي الجلد .

قلت : والتحقيق في أمرها وأمر الفصد ، أنهما يختلفان باختلاف الزمان ، والمكان ، والأسنان ، والأمزجة ، فالبلاد الحارة ، والأزمنة الحارة ، والأمزجة الحارة التي دم أصحابها في غاية النضج الحجامة فيها أنفع من الفصد بكثير ، فإن الدم ينضج ويرق ويخرج إلى سطح الجسد الداخل ، فتخرج الحجامة ما لا يخرجه الفصد ، ولذلك كانت أنفع للصبيان من الفصد ، ولمن لا يقوى على الفصد ، وقد نص الأطباء على أن البلاد الحارة الحجامة فيها أنفع وأفضل من الفصد ، وتستحب في وسط الشهر ، وبعد وسطه . وبالجملة ، في الربع الثالث من أرباع الشهر ، لأن الدم في أول الشهر لم يكن بعد قد هاج وتبيغ ، وفي آخره يكون قد سكن . وأما في وسطه وبعيده ، فيكون في نهاية التزيد .



قال صاحب القانون : ويؤمر باستعمال الحجامة لا في أول الشهر ، لأن الأخلاط لا تكون قد تحركت وهاجت ، ولا في آخره لأنها تكون قد نقصت ، بل في وسط الشهر حين تكون الأخلاط هائجة بالغة في تزايدها لتزيد النور في جرم القمر . وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم ، أنه قال : " خير ما تداويتم به الحجامة والفصد " . وفي حديث : " خير الدواء الحجامة والفصد " . انتهى .



وقوله صلى الله عليه وسلم : " خير ما تداويتم به الحجامة " إشارة إلى أهل الحجاز ، والبلاد الحارة ، لأن دماءهم رقيقة ، وهي أميل الى ظاهر أبدانهم لجذب الحرارة الخارجة لها إلى سطح الجسد ، واجتماعها في نواحي الجلد ، ولأن مسام أبدانهم واسعة ، وقواهم متخلخلة ، ففي الفصد لهم خطر ، والحجامة تفرق اتصالي إرادي يتبعه استفراغ كلي من العروق ، وخاصة العروق التي لا تفصد كثيراً ، ولفصد كل واحد منها نفع خاص ، ففصد الباسليق : ينفع من حرارة الكبد والطحال والأورام الكائنة فيهما من الدم ، وينفع من أورام الرئة ، وينفع من الشوصة وذات الجنب وجميع الأمراض الدموية العارضة من أسفل الركبة إلى الورك .



وفصد الأكحل : ينفع من الإمتلاء العارض في جميع البدن إذا كان دموياً ، وكذلك إذا كان الدم قد فسد في جميع البدن .

وفصد القيفال : ينفع من العلل العارضة في الرأس والرقبة من كثرة الدم أو فساده .

وفصد الودجين : ينفع من وجع الطحال ، والربو ، والبهر ، ووجع الجبين .



والحجامة على الكاهل : تنفع من وجع المنكب والحلق .

والحجامة على الأخدعين ، تنفع من أمراض الرأس ، وأجزائه ، كالوجه ، والأسنان ، والأذنين ، والعينين ، والأنف ، والحلق إذا كان حدوث ذلك عن كثرة الدم أو فساده ، أو عنهما جميعاً . قال أنس رضي الله تعالى عنه : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحتجم في الأخدعين والكاهل .



وفي الصحيحين عنه : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحتجم ثلاثاً : واحدة على كاهله ، واثنتين على الأخدعين .

وفي الصحيح : عنه ، أنه احتجم وهو محرم في رأسه لصداع كان به .

وفي سنن ابن ماجه عن علي ، نزل جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم بحجامة الأخدعين والكاهل .

وفي سنن أبي داود من حديث جابر ، أن النبي صلى الله عليه وسلم : " احتجم في وركه من وثء كان به " .



***

فصل واختلف الأطباء فى الحجامة على نقرة القفا ، وهى القمحدوة .

وذكر أبو نعيم في كتاب الطب النبوي حديثاً مرفوعاً " عليكم بالحجامة في جوزة القمحدوة ، فإنها تشفي من خمسة أدواء " ، ذكر منها الجذام .

وفي حديث آخر : " عليكم بالحجامة في جوزة القمحدوة ، فإنها شفاء من اثنين وسبعين داء " .

فطائفة منهم استحسنته وقالت : إنها تنفع من جحظ العين ، والنتوء العارض فيها ، وكثير من أمراضها ، ومن ثقل الحاجبين والجفن ، وتنفع من جربه . وروي أن أحمد بن حنبل احتاج إليها ، فاحتجم في جانبي قفاه ، ولم يحتجم في النقرة ، وممن كرهها صاحب القانون وقال : إنها تورث النسيان حقاً ، كما قال سيدنا ومولانا وصاحب شريعتنا محمد صلى الله عليه وسلم ، ، فإن مؤخر الدماغ موضع الحفط ، والحجامة تذهبه ، انتهى كلامه .



ورد عليه آخرون ، وقالوا : الحديث لا يثبت ، وإن ثبث فالحجامة ، إنما تضعف مؤخر الدماغ إذا استعملت لغير ضرورة ، فأما إذا استعملت لغلبة الدم عليه ، فإنها نافعة له طباً وشرعاً ، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه احتجم في عدة أماكن من قفاه بحسب ما اقتضاه الحال في ذلك ، واحتجم في غير القفا بحسب ما دعت إليه حاجته .





***

فصل : والحجامة تحت الذقن تنفع من وجع الأسنان والوجه والحلقوم ، إذا استعملت في وقتها ، وتنقي الرأس والفكين ، والحجامة على ظهر القدم تنوب عن فصد الصافن ، وهو عرق عظيم عند الكعب ، وتنفع من قروح الفخذين والساقين ، وانقطاع الطمث ، والحكة العارضة في الإنثيين ، والحجامة في أسفل الصدر نافعة من دماميل الفخذ ، وجربه وبثوره ، ومن النقرس والبواسير ، والفيل وحكة الظهر .



***

ابن حزم
05-09-2005, 08:18 AM
روى الترمذي في جامعه : من حديث ابن عباس يرفعه : " إن خير ما تحتجمون في يوم سابع عشرة ، أو تاسع عشرة ، ويوم إحدى وعشرين " .

وفيه "عن أنس كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحتجم في الأخدعين والكاهل ، وكان يحتجم لسبعة عشر ، وتسعة عشر ، وفي إحدى وعشرين " .

وفي سنن ابن ماجه عن أنس مرفوعاً : " من أراد الحجامة فليتحر سبعة عشر ، أو تسعة عشر ، أو إحدى وعشرين ، لا يتبيغ بأحدكم الدم فيقتله " .

وفي سنن أبي داود من حديث أبي هريرة مرفوعاً : " من احتجم لسبع عشرة ، أو تسع عشرة ، أو إحدى وعشرين ، كانت شفاء من كل داء " ، وهذا معناه من كل داء سببه غلبة الدم .

وهذه الأحاديث موافقة لما أجمع عليه الأطباء ، أن الحجامة في النصف الثاني ، وما يليه من الربع الثالث من أرباعه أنفع من أوله وآخره ، وإذا استعملت عند الحاجة إليها نفعت أي وقت كان من أول الشهر وآخره .

قال الخلال : أخبرني عصمة بن عصام ، قال : حدثنا حنبل ، قال : كان أبو عبد الله أحمد بن حنبل يحتجم أي وقت هاج به الدم ، وأي ساعة كانت .



وقال صاحب القانون : أوقاتها في النهار : الساعة الثانية أو الثالثة ، ويجب توقيها بعد الحمام إلا فيمن دمه غليط ، فيجب أن يستحم ، ثم يستجم ساعة ، ثم يحتجم ، انتهى .

وتكره عندهم الحجامة على الشبع ، فإنها ربما أورثت سدداً وأمراضاً رديئة ، لا سيما إذا كان الغذاء رديئاً غليظاً . وفي أثر : " الحجامة على الريق دواء ، وعلى الشبع داء ، وفي سبعة عشر من الشهر شفاء " .

واختيار هذه الأوقات للحجامة ، فيما إذا كانت على سبيل الإحتياط والتحرز من الأذى ، وحفظاً للصحة . وأما في مداواة الأمراض ، فحيثما وجد الإحتياح إليها وجب استعمالها . وفي قوله : " لا يتبيغ بأحدكم الدم فيقتله " دلالة على ذلك ، يعني لئلا يتبيغ ، فحذف حرف الجر مع ( أن ) ، ثم حذفت ( أن ) . والتبيغ : الهيج ، وهو مقلوب البغي ، وهو بمعناه ، فإنه بغي الدم وهيجانه . وقد تقدم أن الإمام أحمد كان يحتجم أي وقت احتاج من الشهر .



***



فصل : وأما اختيار أيام الأسبوع للحجامة ، فقال الخلال في جامعه : أخبرنا حرب بن إسماعيل ، قال : قلت لأحمد : تكره الحجامة في شيء من الأيام ؟ قال : قد جاء في الأربعاء والسبت .



وفيه : عن الحسين بن حسان ، أنه سأل أبا عبد الله عن الحجامة : أي يوم تكره ؟ فقال : في يوم السبت ، ويوم الأربعاء ، ويقولون : يوم الجمعة .



وروى الخلال ، عن أبي سلمة وأبي سعيد المقبري ، عن أبي هريرة مرفوعاً : " من احتجم يوم الأربعاء أو يوم السبت ، فأصابه بياض أو برص ، فلا يلومن إلا نفسه " . وقال الخلال : أخبرنا محمد بن علي بن جعفر ، أن يعقوب بن بختان حدثهم ، قال : سئل أحمد عن النورة والحجامة يوم السبت ويوم الأربعاء ؟ فكرهها . وقال : بلغني عن رجل أنه تنور ، واحتجم يعني يوم الأربعاء ، فأصابه البرص . قلت له : كأنه تهاون بالحديث ؟ قال : نعم .

وفي كتاب الأفراد للدارقطني ، من حديث نافع قال : قال لي عبد الله بن عمر : تبيغ بي الدم ، فابغ لي حجاماً ، ولا يكن صبياً ولا شيخاً كببراً ، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " الحجامة تزيد الحافظ حفظاً ، والعاقل عقلاً ، فاحتجموا على اسم الله تعالى ، ولا تحتجموا الخميس ، والجمعة ، والسبت ، والأحد ، واحتجموا الإثنين ، وما كان من جذام ولا برص ، إلا نزل يوم الأربعاء " . قال الدارقطني : تفرد به زياد بن يحيى ، وقد رواه أيوب عن نافع ، وقال فيه : " واحتجموا يوم الإثنين والثلاثاء ، ولا تحتجموا يوم الأربعاء " .

وقد روى أبو داود في سننه من حديث أبي بكرة ، أنه كان يكره الحجامة يوم الثلاثاء ، وقال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " يوم الثلاثاء يوم الدم وفيه ساعة لا يرقأ فيها الدم " .



***

فصل : وفي ضمن هذه الأحاديث المتقدمة استحباب التداوي ، واستحباب الحجامة ، وأنها تكون في الموضع الذي يقتضيه الحال ، وجواز احتجام المحرم ، وإن آل إلى قطع شئ من الشعر ، فإن ذلك جائز . وفي وجوب الفدية عليه نظر ، ولا يقوى الوجوب ، وجواز احتجام الصائم ، فإن في صحيح البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم : " احتجم وهو صائم " . ولكن هل يفطر بذلك ، أم لا ؟ مسألة أخرى ، الصواب : الفطر بالحجامة ، لصحته عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من غير معارض ، وأصح ما يعارض به حديث حجامته وهو صائم ، ولكن لا يدل على عدم الفطر إلا بعد أربعة أمور .

أحدها : أن الصوم كان فرضاً .

الثاني : أنه كان مقيماً .

الثالث : أنه لم يكن به مرض احتاج معه إلى الحجامة .

الرابع : أن هذا الحديث متأخر عن قوله : " أفطر الحاجم والمحجوم " .



فإذا ثبتت هذه المقدمات الأربع ، أمكن الاستدلال بفعله صلى الله عليه وسلم على بقاء الصوم مع الحجامة ، وإلا فما المانع أن يكون الصوم نفلاً يجوز الخروج منه بالحجامة وغيرها ، أو من رمضان لكنه في السفر ، أو من رمضان في الحضر ، لكن دعت الحاجة إليها كما تدعو حاجة من به مرض إلى الفطر ، أو يكون فرضاً من رمضان في الحضر من غير حاجة إليها ، لكنه مبقى على الأصل . وقوله : " أفطر الحاجم والمحجوم " ، ناقل ومتأخر ، فيتعين المصير إليه ، ولا سبيل إلى إثبات واحدة من هذه المقدمات الأربع ، فكيف بإثباتها كلها .



وفيها دليل على استئجار الطبيب وغيره من غير عقد إجازة ، بل يعطيه أجرة المثل ، أو ما يرضيه .



وفيها دليل على جواز التكسب بصناعة الحجامة ، وإن كان لا يطيب للحر أكل أجرته من غير تحريم عليه ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم أعطاه أجره ، ولم يمنعه من أكله ، وتسميته إياه خبيثاً كتسميته للثوم والبصل خبيثين ، ولم يلزم من ذلك تحريمهما .

وفيها دليل على جواز ضرب الرجل الخراج على عبده كل يوم شيئاً معلوماً بقدر طاقته ، وأن العبد أن يتصرف فيما زاد على خراجه ، ولو منع من التصرف ، لكان كسبه كله خراجاً ولم يكن لتقديره فائدة ، بل ما زاد على خراجه ، فهو تمليك من سيده له يتصرف فيه كما أراد ، والله أعلم .

ابن حزم
05-09-2005, 08:20 AM
الحجامة عند ابن سيناء

الحجامة تنقيتها لنواحي الجلد أكثر من تنقية الفصد واستخراجها للدم الرقيق أكثر من استخراجها للدم الغليظ ومنفعتها في الأبدان العبال الغليظة الدم قليلة لأنها لا تبرز دماءها ولا تخرجها كما ينبغي بل الرقيق جداً منها بتكلف وتحدث في العضو المحجوم ضعفاً‏.‏

ويؤمر باستعمال الحجامة لا في أوّل الشهر لأن الأخلاط لا تكون قد تحركت أو هاجت ولا في أخره لأنها تكون قد نقصت بل في وسط الشهر حين تكون الأخلاط هائجة تابعة في تزيدها لزيد النور في جرم القمر ويزيد الدماغ في الأقحاف والمياه في الأنهار ذوات المدّ والجزر‏.‏

واعلم أن أفضل أوقاتها في النهار هي الساعة الثانية والثالثة ويجب أن تتوقى الحجامة بعد الحمام إلا فيمن دمه غليظ فيجب أن يستحم ثم يبقى ساعة ثم يحجم‏.‏

وأكثر الناس يكرهون الحجامة والحجامة على النقرة خليفة الأكحل وتنفع من ثقل الحاجبين وتخفف الجفن وتنفع من جرب العين والبخر في الفم والتحجر في العين‏.‏

وعلى الكاهل خليفة الباسليق وتنفع من وجع المنكب والحلق‏.‏

وعلى أحد الأخذعين خليفة القيفال وتنفع من ارتعاش الرأس وتنفع الأعضاء التي في الرأس مثل الوجه والأسنان والضرس والأذنين والعينين والحلق والأنف لكن الحجامة على النقرة تورث النسيان حقاً كما قيل فإن مؤخر الدماغ موضع الحفظ وتضعفه الحجامة وعلى الكاهل تضعف فم المعدة‏.‏

والأخدعية ربما أحدثت رعشة الرأس فليسفل النقرية قليلاً وليصعد الكاهلي قليلاً إلا أن يتوخى بها معالجة نزف الدم والسعال فيجب أن تنزل ولاتصعد‏.‏

وهذه الحجامة التي تكون على الكاهل وبين الفخذين نافعة من أمراض الصدر الدموية والربو الدموي لكنها تضعف المعدة وتحدث الخفقان‏.‏

والحجامة على الساق وقارب الفصد وتنقي الدم وتدر الطمث‏.‏

ومن كانت من النساء بيضاء متخلخلة رقيقة الدم فحجامة الساقين أوفق لها من فصد الصافن والحجامة على القمحدوة وعلى الهامة تنفع فيما ادعاه بعضهم من اختلاط العقل والدوار وتبطىء فيما قالوا بالشيب وفيه نظر فإنه قد تفعل ذلك في أبدان دون أبدان‏.‏

وفي أكثر الأبدان يسرع بالشيب وينفع من أمراض العين وذلك أكثر منفعتها فإنها تنفع من جربها وبثورها لكنها تضر بالدهن وتورث بلهاً ونسياناً ورداءة فكر وأمراضاً مزمنة وتضرّ بأصحاب الماء في العين اللهم إلا أن تصادف الوقت والحال التي يجب فيها استعمالها فربما لم تضر‏.‏

والحجامة تحت الذقن تنفع الأسنان والوجه والحلقوم وتنقي الرأس والفكين‏.‏

والحجامة على القطن نافعة من دماميل الفخذ وجربه وبثوره من النقرس والبواسير وداء الفيل ورياح المثانة والرحم ومن حكّة الظهر‏.‏

وإذا كانت هذه الحجامة بالنار بشرط أو غير شرط نفعت من ذلك أيضاً والتي بشرط أقوى في غير الريح والتي بغير شرط أقوى في تحليل الريح الباردة واستئصالها ههنا وفي كل موضع‏.‏

والحجامة على الفخذين من قدام تنفع من ورم الخصيتين وخراجات الفخذين والساقين والتي على الفخذين من خلف تنفع من الأورام والخراجات الحادثة في الأليتين‏.‏

وعلى أسفل الركبة تنفع من ضربان الركبة الكائن من أخلاط حادة ومن الخراجات الرديئة والقروح العتيقة في الساق والرجل‏.‏

والتي على الكعبين تنفع من احتباس الطمث ومن عرق النسا والنقرس‏.‏

وأما الحجامة بلا شرط فقد تستعمل في جذب المادة عن جهة حركتها مثل وضعها على الثدي لحبس نزف دم الحيض وقد يراد بها إبراز الورم الغائر ليصل إليه العلاج وقد يراد بها نقل الورم إلى عضو أخس في الجوار وقد يراد بها تسخين العضو وجذب الدم إليه وتحليل رياحه وقد يراد بها رده إلى موضعه الطبيعي المنزول عنه كما في القيلة وقد تستعمل لتسكين الوجع كما توضع على السرة بسبب القولنج المبرح ورياح البطن وأوجاع الرحم التي تعرض عند حركة الحيض خصوصاً للفتيات‏.‏

وعلى الورك لعرق النسا وخوف الخلع‏.‏

وما بين الركبتين نافعة للوركين والفخذين والبواسير ولصاحب القيلة والنقرس‏.‏

ووضع المحاجم على المقعدة يجذب من جميع البدن ومن الرأس وينفع الأمعاء ويشفي من فساد الحيض ويخف معها البدن ونقول‏:‏ إن للحجامة بالشرط فوائد ثلاث‏:‏ أولاها‏:‏ الاستفراغ من نفس العضو ثانيتها‏:‏ استبقاء جوهر الروح من غير استفراغ تابع لاستفراغ ما يستفرغ من الاخلاط وثالثتها‏:‏ تركها التعرّض للاستفراغ من الأعضاء الرئيسة‏.‏

ويجب أن يعمق المشرط ليجذب من الغور وربما ورم موضع التصاق المحجمة فعسر نزعها فليؤخذ خرق أو اسفنجة مبلولة بماء فاتر إلى الحرارة وليكمّد بها حواليها أولاً‏.‏

وهذا يعرض كثيراً إذا استعملنا المحاجم على نواحي الثدي ليمنع نزف الحيض أو الرعاف ولذلك لا يجب أن يضعها على الثدي نفسه وإذا دهن موضع الحجامة فليبادر إلى إعلاقها ولا تدافع بل تستعجل في الشرط وتكون الوضعة الأولى خفيفة سريعة القلع ثم يتدرج إلى إبطاء القلع والإمهال‏.‏

وغذاء المحتجم يجب أن يكون بعد ساعة والصبي يحتجم في السنة الثانية وبعد ستين سنة لا يحتجم البتة وفي الحجامة على الأعالي أمن من انصباب المواد إلى أسفل والمحتجم الصفراوي يتناول بعد الحجامة حب الرمان وماء الرمان وماء الهندبا بالسكر والخس بالخل‏.‏

ابن حزم
05-09-2005, 08:20 AM
الحجامة بين الرفض والقبول


هذه المقالة نقلا عن موقع مركز المالكي للمعلومات الطبية ( بتصرف يسير ).

http://www.medical-centeronline.net/index.php



لقاء صحفي : مع الدكتور أمير محمد صالح ـ الأستاذ الزائر في جامعه شيكاغو والحاصل علي البورد الأمريكي في ‏««‏العلاج الطبيعي‏»»‏ وعضو الجمعية الأمريكية للطب البديل مجلة حياة الناس: 218 ‏السنة 123-العدد 2001 مايو 26 ‏2 من ربيع الأول 1422 هـ السبت.



لم نلتفت إلى الطب النبوي إلا عندما دخلنا الجامعات الأمريكية والأوروبية..‏ فمن يصدق أن العلاج بـ الحجامة يتم تدريسه في مناهج الطب في أمريكا.‏ ومن يصدق أيضا آن هذا الأسلوب النبوي الذي هاجمه وأنكره أطباء عرب اصبح علاجا نافعا للعديد من الآلام الخطيرة في معظم عواصم العالم‏.



هذا ما يؤكده الدكتور أمير محمد صالح ـ الأستاذ الزائر في جامعه شيكاغو والحاصل علي البورد الأمريكي في ‏««‏العلاج الطبيعي‏»»‏ وعضو الجمعية الأمريكية للطب البديل .



لقد كانت نقطه اكتشاف هذا الأسلوب العلاجي هي بداية قصه الدكتور أمير صالح مع الحجامة..‏ والمفارقة التي يؤكدها انه لم يكن يعرف عنها الكثير قبل سفره إلى أمريكا..‏ فهناك وجدهم يحتفون بها ويدرسونها لطلبة الطب في معظم الجامعات ، ويضيف أن الحجامة باب من أبواب الطب النبوي وقد ورد فيها اكثر من‏60‏ حديثا نبويا‏..‏ ومن خلال رحلته العلمية التي امتدت لعدة سنوات في أمريكا وبعض الدول الأوروبية وجدت انهم يعرفون هذا النوع من العلاج كفرع مهم في الجامعات ويسمي عندهم ‏(Cupping Therapy)‏ .



و كان لابد أن أبحر في أعماق هذا العلم‏.، واكتشفت أن الحجامة كانت معروفه لدي الفراعنة,‏ وقد ذكر ذلك أبوقراط أبو الطب بقوله أن الفراعنة قسموا الطب إلى نوعين طب الصوم وطب الإخراج أو طب الحجامة عن طريق فتحات يحدثها الطبيب في الجلد‏..‏ ولما بعث النبي ـ له عليه وسلم ـ أمر بالحجامة واقرها‏,‏ بل انه فعل هذا النوع من العلاج لنفسه ولزوجته ‏,‏ فاحتجم الرسول وهو صائم واحتجم وهو معتمر واحتجم لألم في رأسه وساقه‏ ..‏ واحتجم من السم الذي وضعته له اليهودية.



* ما هي الأمراض التي عالجتها باستخدام الحجامة؟.

فالحجامة تفيد في علاج بعض الأمراض وليس كلها‏..‏ فهي تودي إلى حدوث تحسن واضح في وظائف الكبد ومرض السكر إضافة إلى بعض أمراض الأنف والأذن والحنجرة ,‏ كما أنني حققت خطوات مهمة في علاج الأطفال الذين يعانون من شلل مخي والشلل النصفي حيث سجلت تحسنا ملحوظا في حالات عديدة ,‏ كذلك نجحت الحجامة في علاج البدانة والأمراض المتعلقة بضعف المناعة في الجسم وحب الشباب .‏



*‏ تخصصك علاج طبيعي‏..‏ فما علاقة ذلك بالعلاج النبوي ؟.

ذكرت لك إن الحجامة تدرس ويعمل بها في العالم الغربي وهي جزئ من العلاج الطبيعي وقال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ‏:‏ الدواء في ثلاث شربه عسل وشرطه محجم وكي بنار‏..‏ ثم نهي عن الكي بالنار ولم ينه عن الحجامة وفي حديث آخر يقول‏:‏ خير ما تداويتم به الحجامة‏، والله تعالي يقول‏:‏ ( إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَْمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ) (لأعراف:54) .

خلق الله الجسد وجعل له منهجا وأوامر ونواهي‏,‏ فالأوامر إذا فعلناها صح الجسد وإذا ابتعدنا عن النواهي صح الجسد أيضا ، والرسول علمه من علم الله ‏.‏



* البعض يعترض علي الأدوات المستخدمة في عمليات الحجامة؟‏.

هناك تخوف من الأدعياء الذين يمارسون مهنة العلاج بالمواد والأساليب الطبيعية كأي مهنة مارسها بعض الأدعياء والدجالون ولكن ذلك بالطبع لا يجعلها عرضه للهجوم والإقلال من شأنها لكن لابد من وضع الضوابط التي تحكم هذا العمل وتجريم كل من يمارسه بغير علم بحيث تكون هناك منافذ معلومة لكل من أراد هذا النوع من العلاج‏ ,‏ ولابد من التأكيد علي أننا لا نهاجم طرق العلاج الأخرى ولكنها خطوة مكمله علي الطريق الصحيح لإيجاد علاج بلا أعراض جانبيه ، أما بالنسبة للأدوات المستخدمة في هذا العلاج فان كثير من الشركات تصنع أجهزة حديثة لهذا الغرض وهي متوفرة في معظم بلدان العالم.



‏*‏ هل عمليات التبرع بالدم تغني عن الحجامة التبرع بالدم ؟.

التبرع بالدم ينتمي إلى الفصد وليس الحجامة لان التبرع بالدم يودي إلى التخلص من بعض مكونات الدم بكميات معينه في وقت قصير ويتم ذلك من خلال وريد دموي وليس من خلال مسام الجلد‏. ولذلك لا نستفيد منه في تنبيه أماكن معينة في الجلد كما في الحجامة‏.‏



عندما يحدث أي خدش في الجسم يحدث استنفارا لجهاز المناعة ,‏ لان الجلد هو خط الدفاع الأول عن الجسد فيزداد إفراز كرات الدم البيضاء وتزداد المناعة ، وفي حاله حدوث أي ضغوط علي الجسم يزداد تنبيه جهاز المناعة وهناك ضغوط طبيعية حيث أننا نجد أن جهاز المناعة عند المرأة الحامل يكون نشطا جدا وكرات الدم البيضاء تتكون بكميات كبيره‏.‏ وهناك ضغوط صناعية من خلال حدوث خدوش في أماكن معينه من الجلد تودي نفس النتيجة وهو ما يحدث في الحجامة‏.



‏*‏ هل هناك علاقة بين العلاج بالحجامة والعلاج بالإبر الصينية؟.

تاريخ الحجامة يختلف كليه عن تاريخ العلاج بالإبر الصينية ولكن يمكن القول أن المعالج بالحجامة يمكن أن يستخدم نفس خريطة مراكز الإحساس في الجسم التي يستخدمها المعالج بالإبر الصينية لعلاج نفس الأمراض. لكن في الإبر الصينية يتم تنبيه مراكز الإحساس فقط أما في الحجامة فيتم تنبيه مراكز الإحساس بالإضافة إلى تحريك الدورة الدموية وتنبيه جهاز المناعة.



‏*‏ علي أي أساس يتم تحديد مواضع الحجامة ؟.

يتم ذلك من خلال ثلاث طرق‏,‏ أولها:‏ إثارة وتنبيه مناطق الألم ، وثانيها‏:‏ تنبيه المناطق العصبية التي لها اتصال بالجلد أو بمعني آخر الوصلات العصبية المشتركة مع الجلد في مراكز واحدة‏.‏ كما في حالات القلب‏,‏ حيث يتم التنبيه في مناطق معينه في الكتف ، والبروستاتا يتم التنبيه في اسفل الظهر حيث يكون الجلد مشتركا مع الأعضاء الداخلية في أماكن حسية عصبيه واحدة‏. والطريقة الثالثة عبارة عن استخدام ردود الفعل‏(Reflexology) ‏حيث يتم التنبيه في أماكن معينه في الجلد فيحدث ذلك ردود فعل في الأعضاء الداخلية،‏ مثل تنبيه الغدد وتنبيه إفرازات الجهاز الهضم‏.



*‏ ما الحالات التي لا يجب فيها العلاج بالحجامة؟.

عندما يكون المريض مصابا بالبرد أو عند ارتفاع درجه حرارته ويحظر عمل الحجامة لمن بدا في الغسيل الكلوي أو للحامل في الشهور الثلاثة الأولى وكذلك لمن عنده سيوله في الدم‏.‏



*‏ هل يحتاج الجسم إلى عمليه تجميل بعد هذه الخدوش التي تحدثها الحجامة؟.

هناك‏10‏ طرق للحجامة تسعة طرق‏ منها تتم بدون تشريط وتعتمد علي قوه الشفط وواحدة فقط تعتمد على التشريط الذي تزول آثاره نهائيا بعد فتره وجيزة ولا يحتاج إلى عمليات تجميل .



‏*‏ ماذا تقول للذين يهاجمون هذا النوع من العلاج ؟.

أقول لهم اقرءوا واطلعوا فلسنا متحيزين للسنة فقط بل مسألة علمية بحتة والغرب الآن يلهث ورائها ويعرف قيمتها‏..‏ فلماذا هذا التشكيك وأنا أدعو كل أطباء مصر لعلاج مرضاهم بالحجامة حتى لا يتركوها لمن ليسوا أهلا لها‏.



‏*‏ وهل الأطباء في أمريكا يعرفون الطب النبوي مما دفعهم إلى أجرائك التجارب علي الحجامة في الولايات المتحدة الأمريكية ؟.

في دول الغرب يقومون بتدريس تاريخ الطب وكما قلت في الحجامة كانت موجودة أيام الفراعنة وكذلك كانت موجودة عند أهل الصين وفي الحضارة اليونانية والإغريقية.‏ فلما اجروا الأبحاث والدراسات علي الحجامة وعرفوا أهميتها علت الأصوات هناك لعودة الحجامة إلى الطب الطبيعي أو الطب البديل أو ما نسميه نحن الطب النبوي‏.



شهادات المرضى بعد سنوات من الألم:

الحجامة عالجت فيروس‏(C) ،‏ أعادت النطق لطفل

التحدث مع المرضي فيما يخص آلامهم وأوجاعهم أمر صعب للغاية فهم لا يريدون أن يتذكروا لحظات الألم ولا يريدون أن ينبش أحد في جذور أمراضهم. وبعد محاولات عديدة قال لنا :



محمد احمد عبدالقادر‏42‏ سنه من المطرية انه كان يعاني مرض النقرس منذ اكثر من عشره أعوام وذهب إلى كثير من الأطباء ولم يشفي من مرضه لكنه بعد أن اجري عمليه الحجامة شفي تماما وكل التحاليل التي عملها بعد ذلك تؤكد هذا‏.



ياسر عزب إبراهيم مريض آخر يسكن بشارع جعفر والي ويبلغ من العمر‏28‏ عاما‏‏ تحدث بمنتهى البساطة وقال‏:‏ كنت أعاني من مرض الثعلبة وسقوط الشعر ولم أذهب إلى أي طبيب وبعد أن سمعت عن الحجامة ذهبت إلى الطبيب واحتجمت والحمد لله تم شفائي تماما وعاد شعري إلى حاله الطبيعية.



أما رضا محمود بدر‏52‏ سنه ويعمل مديرا بالجمارك‏,‏ فكان يعاني كسل الكبد والتهابا في القولون ويقول‏:‏ قبل عمليه الحجامة ذهبت إلى اكثر من طبيب في الأمراض الباطنية،‏ ولم يحدث أي تحسن فاضطررت إلى عمل الحجامة بعد أن يئست من العلاج‏,‏ والآن اذهب إلى عمل الحجامة كل شهر ولا اشعر بالراحة إلا بعد إجرائها..‏ والمهم أنني لست شيخا ولا درويشا ولكني جربت بنفسي‏,‏ والتحاليل تثبت أن وظائف الكبد قد تحسنت ولم اعد اشعر بأي آلام في المعدة أو القولون وأنا بحكم عملي بنظام الورديات كنت أبيت في العمل وليالي الشتاء الباردة جدا كنت أصاب بنزلات البرد باستمرار أما الآن فأنني اشعر بان المناعة عندي قد ازدادت وبالفعل لم اصب بنزلة برد واحده منذ أن قمت بإجراء عمليت الحجامة‏.

