المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أسباب فشل العلاج وطول مدته !!!


جند الله
13-05-2005, 08:23 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



أسباب فشل العلاج وطول مدته:

لطول مدة علاج المس والسحر وفشله أسباب كثيرة، ولكن يجب أن نفرق أولاً بين مفهوم جدوى العلاج، وبين مفهوم فشل العلاج، فلا يجوز مطلقًا نفي جدوى العلاج بالقرآن الكريم، ولكن قد تطول مدة العلاج وتقصر، والتي قد تصل في بعض الحالات لعدة سنوات، أو قد يجهض العلاج فلا تجنى ثماره المرجوة، فالمفهوم السائد أن المعالج الماهر رجل مبارك وسره باتع، فبمجرد أن يراه العفريت سيولي مدبرًا من الرعب، لذلك يصاب المريض بخيبة الأمل إذا لم يشفى من أول جلسة، وهذا المفهوم لا صلة له بالعلاج، وربما سندهم في ذلك ما صح عن رسول الله r أنه أمر الشيطان بالخروج فخرج، وقد فاتهم أن هذا من خصائص النبوة، فلا يملك أحدًا مهما بلغ شأنه أن يأمر الجن والشياطين بالخروج فيطيعوه، والشاهد على طول مدة العلاج أن أحد الصحابة عالج ممسوسًا فلم يشفى إلا بعد ست جلسات على مدار ثلاثة أيام.

فعن خارجة بن الصلت التميمي عن عمه أنه أتى رسول الله r فأسلم، ثم أقبل راجعًا من عنده، فمر على قوم عندهم رجل مجنون موثق بالحديد فقال أهله: إنا حدثنا أن صاحبكم هذا قد جاء بخير، فهل عندك شيء تداويه؟ فرقيته بفاتحة الكتاب فبرأ، فأعطوني مائة شاة فأتيت رسول الله r فأخبرته فقال: (هل إلا هذا؟) وقال مسدد في موضع آخر: (هل قلت غير هذا؟) قلت: لا، قال: (خذها فلعمري لمن أكل برقية باطل، لقد أكلت برقية حق) ومن طريق أخرى أنه مرَّ قال: فرقاه بفاتحة الكتاب ثلاثة أيام، غدوة وعشية، كلما ختمها جمع بزاقه ثم تفل، فكأنما أنشط من عقال، فأعطوه شيئًا، فأتى النبي r، ثم ذكر معنى حديث مسدد.()

فبعض الحالات يستلزم علاجها فترة من الزمن، قد تصل من ساعة إلى عدة سنوات، فإذا عقد الصحابي لنفس المريض السابق جلسة كل أسبوع لشفي بعد شهر ونصف، فكيف بنا الحال وقد عز فينا وجود من على شاكلة الصحابة، أو من يجد فائض وقت مرتين يوميًا أو مرة كل يوم لعلاج كل مريض والحالات بالآلاف؟! خاصة وأنه غير مسموح للمعالجين بفتح عيادة رسمية لمزاولة العلاج؟! لتتم مزاولته بصورة سرية، وهذا فتح الباب على مصراعيه للدجالين والسحرة كي يبثوا سمومهم في العقيدة لانعدام الرقابة، وهذا يدل على وجود أسباب جوهرية لفشل العلاج، جزء كبير منها تقع مسئوليته على عاتق المعالج، والجزء الأكبر منها يقع على عاتق المريض، وهذا لأساب كثيرة يطول بنا حصرها، إلا أننا سنذكر أكثرها شيوعًا:

1_ تعثر خطوات المريض وبطئه في التوبة، وعدم جديته في الالتزام بدينه، وهذا من أهم عوامل فشل العلاج، فلا نتعجل الذهاب إلى معالج حتى نتأكد من جديتنا في التوبة والالتزام.

2_ فساد عقيدة المريض وخراب دينه، وتعلقه بالشركيات والوثنيات، واعتقاده في الخرافات، وما ترسخ لديه من مفاهيم خاطئة عن العلاج.

3_ الاحتفاظ بالتمائم والأحجبة، وأداء الطقوس السحرية، كالزار، والبخور، و(المبايتة) وضع خبز وملح ولبن وشمع بجواره أثناء النوم أو في الحمام، والذبح للجن مع دهان الجسد بدماءها ويسمى (التزفير).

4_ ولأن العلاج يعتمد على الدعاء فقد لا يستجاب الدعاء بسب أن المريض ينفق على علاجه من مال حرام، فعن أبي هريرة‌ رضي الله عنه قال أن النبي r قال: (أيها الناس إن الله طيب لا يقبل إلا طيبًا، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين) فقال:‌ يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُواْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُواْ صَالِحًا إِنِّى بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ وقال:يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ ثم ذكر (الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء:‌ يا رب يا رب!‌ ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك). ()

5_ إن عدم طاعة الزوجة لزوجها، وعقوق الوالدين، ودعائهما ودعاء المظلوم عليه، من أهم أسباب الفشل التي قد تغيب من حسابات المريض، وتكون سببًا في لعنة الملائكة، وعدم إجابة الدعاء، فعن أبي هريرة‌ قال: قال رسول الله r: (إذا باتت المرأة هاجرة فراش زوجها لعنتها الملائكة حتى تصبح)‌،() وعن أبي هريرة‌ قال: قال رسول الله r: ‌(ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهن؛ دعوة الوالد على ولده، ودعوة المسافر، ودعوة المظلوم)،‌() وبالتالي لا أمل يرجى في الشفاء ما لم يتخلص المريض تمامًا من نزول هذه اللعنات عليه.

6_ قد يفقد المريض صبره، ويضيق صدره بالعلاج والمعالج ،فلا تجد له صبرًا على ما أصابه من قدر الله تعالى، فيقول وكأن الشفاء بيد المعالج: كل هذه التلاوة ولا فائدة فمتى أشفى؟ فعن أبي هريرة أن رسول الله r قال: (يستجاب لأحدكم ما لم يعجل يقول دعوت فلم يستجب لي).() لتتوقف إجابة الدعاء ويتأخر الشفاء.

7_ قد يتعجل المريض الشفاء أحيانًا، فإن لم يشفى من أول جلسة أهمل تلاوة الورد القرآني، وتشكك في المعالج وانصرف عنه، وأدبر يسعى بحثًا عن (الرجل الأسطورة) الذي في خياله، ليقع فريسة للدجالين والسحرة الذين يجيدون خداع أمثاله، وبذلك تزداد الحالة تعقيدًا، ليزداد المريض ضعفًا، ويزداد الجن بذلك تمكنًا منه، وليدب اليأس في قلب المريض، لذلك أنصح بعدم كثرة التقلب على المعالجين كلما سمعنا عن معجزات هذا وكرامات ذلك، لأن الجن يتمرس على أساليب المعالجين ويحتاط لنفسه، فطالمنا وثقنا في المعالج فلا بد من الاستئذان منه قبل الانصراف عنه إلى آخر حتى ولو كنا سنذهب لأشهر المعالجين، إلا أن يحيلنا إلى من هو أجدر منه، فربما للمعالج خطة تستلزم منه الصبر زمنًا.

8_ الذهاب إلى المعالج بدون التحري عنه، وللأسف أن البعض يسلم نفسه للمعالج بناء على الصيت والسمعة فقط، ولمجرد المظهر الطيب، وهذه سفاهة مرفوضة تمامًا، لأنه يجب التحري عنه، وسؤال (العلماء) عن سلامة مسلكه، لا أن نسأل عنه الجهلاء ممن خدعهم السحرة والدجالين.

9_ شدة كفر الساحر ومهارته في صناعة (السحر) بطرق معقدة تحتاج زمنًا حتى يكتشف المعالج سر صناعته، فقد يعقد السحر بسحر آخر، فلا يبطل الأول إلا إذا بطل الثاني، أو لفرط نجاسة أمر التكليف، أو لكثرة عدد خدام السحر، أو الإصابة بعدد كبير من الأسحار، على مدار سنين طويلة، وفي بعض الحالات يكون مخزن الجن في جسد الأم أو الأب أو الزوج أو أحد الاخوة، فيستمر الجن في إرسال المدد إلى جسد المريض ويتأخر شفاءه زمنًا حتى يكتشف المعالج ذلك، وغير ذلك كثير مما لا حصر له.

10_ قد تتوقف النتائج لمدة أربعين يومًا رغم أن المريض مستمر في أداء العلاج بدقة، مع الالتزام بالجلسات، ولكن المعالج سيكتشف أن الدعاء لا يستجاب، وهنا يجب أن يتشكك في المريض وسلامة تصرفاته، فربما اكتشف ذهابه لأحد العرافين وقراءة الفنجان، مما تسبب في عدم قبول صلاته أربعين يومًا، فأنى يستجاب لمن لم تقبل صلاته، وليرقص الشيطان وليفرح أيما فرح، فعن صفية عن بعض أزواج النبي r عن النبي r قال: (من أتى عرافًا فصدقه بما يقول لم يقبل له صلاة أربعين يوما).()

11_ هجر المريض تلاوة القرآن والاستعاضة عنه بسماع شرائط الرقية، ونتيجة لحصر الرقية في آيات بعينها انتشرت اليوم مسجلة على شرائط، وللأسف صارت تباع في السوق السوداء، وبأسعار مبالغ فيها إذا ما قورنت بأسعار الشرائط الدعوية، وإن انصراف المرضى من جهد وثواب القراءة إلى الاستماع لما اشتهر بمجموعة شرائط (الرقية الشرعية) نتج عنه أن ركن الناس إلى سماع الشرائط وهجروا المصاحف، فعن أبي الأحوص عن عبد الله مرفوعًا (من سره أن يحب الله ورسوله فليقرأ في المصحف)،() فالتسجيل يعمل في جهة وعقل المريض وعينيه في جهة أخرى، وبالوقت تحولت هذه الشرائط إلى نوع جديد من التمائم، مما شكل خطرًا داهمًا على عقيدة الأمة، وقد منع الأزهر إصدار التصاريح بتداولها، وهو قرار يحسب للأزهر، هذا إن لم يكن قرار المنع على ذمة سبب آخر، ناهيك عن ما قد يحدق بالمريض من خطر داهم لدى استماعه لمثل هذه الشرائط في غياب وجود معالج برفقته، فإنه يخشى أن تؤثر الرقية في الجن فيتخبط بالمريض، هذا إن استطاع المريض التركيز عند سماعها، فلم يصرفه الشيطان عن سماعها بشرود ذهنه!

12_ اتكال المريض على المعالج، فلا يعقل مطلقًا أن يشخص الطبيب الداء ثم يصف الدواء ليتناول الطبيب الدواء نيابة عن المريض، فالمعالج يشخص الداء، ثم يصف الدواء القرآني الملائم، وعلى المريض تناول الدواء بتلاوة الورد القرآني الذي يؤثر في الجن ويضعفه، مع المتابعة المستمرة لمدى تطور الحالة عن طريق عقد جلسات العلاج ليتم استئصال الجن من الجسد بدعاء المعالج، ولكن ما يحدث أن المريض ينتظر من المعالج لمسة سحرية مع قراءة آيتين، ثم (جلا.. جلا.. جلا.. هيلا هوب) خرج العفريت، لتنتهي الحالة من أول جلسة ويتخلص تمامًا مما هو فيه بدون أدنى معاناة، ليعود المريض بعد ذلك لممارسة معاصيه وكأن شيئًا لم يكن.

13_ البخل والتقطير وعدم الإنفاق في سبيل الله تعالى، فهذا لا يقل أهمية عن العلاج بالقرآن، قال تعالى: هَاأَنتُمْ هَؤُلاَءِ تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُواْ فِى سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِىُّ وَأَنتُمُ الْفُقَرَاءُ [محمد: 38]، فإذا أمنا بالله حقًا فإن أول ما يجب أن نبذله أنفسنا وأموالنا قال تعالى:إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ [التوبة: 111]، فما يسري فينا هو السنن الربانية وعدل الله، فالشيطان يحضرنا عند إخراج الصدقات يخوفنا ويعدنا الفقر، قال تعالى: الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاءِ [البقرة: 268]، فلا يزال بنا حتى نتراجع عن إخراجها، أو بدلاً من إخراج الكثير نخرج القليل، ولا يحول دون إخراجها شيطان واحد فقط، ولكن سبعين شيطانًا يقبضون عليها بعظم ذقنهم عند منبت اللحية، قال أبو معاوية قال رسول الله r: (ما يخرج رجل شيئًا من الصدقة حتى يفك عنها لحيي سبعين شيطانًا).()
14_ عدم سرية العلاج، وإفشاء أخبار جلسات العلاج ونتائجها، فغالبًا لن يصنع السحر شخص من خارج دائرة الأقارب والمعارف والأصدقاء، فإذا علم المسحورلأجله أن المسحور له يعالج، فقد يجدد له السحر ويفشل العلاج، ويفضل إن أمكن عقد الجلسات بعيدًا عن مسكن المريض، أو مركز تجمع الجن الموجود فيه السحر.

