المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : السلام عليكم


عود الورد
17-09-2008, 01:09 PM
فيه واحدة اعرفها تنوي ان تتزوج بعد رمضان ان شاء الله لكن صديقة لها اخبرتها بانه ما حلو انها تتزوج بين العيدين يعني الفطر والاضحى .
فهل هناك ما يشير لهذه المسالة في شريعتنا ام انها مجرد خرافات :salla-icon:

علينا باليقين
17-09-2008, 02:18 PM
:aaa13asmilies:

تسأل عن خرافة تتعلّق بالزواج بين العيدين ، وما فيها من المحاذير الشرعية
سؤالي عن ما يعتقده الناس هنا في آسيا أنه من السيئ جدا أن يتم الزواج بين العيدين (عيد الفطر وعيد الأضحى) لأنه لو تم الزواج في هذه الفترة فسيموت أحد الزوجين ، أود أن أعرف هل هذا صحيح أم لا من وجهة نظر إسلامية .
كذلك فقد ذكرت في أحد أجوبتك بأنه لا يجوز تخصيص يوم 15 من شعبان بالصلاة والصيام وأن الثواب سيكون أعظم لو أن الشخص واصل العبادة على عادته .
هنا حيث أعيش ، يهتم الناس كثيرا بهذا اليوم ويصلون ويصومون لله في هذا اليوم ويقولون إن ثوابه عظيم جداً وأن هذا مذكور في الحديث الشريف وعندما أخبرتهم بإجابتك قالوا بل يوجد فضل هذا اليوم في الحديث الشريف .