ابن حزم
05-09-2005, 08:21 AM
طلعت حسن‏57‏ سنه يعمل محاسبا بإحدى شركات القطاع الخاص بمصر الجديدة يقول‏:‏ كنت أعاني فيروس‏c‏ وبعض آلام الروماتيزم ولا اكذب عليك فقد رشح لي كبار الأطباء عمليه الحجامة بعد أن فشل العلاج العادي وبالفعل كانت النتائج مذهلة حيث ضبطت الأنزيمات في الكبد و وظائف الكبد لكن الفيروس لم يختف تماما ولم اعد اشعر بالآم الروماتيزم وأنا اخضع للحجامة كل شهر منذ سنتين‏.



وتحدث والد الطفل إبراهيم محمد إبراهيم من شبرا وقال إن ابنه ـ‏5‏ أعوام ـ تعرض لصدمه وهو في السنة الثانية من عمره أفقدته النطق واصبح لا يرد علي أحد ولا يتكلم مع أحد وذهبت به إلى معهد السمع والكلام وبدؤوا معه في دروس التخاطب إلا أن ذلك لم يأت بنتيجة ,‏ وبعدها قمنا بإجراء الحجامة الجافة له ولمدت ثلاث أسابيع عاد إلى حالته الطبيعية.



وفي إتصال بالدكتور سعيد شكري ـ أستاذ الأنف والأذن والحنجرة بمعهد السمع والكلام وزميل كليه الطب بجامعه اوهايو الأمريكية الذي أكد لنا أن الذي يهاجم وهو جاهل به فان هذا هو الجهل بعينه ‏,‏ وما أثير أخيرا بشان الهجوم علي العلاج بالحجامة ما هو إلا زوبعة في فنجان‏,‏ سرعان ما ستنتهي عندما يدرك الجاهلون أهميته ويضيف أننا نشأنا علي الطب الغربي ونعاني الآن ويلات المضاعفات الناتجة عن الأدوية الكيميائية ,‏ والغرب أدرك هذه الحقيقة وراح يجري الأبحاث والدراسات علي الطب البديل أو ما نسميه نحن الطب النبوي وفاقت النتائج كل التوقعات‏,‏ بينما نحن مازلنا ندفن رؤوسنا في الرمال‏.



إن الغرب انشأ مستشفيات كاملة للعلاج بعسل النحل وعدد الصيدليات التي تستخلص الأدوية من الأعشاب كثيرة جدا هناك وإذا أردنا أن نتحدث عن الحجامة كفرع من فروع الطب النبوي فلابد أن تكون هناك أمانة ومسئولية لإجراء مقارنه منصفه بين الطب الحالي والطب البديل‏,‏ وأنا لا أود أن أرد علي من يهاجمون هذا النوع من العلاج لأنهم يفهمون كلام النبي ـ صلي الله عليه وسلم ـ وينكرون احدث النتائج التي لن تخرج من عندنا و إنما من حائط الغرب‏.



‏ وبالنسبة لي فان اكبر دليل علي صدق فاعليه هذا العلاج هو تحسن حاله المرضى الذين أعالجهم,‏ أود التأكيد علي أن هذا التحسن ليس مجرد زوال الأعراض والمرض مازال موجودا بل أن المريض يشفي تماما ، وأنا دكتور أستطيع أن اعرف ذلك جيدا كما أن معظم أدوية رفع كفاءة جهاز المناعة الموجودة في الصيدليات الآن هي عبارة عن أعشاب طبيعية ,‏ ومن المؤكد أن الأبحاث والدراسات قد أجريت علي هذه الأعشاب ، وفي النهاية أؤكد أن الغرب ينظر إلى الطب البديل باحترام شديد‏,‏ وان عمليات الحجامة موجودة في أمريكا وبعض الدول الأوروبية.‏ ولا أحد يجهل هذه الحقيقة .



أما الدكتور احمد عبد السميع ـ رئيس قسم الكبد بمستشفي مصر للطيران ـ فيقول‏:‏ إن الحديد يوجد في جسم الإنسان علي هيئات مختلفة,‏ منها هيئه الجزئيات الحرة وهي تسبب أكسده للخلايا فتقلل من مناعتها ضد الفيروس لذلك وجد أن المرضي الذين يوجد لديهم نسبه عالية من الحديد في الدم تكون استجاباتهم للعلاج اقل من غيرهم‏.‏ وبعد ذلك أثبتت الأبحاث أن إزالة كميات من الدم من هؤلاء المرضي بصفة متكررة يساعد في تحسن نسب الاستجابة للعلاج والحجامة هي نوع من أنواع إخراج الدم أو التخلص منه‏,‏ وهي معروفه منذ القدم وجاء النبي عليه الصلاة والسلام واقرها‏,‏ لكن يجب أن تجري بطريقه طبيه آمنة وتكون نظيفة ومعقمه والمطلوب من علمائنا الأفاضل بدلا من الهجوم علي الحجامة‏,‏ عمل دراسة طبيه بالمعايير السليمة لإثبات كفاءة هذه الطريقة من عدمها‏.



وبالنسبة للمرضى الذين عالجتهم بالحجامة أقول إن عددهم بسيط ولا يقاس عليه لكن النتائج كانت مذهلة فمرضي الكبد الذين يعانون من فيروس‏c‏ ولديهم نسبه عالية من الحديد وارتفاع في الإنزيمات..‏ والذين أجريت لهم عمليه الحجامة بطريقه طبيه سليمة بصفة متكررة ازدادت استجابتهم للعلاج بعقار الانتر فيرون والريبافيرين بعد أن كانت نسبه الاستجابة لديهم تكاد تكون معدومة,‏ ومن هنا نري أن الحجامة يمكن بالفعل أن تساعد في العلاج جنبا إلى جنب من المستحضرات الطبية,‏ بل إنها في حد ذاتها علاج طبيعي ليست له أي أضرار جانبيه وأنا حين كنت في ألمانيا علمت انهم يستخدمونها كأحد وسائل الطب البديل‏.


سعد آل دواس

ابن حزم
05-09-2005, 08:22 AM
الحجــامة

الدواء العجيب " الجزء الثاني "



أثر الحجامة على الصداع والشقيقة (الألم النصفي):

للصداع أسباب كثيرة وأشكال سريرية متنوعة..

فالصداع يلم بالأنسجة خارج الجمجمة، والأكثر انتشاراً هو صداع (التوتر) أي: صداع العصبية والانفعال الناجم عن تقلصات تصيب فروة الرأس ومؤخر الرقبة، ويمتد الألم من مؤخر الرأس إلى ما فوق العينين، ويرافقه شعور بالضغط والتوتر. ويخف أو يزول متى توقفت التقلصات العضلية. وقد يصاحب الصداع أحياناً شلل مؤقت في الذراع أو الرجل أو العين، والصداع الذي يتزامن مع عرق الجبين، وتوهج الوجه، واحتقان العينين، ودفق الأنف، هو الصداع الشديد الذي يرى في بعض أشكال الشقيقة. إلاَّ أنَّ الطب في بعض ضروب الصداع وقف مشلول اليدين مكتوفهما.

والعجيب في الأمر أن الدواء الذي يُعطى للصداع أكثر من أي دواء آخر يعطى لمرض، وخير دليل على ذلك الاستهلاك اليومي الهائل لعقاقير وأدوية الصداع. فالطبيب الفاشل يقع في ارتباك أمام الشاكي، ولا يجد وسيلة إلاَّ المسكنات يصفها بسخاء، ويصرفها. ويصرف الشاكي معها والباكي ، إذن الصداع عرض وليس مرضاً.. الدليل على وجود خلل كامن يسبب الصداع، أما المسكنات والمهدئات فهي الممهدة لصعوبات جديدة.



أما الشقيقة فتبدأ باضطرابات إبصارية، فيرى المصاب لمعاً أو ومضاً خاطفاً من النور في جانب واحد ويغشى البصر نقاط مشعة. ولا يستبعد أن يفقد المرء حاسة الرؤية مؤقتاً. وربما يتبع هذه الأعراض خدر أو وخز الدبابيس والإبر في اليد والوجه، وربما يشعر بضعف في طرف من أطرافه، أو في نصف جسمه، بعد (20) أو (30) دقيقة تفسح هذه الأعراض المجال لألم مزعج في جانب من الرأس. ويزداد الألم شدة حتى يبلغ الذروة بعد ساعة أو أكثر، ويدوم أحياناً أياماً. ويصبح الصداع نابضاً، وكثيراً ما يترافق معه غثيان وقيء ، هذه هي الشقيقة التقليدية، بيد أن هناك أشكالاً كثيرة تختلف في أعراضها وأطوارها. فالشقيقة اللانمطية ـ وهي أكثر الأنواع شيوعاً ـ يحدث الصداع بغثيان وبلا غثيان، وفي غياب سائر الأعراض المعروفة. والشقيقة عموماً تحدث على شكل نوبات تفصل بينها فترات من الراحة، وتدوم بضع ساعات، أو تبقى بضعة أيام. وقد يقدح شرره أنواع من المأكولات، لأن المريض به يكون عرضة للحساسية، مستجيباً للالرجيا. ويقال أن للشوكولاته والجبن والسمك علاقة وثيقة بحلول النوبة، وشدتها وعنفها.



أثر الحجامة على الكليتين:

إن الحجامة عندما تنظِّم التروية الدموية للأعضاء تنشط التروية الدموية للكليتين، ونعلم أن الكلية تقوم بتجميع المواد السامة التي تصل إليها عن طريق الدوران الدموي وتخرجها مع البول (تصفية الدم). فعندما ينشط مرور الدم فيها وعندما يرويها تروية جيدة تقوم بوظيفتها على الوجه الأمثل فتخلِّص الدم من سمومه ونتقي بذلك مرض (البولينا) الذي ترتفع فيه مادة البولينا في الدم لعدم قدرة الكلية على التخلُّص منها وإخراجها فتؤثِّر هذه المادة السامة على المخ وتقتل خلاياه.



إذاً فنقص التروية الدموية للكلية يسبب عدم استطاعتها على القيام بوظائفها الإخراجية (التصفية) خير قيام ويسبب ذلك فشلاً كلوياً أو ذاك المرض الوارد الذكر (بولينا). وعندما ترتفع البولة بالدم يؤدي ذلك لهبوط مستوى جميع الأجهزة والأعضاء بالجسم ويكون الجسم عرضة لأمراضٍ شتى، والحجامة خير وقاية وعلاج لهذه الحالة.

فالكليتان هما ذاك العنصر المزدوج في جهاز الطرح عند الإنسان وتتلخص وظيفتهما الأساسية في تنظيف الجسم من المنتجات الآزوتية.

تقوم الكليتان بالوظائف التالية:

1) طرح المواد الغريبة ونتائج الاستقلاب غير الطيارة وبشكل أساسي المواد الآزوتية.

2) تنظيم تركيز الصوديوم.

3) تنظيم استقلاب سوائل الجسم.

4) تنظيم تركيز الشوارد بالدم.

5) تنظيم التوازن الحامضي القلوي في الجسم.



دراســــة مـخبـريــة

أثبتت الدراسة المخبرية التي أجراها فريق الحجامة على أن الحجامة تخفِّض نسبة الكرياتينين بالدم بنسبة (66.66%) من الحالات، ودم الحجامة يحوي دائماً على نسبة عالية من الكرياتينين مما يؤكد على مسألة تنشيط الكلية.



إن حاجة نسيج الكلية للأوكسجين عالٍ بالمقارنة مع حاجة النسج الأخرى، وتذهب الكمية الكبرى من الأوكسجين لتنفس القشرة.

يمكن جمع الأمراض الكلوية العديدة ضمن فئتين رئيسيتين:

1) فشل الكلية الحاد.

2) فشل الكلية المزمن.

ومن الأسباب المسبِّبة للفشل الكلوي الحاد تناقص التغذية الدموية للكليتين.. ومن هنا يتبيَّن لنا ضرورة التمسُّك بهذه السنة النبوية.

وإن إصابات الجملة الوعائية الكلوية تسبِّب الفشل الكلوي المزمن كالتصلُّب العصيدي للشرايين الكلوية الكبيرة والتضيق التصلبي التدريجي للأوعية. وكذلك يتبيَّن لنا ضرورة الوقاية من هذه التصلبات قدر الإمكان باللجوء للحجامة التي هي بمنزلة تنظيف للأوعية الدموية من ترسباتها والحؤول دون هذه الترسبات قدر المستطاع لإبقائها بوسعتها الطبيعية. إذاً إنَّ زيادة التروية الدموية للكليتين تؤدي لقيامها بجميع وظائفها على الوجه الأمثل وهذا ما له من شأن كبير في الجسم عامة، إذ يقوى تجاه الأمراض عامة، فقصور الكليتين يتحسَّن بالحجامة وحالات كثيرة حقَّقت مستويات عالية من التحسُّن بعد إجراء الحجامة.



أثر الحجامة على ارتفاع الضغط والجملة الوعائية:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «احتجموا... لا يتبيَّغ بكم الدم فيقتلكم».

والتبيُّغ: هو التهيُّج والزيادة والطغيان، من بغى يبغي ومنها يتبيَّغ، وفي لسان العرب: تبيَّغ به الدم، أي هاج به. وهذا يحدث أكثر ما يحدث في ارتفاع التوتر الشرياني ، كما أنه يحدث في فرط الكريات الحمر الحقيقي، ومن الأعراض المشاهدة في فرط التوتر الشرياني وفي فرط الحمر الحقيقي يُذْكَر الصداع وحس الامتلاء بالرأس والدوار وسرعة الانفعال واضطرابات بصرية.



فارتفاع التوتر الشرياني الذي ما تزال أسبابه العديدة غير معلومة، وإلى الآن تبقى علاجاته عامة غير سببية، لا يزال هذا المرض يلقى أهمية كبرى في الأوساط الطبية لانتشاره الواسع ومضاعفاته الخطيرة، فهو يسرِّع حدوث التصلب العصيدي، وهذا الأخير كما علمنا من قبل يؤهب لحدوث إصابات في الشرايين الإكليلية والحوادث الوعائية الدماغية والقصور الكلوي وأمراض الأوعية المحيطية ويحدث ثخناً وانسداداً في لمعة الشرايين الصغيرة وقد يحدث أمهات دم صغيرة في الأوعية الدماغية الثاقبة، ويؤهب لاسترخاء القلب وقد يتحول إلى ارتفاع ضغط خبيث مميت، وهذا الأخير يميت صاحبه على حدٍّ أقصى خلال سنتين.



ثم إن ارتفاع نسبة الكريات الحمراء في الدم (فرط حقيقي) يؤدي لخثار شرياني حاد، إذ تحصل أعراض القصور الشرياني للعضو المصاب.. فإن أصيب الشريان السباتي حصلت أعراض قصور التروية الدماغية وإن أصيبت الشرايين الإكليلية نتجت أعراض الذبحة الصدرية والاحتشاءات القلبية.

ابن حزم
05-09-2005, 08:23 AM
وعلى كل حال ومما لا يجب تناسيه أن ارتفاع التوتر الشرياني يقود لتصلب شرايين عصيدي Arteriosclerosis والثاني يقود للأول وكلاهما إضافة لاحمرار الدم الحقيقي يقود لتشكيل الجلطات الدموية، إذ يؤدي وجود تلك المسببات لارتصاص الكريات الحمراء وتراكمها مع عدد كبير من الصفيحات الدموية وغيرها مثل الألياف لتشكل الخثرة الدموية وخاصة عند تفرعات الأوعية الدموية (الشرايين) [شكل (44)]. وما حقيقة هذه الجلطة الدموية إلاَّ بوغة دموية Spore وتنطوي تحت حديثه : «لا يتبيَّغ الدم...». فرسول الله  نظرته نافذة تطوي الأزمنة.. ليتكلَّم  منذ أكثر من 1400 سنة عن مبدأ الجلطة الدموية بشكلها وآليتها ومسبباتها ويعطي الحل العظيم للوقاية والعلاج الذي لا بد للإنسانية من الرجوع إليه كي يجنوا ثماره الثمينة الفائدة، ويتجنبوا أخطاراً لا حصر لها، إذ كل داء سببه غلبة الدم تلك الموازية لتبيغه، فما نقص التروية الناتج عن تصلب الشرايين العصيدي إلاَّ المسؤول الأول عن قصور وظائف أعضاء الجسم وخصوصاً في مرحلة الشيخوخة.. زِد إن اقترن بتزايدٍ في عدد الكريات الحمراء الهرمة غير العاملة الذي يجعل جريان التيار الدموي بطيئاً ويرفع من مستوى خطورة التخثر داخل الأوعية .



أثر الحجامة على أمراض القلب:

إن أمراض القلب والشرايين أصبحت تشكل هاجساً كبيراً للإدارات الصحية في جميع بلدان العالم سواءً الدول المتقدمة أو الدول النامية، فلقد أثبتت الإحصاءات أن أمراض القلب والشرايين تمثل (50%) من أسباب الوفيات في هذه الدول. ويعتبر مرض شرايين القلب التاجية القاتل الأول في أمريكا، كما أن الإصابة بأمراض شرايين القلب يتسبب في خسائر اقتصادية كبيرة جداً، حيث إن هذه الأمراض تصيب شرائح من المجتمع في قمة عطائها، كما أن تشخيص هذه الأمراض وعلاجها يكلِّف الدول البلايين. وهذه الأمراض تنتشر في المجتمعات المترفة أكثر من غيرها وترتفع نسب الإصابة بهذه الأمراض بانتشار عوامل الخطورة مثل ارتفاع نسبة السكر بالدم وارتفاع ضغط الدم وارتفاع كوليسترول الدم.



إن ما يجعلنا نقف باحترام لهذه الوصية النبوية القيِّمة أن العالم أجمع يبحث في هذا الوقت عن سبل الوقاية، فالبلاد المتقدمة ملَّت من مواضيع العلاج الباهظة التكاليف وبدأت دراساتها كلها تتركز في الجانب الوقائي، وهذا ما تقدمه الحجامة، فهي تمنع نشوء عوامل الخطورة تماماً فتحول دون ارتفاع نسبة السكر بالدم وتحافظ على ضغط دموي طبيعي بإزالة المسببات وتمنع أي ارتفاع للكوليسترول والشحوم الثلاثية. وهذا ما بيَّنه التقرير المخبري العام للدراسة المنهجية للحجامة.



أولاً: اضطراب النظم القلبي (اضطراب التلقائية الذاتية):

أحد الأسباب المسببة لهذا المرض هو نقص التروية، نقص الأكسجة. إذاً أليست الحجامة دواءً ووقاية لهذا المرض!.

ثم إن من مضاعفات ارتفاع التوتر الشرياني (الذي نخلص منه بالحجامة) هي خناق الصدر، قصور القلب، حوادث وعائية دماغية، عرج متقطع. إذاً أليست الحجامة وقاية وخلاصاً من كل ما ورد!.



ثانياً: في احتشاء العضلة القلبية:

السبب هو نقص التروية الناتج عن تضيُّق الأوعية (الشرايين الاكليلية) وتوضع الخثرة في هذه الشرايين، فلو كان الإنسان متَّبعاً هذه النصيحة الإلهية لعباده التي تُعتبر كصيانة وتنظيف لهذه الأوعية بشكل عام ووقاية من تشكُّل الخثرات لكان بعيداً عن هذه الأمراض الخطيرة. على كل حال فالمصابون بهذه الأمراض لو يعودون لهذه الوصية وينفِّذونها سنوياً فحتماً ستتحسن حالتهم شيئاً فشيئاً ويشفون.



ثالثاً: الذبحة الصدرية:

ذلك الألم في القلب الناتج عن فقدان التوازن بين الحاجة إلى الأوكسجين وما يرد منه إلى تلك العضلة، وأيضاً السبب في هذا المرض هو انسداد جزئي للشريان الإكليلي ناتج أيضاً عن الترسبات الدهنية وغيرها، وللكريات الحمراء الهرمة (المواد ذات الأصل الدموي) يداً في هذا الإنسداد الأمر الذي يضعف إمداد جزء من القلب بالدم).

وكل العلاجات المتَّبعة تحاول إزالة نقص التروية الدموية للقلب، إذاً فالأحرى بنا أن نعود للحجامة لنتقي هذه الأمراض ، أو لنجعلها من المعالجات الناجعة المجدية إنْ كنَّا ممَّن يُعاني هذه الأمراض (لا سمح الله) ونوفِّر على أجسامنا (وعلى قدر الإمكان) كثيراً من الأدوية وما لها من آثار جانبية مؤذية..



رابعاً: ارتفاع ضغط الدم المديد (سنوات) يحدث ضخامة قلب وهذا بالنهاية يؤدي إلى قصور مزمن في القلب.



خامساً: ارتفاع ضغط الدم المديد في الشرايين يحدث التصلُّب، لدفعه ذرَّات الدهون والمواد ذات الأصل الدموي ومادة الدم نفسها(1) إلى جدران هذه الشرايين. فكم بالحجامة نُريح قلبنا ونُخفِّف عنه ثقلاً ثقيلاً ونَهِبهُ نشاطاً وحيوية مما يكسبه حياة هنيئة مترعة بالصحة والنشاط!!.



دراســــة مـخبـريــة

قام الفريق الطبي بإجراء الحجامة للعديد من المصابين بأمراض قلبية مختلفة، ومن خلال إجراء التخطيط الكهربائي قبل الحجامة وبعدها ومع المقارنة الدقيقة كانت النتائج باهرة ومفاجئة، إذ تراوحت بين العودة إلى الحالة الطبيعية تخطيطياً أو التحسن الكبير. أما مخبرياً فقد تحسَّنت وبكلِّ الحالات الخمائر القلبية مما يؤكِّد على ما بيَّنته التخطيطات الكهربائية.



  

إذاً بعد ما اتَّضح لنا من أدلة علمية عملية، وبعد أن اطَّلعنا على جانبٍ من حرص علاَّمتنا الإنساني ونصحه بالحجامة لأمراض الدورة الدموية والقلب؛ ألا يجب على مرضى القلب والدورة الدموية بشكل عام أن يثابروا ويداوموا عليها لتخفِّف عن قلوبهم جهداً كبيراً وتقويها وتمد بعمرها.



أثر الحجامة على مرضى السكري:

إن أحد عوامل ارتفاع السكر هو نقص التروية الدموية الذي يسبب عدم قدرة الأعضاء على القيام بعملها وبالتالي يحدث ضعف نشاط (كما يضعف نشاط البنكرياس المسؤولة عن ارتفاع السكر بضعف التروية الدموية).

ويردُّ الجسم على نقص التروية بتحرير الغلوكوز (السكر) ليرفع من نشاط أعضائه، ولكن للأسف فالعلة ليست بالحرق والقدرة، بل بقلة التروية الدموية التي تُضعِف الأعضاء وهذا ما يعلِّل شفاء العديد من مرضى السكري بعد تنفيذهم للحجامة فوراً، وقد صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما قال: «الحجامة تنفع من كلِّ داء ألا فاحتجموا» . فهي تنفع وهي تشفي والشفاء كله بيد الرحمن الذي علَّمنا. إذاً تستخدم الحجامة لكلِّ الأمراض وكوقاية ضمن مواعيدها الرسمية وضمن سنِّها القانوني بشروطها الصحيحة.

لقد جاء في التقرير المخبري العام أن الحجامة خفَّضت نسبة السكر بالدم عند الأشخاص السكريين في (92.5%) من الحالات.



أثر الحجامة على الاستقلاب الخلوي:

إن وجود تروية دموية كافية جيدة لأجهزة الجسم وأنسجته عامة، يؤدي ويقود لإعادة الاستقلاب السوي في الخلايا الشائخة عند الكهول مما يساعد على التأقلم في حالات المرض وذلك بالمحافظة على الأعضاء ومساعدتها على التأقلم في حالات المرض وحالات التوتر النفسي المختلفة.

كما تستخدم الحجامة لعلاج أمراض الرأس والرقبة والمعدة والأمراض العصبية عموماً.

ولعلاج أمراض الكبد والطحال والصدر والبطن والأوعية الدموية.

لعلاج ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والكلى (الجهاز البولي).

لعلاج التهاب اللوزتين وثقل الرأس وبلادة الحس.

لأوجاع العينين وضعف البصر والصداع والشقيقة والصرع المجهول السبب.

التهاب عرق النساء وأوجاع الأسنان والفكين والوجه والحلق وألم مثلث التوائم.

آلام الروماتيزم في العضلات والروماتيزم المزمن.

علاج أمراض الدورة الدموية: كعلاج ضغط الدم، وتخفيف وعلاج آلام الذبحة الصدرية، وعلاج حالات هبوط القلب المصحوب بوذمة في الرئتين، وحالات الاحتقان الرئوي أيضاً.

فالحجامة علاج لكثير من الأمراض الداخلية والمعندة منها، لأن الدم يجري على الأعضاء جميعاً فبإصلاحه تصلح كلها، فكم تقينا هذه الحجامة من أخطار ومشاكل وآلام!!.



أثر الحجامة على الأنسجة المريضة والآلام العضلية المفصلية:

لما كانت عملية الحجامة تحرِّض الدوران الدموي فتزيد التروية الدموية لهذه النسج المريضة وذلك ما يساعد على تأمين مقدار زائد من الأوكسجين والغذاء اللازم إضافة للهرمونات كـ (هرمون النمو البشري والتستوسترون والأستروجين) والأنزيمات اللازمة كأنزيم (5 ـ ألفا ريديوكتاز) مما يسمح بتجديد وإعادة بناء سريع لخلايا النسيج المريض وخصوصاً أن الكبد المُنشَّط يدعم العملية بالبروتين اللازم.

وإن زيادة التروية الدموية في العضلات يؤدي لتجريف المواد المتراكمة فيها نتيجة الإجهاد العضلي ونقص التروية الدموية كأمثال (حمض اللبن) المسبِّب للآلام.



ثم إن دعم العضلات والمفاصل بما ورد ذكره من أوكسجين وهرمونات وأنزيمات داعٍ لتوليد طاقة كهربائية حيوية (bioenergy) Bioelectric energy تعمل على تغذية الأعصاب الموضعية والخلايا وينتج هرمون DHT الذي يحافظ على دفء واسترخاء الأنسجة فيزيد لدانة ومرونة العضلات والمفاصل وبذلك نتقي التشنجات والتقلصات والانثناءات المؤلمة في المفاصل والعضلات. ونتيجة ما سبق يتضح لنا نفع هذه السنة الشريفة في الخلاص من آلام العضلات والمفاصل وآلام الظهر وتخلِّصنا من حالات الوهن العضلي والتشنجات. ولقد تبيَّن للفريق الطبي أنه أثناء إجراء عملية الحجامة لكلِّ من يعاني من آلام عضلية بشكل عام وخصوصاً في منطقة الظهر (الوتَّاب) أنها تزول مباشرة.

كما أن تلك التغذية العصبية التي تتأمَّن من الطاقة الحيوية الناتجة تعتبر طاقة علاجية بشحن الجملة العصبية وزيادة النقل العصبي فتعتبر معالجة لمعظم الآلام العصبية والإعاقات العضوية الناشئة عن منشأ عصبي.. ولذا كانت الحجامة تحقِّق أطواراً متقدمة في الشفاء من أنواعٍ من الشلل واضطرابات الحركات الإرادية وتحسين الحواس (بصر، سمع..).

ابن حزم
05-09-2005, 08:24 AM
أثر الحجامة على أمراض الدم:

أولاً: أمراض تكاثر النقي:

إن أمراض تكاثر النقي هي مجموعة من الاضطرابات تتميز بزيادة إنتاج كريات الدم، وتبدأ من شذوذات في مستوى الخلية الجذعية المكونة للدم.

الابيضاض النقوي الحاد (CML):

في اضطراب خلية نقوية يتميز بزيادة واضحة في تكون النقي؛ فيزيد معظم عدد الكريات البيض [شكل (50)].. ويتضخم الطحال وتترافق مع فقر الدم أو فرط استقلاب مع فقدان وزن وتعب وحمى وارتفاع مستوى حمض البول بالدم. المعالجة الوحيدة الممكنة هي زراعة النقي المتوافق صبغياً، ولكن إن استطعنا التحديد والعثور على متبرعين متوافقين نسيجياً وإلاَّ تعرضنا لخطر المُراضة والوفيات لزراعة النقي. وإن الهدف العام من معالجة مرضى الابيضاض (CML) هو إنقاص مكونات النقي وضبط المرض وأعراضه، وهناك العديد من الأدوية الكيماوية تحقق ذلك ولكنها غير نوعية وغير قادرة على تأخير تطور النوب الأرومية. أما بالنسبة لعملية الحجامة فقد قام الفريق الطبي بإجرائها للعديد من مرضى الابيضاض النقوي وكانت النتائج رائعة.



احمرار الدم (Polycythemia):

هو ازدياد بجميع العناصر المكونة للدم في الـ (مم3) منه عن الحدود الطبيعية بالنسبة إلى سن وجنس المريض، وينتج خاصة عن ازدياد في الكريات الحمر بشكل رئيسي (فرط الكريات الحمراء) Erythremia.

نقول إن كثرة الكريات الحمر الحقيقية Poly Cythemia Vera وهي أحد اضطرابات تكاثر النقي تترافق مع سيطرة فرط إنتاج الكريات الحمر وتمدد واتساع العناصر الأخرى وكثرة الحمر الحقيقية. تبدأ بشكل متدرج وتترقى بشكل بطيء. وقد عُرِّف هذا المرض بصورته السريرية أنه مرض الكهولة والشيخوخة، حيث تصادف أكثر إصاباته في العقد الخامس من العمر مما يؤدي لحدوث خثرات واختلاطات وعواقب النزوف، وهناك سيطرة في إصابة الذكور نسبةً للإناث. وإن سبب هذا المرض غير معروف ويترافق هذا المرض مع صداع ودوار وطنين وتشوش بالرؤيا، سهولة الإصابة بالكدمات، الرعاف، نزوف الأنبوب الهضمي، فقدان الوزن، التعرُّق، ألم الأقدام، الحكة الشديدة.

نقول هناك قاعدة طبية(1) تقول: (إن أكسجة النسج تعمل كمنظِّم أساسي لإنتاج كريات الدم الحمراء).. وعلى هذا يتم تنظيم كتلة خلايا الدم الحمراء في جهاز الدوران ضمن حدود ضيقة بحيث يتواجد منها دائماً العدد المناسب القادر على توفير أكسجة كافية للأنسجة من دون زيادة تركيزها للحد المعيق لجريان الدم.. فمثلاً حالة فشل القلب تؤدي لتوليد أعداد كبيرة من الكريات الحمراء، وكذا حالة كثرة الكريات الحمر الفيزيولوجية، الحادثة عند سكان المناطق التي تتراوح ارتفاعاتها بين (4000-5000) متر، حيث يصل عدد كرياتهم الحمراء في الميلمتر المكعب (6-7) مليون كرية(2) .

أما مرض احمرار الدم Erythremia والذي يصيب الكهول، فأصحاب هذا المرض يملكون عدداً من الكريات الحمراء يتراوح بين (7-8 مليون كرية/مم3) وما هذا الإنتاج الزائد (الخلل في الإنتاج) في العناصر الدموية وخصوصاً في الكريات الحمراء إلاَّ حالة ناجمة عن عدم كفاية هذه العناصر لأداء الوظيفة المخصَّصة لها فرغم أنها بعددها المناسب لكنها لا تؤدي متطلبات الجسم منها بالشكل الأمثل (وذلك قبل حلول هذا المرض).

وعندما كَبُرَ هذا الإنسان في السن وتجاوز الأربعين عاماً وازداد المتراكم من الشوائب الدموية من كريات حمراء هرمة.. ومن أشباح هذه الكريات(1) the red cell ghosts التي تملك شكل الكرية تماماً دون أداء الوظيفة لفقدانها خضابها، أصبحت هذه الشوائب بشكل عام معيقة وكابحة لعمل ووظيفة العناصر الدموية السليمة النشيطة معيقة للتروية الدموية بشكل عام، فيتطلَّب الجسم زيادة العناصر الدموية كمنعكس طبيعي ظناً منه أن العلة في العدد ليتلافى هذا النقص والقصور في إرواء الخلايا بالأوكسجين وتبادل الغذاء والفضلات، فرغم توفُّر العدد المثالي من الكريات الحمراء ولكنها لا تؤدي وظيفتها للإعاقات الموجودة وقصور التروية ووجود نسبة من هذه الكريات عاطلة غير فعَّالة (هرمة ـ أشباح) وكرد فعل منعكس جراء هذه الحالة يزداد عدد الكريات الدموية وتصبح المشكلة أكبر، حيث تنتهي أحياناً بالموت.

وتعالج هذه الحالات من احمرار الدم بشكل رئيسي بالفصد وهو أخذ الدم من الوريد وإعطاء بعض الأدوية المثبطة لإنتاج هذه العناصر الدموية..

إن الفصادة تستطب في كلِّ المرضى لتخفيف الهيماتوكريت ولكن مع استمرارها هناك إمكانية لتطور عوز الحديد مما قد يسبب تأثيرات جانبية غير مرغوبة، ولا بد من الإشارة إلى وجود خطر حدوث اختلاطات خثارية. فالفصد (وهو أخذ الدم الوريدي).. يُجرى على مراحل ولعدة أيام ريثما ينخفض الخضاب للحدود الطبيعية.. صحيح أن هذه العملية تنفع، لكن نفعها آني وعليه تكرار العملية كل ثلاثة أشهر أو أقل مع تناول الأدوية.. لكن بالفصد لا نتخلَّص من السبب الذي أدى لهذا المرض ولا نجتث أسباب هذا المرض لأنه قاصر عن ذلك، أما الحجامة ففيها علاج لهذا المرض مع اجتثاث أسبابه لأنها تخلِّصنا من تلك الكريات العاطلة والمعرقلة لعمل غيرها وللتروية الدموية بشكل عام، ومما يؤكد على ذلك أن الإناث لا تصاب بهذا المرض إلاَّ نادراً وذلك بسبب الحيض (الدورة الشهرية). يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : «خير ما تداويتم به الحجامة» .