15_ خداع المريض للمعالج فيدعي كذبًا التزامه بالورد القرآني، ويتعلل بأن الدنيا شغلته عن أداء الورد القرآني، قال تعالى: سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الأَعْرَابِ شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا فَاسْتَغْفِرْ لَنَا يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِم مَّا لَيْسَ فِى قُلُوبِهِمْ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ لَكُم مِّنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ بِكُمْ ضَرًّا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ نَفْعًا بَلْ كَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا [الفتح: 11]، فهم كاذبون لأنهم يتلون القرآن في صورة أداء الواجب بدون تدبر وخشوع وإخلاص، هذا في مقابل إنجاز الشفاء من الله كتحصيل حاصل، فظنوا أن المعالج لا يراهم، ونسوا أن الله تعالى الذي بيده الشفاء يراهم ويعلم نفاقهم.

16_ التأخر في طلب العلاج يتسبب في طول مدته أو فشله، خاصة في سحر المرض والموت ومس الانتقام، حيث تأتينا الحالة متدهورة في الرمق الأخير، بسبب تمكن الجن من جسد المريض، وقد يصير الشفاء غير ذي معنى بعد مرور سنوات على الحالة، لذلك أنصح بسرعة العلاج عند بداية اكتشاف وجود مس أو سحر.

17_ حضور بعض الممسوسين من الأقارب والمحارم جلسات العلاج فيشجع الجن بعضهم بعضًا، ويصبرون أنفسهم بإسداء النصائح فيتأخر العلاج، وهذا ملاحظ في فوضى ما يعرف (بالعلاج الجماعي) وهو خطأ فادح وقع فيه الكثير بسبب كثرة المرضى وندرة المعالجين.

18_ يتعجب الكثير من المرضى من فشل العلاج رغم قيامهم بتلاوة القرآن الكريم وترديد الأذكار، ورغم ذلك تسوء حالتهم وتتلاعب بهم الشياطين، فبعد أن يقرأ المريض سورة البقرة كاملة ينتظر أن ينفر الشيطان من البيت، فعن أبي هريرة أن رسول الله r قال: (لا تجعلوا بيوتكم مقابر، إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة)،() ولكن لازال الملعون قابعًا في البيت، كما لو أن البيت صار مقبرة تحفها الشياطين من كل جانب، وكأن في البيت جيفة يفوح نتن ريحها فيؤرق الأحياء والأموات، فبعد تمام قراءة السورة وخروج الشيطان يقوم هذا الهمام بفتح الباب للشيطان على مصراعيه بإدارة جهاز التلفاز لمشاهدة الأفلام الماجنة ويستمع للأغاني الخليعة، أو ليدخن لفافة من التبغ، ولا يعلم هذا المغرور أن سورة البقرة قد انتهت فاعليتها قبل موعدها المحدد، وصار لزامًا عليه إعادة تلاوتها لاستعادة فاعليتها المنتهية، حتى يطرد الشيطان بعد أن عاد إلى البيت يرتع ويلعب كيفما شاء، ثم يدعي هذا المستهتر أنه لا يدري سبب إصابته بالحسرة وشموله بالخذلان، وتسلط الشياطين والسحرة عليه!

قال رسول الله r: (اقرءوا سورة البقرة فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة) قال معاوية بلغني أن البطلة السحرة.() وللأسف فالناس تترك سورة البقرة ليس بترك تلاوتها، ولكن بترك العمل بما فيها، وهنا صار لزامًا عليه إعادة قراءة السورة والعمل بما فيها، وعدم مخالفتها بارتكاب المعاصي والذنوب حتى يخرج الشيطان من البيت مرة ثانية.

19_ إغفال المريض أهمية الدعاء وتقاعسه عن اللجوء والتضرع إلى الله، قال ابن القيم: (والدعاء من أنفع الأدوية، وهو عدو البلاء، يدفعه ويعالجه، ويمنع نزوله، ويرفعه، أو يخفف البلاء إذا حل بنا، وهو سلاح المؤمن. كما روى الحاكم في صحيحه من حديث علي ابن أبي طالب رضي الله عنه، قال: قال رسول الله r: (الدعاء سلاح المؤمن، وعماد الدين، ونور السموات والأرض). للدعاء مع البلاء مقامات: وله مع البلاء ثلاث مقامات: أحدها: أن يكون أقوى من البلاء فيدفعه. الثاني: أن يكون أضعف من البلاء فيقوى عليه البلاء، فيصاب به العبد ولكن قد يخففه، وإن كان ضعيفًا. والثالث: أن يتقاوما ويمنع كل واحد منهما صاحبه). ا.هـ()


20_ إهمال الأذكار المسنونة والأدعية المأثورة، كأذكار الصباح والمساء، فعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله r: (ألا أنبئكم بخير أعمالكم، وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من إنفاق الذهب والورق، وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم؟) قالوا: بلى يا رسول الله قال: (ذكر الله).()

21_ تقاعس المريض عن التفقه في الدين وطلب العلم الشرعي قال تعالى: إِنَّمَا يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَؤُاْ [فاطر: 28]، العلامة ابن السعدي يقول: (فكل من كان بالله أعلم، كان أكثر له خشية، وأوجبت خشية الله، الانكفاف عن المعاصي، والاستعداد للقاء من يخشاه، وهذا دليل على فضيلة العلم، فإنه داع إلى خشية الله، وأهل الخشية هم أهل كرامته، كما قال تعالى: رَّضِىَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِىَ رَبَّهُ [البينة: 8]).()

فإذا كان العلم شرط الخشية من الله ومناط ذلك، فلا خشية لمن جهل بقدر ربه، فبزيادة العلم تزيد الخشية، وبخشيته تعالى يكرم عبده فيحصنه من الشيطان، وبخشية الله يخشانا الشيطان مكرهًا، قال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْاْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ [الأعراف: 201]، قال الإمام تقي الدين المقدسي: (في هذه الآية فوائد: ومنها إِذَا مَسَّهُمْ والمس: ملامسة من غير تمكن كالكفار، فإن الشيطان يتجرأ عليهم ويختلس من قلوب المتقين المؤمنين حين تنام العقول الحارسة للقلوب، فإذا استيقظوا انبعث من قلوبهم جيوش الاستغفار والذلة إلى الله تعالى والافتقار، فاسترجعوا من الشيطان ما اختلسه وأخذوا منه ما افترسه).()

22_ عدم إعطاء تلاوة القرآن حقها من التجويد والخشوع واستحضار عظمة الله تعالى، لتكتسب التلاوة التأثير المطلوب، قال تعالى: الَّذِينَ ءَاتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاَوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ [البقرة: 121]، وفي هذا يقول خالد العك: (فحق التلاوة أن يتلو القارىء للقرآن بالنية الخالصة لله سبحانه وتعالى، ثم بالتزام أحكامه وتنفيذ أوامره واجتناب نواهيه، والاتعاظ بمواعظه، مع التفكر بآياته وإدراك معانيها، ثم ينبغي لحامل القرآن أن يكون خائفا من ربه سبحانه راجياً عفوه ومغفرته، متوكلاً عليه واثقا بنصره لأهل دينه، داعيا للناس إلى هدى ربه عز وجل ... وأهم ما يجب عليه وينبغي له أن يكون شديد الاحترام للقرآن الكريم، وقوراً في تلقيه، هيابا في آدابه، خاشعا في تلاوته، يسأل الله تعالى من فضله عند كل آية رحمة، ويستعيذ به من عذابه ومقته عند كل آية عذاب).()

23_ إغفال الاستعاذة بالله، وإهمال التحصن بذكر اسم الله تعالى على كل شيء، كإجراء وقائي ضد ما قد يجد من خطط الشيطان، لقوله تعالى: وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ [المؤمنون: 97: 98]. العلامة ابن السعدي يقول: (أي: أعتصم بحولك وقوتك متبرئًا من حولي وقوتي مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ أي: (أعوذ بك من الشر الذي يصيبني بسبب مباشرتهم وهمزهم ومسهم، ومن الشر الذي بسبب حضورهم ووسوتهم: وهذه استعاذة من مادة الشر كله وأصله، ويدخل فيها، الاستعاذة من جميع نزغات الشيطان، ومن مسه ووسوسته، فإذا أعاذ الله عبده من هذا الشر، وأجاب دعاؤه، سلم من كل شر، ووفق لكل خير).()

فيجب الاحترازًا من حضور الشيطان عند كل شيء من شؤون حياتنا، فعن جابر قال: سمعت النبي r يقول: (إن الشيطان يحضر أحدكم عند كل شيء من شأنه، حتى يحضره عند طعامه، فإذا سقطت من أحدكم اللقمة فليمط ما كان بها من أذى، ثم ليأكلها ولا يدعها للشيطان، فإذا فرغ فليلعق أصابعه فإنه لا يدري في أي طعامه تكون البركة).()

24_ التوقف الفجائي عن الورد القرآني، فبمجرد شعور المريض بالتحسن ينطلق فارًا من زمام الدين تاركًا تلاوة القرآن والأذكار، وهذا النوع من المرضى لسفاهته يظن أن المسالة مجرد لعب، وأنه يخدع المعالج بالالتزام الصوري، ولكن لا يلبث أن يعاوده المس أسوء من ذي قبل وكأن شيئًا لم يكن، قال تعالى: يُخَادِعُونَ اللهَ وَالَّذِينَ ءَامَنُواْ وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ [البقرة: 9]، فترك الالتزام بالورد القرآني فجأة بدون تدرج يعد من أهم أسباب الانتكاس ومعاودة الإصابة بالمس حتى ولو تم شفاء المريض تماما، وهنا يكون المس أشد وبغرض (الانتقام) من المريض.

26_ يأس المريض واعتراضه على قضاء الله وقدره فيقول: كل الناس أصحاء فلماذا أنا من بين الناس الذي ابتلاه الله، رغم أني أقرأ القرآن وأعمل الصالحات، ولم أؤذي أحدًا أبدًا ؟! فمن يعترض على قدر الله بالبلاء فلا ينتظر قدره بالشفاء، لأن البلاء والشفاء بقدر الله تعالى وَلِيُمَحِّصَ اللّهُ الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ [آل عمران: 141: 142]، إِنَّهُ لاَ يَاْيْئَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ [يوسف: 87].

27_ تحاور المريض مع الجن الماس، فترى التفاف أهل المريض حوله مستأنسين بحديث هذا الكائن القادم من كوكب آخر، وكأنه صار واحدًا من أفراد الأسرة، فينهالوا عليه بالأسئلة، ولا مانع من دعوة الأصدقاء لمشاركتهم سعادتهم بهذا العضو الجديد في الأسرة (المعفرتة)، فيستدرجهم الجن للإيقاع بهم في أخطاء وشركيات لا يلقون لها بالاً، خاصة أنه يراهم ويعلم نقاط ضعف كل فرد منهم، فتكون سقطاتهم سببًا في زيادة قوته، أما حديث المعالج مع الجن فهو يتلمس سقطات الجني بما يكشف له عن حاله.

28_ إثارة الجن لشهوة المريض، سواء كان ذكرًا أم أنثى، مما يدفعهم إلى ممارسة العادة السرية، فغالبًا ما تمارس في الحمام ودورات المياه، ومصحوبة بمشاهدة الأفلام الماجنة، ومطالعة المجلات الخليعة، وهذا مظنة حضور الشياطين، مما يجهض العلاج ويتسبب في حصول الجن على مدد، فيأتي المريض الجلسة وقد صار الجني متمردًا بسبب تحصنه باستهتار المريض.

29_ قد يتأثر المريض بانفعالات الجن الماس، مما يؤثر سلبًا في ارتفاع معدل ضغط الدم، فينصح بعدم إجراء جلسات علاج للمصابين بأمراض الدم والسكر والقلب، وكذلك النساء الحوامل فقد تتسبب الانفعالات في حدوث ردود فعل تؤدي إلى الإجهاض أو حدوث نزيف مفاجئ، لذلك يؤخر عقد الجلسات لهن إلى ما بعد تمام فترة النفاس.

30_ إهمال متابعة الطبيب المختص، خاصة في الحالات المصابة بمرض عضوي مصحوبًا بالمس، فيظل المريض يشكو من الآلام ظنًا أنه لا يزال ممسوسًا، ففي الوقت الذي تتحسن فيه الحالة من المس والسحر تستمر صحته سيئة، وإن بعض الذين يتناولون جرعات كبيرة من عقاقير الصرع، لا يمكنهم التوقف عن تناولها بمجرد انتهاء المس، فالطبيب ينصح بالاستمرار في تناولها على مدار خمسة أشهر حتى يتأكد من توقف نوبات الصرع تمامًا، ثم يتم وقف تناول الدواء تدريجيًا على مدار سنة كاملة، وهذا بحاجة إلى طبيب يتقي الله تعالى مؤمن بوجود الجن والمس، وهم والحمد لله كثير وسمتهم الالتزام بالدين، فاحرص على الذهاب إليهم، وتجنب الأطباء الدجالين أتباع الهوى والوجاهة فلا أكثر الله منهم.