الحمد لله
أما جواب السؤال الأول :
فهو من شقين : الأول : الاعتقاد المذكور في السؤال غير صحيح و هو من البدع والضلالات التي لا أصل لها في الشرع ، ولم يدل عليها الكتاب والسنة .
الشق الثاني : هذا الاعتقاد مخالف للشريعة الإسلامية من عدة جوانب :
الأول : الاعتقاد بالموت في هذه الفترة ، وذلك أمر لا يجوز لأن الموت والحياة بيد الله عز وجل ، وأجَلُ الإنسان مما اختص الله عز وجل بعلمه ولا أحد من الخلق يعلم وقت موته ، وهذا الأمر لم يُطلع الله أحداً من الخلق عليه ، ولذلك ذكر النبي صلى الله عليه وسلم كما في المتفق عليه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه في حديث جبريل الطويل : .. قال : ( في خمس لا يعلمهن إلا الله ) ثم تلا : ( إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ) رواه البخاري (48) ومسلم (10) .
فالادعاء بأن الزواج في هذه الفترة يؤدي إلى الموت من ادعاء علم الغيب وكل من ادعى علم الغيب فهو كاذب . ولذلك كان من رؤوس الطواغيت من ادعى شيئاً من علم الغيب .
الثاني : أن فيه قدحاً في الإيمان لأن فيه عدم الإيمان بالقضاء والقدر ، ولذلك علّم النبي صلى الله عليه وسلم ابْنَ عَبَّاسٍ وكان غلاماً قال : ( وَاعْلَمْ أَنَّ الأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ رُفِعَتْ الأَقْلامُ وَجَفَّتْ الصُّحُفُ ) رواه الترمذي (صفة القيامة / 2440) ، وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي برقم (2043) وجاء في الحديث عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ كَتَبَ اللَّهُ مَقَادِيرَ الْخَلائِقِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِخَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ ...) رواه مسلم (القدر / 4797)
الثالث : أن فيه قدحاً في التوحيد وكماله ، لما فيه من الطِيرة والتشاؤم ، وقد جاء في الحديث عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( لا عَدْوَى وَلا طِيَرَةَ وَلا هَامَةَ وَلا صَفَرَ ) رواه البخاري (الطب / 5316)
والتطيّر هو التشاؤم . وجاء في حديث ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( الطيرة من الشرك ) رواه الترمذي ( السير / 1539) وصححه الألباني في صحيح الترمذي برقم (1314)
" واعلم أن التطيّر ينافي التوحيد ووجه منافاته له من وجهين :
الأول : أن المتطيّر قطع توكّله على الله واعتمد على غيره .
الثاني : أنه تعلّق بأمر لا حقيقة له ، فأي رابطة بين هذا الأمر ، وبين ما يحصل لذلك ، وهذا لا شك أنه يخل بالتوحيد ، لأن التوحيد عبادة واستعانة . قال تعالى : ( إياك نعبد وإياك نستعين ) الفاتحة /4 وقوله تعالى : ( فاعبده وتوكّل عليه ) هود/123 ولهذا كانت عائشة رضي الله عنها تقول : إن النبي صلى الله عليه وسلم تزوجها في شوال وبنى بها في شوال وكانت أحظى نسائه إليه وأحبهن إليه . وكانت العرب يتشاءمون في هذا الشهر / ويقولون إذا تزوج في شوال فإنه لا يفلح ، وهذا لا حقيقة له ...
والمتطيّر لا يخلو من حالين :
الأول : أن يحجم ويستجيب لهذه الطيرة ويدع العمل ، وهذا من أعظم التطيّر والتشاؤم .
الثاني :
أن يمضي لكن في قلق وهمّ وغمّ يخشى من تأثير هذا المتطيّر به ، وهذا أهون ، وكلا الأمرين نقض في التوحيد وضرر على العبيد " .أهـ انظر القول المفيد لابن عثيمين ج/2 ص/77-78 .
ومن حيث الواقع العملي نجد تكذيب هذه الخرافة في السنة النبويَّة الصحيحة ، وذلك في زواج خير الخلق وهو محمد صلى الله عليه وسلم من أحب الناس إليه وهي عائشة رضي الله عنها ، وكان زواجه منها بين العيدين وكانت من أسعد الناس حظّاً به ، بل إنها ردَّت على هذا الزعم الجاهلي بقولها :
تزوجني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في شوال ، وبنى بي في شوال ، فأي نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أحظى عنده مني .
قال عروة بن الزبير : وكانت عائشة تستحب أن تدخل نساءها في شوال .
رواه مسلم ( 1423 ) .
قال النووي :
فيه استحباب التزويج والتزوج والدخول في شوال ، وقد نص أصحابنا على استحبابه ، واستدلوا بهذا الحديث ، وقصدت عائشة بهذا الكلام رد ما كانت الجاهلية عليه ، وما يتخيله بعض العوام اليوم من كراهة التزوج والتزويج والدخول في شوال ، وهذا باطل لا أصل له ، وهو من آثار الجاهلية ، كانوا يتطيرون بذلك لما في اسم شوال من الإشالة والرفع .
" شرح مسلم " ( 9 / 209 ) .
وقال ابن القيم :
وقد كانت عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها تستحب أن تتزوج المرأة أو يبنى بها في شوال وتقول : " ما تزوجني رسول الله إلا في شوال ، فأي نسائه كان أحظى عنده مني " مع تطير الناس بالنكاح في شوال ، وهذا فعل أولى العزم والقوة من المؤمنين الذين صح توكلهم على الله ، واطمأنت قلوبهم إلى ربهم ، ووثقوا به ، وعلموا أن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن ، وأنهم لن يصيبهم إلا ما كتب الله لهم ، وأنهم ما أصابهم من مصيبة إلا وهي في كتاب من قبل أن يخلقهم ويوجدهم ، وعلموا أنه لا بد أن يصيروا إلى ما كتبه وقدَّره ولا بد أن يجرى عليهم ، وإن تطيرهم لا يرد قضاءه وقدره عنهم ، بل قد يكون تطيرهم من أعظم الأسباب التي يجري عليهم بها القضاء والقدر فيعينون على أنفسهم ، وقد جرى لهم القضاء والقدر بأن نفوسهم هي سبب إصابة المكروه لهم فطائرهم معهم ، وأما المتوكلون على الله المفوِّضون إليه العالمون به وبأمره فنفوسهم أشرف من ذلك ، وهممهم أعلى ، وثقتهم بالله وحسن ظنهم به عدة لهم وقوة وجنة مما يتطير به المتطيرون ويتشاءم به المتشائمون ، عالمون أنه لا طير إلا طيره ، ولا خير إلا خيره ، ولا إله غيره ، ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين .
" مفتاح دار السعادة " ( 2 / 261 ) .
أما ما يتعلق بالسؤال الثاني : فيراجع جواب سؤال رقم (8907) وحكم الاحتفال بليلة النصف في شعبان في الموقع ( قسم مواضيع في المناسبات ) ..


الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد

علينا باليقين
17-09-2008, 02:20 PM
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فإن الزواج بين العيدين في شوال أو بعده مشروع ، كما أنه مشروع في أي وقت، وقد تزوج النبي صلى الله عليه وسلم في شوال، ولذلك استحب بعض الفقهاء الزواج في شوال.
والتشاؤم بالزواج بين العيدين لا يجوز للمسلم، وهو ذنب تجب التوبة منه، وقد يكون ما يحدث لمن يتزوج في هذه الفترة من مكروه وهو متشائم؛ بسبب تشاؤمه.
يقول فضيلة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي :
فهذا الاعتقاد لا أساس له من الدين، والذي في دين الإسلام أن شهر المحرم من الأشهر الأربعة الحرم التي عظمها الله، وحرم فيها القتال، وجعل الإثم والعدوان فيها أشد نكرًا منها في غيرها، وسماه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ شهر الله تشريفًا له، وقال للرجل الذي سأله عن صيام التطوع " إن كنت صائمًا بعد رمضان فصم المحرم فإنه شهر الله، فيه يوم تاب الله على قوم، ويتوب فيه على قوم آخرين " وشهر هذا شأنه ينبغي أن يستبشر الناس به، ولا يحجموا عن الزواج فيه وأن يتخلصوا من هذه الأوهام التي خلفها في مصر الغلو الفاطمي الذي جعل من المحرم شهر حزن ونواح، وتجنبوا فيه كل دواعي الفرح والسرور، ومنها الزواج.
إن الشهور والأيام كلها - في نظر الإسلام - ترحب بالزواج لأنه شعيرة من شعائر الدين وسنة من سنن رسوله الكريم ومن تزوج فقد أحرز شطر دينه وطوبى لمن أحرز شطر الدين.

ويقول فضيلة الشيخ عطية صقر - رئيس لجنة الفتوى الأسبق بالأزهر رحمه الله ـ :
عقد الزواج في شهر شوال أو في شهر المحرم أو بينهما لا حرج فيه وليس بمكروه لأن النبي صلى الله عليه وسلم تزوج في شوال؛ فقد روى البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت: تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم في شوال وبنى بي في شوال فأي نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت أحظى عنده مني ؟!

لقد حرَص كثير من الناس على تحرِّي عقد الزواج في يوم معين من الأسبوع، أو شهر معين من السنة، تحرِّيًا يترتب عليه أحيانًا نزاع أو تشاؤم ورجم بالغَيب عن فشل الزواج إن خولِف فيه المعتاد من هذه الأوقات.

وهذه عادة جاهليّة ترد على بُطلانها السيدة عائشة بهذا الحديث، فقد كانوا يتطيّرون أي يتشاءمون من شهر شوال، لما في اسمه من معنى الإشالة والرفع، فيقال عندهم: شال لبن الناقة أي ارتفع وقَلَّ، ويقال: شالَت الناقة بذنبِها إذا امتنعتْ عن الفحل أن يطرقَها. فهم يخافون أن تمتنعَ الزوجة عن زوجها إذا أرادها، ويقال: شالت نعامَتهم إذا ماتوا وتفرّقوا، والنَّعامة يُراد بها الجماعة، فالمُهم أنهم كانوا يتطيَّرون بهذا الشهر ويمتنعون عن الزواج فيه..

وفي صحيح مسلم : قال عروة: وكانت عائشة تستحِبُّ أن تُدخل نساءَها في شوال.
قال النووي: وقصدت عائشة بهذا الكلام رد ما كانت الجاهلية عليه وما يتخيله بعض العوام اليوم من كراهة التزوج والتزويج والدخول في شوال ؛ وهذا باطل لا أصل له وهو من آثار الجاهلية فقد كانوا يتطيرون (يتشاءمون) بذلك لما في اسم شوال من الإشالة والرفع. أ هـ.

وقد ذكرت كتب السيرة أن النبيَّ ـ صلى الله عليه وسلَّم ـ عقد لفاطمة بنتِه عَلَى عليِّ بن أبي طالب بعد بنائه بعائشة بأربعة أشهر ونصف الشهر، وحيث قد علَّمنا أن زواجه وبناءه بعائشة كان في شوال فيكون زواج فاطمة في شهر صفر، وذكر بعضهم أنه كان في أوائل المحرّم.