فالحجامة تعمل تماماً كمصفاة تصفي الدم من الشوائب التي تسبب الأمراض، وبها نكون قد تخلصنا بشكل عام من زيادة هذه الكريات الحمر وبشكل رئيسي من المسبب لهذه الزيادة، فلو أن هؤلاء الكهول والمسنين قد اتبعوا هذه النصيحة منذ بداية دخولهم في سن (21) وما فوق لما حصل معهم احمرار دم مطلقاً، ولما كانوا عرضة للجلطات (الخثرات الدموية) وغيرها من مضاعفات هذا المرض.

وقد قام الفريق الطبي بإجراء عملية الحجامة للعديد من الحالات فزالت الأعراض تماماً وعاد تعداد الكريات الحمر إلى الطبيعي.



دراســــة مـخبـريــة

لاحظ الفريق المخبري أن الدم الناتج عن عملية الحجامة وبكل حالات الدراسة، دم أحمر قاتم جداً كثيف شديد اللزوجة ويتخثر بسرعة كبيرة، حتى أن الزيادة الكبيرة لهذه اللزوجة تجعل مد قطرة من هذا الدم على الصفيحة صعبٌ جداً، لأنه بغالبيته العظمى كريات حمراء (الهرم منها والأشباح).



  

فبأية آلية عظيمة هذه التي عَلِمَهَا مكتشف الحجامة العصرية علاَّمتنا الجليل محمد أمين شيخو من الله، حيث يتم هذا الخلاص فقط من الكريات الحمراء وعلى الأخص الهرم منها والأشكال الشاذة، وبذلك تنشط التروية الدموية والدورة الدموية بشكل عام لأننا خلصنا من المعوِّقات ولم يعد هناك حاجة لزيادة عدد الكريات الحمراء، إذ أصبحت تقوم بعملها بطاقاتها العظمى.

فالحجامة وقاية وعلاج.. فما أعظمك أيها الرب الرحيم بدلالتك هذه لعبادك أجمعين..



كثرة عدد الصفيحات (Essential Thrombocytosis):

وهو أحد اضطرابات تكاثر النقي يتميز بارتفاع إنتاج الصفيحات الدموية ويمكن أن يوجد انسداد وعائي، مترافق مع أعراض نقص تروية دماغية عابر أو سكتة Stroke أو نقص تروية الأصابع، أو يحدث انسداد الأوعية الاكليلية أو المساريقية، أو يلاحظ الخثار الوريدي.

أيضاً أجرى الفريق الطبي عمليات الحجامة لعدد من المرضى الذين يعانون من كثرة الصفيحات فكانت النتيجة انخفاض تعدادها بكلِّ الحالات إلى الحدود الطبيعية وزالت كل مظاهر الشكوى والأعراض.

ابن حزم
05-09-2005, 08:24 AM
ثانياً: اللمفومات الخبيثة (Malignant Lymphomas)

داء هودجكن (Hodgkin`s Disease):

يظهر عادة كمرض موضعي وينتشر فيما بعد إلى الأنسجة اللمفاوية القريبة وأخيراً ينتشر إلى النسج غير اللمفاوية، والحصيلة هي الموت الكامن . يبدي داء هودجكن كتلة مكتشفة حديثاً أو مجموعة من العقد اللمفاوية تكون صلبة متحركة بحرية وغير مؤلمة. من الأعراض الأساسية الحمى منخفضة الدرجة والتي تترافق مع تعرق ليلي متكرر مع نقص الوزن والتعب والضعف والحكة وربما اندفاع جلدي وربما سعال وألم صدري.



ثالثاً: قلة الصفيحات (Mechanism Of Thrombocytopenia):

وتنجم عن واحدة من آليات ثلاث:

1) إنتاج نقي ناقص بسبب اضطرابات تؤذي خلايا النقي تترافق مع فقر دم وقلة الكريات البيض.

2) استهلاك طحالي زائد: إن فرط التوتر البابي هو السبب الأكثر شيوعاً لضخامة الطحال، وعندما يتضخم الطحال فإنه يزداد الجزء المستهلك من الصفيحات فينخفض عددها.

3) التخريب السريع: إن الأوعية الشاذة والخثرين الليفي والتبدلات داخل الأوعية (التهابات الأوعية والأخماج) تقصر من عمر الصفيحات وتسبب قلتها.

أما بوجود الحجامة فستزول كل هذه المسببات والمظاهر وقد بيَّن التقرير المخبري العام للدراسة المنهجية لعملية الحجامة أن الحجامة تزيد عدد الصفيحات في حال النقص وذلك بكلِّ الحالات وضمن الحدود الطبيعية.



رابعاً: اضطرابات التخثر والخثار (Disorders Of Coagnlation And Thrombosis):

الناعورية (Hemophilia):

هي نقص العامل الثامن والذي هو من عوامل التخثر، وهو عبارة عن بروتين ضخم يصنع في الكبد وينتشر في الدوران الدموي، يوصف الاضطراب الناتج بالنزف في النسج الرخوة والعضلات والمفاصل الحاملة للوزن.

الارقاء الطبيعي يتطلب فاعل العامل الثامن بنسبة (25%) على الأقل، فالمرض على ثلاثة مستويات:

1) العامل الثامن أقل من (1%): إصابة حادة Severe، ينزفون بشكل متكرر بدون رض مميز.

2) العامل الثامن بين (1-5%) إصابة متوسطة مع تكرار أقل للنزف.

3) العامل الثامن أكثر من (5%) إصابة معتدلة مع نزف غير متكرر، المعالجة بركازات العامل الثامن تنتج اختلاطات خطيرة تتضمن التهاب الكبد الفيروسي وإصابة كبدية والإيدز. ولقد قام الفريق الطبي بإجراء الحجامة للعديد من المرضى المصابين ومن مستويات مختلفة وكانت النتائج مبهرة وعظيمة بما لا يقاس.



إن مريض الناعور هو الأكثر تكلفة من بين جميع المرضى، إذ يحتاج شهرياً إلى (20000) ليرة سورية على الأقل، وهذا إذا عاش (40) عام فكم يا ترى تكون التكلفة!!. وتختصر بشرطة محجم.

إنها حقّاً معجزة نبوية.. إنها حقّاً أعجوبة إلهية لا تعترف بمرض وراثي ولا غيره.



عوز (نقص) الفيتامين K (Vitamin K Deficiency):

فيتامين (K) هو فيتامين منحل بالدسم يؤدي دور أساسي بالإرقاء، يمتص في المعي الدقيق ويختزن في الكبد.

يوجد ثلاث حالات رئيسية من عوز فيتامين (K):

1) تناول غير كافي.

2) سوء امتصاص معوي.

3) ضياع المخزون ناتج عن مرض خلوي كبدي.



ـ السيد (ي.ت).. مصاب باضطراب في عوامل التخثر، أجرى له الفريق الطبي عملية الحجامة، فكانت النتيجة أن انخفض زمن البروترومبين من (48%) إلى الحدود الطبيعية (34%) وثبت على هذا الوضع وزالت الشكوى.



أثر الحجامة على الجهاز المناعي:

تزداد قوة جهاز المناعة في الجسم أيضاً لزيادة نشاط الجملة الشبكية البطانية في كل أنحاء الجسم، وزيادة التروية الدموية للنسج والأعضاء من شأنه رفع مناعة الجسم لزيادة تعرض العامل الممرض لعناصر جهاز المناعة.. ولغيره من أسباب ورد ذكرها فيما سبق.



دراســــة مـخبـريــة

النتائج التي حصل عليها الفريق الطبي المخبري أكَّدت على زيادة عدد الكريات البيضاء في الأمراض الرثية بنسبة (71.4%) من الحالات، وزيادة العدلات بنسبة (100%) في الأمراض الرثية.



الانتروفيرون والحجامة:

قبل أن نتابع وفي وقفتنا هذه مع الحجامة والمناعة وقفنا أيضاً مع الحجامة والانتروفيرون الذي تتضمنه مناعة الجسم (أحد جنود المناعة في جسم هذا الإنسان). ولنطرح في هذه الوقفة تساؤلاً قد يدور في أذهان البعض حول الشفاء من التهاب الكبد الفيروسي وقد وقف الطب عاجزاً أمام الكثير من حالات هذا اللعين بأنواعه المختلفة.



وللإجابة على هذا التساؤل نقول:

لقد علمنا ما للحجامة من أثر نفسي قوي في تقوية وشحذ إرادة الإنسان ودفعه بعد أن يُغدق على قلبه بأنوار رسول الله  للسير قدماً في أطوار الشفاء.. وعلمنا ما للحجامة من أثر في تنشيط ورفع سوية كافة أجهزة الجسم بما فيها وعلى الأخص جهاز المناعة فتجعل الجسم يتأقلم مع وضعه الجديد محاولاً الرد على كل الظروف السيئة والعوامل الممرضة.



لقد استخدم الطب (الانتروفيرون) في علاج الكثير من حالات التهاب الكبد الفيروسي، وقد أكَّد العلم(1) وأكَّدت التجربة أن الشخص المتفائل الذي كان بعيداً عن الصدمات النفسية لقاء مرضه، قوي القلب تجاه حالته مؤمناً أن الذي وضع المرض يرفعه، هذا يفرز جسمه كميات كبيرة من الانتروفيرون بحدود كافية غير سامة ليتغلَّب على مرضه ويدحره.. ولقد تبيَّن لنا من هذه الناحية ما للحجامة من أثر عظيم في بعث السرور بالنفس وفكِّ العقد والصدمات وكشف الظلمات وتقويتها في مواجهة أمور الحياة ، ذلك كله يدفع الجسم لإفراز الانتروفيرون للتغلُّب على المرض ودحره.. حتى ولو كان مرض السرطان، ولقد ثبت شفاء السرطان بالحجامة منذ عام 1977م بالتحاليل الطبية المخبرية والتشريحية والصورة الشعاعية الموجودة لدينا.

ولكن قبل أن نتابع إيضاح هذه النقطة لا بد لنا من أن نبيِّن ما هو الانتروفيرون؟.



الانتروفيرون: أحد نواتج الجسم وأحد خطوط دفاعه الأولى في مواجهة الفيروسات والسرطان، ويقال إن الحالات التي تتطور إلى أمراض كبدية مزمنة يكون سببها نقصاً في إفراز هذه المادة في جسم المريض. وقد استخدم لعلاج التهاب الكبد الفيروسي (س)، وكذا لعلاج التهاب الكبد الفيروسي المزمن الناتج عن الفيروس (ب) لوحده أو مصحوباً بوجود فيروس أو عامل (د).

أما طبيعته فكيماوية تفرزه خلايا الجسم الحي بكميات ضئيلة بعد التعرض لأي مكروب فيروسي يدخل الجسم ويكون الانتروفيرون أسرع خط دفاعي يتم تكوينه وإفرازه بعد إصابة الجسم بأي فيروس.. وله ثلاثة أنواع رئيسية يفرزها الجسم الإنساني: (ألفا ـ بيتا ـ غاما).

ولما كانت (ألفا ـ بيتا) يتم إفرازها من كريات الدم البيضاء والخلايا اللمفاوية الأم على التوالي، وكذا (غاما) تفرز عن طريق الخلايا اللمفاوية T. وقد أوضح العالم (كانتيل) أن الكريات البيض قادرة على إنتاجه بمعدل يبلغ عشرة أضعاف في خلايا الجسم.

ومن هذا يتبيَّن لنا ما للحجامة من أثر عظيم في تنشيط هذا الخط الدفاعي المهم الأسرع، إذ أن الحجامة تحافظ على الكريات البيض ولا تستهلكها بدم الحجامة.. فلقد بيَّنت تحاليل دم الحجامة أن نسبة مهملة لا تُذكر من الكريات البيض موجودة ضمن دم الحجامة.

ولما كانت الحجامة تملك الأثر العظيم في زيادة عدد الخلايا المناعية الناشئة من نقي العظام لأنها تحرِّض النقي وتنشط عمله المولد وذلك بسحبها لعدد كبير من الكريات الحمراء الشاذة والهرمة وأشلائها من الدم، وهذا ما يدفع لتنبيه نقي العظام لتعويض المسحوب من الدم [شكل (54)].

ولكن التعويض هنا ليس محصوراً بالكريات الحمراء، إنما ولما كان الجسم بوضع يستدعي خلايا مناعية دفاعية كالملتقمات على سبيل المثال.. ليهاجم الجسم الغريب (كالفيروس الكبدي، الخلايا السرطانية.. عوامل ممرضة أخرى..) فإن تمايز خلايا الدم البدئية (الجذعية) يسير باتجاه تشكيل كريات بيض ليقوم بسد المطلوب لمجابهة العامل الممرض أياً كان.. إذاً وبالنتيجة فالحفاظ على الكريات البيض وزيادة عددها عن طريق الحجامة كل ذلك يساعد على تحرير الانتروفيرون بكميات كافية لمواجهة الفيروس الكبدي والخلايا السرطانية (لاحقاً سنتعرض لبحث السرطان والحجامة).. كذلك هناك العامل النفسي (الذي تسببه الحجامة) المحرِّض على إنتاج كميات كافية من الانتروفيرون لدحر المرض.



تعال يا أخي الكريم لنطَّلع على حديث الطبيب الدكتور عبد الرحمن الزيادي، إذ يقول عن التهاب الكبد الفيروسي ناصحاً:

(أخي.. واجه اللعين باليقين، يمكنك يا أخي مواجهة هذا اللعين بيقين من الله وإيمان بما جاء في كتاب الله الكريم عن عسل النحل فإن فيه شفاء للناس..أخي المريض إن أهم عوامل نجاح العلاج هو التفاؤل والإيمان بالله وهو من أهم عوامل الشفاء، حيث أثبتت آخر الأبحاث أن الشخص الشديد الإيمان المتفائل يفرز جسمه (كما قلت) مادة الانتروفيرون بكميات هائلة تكفي للقضاء على الالتهاب الكبدي الفيروسي وحتى السرطان.



دراســــة مـخبـريــة

إن الظاهرة الغريبة التي أدهشت الفريق المخبري هي خروج الدم من شقوق الحجامة بنسبة قليلة جداً من الكريات البيض!!!. مما يؤكِّد على أن الحجامة لا تقوي جهاز المناعة فحسب، بل تحافظ على عناصر جهاز المناعة من الفقدان أيضاً.

ابن حزم
05-09-2005, 08:25 AM
ويعتقد أنها تحدث بترسب المعقدات المناعية في عضو، أو أماكن نسيجية، وتشتمل على كبيبات الكلية وجدران الأوعية الدموية، هذه الترسبات المناعية تنشأ من معقدات (الضد ـ المستضد) التي تتشكل في الدوران وتتركب من عناصر خمجية أو تتحرض بها، وعندما تترسب المعقدات في الأنسجة تفعل أنواعاً من الوسائط الذؤوبة الالتهابية مثل بروتينات المتممة، وهذا يسبب تدفق العدلات فتفعِّل أنواعاً من الخلايا تملك مستقبلات للغلوبولينات المناعية على سطح الغشاء، فيحرض تحرر السيتوكينات. هذه الخلايا المفعَّلة تحرر منتجات سمية لاستقلاب الأوكسجين والأرجينين بالإضافة إلى البروتيناز والأنزيمات الأخرى وهذا في النهاية يسبب الأذية النسيجية.والمظاهر السريرية لهذه الأمراض تتراوح بين الطفوح الجلدية الخفيفة إلى الإصابة الشديدة للعضو مع التهاب التأمور والتهاب كبيبات الكلية والتهاب الأوعية. وندرس منها:



الذأب الحمامي (Systemic Lupus Erythemato):

مرض متعدد الأجهزة يترافق بعدد من الاضطرابات المناعية، مجهول السبب، تتأذى فيه الأنسجة والخلايا بواسطة أضداد ذاتية مرضية المنشأ ومعقدات مناعية، تتضافر فيه عوامل وراثية مع العوامل البيئية. يمكن للمرض أن يصيب جهازاً واحداً وقد يكون متعدد الأجهزة وتتراوح شدة الأعراض من الخفيفة والمتقطعة إلى الدائمة والصاعقة.

والأعراض الجهازية واضحة في العادة وتشمل التعب والدعث والحمى والقهم وفقدان الوزن ويعاني جميع المرضى تقريباً من الآلام المفصلية والعضلية والانتفاخ المنتشر لليدين والقدمين والتهاب غمد الوتر، ويمكن أن يكون الاعتلال العضلي النهائي والطفح الوجني الحمامي ثابت على الخدين وجسر الأنف وغالباً يصيب الذقن والأذنين ويكون فقدان شعر الفروة بقعياً يعود الشعر بعدها للنمو.

وتترسب الغلوبولينات المناعية في كبيبات الكلية وبعضهم يصاب بالتهاب كلوي يحدد بواسطة البيلة البروتينية.

ويكون الدماغ معرَّضاً للإصابة والسحايا والحبل الشوكي والأعصاب مما يؤدي إلى الخلل الوظيفي الإدراكي. وقد تكوِّن الخثار مشكلة في الأوعية مهما كان حجمها. ويحدث فقر الدم بسبب المرض المزمن عند أغلب المرضى وقد يحدث انحلال بالدم وقلة اللمفاويات وقلة الصفيحات.

وتؤدي إلى التهاب التأمور والتهاب عضلة القلب، أو الموت المفاجئ، أو قصور القلب، أو احتشاءات وذات الجنب وارتفاع الضغط الرئوي، الالتهاب الوعائي الشبكي، التهاب الملتحمة.

لا يوجد شفاء من SLE ارتفاع أنزيمات الكبد والتهاب السحايا العقيم والأذية الكلوية، ارتفاع سكر الدم وارتفاع الضغط الدموي والوذمة ونقص الكالسيوم.وقد أجرى الفريق الطبي عملية الحجامة لعدة مصابين وكانت النتائج مبشِّرة، إذ زالت الأعراض الظاهرية بنسبة (70-80%) واعتدلت الثوابت التحليلية بشكل عام.



التهاب المفصل الرثياني (Rheumatoid Arthritis):

مرض مزمن متعدد الأجهزة ما زال سببه مجهول، ويمكن أن يكون تظاهرة استجابة عنصر إلى عنصر خمجي.

تتمثل الأعراض بالتيبس الصباحي والعقيدات تحت الجلد مع وجود العامل الرثياني وارتفاع سرعة التثفل والسائل الزليلي الالتهابي مع زيادة الخلايا البيض مفصصة النوى.

السبب المرضي غير معروف، لذا فإن الإمراض فيه توقعي وآليات الأدوية المستخدمة في العلاج ليست واضحة ولذلك تبقى المعالجة تجريبية، وإن أيّاً من التدخلات العلاجية ليس شافياً.

ولقد قام الفريق الطبي بإجراء الحجامة للكثير من المصابين بهذا المرض وكانت النتائج رائعة جداً، فقد اختفت الأعراض السريرية تماماً وأبدى التحليل المخبري عودة إلى الحالة الطبيعية لدى المرضى.



متلازمة بهجت (Behget`s Syndrome):

هي اضطراب متعدد الأجهزة يتظاهر بتقرحات فموية وتناسلية راجعة، بالإضافة إلى الإصابة العينية. والأسباب لا زالت مجهولة ويعتبر مرض مناعي ذاتي لأن التهاب الأوعية هي الآفة المرضية الرئيسية ويكون المرض أكثر شدة عند الذكور منه عند الإناث.

يلاحظ مخبرياً كثرة الكريات البيض وارتفاع سرعة التثفل وارتفاع مستوى البروتين الارتكاسي ووجود الأضداد لخلايا المخاطية الفموية.

المعالجة عرضية وتجريبية.

لقد أجرى الفريق الطبي الحجامة لعدد من حالات الإصابة بمتلازمة بهجت، وقد كان الأمر رائعاً، إذ انخفضت أعداد الكريات البيض وانخفضت سرعة التثفل وعاد مستوى البروتين الارتكاسي إلى حالته الطبيعية واختفت الأعراض السريرية تماماً.

والملاحظ هو أن نسبة الإصابة بهذه المتلازمة عند النساء أقل بكثير من الذكور وذلك بسبب المحيض فلا بديل عن الحجامة للتخلُّص من هذه الآفة.



أثر الحجامة على الخلل الوظيفي الجنسي:

(الضعف الجنسي Sexual Disfunction).. وبعض حالات العقم:

يمكن أن يكون الضعف الجنسي عضوياً، أو نفسي المنشأ، أو مزيجاً للاثنين، وتشمل أسباب الخلل العضوي؛ الأدوية والعجز الجسدي والاعتلال، أو المرض، أو الرضح الجراحي. وقد يكون للاختلال الوظيفي النفسي المنشأ علاقة بالكرب، أو الاكتئاب، أو الخوف، أو الغضب.

إذن يمكن القول أن العوامل المسببة للخلل الوظيفي الجنسي هي:

1) العوامل النفسانية؛ كالمشاكل في العلاقات العائلية، خبرة جنسية، ضحية مواقف عائلية سلبية..

2) العوامل النفاسية؛ وتتضمن مرضاً اكتئابياً ناجماً عن نقص الكرع (الشغف) أي ضعف الميل، مشاكل الكحول والهوس..

على كلٍّ تتطلَّب الوظيفة الجنسية السوية وجود آليات نفسية المنشأ وعصبية المنشأ ووعائية وهرمونية.. فهناك مراكز وأجهزة متعددة لبرمجة الدافع الجنسي وإثارة الحوافز والحصول على الاستجابة اللازمة وتشمل هذه المراكز والأجهزة على: المراكز الجنسية في نواة الهيبوثلاموس في الدماغ المتوسط، وثانياً المراكز العصبية في النخاع الشوكي والأجهزة العصبية التلقائية والغدد الهرمونية الصم.

ومن هنا يبرز دور الحجامة في حل العديد من هذه الحالات لهذه المشكلة التي يعاني منها الكثير في هذا العصر، إذ علمنا ما لها من آثار نفسية جيدة على المريض، ثم كونها تنشِّط النقل العصبي وتقويه، وكذلك تقوي التدفق الدموي وترفع من سوية التروية الدموية للأعضاء. فمثلاً؛ إن هرمون الأندروجين (المفرز من الخصية) بالدم ينتقل عن طريق الدم وهو يهيج المراكز الجنسية، فبالحجامة نؤمن نقلاً جيداً لهذا الهرمون للمراكز المذكورة وبالتالي نؤمن استجابة جيدة، وكون هذا الهرمون يهيِّج المركز الجنسي في المخ والذي بدوره يحثُّ الأعصاب التي تتحكم بأوعية الأعصاب المسمَّاة بالأجسام الكهفية الموجودة في عضو الاقتران وهذا الحث للأعصاب يزيد من تدفق الدم إلى داخل الكهوف الصغيرة، وهذا بدوره يؤدي إلى القدرة على الجماع.



إذن كون عملية الحجامة تقوم على تنظيف الأوعية الدموية من الترسبات الدموية المعيقة للتدفق والتروية الدموية وتحافظ على تروية مثالية وتدفق دموي جيد لعضو الاقتران فذلك يؤمن أولاً وقاية من الضعف الجنسي إن كان ذلك عائداً لهذه الأسباب، ثانياً تؤمِّن علاجاً ناجعاً يحلُّ محل مركبات السليدينافيل طيلة عام كامل وبدون أي آثار جانبية كالآثار التي تتركها المركبات الدوائية المذكورة والتي تعتبر خطيرة على الإنسان وخصوصاً على مرضى القلب والضغط الدموي.. ولا مجال هنا لنتحدث عن هذه الآثار السلبية على الإنسان المتعاطي لهذه الأدوية.

وهناك حالات عديدة من الضعف الجنسي قد برؤت من خلال تجربتنا على مدى عدة أعوام بعملية الحجامة.



ومن خلال هذه التجربة الفريدة من نوعها نجحت الحجامة في عدد من حالات العقم فأعادت البسمة للزوجين بعد فقدان الأمل من الطب والدواء.

أما عن هذه الحالات فكانت لأسباب نقص في عدد الحوينات المنوية رغم أن بعض أصحاب هذه الحالات قاموا بإجراء عملية الدوالي الخصيوية ولم يصلوا إلى نتيجة، وبالحجامة كانت النتيجة الصاعقة وتحقُّق المستحيل!!. فلقد ارتفع عدد النطاف ليصبح بالعدد المؤهل لحدوث الإلقاح والحمل.



نـمــــوذج:

ـ السيد (ع.أ.ح).. كان يعاني من عدم إنجاب، وكان عدد النطاف لديه (8500000)، ارتفع بعد إجراء عملية الحجامة إلى (28000000)، وانتقلت نسبة النطاف ذات الحيوية العالية في الساعة الأولى من (20)% إلى (35)% وحدث الحمل والولادة.

ـ السيد (ي.م).. كان يعاني من عدم إنجاب.. أجرى عملية الحجامة فارتفع عدد النطاف عنده من (18800000) إلى (57200000) وحدث الحمل والإنجاب.

ابن حزم
05-09-2005, 08:26 AM
وهذا الأثر العلاجي الناجع على الغالب عائد لرفع التروية الدموية للخصية وبالتالي تأمين الوسط الجيد المناسب لحدوث الانقسام الخليوي الجيد وتأمين العدد المطلوب القياسي من النطاف لحدوث عملية الإلقاح والحمل، فقد يكون سبب العقم أحياناً عائداً إلى التهاب جرثومي يتعب الخصية فتنخفض وتيرة وظيفتها عن الحد المثالي اللازم لحدوث الإلقاح فالحمل، أو للتروية الدموية القليلة نسبياً التي تروِّي الخصية، أو نتيجةً لتليف في الخصية إثر التهابات مزمنة فتعمل الحجامة على توسيع الأوعية الدموية وزيادة التروية ورفع وتيرة عمل الجهاز المناعي مما يؤدي للقضاء على الالتهابات وسير العمل الوظيفي الخصيوي على الوجه الأمثل، وتجاوز حالة العقم العائدة لبعض هذه الأسباب.

كذلك بهذه التروية الدموية الجيدة التي تؤمِّنها الحجامة للخصية فالنطاف، تؤمن تغذية مثالية للنطفة وتزيد في حركتها وحيويتها، وبذلك قد نتجاوز حالات العقم العائدة لهذا السبب.

ولا يسعنا إلاَّ أن نقول: إنها أعاجيب ومعجزات واقعية!!.





أثر الحجامة على العين:

أولاً: التهاب الملتحمة (الرمد):

إن الملتحمة معرضة للهواء والغبار، فهي لا تخلو من الجراثيم والعوامل الممرضة.

التهاب الملتحمة (التراخوم Trachoma):

وهي حمة راشحة كبيرة لها ميل خاص لأنسجة العين دون غيرها، ونسبة إصابة سكان العالم بها تعادل (20%). وتبدو بشكل احتقان متعمم في الملتحمة مع ظهور أجربة وحطاطات فيصبح منظر الملتحمة أحمر مخملي تترافق مع حس تخريش وحكة، وتكون الإصابة في البدء سطحية ثم تمتد إلى العمق حتى تشمل القرنية بكاملها مؤدية إلى حدوث كثافات دائمة تؤدي إلى العمى. وهناك عقابيل هامة تحدثها التراخوما كالشتور والشعرة وانسدال الجفن الجزئي وجفاف العين والتصاق الجفن بالمقلة.

لقد أجرى الفريق الطبي العديد من الحجامات على أشخاص عانوا من التراخوما وكانت النتيجة هي ذهاب الأعراض والشفاء الكلي المذهل.

التهاب الملتحمة الربيعي (الرمد الربيعي Spring Catarrh):

الرمد الربيعي مرض يصيب العينين، يشتد مع حرارة الجو، لذا فإنه يظهر في الربيع ويشتد في الصيف وتتناقص شدته في الخريف والشتاء، يصيب الذكور بشكل خاص. يشكو المصاب من إحساس بحرقة وحكة شديدين وخوف من الضياء والإدماع ولا توجد معالجة شافية للرمد الربيعي، ويُلجأ إلى المعالجة العرضية.

أما عندما طبَّق الفريق الطبي عملية الحجامة على الكثير من المصابين بالرمد الربيعي كانت النتيجة جدُّ صاعقة، إذ زالت كل أعراض المرض تماماً. كما طُبِّقت الحجامة الموضعية بالصدغين بواسطة (دود العلَقْ) فشفي المرضى كليّاً.

أما إصابة الإناث القليلة بهذا المرض فلا يمكن أن تعزى إلاَّ للمحيض، وهذا يؤكد أن لا بديل للذكور عن إجراء الحجامة علاجاً ووقاية أيضاً.



ثانياً: التهاب القرنية والملتحمة الجاف

(متلازمة جوغرن Kerato Conjunctivitis Sioco):

هو من الالتهابات المجهولة السبب وتحدث عند النساء في سن اليأس مترافقة مع التهاب المفاصل نظير الرثوي، تندر إصابة النساء بها في سن الشباب، وتكون الأعراض شديدة.

فالمرأة فقدت دورتها الطمثية التي كانت تخلصها من الشوائب الدموية وبالتالي أصبحت معرضة للإصابة بهذه المتلازمة، وهذا ما يجعل تطبيق الحجامة سنوياً عند المرأة التي بلغت سن اليأس ضرورةً لا يستغنى عنها مطلقاً لمنع الإصابة بمثل هذه الأمراض.

أما شحمية العين Pingacula، ورمل الملتحمة Lithiasis.. وهذه كثيرة الحدوث عند الكهول والشيوخ بسبب الخلل أو التقصير في عمل أجهزة الجسم، فلا يحصل ذلك بوجود الحجامة التي تحافظ على آلية ونشاط أجهزة الجسم وتكفل إيصال الإمداد الدموي المناسب لكلٍّ منها.



ثالثاً: تصبغ القرنية بالدم (Hematie Impregnation Of The Cornea):

وتحدث كاختلاط للنزف الغزير في البيت الأمامي مع ارتفاع توتر العين فتفقد القرنية شفافيتها وتبدو بلون أحمر رمادي مائل إلى الخضرة. والمعالجة وقائية مع إعطاء أدوية خافضة لتوتر العين في حال ميل التوتر للارتفاع.

أما بحال وجود الحجامة السنوية وكما أظهرت النتائج التي حصل عليها الفريق الطبي عند إجراء عملية الحجامة على أشخاص مصابين بارتفاع توتر العين أن الأعراض المرضية ذهبت وعاد توتر العين إلى حالته الطبيعية.



رابعاً: الآفات الوعائية الشبكية (Vasvular Lesions Of The Retina):

يحدث انسداد الشريان الشبكي المركزي فجأة بخثرة أو صمامة تؤدي إلى انعدام الرؤية، تتوذم الشبكية وتبدو اللطخة الصفراء بلون أحمر قانئ، أو تكون الخثرة في الوريد الشبكي المركزي أو أحد فروعه وتؤدي إلى نقص فجائي في الرؤية تترافق مع أنزفة واسعة ومنتشرة وتحتقن وتتوذم حليمة العصب البصري. وفي الحالتين كثيراً ما تكون المعالجة غير مجدية.

كل ذلك تختصره عملية الحجامة وتمنع تشكله، لأنها تزيل كل العوامل المؤدية إلى حدوث الخثرات بشكل عام.

ابن حزم
05-09-2005, 08:26 AM
خامساً: اعتلال الشبكية في فرط التوتر الشرياني (Hypertensive Retinopathy):

يتصف هذا المرض بتبدلات في أوعية الشبكية وبالشبكية نفسها فيحدث تضيق للشرايين مع زيادة تقرحها وسعة الانعكاس في لمعتها وتبدو بلون نحاسي دليل التهاب ما حول الشرايين، وقد يلاحظ أمهات صغيرة. وتكون الأوردة متوسعة ومتعرجة وقاتمة ويُلاحظ عند مرور شريان فوق وريد نلاحظ أن الوريد مختنق ومتوسع وقد تظهر وذمة مع بعض الأنزفة قبل التصالب ويكون ضيقاً بعد التصالب.

هنا تكمن الفائدة الكبرى للحجامة، إذ أجرى الفريق الطبي الحجامة للعديد من المرضى المصابين بفرط التوتر الشرياني وكان المذهل أنه يعود إلى الحالة الطبيعية تماماً.



سادساً: الزرق:

هو ارتفاع توتر باطن العين عن الحد الذي تستطيع أن تتحمله أنسجة العين، وينتج عن زيادة الإفراز أو نقص الإفراغ بإصابة الأجزاء المفرغة.