31_ الخلوة بالأجانب، كخلوة الخطيب بخطيبته، سواء في مكان واحد أو عن طريق الهاتف، أو الخروج معها، فيحضر الشيطان مجلسهما ويكون سببًا في حصول الجن على مدد يعطل مسار العلاج، فعن عقبة بن عامر أن رسول الله r قال: (إياكم والدخول على النساء) فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله أفرأيت الحمو قال: (الحمو الموت)، وإنما معنى كراهية الدخول على النساء على نحو ما روي عن النبي r قال: (لا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان)، والحمو هو أخو الزوج.()

35_ بعض الحالات يستغرق الكشف عليها عددة جلسات حتى يضعف الجن، ويتم التأكد تمامًا أن ما بهم من فعل الجن وليس مرضًا عضويًا،ولدقة التشخيص، فيظن المريض أنه غير مصاب بالمس أو السحر.

32_ عدم إتقان الطهارة كالاستنجاء والاغتسال من الجنابة والحيض، وإهمال الفتيات والنساء الغسل من الاحتلام ظنًا منهن أن المرأة لا تحتلم، فيحضرن الجلسات غير طاهرات فتفشل الجلسة، فمن حديث أنس بن مالك قال: جاءت أم سليم، وهي جدة إسحق إلى رسول الله r فقالت له وعائشة عنده: يا رسول الله المرأة ترى ما يرى الرجل في المنام، فترى من نفسها ما يرى الرجل من نفسه، فقالت عائشة: يا أم سليم فضحت النساء تربت يمينك، فقال لعائشة: (بل أنت فتربت يمينك، نعم فلتغتسل يا أم سليم إذا رأت ذاك)،() وفي رواية عن زينب بنت أم سلمة عن أمها أم سلمة قالت: جاءت أم سليم إلى النبي r فسألته عن المرأة ترى في منامها ما يرى الرجل، قال: (نعم، إذا رأت الماء فلتغتسل) فقلت: فضحت النساء، وهل تحتلم المرأة؟! قال r: (تربت يمينك فبم يشبهها ولدها إذًا!).()

فماء الرجل أي منيه أبيض غليظ رائحته نفاذة كرائحة طلع النخل، أما ماء المرأة أي منيها أصفر اللون رقيق، فعن أنس‌ قال:‌ سألت أم سليم النبي r عن المرأة ترى في منامها فقال:‌ (إذا رأت ذلك فأنزلت فعليها الغسل)، فقالت:‌ أيكون هذا؟! قال:‌ (نعم؛ ماء الرجل غليظ أبيض، وماء المرأة رقيق أصفر، فأيهما سبق أشبهه الولد)‌،() وهذا في الغالب فقد تتغير درجات ألوانهما وخفة لزوجتهما من وقت للآخر ومن شخص للآخر.

وقول عامة الفقهاء أن المرأة إذا رأت في المنام مثل ما يرى الرجل فأنزلت أن عليها الغسل، وبه يقول سفيان الثوري والشافعي، لذلك فعلى جميع المصابات خاصة (بمس عشق) غسل الجنابة إن وجدن أثر اعتداء الجن عليهن منامًا أو يقظة، حكمهن في ذلك حكم الرجل إذا ما احتلم، أما إذا أمذى الرجل أو قذت المرأة فالمذي والقذي كلاهما نجس وعليهما الوضوء.

33_ حضور النساء الجلسة وهن حيض، وللأسف ثبت بالتجربة فشل الجلسات في فترة الحيض، إلا أن يكون الجن ثائر وبحاجة (لجلسة ردع)، فهذا استثناء، وفقًا لتقدير المعالج.

34_ ذهاب المريض إلى المعالجين (المخاويين) الذين يدعون أن معهم جن مسلم يساعدهم في الكشف وعلاج المس والسحر، والبعض يستعين بهم في إجراء العمليات الجراحية الدقيقة والمعقدة، وهذا منعطف خطر فلا يمكن التأكد من أن هذا الجني مسلم فعلاً، مما قد يعرض المريض للانتكاس على المدى البعيد، ولو بعد هدوء الحالة واستقرارها.

35_ خوف المريض من الشيطان أكثر من خوفه من الله، والله أحق أن يخافه، قال تعالى: إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءهُ فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ [آل عمران: 175]، فيفقد الإخلاص لله، فالمعالج لو خاف من الشيطان لحظة واحدة لانتهى أمره، فيأتي الشيطان للمريض في أحلامه يخوفه من المعالج، أو يهدده بأنه سيؤذيه، وأنه سيفعل به كذا وكذا لو استمر مع المعالج، فإذا استيقظ من نومه خاف من الشيطان وأطاعه في كل معصية، فهذا يسب الدين ويحلق لحيته، وتلك تخلع حجابها، وتهمل صلاتها، ويحدث أكثر من هذا بكثير، وهذه انتكاسة لصالح الشيطان.

36_ فقدان الإخلاص واليقين وحسن الظن بالله، والتعلق بالأعمال والعبادات بدون إخلاص التوجه إلى الله، فيطلب المريض من المعالج أن يصف له آية أو دعاء يتخلص به مما هو فيه عند الضرورة! وكأن العبادات والأدعية صارت ترياقًا أو عقاقير مسكنة تحمل مفعولاً سحريًا والعياذ بالله، لنستخدمها عند الأزمات فقط، أحبتي في الله كل هذه العبادات ما هي إلا وسائل شرعها الله طلبًا لرحمته، وقد تنوعت في أشكالها رفعًا للملل عن الأنفس، وتفقد فاعليتها وجدواها ما لم يتوفر الإخلاص لله، واليقين وحسن الظن بالله، فعن أبي هريرة‌ قال: قال النبي r: (لن يدخل أحدًا عمله الجنة) قالوا: ولا أنت يا رسول الله قال: (ولا أنا إلا أن يتغمدني الله بفضل رحمته، فسددوا وقاربوا، ولا يتمنى أحدكم الموت، إما محسن فلعله يزداد خيرا، وإما مسيء فلعله أن يستعتب).‌()

فماذا لو عجز المريض عن الدعاء والعبادة؟ وكيف بنا بمن غاب عن وعيه ليوم ويومين وربما أكثر، فلا صلى ولا ذكر الله طرفة عين ومع هذا يقيله الله من عسرته، عن أبي الأشعث أنه راح إلى مسجد دمشق وهجر بالرواح فلقي شداد بن أوس الأنصاري والصنابحي معه قلت: أين تريدان يرحمكما الله؟ قالا: نريد ههنا إلى أخ لنا مريض نعوده، فانطلقت معهما حتى دخلا على ذلك، فقالا له: كيف أصبحت؟ قال: أصبحت بنعمة وفضل فقال له شداد: أبشر بكفارات السيئات وحط الخطايا، إني سمعت رسول الله r يقول: (إن الله عز وجل يقول: إذا ابتليت عبدًا من عبادي مؤمنًا فحمدني على ما ابتليته فإنه من مضجعه كيوم ولدته أمه من الخطايا، ويقول الرب عز وجل: أنا قيدت عبدي هذا، وابتليته فأجروا له ما كنتم تجرون له قبل ذلك وهو صحيح).()

38_ استلام المريض لإرادة الشيطان وأوامره، فتراه جاثمًا في فراشه، فلا يحاول الخروج إلى عمله، أو يتعطل عن دراسته إن كان طالبًا، ويهجر زوجته إن كان مربوطًا، ظنًا منه أن الشيطان مسيطر على إرادته بسبب السحر أو المس، فمن الممكن أن يسيطر الشيطان على أجسادنا، فلا نملك رده عنا، ولكن لا يملك أن يسيطر على إرادتنا، تمامًا كما حدث مع الصحابية أم زفر فكان الشيطان يصرعها ويجردها، لكن هذا لم يمنعها من إنكار ذلك والذهاب إلى النبي r طلبًا للدعاء منه، أو إذا خشيت أن يأتيها تأتي أستار الكعبة فتتعلق بها، أي لم يمنعها من الأخذ بالأسباب، لأنه لا سلطان له على إرادتها، فالاستسلام لمشيئة الشيطان شرك والعياذ بالله، فأين أنت من قوله تعالى: وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِىَ الأَمْرُ إِنَّ اللّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ [إبراهيم: 22].

لذلك يجب أن تحاول الذهاب إلى عملك ولو محمولاً على الأكتاف، أو زحفًا على بطنك، ولتمكث في العمل كل يوم ولو لمدة قراءة فاتحة الكتاب، وكل يوم يمر ستمكث مدة أطول، وهكذا، لتثبت بالفعل أنك مؤمن بأنه لا مشيئة للشيطان مع مشيئة الله تعالى، وإن كنت مربوطًا حاول معاشرة زوجتك ولو بالتقبيل والمداعبة، وعلى الطالب أن يذهب لدراسته، وليذاكر دروسه بشرط أن تكون نيته من هذه الدراسة لله ولخدمة المسلمين، وليس لغرض دنيوي والاستعلاء على أقرانه وقومه، كما يفعل سفهاء أهل هذا الزمان، مع ما تيسر من تلاوة القرآن إن كان لديه فائض وقت، فلا يهمل دروسه على حساب العلاج، فالاستسلام للشيطان هو من أعظم مداخله، وسر هذا أن الشيطان يئوس بطبعه فإذا وجد منك إصرارًا خلاف مراده يئس وانصرف عنك، وإذا وجد منك استسلامًا دخل قلبه الكبر والغرور فيتمادى فيما هو فيه. ()

39_ من الأخطاء الشائعة بين كثير من المرضى والمعالجين قيامهم بصلاة ركعتين بنية قضاء الحاجة قبل بدء الجلسة، وبالتأكيد ليس الخطأ في صلاة الركعتين، ولكن الخطأ في توقيت هذه الصلاة، حيث كان يجب صلاتها في السحر لأنه من أوقات إجابة الدعاء، ففي الحقيقة أن الجلسة بدأت بمجرد صلاته هاتين الركعتين، وحتى موعد الجلسة يجب أن لا يفتر اللسان عن التحصين بذكر الله تعالى، ويا حبذا لو تصدق قبل بدأ الجلسة ولو بالقليل من المتيسر والمتاح لديه لقوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ذَلِكَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَأَطْهَرُ فَإِن لَّمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ [المجادلة: 12]، فإذا كنا مطالبون بتقديم الصدقات عند مناجاة الرسول الكريم r، فكيف بك الحال أيها المريض والمعالج وأنت سوف تناجى المولى عز وجل بالدعاء له والابتهال إليه، قال تعالى: فَلَوْلاَ أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُسَبِّحِينَ لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ [الصافات: 143-144]، فالاستعاذة بالله تعالى والاستعانة به يجب أن تكون سابقة على مواجهة الفتن، وقبل التعرض لها والوقوع فيها، بدون التعرض لأدنى مفاجئة أو مباغتة، وهكذا فعندما بدأ الجلسة سوف يكون الجن معدًا للمواجهة في حالة يرثى لها، وإذا طالت بالمعالج الجلسة بدون تحقيق أي نتيجة تذكر فليبادر فورًا بصلاة ركعتين بنية الاستغفار، وبمشيئة الله تعالى وقبل أن تنهى هاتين الركعتين سوف يأتي الفرج من الله تعالى، فربما كان هناك ذنبًا لم تستغفر الله تعالى عليه بعد، أو اكتسبت إثمًا في أثناء ذهابك إلى المريض فكان سببًا في حجب الإجابة، فإن لم تتم النتائج المنتظرة فراجع أحوال المريض، فغالبًا سيكون سبب حجب الدعاء عنده، فتنبهوا لذلك واحرصوا عليه كل الحرص بارك الله تعالى فيكم جميعًا.

40_ سب الشيطان وشتمه، وهذه معصية ومخالفة شرعية يجهل بها كثير من الناس، فقد نهى النبي عن سب الشيطان وشتمه، فقد صح عن أبي هريرة مرفوعًا قول النبي r: (لا تسبوا الشيطان، واستعيذوا بالله من شره)، ()عن والد أبي المليح‌ قال عثر بالنبي r حماره فقلت: تعس الشيطان فقال النبي r: (لا تقل تعس الشيطان فإنه يعظم حتى يصير مثل البيت و يقول: بقوتي صرعته ولكن قل:‌ باسم الله فإنك إذا قلت ذلك تصاغر حتى يصير مثل الذباب‌)،() وللأسف أن هذا منتشر فقط بين الأدعياء والدجالين، ممن ينسبون أنفسهم كذبًا وزورًا إلى فئة المعالجين بالقرآن، وقد يصل الحد ببعضهم إلى الضرب بنعالهم! وكأن سر قوتهم في نعالهم لا في علمهم وعملهم، مخالفين بذلك الأدب والأخلاق، فالمعالج عف اللسان، لين الجانب، ليس بالفظً ولا بالغليظً، ولكن هؤلاء يفعلون هذا بطريقة استعراضية توحي للسذج بعظيم سلطانهم على الجن، مستغلين مخاوف الناس وأوهامهم، وللأسف أن المريض وأهله يقعون فريسة لهذه السلوكيات الوضيعة، فتصيبهم عدوى بذاءة اللسان من هؤلاء الأفاقين، فيشرعون في سب الشيطان وشتمه بين كل حين وآخر، وهذا مما يكسبهم السيئات، وكسب السيئات مما يقوي شوكة الشيطان، لأنه نجح بتفوق في إيقاعهم في الذنوب والمعاصي، فيفشل العلاج ويتأخر الشفاء.