ومهما يكن من شيء فلا ينبغي التشاؤم بالعقد في أي يوم ولا في أي شهر، لا في شوال ولا في المحرّم ولا في صفر ولا في غير ذلك، حيث لم يرد نصٌّ يمنع الزواج في أي وقت من الأوقات ما عدا الإحرام بالحج أو العمرة. (انتهى).

ويقول الأستاذ الدكتور حسام الدين بن عفانة، الأستاذ بجامعة القدس:
الأصل في المسلم أنه لا يتطير ولا يتشاءم لأن الطيرة والتشاؤم من الشرك والعياذ بالله فقد جاء في الحديث عن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :( الطيرة شرك الطيرة شرك ) رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه والترمذي وقال : حسن صحيح ورواه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي وصححه الألباني.
وقال صلى الله عليه وسلم :( من ردتـه الطيرة عن حاجته فقد أشرك . قالوا : فما كفارة ذلك ؟ قال : أن تقول : اللهم لا خير إلا خيرك ولا طير إلا طيرك ولا إله غيرك ) رواه أحمد وابن السني وإسناد ابن السني صحيح .
وجاء في حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : ( لا عَدْوَى وَلا طِيَرَةَ وَلا هَامَةَ وَلا صَفَرَ ) رواه البخاري، والتطيّر هو التشاؤم .

واعتبر التطير شركاً لأن المتطيّر قطع توكّله على الله واعتمد على غيره، ولأنه تعلّق بأمر لا حقيقة له، والتشاؤم من الاعتقادات الجاهلية وما زال كثير منها منتشراً بين الناس في وقتنا الحاضر، والتشاؤم من الزواج في شوال من الأمور التي كانت معروفة عند العرب في الجاهلية قال في صبح الأعشى : الشهر العاشر شوال سمي بذلك أخذا من شالت الإبل بأذنابها إذا حملت لكونه أول شهور الحج وقيل من شال يشول إذا ارتفع؛ ولذلك كانت الجاهلية تكره التزويج فيه لما فيه من معنى الإشالة والرفع، إلى أن جاء الإسلام بهدم ذلك قالت عائشة رضي الله عنها فيما ثبت في صحيح مسلم: تزوجني رسول الله في شوال وبنى بي في شوال فأي نسائه كان أحظى عنده مني .
وروى مسلم في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها قالت :( تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم في شوال، وبنى بي في شوال، فأي نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أحظى عنده مني ؟ قال : وكانت عائشة تستحب أن تدخل نساءها في شوال ).

فيه استحباب التزويج والتزوج والدخول في شوال، وقد نص أصحابنا على استحبابه، واستدلوا بهذا الحديث، وقصدت عائشة بهذا الكلام رد ما كانت الجاهلية عليه، وما يتخيله بعض العوام اليوم من كراهة التزوج والتزويج والدخول في شوال، وهذا باطل لا أصل له، وهـو من آثار الجاهلية، كانوا يتطيرون بذلك لما في اسم شوال من الإشالة والرفع.

وقال الحافظ ابن عبد البر في "التمهيد": وكانت عائشة تنكر حديث الشؤم وتقول إنما حكاه رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أهل الجاهلية وأقوالهم وكانت تنفي الطيرة ولا تعتقد شيئا منها حتى قالت لنسوة كن يكرهن الابتناء بأزواجهن في شوال ما تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا في شوال وما دخل بي إلا في شوال فمن كان أحظى مني عنده وكانت تستحب أن يدخلن على أزواجهن في شوال.

وقال ملا علي القاري في "المرقاة":قيل إنما قالت هذا رداً على أهل الجاهلية فإنهم كانوا لا يرون يُمناً في التزوج والعرس في أشهر الحج .

وقال الحافظ ابن كثير في: البداية والنهاية: وفي دخوله عليه السلام بها في شوال رداً لما يتوهمه بعض الناس من كراهية الدخول بين العيدين .