يزداد توتر العين فيشكو المريض من صداع نصفي وألم عيني مع احمرار العين وتدني الرؤية الشديد وإدماع وخوف من الضياء وإقياء وهذه الأعراض فجائية. والمعالجة الدوائية تؤدي إلى خدر ونمل في أصابع الأطراف ونقص شهية وحصيات كلوية.

لقد قام الفريق الطبي بإجراء عمليات الحجامة للعديد من المصابين بارتفاع توتر العين فكانت النتيجة عودة التوتر إلى الحالة الطبيعية وزالت كل الأعراض المرافقة.



سابعاً: مد البصر (Hypermetropia):

إن الجهد المبذول في المطابقة يؤدي إلى صداع وحس الحرقة والإدماع ورفيف الأجفان، يشكو المريض من نقص الرؤية أو اضطرابها للقرب على الأخص. إن مد البصر يؤهب العين للإصابة بالزرق. يلاحظ احتقان شديد في حليمة العصب البصري.



ثامناً: حسر البصر (Myopia):

لا يتمكن المريض من الرؤية الواضحة على البعد، وقد يشكو من الذباب الطائر وتكون حليمة العصب البصري كبيرة شاحبة، وقد تبدو بقع ضمورية في المشيمية والشبكية مع زوال أصبغة الشبكية.

قام الفريق الطبي بإجراء الحجامة للعديد من المصابين بمد البصر أو حسر البصر وكانت النتيجة أنه لم تعد هناك حاجة للنظارات وعادت العين لترى لوحدها من جديد.



تاسعاً: قصور البصر (Presboyopia):

تُفتقد مرونة الجسم البللوري مع تقدم السن تدريجياً، وكذلك العضلة الهدبية تتناقص قدرتها على العمل فتتناقص المطابقة تدريجياً.

لقد قام الفريق الطبي بإجراء الحجامة للمصابين بقصور النظر وكانت النتيجة عودة الرؤية إلى الحالة الطبيعية عند الكثيرين تدريجياً.



أثر الحجامة على أمراض الأذن والأنف والحنجرة:

التهاب الأذن الوسطى القيحي (Purulant Otilis Media):

يحدث بعد التهاب الأنف والبلعوم، يرافق الألم حمى، يكون فيها غشاء الطبل أحمر محتقن والأوعية الدموية متسعة، ثم يتمزق غشاء الطبل بفعل ضغط القيح المدمى. قد يترافق مع الورم الكوليسترولي، أو التهاب الناتئ الخشَّائي الحاد، أو التهاب التيه Labyrinthitis نتيجة ضغط الورم الكوليسترولي تؤدي إلى دوار مترافق برأرأه لبضعة أيام ينعدم السمع بعدها، أو التهاب الجيب الجانبي الخثري المترافق مع حرارة ليس لها تفسير واضح تعطي صفات تجرثم الدم، أو التهاب السحايا، ويبدي المريض أثناءها صداع وترفع حروري وصلابة نقرة، أو خراج الدماغ، أو شلل العصب الوجهي.

إن الصفة الأساسية التي تتمتع بها الحجامة هي تنمية القدرة المناعية لدى أفراد جهاز المناعة، وإيصال هذه الجنود عبر تروية دموية مثلى بدون خثرات ولا عرقلات لكلِّ أنسجة وأعضاء الجسم مما يمنع تنامي أي مظهر التهابي وقمع أي ظاهرة التهابية لا تحمد عاقبتها.



الشلل المحيطي للعصب الوجهي:

أسباب عديدة منها التصلب اللويحي والأورام والتهاب السحايا والتهاب الأذن الوسطى، ويبدأ خلسة ويتطور بسرعة متفاوتة، قد يترافق بألم في الأذن، وكل المعالجات ليس لفائدتها دليل أكيد.

لقد أجرى الفريق الطبي الحجامة للكثير ممن يعانون من مختلف أنواع الشلول وكانت نسبة الشفاء في هذه الحالات مذهلة وغير متوقعة أعادت المرضى إلى حياتهم الطبيعية.



الرعاف (Epistaxis):

وهو كل نزف من داخل الأنف خاصة منطقة الوترة الغزيرة التوعية والمعرَّضة للجفاف، وينتج عن مرض حموي أو دموي.

لقد قام الفريق الطبي بإجراء عمليات الحجامة للكثير من الأشخاص الذين كانوا يعانون من ظاهرة الرعاف، وتمت مراقبتهم لمدد طويلة فكانت النتيجة انقطاع هذه الظاهرة تماماً، وتطور قدرة الجهاز المناعي للقضاء على الحمَّات، ونشاط أجهزة الجسم المختلفة وخاصة الكبد، وضبط عوامل التخثر واعتدال ضغط الدم.



التهاب الأنف الأرجي (Allergic Rhinitis):

وهو إما فصلي يستمر عدة أسابيع ثم يزول وغالباً يكون العامل المحسس هو غبار الطلع، وإما أن يكون سنوي، أي طيلة أيام السنة متقطع أو مستمر. وتتم المعالجة بتجنب المادة المحسسة وغالباً ما تكون غير ممكنة.

إلاَّ أن الفريق الطبي أجرى الحجامة للعديد من المرضى وكانت المفاجأة أن زالت كل الأعراض التحسسية تماماً.



التهاب الجيوب (Sinusitis):

أعراضه الصداع والمفرزات الأنفية وقد يترافق بتوذم الجلد الساتر لمنطقة الجيب، ويشتد الصداع في الصباح ويخف خلال النهار تدريجياً. التهاب الجيوب قد يؤدي إلى اختلاطات منها الالتهاب الخلوي داخل الحجاج، خراج ما حول الحجاج وخثرة الجيب الكهفي، التهاب السحايا، خراج الدماغ والتهاب العظم والنقي.

إن تطور وتحريض نقي العظام على توليد عناصر مناعية جديدة إثر عملية الحجامة يكفل الشفاء الكامل من التهاب الجيوب الأنفية والخلاص من كل الدوافع المؤدية إليه. وقد أجرى الفريق الطبي عملية الحجامة لأشخاص عديدين كانوا مصابين بالتهاب جيوب أنفية فزالت الأعراض تماماً.



التهاب اللوزتين المزمن:

أعراض التهاب اللوزتين المزمن هي الشعور بعدم الارتياح في البلعوم مع هجمات متكررة من التهاب اللوزتين الحاد والتهاب البلعوم.

المدهش: شفاء ذلك الالتهاب بالحجامة إثر قيام الفريق الطبي بإجراء هذه العملية الطبية، مما يؤكد على مسألة ارتفاع وتيرة جهاز المناعة وتطور المقاومة الذاتية.



شلل الحنجرة:

تنشأ من آفة عصبية مركزية، أو إصابة محيطية ناتجة عن أم الدم الأبهرية، أو التضيق التاجي وضخامة الأذينة اليسرى والأورام.

صادفت الفريق الطبي إحدى حالات الإصابة بشلل الحنجرة، ولمَّا أجريت الحجامة لها كانت العودة للكلام فورية ورائعة، إذ الحجامة تعالج نقص التروية الدموية وتخفف الضغط الدموي وتنشط أجهزة الجسم المختلفة مما يعيد الأمر إلى ما كان عليه سابقاً قبل الإصابة.



أثر الحجامة على أمراض الجهاز التنفسي:

الربو والحالة الربوية:

الربو: متلازمة تنفسية تتميز بحدوث هجمات متقطعة من الزلة التنفسية المصوتة (وزيز أو صفير) تنجم عن فرط ارتكاس قصبي لمنبهات مختلفة ومتعددة، تزول الهجمة بشكل تلقائي أو بالمعالجة. ولا زال هناك عجز في تفسير السير الإمراضي لهذا المرض الشائع.

الحالة الربوية (Status Asthmaticus): هي هجمة ربوية حادة ومتواصلة لفترة تزيد على ست ساعات رغم استعمال كل المعالجات المعروفة من موسعات قصبية وستروئيدات قشرية وبالجرعة الدوائية القصوى.

تترافق هذه الهجمة مع زرقة مركزية واضطرابات عصبية (خبل، تهيج، فقد وعي، سبات) تترافق مع هبوط ضغط وبرودة وزرقة الأطراف المحيطة وقصور قلب أيمن حاد مع تسرع قلب وضخامة كبدية.

لقد أجرى الفريق الطبي الحجامة للكثير من المصابين بهذا المرض وكانت النتيجة الاستغناء التام عن كل الموسعات القصبية واختفاء كل الأعراض المرافقة.



أثر الحجامة على الروماتيزم أو الحمى الروماتيزمية(1) (Rheo Matic Fever):

الحمى الروماتيزمية هي ارتكاس مناعي يمكن أن يتلو التهاب البلعوم أو اللوزتين بنوع من البكتيريا يُدعى المكورات السبحية (العقديات Streptococci). وتصيب الحمى الروماتيزمية المفاصل بالالتهاب، كما قد تصيب عضلة القلب أو أجزاءه الأخرى وقد يتلو ذلك إصابة صمامات القلب بالتليف والتسمك وما يعقبه من تضيق في صمامات القلب، أو تسرب فيها.



تبدأ أعراض الحمى الروماتيزمية بترفع حروري وآلام والتهاب وانتفاخ في عدد من المفاصل وتبدو المفاصل المصابة حمراء منتفخة ساخنة، مؤلمة عند الحركة، ويبدو المريض متعرقاً وشاحباً. وأكثر المفاصل إصابة هي مفاصل الرسغين والمرفقين والركبتين والكاحلين، ونادراً ما تصيب مفاصل أصابع اليدين أو القدمين. وإذا كانت الهجمة الروماتيزمية شديدة، فقد يشكو المريض من ضيق النَفَس عند القيام بالجهد، أو حينما يكون مستلقياً وقد تظهر وذمة انتفاخ في الساقين. ومع تكرار نوبات الحمى الروماتيزمية يزداد خطر حدوث الإصابة في صمامات القلب. وفي الدول الغربية تحدث إصابات الصمامات بعد سنوات عديدة من نوبة الحمى الروماتيزمية، أما في العالم الثالث فتحدث الإصابة القلبية بصورة متكررة.

المعالجة بالبنسلين طويل المفعول عضلياً وبشكل متواصل قد توقف تطور الإصابة القلبية!!.

أما عندما أجرى الفريق الطبي عملية الحجامة لمرضى عانوا من أطوار مختلفة لشدة المرض كانت النتيجة الشفاء الكامل أو شبه الكامل، وما ذلك إلاَّ دليل على نشاط أجهزة الجسم كافة وخصوصاً الجهاز المناعي في القضاء على هذا المرض.



الحجامة والسرطان (الورم الخطير) " اضغط هنا "



الفرق بين دم الحجامة والدم الوريدي

نظرات في التقارير المخبرية المقارنة بين دم الحجامة والدم الوريدي:

إن من العجب العجاب هو ما تقدمه أفلام(1) دم الحجامة من مشاهد تكاد لا تصدَّق.. والأكثر إثارة هو ما قاله الأستاذ المخبري بلغة الشك والاستغراب: أيمكن أن يكون هذا دم آدمي؟!.

لقد كان محقّاً في دهشته، فإن ما رآه تحت الساحة المجهرية لم يكن إلاَّ أشكالاً لكريات حمر شاذة، فضلاً عن قلة الكريات البيض وإن كان هذا الدم يجري في عروق إنسان، فكيف يمكن أن يكون على قيد الحياة؟!. وخصوصاً أن ما يتصف به هذا الدم هو اللزوجة الزائدة جداً والتخثر كبير والاحمرار الداكن جداً(2).

الحقيقة أنه عندما تقترب الكريات الحمر من الموت يصبح من العسير عليها اجتياز الدوران الدقيقة، ولمَّا كانت شبكة الشعريات السطحية في الظهر كثيرة التشعب حتى تستدق فروعها فلا تُرى إلاَّ بالمجهر مما يجعلها مصيدة تقع فيها تلك الكريات الحمر الهرمة والتي أصبحت أشكالها متغيرة ومخالفة لترائبها من الكريات الفتية. والأُخر منها ذوات الأشكال الشاذة المخالفة للشكل الطبيعي (للكريات الحمر) وهي التي على الغالب ما تكون أشكال مرضية تنبئ بوجود مرض ما لأشخاص عديدين، وهذا ما أكدته أفلام دم الحجامة لأشخاص عديدين.

ابن حزم
05-09-2005, 08:29 AM
ولا بأس من أن نستعرض بعضاً من هذه الأشكال التي وردت في التقارير المرفقة ودلالاتها المرضية لندرك أثراً من روعة الحجامة:

أولاً: Anisocytosis (التفاوت في حجم الكريات):

أي وجود فرق كبير في أحجام الكريات، فبعضها صغير والبعض الآخر كبير. وهذا التفاوت في الأحجام يشاهد في جميع أمراض الدم، وليس له دلالة خاصة على مرض معين [شكل (71)].

ثانياً: Poikilocytosis (الاختلاف الكبير في شكل الكريات):

هنا نجد أشكالاً متنوعة من الكريات، فقد تكون بشكل الإجاص أو السلك أو الموز أو العصي أو غير ذلك من الأشكال، وهذا الاضطراب الشكلي يعزى إلى شذوذ يصيب السلسلة Abnoormality in Erythropoicsis [شكل (72)].

وتشاهد هذه الأشكال في مرض ابيضاض الدم Leukemia، أو تصلب نقي العظام، أو فقر الدم العرطل.

ثالثاً: Hypochromia:

ويدل هذا النوع من الكريات على وجود نقص في شدة تلوين الكرية الحمراء يرافقه نقص القيمة المطلقة لتركيز الخضاب الوسطى (M.C.H.C) [شكل (73)].

رابعاً: Targetcells (الخلايا الهدفية):

وهذه كريات حمراء رقيقة وأقل ثخانة من الكريات الطبيعية وتتصف بوجود الخضاب في مركزها الذي يحل محل الشحوب المركزي يليه شريط دائري خالي من الخضاب، حتى لتبدو للرائي وكأنها دريئة الهدف [شكل (74)].

على أن وجود هذه الكريات يدل على:

1) اضطراب قد طرأ على شكل الخضاب نتج عنه خضاب غير طبيعي كالخضاب المنجلي أو الخضاب .C. ، أو سواهما.

2) اضطراب طرأ على آلية توليد الدم كما يحدث في حالات فقر الدم الشديد بعوز الحديد، أو بعض الاضطرابات الكبدية، أو بعض استئصال الطحال.

3) كما أن هذه الخلايا تظهر أيضاً في حالات ارتفاع الكوليسترول بالدم.

خامساً: Schistocytes (الكريات الحمر المشقوقة):

وهذه الكريات فقدت قسم كبير أو صغير منها فأصبحت كقطعة من الخضاب، لذا تسمى Fregments Real Cell [شكل (75)].

ويصادف هذا النوع من الكريات في مختلف أمراض الدم الانحلالي وفي فاقات الدم العرطلي، ويدل وجودها على ازدياد نشاط الانحلال Hymolysis.

سادساً: Acanthocytes (الخلايا المشوكة) أو Spur cell:

وهذه تلاحظ في حالات فقر الدم للخلايا المهمازية [شكل (76)].

سابعاً: Spherocytes:

وهذا شكل آخر غير طبيعي للكريات الحمر [شكل (77)].

ثامناً: Tear Drop Cells، Red Cells ghost:

خلايا نتفيه، أشباح كريات حمراء [شكل (78)].



وأخيراً The small number of Leucocytes (عدد صغير من الكريات البيضاء):

هذا العدد البسيط من الكريات البيض والذي يعطي للحجامة مصب السبق، إذ إنها تحفظ على الجهاز المناعي في الجسم عناصره الفعَّالة ليبقى العين الساهرة على أمنه وسلامته.

إن الدم في الإنسان السليم في الأحوال العادية قد يحوي أمثال هذه الأشكال، ولكن بنسب تكاد لا تذكر إطلاقاً أمام ما رأيناه منها في أفلام دم الحجامة.

على أنه ومن خلال استعراضنا لأشكال الكريات الحمر الشاذة والتي ظهرت في أفلام دم الحجامة لأشخاص عديدين لم يسبق لهم أن عانوا من أية أمراض تكون مشاهداتهم الدموية أمثال هذه الكريات الشاذة، وهذا ما أكدته نتائج تحاليل دمهم الوريدي.

  

مما سبق نستطيع أن نقول: إن خروج هذه الأشكال غير الطبيعية والشوائب من الدم إنما يحرض نقي العظام على توليد أشكال طبيعية قوية وسليمة ليحافظ الجسم على حيويته وصحته، أو لتعود له العافية في حال المرض فيتمكن من صنع النصر ودحر ما يعصف به من أمراض مهما كان نوعها.

فالحجامة هي مصفاة Filter تنقي الدم من كرياته الحمر الشاذة والهرمة وأشباحها وأشلائها ليتحرر الدوران الدموي من كل ما يعرقل تياره فيزول خطر نقص التروية الدموية الذي يهدد بحدوث اختلال في عمل الأجهزة والأعضاء وضعف نشاطها ويمهد للإصابة بالتصلب العصيدي والجلطات الدموية وارتفاعات الضغط.

وبعد.. ألا يحق لنا أن نسمي الحجامة طحالاً إضافياً سنوياً يضفي على أجسامنا مسحة الصحة والسلامة والسعادة!!.

إن الملفت للنظر في تحليل مصل دم الحجامة هو ارتفاع السعة الرابطة للحديد (T.I.B.C)، إذ كانت بين (244-1057)، بينما هي في الدم الوريدي (250-410).

ابن حزم
05-09-2005, 08:29 AM
فوائد الحجامــة
يقول الدكتور علي رمضان في مقال له في مجلة صحتك العدد الحادي والعشرون ، أن الحجامة تنفع كثيرا بإذن الله تعالى في الحالات الآتية :
1. حالات الصداع المزمن الذي فشلت معه الوسائل الأخرى .
2. حالات آلام الروماتيزمية المختلفة خاصة آلام الرقبة والظهر والساقين.
3. بعض حالات تيبس أو تورم المفاصل المختلفة .
4. الآلام والحرقان الموجود في الأطراف خاصة مرضى السكر .
5. الضغط المرتفع .
6. بعض الحالات النفسية وحالات الشلل .
7. وقد وجد بعض المعالجين بالقرآن الكريم أن قراءة القرآن أثناء الحجامة تساعد الكثير من المرضى .
8. آلام الظهر والمفاصل والنقرس وأمراض البطن " إمساك ، عسر هضم ، عدم شهية ".
9. الأرق ومشاكل الحيض ... الخ . أ.هـ.


والحقيقة أن فوائد الحجامة أكثر مما ذكر ، والذي له معرفة في اللغة الإنجليزية فليبحث في الإنترنت عن كلمة cupping في عدة مواقع ليرى أقول الباحثين في فوائد الحجامة .





تأثير الحجامة على الجن:

الجن يتلبس الإنسان لأسباب عدة منها العين والسحر والعشق والأذى ... الخ ، ويتأثر الجان عندما تستفرغ مادة السحر والعين بالحجامة فتجد المريض في حالة اضطراب وارتعاش بل وإغماء أو حضور كامل أو جزئي قبيل وقت الحجامة .

وبعض الجن يكون مقيداً في أماكن محددة في الجسد ، وربما تكون هذه الأماكن هي مواضع الحجامة ، فأما أنه يهرب قبل الحجامة أو ينفر المريض منها ، وقد مرت علي حالات يحضر الجان حضوراً كاملاً فلا يشعر المريض بالألم حتى أنتهي منه ، وحالات يطلب خادم السحر حجامة المسحور في موضع معين من الجسم لتخفيف كمية السحر الذي يؤثر على المريض ، وهذه الأمور غيبية لا نعلم سببها ، فبعض الجن يتأذون من الحجامة وآخرون يطلبون الحجامة والنتيجة واحدة هي منفعة المريض بإذن الله تعالي .

ومن المعلوم أن الجان يجري من ابن آدم مجرى الدم كما ورد في الحديث ، ولعله يتسبب في ترك بعض الأخلاط الضارة في عصب وعضل وعروق الإنسان ، والحجامة تستفرغ هذه الأخلاط إذا ما وقعت عليها .

الحجامة وتأثيرها على العين :

إن العين إذا أصابت الإنسان يكون لها حيزاً وجرماً داخل جسم الإنسان ، إما على شكل بخار أو سائل أو زلال ، ومع الرقية تخرج على شكل رشح " عرق" أو على شكل بخار مع التثاءب أو على شكل زلال مع البلغم والإسهالات ، ويستفاد من الحجامة بأنها تمتص العين أو بعضها من الأماكن القريبة من سطح الجلد إذا ما وقعت عليها .

الحجامة وتأثيرها على السحر :

الحجامة تنفع في استفراغ السحر المأكول والمشروب والمشموم والمرشوش على الجسم " الداخلي عموما ".

فالسحر بعد أن يؤكل أو يشرب يستقر في البطن وينتشر مع الدم إلى معظم أعضاء الجسد ، ويكون في مواضع أكثر من غيرها على حسب أوامر السحر ، والحجامة تنفع كثيراً في استفراغ مادة السحر القريبة من سطح الجلد ، ولكنها لا تصل إلى السحر في أعماق البدن كالذي في أعماق البطن والصدر على الرغم أنه يأذن الله تعالى بأن يستفرغ المسحور أوي يحصل له إسهالا على إثر الحجامة ، وعموما هي نافعة جداً بإذن الله تعالى في استفراغ مادة السحر إذا ما تابع المسحور الحجامة على مواضع العقد والألم ومجامع السحر .



شواهد:

ذكر لي أحد المرضى وكان مسحوراً يقول: كنت أعاني من ألم شديد في أسفل الظهر وكنت لا أستطيع الجلوس إلا متكئا على وسادة أو غيرها ، ذهبت إلى الحجام وطلبت منه أن يضع المحجمة على موضع الألم ، وبعد الحجامة وجدت خفة وراحة وشفيت من ذلك الألم ولله الحمد .



آخر يقول كنت أعاني من صداع شديد لم تفلح معه الأدوية والمسكنات وكان بسبب السحر، نصحني أحد الاخوة بالحجامة ، ذهبت للحجام وذكرت له ما أعانيه من شدة الصداع فوضع المحجمة على هامتي ، وبدأ في مص المحجمة ، وبعدما أزال المحجمة عجب الحجام من لون الدم فقد كان لونه للقطران هو أقرب منه للدم ، وبعدها خف الصداع كثيراً ولله الحمد .



شاب أعرفه كان مسحورا بسحر الجنون وعانى من هذا السحر الشيء الكثير حتى دله الله سبحانه وتعالى على طريق الرقية الشرعية ومنها إلى الحجامة ، فكان يتعاهد نفسه بحجامة رأسه وجانبي رقبته حتى عادت له صحته وعقله وفقه الله إلى ما يحب ويرضى.



وآخر كان لا يستطيع أن يركع الركوع الصحيح في الصلاة بسبب سحر في ظهره ، وبعد الحجامة ذهب عنه ما يجد من الألم وأصبح يركع الركوع الصحيح ولا يشعر بشيء ولله الحمد والمنة .

ابن حزم
05-09-2005, 08:30 AM
الاحتجاج بالأحاديث النبوية في المسائل الطبية

تاريخ الفتوى: 12/ October/ 1999
تاريخ الإجابة: 2/December/ 2001



اسم المفتي أ.د / محمد سليمان الأشقر


وردت أحاديث كثيرة حول المسائل الطبية فما مدى حجية هذه الأحاديث ؟ وهل نحن مأمورون باتباعها حتى ولو خالفت ما توصل إليه العلم الحديث ؟



نص السؤال

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله يقول الأستاذ الدكتور محمد سليمان الأشقر أستاذ الشريعة بجامعة الكويت إن الأحاديث المذكورة نوعان رئيسيان:



أولهمــا: ما يعتبر شرعا يتبع، ويعمل به، كسائر الأحاديث الواردة عنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ في شؤون الاعتقادات والعبادات والمعاملات والأحكام المختلفة التكليفية والوضعية.

والثاني: مالا يعتبر شرعا، ولا يلزم العمل به، وسبيله سبيل الشؤون الدنيوية ،يعتبر قول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فيها كقول سائر الناس النوع الأول وهو ما ورد من الأحاديث في الطب ويعتبر شرعا يتبع: ويشمل فئات: ـ

الفئة الأولى:

أ- ما كان من الأحاديث الواردة في حكم أصل العمل بالطب والمعالجات وتناول الأدوية. فهذا النوع شرع يتبع، لأن الطب فعل من أفعال المكلفين، والشرع جاء ليحكم أفعال المكلفين ببيان ما يوجبه الله منها وما يحرمه، أو يستحبه أو يكرهه ، أو يجيزه بلا تفضيل لفعله على تركه ولا عكسه، وهي الأحكام التكليفية الخمسة: الواجب، والمحرم، والمستحب، والمكروه، والمباح، ولا يخرج عنها أي فعل من أفعال المكلفين. وقد وردت في أصل العمل بالطب أحاديث منها: حديث الأمر بالتداوي، وأن الله تعالى ما أنزل داء إلا أنزل له دواء، غير داء واحد، اختلفت الأحاديث في تعيينه، ففي بعضها: هو الهرم، وفي بعضها: هو الموت. فمن ذلك حديث أسامة بن شريك أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: " يا عباد الله تداووا، فإن الله لم يضع داء إلا وضع له دواء، غير داء واحد: الهرم ". رواه أحمد وأصحاب السنن الأربعة. وحديث أبي سعيد الخدري مرفوعا: " إن الله لم ينزل داء إلا أنزل له دواء، علمه من علمه، وجهله من جهله، إلا السام، وهو الموت " رواه الحاكم. وبمعناه من حيث الجملة روى من طريق أنس ، وأبي هريرة، وأم الدرداء ، وابن مسعود ، وجابر. ورواه البخاري من حديث أبي هربرة مرفوعا مختصرا هكذا " ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء " وفي صحيح مسلم من حديث جابر " لكل داء دواء، فإذا أصيب دواء الداء برأ بإذن الله تعالى " وفي الموطأ مرسلا " أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال لرجل: أيكما أطب ؟ قالا: يا رسول الله، وفي الطب خير؟ فقال: أنزل الداء الذي أنزل الدواء " . قال ابن حجر: في هذه الأحاديث الإشارة إلى أن الشفاء متوقف على الإصابة بإذن الله، وفيها الإشارة إلى أن بعض الأدوية لا يعلمها كل أحد ، وفيها إثبات الأسباب، وأن العمل بالطب لا ينافي التوكل على الله، لقوله " بإذن الله " والتداوي لا ينافي التوكل كما لا تنافيه سائر الأسباب، كدفع الجوع والعطش بالأكل والشرب، وكتجنب المهلكات، وكالدعاء بطلب العافية، ودفع المضار، ونحو ذلك. وقد أخرج ابن ماجه حديث أبي خزامة عن أبيه قال " قلت: يا رسول الله، أرأيت رقى نسترقيها، ودواء نتداوى به، هل يرد من قدر الله شيئا؟ قال: هي من قدر الله ".



ومثلها الأحاديث الواردة التي تفيد أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان إذا مرض يتداوى، وربما سأل الأطباء عن دواء مرضه، وكانت وفود العرب تصف له الأدوية، فكانت عائشة رضي الله عنها تعالج له تلك الأدوية أي تمزجها وتهيئها، ومن ثم كان لها علم بالطب. وكان إذا مرض غيره وصف له دواء، وربما أرشده إلى طبيب ليداويه، فكل ذلك يشير إلى أن الطب من حيث الأصل مشروع ، والتداوي مطلوب شرعا، فليس هو حراما ، ولا يخالف عقيدة الإسلام ولا شريعته. وذلك واضح من القواعد الشرعية العامة أيضا، فإن الشريعة تأمر بالسعي في أسباب المصالح، ودرء المفاسد، وتوقي الأضرار والمهلكات .



الفئة الثانية: أحاديث فيها توجيهات شرعية متعلقة بعملية التداوي وشؤون المرضى :

من ذلك حديث البخاري عن الصحابية ربيع بنت معوذ ، قالت " كنا نغزو مع رسول الله-حب نسقي القوم، ونخدمهم، ونرد القتلى والجرحى إلى المدينة " وفي رواية " ونداوى الجرحى ". ففيه جواز مداواة المرأة للجرحى من الرجال. قال ابن حجر : يجوز عند الضرورة، وتقدر بقدرها فيما يتعلق بالنظر والجس باليد وغير ذلك . وهذا الذي قاله عندي فيه نظر، فليس في الحديث إشارة إلى أي ضرورة، بل هي الحاجة إلى العلاج ، والحاجة أخف من الضرورة. وقد كان يمكن تفريغ بعض الرجال لذلك العمل، لو كان في الأصل محرما. وأيضا ما ورد أن رفيدة الأسلمية كان لها خيمة بالمسجد تداوي فيها الجرحى، ينفي وجوب الاقتصار على قدر الضرورة.



ومنها أحاديث الأمر بعيادة المريض ، وأن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان يعودهم، حتى " إن غلاما يهوديا كان يخدم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، فمرض، فأتاه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يعوده فقال: أسلم. فأسلم " وكان إذا عاد المريض ربما وضع يده على جبهته، ومسح على صدره وبطنه، ودعا له. نقل البخاري أنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ فعل ذلك عندما زار سعدا. وربما رقى المريض. ففي صحيح البخاري من حديث عائشة: " أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان إذا أتى مريضا، أو أتى إليه به قال: "أذهب البأس رب الناس، اشف وأنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقما "



ومنها حديث النهي عن التداوي بالمحرمات: كحديث أنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ سئل عن الخمر يتداوى بها فقال: " إنها ليست بدواء ولكنها داء " رواه أحمد ومسلم وأبو داود والترمذي . وكحديث: " أن الله لم يجعل شفاءكم فيما حرم عليكم " رواه عبد الرزاق والطبراني مرفوعا. ورواه الحاكم عن ابن مسعود موقوفا. وكحديث " إن الله جعل لكل داء دواء، فتداووا ، ولا تتداووا بحرام " فهذه الأحاديث هي من قبيل الشرع ، لأنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ ناط الحكم بمعنى شرعي، وهو التحريم، فما كان من المواد محرما لم يجز التداوي به. ولا يعني هذا أنه لا يجوز استعماله عند الضرورة، مع عدم وجود دواء آخر غير الدواء المحرم، بل إن الضرورة تبيح المحظور، فيعود حلالا لذلك المضطر، لقوله تعالى: ( وقد فصل لكم ما حرم عليكم إلا ما اضطررتم إليه ) فإذا عاد حلالا لم يكن داخلا في قوله (إن الله لم يجعل شفاءكم فيما حرم عليكم ) ومن هذا القبيل التداوي بالنجاسات. وفي كل من النوعين خلاف يعرف بالرجوع إلى كتب الفقه.



الفئة الثالثة: أحاديث أبطلت أنواعا من المعالجات، كانت سائدة في الجاهلية، تنافي صحة الاعتقاد الإيماني، لأنها ليست أسبابا حقيقية للشفاء:

أ- من ذلك ما و رد أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ " دخل عليه رجل وفي يده حلقة من صفر. فقال ما هذا؟ فقال: من الواهنة. فقال: انزعها فإنها لا تزيدك إلا وهنا، وأنت لو مت وأنت ترى (أي تعتقد) أنها تنفعك لمت على غير الفطرة " رواه أحمد والطبراني من حديث عمران بن حصين. ورواه الطبري. (الواهنة ريح تأخذ في المنكبين عند الكبر. وقيل مرض يأخذ في عضد الرجل. كذا في لسان العرب).



ب- ومنها " أن عبد الله بن عكيم الجهني الصحابي رضي الله عنه خرج به خراج، فقيل له. ألا تعلق عليه خرزا ؟ فقال: لو علمت أن نفسي تكون فيه ما علقته. ثم قال: إن نبي الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ نهانا عنه " رواه ابن جرير وصححه .



ج- ومنها قوله " إن الرقى والتمائم والتولة شرك " رواه أحمد وأبو داود والحاكم من حديث ابن مسعود. ومثله حديث: " من علق تميمة فقد أشرك " والمراد بالرقى الرقى المجهولة، وما كانت الاستعاذة فيها بغير الله تعالى، بخلاف الرقية بالفاتحة والمعوذتين والأدعية المشروعة. والمراد بالتمائم الأحجبة التي تعلق على الأطفال والبيوت والسيارات ونحو ذلك، يزعم الجهلة أنها ترد العين، أو تمنع المرض والحوادث. والتولة شيء كانوا يصنعونه يزعمون أنه يحبب المرأة إلى زوجها.



الفئة الرابعة: أحاديث أمرت بأدوية ومعالجات ربطتها بأحكام تعبدية وشعائر دينية.

أ- من ذلك حديث أحمد والنسائي عن عائشة مرفوعا: " السواك مطهرة للفم مرضاة للرب " وفي صحيحي البخاري أيضا " لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك مع كل صلاة ".



ب- ومنها أحاديث الاسترقاء ، منها ما في صحيح البخاري من حديث عائشة قالت: كان رسوله الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ إذا أوى إلى فراشه نفث في كفيه بقل هو الله أحد والمعوذتين جميعا، ثم يمسح بهما وجهه وما بلغت يداه من جسده. قالت عائشة فلما اشتكى كان يأمرني أن أفعل ذلك به.