42_ عدم مواظبة المريض على العبادات والطاعات قبل نزول البلاء به، وخاصة الأذكار المسنونة والتسبيح، فهذا سبب في طول فترة حلول البلاء به، والشاهد من قوله تعالى: فَلَوْلاَ أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُسَبِّحِينَ لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ [الصافات: 143 : 144]، فالملتزمين بالدين قبل نزول البلاء بهم يكون أهون وأكثر سهولة وأسرع في النتائج من العابثين اللاهين عن ذكر الله تعالى.

41_ تعلق المريضة عاطفيًا بالمعالج، وهذا أمر خطير يجب عدم إغفاله، وإن كانت مشاعرا طيبة، إلا أنها مشاعر تتعارض وإخلاص النية لله تعالى، فيتحول العلاج من نية العبادة إلى نية النكاح، وعندها يفقد الإخلاص المطلوب فيفشل العلاج، فعن أبي هريرة‌ قال النبي r:‌ (إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها، فهجرته إلى ما هاجر إليه)،‌() فحتى لو كانت مشاعر صادقة فسيزكي نارها الشيطان خروجًا من مأزق العلاج ليتبدد الإخلاص ويفشل العلاج، فالشيطان إما أن يفر بالمريضة فيخوفها من المعالج ويبغضها فيه، فيسحر عينها فترى المعالج في صور قبيحة، كما في (سحر التقبيح)، أو على العكس تمامًا فقد يزين لها المعالج، كما في (سحر التولة) و(سحر التجميل).
أما الحب في الله لتقوى المعالج وصلاحه، وثقتنا في دينه وخلقه وأمانته، فحكمه كحكم حبنا لشيوخنا وعلماءنا ودعاتنا، فهذا لا بأس به، فعن ابن عباس‌ قال: قال رسول اللّه r:‌ (أوثق عرى الإيمان:‌ الموالاة في الله، والمعاداة في الله، والحب في الله، والبغض في الله عز وجل).()

وعن أبي ذر‌ أن النبي r قال: (إذا أحب أحدكم صاحبه فليأته في منزله فليخبره أنه يحبه لله)،()

وعن معاذ‌ أن النبي r قال: (قال الله تعالى:‌ المتحابون في جلالي لهم منابر من نور يغبطهم النبيون والشهداء).()

فسلوك المعالج المخلص ليس بالضرورة ناشئًا عن عاطفة خاصة، ولكنه يتجنب الفظاظة والغلظة تأليفًا للقلوب، ولكن المريضة في الغالب لم تتعامل مع رجل صالح فتنبهر به وبدعائه المجاب فتتمناه زوجًا لها، وهذا ليس عيبًا، ولكن فليرجأ هذا إلى ما بعد الشفاء، فستتبدد مشاعرك، وستكتشفي أنها زائفة، ومن وحي الشيطان وتزيينه، لذلك يجب أن تكون علاقة المريضة بالمعالج في إطار محاربة الشيطان، أما المعالج المحنك فيدرك تمامًا كيفية مواجهة هذا.


نقلا عن كتاب (نصائح لعلاج الحائرين من فضائح السحر ومس الشياطين)

بهاء الدين شلبي

أبو البراء
13-05-2005, 09:02 PM
بارك الله فيكَ أخي الحبيب ( جند الله ) ، فقط أحببت التعقيب على مسألة الرقية على الحائض والنفساء ، فلم يثبت لي ما ثبت للكاتب ، بل على العكس من ذلك تماماً ، فهذه من الأوقات التي يمكن رقية المرأة فيها بل وتتأثر كثيراً بالرقية الشرعية ، والله تعالى أعلم ، مع تمنياتي لكَ أخي الحبيب بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0

جند الله
14-05-2005, 02:07 AM
بارك الله فيكَ أخي الحبيب ( جند الله ) ، فقط أحببت التعقيب على مسألة الرقية على الحائض والنفساء ، فلم يثبت لي ما ثبت للكاتب ، بل على العكس من ذلك تماماً ، فهذه من الأوقات التي يمكن رقية المرأة فيها بل وتتأثر كثيراً بالرقية الشرعية ، والله تعالى أعلم ، مع تمنياتي لكَ أخي الحبيب بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


شيخنا الفاضل (أبو البراء)

في حقيقة الأمر أنا لم أنفي وجود التأثير للرقية الشرعية، لكن هناك فارق بين تأثير الرقية في فترة الحيض والنفاس، فالرقية تؤثر في اي وقت، لا خلاف حول هذا، وبين أن تستجيب الحالة والجني للرقية، بسبب تحصن الجني بالنجاسات، وعلى هذا فهناك نوعان من الاستجابة للرقية استاجبة سلبية، واستجابة إيجابية:

الاستجابة الإيجابية: وفيها تحقق الرقية نتائجها كاملة في أثناء الجلسة، ويظهر التعب والإعياء على الشيطان بجلاء ووضوح، ولا يستطيع الفرار بسهولة.

الاستجابة السلبية: وفيها تظهر الانفعالات على ا لمريضة وردود الفعل للقراءة، لكن الجني في هذه الحالة يتحصن بالرحم المشبع بالدم ويفر من الرقية، وهنا أدعو الله تعالى عليه بقوله (ويسأولونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن)، أو استخدام الموجات الصوتية بسماعات أذن ضخمة توضع أسفل البطن على الرحم، فتشعر المريضة على الفور برعشة وحركة واهتزازات في الرحم، ومن الممكن أن يحضر وينطق، لكن في واقع الأمر لا يتم حصاد نتائج الجلسة بشكل كامل.

لذلك فمظاهر التأثر هذه غير مجدية إلى حد كبير، وليست ذات دلالة أو مقياس على نجاح الجلسة، فالمريضة تتعب كثيرا ولكن للأسف لا تجني ثمرة هذا التعب، لذلك أنا استثنيت فيما سبق وذكرته جدوى (جلسة الردع) أرهق فيها الجني حتى يتوقف عن مرواغة المريضة وأذيتها ، خاصة في حالات الأرق والصرع التي يزيد فيها تسلط الجني على المريضة، ويفهم من هذا أن الرقية لها تأثير في الجني، لكن التأثير ضعيف ليس بذلك القوي، لأن اللعين له مكر آخر في الحفاظ على نفسه والتحصن بالرحم والنجاسات، فلا تحقق الجلسة هدفها بالكامل.

ملاحظة: وهنا إضافة أحب ان أضيفها، من الممكن للمعالج أن يستغل فرصة هروب الجني داخل الرحم واستقراره فيه، ليقوم بأعمال أخرى في تحصين الجسم وسد ثغوره، وبدون معوقات من الشيطان، فإذا عاود الجني الظهور بعد الحيض وجد سدودا وموانع تعيقه عن الحركة في الجسم بسلامة، لذك فإذا فاجئتني المريضة بنزول الحيض بشكل أو آخر لا أهدر وقتي وأئفل راجعا، ولكن أحاول اللاستفادة من هذا الوضع المفاجئ في جني ثمار أخرى في مكان بعيد لا يخطر ببال الشيطان.

وضحى
14-05-2005, 01:16 PM
السلام عليكم ورحمه اللله وبركاته
اشكرك اخي (جند الله ) على طرحك
القيم الذي يدعو الى محاسبه النفس في تاخر العلاج
ولكن ليس كل تاخر في العلاج يكون بسبب المريض
فربما يكون بسبب المريض او المعالج او حكمه من الله
للمريض والمعالج ؟؟؟


وهناك بحث لابو البراء في كتبه يتكلم بهذا الصدد من
الموضوع فحبذا لو يرفقه وان لم يستطع فاحاول ان
شاء الله ارفاقه لتعم الفائده .......................

ولكني توقفت على الرقيه على الحائض والنفساء
كان ردك موضحا" بتجارب عمليه وظنون حسيه ولكن
اعلم يااخي ان الشيطان يكون اكثر تسلطه على النساء
في هذه الفتره لضعف المراه وعدم تحصينها بقراءه القران
ويمكن تحصينها بالاذكار وغيرها يكون لها درع واقي من
مكر الشيطان ولكن ليس دائما" هروبه الى الرحم فالاختلاف
واضح من حاله لاخرى والقياس ممنوع على تعميم الحاله على
الكل وحضوره يكون اقوى لضعف المراه على مجابهته فهذه
طبيعه المراه في هذه الفتره فلا تنسى طبيعه التعب والاعياء
والحاله النفسيه والسيكولوجيه التي تصاحبها فيجد الشيطان
منفذ اكبر ووقت اكثر في تلك الفتره ؟؟؟؟

الله يجزيك الف خير على التذكره وان شاء الله بميزان حسناتك

جند الله
14-05-2005, 01:52 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أختي الفاضلة (وضحى) حفظك الله ورعاكي

جزاك الله خير الجزاء على هذه الإضافة الحكيمة، وهذا البيان الطيب.

وما تفضلتي بذكره هو من أهم أسباب تعطل العلاج في فترة تفقد المرأة الكثير من اتزانها النفسي والعصبي والمزاجي، وبالتالي يؤثر كل هذا في مجمله بالسلب على حصانتها المضادة للشيطان، لهذا ذكرت امكان الاستفادة من هذه الفترة في أجراء بعض التعديلات في التحصينات ورتق الثغور بالدعاء لله تبارك وتعالى.

لذلك ترد أمامي بعض الحالات المنقولة إلي من المصحات النفسية والعصبية، وقد تناول المريض جرعات عالية من العقاقير المخدرة، مما يؤثر على الحالة النفسية والعصبية للمريض، وللأسف الشديد فتعاطي العقاقير المهدئة والمخدرة تضعف نتائج الجلسة تماما، بل وتساعد الجن على السيطرة أكثر على جسد المريض، لذلك أقوم بعقد جلسة ردع أو عدة جلسات حتى يسترد المريض كامل وعيه وانتباهه، وهذا يتم على مدار أسبوع أو أكثر، ثم اشرع في العلاج بعد ذلك، وهذه إضافة لا بدد من ذكرها لتعم الفائدة.

إلا أن هناك توضيح لأمر قد سبق وبينته في مكان آخر، وهو أن حضور الجني على الجسد علامة تدل على ضعفه، وليست علامة قوة، حيث يفقد الجني حوالي 80% من قوته في هذا الحضور، لذلك فالساحر منهم لا يحضر ولا يتكلم، لأن مصدر قوته هو السحر، فالساحر من الجن للمعالج حسابات خاصة في التعامل معه، فإذا فقد الجني تحصيناته السحرية ضعف وحضر.

ولا تحرمينا أختي من مشاركاتك البناء مشكورة

الراقي السلفي
14-05-2005, 02:47 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



.


11_ هجر المريض تلاوة القرآن والاستعاضة عنه بسماع شرائط الرقية، ونتيجة لحصر الرقية في آيات بعينها انتشرت اليوم مسجلة على شرائط، وللأسف صارت تباع في السوق السوداء، وبأسعار مبالغ فيها إذا ما قورنت بأسعار الشرائط الدعوية، وإن انصراف المرضى من جهد وثواب القراءة إلى الاستماع لما اشتهر بمجموعة شرائط (الرقية الشرعية) نتج عنه أن ركن الناس إلى سماع الشرائط وهجروا المصاحف، فعن أبي الأحوص عن عبد الله مرفوعًا (من سره أن يحب الله ورسوله فليقرأ في المصحف)،() فالتسجيل يعمل في جهة وعقل المريض وعينيه في جهة أخرى، وبالوقت تحولت هذه الشرائط إلى نوع جديد من التمائم، مما شكل خطرًا داهمًا على عقيدة الأمة، وقد منع الأزهر إصدار التصاريح بتداولها، وهو قرار يحسب للأزهر، هذا إن لم يكن قرار المنع على ذمة سبب آخر، ناهيك عن ما قد يحدق بالمريض من خطر داهم لدى استماعه لمثل هذه الشرائط في غياب وجود معالج برفقته، فإنه يخشى أن تؤثر الرقية في الجن فيتخبط بالمريض، هذا إن استطاع المريض التركيز عند سماعها، فلم يصرفه الشيطان عن سماعها بشرود ذهنه!



أخي الفاضل هذا من العجائب !!!!

أن تتحول هذه الأشرطة إلى نوع من الأحجبة ، وفي موضع آخر ترى أن الفطر علاج لهذه الأمراض الروحية ، ولا تخشى أن يتحول إلى الفطر إلى نوع من الأحجبة

والقرآن هو كلام الله سواء قرأه القارىء أو سمعناه من المسجل وبركته حاصلة ، وإنما منع منع سماع الرقية بالأشرطة ، لافتقارها إلى نية الرقية ، لا من أجل أنها حجاب ، وقد صح عن ابن عباس أنه قال ( من سمع آية من كتاب الله كانت له نورا يوم القيامة ) ومثل هذا لا يُقال بالرأي

وقد سُئل العلامة ابن باز - رحمه الله -
أيهما أفضل قراءة القرآن أم استماعه عبر الأشرطة المسجلة
س : أيهما أفضل قراءة القرآن أم الاستماع إلى أحد القراء عبر الأشرطة المسجلة؟

ج : الأفضل أن يعمل بما هو أصلح لقلبه وأكثر تأثيرا فيه من القراءة أو الاستماع لأن المقصود من القراءة هو التدبر والفهم للمعنى والعمل بما يدل عليه كتاب الله عز وجل كما قال الله سبحانه : كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ وقال عز وجل إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ الآية . وقال سبحانه قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ الآية

http://www.binbaz.org.sa/last_resault.asp?hID=3074

وكم إنسان شفاه الله بسماع أشرطة الرقية ، بل هي أنفع من الأدوية الحسية ، فتنبه أخي الكريم

جند الله
14-05-2005, 03:42 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخي الراقي السلفي

لا تعجب من حال المسلمين اليوم وقد اتخذوا من كتاب الله تبارك وتعالى تمائم وأحجبة يحملونا في جيوبهم ويعلقونها متدلية في سياراتهم الفارهة، ويتدلى حلية من ذهب على صدور الغواني، هذه تميمة محمولة، وتلك تميمة مسموعة.