وقال العلامة ابن القيم في "مفتاح دار السعادة":
وقد كانت عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها تستحب أن تتزوج المرأة أو يبنى بها في شوال وتقول :( ما تزوجني رسول الله إلا في شوال ، فأي نسائه كان أحظى عنده مني ) مع تطير الناس بالنكاح في شوال، وهذا فعل أولى العزم والقوة من المؤمنين الذين صح توكلهم على الله ، واطمأنت قلوبهم إلى ربهم ، ووثقوا به، وعلموا أن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن ، وأنهم لن يصيبهم إلا ما كتب الله لهم ، وأنهم ما أصابهم من مصيبة إلا وهي في كتاب من قبل أن يخلقهم ويوجدهم ، وعلموا أنه لا بد أن يصيروا إلى ما كتبه وقدَّره ولا بد أن يجرى عليهم، وأن تطيرهم لا يرد قضاءه وقدره عنهم، بل قد يكون تطيرهم من أعظم الأسباب التي يجري عليهم بها القضاء والقدر فيعينون على أنفسهم، وقد جرى لهم القضاء والقدر بأن نفوسهم هي سبب إصابة المكروه لهم فطائرهم معهم، وأما المتوكلون على الله المفوِّضون إليه العالمون به وبأمره فنفوسهم أشرف من ذلك، وهممهم أعلى، وثقتهم بالله وحسن ظنهم به عدة لهم وقوة وجنة مما يتطير به المتطيرون ويتشاءم به المتشائمون، عالمون أنه لا طير إلا طيره، ولا خير إلا خيره، ولا إله غيره، ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين.أ.هـ.

وذهب بعض أهل العلم إلى استحباب الزواج في شوال كما سبق في كلام الإمام النووي أخذاً من حديث عائشة السابق، ولكن الإمام الشوكاني يرى أن حديث عائشة لا يدل على استحباب الزواج في شوال بل يدل على مجرد الإباحة واعترض على من قال بالاستحباب بقوله ـ في "نيل الأوطار"ـ : استدل بحديث عائشة على استحباب البناء بالمرأة في شوال؛ وهو إنما يدل على ذلك إذا تبين أن النبي صلى الله عليه وسلم قصد ذلك الوقت لخصوصية له لا توجد في غيره؛ لا إذا كان وقوع ذلك منه صلى الله عليه وسلم على طريق الاتفاق وكونه بعض أجزاء الزمان؛ فإنه لا يدل على الاستحباب، لأن الاستحباب حكم شرعي يحتاج إلى دليل وقد تزوج صلى الله عليه وسلم بنسائه في أوقات مختلفة على حسب الاتفاق؛ ولم يتحر وقتاً مخصوصاً، ولو كان مجرد الوقوع يفيد الاستحباب لكان كل وقت من الأوقات التي تزوج فيها النبي صلى الله عليه وسلم يستحب البناء فيه وهو غير مسلم.

وخلاصة الأمر أنه لا يجوز التشاؤم بالزواج بين العيدين والزواج بينهما مباح ومشروع وقد تزوج النبي صلى الله عليه وسلم بين العيدين .‏‏
والله أعلم.

علينا باليقين
17-09-2008, 02:22 PM
www.islamweb.net
فتاوى إسلام ويب
عنوان الفتوى
:لا محظور في عقد الزواج والدخول بين العيدين في الشرع
رقـم الفتوى
:1652
تاريخ الفتوى
:16 صفر 1420
السؤال: هل عقد الزواج بين العيدين -الفطر والاضحى- مكروه او عليه اى تحفظ دينى؟

الفتوى: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فعقد الزواج بين العيدين الفطر والأضحى ـ لا حرج فيه ـ وليس بمكروه لأن النبي صلى الله عليه وسلم تزوج في شوال فعن عائشة رضي الله عنها قالت: تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم في شوال وبنى بي في شوال فأي نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت أحظى عنده مني وكانت عائشة تستحب أن تدخل نساءها في شوال . الحديث في صحيح مسلم. قال النووي وقصدت عائشة بهذا الكلام رد ما كانت الجاهلية عليه وما تتخيله بعض العوام اليوم من كراهة التزوج والتزويج والدخول في شوال وهذا باطل لا أصل له وهو من آثار الجاهلية كانوا يتطيرون (يتشاءمون) بذلك لما في اسم شوال من الإشالة والرفع. أ هـ. وبهذا يتبين أنه يجوز للرجل أن يتزوج وأن يدخل بزوجته بين العيدين ولا حرج في ذلك والله تعالى أعلم.
المفتـــي: مركز الفتوى (http://www.islamweb.net/ver2/archive/readArt.php?lang=A&id=13045)

عبق الريحان
17-09-2008, 08:55 PM
جزى الله اختي الغالية علينا باليقين

وانت اخي مبارك عليك اعقل وتوكل