ج- ومنها أحاديث الدعاء للمريض ، كقوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ " اللهم رب الناس، مذهب البأس ، اشف أنت الشافي ، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقما ".



د- ومنها حديث " داووا مرضاكم بالصدقة "

ابن حزم
05-09-2005, 08:31 AM
الفئة الخامسة: أحاديث مبنية على النص القرآني:

أ- فمن ذلك أحاديث التداوي بالعسل، منها حديث البخاري عن جابر بن عبد الله أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال " إن كان في شيء ، من أدويتكم خير ففي شرطة محجم، أو شربة عسل، أو لذعة بنار توافق الداء. ولا أحب أن أكتوي ". وإنما قلنا إنها حجة لكونها أخذا بنص القرآن: ( يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس ).



ب - ومنها ما روى عمر بن الخطاب عند أحمد والترمذي والحاكم أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال " كلو! الزيت وادهنوا به، فإنه من شجرة مباركة " فإنه ينظر إلى قوله تعالى: ( وشجرة تخرج من طور سيناء تنبت بالدهن وصبغ للآكلين ) .



الفئة السادسة: أحاديث فيها ذكر أدوية أو معالجات يخبر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه علمها بطريق الوحي ، أو إخبار الملائكة ، أو أن الله يحبها، أو يكرهها، و نحو ذلك.

وإنما كان هذ ا النوع من الأدوية صحيحا ومشروعا لأنه منسوب إلى الله تعالى أو ملائكته. وقد تقدم قول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في حديث تأبير النخل " ما حدثتكم عن الله فخذوا به، وما حدثتكم من رأي فإنما أنا بشر أخطىء وأصيب " فهذه الفئة منضمة إلى ما حدثنا به النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن الله تعالى من سائر أمور الدين، فلزمنا العمل به، سواء كان نهيا، فيمنع التداوي به، أو أمرا فيكون دواء مقبولا.



أ- فمن ذلك أحاديث الأمر بالتداوي وأصل العمل بالطب كما تقدم في الفئة الأولى لأن فيه " أن الله ما أنزل من داء إلا " أنزل له شفاء " فأسند ذلك إلى الله تعالى، ومنها أحاديث النهي عن التداوي بالمحرمات كما تقدم في الفئة الثانية ، كما في رواية " إن الله لم يجعل شفاءكم فيما حرم عليكم ".

ب- ومنها ، حديث أبي هريرة عند أحمد وأبي داود والحاكم أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: " إن كان في شيء مما تتداوون به خير فالحجامة " في رواية ابن مسعود أنه قال: " ما مررت ليلة أسري بي بملأ من الملائكة إلا قالوا: يا محمد بشر أمتك بالحجامة " رواها الترمذي. وروى مثلها أحمد والحاكم من حديث ابن عباس مرفوعا. وأحاديث الأمر بالحجامة كثيرة ، ولكن ليس في شيء منها إسناد الخبر عنها إلى الملائكة، إلا رواية ابن مسعود، فإن صحت رواية ابن مسعود، وإلا تكون أحاديث الحجامة كلها من النوع الثاني، وهو ما لا حجة فيه. ويشترط في هذه الأحاديث التي وردت في هذه الفئة كي تكون حجة في باب الطب أن يكون الحديث على درجة عالية من الصحة، لأن تطبيقه على الأجسام الإنسانية قد يكون فيه ضرر كبير، فإن وقع الضرر فلا يكون للطبيب عذر أن يتبين كون العلاج مبنيا على حديث صحيح ظاهرا لكنه في الحقيقة موهوم أو مكذوب .

النوع الثاني وهو مالا حجة فيه من أحاديث الطب وهو سائر الأحاديث النبوية الواردة في الطب والعلاج ، وليس فيها ما يشعر أنها من قبل الله تعالى، أو أنها من قبيل الشرع، ونحن نذكر جملة من تلك الأحاديث على سبيل التمثيل لا على سبيل الحصر:

ا- فمنها حديث: " أصل كل داء البردة " رواه ابن السني وأبو نعيم في " الطب " والدار قطني في " العلاج "، من حديث علي وأبي سعيد وأنس بن مالك. البردة : برودة المعدة.

2- ومنها حديث مقدام بن معد يكرب عند أحمد والترمذي مرفوعا "ما ملأ آدمي وعاء شرا من بطنه، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه ، فإن كان لا محالة فثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وتلث لنفسه. " ومنها حديث.... عند الإمام أحمد مرفوعا " كلوا الرمان بشحمه فإنه دباغ المعدة "

3- ومنها أحاديث الحجامة، كما تقدم في الفئة السادسة من النوع الأول، إن لم يصح الحديث بأن الملائكة أمروا النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بها . فمنها قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ " إذا اشتد الحر فاستعينوا بالحجامة ... " رواه الحاكم الحاكم من حديث أنس .

4- ومنها حديث أبي هريرة عند أحمد وأبي داود مرفوعا " إن كان في شيء مما تتداوون به خير فالحجامة " . في أحاديث مختلفة جمعها صاحب كنز العمال ، أن الحجامة تذهب الدم ، وتجلو البصر، وتجف الصلب، وتنفع من وجع الرأس و الأضراس ، والنعاس، والبرص ، والجنون. وروى عبد الرزاق من حديث عبد الرحمن بن كعب بن مالك أن يهودية قدمت للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في خيبر طعاما مسموماً فأكل منه ، وأكل منه بعض اصحابه . وفي القصة أن الوحي أخبره بالسم فاحتجم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ثلاثة على الكاهل ، وأمر أصحابه أن يحتجموا ، فاحتجموا فمات بعضهم .

5 - ومنها حديث ابن عباس عند الترمذي والحاكم ، وحديث ابن مسعود عن الترمذي وأبي نعيم في الطب " إن خير ما تداويتم به اللدود والسعوط والحجامة والمشي ، وخير ما اكتحلتم به الإثمد ، فإنه يجلو البصر وينبت الشعر " . اللدود : هو الدواء الذي يسقاه المريض من أحد جانبي الفم . والمشي : الإسهال . والمراد أخذ المسهل .

6- ومنها حديث أنس عند مالك وأحمد مرفوعا " أمثل ما تداويتم به الحجامة والقسط البحري " القسط البحري : عود يجاء به من الهند ، يتبخر به النساء والأطفال. وقيل هو العود المعروف (كذا في لسان العرب) أي هو عود الطيب الهندي .

7- ومنها. حديث سعد بن أبي وقاص مرفوعا عند أحمد والبخاري ومسلم وأبي داود " من تصبح كل يوم بسبع تمرات عجوة لم يضره في ذلك اليوم سم ولا سحر. " وحديث عائشة مرفوعا عند مسلم " إن في عجوة العالية شفاء ، وإنها ترياق أول البكرة ." (العالية القرى والحوائط التي بجوار المدينة المنورة من جهتها العليا من جهة نجد ، والسافلة ما كان من أسفلها من قبل البحر ، والترياق دواء السم ) . وحديث عائشة مرفوعا أيضا عند ابن عدي وأبي نعيم في " لطب " : " ينفع من الجذام أن تأخذ سبع ثمرات من عجوة المدينة كل يوم ، تفعل ذلك سبعة أيام " .

8 - ومنها حديث سعد مرفوعا عند أبي داود " إنك رجل مفؤود ، ائت الحارث ابن كلدة أخا ثقيف ، فإنه رجل يتطبب ، فليأخذ سبع تمرات من عجوة المدينة ، فليجأهن بنواهن ، ثم ليدلك بهن " .

9 - ومنها حديث ابن عباس مرفوعا ، عند أحمد والبخاري ومسلم " الحمى من فيح جهنم فابردوها بالماء " وروى مثله عن ابن عمر وعائشة ورافع بن خديج وأسماء بنت أبي بكر .

10 - وحديث عائشة أنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ في مرض موته " صب عليه من سبع قرب لم تحلل أوكيتهن" .

فهذه الأحاديث المذكورة في هذا النوع الثاني، ونحوها من الأحاديث التي تدخل في صلب الأمور الطبية والعلاجية، لا ينبغي أن تؤخذ حجة الطب والعلاج ، بل مرجع ذلك إلى أهل الطب ، فهم أهل الاختصاص في ذلك، وقد يتبين في شيء من هذه الأحاديث الخطأ من الناحية الطبية الصرفة، وكما قال القاضي عياض: ليست في ذلك محطة ولا نقيصة، لأنها أمور اعتيادية يعرفها من جربها وجعلها همه وشغل بها، ولذا يجوز على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فيها ما ذكرنا - يعني الخطأ والصواب إثبات فاعلية هذه الأدوية والمعالجات: إنه وإن قلنا في أحاديث هذا النوع الثاني وأمثالها إنها ليست حجة في الأمور الطبية، فإنه لا ينبغي مع ذلك إطراحها بالكلية ، بل ينبغي أن تثير احتمالا بالصحة، كسائر الأقوال الطبية المأثورة عن أهل التجارب والمعرفة من غير أهل الاختصاص، بل هي أولى منها ، للشبهة في أنها قد تكون مبنية على الوحي، ولو كانت شبهة ضعيفة، ولذا أرى أن تخضع للتحليل وللتجارب على الأسس المتعارفة عند أهل الاختصاص. فإن و جدت صالحة أدخلت حيز العمل ، و يكون التحليل والتجريب هو الحجة في صلاحيتها، دون كونها مما ورد عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وخاصة وأن الكثير منها لا يثبت من حيث الرواية بطريق القطع أو شبهه على الوجه الذي تقدم بيانه في آخر الكلام على أحاديث النوع الأول، فالحاجة إلى إثبات صلاحيتها أو عددها قائمة أيضا لهذا المعنى ، وإن لم تثبت صلاحيتها أو ثبت ضررها فلا مانع من بيان ذلك للجمهور لئلا يستمر العمل بها.

تناول الأدوية المأثورة على أساس الاعتقاد الإيماني : إن ابن خلدون رحمه الله بعد كلامه من أن الطب المنقول في الشرعيات عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لا ينبغي أن يحمل على أنه مشروع، وأنه ليس هناك ما يدل على ذلك ، تابع كلامه قائلا " إلا إذا استعمل على جهة التبرك وصدق العقد الإيماني ، فيكون له أثر عظيم في النفع ، وليس ذلك في الطب المزاجي ، وإنما هو من آثار الكلمة الإيمانية " . وقال ابن حجر " استعمال كل ما وردت به السنة بصدق ينتفع به من يستعمله، وبدفع الله عنه الضرر بنيته، والعكس بالعكس " ولعله يعني بالعكس أن من استعمل الأدوية المذكورة مع عدم تصديق بها ولا يحصل بفائدتها لا يحصل له انتفاع بها. وفي بعض كلام ابن حجر في فتح الباري تشبيه ذلك بالشفاء القرآني لما في الصدور، كما قال الله تعالى ( يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين ) أي فكما أن مواعظ القرآن لا ينتفع بها إلا من كان مؤمنا بالقرآن وهدايته ، فكذلك الأدوية النبوية للأجسام لا ينتفع بها إلا من كان مؤمنا بنفعها لصدورها عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ.



والذي نقوله أنه لا شك أن من فضائل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه يجوز التبرك بآثاره والاستشفاء بها، فقد نقل أنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ دعا بقدح فيه ماء ، فغسل يديه ووجهه ومج فيه، ثم قال لأبي موسى وبلال: اشربا منه وأفرغا على وجوهكما ونحوركم ، وتوضأ وصب على جابر . ثبت ذلك في صحيح مسلم ومسند أحمد من حديث أسماء بنت أبي بكر . وحنك بعض صبيان الأنصار بالتمر. وكل هذا من خصائصه ـ صلى الله عليه وسلم ـ فإن الصحابة رضي الله عنهم لم يتبركوا بأفاضلهم. وليس في الأمة بعد نبيها أفضل من أبي بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي ، فلم ينقل عن أحد من الصحابة، ولو حادثة واحدة، أنهم تبركوا بهؤلاء الأولياء الأربعة أو غيرهم فهذا إجماع منهم على الترك .




إذا علم هذا فهل يكون ما ورد من النبي صلى الله عليه وسلم من المعالجات الطبية هو من جنس آثاره وملابسه ونحو ذلك ، حتى يستشفى بها ؟

يبدو أن في هذا نظرا ، فإنه لما ثبت أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ نبه على أن ما يصدر عنه في مثل ذلك هو مجرد رأي يراه ، وأنه بشر يخطيء ويصيب ، وأن الناس يأخذون من كلامه في الشؤون الدنيوية بما حدث به عن الله تعالى ، وأما ما حدث به من قبل نفسه فهم أعلم بدنياهم ، فكيف يتساوى ما نبه على عدم نفعه من الشؤون التي قالها من عند نفسه ، مع ما أذن فيه من التبرك بآثاره ـ صلى الله عليه وسلم ـ. ثم إن الصحابة الذين تركوا تأبير النخل إنما تركوه تصديقا لرسول الله : ـ صلى الله عليه وسلم ـ وإيمانا به ، وعملا بقوله ، ومع ذلك خرج ثمره ذلك العام شيصا ، أي تالفا غير صالح، ولم يأت إيمانهم وتصديقهم كافيا ليصلح به الثمر، لأنه ليس في الحقيقة سببا لذلك . ولذلك فإن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ صحح لهم اعتقادهم ، وأعلمهم أنهم ما كان لهم أن يأخذوا بقوله في ذلك، فإن ذلك من شؤون الدنيا وهم بها أعلم. فكذلك هذه الأمور الطبية الصرفة ، هي من صميم الأمور الدنيوية ، لا يكفي فيه مجرد الإيمان- التصديق مع كونها ليست أسبابا في حقيقة الأمر . وأما القياس على الشفاء القرآني بالمواعظ فهو قياس فاسد ، فإن مواعظ القرآن من لم يصدق بها لا يستمع إليها ، وإن استمع إليها فإنه لا يقبلها ولا يعمل بها، فكيف تنفعه؟ كالدواء المادي إذا لم يتناوله المريض لا ينفعه. أما إن تناوله فإن تأثيره في الأجسام لا يختلف بالتصديق وعدمه. والله أعلم


نقلا عن اسلام اون لاين


http://www.islamonline.net/complete...p?hFatwaID=1764

ابن حزم
05-09-2005, 08:31 AM
مقتطفات من كتاب الحجامة مفتاح العلاج في الطب البديل


المقدمة

حمدا لله وكفى وصلاة وسلام على من اصطفى وبعد .
إن مما يدعوا للعجب أو السخرية في آن واحد هو الاعتقاد بقدسية الغرب وأنهم أرفع علما وشأنا, فما أن درس أهل العلم هناك موضوع الحجامة وأثبتوها بأبحاثهم حتى هلل لهم أهل الأصل وتنادوا بأهمية الحجامة وأخذوا في نشرها .

فموضوع الحجامة بعد أن استقصيته عبر الكتب والإنترنت ومن أحاديث الرسول عليه السلام لم أجد فيه أمر طبيّ قد شوه وزيد ودس عليه كما فعل مع الحجامة, إن كان ذلك في موعدها أو وقتها أو حتى في مواضعها.

إن الحجامة هي سنة دوائية مؤكدة بالقول و الفعل عن الرسول عليه السلام ولا مجال للتشدق أو إنكارها , فهي علاج ووقاية ولكنها ليست كما يتصور أو يروج لها البعض من أنها الدواء الساحر الشافي من كل شئ ونحن في هذا المقام نقول بأن الحجامة قد تكون بحد ذاتها شافية ولكنها في أغلب الأحيان مساعدة ومكملة لعمل الأدوية والعلاجات الأخرى . ولقد اعترض بعض العلماء ، ومنهم ابن خلدون وتبعه بعض الكتاب المعاصرين بأن أقوال الرسول صلى الله عليه وسلم في الطب هي من باب المشورة لا من باب التشريع. واستدلوا بقوله صلى الله عليه وسلم أنتم أعلم بأمر دنياكم) (28)، وجعلوا الطب من الصناعات التجريبية, وأنه من الأمور التي ليس للتشريع فيها مجال، وهذا واضح البطلان ، لأن ما ورد في القرآن والسنة الصحيحة هو تشريع لا شك إذا ما ثبت أن لا دواء إلا به ، ولا حجة للمكابر في ذلك ، إلا ما كان من القصص أو الأخبار التي سيقت للموعظة والاعتبار ولكنها مع ذلك لا تخلو من حكم وأهداف أخرى.

وأول اطلاع لي على الحجامة النبوية كانت أثناء دراستي للطب البديل حيث طلب مني مدرسها إعداد بحث مفصل عن الحجامة في الإسلام وأكثر ما أثار حفيظته , و أبكاه بعد ذلك هو تحديد المصطفى عليه السلام لميقاتها وقال لي بالحرف (من علم محمد سرا قديما من أسرار أباطرة الصين).

فتاريخ الحجامة مولغ في القدم لأكثر من خمسة قرون مارسها أهل الشرق وأهل الغرب وكانت تنتقل من جيل إلى آخر . حتى جاء الإسلام فحدد لها المصطفى عليه السلام ميقاتا زمنيا حسب حركة القمر من نشوءه إلى أفوله وجاء العلم الحديث ليثبت عبر التحاليل صدق معجزته عليه السلام وليقول كلمة حق في سنة أماتها الناس بعد أن ضعف الوازع الديني عندهم وبعد أن أدخل عليها الكثير من الدجل والشعوذة .

فالحجامة هي أمر مندوب إليه في الإسلام ومواضعها على الجسد هو أمر غير تعبدي أي أن ما ورد عن الرسول عليه الصلاة والسلام يؤخذ به وبغيره من المواضع وان كان ما أخبر به عليه السلام هو أفضلها.

قد نجد من العامة , الأطباء أو المثقفين من يشكك في جدواها , وبعلم أو بغير علم ينفرون الناس منها وحتى بعد أن يروا فائدتها يردون ذلك إلى العامل النفسي وقد يساعدهم في دعواهم تنطع الجهال والمتكسبين ممن يدعي أنه ( حجّام ) فلعلهم قد نظروها في كتاب أو شاهدوها على التلفاز….فيسيئوا بجهلهم للكثير من الناس حين يصيبوا في حالة ويخطئوا في عشرة , لهذا نشدد على حقيقة واضحة هو أن أتركوا الاختصاص لأهله وليتقي الله من يحجم الناس بغير علم .

بما إن العلم في حركة متقدمة تقدمت الحجامة بأدواتها ومواضعها وطرق تشخيصها وأصبح الحاسب يلعب دورا أساسيا فيها , ولم يعد هذا العلم حكرا على أهل الغرب وحدهم فهذه بشارات ظهرت في ماليزيا وإيران وسوريا بدراسات جادة وواعده ومؤصّلة ترقى إلى درجة العالمية في موضوع الحجامة.

هذا الكتيب هو عصارة جهد وبحث في كثير من الكتب والصحف والمراجع ومواقع الإنترنت إضافة إلى نصح ورسائل كثير من الإخوة في الدول العربية والإسلامية وتشجيع أهل الفضل في هذا البلد العامر بأهله وخبرة امتدت لسبع سنوات نقدمها بين يدي القارئ ,وهي الطريقة السليمة الحديثة لإجراء الحجامة .

ونشكر هنا الدكتور الفاضل حسين النقيب أستاذ الحديث الشريف في جامعة النجاح الوطنية لمراجعته الكتاب والتعليق عليه وكذلك شكرنا للأستاذ القدير محمود أبو العز لمراجعته الكتاب لغويا كما ونشكر السيد شادي النوري لتفضله بطباعة مسودة هذا الكتاب كما أشكر أهل بيتي لما وفروا من راحة لي أثناء إعداد الكتاب .كما وأشكر الأخ الدكتور إبراهيم أبو النعاج من الهند لما بذله من جهد في رسائله وإرشاداته .وبعد أسأل الله أن يمّن بالصحة على الجميع وأن ينفع بهذا الجهد كل محتاج آمين .


1: الحجامة في اللغة :
الحجامة من الحجم (بفتح الحاء وتسكين الجيم) أَي المصّ ….. وأحجم ضد التقدم .
والحجامة هي فعل الحاجم وحرفته والحجام (بكسر الحاء ) هو المصاص وحجم الشيْ أي إعادة إلى وضعة الأصلي…. إذاً هي حرفة وفعل وعمل... قال الأزهري (يقال للحاجم .. حجّام لامتصاصه الدم من فم المحجم ).والمحجم هو الآلة التي يجمع فيها الدم أي القارورة وهي مشرط الحجّام أيضا .
كلمة (الحجامة) مأخوذة من (حَجَمَ) و (حَجَّمَ)، ونحجَّم مجموعة النعم في نعمة واحدة، أي: جعلها محتوية على خصائص جميع تلك النعم.، فمن احتجم تحجم الأمراض من التعرُّض له .

2: الحجامة وبعض أسمائها بلغات أخرى
ا: الإنجليزية suction cup therapy: أو cupping therapy
ب: الصينية: Ba Guan Zi أو Baguanfa ج: اليابانية : kyuka ku د: الماليزية: bekamهـ:الألمانية: الفاسك(بتفخيم الفاء)

3: عند أهل الفقه: هي إخراج دم معلوم من مكان خاص في وقت محدد بعد الشرط بالمحجم ومص الدم .وبالحجامة نكون قد أعادنا الدم إلى نصابه الطبيعي وبالتالي نشّطنا الدورة الدموية، وتم إزالة ما ازداد من الفاسد (الهرم) من الدم الذي عجز الجسم عن التخلص منه من توالف دموية وشوائب وسواها في أوانها, مما يدرّ بهذه النعمة …نعماً عميمة على الجسم ومن بعد ذلك يحدث الشفاء . والحجامة تختلف عن الفصد وهو إخراج الدم الوريدي من العرق مباشرة كما يتم من خلال التبرع بالدم وفيه تكون كمية الدم كبيرة وليس له فوائد الحجامة .

ملاحظة: الدم الفاسد: يطلق هذا التعريف على الدم الحاوي على نسبة عظمى من الكريات الحمر الهرمة وأشباحها وأشكالها الشاذة ومن الشوائب الدموية الأخرى .

4:حدها عند أهل الصناعة: هي صناعة يأخذ بها الحجّام مقدارا معلوما من الدم وذلك بشرط الموضع المراد حجامته ومص الدم بوساطة محاجم خاصة وتسمى: الحجامة بالشرط أو الرطبة أو الدامية. أو استعمال المحجم بدون مشرط, وتسمى: الحجامة بلا شرط, أو الحجامة الجافة. الفائدة منها: حفظ الصحة حاصلة, أو استردادها زائلة.

5: في تفسير الأحلام لابن سيرين : (من رأى انه يحجم أو يحتجم ولي ولاية, أو قلّد أمانة أو كتب عليه كتاب شرط أو تزوج لأن العنق موضع الأمانة . وقالوا الحجامة ذهاب المرض وقالوا نقص في المال, وقيل من رأى حجاما حجمه فهو ذهاب مال عنه في منفعة , أو صح جسمه في تلك السنة, وقيل من رأى انه احتجم نال ربحا ومالاً ,أو أصاب ألسنه ونجاة من كربه. وحكي أن يزيد بن المهلب كان في جبس الحجاج فرأى في منامه انه يحتجم فنجا من الحبس , ورأى معن بن زائدة كأنّه احتجم وتلطخ سرادقه من دمه فلما اصبح دخل عليه أسودان يقتلاه.

6 :ألتطبير : وهي طريقة لإخراج الدم من الرأس والرقبة بوساطة أدوات حادة (عادة منتشرة في إيران وبعض مناطق العراق تجرى وفق طقوس محدده) , لا تمت لعملية الحجامة بصلة وليس لها أصل في العلاج.

ابن حزم
05-09-2005, 08:32 AM
تاريخ الحجامة :
إن تاريخ الحجامة مولغ في القدم ولا يعرف على وجه الدقة كيف ومن بدأ عملية الحجامة لأول مرة ولكن من التارخ المدون نذكر باختصار الحجامة في كل عصر.

1-الحجامة عند الفراعنة3200 ق.م:
أول من استخدم الحجامة في العلاج هم الفراعنة وقد ظهر ذلك جليا في رسومات مقبرة (توت عنخ آمون)وكذلك النقوش في معبد (كوم أمبو ), الذي كان يمثل أكبر مستشفى في ذلك العصر(29) .كما وجد أيضا في سراديب الفراعنة كؤوس معدنية وأخرى مصنوعة من أشجار البامبو ,إضافة إلى قرون الحيوانات التي حفر في الطرف المدبب منها ثقب لمص الدم من خلاله بوساطة الفم ,ويسجل للمصريين أيضا أول استخدام للكؤوس الزجاجية التي كان يفرغ الهواء منها بحرق قطعة من القطن بداخلها وكذلك هم أول من استخدم العلق في العلاج . ويعتقد أن الحجامة انتقلت من الفراعنة إلى ( المنونين ) سكان جزيرة كريت وأيضا إلى السومريين الذين أجروها وفق طقوس خاصة في حماماتهم ومعابدهم .

2- الحجامة في الصين4000 ق.م:
في سنة 1973م اكتشف كتاب طبي مصنوع من الحرير في مقبرة الأسرة الملكية ( هان ) ورد فيه أن الحجامة كانت توصف لمرض الدرن الرئوي , وورد أيضا في كتاب ( الإمبراطور الأصفر للأمراض الداخلية وعمرة 4آلاف سنة ) وصف لعملية الحجامة وتفصيل لصرف وفضّ الدمامل والتقرحات الجلدية وكانت تدعى ( طريقة القرن) نسبة إلي قرن الحيوان , وتطورت الحجامة وتوسعت على يد الطبيب ( رو هو فانج ) حيث ألف كتاب ( أنواع الكاسات العلاجية ) وقد توسع في هذا الكتاب وأضاف إليه الطبيب ( زهاو سيمن ) في عهد أسرة ( كوينج الحاكم ) حيث وضع فيه وصفاً تفصيلياً لطرق عمل الحجامة ومواضعها المرتبطة بآلام المفاصل والأمراض الناتجة عن البرد وهو أول من استخدم (كاسات النار )الزجاجية ,كما هو الحال عند الفراعنة .

3- الحجامة في الهند 3000 ق م :
عرفت الحجامة منذ زمن بعيد في شبه القارة الهندية فلقد فصلت أدوات الحجامة بطرقها المختلفة في كتاب( الأيوربدا ) ,الذي كتب باللغة السنسيكريتية القديمة ويعد هذا المرجع من أقدم الكتب في تاريخ الطب الهندي . ويعد الطبيب( ساشرتا) أحد أكبر علماء الهند ( 100 قبل الميلاد ) و هو الذي نسبت إليه أول العمليات التجميلية و ( البلاستيكية ) وقد إعتبر (ساشرتا) الحجامة أحد أهم العلاجات للأمراض الدموية .

4-الحجامة عند الإغريق :
كان المعتقد الشائع عند الإغريق أن المرض يحدث نتيجة دخول أرواح شريرة في الجسم , وعلية يجب أن تزال هذه الأرواح وتخرج,إما بعملية التربنة ( عمل ثقب في الجمجمة ) أو بعملية الحجامة .إلا أن الحجامة تطورت في ما بعد, لتطبق وفق نظرية الأخلاط والأمزجة التي لقيت رواجا كبيرا في تلك الحقبة وما تلاها من أزمنة, وأضيف للحجامة (علاجيا ), عمليتي ألفصد والكي , ليبرع في هذا الفن العلاجي الطبيب ( جالينيوس )من ( 131-201م )0 إلا أن ( ابقراط ) فصّل نظرية التوازن بين سوائل الجسم وهي الدم والبلغم ( البصاق)والعصارة المرارية الصفراء والعصارة المرارية السوداء لكن أبقراط فضّل وبرع في ألفصد أكثر من الحجامة وسار على دربه الطبيب الشهير ( جالن ) .

5-الحجامة عند الرومان :
إهتم الرومان بالحجامة , وكان يوجد 900 حمام عام في طول الإمبراطورية وعرضها(32), حيث كان يتخلص المستحم من الفضلات السمية و الدم الزائد في جسمه بعد عملية الاستحمام, وقد كانت هذه الحمامات تقدم المطهرات القوية قبل إجراء الحجامة وبعدها ,وقد برع الجراح البيزنطي ( انيليوس ) في إجراء التشطيب على المناطق القذالية الخلفية والأذينية الأمامية والصدغية لمعالجة الحمى, وما تزال هذه الطريقة متبعة شعبيا في بعض مناطق فلسطين .

6-الحجامة عند العرب :
عرف العرب الحجامة والكي ووصف الأعشاب منذ زمن بعيد , وللحق فقد غُبن أطباء العرب ولم يدرسوا بطريقة علمية صحيحة , وكان من أشهر أطبائهم ابن حزيم الذي ضرب المثل ببراعته وسعة معارفه الطبية. وفيه قال أوس بن حجر: (فهل لكمُ فيها إليَّ فإنني بصيرٌ بما أعيا النطاسي حزيما) .
وهذا النضر بن الحارث بن كلده المتوفى سنة 13هـ ,أشهر أطباء العرب من بني ثقيف عندما سأله كسرى عن الحجامة قال ( في نقص الهلال , في يوم صحو لا غيم فيه, والنفس طيبة , والعروق ساكنة , لسرور يفاجئك وهم يباعدك ), وعرف عرب الجاهلية كثيرًا من الأمراض والعقاقير، ووضعوا لكل عضو من أعضاء الإنسان والحيوان اسمًا ووصفًا 0وعند ظهور الإسلام اشتهرت الحجامة لفعل الرسول عليه السلام لها وحثه عليها وكانت معجزته علية السلام فيها تحديده لموعدها بدقة متناهية من كل شهر هجري .حيث اثبت الطب والمعامل المخبرية الحديثة هذه المعجزة .

أما أول من فصل دور الحجامة فهو الطبيب أبى الفرج بن موفق الدين بن إسحاق بن القف الكركي الملكي, وكان كتابة ( العمدة في الجراحة)من المصنفات المهمة في علم الحجامة أما الطبيب الأندلسي الزهراوي فقد برع في استخدام العلق حين يتعذر استخدام كأس الحجامة .ووصف ابن سينا الحجامة كعلاج لما يزيد عن ثلاثين مرضا في كتابه القانون كما ألف ( بختشوع بن جبريل )كتابا كاملا في الحجامة أما الرازي فقد وصف الحجامة في أسلوب خاص للوقاية من الجدري و الحصبة .

أما في الهند فقد حفظ المسلمون هناك التاريخ الطبي للمسلمين الأوائل وزادوا علية المؤلفات الكثيرة وما زالت الحجامة هناك تمارس بشكل واسع كما كانت في الماضي , ومثال ذلك (كتاب تحفة الأفاضل للطبيب أحمد السيد )ومن أشهر الملوك الذين اهتموا بالمنهج الطبي الملك عبد الله قطب شاه الذي أكرم الطبيب الفارسي نظام الدين أحمد الجيلاني .

7-الحجامة في أوروبا :
أما في أوروبا فما قبل عصر النهضة كان الطب والحلاقة مهنة واحده وتراجعت الحجامة لتراجع دور الحمامات التي كانت منتشرة في الحقبة الرومانية, وارتباط الحجامة بالشعوذة لذلك نفّر الرهبان منها , أما في عصر النهضة فقد إرتبطت الحجامة بعلم التنجيم الذي بدوره ربط كل عضو بشري بموضع نجم ,وعليه صار المرض يرتبط بمواقع الأبراج ,فكان المريض يُحجم وفق جداول زمنية محددة بغض النظر عن مرضه لهذا نبذها الأطباء فيما بعد واصفين إياها بهدر مجنون للدم.

8-الحجامة لدى الهنود الحمر :
هنالك بعض المكتشفات الحديثة التي تصور استخدام الهنود الحمر الأوائل للحجامة , بل وبراعتهم فيها , كما في حضارة الإنكا العريقة, ولو كانت لهم لغة مكتوبة لعرفنا عن أسرار الحجامة لديهم الشيء الكثير.

9-الحجامة والعصر الحديث :- في بداية العصر الحديث وأواخر عصر النهضة, كان من آثار إكتشاف وإنتاج المضادات الحيوية وخافضات الحرارة تأثير هائل على الناس ,لقوتها وفاعليتها في محاربة الأمراض وأغفلوا الآثار الجانبية التي تحدثها هذه الأدوية من جيل إلى آخر حتى ظهرت سوأتها وفشلها في معالجة الكثير من الآلام .

فمن بدايات تدوين كتب الطب الحديثة حتى عام1960 لم تكن تصدر مجلة أو كتاب طبي إلا وذكرت فيه الحجامة وفصلت فيه فوائدها وطرق إجرائها حيث كانت تستخدم لعلاج كثير من الأمراض منها ضغط الدم والتهاب عضلة القلب ولتخفيف آلام الذبحة الصدرية كما كانت تستخدم في علاج أمراض الصدر والقصبة الهوائية وكذلك آلام المرارة والأمعاء والخصيتين ، ولعل من أهم أسباب اختفاء الحجامة في الستينيات من القرن المنصرم هي الأسباب الاقتصادية حيث ذكر هاشم القزويني في كتابه ( الوقاية والعلاج ) عندما دخل الاستعمار بلادنا( شبه القارة الهندية وإيران) منع الحكماء القدامى من معالجة المرضى وممارسة الطب القديم وفي 1953 تم تعميم قانون رقابة العلاج وتمثل في منع الحجامة والقبض على الحجامين في مختلف مناطق البلاد .