فهم تركوا تدبر القرآن وانصرفوا عنه إلى السماع لصوت فلان العذب وصوت آخر وآخر، يقولون بعلو صوتهم (الله) استحسانا لصوت القارئ، وليس استحسانا لعبرة وعظة وقعت في أنفسهم، ويا حسرتاه على حالهم!!!!!!

فمنهم من يشغل شرائط الرقية ليل نهار، موجات صوتية ترن في المكان وتدوي، وهم مشغولون بشيء آخر، هذا يلعب، وذاك يدخن لفافة من التبغ، وذاك يثرثر في الهاتف، المهم في هذا كله أنهم يعتقدون مع ما يفعلونه أن البركة ستحل على بيوتهم بدون اعطاء القرآن حقه، أين حق كتاب الله اليوم؟؟؟؟؟ إذا ضاع حق كتاب الله عز وجل من المسلمين تحول كتاب الله بين ايدهم إلى مجرد مصاحف وحبر على ورق، وموجات كهرومغناطيسية لا أكثر من هذا، فهل في نظرك أنت أن من يتعلق ببعض الورق والأصوات من دون الله أنه لم يتعلق تميمة؟

هل سر بركة كتاب الله في تلاوته وتدبر معانيه، أم في وريقات المصحف؟ أم ترى في صوت المقرئ العذب؟ هذا هو ما أشير إليه في كلامي، فإن تدبر المريض ووعى ما يتلى جاء الشفاء، لأنه لم يتعلق بالماديات ولكن تعلق برب الماديات، لذلك يشفى من أعطى القرآن حقه، ويمكث في البلاء من هجر القرآن تدبرا وعملا.

التميمة يا أخي باب كبير يطول شرحه، ولها أنواع كثيرة، منها ما يعلق على الجردران والنحور، ومنها ما ينقش على الجلد مثل الوشم، ومن التمائم ما يتعلق في عقول الناس كالتشاؤوم والتطير، وكل هذا يدبج بآي الذكر الحكيم ليكتسب مشروعية في عقول البسطاء، وكذلك من سمع القرآن ولم يتدبره حسب أن مجرد ترديد صوت القارئ في المكان تحل به البركة، وهذا تعلق بصوت القارئ وليس تعلق بما يتلى من كلام الله.

لذلك أنا في كتابي هذا أنبه الناس لأهمية التعامل مع كتاب الله وإجلاله، ومحذرا من خطورة التعلق به كمدون على ورق أو مسموع على شرائط وهجره تدبرا وعملا وأن يتجاوز آذانهم وأبصارهم إلى قلوبهم.

ثم وما علاقة الفطر بموضوعنا هذا؟؟؟!!!!!!!! وبالمناسبة أنا ذكرت أن الفطر يعبده بعض الناس، فهل يحرم أكل الفطر لذلك وقد أنزله الله تبارك وتعالى على بني إسرائيل.


أرجو منك أخي الفاضل عندما تقرأ كلامي أن يتسع أفقك وصدرك لأبعاده، ولا تأخذ الكلام بدون غور أسباره.

أبو البراء
14-05-2005, 06:14 PM
بارك الله في الجميع ، ولا خلاف إن شاء الله في كل ما ذكر ، والفطر من الأسباب الحسية للعلاج والاستشفاء ، وحتى هذه لم ثبت لي ما ذكره أخي الحبيب ( جند الله ) ، ولكني لا أشك مطلقاً أنه صاحب خبرة وتجارب عملية في الرقية الشرعية - أقصد الأسباب الحسية - ولا مانع مطلقاً من العلم والتعلم فالرقية بحر لن تصل إل قاعه ، مع تمنياتي للجميع بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0

جند الله
14-05-2005, 09:41 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شيخنا الفاضل (أبو البراء) حفظك الله ورعاك

هناك نوعين من الحالات في حضور الجن، حالة يحضر فيها، وحالات لا يحضر فيها، فإذا أردت أن تتأكد من فاعلية الفطر فجربه في حالة حضور الجني على الجسد، وعلى هذا ستظهر لكم النتائج جلية، اما في حالة عدم حضوره فنتائج الفطر خفية غير ظاهرة أو غير ملموسة، لكن طالما ثبت فائدته مع حالة الحضور فحتما في غير حالة الحضور له فائدة تخفى علينا ولا نراها.

وأنت في واقع الأمر لم تسرد لنا تجربتك في استخدام الفطر، ربما أن هناك شيء في التجربة كان السبب في عدم جدواها، فهناك مثلا من اشترى فطرا مجففا من عند العطار، وهذا طبعا لا فائدة فيه بالمرة، لأن المادة الفعالة فيه لا تتجاوز 8% من مكوناته وهي الألياف، وبسبب سوء تخزينه وتجاوزه مدة الصلاحية، بينما تجربتي تقول أنه لابد ان يكون طازجا.

فأنا جربته كثيرا، لكن تأثيره لا يظهر إلا في حالة الحضور الكلي، أو تظهر نتائجه في صورة رفض المريض تناوله، أو تقيؤه، هناك ردود فعل كثيرة جدا، فأرجو أن تعرض لنا تجربتك.

أبو البراء
15-05-2005, 06:34 AM
بارك الله فيكَ أخي الحبيب ( جند الله ) ، ولا أخفيك فحتى هذه اللحظة لم استخدم الفطر ، وتأكد بأنني سوف أفعل وأقدم النتائج التي تظهر لي لكافة الأعضاء والزوار ، مع تمنياتي للجميع بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0

ابن حزم
25-05-2005, 11:57 AM
بارك الله فيمن يتمسك بكتاب الله وبسنة رسوله عليه الصلاة والسلام وزاد الله ضلال من تركهما وتمسك ببدعة ألا ان كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار

جند الله
04-06-2005, 04:07 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سبحانك اللهم وبحمدك .... لا إله إلا أنت .... استغفرك وأتوب إليك

أبو البراء
04-06-2005, 05:14 AM
( سبحانك اللهم وبحمدك .... أشهد أن لا إله إلا أنت .... استغفرك وأتوب إليك )

أبو فهد
09-06-2005, 05:58 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ــــــــــــــ

يقول الكاتب :

[ وقد فاتهم أن هذا من خصائص النبوة، فلا يملك أحدًا مهما بلغ شأنه أن يأمر الجن والشياطين بالخروج فيطيعوه،]

قلت سبحان الله هذا مما يؤكد أن هذا الكاتب لا يوثق في كلامه وأقواله معظمها غير موثقة ، يقول الشيخ الفاضل أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني حفظه الله :

[ قال الشبلي : ( قال القاضي أبو الحسن بن القاضي أبي يعلى بن الفراء الحنبلي : سمعت أحمد بن عبيد الله قال : سمعت أبا الحسن علي بن علي بن أحمد بن علي العكبري قدم علينا من عكبرا في ذي القعدة سنة اثنتين وثلاثمائة قال : حدثني أبي عن جدي قال : كنت في مسجد أبي عبدالله أحمد ابن حنبل فأنفذ إليه المتوكل صاحبا له يعلمه أن له جارية بها صرع وسأله أن يدعو الله لها بالعافية ، فأخرج له أحمد نعلي خشب بشراك من خوص للوضوء فدفعه إلى صاحب له وقال له : امض إلى دار أمير المؤمنين وتجلس عند رأس هذه الجارية وتقول له - يعني للجني - قال لك أحمد : أيما أحب إليك تخرج من هذه الجارية أو تصفع بهذه النعل سبعين ، فمضى إليه وقال له مثل ما قال الإمام أحمد ، فقال له المارد على لسان الجارية : السمع والطاعة لو أمرنا أحمد أن لا نقيم بالعراق ما أقمنا به 00 وخرج من الجارية 0 وهدأت ورزقت أولادا ، فلما مات أحمد عاودها المارد فأنفذ المتوكل إلى صاحبه أبي بكر المروزي وعرفه الحال 0 فأخذ المروزي النعل ومضى إلى الجارية فكلمه العفريت على لسانها : لا أخرج من هذه الجارية ولا أطيعك ولا أقبل منك ، أحمد بن حنبل أطاع الله فأمرنا بطاعته ) ( أحكام الجان - نقلا عن طبقات أصحاب الإمام أحمد - ص 152 ) 0

http://gesah.net/vb/vb/showthread.php?t=5359&highlight=%C3%CE%D8%C7%C1+%C7%E1%E3%DA%C7%E1%CC%ED %E4

]

ــــــــــــــ

يقول الكاتب :

[ فإذا عقد الصحابي لنفس المريض السابق جلسة كل أسبوع لشفي بعد شهر ونصف،]

قلت وهل إذا عقد الصحابي (6) جلسات في أسرع ما يمكن معنى كلامك عليه تطول وتقصرمدة الشفاء حسب الزمن الذي تتم فيه تنفيذ الجلسات ذلك كلام لا أساس له من الصحة . لأن الإجابة للدعاء وحصول الشفاء من عدمه كل ذلك من علم الله ولا نعلم عن قبول الدعاء أو عدمه وكذلك حصول الشفاء أو عدمه إنما نأخذ بالأسباب ونحسن الظن بالله .

ــــــــــــــ

يقول الكاتب :

[ 1_ تعثر خطوات المريض وبطئه في التوبة، وعدم جديته في الالتزام بدينه، وهذا من أهم عوامل فشل العلاج، فلا نتعجل الذهاب إلى معالج حتى نتأكد من جديتنا في التوبة والالتزام. ]

[[ جاء في حاشية البجيرمي - الجزء 2 ، صفحة 185 .

مطلب هل يستجاب دعاء الكافر قوله وإن كان الراجح الخ في أنه هل يجوز أن يقال يستجاب دعاء الكافر فمنعه الجمهور للآية المذكورة ولأنه لا يدعو الله لأنه لأنه وإن أقر به تعالى فلما وصفه بما لا يليق به فقد نقض إقراره وما روي في الحديث من أن دعوة المظلوم وإن كان كافرا تستجاب فمحمول على كفران النعمة وجوزه بعضهم لقوله تعالى حكاية عن إبليس رب أنظرني فقال تعالى إنك من المنظرين الأعراف 15 وهذا إجابة وإليه ذهب أبو القاسم الحكيم وأبو النصر الدبوسي وقال الصدر الشهيد وبه يفتى كذا في شرح العقائد للسعد وفي البحر عن الولوالجية أن الفتوى على أنه يجوز أن يقال يستجاب دعاؤه اه وما في النهر من قوله أي يجوز عقلا وإن لم يقع فهو بعيد بل الخلاف في الجواز شرعا إذ المانع لا يقول إنه مستحيل عقلا تأمل قوله ففي الآخر وهو دعاء أهل النار بتخفيف العذاب بدليل صدر الآية وهو وقال الذين في النار لخزنة جهنم ادعوا ربكم يومامن العذاب ثم قالوا أو لم تك تأتيكم رسلكم بالبينات قالوا بلى قالوا فادعو وما دعاء الكافرين إلا في ضلال غافر 49 50 قوله شروح مجمع أقول لم أر ذلك في شرحه لمصنفه ولا في شرحه لابن ملك ولعله في غيرهما .]]

ــــــــــــــ

[[ جاء في الفواكه الدواني الجزء 2 صفحة 335 .

واعلم ان لاجابة الدعاء شروطا في الداعي وهي ان يعتقد انه لا يقدر على تحصيل مطلوبه الا الله سبحانه وتعلى وان يدعو بنية صادقة وحضور قلب وان يكون مجتنبا لاستعمال الحرام وان لايكون عنده ملالة من الدعاء بحيث يقول في نفسه كم دعوب ولم يستجب لي وان يكون على غاية من السكينة وشروطا في المدعو به وهي ان يكون من الامور الجائزة الممكنه فلا يدعو بمستحيل ولا بمحرم وان يكون مصدرا بالثناء على الله والصلاة على نبيه ثم وان يكون في اوقات الاجابة كوقت السحر او وقت النداء او ثم الصف في سبيل الله او ثم نزول المطر او زمن السجود او ثم ختم القران وان يكن باللفظ العربي وغير ملحون للقادر على الصواب ]]

ــــــــــــــ

وهذا كلام يحتاج إلى بحث وتفصيل أكثر. فكم من المرضى حصل لهم العلاج وحصل لهم الشفاء إن كان المعَالِِِِج أو المعَالَج .

[[3154] حدثنا عمر بن حفص حدثنا أبي حدثنا الأعمش حدثنا زيد بن وهب حدثنا عبد الله حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
وهو الصادق المصدوق إن أحدكم يجمع في بطن أمه أربعين يوما ثم يكون علقة مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك ثم يبعث الله إليه ملكا بأربع كلمات فيكتب عمله وأجله ورزقه وشقي أو سعيد ثم ينفخ فيه الروح فإن الرجل ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخل الجنة وإن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخل النار .
( صحيح البخاري الجزء 3 ، صفحة 1212)]
]

أما التوبة فهي من شروط قبول الدعاء . لكن لا نعلم قبول الدعاء من عدمه . وكما هو معلوم أننا لا نزكي أحدا ونحدده بعينه إلاّ من ورد في حقه نص شرعي وكثير من الأمور الغيبية لا نعلمها .

يقول الكاتب :

[ 2_ فساد عقيدة المريض وخراب دينه، وتعلقه بالشركيات والوثنيات، واعتقاده في الخرافات، وما ترسخ لديه من مفاهيم خاطئة عن العلاج .]

ليس ذلك سببا :

فقد تأخر الشفاء عند نبي الله أيوب عليه السلام .

[ 3_ الاحتفاظ بالتمائم والأحجبة، وأداء الطقوس السحرية، كالزار، والبخور، و(المبايتة) وضع خبز وملح ولبن وشمع بجواره أثناء النوم أو في الحمام، والذبح للجن مع دهان الجسد بدماءها ويسمى (التزفير).]

الله هو الشافي ، أما تلك الأفعال فليس من أسباب تأخر الشفاء .

يقول الكاتب :
[ 4_ ولأن العلاج يعتمد على الدعاء فقد لا يستجاب الدعاء بسب أن المريض ينفق على علاجه من مال حرام، فعن أبي هريرة‌ رضي الله عنه قال أن النبي r قال: (أيها الناس إن الله طيب لا يقبل إلا طيبًا، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين) فقال:‌ يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُواْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُواْ صَالِحًا إِنِّى بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ وقال:يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ ثم ذكر (الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء:‌ يا رب يا رب!‌ ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك). ()]

الإستدل في غير محله ( يمد يديه إلى السماء ) ولم يقل الشفاء
وأي دعاء : [[ فقد وردت كلمة الدعاء القرآن الكريم للدلالة على معان عديدة ، فقد جاءت بمعنى

أ - العبادة : ( ولا تدع من دون الله مالا ينفعك ولا يضرك ) يونس 106

ب - الإستعانة : ( وأدعوا شهدآءكم من دون الله ) البقرة 23

ج - السؤال : ( أدعوني أستجب لكم ) غافر 106

د - النداء : ( يوم يدعوكم ) الإسراء 52

هـ - الثناء : ( قل أدعوا الله أو أدعواالرحمن ) الإسراء 110

و - القول : ( دعوتهم فيها سبحانك ) اللهم ) يونس 10

المصدر : معذرة المؤمنين إلى رب العالمين صفحة 27) ]]


وهل العلاج على على عمومه يعتمد على الدعاء ، كما تقول

[[[5356] حدثني الحسين حدثنا أحمد بن منيع حدثنا مروان بن شجاع حدثنا سالم الأفطس عن سعيد بن جبير عن بن عباس رضي الله عنهما قال الشفاء في ثلاثة شربة عسل وشرطة محجم وكية نار وأنهى أمتي عن الكي رفع الحديث ورواه القمي عن ليث عن مجاهد عن بن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم في العسل والحجم

(صحيح البخاري – الجزء 5 ، صفحة 2151)]]‌

يقول الكاتب :

[ 5_ إن عدم طاعة الزوجة لزوجها، وعقوق الوالدين، ودعائهما ودعاء المظلوم عليه، من أهم أسباب الفشل التي قد تغيب من حسابات المريض، وتكون سببًا في لعنة الملائكة، وعدم إجابة الدعاء، فعن أبي هريرة‌ قال: قال رسول الله r: (إذا باتت المرأة هاجرة فراش زوجها لعنتها الملائكة حتى تصبح)‌،() وعن أبي هريرة‌ قال: قال رسول الله r: ‌(ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهن؛ دعوة الوالد على ولده، ودعوة المسافر، ودعوة المظلوم)،‌() وبالتالي لا أمل يرجى في الشفاء ما لم يتخلص المريض تمامًا من نزول هذه اللعنات عليه.

6_ قد يفقد المريض صبره، ويضيق صدره بالعلاج والمعالج ،فلا تجد له صبرًا على ما أصابه من قدر الله تعالى، فيقول وكأن الشفاء بيد المعالج: كل هذه التلاوة ولا فائدة فمتى أشفى؟ فعن أبي هريرة أن رسول الله r قال: (يستجاب لأحدكم ما لم يعجل يقول دعوت فلم يستجب لي).() لتتوقف إجابة الدعاء ويتأخر الشفاء. ]

الكاتب تحدث عن موضوع الدعاء وليس عن أسباب فشل العلاج وطول مدته !!!

[ 7_ قد يتعجل المريض الشفاء أحيانًا، فإن لم يشفى من أول جلسة أهمل تلاوة الورد القرآني، وتشكك في المعالج وانصرف عنه، وأدبر يسعى بحثًا عن (الرجل الأسطورة) الذي في خياله، ليقع فريسة للدجالين والسحرة الذين يجيدون خداع أمثاله، وبذلك تزداد الحالة تعقيدًا، ليزداد المريض ضعفًا، ويزداد الجن بذلك تمكنًا منه، وليدب اليأس في قلب المريض، لذلك أنصح بعدم كثرة التقلب على المعالجين كلما سمعنا عن معجزات هذا وكرامات ذلك، لأن الجن يتمرس على أساليب المعالجين ويحتاط لنفسه، فطالمنا وثقنا في المعالج فلا بد من الاستئذان منه قبل الانصراف عنه إلى آخر حتى ولو كنا سنذهب لأشهر المعالجين، إلا أن يحيلنا إلى من هو أجدر منه، فربما للمعالج خطة تستلزم منه الصبر زمنًا.]

هذه هرطقات وخزعبلات فلا بد من الاستئذان منه قبل الانصراف عنه إلى آخر حتى ولو كنا سنذهب لأشهر المعالجين .


[ 8_ الذهاب إلى المعالج بدون التحري عنه، وللأسف أن البعض يسلم نفسه للمعالج بناء على الصيت والسمعة فقط، ولمجرد المظهر الطيب، وهذه سفاهة مرفوضة تمامًا، لأنه يجب التحري عنه، وسؤال (العلماء) عن سلامة مسلكه، لا أن نسأل عنه الجهلاء ممن خدعهم السحرة والدجالين.]

بناء على الصيت والسمعة فقط، ولمجرد المظهر الطيب، وهذه سفاهة مرفوضة تمامًا نحن لنا الظاهر والله يتولى السرائر .

[ 9_ شدة كفر الساحر ومهارته في صناعة (السحر) بطرق معقدة تحتاج زمنًا حتى يكتشف المعالج سر صناعته، فقد يعقد السحر بسحر آخر، فلا يبطل الأول إلا إذا بطل الثاني، أو لفرط نجاسة أمر التكليف، أو لكثرة عدد خدام السحر، أو الإصابة بعدد كبير من الأسحار، على مدار سنين طويلة، وفي بعض الحالات يكون مخزن الجن في جسد الأم أو الأب أو الزوج أو أحد الاخوة، فيستمر الجن في إرسال المدد إلى جسد المريض ويتأخر شفاءه زمنًا حتى يكتشف المعالج ذلك، وغير ذلك كثير مما لا حصر له.]

أي مخزن وأي مدد وأي معالج الله هو الشافي ولا يفلح الساحر حيث أتى ...

[ 10_ قد تتوقف النتائج لمدة أربعين يومًا رغم أن المريض مستمر في أداء العلاج بدقة، مع الالتزام بالجلسات، ولكن المعالج سيكتشف أن الدعاء لا يستجاب، وهنا يجب أن يتشكك في المريض وسلامة تصرفاته، فربما اكتشف ذهابه لأحد العرافين وقراءة الفنجان، مما تسبب في عدم قبول صلاته أربعين يومًا، فأنى يستجاب لمن لم تقبل صلاته، وليرقص الشيطان وليفرح أيما فرح، فعن صفية عن بعض أزواج النبي r عن النبي r قال: (من أتى عرافًا فصدقه بما يقول لم يقبل له صلاة أربعين يوما).()]

وهل عدم حصول الشفاء دليل على عدم قبول الدعاء ؟ لماذا لا يكون عدم حصول الشفاء دليل على قبول الدعاء وكيف شاهدت الشيطان يرقص .

وعموم الموضوع بصفة عامة غير مؤصل بأقوال لأهل العلم وإنما هو حسب ما أملاه عقل الكاتب ولقد أستدل بآيات وأحاديث في غير محلها . ولم نشاهد أقوال لأهل العلم في أي موضوع ذهب إليه ...

أبو البراء
10-06-2005, 01:01 AM
بارك الله فيكَ أخي الحبيب ( معالج متمرس ) ، مع تمنياتي لكَ بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0

العروس السعيدة
11-06-2005, 09:58 AM
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى أهله وصحابته أجمعين،

أود الإستفسار من أخي كاتب الموضوع / جندالله.. عن النقطة السابعة عشر..

وهي :
أن الجن المتلبس للأشخاص الحاضرين في جلسة العلاج الجماعي.. تُصبر بعضها بعضا وتتحايل مع بعضها لكي تظل في جسم المتلبس..

ألا يعد هذا من التحدث في الغيبيات أخي الكريم؟؟
فما الدليل على هذا الأمر؟

أنا لا ادعي العلم ولا أجادل في أمور لاعلم لي بها - حاشا لله -..

لكني أنقل ما أجده من منتداكم المفيد إلى المعالج الذي يرقيني..
لأكثف علاجي أولا..

ولأستفيد بأكبر قدر من المعرفة بهذه الأمور التي أجهلها من باب "إعرف عدوك تغلبه".. هذا ثانيا..

ولأفيد أخواتي المسلمات بالعلم النافع ممن يعانين أشد المعاناة في حياتهن ولايعلمن بخبث مايعانين.. ثالثاً..

فأحببت أن أنقل مثل هذه الأمور إلى المعالج.. للإستيضاح عن بعض النقاط.. لكنه لم يقتنع..
بل ويصر ألا أستمع لما يورد في منتداكم.. فلم يورد من السنة شئ من مثل هذه الغيبيات؟؟؟

جعلني هذا أتردد في إفادة الكثير من أخواتي المسلمات خوفا من عدم الصحة فيما أنقله..
وجعلني رفض المعالج لما أذكره له أتشكك في بعض الأمور التي تذكرونها.. بخصوص هذا العالم المجهول "وأعتذر عن ذلك"..

فهل ممكن أن تزودوني بمصادر موثوقة للعلاج يمكنني أن أعود إليها..؟ وتكون حجتي للإقناع..؟

اتمنى سعة الصدر.. فالغاية هي إفادة الغير وتفريج الكربات بعون الله لنيل الأجر والثواب..

ولكم جزيل الشكر..

أبو البراء
11-06-2005, 10:23 AM
الأخت الفاضلة ( العروس غير الضائعة ) حفظها الله ورعاها

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،

أما بخصوص قولك : ( أن الجن المتلبس للأشخاص الحاضرين في جلسة العلاج الجماعي.. تُصبر بعضها بعضا وتتحايل مع بعضها لكي تظل في جسم المتلبس 00 ألا يعد هذا من التحدث في الغيبيات أخي الكريم؟؟ فما الدليل على هذا الأمر؟؟؟ ) 0

أولاً بارك الله فيكِ أخيتي على هذا الحرص ، وياحبذا أن كثير من المرضى يسأل ويتقصى عن العلاج والاستشفاء ، ولكن مع الأسف تجد أن السواد الأعظم حالهم يقول : ( مع الخيل يا شقراء ) 0

أعود لهذا الطرح وأود أخيتي أن تعلمي أن أمور الرقية الشرعية تنقسم إلى أمرين :

الأول : أمور توقيفية تعبدية : وهذه لا بد من الالتزام بالنص الصريح الصحيح ، ولا بد من الالتزام الحرفي بما جاء في الكتاب والسنة وأقوال علماء الأمة 0

الثاني : أمور حسية تتبع التجربة والخبرة 0

وما سألت عنه أخية يتبع الأمر الثاني ، ولذلك تجدين أن هناك آثار سلبية للرقية الجماعية ، وأحيلكِ في ذلك للنص المقتبس التالي :

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ،،،

ومن باب الأمانة العلمية فلا بد من إيضاح مسألة هامة حول ما نراه ونسمعه اليوم على الساحة من عبث العابثين ، ودجل الدجالين ، وجهل الجاهلين ، والعبث بالعقيدة ، والاستهتار بالدين من أناس لا خلاق لهم ، وكل تلك الأخلاقيات والتصرفات لا تمت بصلة من قريب أو بعيد بالرقية الشرعية وأهدافها وغاياتها السامية النبيلة ، وأذكر كلاما جميلا ينقل هذا الواقع لعلامة بلاد الشام الشيخ محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله - حيث يقول :