ولكن مع التوسع في استخدام الأدوية الكيماوية المركبة واكتشاف الآثار الجانبية لها ,وجشع شركات الأدوية العملاقة بالتحكم والإتجار بصحة الملايين من البشر ,هذا كله دفع الأطباء لسبر عمق الماضي والتنقيب عن علاجات شافية ,وفي النصف الأخير من العشرين و مع توسع طرق الاتصال وانتشار الإنترنت ظهرت أبحاث ودراسات موثقة إرتقت إلى درجة العالمية بخاصة مؤلفات البروفوسور الألماني يوهان آبله وكتابه القيم ( الحجامة أسلوب علاجي مجرب) وأيضا دراسته القيمة( ألفصد والحجامة), التي كانت خلاصة لأكثر من عشرين سنة من البحث والتنقيب في الحجامة ونتائجها ,وبهذا أزيل الجهل عن الحجامة وعادت هذه الطريقة للظهور من جديد ,وتطورت أدواتها من حيث التشخيص والعلاج , وأصبح التعقيم و استخدام الكؤوس يتم تحت إجراءات طبية ووقائية صارمة .

أما الكمبيوتر فأصبح يلعب دورا أساسيا في تحديد مواضع الحجامة , وارتقت هذه الطريقة العلاجية لتدرس في معاهد خاصة أو ملحقة بمنهاج كليات الطب , والحجامة الآن منتشرة من أمريكيا إلي ماليزيا وللأسف أكثر أبحاث الحجامة تجرى في أماكن غير عربيه على يد أطباء غير مسلمين, ( وللحقيقة يجب ذكر المجهود العظيم الذي قام به الفريق الطبي السوري وكذلك مؤسسة أبحاث الحجامة في إيران, هذا الجهد مع وجود القنوات الفضائية أسهم في نشر الحجامة مع بدايات القرن الواحد والعشرين ) .

أنواع الحجامة تقسم الحجامة إلي نوعين رئيسيين:
1: الحجامة الرطبة( ألمبزغة ) : وهي التي نخرج بواسطتها الدم من سطح الجلد .
2: الحجامة الجافة .

أولا: الحجامة الرطبة نوعان وهي:-
ا: بوساطة دود العلق Blood Sucking Leech واسمها العلمي Hirudo Medicinalis
العلق : هو دويدة حمراء تكون في الماء تعلق بالبدن (الجلد), تمتص الدم ومنها ما هو سام لا يستخدم في الطب,(1)أما غير السام فيجوّع ليوم أو يومين في ماء عذب بعد أن يفرّغ ما بجوفها من غذاء , ثم يطلق على الجلد ,ليمتص الدم من مواضع الاحتقان, حتى إذا امتلأ جوفها سقطت ,ويعلق غيرها إذا لزم الأمر على أن لا يزيد ذلك عن 4 دويدات في كل جلسة علاجية وهذه العلقات تعدم بعد أن تستخدم لمرة واحدة(16).
وهذه الدويدة تفرز مواد قاتلة للألم ومسيلة للدم تمنع تخثره . وبذلك يسهل على هذه الدويدة مص الدم ,ففي باريس سنة 1829 استعمل 5-6 مليون علقه لمص 85 ألف لتر من الدم .

ابن حزم
05-09-2005, 08:32 AM
وتربى العلقات في مزارع خاصة معقمة لضمان سلامتها وخلوها من الأمراض وسوقها الآن رائجة ولها مزارع خاصة في كل من فرنسا وبريطانيا وروسيا , وتقدر تجارتها بملايين الدولارات حيث كان سعر الواحدة منها سنة 2002 قد قدّر بعشرة دولارات . ومفعول الحجامة بالعلق أفضل منه بالكاسات وأسرع تأثيرا لأن جذبها للمواد الدموية أبلغ ولها مقدرة طبيعية على تحسس مواضع الاحتقان وبالتالي مص الدم المحتقن ولكن أكثر ما تستخدم ألان على الناطق قليلة اللحم مثل الأنف والأذن آو حيث يتعذر وضع كأس الحجامة. ومع ذلك استعمالها له محاذير كثيرة من ناحية انتقال الأمراض أو من ناحية سمّيتها.

ب: بوساطة الكاسات Cupping Therapy
وصف الكأس المستخدم في عملية الحجامة (القديمة) :
تعمل الحجامة على إحداث نوع من الاحتقان الدموي على سطح الجلد, في منطقة الكاهل من الجسم, باستعمال كؤوس خاصة مصنوعة من الزجاج تعرف باسم (كاسات الهواء) ذات بطن منتفخ ثم عنق متطاول قليلاً بقطر أصغر من البطن ينتهي بفتحة مستديرة منتظمة0من أشهر أنواع الكاسات الماصة القديمة هو نوع( آرنولد) ونوع ( كوليين) (9)وهي فرنسية الصنع, وكان يحتوي الطقم منها على الكاسات بالإضافة إلى شفرات التشطيب ,أما قديما فقد استخدمت كاسات مصنوعة من أشجار البامبو , الزجاج , المعدن ,وعند عدم توفر هذه الكاسات كانوا يستخدموا قرون الحيوانات بعد ثقب الطرف المدبب ووضع الطرف الاخر من القرن على الجلد وتتم عملية المص وإفراغ الهواء بوساطة الفم.

وأما حديثا فهنالك أجهزة خاصة إما يدوية أو تدار بوساطة أجهزة لشفط الهواء وإخراج الدم بعد تشطيب الجلد, وتسمى (كاسات الهواء الصينية) وهي التي سوف نبيّنها ونوصي باستعمالها في عمل الحجامة .

كيفية إجراء هذا النوع من الحجامة :
*تعقم المنطقة المراد حجامتها جيدا.
*يوضع كأس الحجامة على الجلد ويفرغ من الهواء بالمقدار المطلوب(بوساطة الماصة ) ويترك من 3-5 دقائق حتى يحدث الاحتقان (يمكن أن تكرر هذه العملية أكثر من مره إذا كان الجلد قاسي أو لم يحدث احتقان من المرة الأولى).
*ينزع الكأس ويعقم مكان الحجامة مرة أخرى .
*يشرط الموضع ,بوساطة إبرة خاصة أو مشرط صغير خاص, على أن لا يزيد ذلك عن الحد المسموح به وهو خمسة خطوط طولية في كل خط من6-7 وخزات أو 2-3 شرطات طول كل منها 3 ملم ويقلّ ذلك أو يكثر بحسب حالة المريض والمنطقة المراد حجامتها .
*يعاد الكأس مرة أخرى ويفرغ من الهواء مره أخرى , فينسحب الجلد فيخرج الدم إلى الكأس .
* يترك الكأس لمدة 5-7 دقائق على أن لا تزيد هذه المدة خوفا من ظهور فقاعات مائية كما في الحروق .
*ينزع الكأس ويمسح الدم منه بوساطة شاش معقم .
*توضع الكأس مرة أخرى وتكرر العملية السابقة حتى يظهر سائل سكري اللون ( بلازما الدم ) ,وهنا توقف الحجامة ويعقم مكان الوخز أو التشريط جيدا (يمكن وضع شاش معقم وتثبيته في حالة عدم انقطاع الدم).
*يدهن قليل من الزيت المعقّم على المكان المحجم .

ابن حزم
05-09-2005, 08:33 AM
ملاحظات:
1- في جميع الأحوال لا تزيد كمية الدم المحجوم 10-15 سم30
2- تعقم الكاسات بعد ذلك جيدا , أو تستعمل لمرة واحدة فقط .
3- الابتعاد عن عروق الدم الخارجية أو ما يسمى ( الدوالي ) .
4- تكرر الحجامة الرطبة حسب الحاجة وهي عادة من 3-5 مرات في الدورة العلاجية .
5- لأول حجامة استعمل 2-3 كاسات على أن لا يزيد ما تستخدمه بعد ذلك عن 2-5 كاسات في كل جلسة علاجية .

ملاحظات هامة: لا تجرى الحجامة الرطبة في الحالات التالية:
أ- فقر الدم .
ب- الصرع.
ج_ المرض الجلدي التقرحي في مكان الحجامة.
د- أثناء الدورة الشهرية للنساء.
هـ- على الظهر للنساء الحوامل .
و- المريض الضعيف جدا .

ثانيا الحجامة الجافة:
وتتم بوساطة كاسات الهواء كما في الحجامة الرطبة ولكن بدون خروج الدم. وهذا النوع من الحجامة نافع جدا لألام المفاصل إذا تم اختيار مكان الحجامة بعناية وهذه الطريقة تعد من أفضل الطرق لتخفيف ألام أسفل الظهر . ففي هذه الطريقة من الحجامة يترك الكأس في مكانة بعد تفريغ الهواء حتى يحمر الجلد أو يتحول لونه للون القرمزي, أما إذا لم يحدث هذا التلون للجلد فمعنى ذلك أن المكان غير مناسب لهذا النوع من الحجامة .
لهذا النوع من الحجامة يترك الكأس على الجلد من 5-10 دقائق ولا يستخدم أكثر من 6 كؤوس في الجلسة العلاجية الواحدة.


لا تجرى هذه الطريقة من الحجامة في الحالات التاليات:
*فوق دوالي الساقين .
*للنساء الحوامل .
*الأمراض الجلدية التقرحيه.


أنواع الحجامة الجافة
1_ الحجامة المنزلقة (المساجية):
وهي نفس طريقة الحجامة الجافة ولكن مع دهن حواف كأس الداخلية ومكان الحجامة بالزيت , ومن ثم سحب الكأس بكلتا اليدين على خط واتجاه معلوم , (عادة ما يتبع ذلك خطوط الطاقة أو خطوط العضلات في الطب الصيني ) ، يُزلق الكأس ببطيء محدثا احتقان ويتلون الجلد من الأحمر إلى القرمزي (على طول الخط الذي أحدثناه ) وهذه علامة جيدة لنجاح هذه الطريقة . لا يسحب الهواء بكثرة من كأس الحجامة لأن الكأس عندئذ يمسك الجلد بقوة ولا ينزلق محدثا ألما لا يحتمل إذا ما قمنا بعملية الزلق .

ملاحظة: هنالك بعض الأجهزة في الأسواق تستخدم مبدأ الحجامة المنزلقة ,وذلك لتنظيف الوجه من بقايا (الماكياج) أو ما علق عليه من غبار و أوساخ , أو لإزالة بثور حب الشباب وهذه الأجهزة ذات قدرات شفط محدودة , يتحكم بها يدويا بحسب ما يشعر به مستخدمها وبذلك لا تترك أثراً أو لوناً على الوجه .

2- الحجامة الدوائية:
بعد تعقيم مكان الحجامة ووضع الكأس لمدة 2-3 دقائق تدهن المنطقة المحجمة بدواء عشبي معين حسب الحالة المرضية مثال:-
* عصير الزنجبيل الطازج لعلاج الألم .
*زيت النعناع مخلوط مع ماء الفلفل المخفف لعلاج آلام الظهر والسعال المزمن ونزلات البرد .
*كحول صيني خاص ( فنج شي ) يدخل في تركيبه الكافور , زيت ألكينا , القرفة وأعشاب أخرى خاصة وهو نافع جدا في حالة الأمراض الجلدية مثل الصدفية (39).

3- الحجامة فوق الإبر الصينية :
بعد وضع الإبر في موضعها وحصول ما يسمى الإحساس بالطاقة( دي تشي ) توضع الكأس فوق الإبرة , وتجرى عملية الشفط على أن تكون الإبرة في وسط الكأس, تستعمل هذه الطريقة للألم الذي يزداد إذا ما تعرض المريض لهواء بارد . يمكن الاستعاضة عن الإبر الصينية بالليزر حيث يعطي نفس النتائج الشفائية ,يسلط شعاع الليزر بقوة تتراوح من 6-10 جول ثم يوضع الكأس كما أسلفنا لمدة 5-7 دقائق .

4- الحجامة الدائرية:
وهي نفس طريقة الحجامة الجافة ولكن تُلف الكأس مع أو بعكس عقارب الساعة وترفع من جهة إلى أخرى مع ثبات الكأس في مكانها.

5-الحجامة مع الكهرباء :وتستعمل هذه الطريقة بوساطة جهاز كهربائي خاص لإثارة العضلات ,التي تقع تحت كأس الحجامة , وهذه الطريقة نافعة جدا في إصابات الملاعب خاصة لمفاصل الركب والأكتاف وكذلك لآلام أسفل الظهر ,ومن الدراسات الواعدة الحديثة الأولية , استخدام هذه الطريقة لعلاج السكري .

6-الحجامة المغناطيسية:
يثبت داخل الكأس مغناطيس صغير قوي إما بقطبه الشمالي أو الجنوبي, حسب نوع المرض ويسمى هذا النوع ACUPOINT MAGNET. وهنالك طريقه أخرى تستعمل نفس المبدأ ولكن مع تردد كهرومغناطيسي متغير (متردد) يقاس بوساطة جهاز كمبيوتر , وهذه الطريقة من أفضل العلاجات لحالات الربو المزمن والحساسية الجلدية.

7- حجامة الغلي :
وهي طريقة صينية قديمة للحجامة تستعمل فيها الكاسات الزجاجية فقط , وتُعمل بأَن تُغلى الكاسات بالماء لمدة 15دقيقة بعدها ترفع من الماء المغلي وتبرد حوافها بوضع حافتها فوق (فوطة ) مبللة بماء بارد لمدة نصف دقيقه ترفع بعدها وتثبت على موضع (مكان )الحجامة ومع الوقت يتقلص الهواء داخل الكأس فيسحب معه الجلد ,ولكن لا تحبذ هذه الطريقة خوفا من سقوط الكأس فوق جلد المريض فيحرقه .
ملاحظات عامة:-
1- يجب أن يكون المريض مرتاحا ولا يتحرك أثناء جلسة العلاج.
2- عدم الحجم فوق العظم مباشرة أو عروق الدم الكبيرة.
3- عدم الحجم فوق المنطقة المحجمة إذا ما زالت حمراء اللون .


أدوات الحجامة
أولا . الكاسات :-
أول ما استخدم للحجامة كان قرون الحيوانات وذلك بأن تفرغ من داخلها, ويزال الجزء المدبب منها ,ثم تلصق قاعدتها على الجلد, ويشفط الهواء بوساطة الفم, ليخرج الدم من مناطق التشرط , ثم تطورت هذه الأدوات من بعد ذلك لتستخدم كؤوس مصنوعة من الحجر أو الشجر ( كؤوس البامبو ) . ومع تطور الحضارة واكتشاف الزجاج صنعت الكؤوس المجوفة ذات العنق الرفيع , وهي ما زالت تستخدم حتى الآن, ولتفريغ الهواء منها كان يحرق بداخلها قطع صغيرة من القطن .

في الطب الصيني كان يقاس قطر الكأس الزجاجي بما يعرف (الشون ), وهي عبارة عن طول السلامية الثانية لإصبع الشاهد للشخص المراد حجامته ,وعادة لا يزيد قطر الكأس عن (2شون)أي ما يعادل 5-6سم.

وأفضل طريقة لإحداث التفريغ الهوائي من الكأس, هو استخدام القطن المبلل بالكحول على عصا صغيرة ,يشعل فيها النار, و تدخل إلي تجويف الكأس ثم بحركة سريعة توضع الكأس على الجلد ,وهذا يحدث فراغاً هوائيا من احتراق الأوكسجين vacuum فيمتص الجلد إلى الكأس .(تحتاج إلى مهارة وتدريب قبل بدء تطبيقها على المرضى) .

أما حديثا فيستخدم كاسات هواء مصنوعة من البلاستيك أو ( المعدن ), قابلة للتعقيم ,ويفرغ الهواء منها بوساطة ماصة ( مفرغة للهواء ) إما يدوية أو بوساطة جهاز خاص لشفط الهواء , وهذا يولد في الكأس ضغطا سلبيا يساعد على شفط الدم وتجميعه, وبوجود صمامات خاصة في الكأس تمنع دخول الهواء إليه بعد إفراغه, وهذه الطريقة هي من أكثر الطرق انتشارا لسهولة استخدامها وزهد ثمنها وتوفرها في جميع دول العالم ,وأكثر الدول شهرة في صناعتها الصين وماليزيا.

الكؤوس البلاستيكية تعقم (بعد غسلها جيدا ) بنقعها بمادة مطهرة قوية المفعول فمثلا إذا نقعت في الكحول بتركيز 70% يجب أن تنقع من 36-48 ساعة حتى نتخلص من جميع الجراثيم التي علقت بها , وهناك بعض المواد المطهرة الفعالة جدا تحتاج وقتاً أقل من الكحول ,ويمكن استخدام المواد المعقمة للأدوات الجراحية التي لا يمكن تعريضها للحرارة, والأسماء التجارية تختلف من بلد إلى آخر ,أما الكاسات المعدنية فتعقم بوساطة الحرارة (الاوتوكليف) .

والأفضل والأسلم دائما هو استعمال أدوات حجامة خاصة لكل مريض أو استعمال الكاسات التي تستخدم لمرة واحدة فقط .

ثانيا . أدوات ألتشريط :-
قديما : أول ما استخدم لعملية التشريط الحجارة الحادة السطح , إلى أن اكتشف المعدن فأصبح يستخدم السكين الحاد لهذه العملية , ولكن غالبا ما كانت هذه السكاكين جائرة إذ كان يجرح بها أكثر مما يلزم ناهيك عن فقدان التعقيم , و خطر انتقال الأمراض المعدية .

حديثا :- يستعمل لعملية التشريط واحدة مما يلي:
1-هناك إبر فحص الدم ولكن يجب التأكد من الجزء الحاد أن يكون أقل من واحد ملم, وهذا يضمن الوخز الجيد بدون ألم . ( لا تستعمل الأنواع الرخيصة لأنها غير جيدة وتحدث ثقوباً عميقة تصعب السيطرة عليها فيما بعد ) . تستعمل هذه الإبر لمرة واحدة, ويجب التخلص منها بوضعها بوعاء خاص لتعدم بعد ذلك ولا تدفن أو ترمى في القمامة .
2- مشارط خاصة بالحجامة للشرط الطولي وهي مصنعة للشرط أقل من 1ملم في الجلد أيّ إحداث كشط(شرط) خفيف على الجلد.
3-مشرط فيدال ذو الشفرات الثلاث أو الثمان وهي شفرات مخفية تظهر عند الضغط على زر جانبي محدثة ثماني شرطات في آن واحد وهذا المشرط يستعمل لمرة واحدة ويعدم بعد ذلك .

ابن حزم
05-09-2005, 08:34 AM
قوانين التشريط:-
1_التشريط أو الوخز يكون طوليا مع الجسم حتى في حالة الحجامة الدائرية يكون اتجاه الشرط مع طول الجسم .
2_الشرط يكون 3-4شرطات, طول كلّ واحدة منها 2-3 ملم ,أما الوخز فيكون في 5 خطوط وفي كلّ خط 7-9 وخزات ويحبذ أن تكون المسافة بين الخطوط متساوية وتقدر المسافة بحسب الكأس المستخدم .
3_يجب مراعاة حجم كأس الحجامة , وعدم التشريط قريبا من حدوده الداخلية.

ثالثا . التعقيم :-
يجب الاهتمام الشديد بعملية التعقيم وعدم الاستهانة بها أو التراخي فيها, خوفا من انتقال العدوى أو التهاب موضع الحجامة والتعقيم يجب أن يكون لموضع الحجامة وأدواتها على النحو الآتي:
1- لموضع الحجامة يجب استخدام مطهر طبي مثل الكحول الطبي 70% ( يفضل أن يخلط مع مطهر خاص مثل _ ستفيلون _ أو ديتول, بنسبة 2-1 . وذلك لإزالة أي عَرَق أو أوساخ, ولتطهير الجلد من أي جراثيم قد تكون عالقة به .
2- تعقيم الكاسات البلاستيكية عن طريق النقع كما أسلفنا بعد غسلها جيدا أو بوساطة الحرارة ( اوتوكليف ) للكاسات المعدنية و الأفضل دوما هو استعمال طقم حجامة خاص لكل مريض أو استخدام الكاسات التي تستخدم لمرة واحدة فقط .
3- على الشخص الذي يقوم بالحجامة أن يرتدي قفازات طبية ( جوانتي ), يتخلص منها بعد كل عملية حجامة .
4- المكان الذي تجرى فيه الحجامة يجب أن يكون نظيفاً جيد التهوية.
5- الزيت المستخدم بعد عملية الحجامة يجب أن يكون معقماً أو طبياً .


رابعا التخلص من الدم :-
جميع الدم المحجوم والشاش والقطن والمحارم التي استخدمت في عملية الحجامة يجب أن توضع في كيس بلاستيكي خاص قوي أبيض اللون ,ثم يتخلص منها بدفنها, والأفضل حرقها إذا أمكن في مكان مخصص للتخلص من المواد الطبية المستعملة .
ملاحظة :- لا يجوز التخلص من الدم المحجوم برميه في دورة الصرف الصحي ( المجاري ) مهما كانت الظروف خوفا من انتقال الأمراض .

نتائج عملية الحجامة:
الاستجابة للحجامة تختلف من شخص إلى آخر ومن حالة مرضية إلى أخرى فليس هنالك شهادة ضمان بنجاح العلاج مائة في المائة وقد يحدث:
1- تحسن كبير وملموس للأعراض المرضية بمجرد عمل الحجامة ويشعر المريض بارتياح ونشاط وافر.
2- وقد يحدث زيادة بحدة الأعراض بصورة مؤقتة, ويلي ذلك حدوث تحسن تدريجي.
3- قد لا يشعر البعض بشيء فليس هنالك استجابة واضحة.

تتابع شفاء الأعراض المرضية بكأس الحجامة
لدى استقراء نتائج الحجامة وشفاء الغالبية العظمى من المرضى وجدت أنها تتبع نظام معين في تدرج شفاء الأعراض وهي نفس آلية الشفاء في الطب البديل يجمعها ما يعرف بقانون (هيرنج) ( herings law) والذي يَنُص على أن الأعراض المرضية تختفي:
1- من الأعلى للأسفل أي يشفى ألم الرقبة قبل ألم الظهر.
2- من داخل الجسم إلى خارجه أي تشفى الأمعاء قبل الجلد.
3- من الأعراض الحيوية إلى الأعراض غير الحيوية أي تشفى الأعراض النفسية قبل الأعراض الجسدية المصاحبة للمرض.
4- بشكل عكسي لظهور الأعراض, الأحدث يشفي قبل الأقدم.

الدم ودلالاته :
1- عدم خروج الدم يستدل من ذلك أن العضو سليم أو أن الدم ممسوك لفقر فيه .
2- أحمر سائل نقي يستدل منه سلامة العضو المحجوم .
3- أو أسود سائل يستدل وجود أخلاط ضارة في ذلك العضو .
4- أسود متخثر ( متجلط ) يستدل منه وجود أخلاط كثيرة واعتلال في العضو المحجوم .
5- خروج السائل السكري ( البلازما ) وتوقف خروج الدم يستدل منه على نهاية الحجامة .

ملاحظات :-
1- إذا ظهر السائل السكري ( بلازما ) تحت الجلد ,مكونا فقاقيع مثل تلك التي تظهر في الحروق البسيطة ,وينتج ذلك عن الشفط الجائر لكأس الحجامة أو تركه لفترة طويلة على الجلد , هذه الحالة تعامل معاملة الحروق البسيطة وذلك ,بتطهيرها وتركها حتى تجف, والأفضل هو استخدام جهاز الليزر لمعالجتها ,حيث يتحول اللون الأحمر الداكن إلي القرمزي خلال دقائق ويشفى المكان خلال يومين إلي ثلاث أيام . واكثر ما نرى مثل هذه الحالة عند كبار السن أو من لديه جلد رقيق حساس.

2- اللون على الجلد في مكان الحجامة يتراوح ما بين الأحمر الداكن إلي القرمزي الغامق , يستمر هذا اللون من 7-10 أيام, في أغلب الحالات, وهو لا يسبب أي مشكلة جلديه على الإطلاق .

3- إذا حجم فوق المكان المحجوم مسبقا فان خطوط التشريط السابقة تظهر جلّية ( بشكل واضح ) . يمكن إجراء الحجامة الثانية بشرط ب الابتعاد قدر الإمكان ,عن خطوط التشريط الأولى .

الأوقات المستحبة لأجراء الحجامة :-
اتفق أهل العلم والطب أن الحجامة الجافة ليس لها وقت محدد ويمكن أن تجرى متى دعت الضرورة لها وكذلك الأمر ينطبق على باقي أنواع الحجامة الأخرى ، أما الحجامة الرطبة بوساطة الكاسات ,والتي نخرج بها الدم فقد اتفق على أمرين :
1- أن الحجامة الرطبة للعلاج ,ليس لها وقت محدد بل إن وقتها هو الحاجة إلى إجرائها مع التشديد أن إجرائها في موعدها المفضل هو ابلغ وامثل للشفاء.
2- والحجامة الرطبة للوقاية ,لا بد أن نراعي فيها الأوقات التالية (وليس معني ذلك أنها لا تفيد بغير ما ذكرنا) :-
ا-الحجامة يجب أن تجرى في ساعات الصباح الأولى قبل اشتداد الحر ( ومع ذلك يمكن الاحتجام ليلا للصائم إذا خاف على نفسه).
ب- الأيام المفضلة لأجراء الحجامة أحاديثها ضعيفة أو مرفوعة ولكن يجب التذكير هنا بدراسات حديثه عن علاقة أيام الشهر وذبذباتها بجسم الإنسان ,ولكن هنا اضرب صفحا عن الخوض فيها .
ت-أما افضل أيام الشهر فهي 17-19-21 من كلّ شهر هجري وعلى هذه النقطة بالذات نقف أمام معجزة نبوية ما زال العلم عاجز عن تفسيرها .(13)
ج-أما افضل أوقات ألسنه لاحرائها , فهي في بداية الربيع ,عند اشتداد الحر (أي اختفاء البرد) , وهذا الوقت هو المفضل لإجراء ما يعرف بالحجامة الوقائية .

ماذا يفعل المحجوم :
يجب على المحجوم أن يراعي الأمور التالية فيما قبل وبعد عملية الحجامة وذلك لكي يأخذ المحجوم ,من الحجامة الفائدة القصوى .
1- يمتنع المحجوم عن الجماع قبل وبعد الحجامة ليوم , وذلك ليبقي على قوته الجسدية وليتحمل جسمه فقدان الدم .
2- يمتنع عن شرب السوائل الباردة في يوم الحجامة لمدة يوم كامل .
3- أن لا يعرّض موضع الحجامة للهواء مباشرة , أو الشمس ,وأن لا يسبح في ذلك اليوم خوفا على الجرح من التلوث .
4- عدم أكل البهارات أو أي شيء حار المذاق مباشرة بعد الحجامة بل يصبر 4-6 ساعات بعد ذلك يستطيع أن يتناول وجبات خفيفة ( بدون لحوم أو بيض ) .
5- إن استطاع أن يرتاح بعد الحجامة لمدة 3-6 ساعات ,أو أن لا يجهد نفسه بعد ذلك فليفعل.
6- ترك أو التقليل من التدخين والمنبهات في ذلك اليوم .
7- أكل شيء خفيف ,بعد الحجامة بساعة مثل سلطه خضراء أو فواكه .ولكن مرض السكري وضغط الدم ينصح بتناول وجبة إفطار خفيفة قبل الحجامة.
8- بعض المحجمين يصيبهم نوع من الحرارة أو البرودة أو إسهال خفيف بعد يوم من الحجامة وهذا أمر طبيعي يزول بسرعة .
9- يجب أن يكون المحجوم هادئ وغير خائف من عملية الحجامة .

تنبيهات :-
1- لا يحجم المريض واقفا .
2- إذا كان المحجوم جالسا فتأكد من وجود جوانب للكرسي ( يدين ) حتى لا يقع المحجوم إذا ما أغمى عليه .
3- تتم عملية الحجامة في مواضع العضلات المرنة وتجنب الحجامة على مواضع الأوردة والشرايين أو فوق العظام .
4- لا تحجم الحامل على الظهر ولا تحجم الحائض .
5- تجنب الحجامة في الأيام شديدة البرودة ,والأيام العاصفة, أو في الحر الشديد .
6- أحجم بطريقة مزدوجة أي على يسار الجسم كما على اليمين ,إلا إذا استعمل جهاز تحديد مواقع الحجامة .
7- ابتعد عن الأربطة الممزقة وكذلك الركبة المصابة بانتفاخ .
8- تجنب الحجامة لمن يعاني من فقر الدم ( الهيموجلوبين ) أقل من 8 , أما من تبرع بالدم فيمكن حجمته من أسبوع من تاريخ تبرعه بالدم .
9- تجنب الحجامة لمن هم فوق السبعين أو الصغار تحت سبع سنوات أما إذا وجب ذلك فليكن الشفط قليلا والتشريط خفيفا .
10- تجنب حجامة الخائف من عملية الحجامة أو المرعوب من منظر الدم .
11- لا يحجم فوق الشعر لذلك يجب حلاقة شعر الرأس أو الظهر إذا كان كثيفا .
12-مرضي السكري , الضغط ,و نزف الدم , تجرى لهم حجامة خاصة بتشريط خاص .
13- يجب الامتناع عن تناول الكحول , المسكرات أو المخدرات لمدة 48ساعه قبل وبعد الحجامة .
14 – تجنب الحجامة بعد الحمام ( الاغتسال ) مباشرة ءالا إذا كان المحجوم غليظ الدم قاسي الجلد.
15- لا يحجم بعد الأكل مبشرة (على الشبع) أو علي الجوع الشديد.
16- تجنب الساونا بعد الحجامة لمدة يومين على الأقل.

ماذا تفعل في حالة إغماء المريض :-
1- تأكد من مجرى الهواء . وان الشخص يتنفس بانتظام .
2- إزالة كاسات الهواء ومسح الدم .
3- وضع المحجوم إما على سرير أو الأرض مع رفع القدمين إلي أعلى و وضعها على وسائد . حتى يتدفق الدم إلى الدماغ ولا ينقطع الأوكسجين عنه.
4- اضرب راحة قدم المريض وتكلم معه .
5- عندما يستفيق أعطه شربة ماء أو عصير .
6- دعه يجلس لفترة كافيه للتأكد من انه لن يغيب عن الوعي ثانيتا .
 يفضل قياس ضغط الدم إذا حدث اصفرار أو حمرة شديدة في الوجه .
 في حال حدوث مضاعفات خطيرة يجب نقل المريض للمستشفى.
 لم يسجل فيما أعرف أي مضاعفات للحجامة ,إذا أجريت على أصولها ,وفي ميقاتها,ودون سحب دم جائر, ولم يحدث أيضا أن التهب مكان الحجامة إذا روعي فيها التعقيم السليم .
 نسبة فقدان الوعي الطبيعية في عملية الحجامة هي 3% .

معتقدات وأخطاء قد يقع بها من يقوم بالحجامة :-
1- التشريط الجائر والعميق لمص كمية كبيرة من الدم هو افضل للمريض (قد يؤدي ذلك إلي فقدان الوعي أو التهاب الجرح) .
2- الاعتقاد أن الحجامة للنساء لا تجوز إلي بعد سن اليأس .
3- عمل التشريط بشكل عرضي على الجسم وليس طوليا .
4- وضع قطعة من القطن داخل كأس الحجامة لمص الدم وهذا قد يؤدي إلي تلوث الجرح .
5- عمل حجامة لمرضى القلب على الصدر إذا كان المريض لدية جهاز لتنظيم ضربات القلب .
6- الاعتقاد أن الحجامة لا تجرى إلا يوم الخميس وإذا أجريت يوم الجمعة فيجب على الحاجم والمحجوم قراءة أورده معينه .
7- الاعتقاد أن مهنة الحجامة هي مهنه سهلة يستطيع أيّ كان أن يجريها بلا علم أو دراسة .
8- الاعتقاد بوجوب وضوء كل من الحاجم والمحجوم قبل الحجامة .
9- الاعتقاد أنه كلما زادت كمية الدم المسحوب كان ذلك أفضل .

ابن حزم
05-09-2005, 08:35 AM
نظريات الحجامة

الراجح الآن ثلاث نظريات لتفسير ما يحدث أثناء الحجامة وكيفية الشفاء التي تحدثه هذه العملية البسيطة . ولكل نظرية تفسيرها الخاص بها ودراسات عميقة عليها .

نظرية الارتواء الدموي

تعتمد هذه النظرية على مبدأ الدم المحجوم... فعندما حلّل هذا الدم وجد به الكثير من الشوارد الضارة (الأخلاط ) . وكذلك وجد أن جميع خلايا الدم الحمراء التي كانت في الدم المحجوم هرمة وغير طبيعية الشكل , ونسبة الهيموجلوبين كانت أقل من الدم الوريدي بنسبة الثلث إلي العشر وعلية فان دم الجسم قد تخلص من جزء كبير من هذه السموم التي كانت عالقة به ليصبح أداؤه في حمل الأوكسجين أكبر وكذلك توزيع الغذاء فيه أكفأ . فعملية إزالة الدم المحتقن من موضع الحجامة أو ما يسما بالفاسد مجازا ( علما انه لا يوجد دم فاسد داخل الجسم بصورة فعلية ) يعطي الجسم المقدرة على تقوية الأعضاء الداخلية المعتلة بمدها بالغذاء وأسباب الحياة , وبذلك يعود نشاط هذه الأعضاء إلى طبيعتها وتصبح أقدر على مقاومة المرض .



فالدم كالنهر الجاري إذا نظف ماؤه وأزيل ما فيه من شوائب دبت فيه الحياة وعاد إلي نقائه من جديد . والأمر أقرب إلي تفسير الأطباء الأولين لقضية الأخلاط التي تفور في الدم في الجزء الأول في الشهر الهجري حسب حركة القمر ( يرتفع معدل الجريمة عالميا في 13-14-15 من الشهر القمري ) ثم تعود هذه الأخلاط أو الشوارد للترسب ثانيتا في الأيام التي تلي اكتمال البدر , وفي جسم الإنسان أكثر هذه الأماكن جذبا لهذه الترسبات هو الكاهل وهو أعلى نقطة على الظهر لبطؤ حركة الدم في هذا الموضع . كثرة الشعيرات الدموية أضافه لعدو وجود مفاصل متحركة تزيد من حركه الدوم.



وهيجان الدم أو تبيغ الدم : أي إذا ظهرت حمرة في البدن وشعور بالصداع والخمول أو الدوار و الانفعال الزائد أو حدوث اضطرابات بصرية أو زيادة في الألم ككل . فبعض ذلك أو كل هذه الأعراض تستدعي إجراء الحجامة .



وأفضل وقت لسحب الدم هو وقت ترسب هذه الأخلاط أو الشوارد وهذا الوقت يتسنى بعد النوم وفي ساعات الصباح الأولى. لذلك قيل ( الحجامة على الريق دواء ) . ومن السنه النبوية الشريفة أن تجرى الحجامة في الأيام الفردية دون الزوجية حيث ثبت أن الدم المسحوب في هذه الأيام الفردية له خصائص دم الحجامة أما ذلك المسحوب في الأيام الزوجية فليس له خصائص معينة بل هو دم وريدي عادي كما اثبت ذلك الفحوص المخبر يه وما زالت هذه المفارقة بحاجة إلي دراسة وفهم لإثباتها من ناحية وكشف سرها من ناحية أخرى .وأكثر من بحث في هذا المجال لهذه النظرية هو العالم الياباني kakurciha استدل على حقيقة واحدة استنتجها بعد أن ركز أبحاثه على الحجامة وهي أن الشوائب في الدم هي السبب في إصابتنا بالأمراض المختلفة .


وحديثا قام فريق طبي سوري مكون من حوالي عشرين طبيباً واختصاصياً بعمل دراسة مخبرية وسريرية في عام 2000م على 330شخصاً وكذلك في عام 2001م على 300 حالة فتلخصت معظم النتائج فيما يلي:


- اعتدال الضغط والنبض إذ اصبح طبيعياً بعد الحجامة بكل الحالات ففي حالات ارتفاع الضغط انخفض الضغط إلى الحدود الطبيعية وفي حالة انخفاض الضغط ارتفع إلى الحدود الطبيعية.
- ارتفاع عدد الكريات البيض في 60% من الحالات وضمن الحدود الطبيعية.
- انخفضت نسبة السكر بالدم عند 83.75% من الحالات وباقي الحالات بقيت ضمن الحدود الطبيعية.
- انخفضت نسبة السكر بالدم عند الأشخاص الذين يعانون من مرض السكري في 92.5% من الحالات.
- انخفضت كمية الكرياتينين في الدم 66.66% من الحالات.
- ارتفاع كمية الكرياتينين في دم الحجامة بكل الحالات.أي أن الدم المحجوم كان به الكثير من الشوارد.
- انخفضت كمية الكرياتينين بالدم عند المصابين بارتفاعه بنسبة 78.57% من الحالات.
- انخفضت كمية حمض البول بالدم في 66.66% من الحالات.
- انخفضت كمية حمض البول بالدم عند المصابين بارتفاعه بنسبة 73.68% من الحالات.
- انخفضت نسبة الكوليسترول بالدم في 81.9% من الحالات.
- انخفضت نسبة الشحوم الثلاثية عند المصابين بارتفاعها بنسبة 75% من الحالات.
- كان تعداد الكريات البيض في دم الحجامة أقل من عشر كميته في الدم الوريدي، وهذا يدل على أن الحجامة تحافظ على عناصر المناعة في الجسم.
- كانت أشكال الكريات الحمر في دم الحجامة من منطقة الكاهل كلها شاذة وغير طبيعية.
- ارتفاع مستوى الحديد وضمن الحدود الطبيعية في 66% من الحالات بعد عملية الحجامة.
- السعة الرابطة للحديد في دم الحجامة مرتفعة جداً إذ تراوحت ما بين 422 _ - 1057بينما هي في الدم الوريدي ما بين 250- 400، وهذا يدل على أن هنالك آلية تمنع خروج الحديد من شقوق الحجامة وتبقيه داخل الجسم ليساهم في بناء خلايا جديدة.

تبيغ الدم :
في حديث الرسول عليه السلام ذكر تبيغ الدم بأنه قاتل ومعنا ذلك هو تهيجه وزيادة نفوره لزيادة الأخلاط فيه وهذه الأخلاط تعرف في الطب البديل بالشوائب السالبة داخل الدم التي تعيق من جريانه داخل الجسم ومن أعراض هذا التبيغ هو احتقان في الوجه وباطن جفن العين بالإضافة للشفتين .

كما انه مرتبط بكثرة كريات الدم الحمراء الهرمة داخل الدم الفتيّ المعافى .ومن أعراض تبيغ الدم الصداع , الدوار (الدوخة) ,سرعة الغضب (نرفزة), كما قد يحدث شعور بثقل الرأس واضطراب في البصر وفي نظري إن التبيغ هو احتقان الدم في مناطق الحجامة مم يؤثر (كرد فعل انعكاسي) على الأعضاء الداخلية مما يسبب المرض والاعتلال في الصحة . وحديثا أمكن معرفة مناطق الاحتقان بوساطة أجهزة حساسة تعتمد على قراءة مقاومة الجلد للكهرباء وتحديد كهرو مغناطيسية الجلد ويحدد الكمبيوتر نوع الحجامة إن كانة جافة أو رطبة وكيفية الحجامة ( دائرية أو طولية ) .

وكتب محمد سعيد من مؤسسة أبحاث الحجامة الإيرانية ** قد يتنطع جاهل أو مغرض ليقول أليس التبرع بالدم ما يماثل الحجامة التي أوصى الرسول علية السلام بها ؟ وللرد على مثل هؤلاء نقول :-
1- لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نصرف حديث الرسول عليه السلام إلى غير ما يقصد به ، فالتبرع بالدم ومع أنه محمود في حد ذاته كعمل إنساني فانه لا يشابه الحجامة في أي وجه من الوجوه .
2- إن التبرع بالدم أشبه ما يكون بعملية ألفصد والتي كانت معروفة في أيام رسول الله عليه السلام وقد مارسها الصحابة رضي الله عنهم ولها آدابها وشروطها الخاصة بها ولا ترتقي بأي حال من الأحوال إلى عملية الحجامة .
3- إن عملية التبرع بالدم لا تؤدي الفوائد الوقائية والعلاجية للحجامة بل قد يكون الأمر عكس ذلك في بعض الأحيان **.
نظرية رد الفعل الانعكاسي

وتقوم هذه النظرية على الربط ما بين موضع الحجامة على الجلد والعضو المراد حثه على الشفاء , وهذه النظرية تعزى إلي تطور الجنين من طبقاته المختلفة حيث نجد الربط بين خلق الجلد من طبقة والعضو المراد علاجه من نفس هذه الطبقة , بعملية رد فعل تسمى (رد الفعل الانعكاسي). وبتفسير آخر لهذه النظرية أن المنطقة المحجومة لها تأثير غير مباشر على الأعضاء التي يغذيها نفس العصب الذي يعطي الإحساس لتلك المنطقة من الجلد أو المشترك بنفس الجملة العصبيه و مثال ذلك الحجامة على الكاهل تشفي ألم المعدة والمرارة والحجامة على أسفل الظهر للشفاء من عرق النسا ونورد قولا للأستاذ الدكتور محمد كمال عبد العزيز أستاذ بكلية الطب ـ جامعة الأزهر ـ القاهرة (أن الأحشاء الداخلية تشترك مع أجزاء معينة من جلد الإنسان في مكان دخول الأعصاب المغذية لها في النخاع الشوكي أو النخاع المستطيل أو في المخ المتوسط. وبمقتضى هذا الاشتراك فإن أي تنبيه للجلد في منطقة ما من الجسم يؤثر على الأحشاء الداخلية المقابلة لهذا الجزء من الجلد.



والحجامة وسيلة من وسائل علاج الألم القائمة على القاعدة التي يطبِّقها كلٌّ منها تلقائياً عندما يشعر بألم (حكة) في أي جزء من جلده، فإنه يقوم بتدليك (هرش) المكان فلا يشعر بالألم بعد ذلك.



وتعليل ذلك يقوم على النظرية العلمية للعالم الفيزيولوجي (بافلوف) والتي تسمى التثبيط الواقعي للجهاز العصبي:

فعندما يصل التنبيه إلى المخ عن طريق الأعصاب فإن المخ يترجم هذا التنبيه حسب مصدره ونوعه، أي يحدد نوع التنبيه، ألماً كان أو لمساً، حرارة أو برودة، ولكن إذا وصل عدد التنبيهات التي تصل إلى المخ في وقت واحد إلى عدد كبير، فإن المخ لا يستطيع التمييز بينهم، وعندئذ يتوقف عن العمل, فيلغي الشعور من المنطقة التي زاد فيها عدد التنبيهات. وفي حالة الحجامة تخرج التنبيهات من نهاية الأعصاب في المنطقة المحتجمة بأعداد كبيرة فيقوم المخ بإلغاء الشعور من المنطقة ويزول الألم . وهذه النظرية مطبقه على كثير من أجهزة العلاج الطبيعي وان أول من نشرها وجرى البحوث عليها العالم( ملزاك (

ابن حزم
05-09-2005, 08:35 AM
نظرية الطب الصيني :- هذه النظرية تعتمد على التوازن ما بين السالب والموجب ( الين واليانج ) وهي مماثلة لنظرية الأمزجة القديمة ولتبسيط نظرية الطب الصيني نقول أن جسم الإنسان مكون من أعضاء وهذه الأعضاء يتحكم بها ين ويانج إذا بغى أحدهما على الآخر أو ضعف أحدهما يحدث الاضطراب في عمل العضو ويحدث عندها المرض .



فإذا أردنا شفاء المرض وجب علينا أعادت التوازن ما بين الين واليانج ويتأت ذلك عن طريق التحكم في مسارات الطاقة التي على الجلد فالحجامة بمواضعها المختلفة هي في الواقع نقط الوخز بالإبر الصينية والتي تنقسم إلى ثلاث مسميات هي :-

-النقاط النظامية وهي المناطق التي تقع على خطوط الطاقة الأربعة عشر المعروفة .

- النقاط الغير نظاميه وهي مناطق لا تتبع خطوط الطاقة ولكنها قد تتقاطع معها .

- نقاط رد الفعل الانعكاسي وقد تكون هذه نقاط نظاميه أو غير نظاميه لكنها تشترك في كونها مؤلمه عند الضغط عليها أو أنها تنبض بالألم. وبما أننا نقوم بعمل شفط للدم من هذه النقاط فإننا في الواقع نقوم بإعادة التوازن إلى السالب والموجب في الجسم , لذلك تعتبر الحجامة أقوى من الوخز بالإبر الصينية وأبلغ في التأثير في مسارات الطاقة .



فالشفاء في الطب الصيني يعتمد على مقدار ما نقوم به من أثاره لمواضع الحجامة فإذا كان المرض حادا وغير مزمن وجب أن تثار النقاط بعنف أما إذا كان المرض مزمن فيجب إثارة هذه النقاط بلطف وعلى فتره طويلة وهذا ما يحدث أثناء عملية الحجامة حيث تستثار مناطق الحجامة بعنف اثنا عملية التشريط وخروج الدم…. فيستفيد في هذا الوقت المرض الحاد وتختفي الأعراض المرضية بسرعة (مثل الألم والحمى)… أما تجمع الدم واحتقان وتلون الجلد بالون القرمزي هي بحد ذاتها الإثارة اللطيفة التي قد تستمر لثلاثة أسابيع …… وهذا ما نراه عند كثير من المرضى حيث يفيد انه استفاد من الحجامة لمدة أسبوعين أو اكثر لكن الألم عاوده من جديد ولكن اقل حده ……. لذلك كان نصحنا المرضى متابعة العلاج حتى تحيق الشفاء الذي نرجوه من الله.



ملاحظة :

الدم في الطب الصيني هو المادة الحيوية الذي يتكون ويخلّق أساسا من روح الطعام الذي ينهضم بوساطة المعدة ويوزع بوساطة الطحال. أما القلب فهو الحاكم للدم والعروق . والكبد يضمن الانسياب الحر للدم ويخزنه ويحافظ على حجمه .



مواضع الحجامة تعرف في الطب الصيني بأنها مواضع خاصة على الجلد يتم من خلالها نقل الطاقة الحيوية من الأعضاء الداخلية المختلفة إلى الجلد وبالعكس . ومعناها الحرفي في اللغة الصينية هو النقل من البئر .



عملية الشفط أثناء الحجامة تحث الطاقة الحيوية على الصعود إلى سطح الجلد وهنا يتم التعادل والتوازن ما بين الين واليانج الذي ينعكس بصوره مباشره على عمل العضو المعتل .



تعتبر الحجامة من افضل الطرق لإحداث الاسترخاء في العضلات العميقة حيث أثبتت الدراسات الحديثة ذلك وأصبحت تفضل علي الطرق التقليدية للمساح الذي يستخدم الضغط والفرك الشديد للوصول لهذه العضلات .



المرض :-

قبل أن نخوض في تعريف المرض والصحة يجب أن نشير إلي حالة تقع ما بين الاثنين وهو ما يسمى ** الحالة الفسيلوجية للمرض ** وهي التي تظهر فيها جميع الفحوصات ألمخبرية الحديثة الطبيعية أي أن ذلك الإنسان معافى وهو في الحقيقة يعاني من عدة أعراض مثل :-

1- إحساس عام بالألم وعدم الراحة .

2- ارتفاع في درجة حرارة الجيم غالبا ما تكون في المساء .

3- إحساس عام بالوهم .

4- تقلب سريع بالمزاج.

5- تغير في الشخصية .

تعرف هذه الحالة على أنها ( ركود في عمل طاقة الجسم أو جهاز المناعة )أي أن الجسم أصبح مهيأ للمرض . يقول ( رو دلف شو) عن ذلك أن الجراثيم وأسباب المرض تبحث عن نسيج مريض أكثر من كونها سببا للمرض بحد ذاته تماما كما يبحث البعوض عن الماء الراكد ( فالبعوض لم يسبب الماء الراكد ولكن هذا الماء هو الذي جذب البعوض ) تماما كما يجذب النسيج الراكد الواهن الضعيف جراثيم المرض إليه .


وقد يكون هذا معنى الحديث الشريف لتبيغ الدم أي أن الشخص ليس بمريض ولكنه أصبح قاب قوسين أو أدنا من المرض حيث تثور الأخلاط وتعتدي على الدم في مجراه الطبيعي الصحيح . ويجمل ذلك قول ابن القيم في كتاب الطب النبوي(وللبدن ثلاثة أحوال‏:‏ حال طبيعية، وحال خارجة عن الطبيعية، وحال متوسطة بين الأمرين‏.‏ فالأولى‏:‏ بها يكون البدن صحيحًا، والثانية‏:‏ بها يكون مريضًا‏.‏ والحال الثالثة‏:‏ هي متوسطة بين الحالتين، فإن الضد لا ينتقل إلى ضده إلا بمتوسط ) .


أما كيف نقول أن الإنسان صحيح الجسم أو طبيعي ؟ للإجابة نقول إن الصحة هي ( حالة تكاملية ما بين الجسد والعقل والنفس)وهنالك خمس نقاط لابد من توافرها حتى نقول أن الشخص طبيعي أم لا:


1- الاعتدال : أي أن يكون الشخص ( عادياً ), يشابه من هم في سنه في الغالبية مثل الطول , الوزن , النوم , التحمل الجسدي , وهذا ناتج عن ملاحظة المجموع من السكان ,وأخذ المتوسط في كل ما ذكر, وعليه نبني الحكم أن الفرد ضمن المدى ( العادي ) الطبيعي لهذه المجموعة ,ومثال ذلك يعتبر أمر عادي أن يتعب الشخص إذا صعد من 2-3 أدوار في عمارة ,وأما الأمر الغير العادي الشعور بالتعب عند تنظيف الأسنان .


2- غير معتلّ : أي أن الشخص لا يعاني من أي شيء, أو سبب قد يؤدي إلي الألم , النزف , الانتان أو الاحتقان .وكذلك الأمر ينطبق على الناحية النفسية والعقلية .


3- تأدية ألوظيفة ألكاملة للنوع وهو أن يعمل لما خلق له أي أن يقوم الفرد بسلوك سوي يرضى عنه المجتمع بمجمله ,ويفصّل الغرب هذه النقطة من ناحية جنسيه( نختلف معهم في هذه النقطة), حيث يجب التكاثر بطريقة طبيعية حسب شرع الله .



4- الخضوع للفطرة التي فطر عليها الإنسان (الغريزة),وهنا أيضا نختلف مع تفسير الغرب لها فالفطرة هي الخلق القويم والعمل الصالح من أجل خير وصلاح المجتمع .



5- الأفضلية وهي تحقيق أعلى مستوى فاعل من أي عمل يقوم به العضو في الجسد والذي ينعكس بدوره على الصحة البدنية و العقلية والنفسية, على أن لا يطغى ذلك على عمر وقوة التحمل للفرد أو العضو .



وعليه يكون المرض هو اختلال واحدة أو أكثر من النقاط الخمسة السالفة الذكر وعندها فقط يسمى الإنسان مريضا, ويحتاج إلي الرعاية و الدواء الذي قد يكون محقونا, مشروبا, مدهونا أو من خلال التربية الصحيحة أو العلاج النفسي و السلوكي .



وللتعمق في النقاط السالفة الذكر نورد ما قاله الطبيب (جيمس مكنزي) الذي أغلق عيادته الشهيرة في لندن وأخذ يبحث عن أسباب المرض بعد أن لاحظ أن أغلب مرضاه كانوا في المراحل الأخيرة من المرض ,حيث يصعب فيها العلاج و الشفاء, وهذا الطبيب أرجع المرض إلى ثلاثة عوامل:


1- عامل البداية :فالأمراض هي نتيجة لمؤثرات طويلة الأمد تبدأ في الحياة المبكرة و تؤدي تدريجيا إلى إشباع الجسم بالسموم .
2- العامل المحيط : فالغذاء الخاطئ والحياة المليئة بالعادات السيئة والتفكير السلبي هي العوامل التي تؤدي إلى التدهور الذي يحدث بسبب هذه السموم.

3- عامل التجمع : إن تجمع هذه السموم في أي عضو في الجسم يؤدي إلى اعتلاله ففي المفاصل تسبب التهابا وفي الكبد تشمع وفي البنكرياس تؤدي إلى السكري .



ويضيف الدكتور مكنزي إن أي حل شافٍ لهذه الأمراض لا يكون إلا عن طريق إزالتها أو تصريفها من الجسم بطريقة لا تؤدي إلى علل جديدة أي بتحويل هذه السموم من مكان إلى آخر أي بمعنى آخر لا تتحول من مرض إلى آخر فمثلا إذا عولج مصاب الربو بالأدوية الكيماوية فغالبا ما يأخذها لفترة طويلة بدون شفاء تام وإذا حدث الشفاء فان المرض لا يزول بل يتحول إلى مرض آخر على الجلد ( أكز يما , فطريات ) أو إلى الأمعاء ( إمساك مزمن , القولون العصبي ,أو باصور ).



درجات المرض:-

جمع الأطباء في الطب البديل على أن المرض في الجسم يأخذ سبع درجات تختلف مدة الواحدة عن الأخرى حسب قوة الجسم وتركيبته الفسيولوجية ,والغذاء المتبع إضافة إلى المحيط الذي يعيش فيه الشخص, وهذه الدرجات هي :-(12)
1- التعب والإرهاق :-والمقصود هنا هو الشعور بالتعب عند قيام الشخص بمجهود عادي وغير متعب بالنسبة إلى من هم في سنه وتركيبته الجسمية .
2- الألم و الأنين:-ونقصد هنا الأعراض الحادة التي تصيب الإنسان ولا تستمر فترة طويلة مثل الحمى أو ألم الرأس, أو الإصابات.
3- الأعراض المزمنة:- ونقصد بها الألم والوهن الذي يستمر ردحا طويلا من الزمن كمثل الالتهابات المفصلية.
4- الأعراض العصبية:- وهي الأمراض التي تصيب الدماغ والنخاع الشوكي .
5- الأعراض التحولية :-وهي الأمراض التي تؤدي إلى تغييرات بنيوية في أعضاء الجسم مثل السرطان وتليف الكبد .
6- الأعراض النفسية المزمنة :- وهي الأمراض النفسية مثل سرعة الغضب و الاكتئاب والرغبة في الانزواء ( الانطواء ), واضطرابات النوم .
7- الأعراض ال******ة:-وهي الأمراض المزمنة التي تظهر بغير مقدمات وبصورة سريعة في إنسان قوي البنية متخطياً الأعراض الستة السالفة الذكر, مثل الحسد والسحر.
ليس بالضرورة تطور المرض من مرحلة إلى أخرى بصورة تدريجية واضحة المعالم بل قد تمر أيام أو سنوات لتكتمل هذه الصورة.

ابن حزم
05-09-2005, 08:36 AM
تحديد مواضع الحجامة:
لتحديد مواضع الحجامة على جسم الإنسان يؤخذ كف المريض كمرجعية لقياس الأبعاد وهذه المسافات عادة ما نتخذ نقاط تشريحية على الجسم من أجل تحديد وحدات القياس .


تسمى وحدة القياس هذه في اللغة الصينية ب [ الشون ] وهي المسافة بين حدي الإبهام من طرف إلى آخر عندما تكون اليد مبسوطة و المسافة ما بين الشاهد إلى البنصر في حد السلامية الثانية هي ثلاث شون وهذه المسافة تختلف من إنسان إلي آخر وهنالك أداة خاصة بسيطة التركيب لتحديد المسافة لهذا الشون .


أما حديثا فتستعمل أجهزة خاصة لتحديد مواقع الاحتقان ,وخبرة الحجام تلعب دورا أساسيا في معرفة هذه المواضع .
1_ الكاهل:
تقع هذه المنطقة في أعلى الظهر ما بين بروز (زردات )العمود الفقري ولوحة الكتف وتغطي هذه المنطقة من 5-6 نقاط من خط طاقة المثانة ( في الطب الصيني ) وموضع الكاهل يختلف من مريض إلى آخر تبعا للاحتقان الموجود في هذه المنطقة, ويحجم الكاهل في أمراض العظام والغضاريف, كما أنها مفيدة جدا لأمراض الرئة و القلب .كما أن الكاهل من أفضل المواضع لعلاج الشقيقة(ألم الرأس النصفي), والموضع هنا مهم جدا في علاج ما يعرف (بالوثاب) وهو ألم شديد بين الكتفين يحدث عادتا عند التعرض لتيار هوائي بارد .
و الأفضل دائما البدء بحجامة الكاهل عند أول مرة ثم من بعد ذلك نرى أين سنحجم بعد ذلك.
_ نقرة القفا :
وهذه المنطقة خطرة جدا إلا في حالات خاصة ونادرة ,عندما لا يستجيب المرض للحجامات الأخرى ,وموضعها في أسفل الجمجمة ,وأكثر استعمالاتها هي في التغيرات الهرمونية الناتجة عن خلل في عمل الغدة النخامية التي تتحكم ب 72 هرمون في الجسم ( وهذا تصديق لحديث الرسول عليه السلام بأنها تشفي من 72 داء)(أخرجه الطبراني) , وأكثر العلماء والأطباء قد حذروا من استخدامها لأنها قد تؤدي إلى البله و النسيان أو الموت إذا لم توافق الداء . أما القَمَحدوُة فموقعها هو منطقة تلامس الرأس مع الأرض عند النوم على الظهر والنظر للأعلى ويمكن أن تستبدل بنقرة القفا في العلاج(1) ,ولكن في هذه الحالة لا بد من حلاقة الشعر جيدا والتشريط يكون بعملية الوخز لا التشريط.


3_ المغيثة:
وهي الحجامة على أعلى نقطة في الرأس وتوافق ما يسمى النقطة العشرين من وعاء الإدراك في الطب الصيني ,وهي تتحكم بجميع خطوط الطاقة في الجسم, لذلك كانت من أفضل النقاط لتهدئة واسترخاء العضلات, و من فوائدها أنها أفضل موقع لمعالجة الأمراض النفسية و فقدان الذاكرة و النسيان إضافة إلى ألام الشقيقة وأمراض الصدر .
ويفضل عدم التشريط على هذا الموقع, والاكتفاء بالوخز خمس وخزات فقط, لأن المنطقة غنية بالشعيرات الدموية فقد يكون نزول الدم غزيرا .


4_ المنطقة التي على جانبي القفا أو أعلى العنق:
وهي موضع النقطة 16 من خط المسخن الثلاثي في الطب الصيني, وينطبق على هذه النقطة مثل ما ينطبق على نقرة القفا من التعامل وهذه النقطة مفيدة جدا لأمراض العين و الصداع المزمن إضافة إلى لحالات النفسية.


5_ مقدمة الناصية:
وتقع في أعلى الجبهة وأسفل خط الشعر سماها الرسول عليه السلام ( منقذا )( الطبقات الكبرى.. ذكر حجامته عليه السلام), وأكثر استعمالاتها في حالات الرعاف الشديدة ( نزول الدم من الأنف ) , والتهاب الجيوب الأنفية المزمن .
وهنا أيضا يجب عدم إجراء التشريط ,و الاكتفاء بالوخز, وأن لا يترك الكأس في موضعه لأكثر من دقيقتين .


6_ الحجامة تحت الذقن :
وموقعها ما بين عظم الذقن ( الفك السفلي ) وتفاحة آدم ( الجوزة ), وتسمى في الطب الصيني ( Ren23) وتتعلق الحجامة بمعالجة الصوت والأحبال الصوتية ( بحة مزمنة أو فقدان الصوت),وألم الأسنان, و الحلقوم. وفي حالات خاصة تعالج الربو .
ويجب معاملة هذه النقطة كما نعامل موضع الناصية.


7_ الأخدعين :
يسمى الأخدع في الطب الحديث (الوريد الوداجي الظاهر الخلفي)، وهو يصبّ في الوريد الوداجي الظاهر .
و الأخدعان جانبا العنق ويمر من هذه المنطقة ثلاثة خطوط للطاقة حسب الطب الصيني, وهي الأمعاء الغليظة و الأمعاء الدقيقة وخط المرارة الصفراء, وتعامل معاملة الكاهل في الاستطباب , لذلك ينوب الكاهل عن هذا الموضع لما له من خطورة في سحب الوريد الوداجي الخارجي الخلفي إلى كأس الحجامة, أو أن يصاب هذا الوريد في أثناء عملية التشريط فيحدث فيه نزف قد تصعب السيطرة عليه .


8_ الحجامة على الصدر :
تستعمل الحجامة على أعلى الصدر في حالات تيبس الأكتاف ومحدودية الحركة فيها, والحجامة هنا قد تعطي نتائج فورية لتخفيف الألم وازدياد مدى الحركة بشكل ملحوظ, كما أن الحجامة في هذا الموضع تفيد الألم ما بين الكتفين أو ما يعرف (بالوثاب).
والحجامة في وسط الصدر فوق عظم القص مباشرة تفيد في حالات السعال المزمن وارتشاح الرئتين إضافة لمعالجتها حالات الربو .
أما الحجامة فوق الثدي للنساء فنستعمل الحجامة الجافة لحبس دم الحيض إذا كان نزفا لأكثر من سبعة أيام.

ابن حزم
05-09-2005, 08:37 AM
9_ الحجامة على البطن :
الحجامة على أعلى البطن نافعة في حالات القرحة والنقرس, أما الحجامة حول السرة فهي مفيدة لآلام القولون المبرح والإمساك المزمن كما أنها تزيد ألباه ( القوة الجنسية للرجال ) .
أما الحجامة أسفل البطن فهي مفيدة لألم المثانة والدورة الشهرية كما تستخدم في حالات البواسير والتبول أللاإرادي للكبار والصغار على حد سواء.


10_ الحجامة على أسفل الظهر :
وتكون هذه الحجامة عادة على طول خطوط الطاقة للمثانة ووعاء الإدراك حسب نظرية الطب الصيني, وتستعمل في حالات آلام الظهر وآلام عرق النسا, وهي مفيدة جدا إذا ما استعملت بدراية وعلم, واختير ما بين الحجامة الجافة و الرطبة أو المنزلقة, فلكل حجامة منها عوارض مرضية يجب أن تلاحظ بدقة قبل اختيار نوع الحجامة.
كما أن الحجامة على أسفل الظهر نافعة جدا في حالات الناسور ( الباصور ) النازف .


11_ الحجامة على الفخذين :
الحجامة على الفخذين تتبع في اختيارها نقاط الطب الصيني وبشكل عام فالحجامة من أمام الفخذ تنفع في حالات أورام ومشاكل الخصيتين وآلام أسفل البطن والمثانة أما الحجامة من خلف الفخذ فتنفع في حالات آلام أسفل الظهر والبواسير.


12_ الحجامة على الركبتين :

الحجامة على الركبتين إما أن تكون من فوق التقاء عظام المفصل وإما أن تكون من تحتها, وهي نافعة جدا في حالات آلام الركبة الناتجة عن الاحتقان وأكثر ما نشاهد هذه الحالة في الأشخاص الذين يحتمّ عليهم عملهم المشي أو الوقوف لفترات طويلة .
ولكبار السن نستعمل الحجامة الجافة على الركبتين ومن بعدها نستعمل الليزر فهي أفضل علاج لآلام الركبة المزمنة أو ما يعرف (بالاستيو ارثريتس ) (O A ),والحجامة الجافة أو الرطبة على أعلى الركبة من الداخل تستعمل بكثرة لعلاج الحساسية العامة في الجسم مهما كان سبب هذه الحساسية .


13_ الحجامة على ظهر القدم :

الحجامة على هذا الموقع نافعة في حالات إصابة القدم أو ما يسمى ب ( لوية, وثاء , فقشة ).
كما أنها ممتازة لعلاج انقطاع الطمث ( الدورة الشهرية ) والتهاب الرحم المزمن.


14_ الحجامة على جانبّي مفصل الكاحل :
وتكون هذه الحجامة أما من الجهة الداخلية أو الخارجية للمفصل وليس على بروز المفصل, وأكثر استعمالاتها في حالات آلام الظهر وعرق النسا.


15_ الحجامة فوق خراج ( الدمل ) أو الجروح المليئة بالقيح و الصديد :
فالحجامة هنا أفضل من طريقة العصر والضغط المتبعة ,إذ أن الدم المحتقن والصديد (القيح) تخرج بطريقة لا تؤثر على الأعصاب المحيطة بالخراج وتنساب السوائل بطريقة سلسة وغير مؤلمة, ويفضل عادة استعمال الأشعة فوق البنفسجية (UV) أو الليزر بعد الحجامة لأجل تعقيم جرح الخراج والمساعدة على نمو الأنسجة من جديد .(24)
ملاحظة: يجب التعقيم الكامل بالمطهرات المناسبة لمكان الخراج قبل الحجامة وبعدها خوفا من الانتان ,ويجب اختيار حجم كأس مناسب يكون أكبر من حجم الخراج وأن يكون الشفط في البداية قليلا ثم يزداد بعد ذلك .


الدم و الدورة الدموية
هو وسط حيوي سائل تتم بوساطته كل العمليات الحيوية في مختلف أنحاء الجسم ومن خلاله تسري الحياة,وتنبعث القدرة على استمرارها ويتكون الدم من البلازما وكريات الدم المتنوعة .

البلازما: هي سائل هلامي شفاف لونه سكري يشكل الماء 90% من مكونات البلازما والباقي بر وتينات. والبلازما تشكل 55% من حجم الدم.
خلايا الدم: خلايا الدم هي عدة أنواع وتشكل 45% من حجم الدم .