( ليس غرضي مما تقدم إلا إثبات ما أثبته الشرع من الأمور الغيبية ، والرد على من ينكرها ، ولكني من جانب آخر أنكر أشد الإنكار على الذين يستغلون هذه العقيدة ، ويتخذون استحضار الجن ومخاطبتهم مهنة لمعالجة المجانين والمصابين بالصرع ، ويتخذون في ذلك من الوسائل التي تزيد على مجرد تلاوة القرآن مما لم ينزل الله به سلطانا ، كالضرب الشديد الذي قد يترتب عليه أحيانا قتل المصاب كما وقع هنا في عمان ، وفي مصر ، مما صار حديث الجرائد والمجالس 0
لقد كان الذين يتولون القراءة على المصروعين أفرادا قليلين ، صالحين فيما مضى ، فصاروا اليوم بالمئات ، وفيهم بعض النسوة المتبرجات ، فخرج الأمر عن كونه وسيلة شرعية – لا يقوم به ( إلا ) الأطباء عادة – إلى أمور ووسائل أخرى لا يعرفها الشرع ولا الطب معا ، فهي- عندي - نوع من الدجل والوساوس ) ( السلسلة الصحيحة 2918 ) 0

يعقب الأستاذ سعيد عبد العظيم على كلام العلامة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني حيث يقول : ( وهو كلام عالم بالشرع الواقع ، يثبت به ما أثبته الشرع ، وينفي به ما نفاه الشرع ، ويصطلح معه كل فريق على حقه ، ولو أحسن الإنسان الظن بالمتفرغين لعلاج حالات الصرع ، لقال : إن الدافع لهم مع وجود النوايا الطيبة هي هذه الجلسات المطولة والحوارات الكثيرة التي تتم مع الجن !! والتي أدت إلى انشغالهم وانقطاعهم ، ولو أنهم استقاموا على شرع الله في علاجهم لما احتاجوا لمثل هذا التفرغ المزعوم ، ونحن في هذا المقام لا ننكر وجود الصالحين ممن خلصت نواياهم ويعالجون وفق الشرع والدين ، ولكنهم قلة وندرة وسط غثاء كثير ؛ فالواجب علينا أن نرد الحق لنصابه ، وأن لا نغفل دور الأطباء النفسانيين وغيرهم فطائفة منهم قديماً وحديثاً تثبت الصرع الجني وعندهم من العلم والتقوى ما يستطيعون به التمييز بين المس الشيطاني والمرض العضوي ؛ فلا داعي للتحرج من مراجعتهم والاستفادة مما عندهم – إن لم يخالف الشرع – وإلا فمن تطبب بغير طب فهو ضامن ، والسبيل الذي نراه لتحقيق المصلحة ودفع المضرة والمفسدة ، أن يتم التعاون مع الأطباء عموماً والنفسيين خصوصاً ، لا التنفير منهم أو تقمص شخصياتهم ) ( الرقية النافعة للأمراض الشائعة – ص 82 ) 0

وأدون هنا بعض المفاسد التي قد تترتب على القراءة الجماعية ، مع حرصي الشديد على التنبيه والتنويه إلى أنه بالإمكان مراقبة تلك المفاسد والتصرفات والسيطرة عليها ، من خلال تكاتف المعالجين والعلماء والمرضى ومراكز الدعوة والإرشاد ، مع الدعوة الصريحة لتقنين الأمر وضبطه وفق القواعد والأصول الشرعية التي لا بد أن يستند إليها ، فلا يخوض غمار هذا الأمر الخطير كل نطيحة وسائبة ومتردية وأكيلة سبع ، فتحافظ الرقية الشرعية على كينونتها ونقائها من الشوائب والرواسب 0

وإليك أيها القارئ الكريم بعض المفاسد المترتبة على الرقية الجماعية :

1)- التعلق بالمعالج والتبرك به : تعلق الناس بتلك الأماكن وبشخصية المعالج ، فأصبحت النظرة لهؤلاء المعالجين تتسم بالتقدير والإجلال والإكبار وقد تعدت ذلك في بعض الأحيان إلى التبرك والعياذ بالله ، ويمكن معالجة ذلك الأمر الخطير بالتوعية الشرعية لكل من يطرق باب الرقية والعلاج ، ولا بد من إيضاح أن الرقية من الأسباب الشرعية المباحة للشفاء بإذن الله تعالى ، وأن المعالج لا يملك من الأمر شيئا ، ولن يتأتى ذلك إلا بتعاون الجميع للوصول إلى هذا الهدف وتلك الغاية 0

2)- اهمال الحقوق الزوجية : بعض المريضات أهملن وبشكل ملفت للنظر الحقوق الزوجية والحقوق المتعلقة بالبيت والأولاد وأصبح ارتياد هذه الأماكن شغلهم الشاغل بل قد تنقلوا من بلد إلى بلد ومن قطر إلى قطر ، وقد أثر ذلك الأمر بشكل كبير على الأسرة الواحدة ، وهذا بطبيعته أدى للضياع والتشتت وتفتيت هذه الأسر ، فأهملت حقوق الزوجية وتربية الأبناء وهم فلذات الأكباد ، وكان الأجدى والأولى أن يرقي الإنسان نفسه وأهل بيته وهذا هو الفعل الثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في رقيته لنفسه وآل بيته وفعل عائشة - رضي الله عنها - كذلك ، وإن اضطر إلى الذهاب لمن يوثق في علمه ودينه فلا تثريب عليه ، وكل ذلك يحتاج لتقنين وضبط وفق قواعد وأسس شرعية محددة 0

3)- الوسوسة والوهم : زرع الوسوسة والوهم في نفوس كثير من مرتادي تلك العيادات ، فأصبح الكل يعتقد أن به مس من الجن أو انتابه ضرب من ضروب السحر والكهانة ونحوه ، أو أصابته العين والحسد ، بل قد وصل الأمر في بعض أماكن الرقية الشرعية الجماعية الى ما يفوق الوصف والتصور خاصة بالنسبة لتصرفات بعض النساء ممن لا خلاق لهن فأصبح ارتياد هذه الأماكن بالنسبة اليهن مكانا للتمثيل والتهريج وقلة الأدب ، بل وصل الأمر في البعض لتصرفات وكلمات تخدش الحياء ، بل تعدى ذلك أحيانا للتفوه بكلمات كفرية ، وما أظن تلك الحالات إلا أنها تعاني من مشاكل أو أمراض نفسية أو اجتماعية أو أسرية وأرادت أن تفرغ تلك الطاقات المكبوتة في تلك الأماكن المفترض أن تكون أماكن علاج بالقرآن واستماع له وتفاعل مع آياته قولا وعملا ليكون شفاء لأمراض القلوب والأبدان ، ولا بد أن نعتقد جازمين بأن قدرة الجن والشياطين للوصول الى هذا الحد نادرة ، ومن هنا تبرز أهمية شخصية المعالج في التعامل مع المرضى ، وايقاف كل من تسول له نفسه العبث في تلك الأماكن وتشويه سمعتها ، وللأسف فإن بعض المعالجين قد أوصلوا بعض المرضى لمثل ذلك الأمر ، وأُذَكِّرُ كل من تظاهرت واحترفت مهنة التمثيل في تلك الأماكن بأن الله سبحانه وتعالى مضطلع لا تخفى عليه خافية ، وقد تبتلى تلك المسكينة بأحد الأمراض التي تصيب النفس البشرية من صرع وسحر وحسد ونحوه ، وحينئذ تبكي بالدماء والدموع وعندها لا ينفع الندم والبكاء 0

ولن يستطيع المعالج القضاء على تلك الظاهرة الخطيرة إلا بزرع الإيمان واليقين في نفوس المرضى وترسيخ الثقة المطلقة بالله سبحانه ، وتوجيه المرضى على اختلاف أمراضهم للتقرب إلى الله بالطاعات والبعد عن المعاصي ، والتوجه إليه بالذكر والدعاء وطلب الشفاء 0

4)- تساهل بعض المعالجين في تعامله مع النساء : تساهل بعض المعالجين في تعامله مع النساء ، وعدم الحرص في كثير من المسائل الشرعية المتعلقة بهن ، كاللباس الشرعي ، والخضوع في القول ، والتركيز على بعضهن دون البعض الآخر ، والسؤال عن بعض الحالات دون غيرها ، ونحو ذلك من أمور أخرى ، وقد تكلمت سابقا بإسهاب وتفصيل عن بعض تلك التجاوزات في كتابي بعنوان ( القواعد المثلى لعلاج الصرع والسحر والعين بالرقى ) ولا يمكن في هذه الحالة ضبط ذلك الأمر إلا بتوفر شروط أساسية أذكر منها :

أ)- توفر العلم الشرعي الذي يؤهل المعالج الوقوف على كافة تلك التجاوزات ، وإدراكه لمدى خطورتها من الناحية الشرعية 0

ب)- المراقبة والمتابعة المستمرة للمعالج وطريقته في الرقية والعلاج ، ولا يمكن تحقيق ذلك الهدف إلا بتكاتف الجهود بين المعالج والعلماء ومراكز الدعوة والإرشاد 0

ج)- التقوى ومخافة الله سبحانه وتعالى ، وإدراك أن المرأة من أشد وأعتى أسلحة الشيطان التي يشهرها في وجوه الرجال لإيقاعهم في حبائله والنيل منهم ، وقد أشارت لذلك المفهوم بعض النصوص القرآنية والحديثية0

5)- المعصية وإضاعة الوقت : أصبحت بعض العيادات مقرا ومركزا للقاءات والأحاديث الهامشية الجانبية ، فكثرت الغيبة والنميمة والاستهزاء والقذف والتشهير في الآخرين ، ونسي أو تناسى كثير ممن أقحم نفسه في هذه الأمور ، أن الله سبحانه وتعالى يمهل ولا يهمل 0

ومن هنا كان الواجب الشرعي يحتم على المعالج أن يظهر لمرتادي تلك العيادات نعمة الصحة والعافية ، وأن تكون الغاية والهدف لمن يأتي لمثل تلك الأماكن الاستماع لكلام الله سبحانه وتعالى بتأمل وتدبر وخشوع والاستشفاء به ، والدعوة لإخوانه وأخواته بإزالة الغمة وتفريج الكربة 0

6)- التجارة والمزايدة : أصبحت بعض العيادات مراكز للتجارة والمزايدة والتكسب ، وقد تكلمت بتفصيل وإسهاب عن هذه النقطة في الفصل الخاص بالعلاج تحت عنوان " القواعد والأسس الرئيسة في الرقية الشرعية " ولكني أعيد وأذكر بإخلاص النية وأن تكون الغاية والهدف من الرقية الشرعية التقرب إلى الله سبحانه وتعالى باعتبار أنها أمر توقيفي تعبدي ، والأمور التوقيفية مبناها على التعبد كما أشار إلى ذلك المفهوم بعض أهل العلم ومنهم شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - ولا بد للمعالج من اليقين التام بأن تفريج كربة مسلم عند الله سبحانه وتعالى خير من الدنيا وما فيها 0

7)- إفشاء أسرار المرضى من بعض مرتادي هذه العيادات : وقد أدى ذلك لمفاسد اجتماعية عظيمة لا يعلم مداها إلا الله سبحانه وتعالى ، فالواجب يحتم على المعالج التنبيه والتحذير من ذلك الأسلوب ، وخطورته على الفرد والأسرة والمجتمع المسلم ، حيث يولد نشر مثل تلك الأسرار الخاصة بالمرضى بين عامة المسلمين وخاصتهم لأحقاد وضغائن ومفاسد اجتماعية أخرى لا يعلم مداها وضررها إلا الله 0

8)- انتشار الأمراض النفسية : أصبحت بعض تلك المقرات مدعاة لإحداث ونشوء أمراض نفسية لدى بعض المرضى نتيجة التخبط الحاصل في الوسائل والأساليب المنهجية التي يتبعها المعالج ، وكثير من الناس اليوم فقد الثقة ببعض المعالجين نتيجة الجهل والتخبط والضياع وقد أثر ذلك على الرقية الشرعية وأهلها ومن هنا نسمع بين الفينة والأخرى القذف والتشهير من أناس لا خلاق لهم ، اتخذوا هؤلاء الجهلة مطية لتمرير مثل تلك الأقوال 0

يقول الأستاذ علي بن محمد ياسين : ( وأما الرقية الجماعية فإن فيها من السلبيات ما يؤثر على إيجابياتها إن كان لها إيجابيات ، فمن تلك السلبيات :
1- اختلاط الحابل بالنابل ، الصحيح مع السقيم ، وما يحدث فيها من تأثيرات نفسية ، من خوف وإيحاءات وغيرها 0
2- خطورة تعرض السليم من الأمراض الروحية – المس والسحر - ، الذي يشعر بمعاناة نفسية 0
3- فضح المريض وهتك أسراره ، وكشف عورته أمام الناس 0
4- يلاحظ أن هذه الطريقة - القراءة الجماعية - قليلة النفع إذا قورنت بالقراءة الفردية ) ( مهلاً أيها الرقاة – باختصار - ص 48 ، 49 ) 0