*الخلايا الدموية الحمراء :-
يتجدد منها يومياً ما يعادل (250) بليون كريه, وتأخذ هذه الكريات شكل العجلات ذات الدواليب المنفوخة، قطر الواحدة منها (7) ميكرون ,وتميل هذه الكريات إلى الالتصاق التصاقاً مؤقتاً (السليمة الطبيعية منها) مكونة ما يشبه صفاً متراصاً من النقود المعدنية متراكبة بعضها فوق بعض Rouleaux وذلك عائد للزوجة سطحها . وهي التي تعطي الدم لونه الأحمر لوجود الهيموجلوبين ( الحديد ) فيها وعددها يختلف من الذكر إلى الأنثى وحسب الارتفاع أو الانخفاض عن سطح البحر. ومن صفاتها:
1-هذه الخلايا ليس لها نواة الخلية العادية لذلك لا تستطيع الانقسام بذاتها, أي أن الواحدة منها تنتج وتستهلك دون أن تقدر على تجديد ذاتها فالطبيعية منها تعيش حتى 120 يوم, أما تلك المعتلة في الشكل والتركيب فتعيش حتى 15 يوم .
2-لها شكل مقعر الوسط ( DONUT ) وهذا يزيد مساحة السطح القادر على حمل الأوكسجين ويعطي الخلية قدرا كبيرا من الليونة مما يسهل دخولها في مجاري الدم الضيقة.
1- عند موت هذه الخلايا ,فإنها تخزن في الطحال والكبد ليعاد استغلال مكوناتها لصنع خلايا جديدة .
2- تحمل هذه الخلايا على سطوحها ما يسمى مضاد ألجين ( انتيجين ), وهي بدورها تحدد فصيلة الإنسان بتفاعلها مع مضادات الأجسام , أما إذا لم توجد هذه المضادات فزمرة الدم هي O أي أن الدم يعطي الجميع ويأخذ من فصيلته فقط , أما الأنواع الأخرى من الدم فتدعى :A . B . AB, وإن أي اختلال في نقل زمرة الدم للمريض, واحدة إلى أخرى يؤدي, إلى تفاعل خطير داخل الجسم, و يؤدي هذا إلى فشل كلوي والموت المحقق بعد ذلك.

بعض أمراض كريات الدم الحمراء الشائعة:-
1- الأنيميا ( فقر الدم ) ويعرف بانخفاض سعة حمل الأوكسجين إلى الخلايا وقد يكون مرد ذلك إلى نقص في مستوى الهيموجلوبين أو أن عدد كريات الدم الحمراء أقل من مستواها الطبيعي وقد يكون ذلك بسبب نقص في فيتامين B12 أو حمض الفوليك .
2- الثلاسيميا :- وهي مرض وراثي يكون الجسم فيه غير قادر على إنتاج كمية كافية من الهيموجلوبين مما يستدعي نقل دم إلى المصاب باستمرار ,و يمكن تجنب هذا المرض , من خلال فحص بسيط قبل الزواج .
3- تشوه في شكل الكريات الحمراء وهي في معظمها وراثية مثل كريات الدم المنجلية أو الهلالية ,وهذه الخلايا تتكسر بسرعة ويؤدي تراكمها إلى تضخم في الطحال أو الكبد مع تقدم عمر المريض .
4- هنالك حالات مرضية يكون فيها عدد الكريات الحمراء عالياً جدا وأكثر ما تشاهد في الحالات السرطانية التي تصيب العظام.

**الخلايا الدموية البيضاء :-
وهي أنواع عديدة وظيفتها الأولى هي الدفاع عن الجسم لتكوين جهاز المناعة ومن صفاتها:
أ‌- تتحرك بطريقة أميبية .
ب‌- منها ما يبلع الأجسام المهاجمة ومنها ما يرسل عليه مضادات الأجسام لقتله.
ت‌- حجمها أكبر من الخلايا الدموية الحمراء ولها أشكال مختلفة منها ألبيضاوي والشبيه بالكلية أو حبة الفاصوليا.
ث‌- يزداد عددها عند المرض بأمراض كريات الدم البيضاء الشائعة :-
1- اللوكيميا أو ما يعرف بابيضاض الدم, وفيه تكون خلايا الدم البيضاء سرطانية غير مكتملة النمو ولا تستطيع أن تقاوم الأمراض .
2- زيادة عدد كريات الدم البيضاء ذات النواة الواحدة لأسباب مجهولة, وهي غير الزيادة المصاحبة للإرهاق أو زيادة درجة الحرارة.
3- الإيدز وهو مرض نقص المناعة المكتسبة حيث يصبح الجسم بلا حماية لأن فيروس الإيدز يهاجم خلايا الدم البيضاء ويدمرها وهكذا يصبح الجسم عرضة للأمراض .

***صفائح الدم وخلايا الفيبروجين والثرمبوسايت:-
وهدفها هو :- حمل المواد اللازمة لعملية التجلط إذا ما حدث ثقب أو جرح في الأوعية الدموية ومن صفاتها:
1-تكون الخركشة وهي الدم المتجلط الذي يسد الجروح .
2-صغيرة الحجم (1-3) ميكرون لذلك يمكن أن تنساب بسهولة في الشعيرات الدموية الدقيقة .
3-عمرها محدود حيث يتراوح من 3-4 أيام .
4-سريعة التأثر بالأدوية و المواد الكيماوية التي تحطمها وتحد من فاعليتها .
الهيموجلوبين أو الصبغة الحمراء:- هي عبارة عن سلسلة معقدة من زوجين من البولبتيد, وتصّنع مع الخلية الحمراء للبالغين في النخاع العظمي للأضلاع ,وعظام القفص الصدري وكذلك في عظام سلسلة الظهر, وأماكن أخرى متفرقة ,وتعرف هذه المناطق بالنخاع الأحمر .وعند فقدان الدم بصورة كبيرة قد يتحول النخاع العظمي من الأصفر إلى الأحمر لينتج الهيموجلوبين ,و هنالك ستة أنواع من الهيموجلوبين تتدرج في حياة الإنسان من العلقة إلى البلوغ , ويكون توزيع الحديد على النحو التالي :-
أ‌- 70% من حديد الجسم يكون فعالاً وأكثره يوجد في الدم والباقي في أنزيمات الرئة لتبادل الأوكسجين من الهواء.
ب‌- 30% من حديد الجسم مخزن في مناطق مختلفة كاحتياط عند الحاجة إلية .

وظائف الدم :-
1- حمل الغازات من أوكسجين وثاني أوكسيد الكربون من والى الخلايا, وكذلك حمل المغذيات وفضلات عملية الأيض .
2- تنظيم كل من حرارة الجسم والأملاح المعدنية وكمية السائل الموجودة بين الخلايا, وكذلك تنظيم حمضية أو قلوية الأعضاء المختلفة.
3- الحماية:- الدم يحمي نفسه من الفقدان من خلال التجلط على الجروح, ويحمي نفسه والجسم من الجراثيم من خلال الخلايا البيضاء والمضادات للأجسام الغريبة.
4- إيصال الهرمونات والنواقل الكيميائية إلى الخلايا .

خواص الدم الطبيعي :-
1- حرارته 38 درجة مئوية .أو 100,4فهرنهايت
2- قوامه دبق ,لا يجري بسهولة ( ثخين ) ويقدر بخمسة أضعاف لزوجة الماء 5*H2O).)
3- حمضي التعادل .7.35-7.45 .
4- حجمه 4-6 لترات أو 7% من وزن الجسم بالكيلو غرام .

ابن حزم
05-09-2005, 08:37 AM
الأوعية الدموية :-
الأوعية الدموية عبارة عن شبكة متصلة من الأنابيب لحمل الدم , تتكون من عضلات ملساء, تشريحيا لها عدة طبقات , وهذه القنوات تتسم بالمرونة ولكنها أيضا قادرة على الانقباض , وقد يصل قطر بعضها الى (2.5)سم لتستدق وتصغر في نهاياتها لتصبح أوعية شعرية مجهرية. ويبلغ مجموع أطوال هذه الشبكة (100.000)كم أي: مثلي ونصف محيط الكرة الأرضية.

فالأوعية الدموية الخارجة من القلب إلي الجسم ( الشرايين ) تحمل الدم المؤكسد وتنتهي هذه الشرايين إلى شعيرات دقيقة, ثم تتجمع هذه الشعيرات حاملة الدم غير المؤكسد ( الحامل لثاني أكسيد الكربون ) لتشكل (الأوردة ),و هذه الأوردة تحتوي على صمامات خاصة تمنع عودة الدم إلى الشعيرات الدموية إذ أنها تفتح في اتجاه القلب فقط .

هذه الأوردة و الشرايين يجب أن تكون سالكة بدون أي عوائق في مجراها, وإذا حدث أن تضيق أو أغلق أحد هذه القنوات ,بسبب ترسب الدهن أو تجلط للدم فيها ( لأي سبب كان ) فإن هذه الحالة تسمى بالجلطة , أما إذا حدث ذلك في أوعية القلب فتسمى بالذبحة الصدرية .

القلب:-
القلب شكله مثل الكمثرى, وله أربع حجرات اثنتان على اليمين واثنتان على اليسار. والقلب مسؤول عن ضخ الدم إلى الرئة , حتى يحصل على الأوكسجين, ويتخلص من ثاني أكسيد الكربون ومن ثم يقوم القلب بضخ هذا الدم المؤكسد إلي الجسم ثانيةً , وتوقف القلب عن العمل لا يعني الموت إذ يمكن إنعاشه ليعمل من جديد, ولكن الخطر الأكبر لتوقف القلب عن النبض هو انقطاع الدم عن خلايا الدماغ ,وإذا حدث أن ماتت هذه الخلايا ( الموت الدماغي ) فإن الوفاة تعلن وان كان القلب مازال ينبض.

والدم يمر عبر مصفاة الجسم وهي الكلية حيث تخلصه من الماء الزائد وتعيد موازنة أملاح الدم في عملية مستمرة ليلا ونهارا.
أما الدم القادم من الأمعاء فيحمل معه الغذاء ( من دهون وسكريات و بروتينيات ) إلى مختلف مناطق الجسم لتقوم الخلايا بعملية البناء والهدم ( الأيض ) . وهكذا يدور الدم ويتجدد ويصفى, ويحمل المواد الغذائية والأوكسجين, ويطرح عنه ثاني أكسيد الكربون والأوساخ, في دورة محكمة الإغلاق عالية التخصص وكلها لخير الإنسان ورفاهيته …

الكبد:
يزن (1200-1500)غراماً.. وهو جهاز عظيم تتم فيه الآلاف من العمليات الكيميائية المعقدة.
نذكر من وظائف الكبد:
1- يرشح المواد السامة من السائل الدموي ويستقلبها مبطلاً سميتها، أو يصرِّفها عن طريق الصفراء إلى خارج الجسم.
2-يصنع السائل المراري من نواتج تكسير الكريات الحمر التالفة.
3- يضطلع باستقلابات السكريات ,وتخزينها ليحررها عند الحاجة.
4- يقوم باستقلاب البروتينات واصطناعها.
5- يُوجِد المركبات التي تساعد على تجلط الدم وتخثره في وضع النزف.
6-يضطلع باستقلاب الدهون والشحوم الثلاثية Triglycerides واستقلاب وتصريف الكوليسترول بالسائل الصفراوي.
7-يعمل على استقلاب واختزان معظم أنواع الفيتامينات وعددٍ من العناصر المعدنية كالحديد وغيره.. وله وظيفة من الوجهة الهرمونية.
8- وللكبد أهمية كبيرة في الحياة الجنينية، إذ يشترك مع الطحال في تكوين الدم.
9- يسهر الكبد للدفاع عن الإنسان ضد هجوم المكروبات، حيث يلتهمها ويقضي عليها أو يحد من ضررها.

الطحال:
وهو لا يقل أهمية عن الكبد ويقع تحت الحجاب الحاجز خلف المعدة وفوق الكلية اليسرى بقليل ويزن (150غ) تقريباً.
دورة الدم في الطحال:
إن الدم عندما يلج إلى الطحال تستقبله شبكة من حبال بيليروت, يستنقع الدم في عيونها ,ليمس البالعات الثابتة والمتحركة والبطانية ليدخل بعدها الدم في الجيوب الوريدية المثقبة، ثم ينتقل إلى الشعرية الوريدية فالأوردة فالوريد الطحالي..

وظائف الطحال:
أولاً: في الدم:
1- دور تخزيني: يختزن الطحال كمية قليلة من الدم تتراوح بين (20-60)سم3، فلدى تنبيه العصب الودي في حالات النزف، أو هبوط ضغط الدم، يطلق الطحال الكمية المختزنة من الدم للدوران العام بعد أن كان يختزنها في الجيوب الوريدية واللب الأحمر.
2- ودوره في بلعمة الكريات الحمراء (تحطيم الخضاب): إن تحطيم الخضاب يتم في مجمل البدن بالجملة الشبكية البطانية إلاَّ أن نصف هذا العمل يتم في الطحال، حيث يتم تحطيم الخضاب Hb في الجملة الشبكية البطانية , فتمر الكريات من اللب الطحالي إلى الجيوب بحادثة الضغط الإنسلالي عبر مسام أصغر من قطر الكريات نفسها، فمن يحتمل هذا الضغط ينفذ ومن لا يحتمله يتكسر ويتخرب فيتحرر الخضاب ويبقى هيكل الكريات لتجري عليها (الكريات المحطمة) عمليات الهضم في الشبكة البطانية للطحال.. فمن نواتج الهضم يؤمن الطحال مخزونه من الحديد وعندما يتسارع تحطيم الكريات يطفح الطحال بالهيموسدرين، أي أن الطحال بحالة امتلاء Siderotic.. مثال ذلك في حالة الفاقة الانحلالية. ويساعد الطحال على توليد الكريات الحمراء في حالة نقص الدم.

ثانياً: في المناعة:
* يقوم بإنتاج الأضداد و تخليص الدم من العناصر الغريبة كالجراثيم والطفيليات والفطور, وأشكال الكريات الحمراء الشاذة, وذلك يتم في الشبكة البطانية بالطحال بواسطة الخلايا البالعة والخلايا الليمفاوية T المسؤولة عن المناعة الخلوية. والخلايا الليمفاوية B المسؤولة عن المناعة الخلطية ، لذلك حين يستأصل الطحال تكثر الإنتانات(الالتهابات).

نستنتج مما سبق أن للطحال دوراً هاماً في تخليص الجسم من الكريات غير الطبيعية والشائخة الحمراء، ولكن ليس كلها, ففي الطحال يخلص الجسم من الكريات الشائخة بحادثة الضغط ألانسلالي، لكن ينفذ الكثير من الكريات المقبلة على الهرم والهرمة وجزء من الأشكال الشاذة لها إلى الدوران العام، ولو كان الأمر تاماً لوجب ألاَّ نجد في الدم إلاَّ الأشكال الصحيحة من الكريات الحمر، ولكن الملاحظ وجود نسبة لا بأس بها غير ذلك, إذ أن الكبد يعمل على تخليص الدم من الكريات التالفة التي لم يستطع الطحال تحطيمها (مشكلاً الصفراء) .
إنَّ نظرة شمولية متفحصة لهذه الكريات الحمراء الهرمة والمقبلة على الهرم والأشباح منها تُظهر أن هناك كميات كبيرة منها تزوي إلى المناطق الهادئة للدوران الدموي في الجسم متقاعدة على جدران الأوعية الدموية, وعند تفرعاتها في الجلد وفي معظم أنسجة الجسم الأخرى وفي الشبكات الدموية لأعضاء هذا الجسم.

هذه الكريات عمرها أربعة أشهر.. ففي السنة الواحدة يولد ويموت ما يقارب ثلاثة أجيال، أي خمسة وسبعون ألف بليون كرية بشكل مستمر دون انقطاع. فدائماً هناك وفيات وهناك ولادات، ولولا وظائف الكبد والطحال والكليتين أيضاً والجملة الشبكية البطانية العامة في البدن في بلعمة هذه الكريات لتحوَّل دم الإنسان إلى جلطة واحدة واستحالت حياته . لكن مهما تخلَّص الكبد والطحال فإنه يبقى عدد عظيم منها مقعداً عاطلاً, مُعطِّلاً غيره من الدم الفتي معيقاً كابحاً لوظائف أعضاء هذا الجسم البشري وهذا بحد ذاته يؤدي إلى الضعف الذي يسهل تغلب المرض على الجسم. إذاً لهذه المصافي حد معيَّن فتزيل قسماً من الكريات الهرمة وغير الطبيعية المارة فيها وقسم ليس بالقليل ينفذ منها وقسم آخر يتقاعد أو تبطؤ حركته فلا يأتيها.. وهو الذي نستهدفه في عملية الحجامة.

علاقة القمر بالحجامة:
نعلم أن للقمر تأثيره الفعلي على الأرض وعلى الرغم من أن قطره يبلغ (3478) كم فقط كما تبلغ كتلته جزءاً من (80) جزء من كتلة الأرض فإنه يبلغ من القرب وسطياً (385000) كم درجةً تجعل قوى جذبه ذات أثر عظيم فالمحيطات ترتفع لتكوِّن المد وحتى القشرة اليابسة لا تخلو من التأثيرات.
فقارة أمريكا الشمالية قد ترتفع بمقدار خمسة عشر سنتمتراً عندما يتوسط القمر سماءها.. وللقمر فعل في صعود النسغ في الأشجار الباسقة الارتفاع.
وقد لاحظ الأستاذان الفرنسيان (جوبت وجاليه دي فوند) أن للقمر تأثيراً على الحيوانات، فمنذ مولده كهلال إلى بلوغه مرحلة البدر الكامل يكون هناك نشاط جنسي عند الحيوانات والدواجن والطيور, حتى إنهما لاحظا أن الدواجن تعطي بيضاً أكثر في هذه الفترة منها في فترة الشيخوخة أي عندما يبدأ القمر في الضمور التدريجي إلى أحدب فتربيع أخير، ثم إلى المحاق. فهناك فترة نشاط وفترة فتوة في الحيوانات ترتبط بأوجه القمر وذلك حسب ملاحظتهما الخاصة.

ابن حزم
05-09-2005, 08:38 AM
وقد لاحظا على الدواجن وبعض الحيوانات المستأنسة وكذلك لوحظ على أسماك وحيوانات ومحارات المحيط الهندي والبحر الأحمر أنها تنتج بويضات في فترات معينة لأوجه القمر. فالقمر يبلغ ذروة تأثيره في مرحلة البدر منه فيؤثِّر على ضغط الدم رافعاً إياه مهيجاً الدم مما يثير الشهوة وهذا ما عاينته بعض الدول الغربية من ارتفاع نسبة الجرائم والاعتداءات في هذه الليالي والأيام.

ففي الأيام من الأول وحتى الخامس عشر من الشهر القمري يهيج الدم ويبلغ حده الأقصى وبالتالي يحرك كل الترسبات والشوائب الدموية المترسبة على جدران الأوعية الدموية العميقة منها والسطحية وعند التفرعات وفي أنسجة الجسم عامة ( تماماً كفعله في مياه البحار فيكون بمثابة الملعقة الكبيرة في تحريكه لها لكي لا تترسب الأملاح فيها )، ويصبح بإمكان الدم سحبها معه لأهدأ مناطق الجسم حيث تحط ترحالها هناك (بالكاهل) وذلك بعدما يبدأ تأثير القمر بالانحسار من (17-27).

أما من (17-27) فيبقى للقمر تأثير مد ولكنه أضعف بكثير مما كان عليه، ولما كانت الحجامة تُجرى صباحاً بعد النوم والراحة للجسم والدورة الدموية ويكون القمر أثناءها ما يزال مشرقاً حتى لدى ظهور الشمس صباحاً، فيكون له تأثير مد خفيف يبقى أثناء إجراء الحجامة وهذا يساعدنا في عملنا، إذ يبقى له تأثيرٌ جاذب للدم من الداخل إلى الخارج (الدم الداخلي للدم المحيطي والدم المحيط للكأس) وهو ذو أثر ممتاز في إنجاز حجامة ناجحة مجدية من حيث تخليص الجسم من كل شوائب دمه.

أما فيما لو أجريت الحجامة في أيام القمر الوسطى (12-13-14-15) فإن فعل القمر القوي في تهييج الدم يفقد الدم الكثير من كرياته الفتية وهذا ما لا يريده الله لعباده، أما في أيامه الأولى (هلال) لا يكون قد أدَّى فعله بعد في حمل الرواسب والشوائب الدموية من الداخل للخارج للتجمُّع في الكاهل كما ورد أعلاه مهيِّئاً لحجامة نافعة.

تقول العرب :'ليس من رأى كمن سمع' في إشارة إلى تقديم شاهد العيان على الراوي، وفي سعينا إلى تمحيص الحقيقة حول فعالية العلاج بالحجامة آثرنا أن يكون دليلنا 'ليس من عاش كمن سمع أو رأى' لذلك سنروي قصصاً لأصحاب تجارب في العلاج بالحجامة، عاشوا معاناة طويلة مع المرض ثم كان شفاؤهم ـ بإذن الله ـ باستخدام الحجامة ألتي أجرتها أنا بنفسي.
1-آلام الظهر :-السيد أبو خليل سنّه 54عاماً متزوج ,أصيب أول مرة بألم حاد في أسفل الظهر في 22\5\1999م اثر حمله لشيء ثقيل بطريقة خاطئة , عولج آنذاك بالمسكنات وتماثل للشفاء , بعد ثلاث أشهر من الإصابة , لكنه عاودته نوبة حادة من الألم أسفل الظهر في 2\4\2001م فعولج أيضا بالمسكنات ولكن بلا نتيجة ,واستمر الألم إلى غاية شهر 7من العام نفسه وأصبح فيها غير قادر على المشي وحتى الصلاة ,أجريت له الحجامة على الكاهل أسفل الظهر وعلى الكعبين ثلاث مرات بفارق يومين لكل جلسة وبعد انتهاء الجلسات أصبح قادراً على المشي ولكن غير قادر على الصلاة, ثم أجريت له حجامة لمرة واحدة في شهر 8 من العام نفسه,عاد في شهر 4\2002م للحجامة مرة أخرى وعند سؤاله عن ألم الظهر قال إنه شيء من الماضي , فالألم اختفى وعادت جميع حركات الظهر إلى أقصى مدى ,كررنا الحجامة مرتين سنة 2002 ومرة سنة 2003 وللآن هو خال من الأعراض, أفاد في آخر حجامة له أنه يشعر بقوة الشباب في جسده بعد كل حجامة .
2-ألم الأكتاف :-السيد وليد 35 عام سائق سيارة أجرة يعاني من ألم في الأكتاف, مع خدر يصيب أصابع اليدين خاصة في الصباح وبعد الراحة, أجريت له الحجامة لمرة واحدة في شهر 4 \سنة 2000, عاد في شهر 5 سنة 2003 للحجامة, ليس لألم الأكتاف الذي لم يعاوده منذ الحجامة الأولى ولكن للصحة كما أفاد.
3-ألم الركب:- السيدة أم صالح سنها 45عاماً صحتها العامة جيدة لكنها تعاني من ألم مزمن في الركب منذ 4 سنوات خاصة عند السجود, وفي الليل تشعر بحرارة شديدة في الركب تنزل الحرارة تدريجيا وتستمر حتى الفجر عندها فقط تستطيع النوم.
صور الأشعة بينت تآكلاً طفيفاً في عظام المفصل مع تقارب في المسافة الفاصلة بينهما, عند الحركة هناك صوت طقطقة خفيفة مع محدودية الحركة في ثني المفصل , أجريت لها الحجامة مرتين في شهر 4\1999م وأعطيت تمارين تقوية لمفصل الركبة .
وقد أفادت بعد عام على إجراء الحجامة أن الألم والحرارة اختفت بعد شهرين من إجراء الحجامة وشفى معهما الإمساك والباصور اللذان كانت المريضة تعاني منهما في وقت علاجها.
نرى من هذه الحالة أن همنا الأول في العلاج كان ألم الركب ولم تصرّح المريضة عن الإمساك أو الباصور ولكنه شفي بفضل الحجامة .
4:- فطريات مزمنة : السيد حسين 28 عاماً حضر للحجامة في شهر 4\2002م على الكاهل لألم في الرقبة والأكتاف ولكن لوحظ وجود فطريات على أعلى الظهر وعند سؤاله عنها قال إنها تلازمه منذ 10سنوات تزداد في الصيف وتكاد تنتهي في الشتاء , أجريت له الحجامة وشعر بتحسن فوري في ألم رقبته وأكتافه . عاد بعد سنة للحجامة ولكن هذه المرة للفطريات التي لم تظهر في صيف ذلك العام وشفي منها بفضل الحجامة.
5-ألم قديم:السيد فادي 26 سنة عامل بناء ولاعب رياضي. أصيب في أثناء إحدى المباريات بضربة قوية على الركبة اليسرى وذلك قبل 3 سنوات من تاريخ الحجامة عولج عند أكثر من أخصائي, ونصح بعملية المنظار لكنه كان خائفا ومترددا , إلى أن نصحه بعضهم بالحجامة ,أجريت له الحجامة في شهر 6\2002م ثلاث مرات على جانبي الركبة فزال الألم بالتدريج ,وعاد لممارسة عمله واللعب بدون مشاكل أو تعب في عضلات الفخذ كما كان يشعر من قبل .

محسن سليمان النادي - أخصائي علاج طبيعي وطب بديل نابلس- فلسطين



تمت بحمد الله موسوعة الحجامة أسأل الله أن ينفع بها

أبو البراء
05-09-2005, 09:21 AM
بارك الله فيكم أخي الحبيب ( اسماعيل مرسي ) ، مجهود جبار تشكر عليه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0

د.عبدالله
05-09-2005, 11:45 AM
بارك الله فيك أخي الحبيب (( إسماعيل مرسي )) وجزاك الله خيرا .. وبيض الله وجهك .. يوم تسود الوجوه .. مجهود جبار .. وموضوع أكثر من رائع .. أطال الله بعمرك مع العمل الصالح .. وحفظك من كل مكروه .. اللهم آمين .. مع تمنياتي لك بالصحة والسلامة والعافية .

أبو البراء
05-09-2005, 01:38 PM
وفيكم بارك الله الأخ والمشرف الحبيب ( عبدالله بن كرم ) ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0

ابن حزم
05-09-2005, 02:10 PM
أخي الحبيب أبو البراء كل نفيس وغالي رخيص من أجل منتدانا الغالي وفقنا الله الي مافيه الخير

ابن حزم
05-09-2005, 02:10 PM
أخي الحبيب عبد الله بن كرم ولك بمثله وجزاك الله عنا خيرا

أبو البراء
17-09-2005, 12:24 PM
بارك الله فيكم أخي الحبيب ( اسماعيل مرسي ) ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0

ابن حزم
13-10-2005, 02:16 PM
شيخنا الحبيب أبو البراء رجاء تثبيت الموضوع لتعم الفائدة

أبو البراء
15-10-2005, 11:32 AM
غالي والطلب رخيص أخونا الحبيب ( إسماعيل مرسي ) ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0

ابن حزم
23-11-2005, 11:53 AM
بارك الله فيكم شيخنا واستاذنا الحبيب أبو البراء

أبو البراء
24-11-2005, 07:28 AM
http://hawaaworld.net/files/23937/marsa137.gif

http://www.maknoon.com/mon/userfiles/heartttro11.gif

وفيكم بارك الله مشرفنا القدير ( اسماعيل مرسي ) ، وزادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0

ابوبادية
19-12-2005, 05:03 PM
الف شكرررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررر رماقصرتم الله يشفي جميع المرضى

ابن حزم
20-12-2005, 10:39 AM
وفيكم بارك الله أخي الحبيب أبو بادية

أبو البراء
22-12-2005, 06:59 AM
http://hawaaworld.net/files/23937/marsa137.gif

http://www.maknoon.com/mon/userfiles/heartttro11.gif

بارك الله في الجميع ، وزادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0

ابن حزم
27-04-2006, 11:38 AM
بارك الله في الجميع

د.عبدالله
27-04-2006, 07:22 PM
بارك الله فيك أخي الحبيب .. إسماعيل مرسي .. لقد كفيت ووفيت .. وجزاك الله خيرا .. ولقد ازدانت ساحة الحجامة بطلتك الطيبة .. وإضافتك الرائعة .. واسأله تعالى .. أن لا يحرمنا من وجودك . اللهم آمين .. مع تمنياتي لك بالصحة والسلامة والعافية .

ابن حزم
29-04-2006, 08:33 AM
أخي الحبيب ومشرفنا عبد الله بن كرم والله أنت اللي منور المنتدي ، ومشرف ساحة الطب في منتدانا الحبيب

أبو البراء
12-05-2006, 06:23 AM
http://hawaaworld.net/files/23937/marsa137.gif

http://www.maknoon.com/mon/userfiles/heartttro11.gif

بارك الله في الجميع ، وزادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0

أبو فهد
25-06-2006, 10:31 PM
... بسم الله الرحمن الرحيم ...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم أخي الحبيب وأستاذي الكريم والمشرف القدير ( ابن حزم الظاهري ) وجزاكم خيرا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
... معالج متمرس...

أبو البراء
26-06-2006, 07:13 AM
http://hawaaworld.net/files/23937/marsa137.gif

http://www.maknoon.com/mon/userfiles/heartttro11.gif

وفيكم بارك الله أخي الحبيب ومشرفنا القدير ( معالج متمرس ) ، وزادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0

ابن حزم
26-06-2006, 08:06 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

أخونا الحبيب ،، مشرفنا القدير $$ معالج متمرس $$ بارك الله فيكم وعليكم وزادكم من

فضله وكرمه ومنه علما" وخلقا" ورزقا"

أخوكم المحب في الله

ابن حزم الظاهري

أبو البراء
08-07-2006, 08:01 AM
http://hawaaworld.net/files/23937/marsa137.gif

http://www.maknoon.com/mon/userfiles/heartttro11.gif

بارك الله في الجميع ، وزادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0

امنه
22-03-2007, 03:56 PM
السلام عليكم اخي الكريم
بارك الله فيكم على مجهوداتكم
اود سؤالكم هل يمكن القيام بالحجامة على الغدة الدرقية؟مع العلم انها كثيرة الافراز.
ارجو منكم التوضيح.

ام سلطان
14-08-2007, 12:56 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركته
اعاني من التهاب العصب الخامس ولي سنه اعالج وتعبت من الادويه وتحجمت مره وحده بس مالحظت فرق او تحسنت حالتي لازم ارر الحجامه مره ثانيه ويريت تقولي وين لازم اعمله في اي جزاء من الجسم
جزاكم الله خير

أبو فهد
30-09-2007, 07:40 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيكم وزادكم الله من فضله ومنه وكرمه .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

abokamal
18-04-2008, 08:14 PM
اريد بالرسم مواضع الحجامه لكل من مريض تليف الكبد - المناعه - فيروس سى ان كان موجودا وجزاكم الله خيرا

أبوأمجد1
27-05-2009, 08:55 AM
ان الله وملائكته يصلون علي النبي ياأيها الذين آمنوا صلوا عليه
وسلموا تسليما

بنت المدينه
04-03-2010, 03:12 AM
بارك الله فيك
ونفع الله بك

@ كريمة @
23-11-2010, 08:36 PM
بارك الله فيكونفع الله بك

أبو محمد ر
02-01-2011, 01:26 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شكراً لك أخي في الله ابن حزم المصري على هذا التوضيح بشأن الحجامة , بوركت يدك..

و أود منك أخي في الله لو تكرمت أن تجيبني على نفس السؤال التي سألت عنه الأخت أمنة..


السلام عليكم اخي الكريم
بارك الله فيكم على مجهوداتكم
اود سؤالكم هل يمكن القيام بالحجامة على الغدة الدرقية؟مع العلم انها كثيرة الافراز.
ارجو منكم التوضيح.

و سؤال آخر بالنسبة لحساسية الصدر والتي تصاحبها سعلة هل تنفع الحجامة للشخص الذي يعاني هن هذا النوع من الحساسية و أين تكون مواضع الحجامة ..

و الله أسأل أن يجعل أعمالك في ميزان حسناتك..

mashma888
19-08-2011, 06:48 AM
جزاك الله خير
تحياتى واحترامى
والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته

ابن سينا
31-03-2012, 08:58 AM
نفع الله المسلمين بما فيه من حكم وأقوال في الحجامة ، شكرا لك

الاخت السائلة عن أماكن الحجامة للكبد الوبائي فان اهل الاختصاص من الحجامين يعرفون تلك المواضع ، وهي في الارقام التالية ( 1-55-49-6-48-22-121-123-124 وفي مواضع الالم ويقوم بها اهل الاختصاص لاتحتجم لدى عامة الناس في الحجامة

ابن سينا
31-03-2012, 09:12 AM
الاخت أمنة نعم الحجامة تفيد للغدة الدرقية في الفقرة السابعة عنقية وعلى جانبي الرقبة و (1-43-44-7)
الاخ السائل ابو محمد نعم الحجامة تفيد حساسية الصدر وضيق التنفس في الاماكن يعرفها المختصون ( 1 - 55-4-5 45 -46 117 -118 )
مع تمنياتنا لكم بموفور الصحة والعافية ( الخبير)