قلت : الرقية الجماعية لها إيجابياتها ولها سلبياتها ، ولا يمكن أن ننكر بأي حال الإيجابيات العظيمة للرقية لو قنن الأمر من قبل ولاة الأمر والعلماء وفق الضوابط الشرعية والطبية فإن الرقية الجماعية سوف تأتي بنفع عظيم بإذن الله تعالى ، وقد ذكرت بعض المصالح المترتبة على هذا النوع من الرقى في مناقشة سابقة للدكتور الفاضل علي بن نفيع العلياني 0

سائلاً المولى عز وجل أن يوفقنا جميعاً لما يحبه ويرضاه ، إنه سميع مجيب الدعاء 0

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ،،،

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0

وقد ثبت لدى أثبات المعالجين ما نقله الأخ الحبيب ( جند الله ) ، وهذا مشاهد محسوس وهو من الأشياء الحسية التي لا تحتاج إلى الدليل ، وكما تلاحظين يا رعاك الله فالكل في المكنتدى لا يكتب إلا ويؤصل المسألة التي يبحثها ولكِ أن تعودي لكثير من المواضيع كي يتبين لكِ هذا الأمر 0

أما ما ذكره المعالج - وفقه الله لكل خير ، فلا يعتد به لأن الأصل في العودة للمواقع ونحوه هو طلبة العلم والعلماء والدعاة ، وما كان له أن يتكلم عن الموقع دون معرفة سابقة ، لأن الأصل في الحكم على الشيئ هو فرع من تصوره ، ولا أعتقد مطلقاً أنه قد دخل أو تصفح الموقع من قريب أو بعيد ، لذلك أدعو له بالهداية والتوفيق والسداد ، مع تمنياتي لكِ أخية بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم / أبو البراء أسامة بن ياشسين المعاني 0

جند الله
11-06-2005, 10:52 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخت الفاضلة (العروس الضائعة)

قلت في كتابي السابق

17_ حضور بعض الممسوسين من الأقارب والمحارم جلسات العلاج فيشجع الجن بعضهم بعضًا، ويصبرون أنفسهم بإسداء النصائح فيتأخر العلاج، وهذا ملاحظ في فوضى ما يعرف (بالعلاج الجماعي) وهو خطأ فادح وقع فيه الكثير بسبب كثرة المرضى وندرة المعالجين.

أقول وبالله التوفيق: الغيب نوعين غيب كلي مطلق لا يعلمه إلا الله تبارك وتعالى، وغيب جزئي مقيد، يعلمه البعض ويجهله البعض الآخر، وهناك فارق بين (علم الغيب) وبين (معرفة الغيب).

علم الغيب: هو امتلاك علم الغيب، وهذا لا يحق إلى في ذات الله سبحانه وتعالى. قال تعالى: (عَالِمُ الْغَيْبِ فَلاَ يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا ، إِلاَّ مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا (الجن: 27). قال تعالى: (أَعِندَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرَى) (النجم: 35).

معرفة الغيب: وهي تعاطي الأسباب لمعرفة الغيب والاطلاع عليه، قال تعالى: (فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلاَّ دَابَّةُ الأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَن لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ) (سبأ: 14)، فهناك اسباب يتعطاها المخلوق حسب قدرته فيستطيع بذلك معرفة الغيب والاستدلال عليه، كاستراق الجن السمع مثلا، والتخمين الذي قدد يصيب أحيانا كثيرة جدا، مثل أنك تعرضين أعراضك على المعالج أو الطبيب ومن خلال استعراضها يعرف كل ما لديك من داء، وعلى هذا يشخص لك الداء.

وعلى ما تقدم فللمعالج خبرته ومراسه اللذان يستطيع من خلالهما الوقوف على امور متعلقة بعالم غيبي هو عالم الجن، فكما هو معروف لنا أن الجن من الممكن أن تظهر لنا في صور شتى، أي أن هناك وسائل للتواصل بين عالم الجن وعالم الإنس، من هذه الوسائل حضور الجن على الجسم، وكشفهم بعض الحقائق عن عالمهم الغيبي، فصارت هذه المعلومات معروفة لمعالج بينما هي مجهولة لدى معالج آخر، على أي حال الاطلاع على معلومة غيبية كهذه لا يفيد صحتها على الإطلاق، بل يجب أن تخضع للتجارب والرباهين والأدلة حتى يثبت صحتها، وهناط فارق بين ثبوت وجود الشيء وبين مشروعيته، فقد يثبت وجود هذا الأمر شرعا، وقد لا يثبت لانعدام الدليل الشرعي على وجوده، لأن الشرع ما جاء ليطلعنا على كل خبايا وأسرار عالم الجن، ولكن الشرع بين لنا وجود اختلاف بيننا وبينهم، فاذا اكتشفنا شيئا عجيبا من أسرارهم ثبت لنا وجود عجيب أسرارهم بالدليل، وقد ثبت لبعض الصحابة بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم بعض خصائص عن عالم الجن لم تثبت في الكتاب والسنة.

فعن الشعبي قال: قال عبد الله بن مسعود لقي رجل من أصحاب محمد رجلا من الجن فصارعه فصرعه الإنسي، فقال له الإنسي: إني لأراك ضئيلا شخيتًا، كأن ذريعتيك ذريعتا كلب، فكذلك أنتم معشر الجن أم أنت من بينهم كذلك؟ قال: لا والله، إني منهم لضليع، ولكن عاودني الثانية، فإن صرعتني علمتك شيئا ينفعك، قال: نعم، قال: تقرأ (اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَىُّ الْقَيُّومُ) قال: نعم، قال: فإنك لا تقرؤها في بيت إلا خرج منه الشيطان له خبج كخبج الحمار، ثم لا يدخله حتى يصبح، قال أبو محمد: الضئيل؛ الدقيق، والشخيت؛ المهزول، والضليع؛ جيد الأضلاع، والخبج؛ الريح. (أخرجه: الدارمي (3247). ).

فهذه صفة من صفات الشياطين اطلع عليها أحد الصحابة، وهي أن الشيطان كان ضئيلا شخيتًا، كأن ذريعتيه ذريعتا كلب، وقال الشيطان: لا والله، إني منهم لضليع، إذا فهناك معلومات غيبية قد يدركها البعض وقد لا يدركها البعض الآخر، وليس كل المعلومات الغيبية عن عالم محصورة في مصدري التشريع الإسلامي.



أما ما يتعلق بأن الجن يعين بعضهم بعضا أثناء جلسات العلاج فهذا عرفناه بالخبرة والتجربة، سواء كان الجن يعين بعضهم بعضا بالكلام ويسمع هذا جميع الحضور، أو لاحظنا وجود مضاعفات امتنع وجودها في حالة عدم حضور المصاب الآخر، وبالتالي استنتجنا وجود تعاون مشترك بينهما، هذا بخلاف اقرار الجن أنفسهم بذلك، وأيضا الرؤى المنامية لعض المرضى أو من خلال الكشف البصري المنامي استطعنا ان نكتشف وجود تعاون بين الشياطين، بل ومعروف ايضا بين كل أثبات المعالجين، ان الشيطان قد يكون عاشقا على جسد الزوجة فيعقد الزوج عن زوجته، والطفل ما لم يبلغ الحلم ينتقل إليه الشيطان من جسد أمه، والمريض بين أفراد أسرته ينتقل من الشياطين إلى سائر أفراد أسرته، وها الأخير يطلق عليه (السحر المنعكس).

وثابت في السنة الصحيحة أن الشياطين تساعد بعضها بعض فيعملون من خلال سرايا منظمة، وهذا دليل فيه حجة كافية لرد من ينكر هذا الأمر. وهذا دليل من القرآن ان الشياطين تتحرك كجنود تبعا لإبليس وهذا يدل على التعاون بينهم والتنظيم في العمل، قال تعال: (فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ ، وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ) (الشعراء: 94، 95)، وهذا دليل آخر أن الشياطين توحي لبعضها البعض بالشر والفساد، قال تعالى: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ) (الأنعام: 112).

وقد صح عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن إبليس يضع عرشه على الماء، ثم يبعث سراياه، فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة، يجيء أحدهم فيقول: فعلت كذا وكذا، فيقول: ما صنعت شيئا، قال: ثم يجيء أحدهم فيقول: ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته، قال: فيدنيه منه ويقول: نعم أنت)، قال: الأعمش أراه قال: (فيلتزمه).(أخرجه: مسلم (5032). )

وفي رواية عن أبي موسى الأشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا أصبح إبليس بث جنوده، فيقول: من أضل اليوم مسلمًا ألبسته التاج، قال: فيخرج هذا فيقول: لم أزل به حتى طلق امرأته، فقال: أوشك أن يتزوج، ويجيء هذا فيقول: لم أزل به حتى عق والديه، فيقول: يوشك أن يبرهما، ويجيء هذا فيقول: لم أزل به حتى أشرك، فيقول: أنت أنت! ويجيء هذا فيقول: لم أزل به حتى قتل، فيقول: أنت أنت ويلبسه التاج).( (سلسلة الأحاديث الصحيحة) (1280). )

وعن أبو التياح قال: قلت لعبد الرحمن بن خنبش التميمي وكان كبيرا أدركت رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم، قال: قلت: كيف صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة كادته الشياطين؟ فقال: إن الشياطين تحدرت تلك الليلة على رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأودية والشعاب وفيهم شيطان بيده شعلة نار يريد أن يحرق بها وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهبط إليه جبريل عليه السلام فقال: يا محمد قل، قال: (ما أقول؟) قال: (قل؛ أعوذ بكلمات الله التامة من شر ما خلق وذرأ وبرأ ومن شر ما ينزل من السماء ومن شر ما يعرج فيها ومن شر فتن الليل والنهار ومن شر كل طارق إلا طارقا يطرق بخير يا رحمن)، قال: فطفئت نارهم وهزمهم الله تبارك وتعالى،(أخرجه: أحمد (14913). )

عن جابر‌ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا دخل الرجل بيته فذكر اسم الله تعالى حين يدخل وحين يطعم قال الشيطان:‌ لا مبيت لكم ولا عشاء هاهنا، وإن دخل فلم يذكر اسم الله عند دخوله قال الشيطان:‌ أدركتم المبيت، وإن لم يذكر اسم الله عند مطعمه قال: أدركتم المبيت والعشاء)‌، ((‌صححه الألباني‌)‌ انظر حديث رقم‌:‌ (519) في صحيح الجامع‌.‌ ) فالشيطان هنا يسدي النصح لأقرانه من الشياطين فيخذرهم وينبههم وهذا فيه إشارة للتعاون بينهم وإسداء النصح،
فكيف في جلسات العلاج؟.

ناهيك عن مساوئ الجلسات الجماعية من تكشف المرأة حتى ولو بين أقرانها من النساء، في بيتها المعالج يغض بصره، أما في الجلسات الجماعية فحدثي ولا حرج عن نظرات الفضول والتطفل، وكذلك كشف أسرارها، وعدم احترام خصوصية المريض، وعدم اعطاء المريض حقه من الرعاية والاهتمام بالعلاج واحترام خصوصياته واسراره الشخصية، كيف يستطيع المعالج أعطاء عدة أفراد نفس الجهد والاهتمام في وقت واحد؟ مستحيل، هناك في الصومال على سبيل المثال يتم علاج الناس بجمعهم في هيئة معسكرات ويتم القراءة عليهم بالمايكروفونات، فيختلط الحابل بالنابل وتعم الفوضى، وهذا لا يرضي الله تعالى.

والشاهد على صحة هذا الكلام المذكور هو كثرة الحالات التي تأتينا من بين أصحاب الجلسات الجماعية، لم أسمع إلى الآن عن أحدا خرج منها سليما تماما، بل قد يزيد الأذى فيها، ربما هناك من شفي بحمد الله ومنه، هذا لبساطة حالته، فهناك حالات عالجتها لبساطتها من خلال الهاتف في نصف الساعة وشفيت بفضل الله تعالى، أما الحالات المركبة والمعقدة، وشديدة التعقيد، فأتحدى كل من يجيز الجلسات الجماعية ان تشفى حالة واحدة بهذه الطريقة.



وهذا في النهاية رأيي الشخصي في (العلاج الجماعي) في ضوء خبرتي المتواضعة، ولا أقصد منه النيل من أحد أو التقليل من شأنه، ونسأل الله تعالى التوفيق للجميع.



هذا ما أعلم والله تعالى أعلى واعلم

أبو البراء
11-06-2005, 01:04 PM
بارك الله فيكَ أخي الحبيب ( جند الله ) ، مع تمنياتي لكَ بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0

أبو همام الراقى
24-06-2005, 03:20 PM
ليس لجند الله هذا سوى مصدرين أختى الفاضلة :

1 ) الجن ومايلقونه عليه من تهاويش وبواطيل جعلته يعتقد ثم يستدل .

2 ) كتب السحر والشعوذة .

ِأعاذك الله من الضلالة بعد الهدى !

أبو البراء
25-06-2005, 08:35 PM
لقد تم إيقاف عضوية المذكور ، نسأل الله له الهداية والاستقامة على دينه ، مع تمنياتي للجميع بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0

ابن حزم
13-07-2005, 10:38 AM
لاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم

أبو البراء
13-07-2005, 11:09 AM
( لاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم )